رواية بين سطور العشق الفصل الخامس عشر15 بقلم سيليا البحيري
فيلا نادر – لندن – الصالون الكبير
(الجو مشحون… نادر ماشي رايح جاي، وشه محمّر من الغضب. جيلان قاعدة على الكنبة متوترة بس عنيها مليانة غِل. وائل قاعد على طرف الكرسي، باصص في الأرض مصدوم من اللي حصل.)
نادر (بينفجر صوته):
جيلان!! إنتِ اتجننتي؟! إنتِ فقدتِ عقلك خالص؟! تروحي تتهمي بنت أحمد النجار في شرفها؟! قدام مراته؟! عارفة إنتِ عملتِ إيه؟! حرقتي كل جسر بينا وبينهم!
جيلان (تتظاهر بالبراءة وصوتها بيرتعش):
نادر… أنا… أنا كنت بس بحاول أحمي ابننا… مش عايزة حقه يضيع من الثروة الكبيرة دي، و…
نادر (يضرب الترابيزة بقبضته):
ثروة؟! للدرجة دي عميتي؟! الفلوس عَمْيَتْك عن شرف الناس؟! أحمد كان بيعاملني زي أخوه، وفي لحظة واحدة دمّرتي كل حاجة!
جيلان (بعناد ووقاحة):
فيروز هي السبب! الست المغرورة دي… عمرها ما بصتلنا غير باحتقار! أنا كنت عايزة أوريها إن بنتها مش ملاك زي ما فاكرة…
نادر (يمسك راسه بغضب):
لأ… لأ… متحاوليش تقلبي الطاولة عليا يا جيلان! فيروز مهما كانت مغرورة… عمرها ما دست على شرف حد! وإنتِ… اخترتي أوطى طريق!
وائل (بهدوء بس صوته مليان خذلان):
ماما… ماكنتش متوقع منك كده… أنا عارف حلا… معرفة سطحية صحيح، بس… دي بنت مختلفة… بريئة، مش زي الباقيين. لو رفضتني… حقها. بس إننا ناخدها بالافتراء؟! عيب… حتى عليا أنا.
جيلان (بدهشة وغضب):
وائل! إنت بتدافع عنها ضدي؟! أنا أمك!
وائل (بارد ومتعالي بس حاسم):
أنا مش بدافع عنها علشانها ولا علشانك… بدافع عن نفسي. أنا مش عايز واحدة تيجيلي بالقوة ولا بالخداع. أنا وائل نادر… الستات هما اللي يجروا ورايا… ما بفرضش نفسي على اللي ترفضني.
نادر (غاضب وصوته فيه وجع):
اسمعي يا جيلان… من النهاردة، مش عايز أسمع اسم فيروز ولا حلا ولا أي حد من عيلتهم يطلع من بقك! إنتي جرّدتينا من كرامتنا قدامهم… وفضحتي نفسك قدامي وقدام ابنك!
جيلان (بصوت واطي، جواها نار الحقد):
خسرت النهاردة… بس مش هنسى لفيروز اللي عملته فيا… مش هنسى…
نادر (بقسوة):
معركتك؟! إيه الحرب اللي انتي متصوّراها في دماغك دي؟! دي ست… وبنتها ما عملتش فيكي حاجة! بس اسمعي كلامي كويس… لو حاولتِ تفتحي الموضوع ده تاني… هكون أول واحد يقفلك الباب في وشك!
وائل (يقوم واقف، يبصلها بنظرة استعلاء باردة):
ماما… إنتي خيبتِ أملي.
(يخرج من الصالون، سايب جيلان لوحدها. نادر يشيح بوشه عنها وهو مولّع غضب. جيلان تقعد، أسنانها بتخبط في بعض، وعنيها مليانة نار.)
جيلان (بتمتم بحقد):
استني يا فيروز… مش هتفضلي فوق راسي متعجرفة كده… هخليكي تدفعي التمن…
*********************
في شقة صغيرة في القاهرة، ضوء الصباح يتسلل من بين الستائر. غزل و ضحى جلستا معًا على الكنبة، أمامهما ورقة صغيرة فيها عنوان مكتوب بخط اليد. على الطاولة كؤوس شاي لم تُمسّ بعد، وعيونهما مليئة بالتصميم والخوف في آنٍ واحد.
