رواية في ظلال القضية الفصل الحادي عشر11بقلم ملك سعيد

رواية في ظلال القضية الفصل الحادي عشر11بقلم ملك سعيد


هزت رأسها يمينًا ويسارًا بعدم تصديق فكيف 
يكون الخاطف هو نفسه إياد الذي تزوجها فقط لكي لا تقبل بالزواج من هذا الخاطف 
كانت تحاول إستيعاب ما حدث لكن عقلها يرفض التصديق لما رأت .

كان إياد ينظر لها بإستمتاع لرؤية حيرتها الواضحة على ملامح وجهها فإقترب منها بخطوات بطيئة مخيفة حتي وقف قبالتها ماددًا يده لملامسه جانب وجنتيها .

تراجعت لين بصدمة وخوف قائلة بعدم تصديق:

" لاء مستحيل مستحيل إنت إنت إزاي وليه عملت كل ده وليه مثلت عليا انك هترجعلي اهلي وإنت اللي خاطفهم اصلا ليييه؟! "

انهت حديثها بالصراخ في وجهه بصدمة 
إما الآخر فإبتسم لها بسمة مخيفة قائلًا:

" بس أنا مش إياد "

________________

وصل كلا من ريم وجواد إلى محطة القطار 
وهبطوا من السيارة راكضين بخطوات سريعة 
لداخل المحطة
كان جواد يتلفت حوله بكل الاتجاهات يبحث عن رجاله الذي وكلهم بمراقبة معاذ ويدعو بداخله أن يكونوا منعوه من السفر وإلا القضية ستتعقد بالفعل .

لمحه إحدي رجاله من مسافة بعيدة 
فأشار لصديقه لجهة جواد
حتي تحركوا بخطوات سريعة نحو قائدهم .

عندما اقتربوا ناحية جواد 
لمحتهم ريم تطالعهم بإستغراب من توجههم لهم وهم يركضون بهذه الطريقة حتي استوعبت انهم من الممكن أن يكونوا رجال جواد 
فمدت يدها تضعها على كتفه حتي تلفت انتباهه لهم 
وبالفعل التفتت إليها جواد وقبل أن يسألها ماذا تريد .

لمح رجاله فإقترب منهم بسرعة قائلًا لهم بتساؤل: 

" هو فين منعتوه من السفر مش كده؟! "

نظر الرجلين للأسفل بأسف 
فطالعهم جواد بقلق سائلًا إياهم بترقب: 

" إيه مالكم اتخرستوا سألتكم فين معاذ منعتوه ولا لاء؟! "

رفع إحدي الرجلين رأسه ناظرًا لجواد بأسف قائلًا:

" أنا آسف يافندم مقدرناش نمنع سفره "

اتسعت أعين كلا من ريم وجواد بصدمة
فنظرت ريم لظهر جواد بخوف من ردة فعله 
حتي سمعته يقول بهدوء منافي للغضب الذي
بداخله:

" إزاي سافر ومقدرتوش تمنعوه؟! "

اجابه الرجل الآخر قائلا بتبرير بسبب تغافلهم عن معاذ : 

" بصراحة يافندم احنا كنا مراقبين كل تحركاته لحد ما وصل للمحطة واحنا وراه لحد ما اتصلنا بيك وقولنالك انه هيسافر ومن بعد المكالمة دي وهو اختفي تماما عن عينينا ودورنا عليه في كل المحطة بس مقدرناش نلاقيه وبعدها القطر اتحرك واحنا مقدرناش نمنعه وبعدها شوفنا كاميرات المراقبة لحد ما لمحناه بيركب القطر وبكده هو حاليًا قدر يهرب مننا احنا آسفين يافندم "

كانت ريم تتابع الموقف بترقب لردة فعل جواد التي توقعت انه سيغضب على الرجلين بشدة .

