رواية بين سطور العشق الفصل السادس عشر16 بقلم سيليا البحيري

رواية بين سطور العشق بقلم سيليا البحيري
رواية بين سطور العشق الفصل السادس عشر16 بقلم سيليا البحيري
ارتطم الباب بالأرض بعد ما كسّره زياد بدفعه غاضب، وصوت العراك وقف فجأة.
الكل اتجمد في مكانه… العيون اتسعت، والأنفاس توقفت.

ثريا (حاطة إيديها على بقها وبتشهق بحرقة):
– يا رب… حلا!

وقعت على ركبها وبتعيط بصوت متقطع، وغزل وضحى ركضوا يساعدوها قبل ما تقع.

على الأرض، كانت حلا مرمية بلا حراك، وشها شاحب، وشعرها مبعثر على البلاط البارد.

يوسف (بصوت مختنق وهو بيندفع ليها):
– حلااا!
(بركع جنبها بسرعة، حاطت إيده على جبينها وبعدين على معصمها يتأكد من نبضها)
تنفسي… يا أختي… تنفسي!

ندى (بتصرخ بغضب وهي بتبص لمهاب):
– كله منك!
(بتأشر عليه بعنيين مولعة كره)
لو حصل لها حاجة… أقسم إني مش هسامحك طول حياتي!

ريان (بينحني جنب يوسف، صوته متوتر):
– نبضها ضعيف… يوسف… لازم نودّيها المستشفى فورًا.

زياد (وشه غامق):
– أنا معاك… لازم نروح حالاً، مفيش وقت!

يوسف (شايل حلا بين إيديه بسرعة، ووشه متشنج، عيونه بتلمع من دموع القهر):
– لو ماتت بسببك…
(يلتفت لمهاب بصوت جهوري ومرتعش من الغضب)
والله مش هسيبك حي!

مهاب، واقف متجمد في مكانه، حس بغصة غريبة في صدره، قلق خفي بيلسع قلبه رغم إنه حاول ينكره. عينيه معلقة على حلا في إيد يوسف، بس رجليه مش بتحرك.

ثريا (ممسكة إيد يوسف وبتعيط بحرقة):
– بالله عليك أنقذها… هي جزء من روحي، يا يوسف!

غزل (بتجثو جنب ثريا تهدّيها):
– اطمئني يا خالتي… يوسف مش هيقصر… هو يعتبرها زي أخته.

ضحى (تمسح دموع ثريا وهي بترتجف):
– إن شاء الله تقوم بالسلامة… بس لازم نتحرك بسرعة!

يوسف مش مستني أكتر، مشي بخطوات سريعة وهو شايل حلا بعناية.
قبل ما يطلع، استدار لمهاب للمرة الأخيرة، ووشه مرسوم عليه الاحتقار والغضب:

يوسف (بحزم):
– ما لكش أي كلمة… ولا أي حق تقرب منها بعد النهارده. أقسم إني هحميها منك، حتى لو ثمنها حياتي!

يوسف خرج بسرعة، وزياد وريان لحقوه بقلق واضح.
جوه، ثريا منهارة بين دموعها، وندى واقفة بتبص لمهاب بنظرة كره جارحة، كأنها بتطعنه من غير سيف.

ندى (بصوت حاد، مليان غضب):
– إن شاء الله طول عمرك تتعذب زي ما عذبتها…

مهاب ما ردش… بس فضل ساكت، عينيه غارقة في شرود وقلق رغمًا عنه، كأن حاجة جواه بدأت تتصدع
********************

في لندن، الشنط مترصّة في الصالة، وصوت عجلة الشنط بتجر على الأرضية الخشب، والجو مليان غضب وقلق.

فيروز (بستايل فاخر، لابسة فستان غالي رغم السفر، بتبص لمراتها ورافعه حاجبها باستنكار):
– تصدق يا أحمد؟ زياد وريان… ولادنا… بيتجوزوا بنتين مجهولتي الأصل من عيلة فقيرة! ومن غير إذننا ولا حتى رأينا! أيه العار ده؟!

أحمد (بيحاول يسيطر على أعصابه وهو يقفل الشنطة):
– فيروز… هما بقا مش عيال صغيرين. زياد شاب راجل وريان كمان… ومن حقهم يختاروا حياتهم.

فيروز (بحدة، بتنقض عليه بالكلام):
– من حقهم؟! ومن حقي أنا؟! أولاد النجار يتجوزوا بنات عاديين كده؟! أنا سهرت ليالي عشان أربّيهم يبقوا نجوم، عشان يعلوا شأن العيلة، مش عشان يكسروا كبريائي كده!

أحمد (بتنهيدة عميقة، صوته فيه حزم):
– فيروز، كبرياؤك حاجة… وسعادة أولادك حاجة تانية. وبعدين اسمعي… يمكن البنتين دول يكونوا خير لهم. ماتحكميش عليهم قبل ما تشوفيهم بعينك.

