رواية ابتليت بحبها الجزء الثاني2 الفصل الرابع والستون64 بقلم نجمه براقه

رواية ابتليت بحبها بقلم نجمه براقه  
رواية ابتليت بحبها الجزء الثاني2 الفصل الرابع والستون64 بقلم نجمه براقه   
رحمة
الصورة كملت، ومبقاش عندي أي شك إن ياسين مش عايش كل ده من غير جواز غير علشان اتخان، ولكن اشمعنى اختارني أنا بذات مع كل الفوارق اللي بيني وبينه علشان يتجوزني ده اللي أنا مكنتش قادرة أفهمه.
ومع ذلك مكنش يهمني اعرف اسبابه. 
كل اللي كان يهمني إني أعرف حكايته كلها عشان نتحاسب وأعرف بيخلص مني اللي غيري عملته فيه ليه.

وأثناء تفكيري في طريقة أعرف بيها الباب اتفتح بشكل مفاجئ وبدون أي تنبيه مسبق.

استدرت وشوفت ياسين داخل عليا والشر باين في عينه رغم هدوئه المزيف اللي ظاهر على وشه.
تواجهت نظراتنا وانا بجهز نفسي لحرب جديدة ممكن تحصل، بس المرة دي كنت هكون طرف فيها بعد ما عيشت معاه دور الأسيرة.

وصل عندي وانا في قمة ثباتي وانتظاري لاي مبادرة منه للخناق . 
تنقل بنظرة بيني وبين باب الحمام وبعدين قال:

_اتأخرتي في الحمام يعني، انتي تمام..."

_ مين قالك إني كنت في الحمام أصلاً.."

_ وشك مغسول وفايقة، ومخرجتيش من أوضتك لسة"

_ اه..  اصل من شوية صغيرين صحيت، يدوب غسلت وشي وملحقتش اخرج."

زم شفايفه وقال:

_طيب مش هتخرجي تفطري معانا.."

_ هفطر، اسبقني وجاية.."

استفزه اسلوبي جديد، طالعني بنظرات حادة عكس كلامه واهتمامه بتأخري في الحمام. واجهت نظراته ببرود وقلت:

_ بتبصلي كده ليه.."

هز دماغه بالنفي وقال:

_مستنينك، متتاخريش.."

اتعود يتكلم ويعترض وانا أقول حاضر وبس، حبيت أعامله بنفس طريقته فناديت عليه قبل ما يوصل الباب وقلت:

_ ياسين.."

بصلي بتساؤل ولسه نظراته الحادة مفارقتش عينه. قربت منه خطوة وقلت ببرود 

_ ابقى اخبط على الباب مرة تانية، ساعات بكون بغير هدومي، وانت راجل... كبير... ومحترم وتفهم في الأصول.."

خرج عن صمته ضحك ضحكة خافتة باستهزاء وقال:

_ أصول؟ وكبير؟، أوكي هخبط مرة تانية وهراعي الأصول، واهو كلها يومين وتغيري قدامي في اوضتنا ونركن الأصول على جنب..."

عيني مفارقتش عينه رغم وقاحته في الكلام. لأول مرة مخافش منه وكل اللي كنت بفكر فيه هو إنّي أعرف حكايته عشان أحرمه يرفع عينه فيا تاني ولا يعيش عليا دور الراجل المخدوع...

مشى من عندي بعد ما داعب خدي ببرود قاصد استفزازي. وطلعت أنا من بعده  لقيتهم كلهم قاعدين في الجنينة ومستنيني. خدت نفس وارتديت ثوب هدوئي.
قعدت جنبه في الكرسي المقابل لصدام اللي من أول وصولي وهو بيحاول يوصلي حاجة بنظراته، ولكن لا هو عارف ولا أنا فاهمة ولا مهتمة. في النهاية هو طلع نسخة من ياسين وحسن التلاتة خدعوني.
وبعد سكوت مني وشرودي عنهم في التفكير قال زيدان اللي لسة حركته ولسانه فيهم تقل:

_إيه يا عروسة، ساكتة يعني.."

انتبهت ليه وقلت: 

_ما كله ساكت، اشمعنى أنا اللي هتكلم.."

بصيت لياسين وقلت:

_ولا إيه يا ياسين.."

قال بهدوء في الوقت اللي كانت فيه نظراته جفا وغضب بيحاول يداريه ورا ابتسامته الظاهرة على وشه:

_هي كده رحمة يا زيدان، مبتتكلمش وساكتة على طول، بس أنا هعرف ازاي أخليها تتكلم."

قوست بوقي باندهش مصطنع فقال زيدان:
_ شبهك، انت امتى بيتسمعلك صوت.."

قولت:
_ "لا بقى أنا بتكلم، ياسين هو اللي حويط ومحدش فاهمه.. طيب تصدقوا كتير بشك إن وراه سر مخبيه عليّ بسبب سكوته ده.."

مرر بصره على الموجودين. يتأكد ويتساءل مين فيهم اللي ممكن يكون لمحيلي. كلهم تهربوا من نظراته بشكل واضح. 
بصيت لصدام لقيته زيهم، مركز في طبقه وبيتظاهر إنه مسمعش. سكوتهم كان تأكيد إن في سر ومش عايزني انا تحديداً اعرفه. 
بس وحتى لو كان سر مليش دخل بيه قررت أستغله وقلت:
_سكتوا ليه، مخبي سر؟.."