لكنه حطم توقعاتها عندما قال: 

" تمام تقدروا ترجعوا لشغلكم وأنا هتصرف "

لم ينصدم الرجلين مثلما انصدمت ريم لأنهم معتادون على هدوء جواد الدائم وعدم غضبه عليهم 
فأماء له الرجلين وغادروا من أمامهم .

إما ريم كانت تتابع الموقف بفاه مفتوح من الصدمة فهذا المغرور لم يغضب او يصرخ عليهم 
كيف له ان يكون هادئ بهذا الشكل .

تحركت بسرعة لكي تقف أمامه سائلة إياه بفضول قاتل: 

" لا ما أنا لازم افهم ازاي ردة فعلك عادية كده بدل ما تتعصب عليهم قولتلهم يرجعوا يشوفوا شغلهم وبالنسبة للمجرم اللي هرب ده هنجيبه منين؟! "

ابتسم لها جواد قائلًا بمرح جعلها تشعر أن من يقف أمامها الأن ليس سوى مختل لا غير : 

" هنسافر وراه "

_______________

تجلس أمامه بإحدي الكافيهات المغلقة
تتابع صمته بضيق حتي قاطعت هذا الصمت قائلة
بحدة: 

" بيتهيألي إنت مطلبتش اني اقابلك علشان
تسكت أنا جاية علشان اعرف إيه اخر مستجدات قضية سالي فياريت تتكلم علشان متأخرش "

اغمض رحيم عيناه متنهدًا بقوة حتي فتحها قائلًا لها:

" آخر المستجدات بتقول إن معاذ حبيب سالي السابق مشتبه بيه في جريمة قتلها وحضرة الضابط جواد والانسة ريم المحامية كانوا عندي امبارح بعد ما خرجتي من عندي بالظبط وهما اللي قالولي "

طالعته سارة بصدمة وعدم تصديق فكيف لمعاذ أن يقتل شقيقتها فهو كان يحبها كثيرًا حتي ولو انفصلوا عن بعضهم 
فكادت أن تتهمه بالكذب حتي تذكرت اصطادمها بفتاة أمس وهي تركض من شقة رحيم 
وقتها تأكدت أن رحيم لم يكذب عليها .

فتنهدت سائلة إياه بتعب: 

" طب إزاي وليه هيعمل كده إيه السبب؟! "

ابتسم رحيم بسخرية قائلًا لها: 

" السبب واضح يا سارة ونفسه اللي اتسبب في خناقتي مع سالي "

ضيقت سارة ما بين حاجبيها سائلة إياه بقلق: 

" قصدك إيه؟؟ "

اجابها رحيم قائلًا:

" قصدي إن سبب خناقتي مع سالي هو معاذ لما اتخنقت معاها كان بسبب اني شوفت رسايل بينهم على تليفونها 
وبصراحة معاذ هو اللي كان بيترجاها ترجعله وتسيبني
وسالي كانت رافضة رفض قاطع
وأنا لما شوفت الرسايل اتعصبت عليها لإنها اتكلمت معاه 
وده حقي لما اكون عارف انها بتتكلم مع حبيبها السابق
وده كل اللي حصل "

صمتت سارة محاولة إستيعاب ما قاله للتو فهو يتهم معاذ بقتل شقيقتها 
وهي في حيرة من تصديق حديثه او تكذيبه 
لكن بنهاية الأمر قررت أن تصدق حديثه 
لأن ليس لديها خيار آخر .

بعدما قررت تصديقه نهضت بسرعة قائلة له ببرود:

" بما اني جيت و سمعتك ده ميعنيش اني واثقة فيك 
أنا جيت لإني عايزة اعرف آخر مستجدات القضية وبس ودلوقتي أنا لازم امشي لإني اتأخرت "

انهت حديثها متحركة بسرعة لخارج الكافيه 
تاركة وراءها قلبًا يهيم بها عشقًا ويتوجع لبُعدها.