فيروز (بتتلف في الصالة بعصبية، وبتلوح بإيدها):
– لا… قلبي مش مطمّن. حاسّة إن ولادي مش بخير… زياد، ريان، وحتى مهاب… وحلا الصغيرة! (حاطة إيدها على قلبها) مش عارفة ليه… بس قلبي كأم… بيوجعني.

أحمد (بيتوقف عن ترتيب الشنط، بيقرب منها، ماسك كتفها برفق):
– فيروز… اسمعيني كويس. أنا كمان قلقان، بس مش بس عشان الجواز… حاسس إن الوقت جه نرجع مصر خالص. الشغل هنا تعبتني، وعايز أكون قريب من ولادي.

فيروز (بتبص له بدهشة، وبعدين بتضحك ضحكة ساخرة):
– أحمد النجار… راجل الأعمال الكبير… سايب لندن عشان يقعد جنب ولاده في مصر؟! عمرى ما كنت متخيلة ده منك.

أحمد (بجدية وحزم):
– ولادي أهم عندي من كل صفقات الدنيا. وحلا بالذات… (بيبتسم بحنين) هي المدللة، آخر العنقود… مش عايز أبعد عنها تاني.

فيروز (مرتبكة للحظة، وبعدين بتحاول تخبي قلقها بابتسامة متعجرفة):
– حلا؟ هي كويسة… مدللة زي ما بتحب، مفيش حاجة ناقصاها. بس… (بتسكت فجأة، حاطة إيدها على قلبها) يا رب… ليه حاسة إن فيه حاجة وحشة هتحصل؟

أحمد (بقلق، ماسك إيدها):
– ماتقدميش على الأحداث يا فيروز. بكرة الصبح هنبقى في مصر ونشوف كل حاجة بعينينا. المهم دلوقتي تكوني قوية.

فيروز (بصوت واطي، قلّة ما تبين ضعفها):
– أحمد… مش قادرة أشوف ولادي بيتوجعوا.

أحمد (بيبتسم برفق، وبوس إيدها):
– وأنا كمان… بس هنقف جنبهم مهما حصل.

(لحظة صمت تقيلة، الاتنين بيبصوا للشنط كأنها شايلة معاها قرارات جديدة. صوت عربية تاكسي واقفة قدام الفيلا، فيروز لابسة المعطف الفاخر، رافعة راسها بتعجرف لكنها مخبية وراها قلق عميق. بيخرجوا مع بعض، وعين أحمد فيها إصرار إن العودة دي تكون بداية جديدة للعيلة).
*********************

في ممرات المستشفى…
النور أبيض قوي، ريحة المعقمات ف المكان، وصوت خطوات بتجري وقلوب بتخفق بسرعة. حلا ورا باب الطوارئ، والدكاترة حواليها، والعيلة واقفة بره مستنية.

يوسف ماشي رايح جاي، وشه مولع من الغضب، عروق رقبته بارزة. زياد واقف متوتر، ماسك إيده ورا ضهره، ورجليه بترتعش شوية. ريان قاعد على الكرسي، وشه شاحب وبيمسك شعره بإيديه. ندى وثريا بيعيطوا بصمت، الدموع مغسلة وشوشهم. ومهاب واقف بعيد، إيده في جيبه، بيحاول يخبي قلقه، بس عينه كل شوية تبص على الباب المغلق.

فجأة يوسف وقف، استدار لزياد وريان، وصوته خرج كالصاعقة:

يوسف (بعصبية):
– إنتو! إنتو كنتوا واقفين معاه صح؟ شفتوه إزاي يرفع إيده عليها! ليه ما وقفتوشه؟ ليه سبتوه يوصلها للحالة دي؟! هي أختكم ولا لعبة؟!

زياد (يتلعثم):
– يوسف… إحنا… ما توقعنا يوصل للكده، كنا مصدومين زيك…

يوسف (صرخ مقاطعًا):
– مصدومين؟! المصيبة قدامكم وما قدرتوش تتحركوا؟ لو كنتوا رجال فعلاً كنتوا وقفتوا بينه وبينها! كنتوا فين لما كانت عم تنهار قدام عنيكم؟!

ريان نهض فجأة، عيونه حمراء من العياط، صوته مبحوح لكنه حاول يبرر:

ريان:
– يوسف، صدقني حاولت… بس مهاب… مهاب ما بيسمعش لحد! صرخت، وقفت قدامه، بس ما قدرت… هو أقوى، عنيد… وما بيسمعش غير صوت غضبه!

يوسف اتقدم خطوة لقدام، كاد يلكم ريان لولا إن ندى أمسكت بإيده بقوة:

يوسف (مشدود الأعصاب):
– مش حجة! ده مبررش أبداً! حلا محتاجة تحس إن عندها سند، مش إخوة يتفرجوا! لو صار لها حاجة… والله ما هاسامحكم طول حياتي!

