رواية بين سطور العشق الفصل الحادي عشر11 بقلم سيليا البحيري

رواية بين سطور العشق بقلم سيليا البحيري
رواية بين سطور العشق الفصل الحادي عشر11 بقلم سيليا البحيري
كانت الفيلا غارقة في صمت الليل، لا يُسمع سوى همسات الرياح تتسلّل من بين ستائر غرفة حلا. جلست على طرف سريرها، ترتدي بيجامتها القطنية الوردية، وشعرها المنسدل يلامس كتفيها. عيناها تحدّقان في الفراغ، لكن قلبها يخفق بسرعة كأنها تركض وسط حلم جميل لا ينتهي.
كل شيء حولها أصبح ضبابيًا… لم تكن قادرة على استيعاب أن الكلمات التي لطالما تمنّت سماعها، قد خرجت بالفعل من فم أدهم قبل ساعات قليلة فقط.

وضعت يديها على وجهها، ثم همست بصوت مبحوح وهي تبتسم لنفسها:
– "هو… هو قالها بجد؟! أنا مش بحلم… مش كده؟!"

وقفت فجأة، وبدأت تتحرك في الغرفة بلا وعي، تضحك بخفة ثم تمسك قلبها وكأنها تخشى أن يقفز من مكانه:
– "إيه ده يا حلا… إيه اللي بيحصلك ده؟! إنتي كنتي بتقولي إنك بتحبيه كمدير، ككاتبته، كأستاذك… بس دلوقتي؟! لأ… دي حاجه تانية خالص."

اقتربت من المرآة، تنظر إلى انعكاس وجهها بعينين لامعتين:
– "يعني هو كمان… كان بيبصلي كده مش صدفة… كان بيحبني وأنا مش واخدة بالي… ياااه."

لكن فجأة، تجهم وجهها قليلًا وهي تجلس على السرير من جديد، تحضن وسادتها بقوة:
– "بس… هو أكبر مني بكتير… وأنا صغيرة… والناس… والناس هتقول إيه؟"

تسكت لحظة، ثم تضحك بخفة وهي تدفن وجهها في الوسادة:
– "لا… أنا مش قادرة أصدق… أدهم بيحبني أنا… أنا!"

********************

كانت حلا لسه قاعدة على سريرها، تحضن الوسادة وتضحك لنفسها بين الحين والتاني، كأنها في عالم تاني. فجأة، انفتح باب غرفتها بهدوء، وظهر ريان، واقف عند العتبة، حاجبه مرفوع وعلامات الحيرة على وشه.

ريان (بصوت مستغرب):
– إيه المنظر ده؟! إنتي بتتحكي لوحدك؟! ولا بتتفرجي على فيلم كوميدي في مخك؟

حلا (تنتبه فجأة وتقوم واقفة بسرعة):
– آه… لأ… أنا… كنت بفكر في حاجة… مش مهم يعني.

ريان (يتقدم ناحيتها وبيمثل إنه بيكشف عليها):
– استني كده… إيدك سخنة؟ عندك حرارة؟ ولا الحرارة دي من السعادة الغامضة اللي ماليه وشك؟

حلا (تضحك وتبعد إيده):
– إنتَ أهبل! أنا زي الفل… مفيش حاجة.

ريان (سايبش الموضوع بسهولة):
– آه طبعًا… زي الفل وبتضحكي مع الوسادة وكأنها بترد عليكي. لا يا بنتي، أنا خايف أسيبك لوحدك تقومّي تكمّلي كلام معاها وتخطّبيها كمان.

حلا (تمسك ضحكتها وتحاول تبان طبيعية):
– خلاص يا ريان، بلاش هري. كنت بفكر في روايتي الجديدة بس… عادي يعني.

ريان (بابتسامة طيبة وهو بيشدها من إيدها):
– طيب يا أستاذة الكاتبة، الرواية هتستنى، العشا مش هيستنى… يلا قبل ما أخلّي مهاب يخلص على كل الأكل.