ضحى (تنظر إلى الورقة بتردد):
" العنوان اهو… ندى تعيش هنا. تتوقعي أنها فعلاً هتساعدنا يا غزل؟"
غزل (بحزم وهي تشد الورقة بين يديها):
"لازم تساعدنا. ندى هي الوحيدة اللي كانت قريبة من حلا، ولو في حد ممكن يدلنا على طريقها أو يفتح لنا باب لفهم اللي بيحصل… فهي ندى."
ضحى (تخفض صوتها بقلق):
"بس إحنا مش عارفين مين ممكن يراقبنا… إنتِ عارفة إخواتها ما بيتركوناش في حالنا."
غزل (تبتسم ابتسامة خفيفة رغم التوتر):
"خلاص يا ضحى، ما بقاش مهم. إحنا تركنا حياتنا وبيوتنا عشان ننقذها. لو ما وقفناش دلوقتي، يمكن ما نلحقش أبداً."
ضحى (تزفر وهي تمسك يد أختها):
"معك حق… خلينا نروح. بس لازم نكون حذرين. ما نكشفش كل أوراقنا مرة وحدة."
غزل (تهز رأسها موافقة):
"أكيد. نقول لها بس اللي يكفي يخليها تفهم إننا جادين… وبعدها، لو حسينا إنها فعلاً على ثقة، نطلب منها تدخل معنا في الموضوع."
ضحى (تنهض من مكانها وتحمل حقيبتها):
"طيب يلا. كل ثانية بتفرق. يمكن ندى تكون المفتاح الوحيد اللي يخرج حلا من الكابوس اللي عايشة فيه."
غزل (تتقدم نحو الباب بنظرة حاسمة):
"إن شاء الله. بس أوعي تنسي… ما في رجعة. خطوتنا اليوم هتحدد مصيرنا ومصيرها."
تخرجان من الشقة بخطوات متسارعة، والورقة الصغيرة بين أصابع غزل كأنها خريطة تقودهما إلى الأمل الأخير
**********************
في بيت ندى – البيت بسيط ودافئ، ريحة القهوة مالية المكان.
(ندى قاعدة في أوضة المعيشة، متوترة وبتتصل بموبايل حلا بقالها أيام ومفيش رد. فجأة حد يخبط الباب جامد.)
(تدخل غزل وضحى، وشهم شاحب وتعبانين.)
ندى (بتقف بسرعة، قلبها بيدق جامد):
– غزل! ضحى! في إيه؟! شكلكم مصدومين… فين حلا؟! ليه مش بترد عليا بقالها أيام؟!
غزل (عنياها مليانة دموع):
– ندى… إنتي مش متصوّرة اللي حصل… (صوتها بيرتعش) مهاب…
ضحى (بتقطعها بعصبية وخوف):
– مهاب حَبَس حلا! ضربها ضرب جامد وقفل عليها أوضتها… وسحب منها الموبايل وكل حاجة!
ندى (بتشهق، وشها بيحمر من الغضب):
– إيه؟!! مهاب عمل كده؟!! مستحيييل… حلا! حلا بريئة! ليه يضربها ويحجزها؟!
غزل (بأسى):
– صدّق صور… صور بشعة… قال إنها صور لحلا… ومن غير ما يسمع منها ولا يتأكد… بس صرخ وضربها وقفل الباب عليها.
ضحى (تمسك إيد ندى بقلق):
– وإحنا ما قدرناش نعمل حاجة… والله حاولنا، بس هو هددنا وبهدلنا قدام الكل… وطردنا من الفيلا.
ندى (تحط إيديها على راسها، عنيها مليانة دموع وغضب):
– يا رب! يا رب! مهاب الحقير! إزاي يجرؤ يمد إيده عليها ويذلها بالشكل ده؟! دي حلا أطيب خلق الله! (بتصرخ) مستحيل تعمل حاجة تهين كرامتها!
هدى (أم ندى، تتكلم بصوت هادي لكنه مصدوم):
– يا بنتي… حلا اتربّت قدام عينيّا، أنا عارفاها زيي ما عارفاكي. مستحييييل تعمل حرام ولا تدنس شرفها. مهاب ظلمها ظلم كبير.
ندى (تشُد إيد أمها بعصبية):
– يمّا… أنا مش هسكت! مش هسيبها في إيدين واحد قلبه حجر! إزاي يعمل كده وهو المفروض أخوها الكبير يحميها مش يسحقها!
غزل (بتعيط):
– ريان حاول يهدّي الموضوع، بس مقدرش يعارض مهاب… وزياد كمان ساكت.