ثريا وهي بتعيط بصوت مرتجف، حطت إيدها على كتف يوسف:

ثريا:
– خلاص يا يوسف… الله يسترها… ركز بدعاءك ليها، البنت بين إيدين ربنا والدكاترة… متزودش النار يا ابني.

يوسف قفل عينيه للحظة، وزفر بقوة، بس رجع بصوته حاد وهو بيبص لزياد وريّان:

يوسف (بصوت واطي لكن مليان تهديد):
– أنا مش هانسى. ومش هاسامح. ولو حصل لحلا أي حاجة… إنتو ومهاب هاتتحاسبوا قدامي واحد واحد.

بعدها صمت تقيل، محدش جرّأ يرد. كل الأنفاس محبوسة مستنية الباب يفتح، والوقت كأنه وقف
********************

في بهو الدور الرابع في المستشفى… الجو متوتر على الآخر. يوسف واقف قدام أوضة المعاينة، وشه مشدود وإيده ورا ضهره، بيحاول يسيطر على قلقه. زياد وريّان قاعدين على الكراسي المقابلة، بيتبادلوا نظرات متوترة، ومهاب واقف بيذرع الممر رايح جاي زي وحش محبوس.

باب الأسانسير اتفتح، ونزل منه مازن مسرع، ماسك أمه نادية اللي باينة عليها التعب. وراهم طلع أدهم، وشه وسيم لكنه صارم، عينيه الباردة بتفحص المكان كله. أول ما لمح مازن صديقه ريان نادى بصوت فرحان:

مازن:
– ريان! يااااه! إنت هنا؟! مش مصدق إني شفتك بالصدفة!

ركض له وعانقه بحرارة.

ريان (مبتسم متوتر):
– مازن…! إيه المفاجأة دي؟

قبل ما يكملوا الكلام، وقع نظر مهاب على أدهم، وقف فجأة، جسمه كله توتر، عينيه مولعة غضب. صرخ بصوت مخنوق:

مهاب:
– إنت…! إيه اللي جابك هنا؟! وازاي لسه عندك وش تجي وتتمشى قدامي؟!

نادية استغربت، بصت بين ابنها ومهاب:
– مهاب؟ إيه اللي بيحصل؟ وليه بتكلم أدهم كده؟

أدهم وقف ثابت مكانه، مش بيتراجع خطوة واحدة، ونظراته الباردة واجهت غضب مهاب. بصوت هادي لكن مليان تحدي قال:

أدهم:
– جيت مع أمي… وصدفة ألاقيك هنا. بس شكلّك لسه بتصدق الأكاذيب.

مهاب كاد ينقض عليه، لولا إن زياد وريان أسرعوا يمسكوه، كل واحد أمسكه من دراعه. يوسف تقدم بصرامة:

يوسف:
– مهاب! كفاية… المكان مش ناقص فضايح. ركّز في أختك دلوقتي.

مهاب كان مزفر بغضب ويشاور على أدهم:

مهاب:
– أختي اتدمرت بسببه! الصور اللي واصلة ليا مش محتاجة شرح. وما تقولولي براءة! أنا عارف النوع ده… بيتسلى بالبنت وبعدين يرميها!

نادية شهقت بدهشة، بصت لأدهم مصدومة:
– إيه الكلام ده؟!

مازن واقف مذهول، بص لريان وبعدين لأخوه:
– استنوا! حد يفهمني، إيه اللي بيحصل؟ إيه موضوع الصور ده؟! و… حلا؟ تقصدوا أخت ريان؟!

مهاب بصوت ساخر كأنه بيسكب سم:

مهاب:
– أيوة… اللي اتضح إنها لعبة في إيد أخوك. كان بيمثل عليها الحب عشان يستغلها… ودي النتيجة، فضيحة.

أدهم لأول مرة غير ملامحه، لمعة غضب باردة ظهرت في عينيه، بس ما صرخش، بس تقدم خطوة لقدام وبص في عين مهاب بنبرة مليانة احتقار:

أدهم:
– الحقير مش أنا… الحقير هو اللي يصدق ورقة وصورة وما يصدقش أخته. اللي يحاكمها من غير ما يسمعها. اللي يخليها تنهار وهو واقف يتفرج. أنا ما بلعبش بمشاعر حد… وأختك بريئة، سواء صدقت أو لأ.

مهاب حاول يفلت من زياد وريان عشان يهجم عليه، بس يوسف بصوت صارم جداً رفع إيده:

يوسف:
– كلمة كمان يا مهاب وأنا اللي هوقفك… مش أدهم. فوق لنفسك.

الجو كله توتر، ونادية حطت إيدها على صدرها بقلق:
– أنا مش فاهمة أي حاجة… بس اللي متأكدة منه إن في حاجة كبيرة مدفونة هنا.

وفجأة، باب أوضة المعاينة اتفتح، وخرج الدكتور بخطوات هادية، ماسك ورق بين إيده. الكل اتلفت له في لحظة، كأن الزمن وقف.