بصت له وقلت بنبرة شك زي ما بيعمل معايا دايمًا:
_وراك سر يا ياسين..."

طالعني بنظرات حادة وقال:
_وراءي سر، بس ميخصكش، خليكي في نفسك.."

قابلت نظراته بالبرود وقلت:
_ اخليني في نفسي وميخصنيش ازاي يا ياسين، مش هكون مراتك، يبقى يخصني، وإلا هشك فيك، ومش هضمنك في رمشة عين.."

علي أثر جملتي دي صدام شرق وبقى يسعل بقوة، ومكنش قادر ياخد نفسه كانت روحه هتطلع وبيصارع الموت في كل لحظة.
الكل اتخض عليه وقمنا كلنا نحاول نساعده، وتحركت أنا من مكاني ناحيته وبدأت أضرب في ضهره. 
وفي وسط كل ده ياسين منسيش يلاحظ اللي بعمله. 
تجاهلت نظراته واستمريت في الضرب على ضهر في الوقت اللي تيتا قدمتله المية علشان يشرب. وأخيراً قدر يتنفس شوية، فإشار لي بيده علشان أقعد قبل ما يتمالك نفسه بشكل كويس وقال:
_شكراً، أنا أنا كويس.. اتفضلي، اتفضلي."

#صدام

كانت بتردله الكلمة اللي قالها بيني وبيني في أوضة نومي .
حسيت وقتها إن نهايتي على إيدها، وخاصة بعد ملاحظة عمي لخوفها واهتمامها بيّ وضربها على ضهري علشان اتنفس...

وبعد ما هديت والوضع رجع زي الاول قال بجمود:
_مش هتروح الشغل.."

قلت بربكة:
_آه آه، هروح، بس هاخد دش وبعدين ألحقك.. اتفضل انت."

_ أمم أوكي، هسبقك."

رمقها بنظرة جافة وبعدين مشي.
لحقته بعينها وشردت للحظات وكأنها بتخطط لحاجة في دماغها، وبعدين بصتلنا وقالت وهي بتقوم:
_ شبعت، داخلة أغسل إيديا.."

كانت دي الفرصة اللي استنيتها، ف قومت بعدها وأسرعت خطواتي وراها، ومجرد ما وصلت واختفينا عن انظارهم وقفتها وقلت بنرفزة وأنا بحرص إن صوتي ميعلاش:
_ انتي إيه اللي قولتيه قدام عمي ده، عاوزة تلبسينا في مصيبة بجنانك!"

_هو سؤال واحد، أنا وانت باين علينا إن في بينا حاجة ولا أسلوبي معاك يشكك؟"

قلت بحنق:
_رحمة مش عايز غباء دلوقتي، رايحة تقوليله نفس الكلمة اللي سمعتيها عندي، افرضي خد باله وفهم إنك كنتي عندي."

_ياخد باله، ميهمنيش، وشك بشك بقى، انا مش هسكت غير لما أعرف مين اللي خانته وعلمت على قفاه وجاي علي أنا بقرفه وعقده النفسية... كلكم عارفين إن في حاجة ومخبين وسايبيني أنا أتحمل ذنب مش ذنبي."

صوتها علي. بصيت حواليّ أشوف لو حد سمعنا، لقيت جنى واقفة عند المطبخ وبتتفرج علينا، ولما شافتني خافت ودخلت.
رجعت لرحمة وقلت:
_ رحمة اسمعيني، احنا لازم نتكلم، هسبقك في المكان بتاعنا وانتي الحقيني.."

_ مش هتكلم تاني، انت زيهم، كلكم مستغلين إني مليش حد، بتتفرجوا عليه وهو بيعاملني زي السجينة عنده وساكتين، وانت بذات شايف شكه فيّ معاك انت بذات  من غير دليل وكل اللي بتعمله إنك بتنصح. وليه بتنصح؟ علشان شاكك فيك معايا.. ارتاح يا صدام أنا هعرف أخلص نفسي بنفسي.."

#بسنت

بعد ما فطرنا رجعت أوضتي، وشوفت التليفون لقيت اتصالين من ياسر مكنتش سمعتهم لأن التليفون كان صامت.
اتصلت بيه، فسبقني بالكلام وقال بنرفزة:
_ مبترديش ليه؟"

_ كنت بفطر مع بابا وماما ومسمعتش التليفون، في إيه؟"

_ بريئة قوي حضرتك، قولتلك متقوللهاش، مسكتيش غير لما عرفتيها.."

_ قولت إيه ولمين؟ في إيه يا ياسر؟"

_ لا وكمان مش فاهمة! رقية كلمتني وقالتلي وديني لحمزة، وروحنا قفشته مع واحدة على السرير. يارب تكوني ارتحتي."

شهقت بصدمة وقلت:
_ الواطي ابن الواطية! وعامل تعبان.."

_ آه تعبان، ومش مسؤول عن أي حاجة يعملها الأيام دي. علشان كده قولتلك متقوليش يا بسنت.."

_ انت بتلومني ليه دلوقتي؟ طيب اهو طلع بيخونها وبفضلي عرفت، ولا دي حاجة سهلة عندك؟"

_ أنا بقولك مش مسؤول عن أي حاجة بيعملها. الولد نفسيته بايظة..."