ندى (بتصرخ بغضب، عروق رقبتها طالعة):
– يعني كلهم ساكتين؟!! كلهم بيتفرجوا عليها وهي بتنهار؟!! (تخبط الترابيزة بقوة) والله يا مهاب… مش هسامحك! هتندم على كل دمعة نزلت من عين حلا!
هدى (بحزن):
– يا رب… يا رب الطف بيها وادّيها القوة.
ندى (بصوت فيه عزيمة، تبص في عين غزل وضحى):
– لازم نلاقي حل… مش هنسيبها تموت في إيديه. لو محدش وقف جنبها… أنا هقف
******************
الصالة شبه مظلمة، ستائر سميكة تحجب ضوء النهار، ورائحة قهوة باردة ما زالت عالقة على الطاولة الصغيرة. زياد جالس على الأريكة، ممدّد يده على مسندها، وجهه متعب وعينيه حمراوان من السهر. ريان يجلس مقابله على كرسي منفصل، يمسك بهاتفه بين يديه لكنه لم يفتح أي تطبيق منذ دقائق طويلة، فقط ينظر إلى الشاشة السوداء وكأنه ينتظر خبراً لن يأتي.
زياد (ينفخ زفيراً ثقيلاً):
ما كنتش أتخيل يوم ييجي وألاقي نفسي قاعد في بيت زي دا.. البيت واسع.. بس فاضي. من غيرهم ما يسوى حاجة.
ريان (بهدوء، يحاول يخفف الجو):
طبيعي نحس كده.. اللي حصل كان صدمة للكل. يمكن بس محتاجين وقت.. وهما كمان.
زياد (ينظر له بنظرة متعبة):
وقت؟! (يضحك بسخرية مريرة) الوقت مش بيرجع اللي اتكسر يا ريان. الصور اللي شفتها.. مهما حاولت أقنع نفسي إنها مفبركة.. في جزء جوايا مصدق إنها حقيقة.
ريان (يركز عليه بحدة):
بس انت عارف إن العقل ساعات بيخون صاحبه.. يمكن عشان انت متأثر زيادة، صدقت اللي شفته. أنا ما قدرتش أقرر، محايد زي ما تقول. لكن.. (يصمت لحظة) اللي مضايقني فعلاً.. إن من كام يوم ما سمعناش أي صوت من أوضتها.
(يعدل جلسته ويضع الهاتف على الطاولة، ينظر بجدية لزياد)
ريان:
فكرت أطلع أشوفها.. يمكن محتاجة حد يكلمها.
(زياد ينتفض فجأة، صوته يعلو)
زياد:
لأ! ما تطلعش. سيبها. لو هي عايزة تخرج أو تتكلم.. كانت عملت كده.
ريان (بهدوء لكن بإصرار):
بس يا زياد.. إحنا مش عارفين حالتها. آخر مرة شُفناها فيها.. كانت مكسورة. وأنت عارف إن حبسها جوه أوضتها بالشكل ده ممكن يدمّرها.
زياد (ينظر بعيداً، صوته يخفت وفيه ارتباك):
يمكن أنا اللي محتاجها تبقى بعيدة عني دلوقتي.. مش قادر أبص في عينيها من غير ما أتذكر الصور دي.
(لحظة صمت ثقيلة، عقارب الساعة على الحائط تُسمع بوضوح، وكأنها تذكرهما أن الوقت يمر وهما عاجزين.)
ريان (يتنهد، ينظر له بجدية):
طيب، لو حصل لها حاجة؟ هتسامح نفسك؟
زياد (يتجمد مكانه، يضغط أصابعه بعصبية على ركبته، ثم ينهض واقفاً يتمشى في الصالة):
ما تخوفنيش يا ريان. أنا.. أنا خلاص تايه. بين عقلي وقلبي.
(يرتشف من كوب القهوة البارد دون أن ينتبه، يرمقه بريان بنظرة أسف.)
ريان (بصوت خافت):
أنا برضه تايه.. بين إني أصدقك.. أو أصدق إحساسي إن في حاجة أكبر من مجرد صور.
(المشهد يُغلق على لقطة طويلة للصالة المظلمة، زياد يسير بعصبية ذهاباً وإياباً، وريان جالس مكانه، يشيّع صمته بقلق واضح. والبيت يبدو كأنه يشاركهما الحزن والشكوك.)
********************
في شركة النجار – مكتب مهاب الكبير المطلّع عالمدينة.