الدكتور بصوت جاد:
– عندي أخبار عن حالة الآنسة حلا…
********************

في ردهة المستشفى… الكل واقف على أعصابه، عيونهم كلها على الدكتور وهو خارج من أوضة المعاينة. رفع راسه وبص على يوسف الأول وبعدين قال بصوت هادي وموضوعي:

الدكتور:
– اطمّنوا… البنت بخير جسمانياً، مفيش أي كسور أو نزيف جوه، مجرد شوية كدمات وخدوش بسيطة… بس حالتها النفسية تعبانة جداً. محتاجة راحة ودعم نفسي حقيقي.

الكل تنفس الصعداء، وندى حطت إيديها على صدرها بارتياح.

ندى (بحزم وهي بتبص لمهاب):
– الحمد لله… بس اللي حصل معاها مش سهل خالص يا مهاب. إنت السبب في كل اللي حصل، وبحلفلك… لو ما وقفتش عند حدك، أنا اللي هوقفك.

مهاب التفت لها بغضب، بس يوسف كان أسرع:

يوسف (بصرامة ورافع إيده في وش مهاب):
– خلاص يا مهاب، كفاية لحد هنا. القصة مش هزار. أنا عايز أشوف الصور اللي بتتكلم عنها. أنا وأدهم مع بعض… لو إنت واثق إنها حقيقية، مفيش هروب. ونشوف مين اللي لعب بالموضوع ده.

مهاب شد فكه وعروق رقبته نافرة:
– الصور قدامي… ومش هتهرب. أنا شفتها بعيني، ومفيش داعي تدافعوا عن واحد زي أدهم.

أدهم واقف ببرود قاتل، وشه بقى كأنه حيطه جليد، وبص في عيون مهاب بابتسامة ساخرة صغيرة:
– المشكلة مش بالصور يا مهاب… المشكلة إنك صدقتها. صدقتها من غير ما تسمع كلمة من أختك. حتى لو بتكرهني أو شاكك فيّ، مكنش لازم تظلمها.

مهاب انفجر غضب، خطى خطوة ناحية أدهم، لكن ريان وزياد وقفوه فوراً.
ريان: – مهاب، هدي أعصابك!

يوسف تقدم خطوة، صوته ما بيتقبلش أي جدال:
– الصور لازم أشوفها… دلوقتي.

مازن واقف مذهول، عيناه بتتنقل بين صديقه ريان وبين أخوه أدهم ومهاب.

مازن (بصوت مضطرب):
– أنا مش فاهم حاجة… صور؟ أختك يا ريان؟ وأخي ليه في الموضوع؟ حد يشرحلي!

نادية، اللي كانت متكئة على دراعها، بصت بحيرة:
– صح… أنا مش فاهمة حاجة. مهاب، إنت بتقول إيه؟

مهاب ابتسم ابتسامة ساخرة لاذعة، وبص لنادية وقال:
– أبسطلك يا مدام نادية… ابنك الحبيب أدهم طلع واحد حقير بيتسلى ببنات الناس. واللي مع أختي في الصور… هو.

نادية شهقت، حطت إيديها على بقها بصدمة:
– إنت بتقول إيه؟!

مازن التفت بسرعة لأخوه:
– أدهم؟! ده صح؟!

أدهم رفع حاجبه، وابتسامة باردة على وشه، وبص لمهاب باحتقار:
– مضيعة وقت… مفيش داعي أبرر. الأيام هتوري مين الحقير ومين الضحية.

مهاب كاد ينقض عليه تاني، لكن يوسف رفع صوته بصرامة لأول مرة:
– مهاب… ولا كلمة زيادة. الصور عايزين نشوفها دلوقتي. أنا وإياه وبس.

ساد صمت مشحون، ما قطعه غير الدكتور لما رجع وفتح باب الأوضة شوية:
– ممكن تهدوا الأصوات؟ المريضة محتاجة راحة تامة.

وبعدين خرج الدكتور تماماً، ماسك ملف في إيده، وقال للجميع بصوت أخف:
– قلتلكم… حالتها مستقرة جسمانياً، بس لازم تراعوا نفسيتها الفترة الجاية.

الكل تبادل نظرات ثقيلة… يوسف مصرّ، مهاب متصلب، أدهم أبرد من الجليد، وندى ومازن غرقانين بالذهول والارتباك.
*******************

في شقة سيرين – شقتها الفخمة اللي متغلب عليها شوية فوضى
الوقت مساء، موسيقى صاخبة في الخلفية، كوبايات فاضية على الطرابيزة، وستاير نص مقفولة. سيرين قاعدة على الكنبة، لبسها لامع، رجل على رجل، وشها متجبر، سيجارة في إيد وكوباية في التانية. رنا قاعدة متوترة على الكرسي المقابل، بتحرك صوابعها بعصبية وبصيت حواليها كأنها خايفة حد يطلع من الضلمة.