_ لا يا شيخ! يعني دلوقتي لما نفسيتها هي تبوظ، تروح تخونه؟! ماهي سايبة. ده كان هيقتلها لما شاف رسالة صدام عندها!"

_ "انتي حريقة خدي بالك. هو عمره ما كان هيعمل كده لو كان في حالته الطبيعية. بلاش تعقديها وتقوليلها كلمتين يولعوها أكتر.."

_ أنا حريقة وبولعها يا ياسر؟ "

_ "يا ستي أنا اللي حريقة وابن كلب. بس الراجل تعبان يا بسبوسة، نعذره مش نفتن عليه. حمزة اتغير وبيحب أختك، بس اللي بيمر بيه مخليه مش عارف نفسه بيتصرف ازاي."

قولت بنرفزة بعد ما خرجت عن شعوري: 

_ ياسر متعصبنيش. بقولك كان هيقتلها علشان رسالة عادية! انت بتدافع عنه ازاي؟ ولا دي حاجة عادية عندك؟ ده مش بعيد تخوني زيه!"

_ وأنا أقدر؟ وبعدين أنا عمري ما كان ليا علاقات جسدية مع أي واحدة. الوحيدة اللي هيكون ليا علاقة من النوع ده معاها هو إنـ..."

قاطعت بنرفزة:
_ "اخرس! اخرس متكملش!"

قال ضاحكًا:
_ مكنتش هقول معاكي انتي على فكرة، منمر على واحدة اجمد.."

_ هشتمك؟"

_ خلاص يا بنتي ده انتي هبلة. المهم متولعهاش حريقة... هدي الدنيا."

_ ما خلاص في إيه؟ خلاص بقيت موقعاتيه قوي كده في نظرك.."

_ لا يا ماما، انتي قمر. بس عايزك تفهمي إن حمزة معذور وتعبان، نراعي شوية ويكون عندنا شوية دم."

منعت نفسي أشتمه، فضحك وقال:
_ بسبوستي، روحتي فين؟"

_ معاك، بس أنا برضو زعلانة على رقية.."

_ أنا عارف، بس علشان خاطري هديها. انتي تقدري.."

هديت شوية ورديت: 

_ اضحك عليّ؟"

_ وأنا أقدر؟ أنا أجي حاجة جنب عقلك الفذ.."

_ فذ؟ ماشي يا ياسر. ههديها، اهدا انت علي بس."

_ أكتر من كده هدؤ؟ علي الطلاق لولا ظروف حمزة ما كنت استنيت على الفرح.."

رديت بابتسامة:
_ طيب اقفل. هروح أشوف رقية، وبطل بجاحتك دي.."

_ أوكي. أنا لو مش مشغول كنت جيتلك أوصلك. لما توصلي كلميني.."

_ حاضر.."

_ بحبك.."

رديت بخجل:
_ ربنا يخليك.."

_ ويخليكي، بتكلمي جوز خالتك يا بسنت،  يابنتي خافي لا اخونك، انا راجل ولي متطلبات .."

_ متطلبات من دلوقتي،  تصدق وتؤمن باية الدبلة مش هتتنقل للإيد التانية طول مانت بالاخلاق دي..اقفل يا ياسر 

#رقية

كنت واقفة شنط هدومي قدامي، عايزة أمشي وأقطع أي رابط بيني وبينه، وصوت الست الشعبية الأصيلة بيمنعني.
امشي... لا خليكي... 
يرد الصوت الأول ويقولي "ده خانك".
يجيني الصوت التاني يقولي "مكنش في وعيه، اعذريه".
ما بين الصوتين دول وقفت مترددة ومحتارة في اتخاذ قراري، لكن كان في حاجة واحدة بس كنت متأكدة منها وقتها
وهي اني عمري ما هصفاله حتى لو استنيت لغاية ما أزمته تعدي، بعدها همشي.
وده القرار اللي وصلتله.
رجعت الهدوم في الدولاب، وقبل انهي ترتيبهم تليفوني رن.
توجهت ليه، وقتها قلبي انتفض بقوة لما شوفت اسمه ظاهر قدامي ورجع منظره في اللحظة اللي شوفته فيها يمر قدام عيني.
مسكت التليفون بعصبية وقلب مجروح وفتحت، كنت هزعق واشتم.
بس مقدرتش أتكلم وكأن صوتي راح،
استنيته يقول حاجة، بس مقالش. فضل ساكت لدقايق محدش  فينا اتكلم، وكنت اشك انه ممكن ينطق والمكالمة تنتهي قبل ما يقولي ازاي قدر يخوني.. 
استجمعت نفسي ورديت:
_ متصل ليه؟ عايز تسمع صوتي؟ ولا عايز تعرف رد فعلي على خيانتك لي؟"

مكنتش سامعة غير صوت أنفاسه المختنقة.
قولت وأنا بقاوم علشان مبكيش:
_ فاكر عملت إيه لما عرفت إني بكلم سامح علشان أرجع فلوسي؟ طيب فاكر لما شوفت رسالة أخوك كنت هتعمل فيا إيه؟ كنت هتقتلني وروحت بيتنا شتمت وهنت بابا... تتوقع انا أعمل إيه وأنا شايفاك بعيني مع واحدة تانية، اقتلك ولا أطلق منك؟.. "

استمر في سكوته بشكل خرجني عن شعوري، زعقت فيه وقلت:
_ "مبتردش ليه؟ ما تتكلم وتقولي المفروض أعمل إيه ؟ ولا فاكرني هقول اهدي يابت ده مجروح، عديله أي حاجة بيعملها؟،  فاكرني هسامحك وانسالك"

جاني صوته مخنوق:
_ معنديش كلام أقوله، ومعرفش إيه اللي ممكن تعمليه."

