الفصل الثامن 8
بقلم حياة محمد الجدوى
هاله: مين بتقولى انتى متجوزه مين
سميره بكسوف: أدم
هزت هاله رأسها و قالت: أدم مين هو في العماره دى حد اسمه أدم غير بن مدام رحاب
هزت سميره رأسها بلأ
هاله: يعنى انتى انتى (وشاورت عليها) وقالت:
انتى تبقى مرات أدم المز الأمور
هزت سميره راسها بأه
هاله::طب إزاى جت إزاى أدم الحليوه الطعم إللى بيمشى يقول(( ياأرض اتهدى ماعليك أدى)) وتلاقيه كده بيلمع فشر نجوم السينما ولا كريم عبد العزيز في عزه ولا البرفان اللى بيحطه يالهوى حاجه تدوخ
سميره بغيظ: ماكفايه انتى فصصتى الواد بعينيكى
هاله: واد أديكى قولتيها واد يعنى شاب لكن انتى يعنى ماتزعليش منى انا استنيت تقولى انك خالته ولا عمته ولا حاجه من كده مش تقولى مراته.ماتزعليش منى
سميره بحزن: مش زعلانه أنا عارفه انى أكبر منه بس مش بكتير والله يعنى انا اكبر منه ب٨ أو ٩ سنين بس
هاله: وهما دول شويه ده حتى شكلك يقول انك اكبر من كده كمان وبكتير كمان بصراحه انتوا شكلكم مع بعض...
كملت سميره: مش لايق صح
هاله: مفيش أى تشابه من أصله الفرق مابينكم كبير هو بشياكته ووسامته أما انتى معلش يعنى من غير زعل
سميره بسخريه: يعنى بعد كلامك ده وتقولى من غير زعل
هاله: ماتزعليش منى أنا شفتك يجى أربع أو خمس مرات دايما لابسه العبايه السودا دى وحجاب اسود ووشك الدبلان ده يعني
(هزت سميره راسها بإقناع )
كملت هاله: دى مدام رحاب أشيك مليون مره لو تشوفيها كل يوم بتخرج أخر شياكه وأناقه ولبسها كله راقى حتى الوانها حلوه وشيك .
هزت سميره راسها بأسف وهى بتقول: فعلا
هاله: أنا مقصدش أزعلك بس انتوا اتجوزتوا إزاى ؟ اكيد فيه سبب حقيقي يخليكوا تتجوزوا .
هزت سميره رأسها بضيق وقالت: ظروف
هاله: يعنى انتوا تتجوزين كده وكده ولا متجوزين بجد
سميره: انتى هبله يا بت هو فيه حاجه اسمها متجوزين بجد ولا متجوزين بلعب .
هاله : طب ماتقولى لر إيه هيا الظروف دى ؟ يمكن ترتاحى انا حاسه انك مخنوقه ومش متضايقه احكى لى يمكن ترتاحى
بصت لها سميره بتشكيك
هاله: ماتخافيش سرك في بير مايغركيش الهبل اللى باعمله بس صدقيني عمرى ماهتكلم بكلمه واحده من اللى هتقوليه جربينى انا عمرى ما اخون الامانه ولا اكشف سر
كان الباب بيخبط بشده فجريت سميره بسرعه تفتح واتفاجات لما لقت فهيمه وكانت غاضبة جدا: ساعه على ماتفتحى الباب
سميره: أنا فتحت على طول ماتأخرتش
فهيمه: إنتى هتكلمينى من على الباب وسعى كده (( وزقتها ودخلت وقعدت على الأنتريه)
سميره: أدم مش هنا
فهيمه: هو أنا محتاجه إذن حد عشان أدخل بيت حفيدى روحى حضريلى فطار
سميره بدهشة: فطار
فهيمه بأمر: أه فطار واعملى حاجه تفتح النفس مش بلاش كروته وقولى لعيالك انا هريح هنا على الكنبه مش عايزه اسمع همس جنبى حركاتهم دى يبطلوها خليهم يتعلموا الأدب مش بنتى تنزل من هنا وهما يشتغلوا في الخبط والتنطيط. يلا اجرى اعملى لى فطار وكوبايه شاى تكون نص معلفه شاى ومعلقه وربع سكر ولو ماظبطيش السكر هرميها في وشك انتى واقفه متنحه ليه يالا بسرعه مش هاقعد لك طول اليوم.