سيرين (بتضحك بسخرية وهي بتنفخ دخان السيجارة):
– هاااااه رنوش… شُفتي لعبتي صح؟ ولا حتى الشيطان يقدر يخطط بدهاء زيي. حلا المسكينة… تتنهد بسخرية… تخيلي وشها لما أخوها شاف الصور.

رنا (بصوت متردد وهي متشابكة إيديها):
– سيرين… مش هتبالغي شوية؟ يعني… صور مفبركة! ده مستقبل بنت، سمعة عيلة كاملة! ما خفتيش ربنا؟

سيرين (رافعه حاجبها وبتقهقه):
– ربنا؟ يا حبيبتي، ربنا مش بيحسب الحسابات بتاعت الانتقام. أنا خلصت… كنت عايزة أحرق قلبها… ونجحت! مهاب صدّق الصور ورماها زي الكلاب. أحسن حاجة! خليها تعرف قيمتها.

رنا (بصوت مرتجف):
– بس ليه يا سيرين؟ هي ما أذتك… كانت تعتبرك أقرب صديقة!

سيرين (بتقرب منها بحدة، حطت السيجارة على الطرابيزة وبصت في عينيها):
– وهي غلطت لما وثقت فيا. تضحك بخبث… هي أحلى مني؟ أكتر براءة؟ الكل بيحبها؟ لأ، أنا لازم أكون فوقها. الدنيا ما بتساعش اثنين… يا أنا يا هي.

رنا (تحاول تبتسم عشان تخفي خوفها):
– بس… يعني لو انكشف إنك ورا الموضوع؟ الصور مفبركة… ممكن حد يكتشف!

سيرين (تصقع ضاحكة):
– يكتشفوا؟ إزاي؟! أنا ذكية، غطيت كل أثر. وحتى لو شافوا إنها مفبركة… الكل أصلاً شافها وصدق! مش فارقة معايا. الكلمة اللي اتقالت مرة، بتفضل ملتصقة للآخر. حلا خلصت، انكسرت، ومفيش حاجة ترجعها.

رنا (تخفض راسها وهمس):
– إنتي بتخوفيني يا سيرين… بجد، مش عارفة أستمر صاحبتك أو…

سيرين (تمسك إيدها بقوة مفاجئة وتضغط عليها):
– أو إيه؟ عايزة تفضحيني؟ جربي، وشوفي صورك إنتي كمان تطلع على النت. صدقيني عندي ملفات تخليكي تهربي من البلد كلها.

رنا (ترتجف، تسحب إيدها بسرعة):
– ل…لا طبعاً! أنا مش هقول حاجة… بس بترجاكي وقفّي هنا.

سيرين (ترجع تقعد بهدوء كأن مفيش حاجة، تشرب رشفة من الكوباية):
– رنا… عيشي وتعلمي… الدنيا لعبة، والذكية هي اللي تعرف تحرك البيادق. وأنا… ترفع راسها بغرور… أنا الملكة.

رنا (بتبلع ريقها بصعوبة، بتبص على الباب وكأنها نفسها تهرب فوراً)
*********************

بينما كانت تتكلم سيرين، كانت كريمة، والدة سيرين، تقف خلف الباب، يدها ترتجف وهي تمسك بمقبضه. عيناها امتلأتا دموعاً من هول ما تسمع. لم تتوقع يوماً أن تخرج من ابنتها كلمات كهذه.

كريمة (تقتحم الغرفة فجأة، بعاصفة غضب):
سيرين!!!

قفزت رنا من مكانها بفزع، بينما استدارت سيرين ببطء، نظرة البرود لم تفارق وجهها.

كريمة (بصوت مبحوح، مرتجف):
إنتِ… إنتِ اللي عملتِ كل ده؟! إنتِ اللي خرّبتِ سمعة بنت بريئة؟! إنتِ… إنتِ مش بنتي!

رفعت يدها وصفعت سيرين بقوة جعلت الأخيرة تترنح للحظة.

سيرين (تصيح بجنون):
إزاي ترفعي إيدك عليّ؟!

كريمة (بدموع وغضب):
ربيتك عشان تكوني إنسانة… طلعتِ وحش! عار عليّ… عار!

في تلك اللحظة، لمعت عينا سيرين بشيء مظلم، كأن الشيطان نفسه يسكنها. مدت يدها بخفة نحو الدرج، أخرجت منه سكيناً كانت تخبئها.

رنا (تشهق برعب):
سيرين! إيه ده؟! إوعي!

كريمة (بصدمة، متراجعة):
إنتِ… إنتِ مش هتعملي كده… إنتِ بنتي…

لكن سيرين تقدمت بخطوات باردة، نظرتها قاسية كالجليد.

سيرين (بصوت منخفض، كالمسحور):
أنا مش بنتك… أنا سيّدة نفسي… وإنتِ الضعف اللي لازم يختفي.

وبحركة خاطفة، غرست السكين في صدر والدتها. صرخة مبحوحة خرجت من فم كريمة وهي تسقط أرضاً، عيناها متسعتان بخيبة وألم لا يوصف.

