رواية ما هو ذنبي الفصل السادس عشر 16 بقلم شفق الغروب

       

رواية ما هو ذنبي الفصل السادس عشر 16 بقلم شفق الغروب
لفت وشها لاوضة البنت ودخلت تطمن علي البنت اللي نيمة زي الملاك 

دخلت واول ما بصت لوشها استغربت هي شافت الوش ده فين قبل كده!!!!

هي لسه واخده بلها من شكل البنت هي بجد عرفاها ...عرفاها كويس البنت دي مش غريبه عليها..........!

عرفها بس عقلها عاجز انو يفتكر شفتها فين أو امتي !!!!

قلبها فجأة اشتحاو احساس غريب من الحزن والخوف و الحيرة عوزاه تبكي بس من ايه ؟؟هي مش عرفه بس هي عاشت الشعور ده قبل كده كأن البنت دي اتطربت معاها بالمشاعر دي 

اعدت علي أقرب كرسي تتمالك نفسها حطت وشها بين أديها وهي بتمتم :

- مالك اهدي شفتي الموت علشان تحسي بالاحساس ده 

رفعت عيونها للبنت وجسمه بيرتعش من غير ما تعرف السبب وقالت بصوت مخنوق :

- انتي مين ؟؟؟

--------------------------------------------------------------------------

تاني يوم بر كانت اعده قدام سرير البنت سرحانة وهي بتتأملها وهي بتحاول تفتكر شفتها فين؟

 

قطع تأملها صوت فونها اللي بيرن مسكت الفون لقت نادر بيتصل ردت عليه بتعب:

- الو 

- اسمها السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بتخدي عليها اخر علي فكرة ...ثانياً انتي ليه لسه مجتيش الشغل لحد دوقتي؟ ؟

- نادر انا مش هعرف اجي النهارده 

- ليه!!!

- انا في المستشفى حالياً

نادر بزعر:

- مستشفي إيه؟ وبتعملي ايه هناك اصلا ؟؟! !

- اكيد مش بلعب شطرنج يعني 

- انا مش بهزر ردي في ايه ؟ ايه اللي حصل؟ ؟

- متقلقش انا كويسه ومش انا اللي جيت هنا.... امبارح وانا رجعة خبطت حد بالعربيه

- هببتي ايه!!!!! انا كنت عارف إنك هتعملي نصيبة...انتي كويسة طيب؟

 -  اه متقلقش انا زي الفل

- مش باين علي صوتك ....انتي في مستشفى ايه؟

- ليه ؟

- هيكون ليه هجيلك اكيد مش هسيبك وبعدين اشوف اللي خبطية مش يمكن يكون عايز يرفع قضية نصرفو باي مبلغ 

- نادر مفيش حاجه بجد 

- اخلصي يا بر انتي في مستشفى ايه ؟

بر اتنهدت بتعب من العند بتاعوا وبصت علي البنت اللي نيمة ولسه مصحيتش وقالت :

- انت في الشركه صح؟؟

- ايوه 

- تمام انا جيالك 

قالت كده ومدتهوش فرصه يرد وقفلت الخط واخدت شنطتها بارهاق ومشيت نزلت لعربيتها نادر رن عليها وهي في الطريق وهي ردت وقالتلو انها خلاص جيا مسافة السكة وهو استسلم واعد مستنيها بقلق 

وبعد وقت بر كانت وصلت وطلعت لنادر ودخلت مكتبوا علي طول واترمت علي الكرسي نادر قام وراح عندها مسك أديها بقلق :

- اه اللي حصل مال ايدك !!!

بر كانت نسيت انها لفة أديها مش هينفع تقولو دلوقتي علي اللي عملوا مطرة تكذب 

- جرح بسيط 

- بسيط ايه  !!!! نص دراعك ملفوف !!

بر مسكت أديه اللي كان ماسك بيها دراعها وقالت بهدوء وتعب وصدق :

- بجد انا كويسه ومفيش حاجه حصلت ليا 

نادر بص ليها وقال وهو بيحاول يهدي نفسوا :

- ايه اللي حصل؟ 

بر حكت لي اللي حصل بصوتها المرهق وجفونها الثقيلة لأنها منمتش من امبارح بسبب التفكير 

 

بعد دقايق 

- والبنت كويسه؟ 

- ايوه بس عطوها حقنة منومة ونيمة في المستشفى 

- طب وانتي؟ حاسك انك مش كويسه وفي حاجه شغلاكي وباين عليكي التعب 

ابتسمت بارهاق :