حلا (تضحك وهي خارجة معاه):
– حاضر يا حضرة المراقب العام.

ريان (وهو بيطالعها بنظرة أخ أكبر):
– والله إنتِ غريبة النهارده… بس ماشي، أنا هسيبك في حالك… مؤقتًا.

حلا (في سرها وهي بتنزل السلم):
– لو تعرف يا ريان… لو تعرف…
***********************
في منزل عائلة سيرين 
الليل ساكن، وسيرين قاعدة في غرفتها المضاءة بنور أباجورة خافتة، شعرها مسدول على كتفها، وعينيها تلمع بنظرة شريرة. كانت قاعدة على مكتبها، قدامها لابتوب مفتوح، وتكتب في دفتر صغير.

سيرين (تبتسم ابتسامة باردة وتتكلم مع نفسها):
– كل ما بقرب منها، كل ما بشوفهم بيحبوها أكتر… حاجة تقرف! مش فاهمة إيه اللي شايفينه في البنت دي!

تمد يدها على فنجان قهوة، ترشف رشفة صغيرة، وتفتح صور حلا مع إخوتها على شاشة اللابتوب.

سيرين (بهمس ساخر):
– بس مش هيفضلوا كده كتير… أنا هخليهم يشوفوا وشها التاني… أو بالأصح، الوش اللي أنا هخترعه لها.

تتوقف لحظة، ثم تبدأ تكتب خطة:

1. إنشاء حساب مجهول على السوشيال ميديا.

2. نشر رسائل وصور مُفبركة على إنها لحلا مع شاب غريب.

3. إرسال الرسائل والصور دي لواحد من إخوتها، مع كلام يوحي إنها بتخون ثقتهم.

4. زرع الفتنة بينهم قبل ما حلا تلحق تدافع عن نفسها.

سيرين (تضحك بخبث وهي تكتب):
– هحط شوية بهارات… كلام غامض، صور ملعوب فيها كويس… والنتيجة؟ شك، غضب، وبعدها قطيعة.

تميل للخلف على الكرسي وتتنهد بارتياح:
– أيوه… كده تمام. ومش بس هبعدهم عنها… لأ، دي هتفضل طول عمرها فاكرة إن أقرب ناس ليها صدّقوا الكدبة… وهتتقطع من جوه
*******************
في فيلا عائلة ادهم 
الفيلا فخمة وأضواء الثريا الكبيرة تنعكس على الأرضية اللامعة. العائلة متجمعة في الصالون الرئيسي، الجو مشحون بالصمت، حتى صوت عقارب الساعة كان مسموع.

جلس فارس بجوار زوجته نادية، وعلى الجانب الآخر جلس شريف وبجانبه لوسيندا التي كانت تعقد ذراعيها وتنظر للأرض بعصبية.

فتح باب الصالون، ودخل عادل الرفاعي بابتسامة ودودة، وبجواره ابنه كريم، شاب طويل القامة، أنيق، ملامحه هادئة لكن عينيه فيها حماس.

عادل (مبتسم):
– مساء الخير يا جماعة… سعيد جدًا بالزيارة دي.

فارس (ينهض مرحبًا):
– مساء النور يا عادل، البيت بيتك.

جلس عادل وابنه، بينما شريف ابتسم ابتسامة رسمية:
– زي ما اتفقنا يا فارس… كريم شاف لوسيندا، و… بصراحة الولد معجب بيها جدًا.

كريم (بصوت هادئ وهو ينظر للوسيندا):
– مش بس معجب… أنا شايفها أجمل وأرق بنت شفتها في حياتي.

رفعت لوسيندا عينيها نحوه للحظة، نظرة باردة مليانة احتقار، ثم أدارت وجهها بعيد.

لوسيندا (بصوت منخفض ومتهكم):
– أنا مش مهتمة.

توتر الجو، لكن شريف نظر لها بحدة:
– لوسيندا… خدي بالك من كلامك!