رنا (تصرخ، تتراجع للخلف):
يا مجنونة!!! قتلتي أمك!!!

سيرين التفتت نحوها، وجهها يتقطر بالجنون، وضحكة مرعبة انطلقت منها.

سيرين:
وإنتِ كمان… كنتي هتفضحيني في أي لحظة، صح؟! مش هسيب فرصة لحد يوقفني!

قفزت على رنا بسرعة مفترسة، ورنا تصرخ وتترجى:

رنا (باكية):
لااا! بالله عليكي لاااا!!

لكن الطعنات لم تتوقف… واحدة تلو الأخرى، حتى خمد صوت رنا، وسقط جسدها بجوار جثة كريمة.

الغرفة الآن امتلأت برائحة الدم، وصوت أنفاس سيرين المتقطعة. نظرت حولها، ثم جلست على الأرض بين الجثتين، ضحكتها تتصاعد شيئاً فشيئاً حتى تحولت إلى نوبة هستيرية.

سيرين (بهمس):
محدش هيوقفني… محدش…
********************

السكين تسقط من يد سيرين مغطاة بالدماء… عيناها تزوغان يميناً ويساراً، تنفاسها متقطع كأنها تخرج من كابوس لتجد نفسها وسطه. جسد والدتها كريمة ملقى أرضاً بلا حراك، ودموعها لم تجف بعد… ورنا تحاول بصعوبة أن تتنفس، لكن جرحها كان غائراً.

سيرين (بصوت مرتجف، تضع يديها على رأسها): لا… لا… مش ممكن! إيه اللي عملته؟! (ترتجف وترجع للخلف تصطدم بالحائط) أنا… أنا كنت بهزر… لأ… لأ ده مش حقيقي!

تنظر إلى يديها الملطختين بالدماء وتصرخ:
سيرين: دم؟! دمي إيه ده… لاااا!

رنا، بصوت مبحوح ضعيف، بالكاد تسمعها:
رنا: أنتي… شيطان… قتلتِ…

سيرين (تقترب منها مرعوبة): أسكتي! أسكتي بلاش تتكلمي… محدش هيعرف… محدش لازم يعرف!

رنا تغلق عينيها ببطء وتفقد أنفاسها الأخيرة.
الصمت يملأ المكان، فقط صوت دقات قلب سيرين العنيفة وارتجاف أنفاسها.

سيرين (تهمس لنفسها، تحاول تبرير ما حدث): أنا ما كنتش أقصد… هي اللي استفزتني… أمي كمان… آه، هي اللي جابت ده لنفسها، طول عمرها تقارني بغيري… أنا مش وحشة… أنا مش مجنونة!

وفجأة، تدرك خطورة الموقف… والدها فايز قد يعود في أي لحظة، وأخوها ماهر المعروف بقسوته عليها لن يرحمها إن اكتشف.

تنهض بسرعة، تتعثر بقطرات الدم، ثم تركض نحو النافذة لتتأكد أن الشارع فارغ.

سيرين (تتنفس بسرعة): لازم أهرب… لازم أختفي قبل ما يرجعوا… ماهر هيقتلني… لأ، مش هيقتلني، هيوديني في ستين داهية!

تبحث بعشوائية في الخزانة عن حقيبة صغيرة، ترمي بداخلها بعض الملابس والنقود التي كانت مخبأة. يداها ترتعشان وهي تحاول إغلاق السحاب.

تتوقف فجأة وتنظر لجثة والدتها، دموعها تنهمر لكنها تزداد اضطراباً:
سيرين: سامحيني يا ماما… أنا ما كنتش عايزة كده… بس إنتي اللي جبتيها لنفسك! كنتي دايماً تشوفي ماهر أحسن مني… كنتي دايماً تقللي مني!

تضحك ضحكة هستيرية قصيرة ثم تكتم فمها بيدها خوفاً أن يسمعها أحد.

ثم تلتفت نحو الباب، تسمع صوت سيارة تقترب أمام البيت…
سيرين (بصوت مرتعش): بابا؟! لأ… لأ مش دلوقتي!

تأخذ حقيبتها وتجري نحو الباب الخلفي، تتوقف لحظة عند المرآة… تنظر إلى وجهها الملطخ بالدماء، وتصرخ بخوف حقيقي:
سيرين: أنا… أنا وحش!

تمسح الدم بسرعة على ثوبها، ثم تندفع للخارج قبل أن يفتح والدها الباب الأمامي.
********************

في اللحظة دي…

اتفتح باب البيت بعنف، وفايز دخل بخطوات تقيلة وهو بينادي:
– "كريمة!.. فينك يا كريمة؟!"

وراها ماهر شايل شنطته الطبية، وشه الجاد المعتاد بيخليه له وقار. لكن أول ما وصلوا للصالون، اتوقفوا فجأة.
عيونهم اتسعت، والصدمة جمدت الدم في عروقهم. كريمة ممددة على الأرض بلا حراك، دمها مغطي السجادة. جنبها رنا بتتنفس بصعوبة، وصوتها بيتهدج بالأنين.