بصت لها سميره بدهشة كبيرة وكأنها بتقول(( إيه اللى بيحصل سايبه بيتها وأولادها وجايه هنا عشان تفطر)).
لكن بعدها فهمت سميره لوحدها لأن فهيمه ماسابتهاش في حالها كل شويه تنادى عليها وكل شويه تأمرها لحاجه مختلفه مره(( رتبى الكنبه عشان هنام عليها.)) مره تانيه الكنبه دى مش مريحه نفضى التانيه عشان مش متأكده من نظافتها.مره: الشاى ماعجبنيش سكره زياره عن معلقه وربع مش عاجبنى اعملى غيره.مره ( انا هادخل اخد دش فروحى هاتى غيار من شقتى وتعالى عشان تغسلى لبسى اللى هاغيره.واستمرت على الحال ده طول اليوم هى تخدم في فهيمه وتنفذ طلباتها اللى مابتخلصش والاولاد محبوسين في أوضتهم مش عارفين يلعبوا خايفين منها.
دخل أدم البيت تفاجئ من وجود فهيمه في البيت فقال: فوفو الحلوه عندنا إيه النور ده كله اخيرا عملتيها جيتى نورتينى
بصت سميره الناحية التانية في ضيق في حين قالت فهيمه بسرعه: واضح ان فيه ناس مش عاجبهم انى هنا بس أنا قاعدة على نفسهم ده بيت حفيدى وأجى فيه براحتى
بص أدم لسميره بلوم وقال: طبعا يا فوفو البيت بيتك
دخلت رحاب في نفس اللحظة وقالت: طبعا بيتها تدخل في أى مكان يعجبها وتقعد في الحته اللى على مزاجها واللى مش عاجبه الباب يفوت جمل
وطت سميره رأسها وسكتت.
بعد الغداء قام أدم وقال: يا اولاد على ما نشرب الشاي تكونوا لبستوا
رحاب: ليه أن شاءالله
أدم: هاخدهم ونخرج
رحاب: هتروحوا فين ؟
أيمن: فيه إيه يا رحاب هو تحقيق
أدم: لأ عادى يا بابا انا هاخدهم اجيب لهم لبس
( ابتسم أيمن لأدم)
رحاب: هما عندهم لبس
أدم: عارف بس خلاص ورق تحويل المدرسة خلص فلازم اخدهم اجيب لهم يونيفورم المدرسة.
أيمن': وماله خد وطلع من جيبه مبلغ كبير واداره لأدم
أدم: معايا فلوس يا بابا
أيمن: وماله خد بزيادة وجيب لهم كل اللى نفسهم فيه.
بص أدم للأولاد وقال: انتوا لسه واقفين يالا بسرعه كلوا يغير لبسه
قام الأولاد بحماسه لأول مرة يجروا على الشقه التانيه يغيروا لبسهم
ابتسمت سميره برضا وقالت في نفسها: مش مهم تزلنى رحاب ولا أمها كفايه عليا بسمه ولادى دى .
وقامت تعمل الشاى فإتفاجات يأدم وراها في المطبخ.