_ بس تعرف متصل ليه؟"

_ ولا عارف متصل ليه، ولا عارف أنا ليه عايش لغاية دلوقتي... لو انتي تعرفي عرفيني..قوليلي إزاي ممكن أتصرف؟ وإزاي ممكن أعيش بعد حقيقتي اللي عرفتها.. " 

مكنتش متصورة إني ممكن أشفق عليه ولا قلبي يرق لحاله مهما يقول أو يعيط قدامي.
قفلت الخط قبل ما اضعف قدامه
كنت حاسة إني بخون نفسي وأقبل بإهانتها زي ما خونتها قبل كده، وتجاوزت عن غلطه القديم لمجرد إني حبيته....

وبعد وقت من قعدتي في نفس المكان، الباب خبط.
افتكرت الشخص اللي كان واقف ورا الشباك بيراقبني 
قمت من مكاني وقفت عند الباب وقلت وانا قلبي مقبوض 

_ مين؟"

جاني صوت بابا بدد الخوف اللي جوايا:
_ أنا، افتحي."

خدت نفس باريحية وفتحت، وقلت وأنا بستقبله:
_ اهلا يا بابا اتفضل"

قال بعتب: 
_ هو أنا كل ما أجي هلاقيكي معيطة"

_ ربك يهون يا بابا... اتفضل."

قعدنا في الصالة فقال:

_ مفيش أخبار عن جوزك؟"

_ عارفين فينه وهو بخير."

_ مرجعش البيت؟"

_ لا يا بابا، مرجعش."

ربّتت بسنت على كتفي، ولما بصتلها شوفت العطف والشفقة في نظراتها.
فهمت إن ياسر قالها. بعدت عيني عنها وقلت:
_ حضرتك عامل إيه؟"

قال بتنهيدة:
_ مشغول عليكي يا بنتي. لو مش متاكد انه ممكن يرجع في أي وقت، كنت قولتلك تيجي معايا."

_ متقلقش يا بابا... أنا بخير."

#يسرا 

مكنتش فاكرة إني ممكن أرجع أعيش حياة طبيعية من تاني ولا أحس بالملل والضيق من قعدتي لوحدي في البيت..
كنت فاكرة إني هعيش حياتي في ضلمة، منعزلة في كهف لوحدي..
ولكن شوية شوية لقيت إني محتاجة أخرج،  اشتغل، أشم شوية هوا، أشوف ناس في الشارع، أشرب قهوة في أي كافيه أو آكل في أي مطعم..
ولكن في نفس الوقت مكنتش عاوزة أتعامل مع الناس، محدش يدخل حياتي تاني.. غير عيسى... هو الوحيد اللي كنت محتاجاه  زي زمان، صحاب، إخوات، نتخانق، نعاير بعض بأهلينا، أسمع رخامته وتقل دمه في الهزار، فلسفته اللي بتوصف الحياة بكل جوانبها.. خوفه واهتمامه بيا... زي زمان، قبل ما يقرر يظهر مشاعره بوضوح..

مسكت التليفون لاكتر من مرة
فكرت أكلمه وأقوله كل الكلام ده.. أقوله إني محتاجاه يكون موجود لأنه وجوده بيريحني، بس من غير حب، من غير روابط تقيدني.. اطلب منه يشوفلي حاجة انشغل فيها.. 
ولكن افتكرت وخدت بالي إنه مش مخلوق علشان يتشكل على مزاجي، وإنه للأسف بيحس..

#كاميليا

نسيت طعم النوم، كل ما أنام نفس الشخص المحروق يجيني في الحلم.
بيقرب والدم بينزف من رقبته زي حنفية مبتفصلش، مادد ايده عليّ ومصمم يقتلني، ضوافـره بتتغرز في رقبتي. 
كنت بصارع الموت في كل مرة بنام فيها، بصحى أصرخ مبلقـيش عز جنبي غير بعد ما أكون قربت أتجنن من الخوف، وقتها بلاقيه قدامي، بيظهر من العدم وبطريقة غريبة..
ولكن ولا مرة سألته ده بيحصل إزاي مع ان ظهوره بالشكل ده بيخوفني.. 
بترمي في حضنه لغاية ما أهدى وأحيانًا بعد ما بهدى مبلقهوش، بيختفي تماماً..
احيانا الرجالة بيستغربوا الحاجات اللي ببعتهم يشتروها لشخصين، والاطعمه المختلفة اللي بطلبها في الاكل.. 

قومت من مكاني بعد ساعات قعدتها على السرير وسط الفوضى والزبالة اللي مالية المكان حوليا فضلًا عن منظر المفرش اللي بقى كله بقع ويقرف..
وخرجت من الأوضة توجهت ناحية المطبخ وأول حاجة عيني شافتها إزازات الخمرة اللي مبقتش تفارقني...
مسكت إزازة منهم اشرب منها يمكن تدوخني واقدر انام نوم عميق من غير احلام، من غير كوابيس..

