رواية انتي حلالي الفصل الاول1بقلم هاجر علي بشري


رواية انتي حلالي الفصل الاول1بقلم هاجر علي بشري

في بيت بسيط.... 

أول ما تدخله تحس براحه وسكون.... 

كان صوت القرأن الكريم شغال علي التليفزيون زي كل يوم.... 

في أوضة بطلتنا صحيت علي صوت المنبه وقالت: إصتبحنا وإصتبح الملك لله، رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا ورسولا. 

وبعدين قامت إتوضت وصلت فرضها، وبعدين قعدت علي سجادة الصلاة تقرأ ويردها اليومي من القرأن الكريم. 

بعد وقت.... 

كانت بطلتنا خلصت، ولبست زيها المدرسي وحجابها، وخرجت.... 

قال والدها بحنان: صباح الخير يا تاج يا بنتي. 

إتجهت تاج لوالدها وباست إيده بحب: صباح الورد يا بابا، أنا هروح المدرسة علشان متأخرش. 

والدها: تروحي وترجعي بألف سلامة يا بنتي. 

إتجهت تاج لمدرستها.... 

بعد وقت.... 

كانت تاج قاعدة في الفصل، وبتبص في الكتاب بتركيز. 

قالت زميلتها بضيق: أنا مش عارفة إزاي في مدرستنا دي يسمحو للأشكال دي تكون موجودة؟؟ 

مهتمش تاج بكلامها من الأساس، وفضلت باصة في الكتاب.... 

أعرفكم: «تاج عبدالرحمن» بنت جميلة أوي... بعيون عسلي وشعر أسود «محجبة» طيبة وإنطوائية، ملتزمة لحد كبير.... 

وفي نفس الفصل.... 

كان قاعد بطلنا بهدوء، بيتابع الموقف بإبتسامة؛ اللي يشوفه من الوهلة الأولي يقول إنه فرحان في تاج.... بس هو كان العكس تماما؛ كان معجب بثباتها.... 

ضربه صاحبه بخفه علي كتفه وهو بيقول: مالك يا عم مالك سرحت في إيه؟! وبتضحك زي الأهبل كده ليه؟! 

فاق مالك من شروده وقال: ها لأ ولا حاجة!! 

صاحبه: ما هو واضح!! 

بصله مالك بغيظ وسكت.... 

أعرفكم: «مالك مروان» شاب وسيم.... عيونه رصاصي وشعره أسود داكن.... ذكي وهادي.... من عيلة ملتزمة، بس هو مش ملتزم أوي.... 

في البريك.... 

كانت تاج بتجمع حاجتها بهدوء.... بس دخلت بنت إسمها سهي، وشدت من أديها الكتاب وقالت: هاتي الكتاب ده كده!! أممم هو أنتي هتعملي بيه إيه؟! ما أنتي أخرك تقعدي في البيت. 

تاج: هاتي الكتاب يا سهي لو سمحتي!! 

سهي وهي بتزق تاج وبتقول للبنات: إيه ده شوفو يا بنات!! دي القطة طلعلها لسان وبقت تتكلم!! 

كانت تاج هتقع بس سندت علي الدسك... 

قالت بنت ثانية: طؤ طؤ بالراحة يا سهي لتتكسر في إيدك ولا حاجة!! 

مالك ببرود: في إيه هنا؟ 

سهي بإبتسامة سفرا: لأ ولا حاجة!! 

مالك: واضح!! 

قال كده وهو بيقف قدام تاج، بس بعيد علشان ميقربش منها.... 

مالك: هاتي الكتاب يا سهي. 

إدته سهي الكتاب، ومشيت هي والبنات، وكانت بتتوعد لتاج في نفسها.... 

حط مالك الكتاب علي دسك تاج من غير كلام، وسابها ومشي.... 

كل ده وتاج بتبص في الأرض.... قلبها بيدق، ورغم إنها مشافتش وش مالك بوضوح من أول ما دخلت المدرسة علشان بتغض بصرها؛ إلا إن كل موقف كان بيعمله معاها كانت بتعجب بيه أكثر.... بس هي عاوزه تحفظ قلبها للشخص الصح، لحلالها وبس.... 

مر اليوم بسرعة.... 

بليل.... 

في أوضة تاج.... 

كانت تاج نايمة، وبتحلم بحلم غريب.... 

كانت تاج واقفة في مكان كله زرع أخضر حلو أوي.... 

تاج: إيه المكان ده؟ 

ظهر شاب لابس أبيض؛ تاج معرفتش تشوف ملامحه بشكل واضح.... 

إداها الشاب تفاحة شكلها حلو أوي.... 

الشاب: مستنيكي علشان أنتي حلالي. 

خجلت تاج، وأخدت منه التفاحة، وأكلت منها.... عجبها طعمها جداً كإنها تفاحة من مكان تاني.... 

صحيت تاج، وكانت حاسة بطعم التفاحة في بقها.... 

تاج: سبحانك يارب. إيه الحلم ده؟ معقول يكون بشري!! 

وقامت وصلت قيام الليل.... 

بعد يومين.... 

في الفصل.... 

كان مالك قاعد مع صحابه، بس كان سرحان في تاج.... 