(السكرتيرة تدخُل بخفة)
السكرتيرة:
– أستاذ مهاب… في شاب مُصرّ يقابلك، اسمه أدهم الراوي.
(مهاب كان بيقلب في عقود، يرفع راسه، ابتسامة سخرية ترتسم ع وشه)
مهاب (ببرود):
– خليه يدخل… نشوف بطل الأفلام بنفسه.
(بعد ثواني الباب يتفتح، أدهم يدخل وواقف واثق، طويل، أنيق، وسيم بس القلق باين في عينيه)
أدهم:
– مساء الخير… أنا جيت عشان أفهم إيه اللي بيحصل، كلمتك امبارح ع التليفون و…
(مهاب يقطع كلامه، يقوم من الكرسي بخطوات تقيلة متعمدة، عنيه كلها احتقار)
مهاب:
– تفهم؟! عندك وش تيجي هنا وتطلب تفهم؟
(أدهم يتجمد لحظة، متلخبط)
أدهم:
– مهاب بيه، أنا مش فاهم قصدك إيه… حلا مختفية ومش بترد ع موبايلها، وأنا قلقان عليها.
(مهاب يضحك بمرارة، يخبط بإيده ع الطرابيزة)
مهاب:
– قلقان عليها؟! بعد اللي عملته؟ بعد الصور اللي شفتها بعيني؟!
(علامات الصدمة تترسم على وش أدهم)
أدهم:
– صور؟! أي صور؟! إنت بتتكلم عن إيه؟!
(مهاب يقرب منه جدًا، صوته واطي بس مليان احتقار)
مهاب:
– كنت بحسبك محترم… مخرج ناجح، راجل من عيلة معروفة. يطلع كل همّك تستغل بنت صغيرة عندها 18 سنة وتلعب بعقلها؟! أنا غلطت إني سمحتلك تدخل حياتها حتى لو من باب شغفها بالكتابة.
(أدهم يرفع صوته لأول مرة، الغضب يبان في ملامحه)
أدهم:
– إنت بتتّهمني بحاجة زي دي؟! أنا بحب حلا… أيوه، اعترفتلها، ومش بخجل من إحساسي. بس عمرك ما هتلاقي عندي خيانة ولا قلة شرف! ولو في صور بتتداول فهي متفبركة… وأنا جاهز أواجهك وأي حد يثبت العكس!
(مهاب يبتسم بسخرية، يرجع يقعد ع الكرسي كأنه حسم الموضوع)
مهاب:
– متفبركة؟ يا سلام! كلهم بقوا ضحايا فبركة! اسمع يا أدهم، روح لأفلامك وخيالاتك. حلا مش لعبة في إيدك. ولو فكرت تقرب منها بعد النهاردة… يبقى بتعلن حرب مع مهاب النجار.
(أدهم يشد قبضته، يحاول يسيطر ع أعصابه)
أدهم:
– أنا ما بخافش من تهديدك. أنا عايز أعرف حلا فين، وإنها بخير. ولو إنت فعلًا اخوها الكبير و بتحبها … كان المفروض تسمع منها الأول قبل ما تحكم عليا بالشكل ده.
(صمت تقيل يسيطر على الأوضة… نظراتهم متشابكة: مهاب عنيه كلها غضب واحتقار، وأدهم عنيه مليانة قهر وصدق.)
*********************
في المساء – جوه فيلا النجار
(السكون مسيطر على المكان، لكن الغضب عند مهاب مغلي، داخِل بخطوات متوترة بعد يوم طويل)
مهاب (بحدة وانفعال):
– فين الفاجرة دي؟
زياد (مرتبك):
– فـ… في أوضتها… في إيه؟
مهاب (ساخر وباحتقار):
– الست المحترمة… طول الوقت كانت بتمثل علينا قصة شغلها مع أدهم الراوي… لكن الحقيقة هي وهو… مش مختلفين.
ريان (مصدوم):
– إيه قصدك بالكلام ده؟
مهاب (بصرامة):
– زي ما سمعتوا… ولا حد فيكم يحاول يدافع عنها. ولو اتجرئت مراتك أنت يا زياد ولا انت يا ريان تساعدها… مش هرحم ولا وحدة....
ريان (غاضب):
– مهاب، خد بالك من كلامك…
(وبعدها يضيف بسخرية حادة)
– اطمن… هما سيبوا الفيلا الصبح ده.