فتحتها، شربت منها شوية وفجأة جسمي اتلبش وحسيت برعشة بتسري فيه لما حسيت بأنفاس سخنة بتلامس وشي وخيال أسود شيفاه عيني وصوت شبه فحيح الأفعى 

دورت قزحيتي اللي كنت حساها هتخرج من عيني من شدة الخوف علشان أشوف اللي جنبي، وقبل ما أشوفه فزعت لما جرس الباب ضرب ووقعت الإزازة مني، صرخت واستدرت بظهري واستندت على المطبخ من خلفي وبدأ العرق يصب من كل مسام جسمي..
بصيت في المكان، دورت على اللي كان جنبي ملقتهوش..
اختفى زي ما بيختفي لما حد يكون جنبي. 

الجرس رجع يرن تاني.. سيبت المكان وطلعت أجري بهلع وشعور إنه بيلحقني وهيمسكني بيطاردني..
فتحت الباب لقيت جنى قدامي، شديتها من إيدها وكانها طوق نجاه.

اترعبت مني ولكن متكلمتش..
قولت وأنا مش قادرة أسيطر على رجفة جسمي:
_ اتأخرتي ليه.. أنا مش قولتلك تبلغيني بكل الأخبار...

تراجعت للخلف وقالت بخوف:
_ مكنش في أخبار

مركزتش معاها ورجعت أبص للمطبخ، قلبي كان بيدق بسرعة من شدة الخوف، كان بيخيّلـي إنه هيظهر قدامي فجأة، بس لا، هو مبيظهرش قدام حد غيري، قاصد يخوفني أنا بس..
ياسين وعيلة فياض قاصدين يخوفوني علشان أرجع ويعملوا في اللي عايزينه
بس أنا قررت مخافش، مش هعمل اللي عايزينه، مش هسمحلهم يجننوني..

رجعت لجنى بعد ما استعدت هدوئي وقلت بتلعثم مقدرتش أتخلص منه:
_ قوليلي، إيه الأخبار..

قالت بخوف وهي بتحتضن كفوف إيديها قدامها:
_ مفيش "

خرجت عن شعوري هتفت بغضب وأنا بندفع ناحيتها:
_ يعني إيه مفيش، أمال جاية ليه "

فزعت وقالت:
_ علشان رحمة، رحمة شوفتها بتتخانق مع صدام.."

_ وبتتخانق معاه ليه.. "

_ بتقوله إنهم بيكدبوا عليها وفي حاجة ياسين مش بيقولها.. "

قلت بنفاذ صبر:
_ بت انتي، قوليلي سمعتي إيه بالحرف لا أدفنك مكانك.. "

لملمت نفسها وقالت بخوف:
" قالت، إنهم سيبينه يبهدلها، وإن واحدة خانته وهتعرف هي مين..
وكانت بتزعق وتقول سيبينه يعذبني وبس.. "

شردت بتفكيري وراح عقلي يصورلي اللي ممكن يحصل، هي هتعرف إن أمها هربت منه ويمكن تركز إن اللي قتلوها من العيلة نفسها، يمكن تشك في ياسين نفسه، ويمكن يقدر يقنعها إنه مش هو..
رجعت كلمت جنى وقلت:
_ مجبتش سيرة أمها..

_ لا "

_طيب اسمعي.. "
إنصتتلي بخوف فنزلت لمستواها وقلت:
_ عاوزاكي تقوليلها إن في واحد.... واحد مش واحدة فاهمة ولا أقطعلك ودانك..

هزت راسها بالإيجاب فتابعت:
_ تقوليلها واحد قابلني وأنا في مشوار، وقالي إنه يعرف مين قتل أمك وعايز رقمك عشان يقولك هو مين، بس أوعي تقولي لحد من اللي عندك..
قالت ببلاهة:
_حاضر "

_انتي فاهمة بقولك إيه ولا لا "

_ مش فاهمة "

تنهدت بزهق وقلت:
_استني.. "
سيبتها واتجهت ناحية التربيزة، كان عليها ورقة وكراسة بستخدمها لما بكتب أي طلبات محتاجاها وأخلي الرجالة يجبوهالي.. وكتبت رسالة لرحمة

#فيروز

وأنا قاعدة على سريري هروب من امي وخناقها معايا. 
بحثت في اليوتيوب عن فيديوهات الحمل ومراحل تطور الجنين من بداية الحمل لغاية الولادة، وتابعت النظام الصحي اللي ممكن أتبعه علشان يكون بصحة كويسة، منستش أسمع فيديوهات بتتكلم عن أهمية وجود الأب في الوقت ده..
كانت كلها فيديوهات جميلة بتزيد الشوق لقدومه وشوفته
ورجع الحنين يتسلل لقلبي..
افتكرت صدام،  لا أنا منستهوش بس كل الفترة اللي فاتت بعمل نفسي بنساه، بحاول أشيله من قلبي
ورغم محاولاتي بس في النهاية مقدرتش، غلبني حنيني ليه..
وحشني، وبقيت نفسي أشوفه، أقوله إني حامل، نربيه مع بعض من وهو لسه في بطني.
سمعت إن الجنين بيتأثر بالعالم الخارجي. في أطفال بتطلع متعلقة بأبوها بسبب سماع صوته ووجوده جنب الأم في وقت الحمل.
تمنيت ده يحصل، ولكن قلقي منه وخوفي على حياة ابني أو بنتي اللي ممكن تبوظ لو عاش معاه وهو بشكل ده منعني  إني أحاول أكلمه أو أرجعله مرة تانية.