أدم: انتى بتعملى إيه
سميره: اخص عليك يا أدم اتخضيت . وبعدين بعمل شاى
أدم: هو مفيش هنا بن
سميره: فيه بن ليه
أدم: غريبه أصلى اخدت بالى انك مابتشربيش قهوه بالرغم انك كنتى بتشربى كتير اوى زمان
سميره: راحت خلاص أيام القهوه الحلوه ومبقاش لها طعم ولا معنى فخلاص مبقاش لها لازمه
أدم بزعل : قصدك ايه؟
سميره: ماقصدش إنت زعلت؟
أدم: لأ خلاص بس بعد الشاى غيرى لبسك عشان تيجى معانا
ابتسمت سميره بفرحه لأنها ماخرجتش من أول ماجت مفيش غير لما بتجيب طلبات البيت وبس.
أول ماخرجوا قال أدم: حطى الشاى وروحى غيرى لبسك عشان نخرج
رحاب بغضب: وهتاخدها معاك ليه ان شاءالله هتجيب لها يونيفورم هى كمان
أيمن: مالك يا رحاب متعصبه كده ليه ماتروح معاهم
رحاب: لأ هتعمل ايه يعنى خليها عندى بطانية عايزاها تغسلها.
أدم بزعل:ليه يا ماما تتأجل البطانية على مانرجع
بصت له رحاب بضيق فقالت سميره: خلاص يا أدم روح انت انا هاقعد هنا وأنا هاغسل البطانية لأم أدم
خرج ادم وهو متضايق في حين قام أيمن يرتاح شويه فقالت رحاب بغضب: إيه أم أدم دى هو انا مليون مره محذراكى تقولى لى أم أدم
بصت لها سميره ببرود وقالت: طب وتحبى اقولك يا إيه الاسم الوحيد اللى لازم أناديكى به هو (( ماما)).
رحاب بغضب: نعم ماما إيه
سميره: ولا تحبى أقولك يا حماتى
رحاب: انتى اتجننتى
سميره: هما دول الاسمين الوحاد اللى لازم أناديكى بهم لأنك حاليا أم جوزى يعنى حماتى وفي مكانة أمى.
رحاب: أمك إيه جتك مو
سميره: انا مش عارفه انتى زعلانه منى ليه انا ماعملتش حاجه تزعلك وبحاول أرضيكى بس مش عارفه أعمل لك إيه
بصت لها رحاب بضيق وبعدها سابتها ومشيت
في العاشرة مساء رجع الأولاد وصوت ضحكهم مالى المكان وكل واحد شايل عدد كبير من الأكياس
جرى احمد بسرعه لأمه وقال: شايفه يا ماما أدم جاب لى العاب كتير
رحاب: إيه ده كله كل الوقت ده بتشترى لهم لبس
أدم: لأ بس اخدتهم الملاهى والوقت سرقنا في الالعاب
ابتسمت لهم سميره وهى شايفه الفرحه في عيون اولادها لأول مره من شهور
ملك: وجاب لى لبس حلو أوى وعروسه حلوه اوي
حنين: وأنا كمان
بصت لأدم بشكر على اللى عمله مع أولادها
فتح أدم كيس وخرج اللى فيه وقال لسميره: شوفى كده يا سميره دول يجوا على قدك
بصت سميره للأكياس وقالت: إيه دول
أدم: جيبت لك طاقمين تخرجى فيهم بدل العبايه السمرا القديمه.
بصت سميره للبس باستغراب وقالت: بس دول ملونين أوى مش هاعرف ألبس الحاجات دي
أدم: أولا دى الوان شيك جدا وانتى مش كبيره عشان ترفضى تلبسيهم وبعدين ماما بتلبس الالوان دى
رحاب: قصدك ايه انى كبيرة
أدم: ماقصدش انا اقصد انها بتبقى حلوه اوي وشيك عليكى
بص أيمن لسميره وقال: خدى اللبس يا سميره مبروكين عليكى وكأنه بيقول لها(( قدرى اللى عملوا لك أدم وماتكسريش خاطره وتزعليه))
اخدت سميره الأكياس وهى مش راضيه عنهم لا على الالوان ولا على نوع اللبس.