ادهم، الجالس على طرف الكنبة، كان يراقب الموقف ببرود وغضب مكتوم، بينما مازن كان يتكئ بارتياح على الكرسي الجانبي، وعلى وجهه ابتسامة شماتة واضحة.

مازن (بنبرة ساخرة وهو يوجه كلامه لأخيه ادهم همسًا):
– أخيرًا هنرتاح من الصداع ده.

ادهم اكتفى بنظرة تحذير لمازن كي يسكت، لكنه أعاد عينيه بسرعة إلى لوسيندا وكأنه يذكرها أن ما فعلته لم يُنسَ بعد.

عادل (محاولًا كسر الصمت):
– أنا متأكد إنها مسألة وقت، وهتعرف إن كريم شاب محترم ويستاهلها.

شريف (بحزم):
– المسألة مش اختيار، الخطوبة هتتم.

كريم ابتسم بخجل، وكأن أحلامه تتحقق، بينما لوسيندا ضغطت على أسنانها وهي تحبس دموع الغضب
*******************

عادل (مبتسم وهو ينظر لفارس وشريف):
– طيب… إحنا شايفين إن الأمور واضحة، وعلشان ما نضيعش وقت، نقول نعمل الخطوبة إمتى؟

كريم (بحماس يكاد يقف من مكانه):
– لو عليَّ… بكرة! أو حتى النهاردة! المهم ما نستناش كتير.

لوسيندا (تتسع عيناها بصدمة وتنظر له بعدم تصديق):
– إنت… إنت مجنون ولا إيه؟!

قبل أن تكمل، جاءتها نظرة حادة مثل السيف من والدها شريف، نظرة مليئة بالتحذير الصامت، جعلت الكلمات تختنق في حلقها.

شريف (بصوت منخفض لكنه قاطع):
– لوسيندا…!

خفضت رأسها وكتمت غيظها، وأغمضت عينيها للحظة حتى لا ينفجر غضبها أمام الجميع.

فارس (محاولًا تهدئة الجو):
– طيب، نقول الأسبوع الجاي… الجمعة، الكل يكون جاهز.

عادل (يهز رأسه موافقًا):
– تمام، الجمعة مناسبة جدًا.

كريم (يبتسم بسعادة وهو ينظر للوسيندا):
– أخيرًا… مش هصدق نفسي لحد ما أشوفك جنبي رسمي.

لم ترد لوسيندا، بل اكتفت بتثبيت نظراتها على الأرض، بينما مازن ينظر لها بخبث وكأنه يستمتع بكل لحظة إحراج تمر بها.

أما ادهم، فظل ساكتًا، عيناه جامدتان على لوسيندا، لكن تعبيره كان مزيجًا من الغضب البارد واللامبالاة
*********************
في  فيلا نادر، لندن – المساء

الفيلا فاخرة، ديكورات أوروبية أنيقة، والجو هادئ إلا من صوت خطوات نادر المتثاقلة وهو يدخل من الباب الرئيسي، حقيبته في يده، ملامحه شاحبة وكأنه يحمل وزناً على كتفيه.

جيلان (تظهر من أعلى السلم، ترتدي فستاناً فاخراً وتضع عطراً نفاذاً، تبتسم ابتسامة واسعة لكنها بلا دفء):
– نادر! أخيراً رجعت… وحشتني أوي.

تنزل بخطوات واثقة حتى تصل إليه، تعانقه عناقاً قصيراً لكن عينيها تلمعان وكأنها تفكر في شيء آخر.

نادر (يحاول الابتسام لكنه فشل، صوته منخفض):
– الرحلة كانت طويلة… أنا محتاج أرتاح.

جيلان (تنظر له بتركيز وهي تلمح ارتباكه):
– إيه الحكاية؟ شكلك مش طبيعي… حصل حاجة في أستراليا؟

نادر (يتنفس بعمق، يشيح بنظره عنها):
– لا… مفيش حاجة. شغل وبس.