#حمزة 

كنت ماشي بالليل في وقت متأخّر، ومش عارف رايح فين ولا لمين.
بس مفكرتش، ولا رجليا خدتني لنفس الشقة تاني.
ولقيت نفسي في النهاية قريب من رقية، كل اللي بيفصلني عنها شارعين بس.
لكن متجرأتش أكمل ولا أقابلها.. 
قعدت على الرصيف وفتحت تليفوني
واتصلت بيها. كنت عايز أسمع صوتها، تقولي المرة دي كمان إني أرجع. مكنتش محتاج أكتر من كلمة وكنت هرجع فوراً وأحبس نفسي عندها.

وردت بس متكلمتش. فضلت ساكتة. 
مقالتش حاجة، مقالتش "ارجع" زي كل مرة، ولا عاتبتني ولا أنا اتكلمت.
فضل الخط مفتوح بيني وبينها لغاية ما سمعت صوت جرس الباب بيرن. شغلني رنته في الوقت ده و واضح انه شغلها هي كمان ف قالت:
"انت اللي بترن الجرس؟..."

صوتي ما أسعفنيش لرد برغم انشغالي بمين ممكن يجيلها في وقت زي ده.
ولما مردتش، قفلت السكة وسابتني مش مطمن. رجعت اتصلت بيها تاني علشان اقولها مش انا وتعرف مين قبل ما تفتح بس مردتش.
نزلت التليفون واستنيت شوية وأنا بقول لنفسي: ممكن يكون حد من أهلها أو يمكن صدام. مفيش حد ممكن يروحلها في وقت زي ده غيرهم.
وبعد دقيقتين اتصلت بيا ورديت.
سمعت صوتها بتصرخ وتستغيث وبتقولي:
"حمزة الحقني... حازم هنا...

#رقية

خوفت يكون اللي بيخبط المرة دي هو نفس الشخص اللي كان واقف ورا الشباك من يومين. وفي نفس الوقت كان عندي احتمال كبير يكون حمزة 
 وقفت عند الباب ورديت بصوت خافت قلق:

_مين؟"

مجانيش أي رد فكررت:
_حمزة؟!!"
سمعت صوت واطي بيقول:
_ايوة..."

مشكتش للحظة إنه مش هو. ومكنش ينفع مفتحلهوش.
بس كنت مترددة إذا ينفع أقابله بالبجامة ولا أدخل ألبس حاجة فوقيها تسترني عنه.
فكرت أرجع وفي نفس الوقت حسيت إن الموضوع مش مستاهل. في النهاية أنا واخدة قراري ومش هرجع أنام معاه في نفس الأوضة.
مسكت مقبض الباب وفتحت. وفي نفس الوقت اللي بفتح فيه سمعت رنة التليفون.
مهتمتش بمين ممكن يتصل.
وبصيت اشوف مين
ولما شوفت اللي قدامي، وشوفت الشر في عينيه ونظراته الشيطانية لي ولمظهري، دمي نشف وصرخت بعلو صوتي وحاولت أقفل الباب. ولكنه منعني وحاول يدخل بالقوة.
استمريت في دفع الباب بكل قوتي علشان أمنعه. بس قوتي دي مكنتش حاجة جنب واحد حاططني هدف قدامه بقاله فترة كبيرة.
ودفع الباب بعنف وقعني على الأرض.
وفوراً دخل وقفل الباب وجه ناحيتي. حاول يمسكني.
قومت وهربت منه على الأوضة وأنا بصرخ وأستنجد بحد يلحقني.
وبمجرد دخولي ومحاولتي لقفل الباب رنة التليفون خلصت.
وحازم بره الباب بيضرب فيه بكتفه وبحمله كله علشان يمنعني من قفله.
قدرت بصعوبة أقفله من جوه. وبعدين سيبته وجريت على التليفون.
رجعت اتصل على أول رقم في قائمة السجل واللي هو رقم حمزة وأنا شايفة التاني بيضرب في الباب.
رد حمزة، قلت بصراخ:

"حمزة الحقني... حازم هنا..."

سمعت صوته بينادي باسمي وفجأة الباب اتفتح وحازم اقتحم علي الأوضة.
مجرد ما وصلني التليفون وقع من إيدي. حاولت أمسك السكين اللي محطوطة على الكوميدينو بقالها يومين ملحقتش. مسكني رماني على السرير وهجم عليّ، وتحامل عليّ بكل تقله وبإيده التانية مسك ياقة البجامة شدها وقطعها.
صرخت بعلو صوتي:
_ "يا حيوان يا ابن الكلب... هقتلك..."

كتم صوتي بيده وقال وعيونه بيخرج منها الشر:
_ "لو نفسك طلع هقتلك، اهدي خالص... اااهدي..."
قالها ورجع يشد في هدومي يحاول قطعها.
تحركت وحاولت أبعده عني، حاولت أعض إيده علشان أقدر أصرخ يمكن حد يلحقني، ولكن مقدرتش. كان زي الحيوان المفترس اللي منقض على فريسته؛ مكنش طمع في قد ما كان رغبة في كسر حمزة وإهانته في شرفه.
ومع محاولتي المستمرة في الهروب من بين إيديه لطم وشي بعنف ومرات متتالية لغاية ما نزفت الدم من مناخيري ودوخت والدنيا لفت بي. سكنت حركتي ومبقتش قادرة أتحرك، وقطع البجامة ونص جسمي اتكشف قدامه.
رفعت جفوني بصعوبة وشوفته؛ كان زي شيطان قدامي بيحاول يوصلي بأي شكل.
وفي لحظة وأنا حاسة بعجز كامل في جسمي قدرت أرفع ايدي اللي سابها لما مشافش مقاومة مني وغرزت صوابعي في عينه.
حمله خف وبدأ يدعك في عينه وهو بيشتمني بألفاظ وحشة جداً.