أما في المساء وكالعاده قعدت سميره تمارس هوايتها في سلخ روحها وهى بتقارن نفسها بأدم وهى بتنظر بصورتها المشوهه في المرايه
وكل مره كانت دايما تحس بالقرف والرغبه الشديده في التقيؤ.
في اليوم التالي مرت سميره من المكتبه من غير ما تحود فخرجت لها هاله بسرعه: لا ده احنا زعلانين بجد
سميره: إزيك يا هاله ولا زعلانه ولا حاجه
هاله: ده انتى زعلانه بجد طب لو كنت ضايقتك فحقك عليا وأدى راسك
سميره: انتى بتعملى ايه يا هبله
هاله: بصالحك يعنى ينفع تعدى من غير ماتحودى عليا .اوبا إيه الحلاوه دي اخيرا غيرنا الأسود وكمان لابسه ( دريس)
سميره: اسكتى ده أنا مكسوفه أوى وانا لابساه وحاسه ان الكل بيتفرج عليا تكمن يعنى ألوانه فاتحه
هاله: بس يا هبله ده اللون(( الكاشميرى)) حلو اوي عليكى ومنور وشك كمان
سميره: بجد
هاله: أه والله طب إيه لسه زعلانه
سميره: ياستى ولا زعلانه ولا حاجه بس اعمل ايه في فهيمه بقى مكرر عليا تيجى تأنسنى من أول النهار لحد مابدخل أنام
هاله: ياستار يا رب من الحيزبونه دى المهم مش هيحصل حاجه لما نشرب كوبايتن شاى سوا
تعالى تعالى شوفى من حظك انا عامله قراقيش بالعجوه عشان نسقسق سوا في الشاى دوقى وقولى رأيك
سميره:: ياسلام يعنى انتى عامله القراقيش دى
هاله:أه والله
سميره: ياسلام ماهو ممكن تكونى شرياها من اى مخبز
هاله: عيب عليكى شمى الريحه بتاعته وانتى هتعرفى وبعدين يافالحه مفيش مخبز بيعملها بالسمن البلدى زى دى
سميره: لأ في دى عندك حق ( وبعدها قالت: أه بجد فكرتينى هو المخبز اللى هنا فين
هاله: ليه عايزه حاجه منه
سميره: لأ بس الأولاد هيروحوا المدرسة من أول الاسبوع وأحمد باشا مش بيحب السندوتشات بالعيش ومش بياكل غير الفينو
هاله: أه فهمت بس للاسف يا جميل مفيش فى المنطقه كلها مخابز غير عند محطة المتروا
سميره: ياااه ده بعيد أوى مفيش غيره
هاله: فيه واحد بعد شارعين بس مش أد كده.حتى مش بيعمل كتير هو بس بيفتح كتير في الأعياد عشان يسوى كحك وحاجات من دى.
سميره: طب ولو عذت اجيب منين
هاله: فيه محلات هنا متفقه مع المخبز ابقى اشترى منهم
سميره: ماشى يالا بقى هامشى عشان الحق أجهز الغدا
هاله: لسه بدرى وبعدين انتى هاتعملى إيه النهارده
سميره: شوفى يا بت يا هاله نفسى رايحه أوى إنى اعمل صنيه بطاطس في الفرن بالفراخ واحط فيها عودين شبت.
هاله: يع شبت مع البطاطس
سميره: ده انتى هبله ده عودين الشبت دول بيحولوا البطاطس من عاديه لخارقه
هاله: ياسلام
سميره: أه والله وكمان هاحط فيهم قرنين فلفل حراق عشان تبقى مشطشطه تصدقى انا شامه ريحتها من دلوقتي
هاله: أوبا شكله حصل
سميره: إيه ده اللى حصل يا فالحه
هاله: اللى بيخلى الناس تشم الحاجه ونفسها تروح عليها شكلك بتتوحم يا جميل.