زياد (ينفجر غضبًا):
– وكل اللي حصل ده بسببك إنت!
مهاب (مستغرب بسخرية):
– بسببّي أنا؟! أنتما فعلاً مسحورين… البنتين الرخيصتين دول لعبوا بعقلكوا. اسمعوا كويس… هما مش لايقين على عيلتنا ولا بمستوانا. وممكن يكونوا دفعوا حلا تعمل تصرفاتها مع الحقير ده… صدقوني، خروجهم من الفيلا أحسن حاجة حصلت.
(ريان كان على وشك يرد بعنف، لكن صوت ارتطام وتكسير جاي من بره قطع الحوار)
ندى (تصرخ بغضب شديد):
– مهاب… يا حقير! يا حيوان! اطلع يا مجنون!
ريان (مندهش):
– ده صوت ندى؟
زياد (مصدوم):
– أيوه… بس إيه اللي بتعمله هنا؟
ريان:
– يلا نخرج ونشوف…
(بعد شوية، المواجهة كانت واقفة قدام بوابة الفيلا)
مهاب (ببرود متعجرف):
– إنتي بتعملي إيه هنا يا ندى؟
ندى (بعصبية جامحة):
– فين حلا؟! عملت فيها إيه يا واطي؟
ضحى (باحتقار، بتوجه كلامها لزياد):
– إحنا هنا عشان ننقذ حلا بس… وبعدها هرفع عليك قضية خلع يا عديم الرجولة.
زياد (يغلي غضبًا):
– ضحى! خلي بالك من كلامك.
ندى (تتقدم وتمسك ياقة مهاب):
– اتكلم! عملت إيه بحلا؟
مهاب (بارد كالجليد):
– ده مش شغلك… إنتي مين أصلاً عشان تتدخلي في شؤون العيلة؟
ندى (بعينين مولعة):
– حلا مش بس صاحبتي … هي أختي، ومش هسيبها في إيدك. هطلعها من جحيمك مهما كلفني ده.
مهاب (بابتسامة باردة):
– جربي لو تقدري… ودلوقتي… هترحلوا بهدوء ولا أجيبلكم البوليس؟
ندى (بتحد ناري):
– اتصل بيهم… وأنا أول واحدة هفضحك قدامهم وأقدم بلاغ ضدك.
زياد (يحاول يهدّي بيأس):
– ندى، ارجوك… خدي ضحى وغزل واطلعوا دلوقتي.
(لكن ندى تجاهلته خالص، وحدقت في مهاب بجرأة وقالت بصوت مليان غضب):
– طول عمرك متغطرس أناني… دايمًا بتجيب التعاسة لحياة حلا… ومابقاش غير ده عشان تكمل جرائمك
********************
قدام فيلا النجار – المساء
(ندى واقفة قدام مهاب بكل شراسة عند البوابة، وفجأة عربية فخمة وقفت قدام الفيلا، ونزل منها يوسف وهو بيساعد والدته ثريا المتعبة من السفر الطويل. الاتنين استغربوا المشهد: ضحى وغزل وندى متوترين، ريان وزياد ساكتين بوشوش متجهمة، ومهاب واقف ببرود)
ثريا (بتوجس):
– في إيه هنا؟ وليه كل الدوشة دي؟
يوسف (مستغرب وهو بيتفرج على الوجوه):
– في إيه؟ ليه الكل كده؟
(صمت قليل، ريان وزياد تبادلوا نظرات مرتبكة، قبل ما تقطع ندى الصمت بصوت ساخر مليان احتقار)
ندى:
– ترجعوا من السفر وتلاقوا "السيد مهاب العظيم" حول حياة حلا لجحيم… ضربها وحبسها في أوضتها وكأنها سجينة عنده.
(اتسعت عيون يوسف بدهشة، والكلام وقع عليه كصفعة. الحقيبة وقعت من إيده على طول وارتجف قلب ثريا)
يوسف (بغضب شديد):
– إيه اللي قولتيه يا ندى؟!
(التفت لمهاب)
– مهاب… ده صحيح؟!
مهاب (ببرود متعجرف):
– مالكش دعوة يا يوسف… دي أمور العيلة.
يوسف (ينفجر صراخ):
– عيلة؟! حلا دي روحي قبل ما تبقى أختك! إزاي تقدر تعمل كده؟!