جيلان (تقترب منه أكثر، بنبرة مغازلة لكنها باردة):
– عارف إني بحبك لما تكون مركز على شغلك… بس أنا كمان ليَّ حق أشوفك مبسوط، مش داخل عليَّ كإنك شايف شبح.

نادر (بحدة بسيطة):
– قلتلك… مفيش حاجة.

جيلان تبتسم، لكنها تبتسامة ماكرة، تدرك أنه يخفي أمراً لكنها تقرر عدم الضغط الآن.

جيلان (تغير الموضوع بسرعة):
– طيب… يلا نطلع على العشا. وائل مستنيك، وبالمناسبة… كان بيقول إنه محتاجك في مشروع جديد.

نادر (يهز رأسه باقتضاب، وكأنه لم يسمع جيداً):
– بعدين… دلوقتي عايز شوية هدوء.

جيلان تراقبه وهو يصعد السلم، نظراتها مليئة بالريبة، بينما هو يصعد وكأن خطواته ثقيلة من ثقل الذكريات التي تحاول عقله دفنها… لكنه يفشل
*******************
بعد دقائق من صعوده لغرفته

جيلان تدخل إلى غرفة المعيشة، تمسك بكأس عصير أحمر وتجلس على الأريكة، تراقب السقف وهي تفكر.

جيلان (تتمتم مع نفسها بسخرية):
– نادر… نادر… إيه اللي رجّعك من السفر بالمنظر ده؟ وشك شاحب، بالك مش معانا، وكأنك شايف شبح…

ترشف من العصير ببطء، ثم تبتسم ابتسامة صغيرة ماكرة.

جيلان (بهمس):
– ماشي… لو مش هتحكي، أنا هعرف بطريقتي.

تمسك هاتفها وتتصفح قائمة أرقامها، ثم تتوقف عند اسم “عماد” – صديق نادر القديم والمقرّب من كل رحلاته.

جيلان (بصوت ناعم مصطنع):
– ألو يا عماد… إزيك يا حبيبي؟… آه، سمعت إنك كنت على تواصل مع نادر وهو في أستراليا… كان مبسوط؟ عامل إيه هناك؟

تستمع لجوابه لكن عماد لا يعطيها شيئاً مهماً، فتزداد ابتسامتها مكرًا.

جيلان (بعد أن تغلق الخط، وهي تفكر بصوت منخفض):
– واضح إن الموضوع كبير، وكبير أوي كمان… وأنا هعرفه، حتى لو اضطرّيت أفتش وراه بنفسي.

تنهض بخطوات هادئة متجهة نحو الدرج، وعيناها تتلألأان بالتصميم
********************
في  – لندن – فيلا أحمد وفيروز – صالون فاخر في المساء

فيروز جالسة على الكنبة، ساقاها ممدودتان على الطاولة الصغيرة، تمسك مجلة مشاهير وتقلّب الصفحات ببطء بينما تلتهم قطعة كبيرة من كعكة الشوكولا. شعرها مصفف بعناية، ترتدي بيجامة حريرية فاخرة، وتضع أحمر شفاه لامع رغم أنها في البيت.

فيروز (تتمتم وهي تتصفح):
– أوووه… كارلا اتجوزت للمرة الرابعة؟ يا حظها! والمسكينة دي… لبست نفس الفستان مرتين؟ كارثة!

تضحك ضحكة صغيرة وهي تأخذ لقمة أخرى من الكعكة.

يدخل أحمد من الباب، يرتدي بدلته بعد يوم عمل طويل، يقف عند المدخل ويضع يديه على خصره متأملاً المنظر أمامه.

أحمد (ساخراً):
– سبحان الله… ثلاث وثلاثين سنة وأنا بدخل البيت وأشوف نفس المشهد… نفس البيجامة الحرير، نفس المجلة، نفس الكعكة… حتى طريقة مسك الملعقة ما تغيّرت.