- يؤبرني اللي بيعرفني من نظرة

- مش بهزر 

- ولا انا 

- طيب روحي نامي انتي تعبانة 

- واسيب البت مرمية في المستشفى 

- هروح انا 

- وده بأمرتك ايه ؟

- هقول خالها 

- مش هروح انا غلطت ولازم اتحمل عواقب افعالي 

- علشان خاطري 

- علشان خاطرك مش هروح ودلوقتي هروح اشوف شغلي مش عوزاه يضيع عليا يوم 

- انتي مجنونه!! انا مش هسيبك تشتغلي وانتي كده كفايه اللي فيكي 

- مش كلامك الشغل مفهوش مجاملات 

- دي مش مجامله ...بر مش هتقدري تكملي تاني يوم متواصل روحي استريحي 

- لا هقدر عادي 

- طيب سيبي الشغل الزيادة اللي كنت منزلو عليكي هخلي حد تاني يكملوا 

- لا انا اللي هكملوا وهخلصوا النهارده كلوا 

نادر قام زعق ليها:

- انتي عنيدة كده ليه !!!

ردت بنبرة هدئه وهي بتحاول تهديه:

- ممكن تهدي انت ايه اللي مديقك 

قال بغضب:

- ولا حاجه بس الشغل اللي كنت عطيهولك هسحبوا منك 

- نادر انا تعبت فيه لو اديتو لحد هيبوظ الدنيا

- عادي 

راحت مسكت ايدو وقالت وهي بصه لعيونو بحزن  :

- علشان خاطري يا نادر...انا بجد تعبت فيه هتدي مجهودي وسهري امبارح لحد هيدمرو 

نادر فضل باصص ليها ولعيونها اللي فعلا حزينة بعد وشوا عنها اتنهد بالاستلام وقالها :

" تعمل اللي عوزاه "

بر قامت ابتسمت بسعادة وطلعت بره المكتب بتاع نادر راحت عملت ليها قهوة وبدأت تشتغل 

الساعه ١٠ وبر كانت خلصت الشغل اللي كان عليها قامت تلم حاجاتها علشان تمشي وهي بتلم سمعت صوت وراها حنون وهادي 

- اخيراً خلصتي 

بر ابتسمت وهي بتقول: 

- انت لسه ممشتش!!

- مش همشي واسيبك لوحدك 

- اللي يشوفك وانت بتتكلم دلوقتي ميصدقش ان ده نفس الشخص اللي كان بيزعق فوق الصبح 

- انا اسف مكنتش قصدي صوتي يعلى ...بس كنت شيفك تعبانة والاحسن انك تستريحي وانتي مصرة تشتغلي ...وانتي كنتي قيله انك كويسه ولما شفت ايدك خفت عليكي ازاي كويسه طيب وايدك .

بر ابتسمت لي وقالت :

- انا مزعلتش اصلاً ...وعرفه انك كنت خايف عليا وبعدين ازعل منك ايه ده انت بركتنا يا جدع 

نادر ضحك وقال :

- بركتنا علشان انا اللي بدفع الاكل صح 

- صح الصح 

بر لمت حاجتها ونزلت ونادر نزل معاها وقبل ما تتجه لعربيتها نادر وقفها :

- بر 

- نعم 

- تعالي نروح السينما انا زهقان 

- مكسلة والله يا نادر وتعبانة عوزاه انام وحالتي حاله 

- بر بقاااا ...ما تيجي انا زهقان ومش عاوز اروح لوحدي 

- لو جيت هتدخلني احضر فيلم انمي ديمون سلاير الجديد ؟

- ماشي هندخل نتفرج عليه 

- يلا بينا يا مسيو نادر

 

نادر ابتسم وفعلا راحو السينما ودخلوا يحضروا فيلم ديمون سلاير نادر كان قاعد بيتفرج وفجأة نادر حس بحد بيسند علي كتفوا بص لقي بر نامت وهي قعدة بتتفرج أبتسم وسند راسوا علي راسها وحط ايدو في أديها كان كل شويه يبص عليها ويتأملها وبعد وقت خلص الفيلم كان وقف علي حته هو عارف ان بر لو كانت شفتها كانت هتنهار بذات ان الكاتب هينزل الفيلم بعد سنين من الفيلم اللي لسه نازل لو كانت صحيا كانت قلبتها مناحة 