صاحبه: يا مالك مالك!! 

مالك بشرود: ها بتقول حاجة يا ماهر؟! 

ماهر: بطل تبص عليها؛ الفصل كله لاحظ نظراتك!! 

مالك بضيق: هو أنا عملت إيه يعني يا ماهر؟! 

ماهر بجدية: إنت معملتش، بس لو البنات اللي معجبين بيك لاحظو هتبقي مشكلة للبنت!! 

مالك بعدم رضا: طيب يا ماهر طيب.... 

في حمام المدرسة.... 

كانت تاج واقفة بتظبط حجابها.... 

دخلت سهي للحمام وقالت: أهلا أهلا باللي عامله نفسها الخضرا الشريفة!! 

حست تاج بالغيظ بس مردتش.... 

مسكت سهي دراع تاج وقالت بغضب: بصيلي وأنا بكلمك يا بت!! 

زقت تاج إيد سهي وهي متضايقة جداً، بس كاتمة في نفسها.... 

دخلو باقي البنات.... 

مسكت بنت منهم إزازة ميه.... 

بص البنات لبعض بخبث.... 

مسكو بنتين إيد تاج علشان متعرفش تتحرك....

بدأ الخوف يتملك من تاج وقالت: أنتو... أنتو هتعملو إيه؟ 

سهي: هربيكي علشان متحاوليش تقربي لحاجة تخصني!!! 

فجأة حست تاج بميه ساقعة بتدلق فوقيها.... 

حاولت تاخد نفسها بالعافية علشان الجو كان برد، وبدأت تترعش: أن... أنتو لي.... ليه ع.... عملتو كه.... كده؟؟ 

ضربتها سهي بالقلم بقوة، فوقعت علي الأرض وهي لسة بتترعش.... 

سهي بكراهية: علشان بكرهك، وعلشان متحاوليش تقربي من مالك!!

إتجمعت الدموع في عيون تاج: بس... بس أنا مقربتش منه!! 

ضربتها سهي تاني: كدابه. 

كانت تاج بتدمع وبتفكر إزاي هتخرج كده والهدوم مبلولة، وكمان ليه بيعملو معاها هي بالذات كده؟! أسألة كثير دارت في عقل تاج اللي مش حاسة بأي حاجة حواليها.... 

كانت في بنت واقفة، وبتعيط.... فهي بنفس حالة تاج؛ فخرجت من الحمام.... بس قابلت مالك في وشها اللي قال بهدوء: مالك يا هنا؟ 

هنا بعياط: ت... تاج أل... ألحقها!! سس... سهي بتض... بتضربها جوا، و... وغرقو هدومها ميه.... 

دخل مالك الحمام، ومهتمش بتحذيرات ماهر ليه؛ لأن ده حمام البنات....

وقف مالك وهو متثمر مكانه لما شاف سهي بتضرب تاج بإزازة الميه بشمئزاز.... 

إتجه مالك ووقف قدام تاج، وهو متعصب جداً.... 

مالك بعصبية مفرطة: إيه اللي أنتي عملتيه ده يا سهي؛ أنتي هبلة إزاي بتضربيها؟! هي وصلت لكده؟؟ تعرفي لولا إنك بنت لكنت عرفتك قيمتك بجد!! يلا أمشي من وشي يلاااا!! 

كان بيقول كده بصوت عالي جداً أرعبهم... 

إنسحبو البنات وسهي معاهم بخوف، مفضلش غير مالك وماهر وهنا مع تاج.... 

مالك كان لسة متعصب جداً؛ فقال وهو بيقلع الجاكيت بتاعه، وبيديه لهنا علشان تلبسه لتاج، بس كان بيوجه كلامه لتاج: وأنتي ليه مش بتدافعي عن نفسك؟ عاجبك تنمرهم عليكي ولا إيه؟! هو أنا هكون موجود كل مره علشان أحميكي!! أفردي حد منهم إتعرضلك برا المدرسة هتعملي إيه وقتها؟؟ 

هنا: لو سمحت يا مالك إنت وماهر أخرجو بره مينفعش كده!! 

سحب ماهر مالك معاه لبرا رغم إعتراضه.... 

ساعدت هنا تاج إنها تلبس الجاكيت وقالت: معلش يا حبيبتي معلش!! 

تاج بعياط: أنا... أنا مش عارفة بيعملو معايا كده ليه؟ وهو متعصب عليا ليه؟؟ 

هنا: معلش يا تاج هو كان خايف عليكي!! 

بعد مده من الوقت....

خرجو تاج وهنا من الحمام.... 

كان مالك وماهر واقفين مستنينهم....

تاج بزعل ودموع: أولا شكرا، ثانيا محدش طلب منك تدافع عني!! لو سمحت متدخلش تاني!! 

وبعدين سابته ومشيت.... 

هنا: مالك متزعلش منها، هي زعلانة علشان إنت زعقتلها.... 

مسح مالك علي وشه بضيق ومشي.... 

ماهر: أنا بجد أسف علي تهوره ده يا أنسة هنا

هنا وهي منزله عيونها في الأرض: ولا يهمك يا ماهر عن إذنك.... 

                     الفصل الثاني من هنا
تعليقات



<>