فيروز (ترفع رأسها ببرود وتبتسم ابتسامة جانبية):
– على الأقل أنا ثابتة على مبدأ… مش زيك، كل شوية رايح جاي على الشغل زي التور في الساقية.

أحمد (يقترب منها ويجلس على طرف الطاولة):
– مبدأ إيه يا هانم؟ مبدأ إنك تعيشي طول حياتك كأنك في عمر الـ25؟

فيروز (تضع المجلة جانباً وتتنهد بتفاخر):
– هو في عمر أحلى من 25؟ بعدين… أنا لو ما اهتمتش بنفسي، مين هيهتم بولادي؟

أحمد (ضاحكًا):
– يا ستي ولادك بقى طولهم أطول مني… ومش ناقص غير إنهم يطلبوا منك إذن خروج.

فيروز (ترميه بنظرة متعالية لكن دافئة):
– مهما كبروا، أولادي خط أحمر… واللي يقرب منهم، أنا أقطع إيده قبل ما توصلهم.

يبتسم أحمد، يهز رأسه وكأنه يعرف أن وراء كل هذا الغرور قلب أم شرسة
******************
في  فيلا أحمد بمصر، غرفة حلا – ليل
الإضاءة دافئة، فيلم رومانسي شغال في الخلفية، وعلب شوكولاتة مفتوحة قدام البنات. حلا على السجادة ببيجاما حرير شيك (ستايل فيروز بس بروح بريئة)، شعرها مرفوع بطريقة عفوية. غزل وضحى جنبها وسط وسايد ملوّنة.

حلا (بمزاح وهي تقضم قطعة شوكولاتة):
– يا سلام على اللمة… فيلم وشوكولاتة ومعايا سِلْفاتي الجدعان!

غزل (تضحك بخجل):
– وإحنا كمان مبسوطين يا حلا.

ضحى (تضم وسادة لقلبها):
– أول مرة من زمان أحس إني قاعدة مع أخوات.

حلا (تلمع عينيها وتتكئ للأمام بخبث لطيف):
– طيب سؤال بريء… بما إني أخت العرايس—قصدي أخت الأزواج—الأستاذ ريان معاك يا غزل عامل إيه؟ والمهرّج بتاعنا زياد معاك يا ضحى؟ ها؟

تتبادل غزل وضحى نظرة مرتبكة، ثم تنظران للأرض بخجل.

غزل (تخفض صوتها):
– ريان… محترم قوي. يوم ما أبويه جه و… اتكلم بسوء، ريان وقف قدامه زي جبل. أنا… ممتنة.

حلا (تبتسم بفخر):
– ده أخويااا! كنتِ أهوّل لك من زمان إنه قلبه طيب بس دماغه صلبة.

ضحى (تتحسس حافة الكوب بخجل):
– وزياد… بيهزر كتير، بس… لما بيلاحظ إني متوترة، بيهدّي الدنيا بكلمتين. بحس معاه بأمان… حتى لو جوازنا “على الورق”.

حلا (تغمز):
– “على الورق” بس؟ طب ماشي… أنا هفتح نشرة الرومانسية الخاصة بالعيلة: “نظرات، ابتسامات، وأمان!”

غزل (تضحك وتغطي وجهها):
– بلاش يا حلااا… لو سمعنا ريان هيموت خجل.

ضحى (تضحك هي كمان):
– وزياد هيقلبها هزار طول الأسبوع!

حلا (ترفع قطعة شوكولاتة كأنها نخب):
– اتفقنا… السر بيننا. بس اسمعوا: أنا أختهم قبل ما أكون صاحبتكم، ووقت اللزوم أبقى محامية عنكم ضد أي حد—even ضدهم!

تلمع عيون غزل وضحى بالامتنان. يعودن لمتابعة الفيلم، والضحكات الخافتة تتداخل مع صوت الموسيقى، والشوكولاتة تقلّ قطعة بعد قطعة
*******************

الفيلم شغال لكن تركيز البنات كله على الضحك والمكايدات.