__________________

إياد بصراخ:

" لــــــيـــــــن "

انتفضت لين بقوة من سماعها صوت إياد ينادي عليها لكن كيف وهي تقف أمامه الأن 
حتي شعرت بيد تجذبها بقوة وما كانت هذه اليد إلا يد إياد زوجها الذي ادارها له بقوة مدخلًا إياها لحضنه وهو يشدد عليها بخوف
وينظر للماثل أمامه بغضب وكره شديد .

مد إياد يده يمسح على شعرها بحنان سائلًا إياها بقلق:

" لين إنتِ كويسة الحيوان ده اذاكي؟! "

خرجت لين من حضن إياد وهي صامته تطالعه بحيرة 
فهي الأن لا تعرف من هو زوجها الحقيقي هذا الذي كانت بأحضانه الأن ام الذي يقف خلفها يتابعهم ببرود .

حتي ابتعدت عن إياد بخوف سائلة إياه بحيرة وتوهان:

" إنت مين إذا كنت إنت إياد يبقي مين ده
حد يفهمني إيه اللي بيحصل؟؟ "

نظر لها كلا منهم 
حتي وجدت من يتقدم نحوها والذي كانت بأحضانه
منذ قليل قائلًا لها بتعب: 

" هشرحلك كل حاجة بعدين بس دلوقتي سيبيني اشوف حسابي معاه "

نظرت له لين بعدم فهم 
والآخر ضحك بقوة علي حديث إياد قائلًا له:

" هتتحاسب معايا!! أنا اللي ليا حساب معاك ولا إنت مفكر لما تتجوز البنت اللي بيحبها اخوك وإنت عارف كده كويس ده مش موضوع يخليني احاسبك عليه 
ولا اقولك القتل هيبقي افضل حساب ليك ووقتها لين هتبقي ليا "

تابعت لين حديثه بصدمة فالماثل أمامها الأن هو شقيق إياد لكن ما زاد صدمتها أن إياد كان يعلم أن شقيقه هو من خطف والديها ولم يخبرها بل تزوجها ووعدها بأن يعيد والديها لها وهي وثقت فيه لكن الآن لم يعد بقلبها ذرة ثقة واحدة له فهو خدعها وكذب عليها 
ومستحيل إن تغفر له ابدا .

رفع مراد شقيق إياد التؤأم سلاحه جهة إياد 
الذي يقف أمامه يطالعه بحزن على حالة شقيقه وكره على تصرفاته التي لا تحتمل .

اطلق مراد رصاصة من مسدسه استقرت بصدر إياد
ولين لم تكن منتبهة بالذي يحدث أمامها حتي وصل لمسامعها صوت اطلاق رصاص فنظرت بإتجاه إياد وجدته يترنح في وقفته والدماء ملئت قميصه حتي وقع أمامها بتعب فتقدمت منه بسرعة ثم جثت على ركبتيها وهي تبكي بخوف علي حالته وضعت يدها مكان إصابته وقالت له بخوف:

" إياد إياد إنت سامعني إياد إياك تغمض عينيك متسبنيش لوحدي يا إياد أنا محتاجاك جنبي "

لم تشعر إلا بيد تجذبها للوقوف بعنف وهي بالتأكيد يد مراد الذي كان يتابع وقوع إياد باستمتاع قائلًا لها بغيرة مجنونة: 

" خايفة عليه يا لين ليه خايفة عليه لتكوني حبيتيه بس حتي لو حبيتيه أنا مش هسيبك ليه ابدًا "

انهي حديثه وهو يجذبها خلفه بقوة 
مبتعدًا عن إياد الذي كان ينزف بقوة وبالكاد يفتح عيناه بضعف يتابع الموقف بخوف على لين و غضب من مراد 
حتي شعر انه لن يستطيع المقاومة أكثر من ذلك و فقد وعيه بتعب .

تاركًا مراد يأخذ حبيبته و زوجته التي كانت تبكي وتتوسل إليه بأن يتركها لكنه لم يهتم بتوسلاتها .