فايز صرخ، صوته اختنق:
– "ياااا رب… كرييييمة!!"
اندفع ليها، ركع جنبها يحاول يحركها، يضغط على جرحها بإيده المرتجفة. دموعه سالت بغزارة وهو بيصرخ باسمها.

أما ماهر، ركع بسرعة جنب رنا، فتح شنطته الطبية وحاول يسعفها.
صوته كان ثابت رغم ارتجاف قلبه:
– "تماسكي يا رنا… تنفسي… أنا معاك، متخافيش."

رفعت رنا عينيها بصعوبة، نظراتها ضبابية لكنها مليانة رعب. حاولت ترفع إيديها المرتجفة، وأمسكت بكم ماهر.
همست بصوت متقطع، أنفاسها بتتقاطع بين كل كلمة والتانية:
– "م… م… ماهر… سير… سيرين… هي… اللـ… قتلتنا."

ماهــر شهق بقوة، دمّه تجمد للحظة. قرب أكتر، صوته غضب ومذعور في نفس الوقت:
– "إيه؟ قلتي إيه؟ مين؟"

دموع رنا نزلت، عينيها بتلف، وقبل ما تكمل صوتها انقطع خالص. جسمها ارتخى بين إيده.

ماهــر صرخ:
– "رنااا! لاااا!"
لكن عرف فوراً إن قلبها وقف. حاول ينعشها، ضغط على صدرها بقوة، لكنه عارف إن الموضوع انتهى.

في اللحظة دي، رفع عينيه المليانة نار على جثة مامته. وبعدين استدار ببطء، وصوته طلع عميق ومرعوب من الحقيقة:
– "مستحيل… سيرين؟! أختي هي اللي عملت كده؟!"

أما فايز، انهار جنب جسم مراته، وشه شاحب ودموعه بتنهمر بغزارة. صرخ بصوت مبحوح وهو بيهزها:
– "كريمة اصحي… متسيبنيش… أنا مش عايش من غيرك! كريمة!!"

ماهــر قرب، حط إيده على كتف أبوه بقوة وحاول يسيطر على نفسه رغم انفجار الألم جواه:
– "بابا… لازم نبلغ الشرطة فوراً… سيرين مجنونة. لو عملت كده، مش لازم نسيبها تفلت."

فايز رفع راسه ببطء، عيونه غارقة في دموعه وصدمته، وصوته بالكاد خرج:
– "سيرين؟… بنتي؟… لااا، مستحيل… ما توصلش للوحشية دي!"

لكن نظرة ماهر الحادة، المليانة بالقسوة واليقين، خلت الحقيقة تثبت زي الكابوس:
– "سمعت بنفسك يا بابا… رنا قالت اسمها. سيرين هي اللي قتلت ماما… وهي اللي طعنت رنا قدامي."

فايز شهق بشدة، حاسس قلبه اتقسم نصين. قعد على الأرض جنب جسم كريمة، واضغط راسه بين إيده كأنه فقد عقله:
– "يا رب… ليه كده؟! أنا كنت فين وأنا بربي بنتي تصير وحش؟!"

أما ماهر، رغم الألم اللي بياكل صدره، وقف بسرعة، قبضته مشدودة ووشه متجمد من الغضب:
– "رح ألاقيها… ولو تحت الأرض… هتدفع تمن كل نقطة دم سفكتها."

وساب وراه صرخة فايز الممزقة، وصوت بكائه وهو بيحضن جثة كريمة، وفي نفس الوقت البيت كله بقى ساحة موت، والجو مليان ريحة الدم والخيانة
**********************

في الغردقة، لوسيندا قاعدة على اليخت، مستندة بذراعها على طرف الطربيزة الصغيرة قدامها، وعيونها مركزة على البحر بصمت. هوا المغرب بيلمس خصل شعرها بلطف. كريم قايم قدامها، بيراقبها كأنها القمر بعينه.

كريم (بابتسامة دافية وهو بيمد إيده ليها):
– "لوسيندا… تعرفي لما تصمتي كده، بتبقي أجمل؟ كأنك لوحة محدش جرّب يمسها."

لوسيندا (رافعه حاجبها بتردد):
– "كريم… ساعات بحس إنك بتبالغ قوي… بجد شايف كل ده فيا؟"

كريم (ممسك إيديها بحذر كأنه ماسك حاجة غالية):
– "أبداً، أنا مش ببالغ… كل حاجة فيك بتخليني أحس إني طفل صغير قدامك. مش عايز حاجة من الدنيا غير إني أقعد جنبك."

لوسيندا بصتله فترة طويلة، صوته كان صادق بطريقة عمرها ما شافت قبل كده. قلبها اللي كان متجمد قدام خطوبتهم المفروضة بدأ يدوب شويه شويه.