غزل (تبتسم بمكر وهي تمضغ شوكولاتة):
– طيب يا حلا… إحنا حكينا، دورك بقى. مفيش كده… حد في حياتك؟ ولا لسه القلوب عند بعضها؟

حلا (تفغر فمها بدهشة وتضحك بعصبية):
– إيه السؤال ده فجأة؟!

ضحى (تنضم للمؤامرة):
– أهو نفس اللي عملتيه معانا… يا عروسة المستقبل، اعترفي.

حلا (تحاول تركز في الفيلم وتشيح بنظرها):
– لااا… مفيش… أنا… يعني…

غزل ترفع حاجبها، وضحى تضحك وهي تلتفت لغزل.

غزل (بحسم مرح):
– أهو وشك اللي قال، مش لسانك!

ضحى (تصفق بيدها بخفة):
– يلا يا بنات، مين هو؟ إحنا إخواتك، مفيش أسرار.

حلا (تشد الوسادة على وجهها وتتكلم من ورائها):
– … ادهم.

غزل (تصرخ بدهشة سعيدة):
– إيهييي! المخرج الكبير؟!

ضحى (تتسع عينيها):
– مديرك وشريكك في المسلسل؟!

حلا (تنزل الوسادة وهي حمراء الوجه):
– أيوه… بس خلاص، ولا كلمة! هو… اعترف لي من كام يوم وأنا… لسه مش مستوعبة.

غزل (تغمز):
– يا سلام… وبتسألي عن ريان وزياد! ده إحنا اللي كان لازم نسألك الأول.

ضحى (تضحك):
– يعني الفيلم ده رومانسي، بس واضح إن حياتك هي الأجمل.

حلا تضحك بخجل وتحاول الهروب من الموضوع، لكن الاختين مستمرتان في المكايدة حتى نهاية الفيلم
*********************
في – فيلا عائلة أدهم – غرفة أدهم بعد العشاء
أدهم يجلس على أريكته المريحة، رابض للخلف وهو يمسك هاتفه ويتصل بتميم. وجهه فيه مزيج من السخرية والارتياح.

تميم (يرد ضاحك):
– ألو… إيه يا نجم، صوتك كده كأنك كسبت بطولة العالم في الشطرنج!

أدهم (يضحك بخفة):
– بطولة العالم إيه بس… دي بطولة النجاة من همّ اسمه لوسيندا.

تميم (ساخراً):
– ياااه… أخيراً؟ كنت فاكرها هتفضل معلقة في رقبتك طول العمر.

أدهم (بابتسامة مرتاحة):
– الحمد لله… النهاردة عادل وابنه كريم جم يطلبوا إيدها، وأبوها وافق. يعني… اللعبة انتهت.

تميم (بمزاح):
– انتهت؟ لأ… دي لوسيندا، ممكن تتصل بيك ليلة الفرح وتقولك "الحقني، أنا هربت"!

أدهم (يضحك):
– لو عملتها، هحجز لها تذكرة باتجاه واحد لأبعد جزيرة في المحيط.

تميم (بنبرة مرحة):
– المهم، شكلك مبسوط… أول مرة أسمع صوتك كده من شهور.

أدهم (بشيء من الجدية والهدوء):
– أيوه، ارتحت… حسيت إن الحمل اللي على كتفي نزل. في حاجات أهم بكتير دلوقتي محتاجة تركيزي.

تميم (بفضول):
– حاجات… ولا أشخاص؟

أدهم (بابتسامة صغيرة لا يراها تميم):
– … الاتنين.

تميم (يضحك):
– خلاص فهمت، مش هسأل أكتر. بس لو كان الموضوع ليه علاقة باللي في بالي… يبقى أنا معاك للنهاية.

أدهم يبتسم بهدوء، ويميل برأسه على ظهر الأريكة، يشعر براحة حقيقية لأول مرة منذ فترة
تعليقات



<>