ادفعته عني؛ وقع على الأرض وقومت وأنا لسة دايخة، مسكت السكينة علشان أضربه بيها.
ولكنه قام من تاني وحاول يمسكني، لكن ألم عينه حال عن كده.
وبسبب خوفي من إنّي مقدرش أعمل حاجة، استغليت حالته دي وقررت أهرب قبل ما يلحقني. طلعت من الأوضة اتسند على أي حاجة قدامي والسكينة في إيدي، مسبتهاش.
وأنا لسة سامعة صوته بيزعق ويشتم ويقول:
_ هتروحي مني فين"

وفجأة شدني من شعري رماني على الحيط وهجم عليّ. السكينة وقعت من إيدي على الأرض، وفوراً رماها برجله لبعيد عني علشان ملحقهاش.
يده كانت بتستباح جسمي وبيحاول يعريني قدامه، غير مهتم بصراخي أو مقاومتي أو إن حد يدخل ويلحقني منه.
قدرت أخيراً أرفع ركبتي وأضربه بيها، ولو كانت الضربة مش قوية كفاية، لكنها كانت كفيلة تخليه يبعد عني وتكون قدامي فرصة تانية أهرب.
تحركت ناحية الأوضة التانية وأنا حاسة الأرض بتدور بيّ وقبل ما أدخل خبط شديد على الباب اشتغل. وصوت حمزة بيقول:

_ "رقية.. رقية!"
في لحظة نسيت كل حاجة ومفتكرتش غير إن ربنا بعتلي نجدة من عنده.
تحركت من مكاني علشان أفتح وبعد خطوتين وانا بجر رجليا جرّ لاحقني ومنعني افتح، جرجرني من شعري ناحية الأوضة، هو بيزعق ويقول:
_ جدع يلا، جيت في وقتك، علشان تتعلم الاغتصاب يكون ازاي... بقا دي اللي مقدرتش عليها، ورينا شدتك وافتح وشوف منظرها دلوقتي."

زعق حمزة وسط صراخي واستنجادي بيه وهو مستمر في ضرب الباب.
_ "أقسم بالله ما تمسها يا حازم لا اقتلك... انت مشكلتك معايا أنا."

قالها وهو مكمل شد في شعري:
_ صح يا ميزو،  مشكلتي معاك،  بس انت قولتلها كتير قبل كده ، عايز تنتقم من واحد لف على نسوانه... وأنا بنفذ كلامك يا ابن كاميليا، إللي هي فين دلوقتي صحيح، مع مين فيهم."

زادت ضرب حمزة للباب ومحاولة كسره. وأنا  نزلت بكل جسمي على الأرض علشان أمنعه يدخل بيا الأوضة.
قلت ببكاء:
_ أنت مجنون..."
وأضافت بصراخ:
_ "حمزة الحقني!"

سابني أقع على الأرض ونزل عليّ بكل تقله، حاول يقلعني الباقي من هدومي وهو بيصفعني بعنف ويقول:
_ يلحق مين؟ انت فاكرة نفسك متجوزة راجل بتحتمي فيه؟ خليكي معايا هعرفك الرجولة على حق..."
موقفتش لحظة عن مقاومتي ليه،  وده خلى غضبه زاد وراح يضرب فيّ بعنف 
من شدة الضرب فقدت القدرة على المقاومة. دوخت أكتر ودماغي تقلت، مبقتش قادرة أفتح عيني. وبقيت سامعة طنين في ودني، كنت حاسة بيه بيقربلي وجسمي بيتحرك  لكن مش شايفة حاجة.
 وفجأة حمله خف عني وبقيت مرمية على الأرض مش عارفة إيه اللي بيحصل حواليّا.
مر وقت مقدرتش أعرف قد إيه، وبدأت أستعيد وعيّي شوية ورجعت اسمع الاصوات من حوليا. فتحت عيني بصعوبة ومررتها في المكان لغاية ما شوفت حمزة على الأرض وحازم ماسك في ياقة قميصه ومتحامل على دراعه المكسور بركبته وبيسدد له لكمات في وشه.
كنت شايفة حمزة بيضغط على سنانه من شد الألم وبيدوخ من الضرب.
ارتفعت من مكاني بجهد كبير، اتسندت على الأرض والحيط، مشيت ناحيتهم في الوقت اللي حازم مستمر في الضغط على دراعه وماسك فكه بيده وبيهينه ويعايره. مكنش عايز يكسر دراعه تاني، ده كان عايز يكسر قلبه أكتر من الأول.