كانت نيمة بعمق ونادر مكنش عايز يصحيها قام بهدوء وسندها براحة وركبها عربيتوا وراح بيها علي الشقة اللي في الخامس طلعها نيمها علي السرير ونزل يجيب سحور بكرة اول ايام شهر رمضان جاب السحور وطلع فضل قاعد لحد الساعة ٤ وبر لسه نيمة راح براحة قعد عند راسها علي السرير شال برفق شعرها اللي علي وشها وقال بحنان وصوت واطي : " " بري .....اصحى....يا بررر "

كانت نيمة بعمق تماما حاول يصحيها تاني ويهزها برفق وهي نايمه ابتسم وقرب من ودنها يهمس:

- انا نسونجي علي رأيك... مش خيفه استغل نومك واقل حاجه اعملها ابوسك مثلاً

هشتوا كأنها بتهش دبانة وبتقول بضيق:

" بسانينا عوزنام " 

أبتسم عليها 

- بتقولي ايه انتي؟ حاسس بتخترفي 

اتقلبت بصوت بكائي :

- اففف سبني عوزاه انام 

- مش هتتسحري 

قالت حاجه زي الاول ومفهمش منها وسألها وهي ردت :

- مش عوزاه اكل عوزاه انام 

- متأكدة؟ 

قالت وهي بتغطي وشها بالبطانية:

- اممممم

- طيب والصيام هتصومي ازاي؟ 

- مش بصوم عوزاه انام 

اتنهد باستسلام وقام من جنبها يمشي وقبل ما يطلع من الاوضة بر رفعت رأسها بزعر وقالت :

- سحور ايه الساعة كام دلوقتي؟ 

-  اربعه وربع بقالي ربع ساعه بصحيكي 

بر قامت تجري من علي السرير وكانت هتقع بس نادر سندها قبل ما تتقلب منوا وهي بتقول لنادر:

- ازاي تسبني انام كل ده والبنت اللي في المستشفى !!! 

- البنت مستحيل تمشي وهما مش هيخرجوها 

- انا مش علي انها تخرج البنت لو فاقت هتتجاوب معاها وهنا يسألوها عن خالتها اللي المفروض انا هتقول متعرفش ويفتكروني خطفاها انا مش علي الحدثة ولا خيفه من رد فعل أهلها بس البنت وضعها غريب طفلة القيها في الشارع بتجري من حاجه فا اخبطها أهلها فين سيبنها للفجر ...اعرف بس أهلها مين واروح افهمهم اللي حصل بدل ما اللبس تهمه خطف طفلة ...سعتها يعملوا اللي يعملوه قضية اللي عوزينو بس دلوقتي لازم الحقها قبل ما يستجوبوها 

قالت كده و قامت دخلت التيلت غسلت وشها علشان تفوق وطلعت توكة ولمت شعرها اللي نعكش كعكة مبعثرة  وكانت هتجري تمشي 

- انتي بتجري لي ....طيب استنيني اوصلك 

- نادر خليك انا هروح مش نقصة عطلة 

- عربيتك قدام السينما هترجعي تجبيها وتروحي علي المستشفى ...تعالي اوصلك أسهل 

بر وقفت عجزة عن التفكير ونادر قال :

- متخفيش هوصلك ومش هطلع معاكي علشان محدش يسأل انا مين واقرب ليكم ايه 

بر استسلم ووفقت انو يوصلها

وبعد ربع ساعة في الطريق كانو وصلوا بر نزلت من العربية ونادر دخل معاها لحد الريسبشن 

- خلاص امشي روح الحق اتصحر قبل الاذان 

- متأكدة هتقعدي لوحدك ؟

- ايوه ولو احتجت حاجه هبقي ارن عليك متقلقش 

نادر استسلم وكان هيلف ظهرو ويمشي بس جه صوت دكتور بر عرفاه هو نفس اللي كان بيحقق معاها امبارح ومثلت عليه انها منهارة علي البنت هي كانت مسكة نفسها انها تنقض عليه تضربو 

- انتي يا آنسة سيبه بنت اختك فوق من صباحية ربنا 

بر قالت بغضة :

- هي فاقت ؟؟

- من بعد ما مشيتي بساعتين فاقت و مش رضيا تكلم حد 

بر اتنهدت براحة وهو سأل بتشكيك: 

- مين الأستاذ ده ؟

بر كانت هتضربو في وشو بس نادر حس بالي كانت هتعملو و مسك دراعها وقال بصوت واطي:

- اهدي 

بر سكتت وبصت علي الدكتور وقالت :

- عم البنت 

- وانتي كنتي فين كل ده وسيبة بنت اختك ؟

- هو انت ابويا انت مالك 

- خليني صريح  شاكك فيكي 

- انت عبيط شاكك في مين يالي تتشك في لبليبك 

- مالك اتعصبتي ؟

نادر مسك دراعها تاني علشان متعليش صوتها هي اتنهدت وهي بتنفخ بضيق ووجهت كلامها للدكتور بحدة وبنبرة عليا نسبياً:

- كنت في الزفت الشغل انت فاكر بصرف علي البنت اللي فوق ازاي او دفعت فلوس المخروبة اللي شغال فيها دي منين ...لو كنت في حته تاني اقلها كنت رحت غيرت هدومي او عدلت شعري ...انا بقالي يومين منمتش وادينا دخلين علي التالت  اتشحطط فيهم بين الشغل والمستشفى ملحقتش حتي اغير او استحمي اتأخرت لحد الفجر علشان راحت عليا نومة وانا في المكتب من كتر التعب ولسه صاحيا علي مكالمة عم البنت جي يدفع فلوس اليوم بتاع النهارده وهيمشي حتي من غير ما يبص عليها علشان متعيطيش وتتعلق فيه عوزاه تمشي معاه انا اخر حاجه عوزاه اسمعها في القرف ده كلوا هو سؤال دكتور مش مقدر ولا هيقدر اللي انا شفتوا وشاكك في وضعي فا بعد ازنك سبني في حالي اشوف ازاي اروح شغلي بكره والبنت رجلها مكسورة وعوزاه حد يقعد معاها ومفيش غيري ولو مرحتش الشغل مش هنلاقي ناكل فا يريت تمشي لانها مش نقصة بجد انا فيا اللي مكفيني 

قالت كده تحت صدمة الدكتور اللي اعتز ومشي وهو محرج من نفسوا  

اول ما مشي نادر كلمها وهو كاتم ضحكوا وقال:

-  كنت قربت اصدقك 

بر اتنهدت وقالت بضيق:

- ده دكتور بارد قلبها تحقيق معايا من إمبارح 

- لي حق واحدة جيالو في نص الليل بطفلة مصابة لازم يقلق ويشك في الموضوع

- انت معايا ولا عليا ؟

- انا معاكي حتي لو الدنيا كلها وقفت ضدك 

بر ابتسمت وزقتوا وهي بتقول : 

- يلا امشي روح اتصحر 

- وانتي  ؟

- ملكش دعوه بيا هتصرف

- طيب خليني معاكي مش يمكن تحتجيني 

- نادر انت وعدتني انك هتمشي وبعدين هيشكوا فيا لما يشفوني معاك 

نادر اومي رأسو بتفهم وقال:

- بر انا همشي بس لو احتجتيني اتصلي عليا 

- ده كده كده ..انا مليش غيرك اصلاً 

- نادر ابتسم ومشي واول ما مشي بر اتجهت علي التيلت وبدأت تظبط شكلها قدام المرايا وترتب هيئتها خلصت وطلعت أوضة البنت لقتها مسكة المصحف الشريف وبتقرأ فيه بخشوع رهيب لدرجة انها محستش ببر لما دخلت كانت بتتلي القرآن الكريم بصوت مسموع صوتها كان جميل ونبرتها خاشعة مستسلمة بر اعدت بكل هدوء بتبص علي البنت اللي بدأت تبكي لما وصلت للايه اللي في سورة البقرة التي تقول :

" واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين". 

الفجر إذن في اللحظة دي البنت قامت وملتفتتش لبر حته ودخلت التيلت اللي في غرفتها دخلتوا وهي مسنودة علي العكزات دخلت اتوضت وخرجت واتنولت خمار بر متعرفش هي جبتوا منين ..اتنولتو ولبستوا ووقفت تصلي !!!!

بر كانت مش فهمه مال البنت دي وليه بكت وايه السبب اللي خلاها تقوم وتصلي رغم تعبها ورجلها المكسورة اعدت مستنيها تخلص صلاة واول ما خلصت بر قامت تسندها للسرير من غير ما تتكلم وخرجت راحت للدكتور تشوف اجرأت خروج البنت بعد وقت خلصت ورجعت للاوضة لقتها مسكة المصحف وبتقرأ فيه ولما بر دخلت رفعت عيونها وسألتها ببراءة :

- مش هتصلي ؟

ردت ببرود:

- مش بصلي 

ملامح وش البنت اتغيرت لتعجب وبر قعدت علي طرف السرير قدمها تتفحصها بعيونها بعدين اتكلمت:

- بما اني هستني اذن السماح بخروجك تعالي نتكلم ....انتي اسمك ايه؟ 

بر بصت علي البنت اللي فضلت سكته وبصه ليها بخوف كأن كلمة مش بصلي خلتها تشوف بر وحش بر اتكلمت بهدوء في محاولة لحثها علي الكلام:

-  اممم خليني اعرفك عن نفسي انا الاول يمكن خيفه او مش مطمنة ، انا بر  ٢٥ سنة خريجة هندسة دخلتها غصب عني وكنت بلعن كل يوم في الكلية اللي كان سبب دخولي فيها وتدمير حلمي ...اممم بشتغل في شركة عند حد اعرفو ورغم ده اشتغلت هناك من غير وصطة اصريت اني اعمل انت فيو زي لي حد علشان محدش يبقي مجبي عليا ...وايه تاني؟؟ اه افتكرت مش متجوزة او مخطوبه عيشه يتيمة رغم وجود الاهل .. بحب القراءة في علم النفس والتطور الذاتي بحي اعرف نقط ضعف اللي قدامي واللعب علي استنزفهم وبحب العصيان بكل هيئاتو...اعتقد مفيش حاجه تاني ممكن تعرفيها عني

استنتها تتكلم بس البنت متكلمتش بر اتنهدت وقالت بحنان علشان تطمنها :

- متخفيش مني علي فكرة انا بشر زيك مش شيطان زي ما الكل شيفني انا من لحم ودم زيك وممكن مردش عليكي زي ما بتعملي

قالتها وهي بطلع لسنها وتربع أديها وتودي وشها النحية التانية 

بصت بطرف عيونها علي البنت وشافتها مبتسمة ابتسمت ليها وقالت :

- انتي عرفه انا مين ؟

- اللي خبطيني بالعربيه 

- ازاي عرفتي ؟

- انا كنت حسه بيكي 

بر باستغراب: 

- حسه بيا ازاي؟  

- عادي لما حد بيقرب مني بحس بحساس يأما هحسوا طيب او وحش او هحبو او هكرهو وانتي لما جيتي حسيت بنفس احساس اول مرة قربتي مني فيها لما شلتيني ودخلتيني العربية...وبرضو اكيد انتي اللي خبطيني لأنك الوحيدة اللي مش لبسه لبس ممرضه وجيتي تطمني عليا وفضلتي اعده تراقبيني 

بر باستغراب للطفلة المنطقة اكتر من الازم : 

- انتي اسمك ايه؟ 

- هدي 

بر افكرها بدأت ترجع ليها او ما سمعت اسمها هي سمعت الاسم ده في حته بس فين؟؟؟ 

كل حاجه حوليها مخليها تتعجب وتندهش عوزاه تعرف مين الطفلة وازاي حسه انها عرفها وفي ذكري مدفونة ليها جواها بس هي عجزة عن تذكرها هي والذكري الدفينة 

- انتي كنتي بتعملي ايه في الشارع في وقت زي ده وفين باباكي وممتك يا هدي ؟

- انا معنديش ماما دلوقتي لاكن انا فكرة ماما كويس وفكرة تيته وجدو بس هما سبوني بعد ما ماما راحت عند ربنا 

- سبوكي ازاي ؟؟!!!!

( قالت كده بتعجب ) 

- مش هما اللي سابوني انا كنت مع خالو وتيته عند ماما رحنا نزورها وبعدين الدنيا بقت ظلمة واختفو راحو حتة اتا معرفهاش ولقيت نفسي برضو في مكان غريب وانا مستنياهم يجوا يخدوني او ربنا هو اللي يخدني عند ماما في الجنة ...انا بحب ماما وبحب ربنا وبحب الجنة وفي الجنة عوزاه اشوف ماما 

- طب بابا فين انتي قلتي ان ممتك عن ربنا بابا فين بقي ؟

رفعت أديها لمستوى وشها في علامة لعدم المعرفه وقالت :

- معرفش فين انا مشفتوش ولا مرة ومعرفش هو موجود ولا راح مع ماما 

بر وهي بتحاول تجمد ملامحها علشان ميبنش حزنها علي البنت :

- طيب انتي عيشه فين ؟؟

- عندو عمو اللي بشتغل عندو 

- انتي بتشتغلي!!!

ضحكت بوجع طفولي جوها وقالت :

- لو مشتغلتش مش هعرف اعيش! 

بر قالت بتعجب :

- كلامك اكبر من سنك !

- كل حاجه اكبر مني انا عرفت حاجات كتير وعرفت ان الفلوس هي اللي هتخليني اعيش ..بس انا عرفه أن ربنا حبيبي معايا ومش هيسبني ابداً هو ديماً جنبي ومعايا 

- بس هو مكنش معايا! 