(ثريا حطت إيديها على قلبها بقلق شديد، ووشها مليان رعب)
ثريا (بصوت مرتجف):
– مهاب… إيه الكلام ده؟ فين حلا؟ وليه ندى بتقول إنها محبوسة؟
(يوسف ما استناش جواب. اندفع للأمام وركض بخطوات هائجة جوه الفيلا، والجميع وراه: ثريا مذعورة، وراهم ريان وزياد وندى وغزل وضحى. مهاب وقف لحظة جامد، وبعدها تبعهم بوشه المتحجر)
(صوت يوسف تعالى وهو بيطلع السلم بسرعة)
يوسف (بغضب شديد):
– حلاااا! فين إنتي؟!
(وقف قدام باب أوضتها المغلق وضربه بكفيه بقوة لحد ما الجدران ارتجّت)
يوسف (بجنون):
– حلا! افتحي الباب… أنا يوسف، ردّي عليا!
(الصمت كان قاتل. لا صوت، لا حركة)
(ثريا ارتجف أكتر واقتربت وهي حاطت إيديها على الباب)
ثريا (بهمس مبحوح):
– حلا… حبيبتي… افتحي… أنا خالتك…
(ندى واقفة ورا يوسف، دموع الغضب في عينيها، بينما ضحى وغزل ارتجفوا خوف)
يوسف (يصرخ ويضرب الباب بكتفه):
– افتحي يا حلا! متسيبنيش كده…
(وفجأة التفت لمهاب اللي كان آخر واحد طالع، واندفع ناحيته ووشه أحمر من الغضب)
يوسف (بغضب لا يوصف):
– المفتاح! إديني المفتاح دلوقتي!
(لكن مهاب ما اتحركش، وبص له ببرود كعادته)
يوسف (يصرخ بصوت يهز الفيلا):
– قلب اي ده يا مهاب اللي عندك؟! دي أختك ولا عدوة؟!
(صوت ثريا من وراهم وهي مرتجفة)
ثريا (بصوت متحشرج):
– بالله عليك يا يوسف… افتحوا الباب… قلبي مش مطمّن…
(يوسف رجع يضرب الباب بقوة أكبر، والدموع على وشه كادت تفلت)
يوسف:
– حلاااا… ردّي عليا! أنا هنا…
(لكن الغرفة فضلت صامتة، والصمت كان أقسى من أي صرخة)
(الكل واقف عند الباب، أنفاسهم متقطعة، وعيونهم معلقة على مهاب اللي ماسك المفتاح)
*********************
الغرفة – التوتر عالي، صراخ متداخل، أنفاس سريعة، ووشوش مشدودة من الغضب والخوف
يوسف (بعصبية وهو بيبسط إيده):
– إديني المفتاح يا مهاب… دلوقتي!
مهاب (ببرود متعمّد، مخبي المفتاح في جيبه):
– مستحيل… مفيش حد هيفتح الباب غيري.
يوسف (يفقد السيطرة، بيصرخ بغضب):
– أنت وحش من غير رحمة!
(ينقض عليه ويدفعه بقوة)
(يتخانقوا بعنف، ضربات متبادلة، صرخات، وصوت الكراسي بتتخبط في الأرض)
مهاب (يصرخ وهو بيرد الضرب):
– ابتعد عني يا يوسف! مالكش دعوة باللي بيحصل هنا!
يوسف (ممسكه من ياقة قميصه، بيضربه بغضب):
– حلا أختي… أختي قبل ما تكون أسيرة عندك! مش هسامحك لو أذيتها بأي حاجة!
(ثريا بتتأرجح ومحتاجة دعم، يدها على صدرها، كأنها هتقع. غزل وضحى بتجري عليها وتحاول تساعدها)
ثريا (بصوت متقطع):
– كفاية… وقفوهم… مش قادرة…
(ندى عيونها مولعة بالحقد، بتصرخ بجنون ناحية زياد وريان)
ندى (بغضب وحقد شديد):
– اكسروا الباب!! اكسروا الباب حالاً! متستنوش المجنون ده!
(زياد ما قدرش يستحمل أكتر، بيتقدّم بغضب، يضرب كتفه على الباب بقوة. الطرقات تتوالى… لحد ما صوت التحطيم يعلى فجأة)
صوت كسر الباب يدوّي في المكان كله…
(العراك بين يوسف ومهاب وقف لحظة، أنفاسهم مقطوعة، ووشوش الجميع اتجهت ناحية الغرفة المفتوحة… عيونهم واسعة من الصدمة)