مقدرتش أتمالك أعصابي رغم الدوران اللي حاسة بيه واهتزاز الأرض من تحتي. ميلت عليه وغرزت سناني في رقبته. صرخ صرخة عالية وساب حمزة ودفعني عنه ولحقني بكف من شدته. وقعت من تاني.
مقدرتش أرفع وشي عن الأرض وشوفت حمزة وهو بيحاول يوصل لسكين اللي واقعة قريب منه. في وقت انشغال حازم بتحسس مكان عضتي، قبل ما يزعق فيا بغضب ويقولي:
_ بتدافعي عنه،  اللي امه مخلفاه من الحرام... مش ده اللي كان هيغتصبك واتجوزك غصب، مش هو ده... ماشي؟ أنا هخليكي تشوفيه وهو بيعيط زي الحريم ويقولك انه مرة..."

قالها ورجع لحمزة ميل ومسك ياقة قميصه وفجأة الوقت وقف، مفيش صوت، مفيش حركة. لحظات سكوت تام تحبس الأنفاس.
الدم بينفجر من رقبته زي الحنفية وبتسقط على وش وهدوم حمزة اللي تجمد مكانه وعينيه شخصت بهلع.
السكينة انفلتت من إيده بدون شعور وفجأة حازم وقع بكل جسمه عليه.
للحظات مكنش مستوعب اللي عمله، قبل ما يبعده عنه بهلع ويزحف للخلف مستند على إديه ورا ضهره ورجفة جسمه بتزيد بقوة.
وأنا بقيت مكاني مربوطة مش قادرة أتحرك لوقت كبير، وانا شايفة حازم بيلفظ آخر أنفاسه وبعدين حركته بتسكت تماماً وعينيه بتفضل مفتوحة على السقف.
تحركت من مكاني زحفت ناحية حمزة اللي كانت عينيه جاحظة عليه. قعدت جنبه، مسكت فيه وقلت بصوت مهزوز:
_ "مات؟.." 
حرك دماغه بالإيجاب وقال ببكاء:

_ "مات... قتلته..." 

أجبرت نفسي أتخلى عن خوفي للحظات بعد ما لقيت إن حالته أصعب مني. وقفت على ركبتي حضنته وقلت ببكاء:
_ يستاهل هو اللي غلط، انت معملتش حاجة."

مبعدش عينه عن حازم لحظة وفضل يردد ويقول قتلته. كنت بموت من الخوف، لكن منظره أجبرني أقوم من مكاني وأقول:
_ "لازم نكلم صدام..."

مسك في وقال ببكاء:
_ لا، لا... خليكي معايا، متسبنيش."

_ جاية حالاً، مش هتاخر..."
فلت نفسي منه بالعافية ودخلت أجري على الأوضة، مسكت التليفون وبدأت أبحث عن الرقم وإيديا رعشتها بتزيد. وأخيراً لقيته دوست اتصال، واستنيت لغاية ما رد. قلت بهلع قبل ما يجيني صوته:
_ مستر صدام الحقني."

قال بفزع:
_ في إيه يا رقية، حمزة حصله حاجة؟"

قلت ببكاء:
_ حازم اتهجم علينا وهو قتله، الحقني ونبي..."

جاني صوته مصدوم:
_ قتل... طيب طيب جاي، متلمسوش حاجة لغاية ما أجي."

قفلت معاه  وخدت  عباية وطرحة من الدولاب لبستهم وخرجت بسرعة. لقيت حمزة لسة مكانه، عينه على جثة حازم ورجفة جسمه موقفتش.
وصلت عنده وقلت وأنا برفعه من مكانه بصعوبة:
_ قوم معايا..."
ماكنش قادر يتحرك. رفعته بالغصب لغاية ما قام معايا وخدته وخرجنا من البيت. وقفنا بره، مسكت وشه بين إيديا وقلت ببكاء:
_ متخافش، هو اللي اتهجم علينا وانت كنت بتدافع عن نفسك وعني... محدش هيعملك حاجة..."
فضل باصصلي وهو ساكت ورعشة جسمه مستمرة لوقت كبير وبعدين سكت متكلمش تاني، سند دماغه على الحيط وبس 

#صدام

وصلت لقيتهم بره؛ رقية بتعيط وحمزة قاعد على السلمة ساند بدماغه على الحيط وساكت تماماً، وشه وهدومه مليانين بقع دم.
قربت منهم وقلت:
_ "إيه اللي حصل؟"

شاورتلي على البيت وهي بتعيط. مشيت على هناك، وعند وصولي لباب الشقة شوفت حازم على الأرض عينيه شاخصة ورقبته مدبوحة والدم مالي الأرض من تحته والمكان مكركب. جحظت عيني بصدمة وعقلي وقف للحظات، مبقتش عارف أفكر.. 

وبعدين رجعتلهم.  لقيته على نفس الحالة. جثيت على ركبتي قدامه وقلت وأنا بهزه علشان يبصلي ويفوق من الحالة اللي هو فيها 
_ متخافش، أنا جنبك ومحدش هيقربلك... هو يستاهل، هو اللي اتهجم عليك... حمزة.. 

ضربت على وشه ضربات خفيفة علشان يتكلم ولا يبصلي حتى بس مردش ولا رمش بعينه،  كان باين ان الصدمة شديد عليه.. 

بصيت لرقية وشوفت اثر الضرب على وشها وقلت 
_لازم نبلغ البوليس."

قالت رقية ببكاء:
_ هيتحبس؟"
مردتش عليها وخرجت لشارع واتصلت بالبوليس. وانا خوفي ميقلش عنهم هما الاتنين،  مكنتش عارف ممكن يتحبس ولا لا 
تعليقات



<>