- ربنا مع الكل بس اكيد انتي مش شيفه كمية النعم اللي ربنا مديهالك وانو مسبكيش 

- مفيش ولا نعمة انا اللي عملت نفسي من الصفر في عز الوجع والقهر والحزن عرفت اخلي كل الحاجات اللي ضدي تبقي ليا ومعايا 

- كلو توفيق من ربنا ...وكلو خير 

قالت ليها بحدة وعصبية:

- فين الخير؟؟!!!

- ربنا لما كتب ان اهلك يقفوا قدام حلمك وتدخلي حاجه انتي مش حباها كان خير ليكي مكنش المفروض تزعلي " وعسي ان تكرهو شيئا وهو خير لكم " شوفي نفسك دلوقتي في مهنه حلوة عندك فلوس تخليكي تعيشي اهلك عيشين كل النعيم والخير ده والسعادة اللي عيشه فيها كان ممكن متعشيش فيها لو كنتي دخلتي حاجه غير كده كل حاجه كانت خير بس انتي مشفتيهاش 

بر كانت عجزة تتكلم واديقت ان طفلة هتفوز عليها في نقاش علشان كده قالت :

- طب وانتي فين الخير اللي ربنا ادهولك ...مفيش ولا نعمة عندك تخليكي تتعلقي بيه ...اهلك واخدهم منك اقرانك مدلعين وعيشيين وانتي بتفكري ازاي هتجيبي فلوس علشان تكلي هما بيلبسوا احلي الهدوم معاهم اغلي الألعاب لاكن انتي ولا حاجه رماكي في الشارع خلاكي تبصي علي اقرانك وتشوفيهم في حضن أهلهم وانتي اتحرمتي منوا 

بر رفعت عيونها علي البنت لقيتها بتبكي بحرقة اتصدمت لما شافتها كده هي نسيت انها بتكلم طفلة الموضوع ده بالذات بيخليها تتكلم من غير ما تهتم بمشاعر اللي قدمها او انها هتجرحهم 

قربت منها بشفقة وندم واخدتها في حضنها وقالت وهي بتحاول تهديها والذنب بياكل فيها  :

- انا اسفة ..مش قصدي اديقك 

هدي بعدت عنها وقالت وهي بتحاول تقاوم دموعها: 

- علي فكرة انا عيشة في نعم كتير  كفاية اني عندي رجلين وبقدر امشي بيهم في غيري عاجز عن المشي وادين بشتغل بيها وغيري بيتمني يقدر يحرك دراع وعيون بشوف وغيري اعمي انا بتكلم وغيري أصم...انا عندي نعم كتير غيري محروم منها ...اللي انا فيه ده خير مش يمكن لو كنت مع بابا وماما كان ممكن ابقي بنت عاقة مش باره واخد ذنوب تحرمني الجنة ...انا ممكن فعلاً بشتغل علشان اجيب فلوس بس بشتغل بشغل حلال وغيري غرقان في الحرام ...انا مش غنيه في الدنيا بس انا متأكدة ان ربنا هيكفئني علي صبري وهبقي غنيه في الآخرة 

بر والدموع بتلمع في عيونها:

- ياريتني كنت مكانك...انتي فعلاً احسن من غيرك....انتي احسن مني كان نفسي يبقي تفكيري زيك ويبقي عندي نفس الرضا بتاعك ...يس تقريبا اتكتب عليا عدم الراحة 

هدي ضحكت بطفولة وهي بتمسح دموعها:

- انا هعلمك ازاي ترتاحي ...واوريكي انك احسن من غيرك 

بر ابتسمت وقالت:

- اتفقنا 

اول ما قالت جملتها الدكتور دخل ومعاه تقرير الخروج

بر سندت هدي علشان تمشي وخرجت معاها من المستشفى دخلتها العربية واتحركت وهما في الطريق بر وقفت واشترت ليها كل الأدوية اللي في الرشته و اشترت ليها حاجات حلوة ورجعت العربية وادتهم ليها وسألتها علي المكان شغلها اللي هو نفسوا اللي بتبات فيه وهي قالت ليها نفس المكان اللي خبطتها بالعربيه فيه وبر اتجهت لنفس الشارع وبعد ١٠ دقايق وصلوا للشارع 

- امم ..احنا اهو في الشارع حددي المكان بالضبط اللي انتي بتباتي فيه 

نزلت من العربية وهي بتقول :

- خلاص انا هكمل لوحدي 

بر نزلت من العربية وراحت ورا البنت اللي مشيه بعكزتها وقالت :

- تعالي هوصلك 

- لا امشي انا هروح لوحدي 

- بت بطلي عند هتروحي فين لوحدك وانتي بالمنظر ده 

- بر خلاص امشي 

- لا هوصلك 

- هزعل منك يا بر 

بر لحظت ان البنت خيفه من حاجه علشان كده سألتها باستغراب: 

- ايه اللي مخوفك ؟!