لوسيندا (بتبتسم بخجل نادر):
– "طفل صغير؟ وإيه بقى الراجل اللي المفروض يكون خطيبي؟"

كريم (بيضحك بخفة، وبعدين حاطت إيده على صدره):
– "الرجالة قدام العالم… لكن قدامك أنا طفل، محتاج حنانك ونظرتك، وحتى كلمة صغيرة منك بتخليني أسعد إنسان على وش الأرض."

ابتسامة لوسيندا اتسعت، قلبها بدأ يخفق بطريقة مختلفة. مدت إيدها ولمست وجنته برفق، حسّت بحرارة جسمه تحت صوابعها.

لوسيندا (بهمس):
– "أنت غريب يا كريم… بتحسسني بحاجة عمري ما حسيت بيها قبل كده."

كريم (بيبص لها بعينيه اللي بتلمع بالحب):
– "قوليلي بس إنك بدأتِ تحسي بيا… ده كفاية بالنسبة لي."

لوسيندا تصمت شوية، وبعدين ابتسمت ابتسامة صغيرة، بس كانت كفاية تشعل قلب كريم فرحة. قرب منها أكتر، وهو بيتمتم كأنه بيعد نفسه قبلها:
– "هخلي قلبك يحبني… مش عشان مجبرة، لكن عشان قلبك في الآخر هيختارني."

ولأول مرة، لوسيندا ما حسّت بانزعاج
من قربه… بالعكس، حسّت بدفا ماعرفتش طعمه قبل كده
********************

في مطار القاهرة الدولي، الدنيا كانت زحمة والناس ماشية يمين وشمال، صوت العفش وحقائب الناس بتتجر على الأرض، والمذيعة الداخلية بتعلن عن الرحلات، وناس كتير بيجروا عشان يلحقوا مواعيدهم. وسط كل ده، أحمد وفيروز ماشين مع بعض بخطوات هادية ناحية بوابة الخروج.

فيروز كانت متحمسة واضح، لابسة نظارة شمس غالية وبتعدل حجابها من وقت للتاني، وعيونها فيها بريق من الترقّب. بَصَّت لجوزها وقالت بنبرة ساخرة شوية:

فيروز (بابتسامة جانبية):
– "مشتاقة أشوف زوجات أولادنا، والله يا أحمد… من كلام زياد وريان عنهم، باين إنهم مجرد… شحاذتين اتخيلوا نفسهم رقي عشان يوقعوهما في الشباك."

أحمد وقف فجأة، تنهد، وبص لها بحدة فيها هدوء:

أحمد:
– "فيروز… بالله عليك. ما تبدأيش كلامك كده قدامهم. أولادنا اختاروا، والاختيار ما كانش سهل، ومش من حقك تأذيهم أو تأذي زوجاتهم."

فيروز رفعت حاجبها باستنكار:

فيروز:
– "أحمد! عايزني أصفق لهم وأتظاهر بالفرحة؟ أنا أمهم… كنت أتمنى لزياد وريان زوجات من طبقة تليق بيهم، مش نص نساء مالهمش أصل ولا نسب!"

أحمد قرب منها أكتر، مسك إيديها بلطف لكن شدد كلامه:

أحمد:
– "اسمعي يا فيروز… أنا عارف إنك عنيدة، لكن زياد وريان بيحبوا زوجاتهم. لو نطقتِ بكلمة جارحة، هتكسرِ قلوب أولادك، ومش هتسلمي نفسك بعد كده. تحبي يشوفوك كعدوة بدل ما تكوني الحضن اللي يلجأوله؟"

فيروز صمتت شوية، ارتبكت من نبرته الجادة، لكن ما استسلمتش:

فيروز (بغنج مصطنع):
– "أنا بس خايفة على أولادي… خايفة حد يستغلهم. أنت مش عارف الستات زيي."

أحمد ابتسم بخفة، كأنه يعرف طباع مراته كويس:

أحمد:
– "وأنا عارفك يا فيروز… لسانك أسرع من دماغك. بس بطلب منك تضبطي نفسك. إحنا جايين هنا نفرح ونحضن عيلتنا، مش نفتح معارك."

فيروز حطت شنطتها على كتفها، وطلعت نفس طويل فيه شوية استسلام، وبعدين قالت بهدوء:

فيروز:
– "تمام… هحاول… بس ما تلومنيش لو مش عاجبني المنظر."

أحمد ابتسم وكمل ماشي جنبها وهو يتمتم:

أحمد:
– "أهم حاجة كلامك ما يوجعش زياد ولا ريان… عايزهم يشوفوا أمهم اللي اشتاقوا لها، مش ست غريبة بتقسو عليهم."

وبينما كانوا بيقربوا من بوابة الوصول، قلب أحمد كان مليان قلق من رد فعل مراته، وفيروز كانت خليط من الفضول والغرور، مستنية اللحظة اللي تشوف فيها زوجات أولادها عشان تحكم عليهم… من غير ما تعرف إن اللي جاي هيقلب كل مفاهيمها رأسًا على عقب
تعليقات



<>