_________________

كانت ريم تحضر شنطة سفرها بعدما اخبرها جواد انهم سيلحقوا بمعاذ و سيذهبوا إلى الصعيد .

توقفت ريم عن ما تفعل وهي تقول بحماس:

" مش مصدقة نفسي اني هروح الصعيد بجد هطير 
من الفرحة من زمان وأنا بحلم اروح رحلة للصعيد واتصور كذا صورة هناك وانهاردة أنا بحضر شنطتي ورايحة هناك بس المشكلة الوحيدة اللي في طريقي هو المغرور جواد بس عادي أنا هعرف إزاي اتخلص منه بطريقتي "

انهت حديثه وتابعت تحضير شنطتها بحماس .

......

إما عند جواد فعاد إلى قصره وأخبر العائلة بسفره إلى الصعيد لإمساك المجرم الهارب 
وصعد إلى غرفته لكي يحضر شنطة سفره 
وهو يسب نفسه لإنه اقترح أن يذهبا سويًا إلى الصعيد فهو لا يعلم كيف سيسيطر على غضبه عليها بسبب تصرفاته المجنونة و لسانها اللاذع .

_______________

كان كلا من غيث و مروان تجهزوا للذهاب إلى مهمتهم 
حيث مروان سيذهب ليقل غرام من صالون التجميل إلى الحفل الموجود به رئيس شبكة الدعارة 
وهو يدعي شاكر العزيز .

ومهمة غرام أن توقع به في شباكها لكي تستطيع أن تأخذ منه جميع اعترافاته بعمله القذر الذي يقوم به
والأن هاهو يقود سيارته ذاهبًا ليقل غرام إلى الحفلة 
الموعودة .

...... 

إما غيث فهو في طريقه إلى إحدي الأماكن الذي يديرها شاكر والذي تعمل في الدعارة
ومهمته أن يمثل انه إحدي زبائن المكان 
لكي يستطيع أن يلقي القبض على جميع المتواجدين بالمكان حتي يأتي عناصره 
وهو لا يعلم أنه بطريقه إلى حب مجهول .

__________________

دلفت المدعوة فيفي إلى غرفة مريم التي كانت تبكي بإحدي اركان الغرفة بخوف من القادم .

تقدمت منها فيفي قائلة ببرود وعدم مراعاة لحالتها:

" كل المناحة دي علشان هتبدأي شغلك انهاردة بطلي الدلع ده وقومي جهزي نفسك لإن بعد ساعة بالكتير وهيبدأ الزباين ييجوا ولازم تكوني موجودة لإنك وش جديد وحلوة فأكيد الزباين عليكي هتبقي نار "

كانت مريم تستمع إلى حديثها بوجع شديد فهي اليوم ستتلوث بهذا العالم وهي مجبرة فلو لديها أي طريقة للهرب كان هربت منذ عدة ايام عندما علمت حقيقة هذه المرأة لكن ما باليد حيلة .

غضبت فيفي من تجاهل مريم حديثها فصرخت بوجهها وهي تجذبها من يدها توقفها قائلة لها بغضب:

" بصي بقي يا حلوة شغل الدلع ده أنا مبحبوش وبعد كده لما أقول كلمه تتسمع واياكي انك تتجاهلي كلامي بعد كده "

انهت حديثها دافعة إياها بعيدًا عنها والأخرى تبكي بحزن و ضعف قائلة لها بأمر:

" بعد شوية هتلاقي شوية بنات جايين الأوضة علشان يظبطوكي للشغل وإياكي أعرف انك ضايقتيهم او رفضتي أي حاجة يقولولك عليها "

أنهت اوامرها وخرجت من الغرفة بعدما ألقت نظرة حادة للماثلة أمامها ضامة يديها محاوطة جسدها بخوف منها ومن العالم الموجودة به والعالم الذي هي علي مشارف دخوله .

فدعت ربها وهي تبكي بحرقة بأن ينجدها مما هي مقبلة عليه .

تعليقات



<>