- مفيش حاجه 

- هتكذبي... ؟ لو مفيش ليه مش عوزاني اوصلك ؟

- اولاً انا مش بكذب علشان الكذاب بيروح النار ثانياً لو عمو سمير شافك وعرف انك اللي خبطيني هياخد منك فلوس كتير تعويض هو عمل كده كتير 

- مين عمو سمير؟!!!

- اللي انا بشتغل عندو وببات في الورشة بتعتوا 

- طب تعالي انا عوزاه ادفع 

- بر عمو سمير لو شافك هيزعق بيا سبيني علشان ميضيقش مني 

- انتي متأكدة ؟

- ايوه متأكدة 

بر استسلمت وطبطب عليها وقالت بحزن :

- خلي بالك علي نفسك 

هدي ضحكت وقالت:

- وانتي كمان 

هدي لفت ظهرها تمشي بس بر وقفتها بسؤال :

- اسم الورشه ايه ؟

- ورشة سمير المكنيكي وجنبها مكتب عمو سمير هو بيشتغل بيبع للناس حاجات وأجهزة وحاجات كتير...ليه بتسأل؟!!!

- ولا حاجه فضول 

هدي مشيت وبرفضلت وقفها تراقبها لحد ما اختفت عن بصرها وسط نور الشمس الخافت اللي بيعلن ان الشمس بتشرق 

بر ركبت عربيها ببال مشغول لسبب هي متعرفهوش قلبها اتعلق بالبنت دي كأنها لقت فيها شيء ضايع جواها غصب عنها بدأت تفكر فيها وهل هي بخير بدأت تندم انها سبتها تمشي لوحدها هدت نفسها انها عرفت مكان الورشه اللي هي بتشتغل فيها هي هتروح تطمن عليها بكره وهي متأكدة انها صائمة تبقي تعدي عليها علي المغرب تاخدها وتفطرها...هي مش هتسبها لسبب هي تجهلو ...كل ذرة جواها  بتقول خلي بالك علي البنت دي .....هي متعرفش ايه صلتها بيها... بس هي حسه انها عرفها بل متأكدة انها عرفها ....كأنو عهد هي قطعتوا لحد انها تحميها وتفديها بروحها 

بر اتنهدت وهي علي سريرها وهي بتحاول تبطل تفكير وقالت قبل ما تغمض عيونها وتنام كام ساعه قبل ما تروح شغلها:

" يا تري ايه هي اللي وراكي يا هدى ، مخبيه معاكي ليا ايه ؟!! " 

----------------------------------------------------------------

بر كانت دخلة الشركة بكامل تألقها وفتنتها وبرودها اول ما دخلت اتصدمت من شكل الموظفين وصوت الاغاني العالي والموظفين بيجرو حولين نفسهم يدورو علي مصدر الصوت بر عضت شفتها وغمضت عيونها وقالت في نفسها :

" تاني!" 

اتجهت علي الاسانسير بسرعه وطلبت اخر دور وطلعت لما طلعت ملقتش السكرتيرة موجوده وسمعت صوت الاغاني جي من المكتب بصوت عالي جدا راحت وفتحت المكتب لقت نادر قاعد علي الكرسي خالع الجزمه وحاطط رجلو علي المكتب وهو بيغني مع الاغنية راحت قعدت علي الكرسي اللي قدام مكتبوا وعي بتحاول تمسك اعصابها وهو مكمل : 

"روح من الله سوها لنا بشرا كساها حسناً وجملها وحلااااااهاااااا ليل ليل يا ليل يا ليللللل ليل ياااا ليل ياااااااااااااااا لييييييل قولها لها انني لازلت اهوها مهما يطول النوي لا انسي زكراهاااااااا " 

- هو لحق يطول يلاه ده انت عرفها من اسبوع وسيبها امبارح انت ملحقتش تعمل زكراها حتي 

- بس انتي مش فهمه حاجه دي كانت مزه صاروخ ارض جوي 

- اممم ..هو انت مش هتبطل تشقت السكرترات دي رابع واحدة الشهر ده مش هنلاقي حد يجي يشتغل ..يبني انت بتغير سكيرترات اكتر ما بتغير شرابات!!!

- مش مهم 

- الشركة مقلوبه ومش عرفين مين مشغل صوت الأغاني والموظفين خايفين من صاحب المخروبة اللي اسمها شركة ليجي يزعق علشان الصوت ويخصم ليهم وانت اعد تعمل Move On  الغلابة مش عرفين ان صاحب المخروبة هو اللي عامل الدوشة دي جتك خيبه كسفنا

نادر اتعدل في جلستوا وقال :

- اهدي بس كده ...وفوقي معايا عوزك في موضوع مهم 

- اطفي الهباب ده الاول وبعدين كلمني

نادر طفي الأغاني وراح قعد وهي بصت لي بتملل وقالت : 

- خير مع أن وشك ده ميدلش علي الخير 

- ده انا قمر 

- بالستر يا روح طنط....ارغي عوزاه اروح اشوف شغلي 

- ليه بتكلميني كده ؟

- علشان عرفه طلبك ومستنية تقولو علشان اهيج فيك زي كل مرة واقولك مليش دعوة اتصرف 

- واه هو طلبي اللي حضرتك ؟؟

- سكرتيرة تكون حلوة بدل اللي استقالت بسبب انك اول ما دخلت المكتب قفلت عليها وأعدت تعاكس وتشقط فيها بطريقتك اللي بين قوسين " تحرش لفظي " 

- خلاص في ايه....علي فكرة انا معملتش كده 

بر رفعت حاجبها باستنكار ونادر لما عملت كده قال :

- احم احم..ااا... اقصد معملتش كده هي اللي دخلت وقفلت الباب وأعدت تقولي بقا القمر ده ازاي شغال في شركة زي دي انت مكانك في بيتي جنبي يخربيت جمال لفت جسمك بقولك ما تيجي قمت انا قولتلها اجي فين انا مليش غير شرفي قالت متخفش تيجي معايا شقة في موضوع مهم للزم نتناقش فيه انا وانت لوحدنا في أوضة انا طبعاً قولتلها اخرصي انا مش كده مش علشان طيب وبعامل الكل بصفاء نية تشفوني كده انا اهلي عرفوا يربوني قالت هديك فلوس مبلغ لو فتحت مئة شركة مش هتكسبوا وانا أخلاقي خلتني أرفض ولما رفضت حولت تعزمني على السحور وانا زعقت ليها وزقتها بعيد عني وهي كانت بتقرب مني وزعقت ليها امشي انتي مطروده احنا شركة محترمة مش بنقبل باللي انتي بتقوليه قالت وايه يعني قولتلها اتقي الله انتي معندكيش خوات ولاد معندكيش بنات ولاد ومعندكيش العاب ولاد عيال ولاد بكرة يطرد فيكي اللي بتعمليه مع الغلابة اللي زي 

بر كانت مسكة ضحكها وهي سمعة التأليف بتاعو ولما خلص ضحكت وقالت:

- لا ظلمتك هي سكرتيرة نوتي 

- ايوه شفتي 

ضحكت وقالت: 

- شفت شفت 

- يخربيت جمال ضحكتك اللي مدوبني 

- يا حبيبي انتي صايم 

- اه صح انا نسيت ....اسف يا قلب حبيبك 

هي دورت عيونها بتملل وقالت :

 - مش هنخلص لو فضلت قعدة 

قالت كده وقامت ومشيت علي مكتبها وبعد انتهاء الدوام قبل الفطار قامت تمشي عوزاه تروح وتشوف هدي هي هتخدها تفطرها قامت ومشيت راحت المكان اللي هدي قالت إنها شغالة في الورشة فيه كانت مشية ووقفت بالعربيه وهي علي اول الشارع في حالة صدمة وهي شيفه هدي مسكة مناديل بتبعها للعربيات اللي مشية مشية بعكزتها الاتنين والناس بتزعق ليها بكل قسوة علشان تمشي بسرعه علشان يتحركوا معقول اتسلبت من قلوبهم الرحمة كده فين الإنسانية عوزين يلحقوا يروحو يفطرو مع أهلهم طب مفكروش في الطفلة دي اللي قعدين يزعقوا ليها وهي اعده بتبص عليها وقلبها محروق شافت واحد كان هيخبطها ووقف العربية بسرعة قبل ما تخبطها ونزل منها وهو متعصب وفضل يزعق لهدي اللي عيونها كانت في الأرض بانكسار مش عرفه تعارض او تبرر موقفها بر اتعصبت ومبقتش شيفه قدمها نزلت من العربية وعيونها بطلع شرار ..................'

     

تعليقات



<>