رواية بين سطور العشق الفصل الثالث والعشرون23بقلم سيليا البحيري

رواية بين سطور العشق الفصل الثالث والعشرون23بقلم سيليا البحيري
في  – فيلا عائلة حلا
الحديقة مليانة تجهيزات.. العمال بيحطوا الورد والفوانيس، البنات فوق في أوضة حلا، والجو كله استعدادات وخوف وفرحة. مهاب واقف في مدخل الفيلا، بيراقب العمال، ومعاه ملف صغير. فجأة عربية أجرة تقف عند البوابة، وتنزل منها "حور" بخطوات مترددة، ماسكة شنطة صغيرة فيها أوراق وأدوات بسيطة

حور (بخجل، بصوت واطي): السلام عليكم… أنا… أنا حور.

مهاب (بابتسامة دافية، يتقدم): وعليكم السلام… أهلاً يا آنسة حور، اتفضلي.
(بيلمح ترددها): ما تقلقيش، إنتي هنا في بيتنا، اعتبري نفسك وسط أهلك.

حور (بتبتسم بخجل): شكراً… بس أنا لسه مش مستوعبة إزاي حضرتك وثقت فيّ بسرعة كده.

مهاب: (بنبرة هادية): ساعات الروح بتعرف الصح أسرع من العقل… وأنا لما شفتك أول مرة، حسيت إنك بنت مسؤولة وبتخافي ربنا… و CV بتاعك كمل الصورة.

(أحمد والد مهاب بيخرج من الصالون، يلاقيهم واقفين.)

أحمد: مين دي يا مهاب؟

مهاب (بهدوء وابتسامة): دي حور يا بابا… المنظمة الجديدة للحفلة.

(العيلة كلها تتفاجئ، فيروز، غزل، ضحى، وحتى ندى اللي كانت قاعدة تحت، يخرجوا يشوفوا مين الفتاة الغريبة دي.)

فيروز (بدهشة): منظمة الحفلة؟ وإحنا لسه أول مرة نشوفها دلوقتي؟

مهاب (بثقة): أيوة يا ماما… أنا اللي جبتها، شفت CV بتاعها الصبح، واللي شفته فيها يطمن.
(بيبص لحور بابتسامة خفيفة، عينه تلمع بإعجاب خفي.)

حلا (بتوتر وفضول): انتي… يعني هتظبطي كل حاجة النهارده؟

حور (بخجل، بتحرك إيدها): آه… إن شاء الله… أنا هعمل اللي أقدر عليه. بس بصراحة… ده شرف كبير ليا إني أشارك في يوم زي ده.

ضحى (بابتسامة طيبة): الله… شكلها هادية وذوق… هتفرحينا النهارده يا حور.

غزل (بحماس): أيوة يا بنتي، إحنا عايزين خطوبة تفتح النفس!

ندى (بهمس لحلا): عندك حق… مهاب بيعرف يختار.

(مهاب يرمق حور بنظرة خفية، كلها إعجاب هادي، وكأن الزمن وقف لحظة… حور تحس بالنظرة وتطرق برأسها بخجل شديد. أحمد يراقب المشهد بابتسامة خفيفة، وكأنه الوحيد اللي فَهم اللي بيحصل في قلب ابنه.)

أحمد (بنبرة أبوية): خير يا ولاد… طول ما مهاب اختار، يبقى إحنا نطمن. واللي أشوفه إن البنت دي هتبقى وش الخير عليكم.

فيروز (بتنهد، رغم غرورها تحاول تخفي إعجابها): طيب… خليها تورينا شطارتها.

حور (بصوت واطي مرتبك): حاضر… شكراً على ثقتكم… وإن شاء الله مش هخذلكم.

تبدأ حور تدي تعليمات للعمال بخجل لكن بثقة متزايدة… والكل يراقبها باستغراب وإعجاب في نفس الوقت. مهاب يكتفي بالوقوف بعيد، ينظر إليها بابتسامة صغيرة خفية
*********************

حور لسه بتعطي تعليمات للعمال بخجل، ومهاب واقف بعيد بيراقبها. فجأة يُفتح باب الفيلا ويظهر زياد بضحكته العالية ومعاه ريان الجاد شوية بس مرح، ويوسف اللي دايمًا طاقته شبه مهاب. التلاتة شايلين صناديق فيها حلويات وزينة

زياد (بصوت عالي): أووووف يا جدعان… دي آخر مرة نروح نجيب طلبات في عز الحر!
(يبص حواليه ويشوف حور واقفة): هووووه! مين المزة دي؟

ريان (بيرفع حاجبه بدهشة): أول مرة أشوفها… مهاب، مين؟

يوسف (بمرح وهو يرمي الصندوق على الأرض برفق): ما تقولش إنها العروس الحقيقية؟ شكلها لابس في الدور!

(حور تتجمد في مكانها، تخفض رأسها بخجل، ووشها يحمر جدًا. مهاب يرمقهم بنظرة تحذيرية.)

مهاب (بهدوء لكن بنبرة جدية): دي حور… منظمة الحفلة.

زياد (مندهش): منظمة؟! يعني مش من العيلة؟
(يبص لمهاب بدهشة وبعدين يبتسم لحور): أهلاً وسهلاً… نورتينا يا آنسة.

ريان (بهدوء محترم): أهلاً بيكِ… خطوة موفقة يا مهاب.

يوسف (بخفة دم): بس أنا عندي شرط… لازم تعزميني على كل حفلة هتنظميها بعد كده!

(حور مش عارفة ترد، تبص للأرض، إيديها تتحرك بتوتر. هنا تدخل ضحى بابتسامتها الطيبة.)

ضحى (وهي تحط إيدها على كتف حور): يا جماعة كفاية هزار… البنت لسه أول مرة تيجي بيتنا، هتخاف منكم.
(تبص لحور بابتسامة مطمئنة): متقلقيش يا حور، هم كده دايمًا… هزار وضحك، بس والله قلوبهم طيبة زي العسل.

حور (بصوت واطي): شكراً… أنا فعلاً اتخضّيت شوية.

زياد (يضحك ويحك رقبته): حقك علينا… احنا دايمًا منشكّل لجان رعب من غير قصد.

يوسف (يمثل إنه ينحني زي الأمير): سامحينا يا آنسة حور… هنكون ولاد مؤدبين بعد كده.

الكل يضحك، الجو يتغير ويبقى أخف، وحور تحس براحة أكبر. مهاب يبتسم بخفة، فرحان إنها بدأت تندمج، وأحمد والدهم يراقب من بعيد مبتسم، شايف الترابط
********************
– داخل فيلا عائلة الراوي 
الجميع عاد للداخل بعد المفاجأة، الجو مليان دهشة وسعادة. الكل جالس في غرفة المعيشة، أسماء تجلس بينهم وقد بدا عليها الإرهاق من السفر، لكن عينيها تلمع بالحب. أدهم يجلس بجانبها ممسكًا بيدها، ومازن يراقبها بإعجاب، لوسي تبتسم بفرحة، بينما فارس وشريف يرمقانها بعيون مليئة بالفخر والامتنان

فارس (ينظر إليها مبتسمًا): لسه مش قادر أصدق إنك هنا، أسماء. امبارح قلتيلي بنفسك إنك مش قادرة ترجعي… إيه اللي غير رأيك فجأة؟

أسماء (تتنهد وتبتسم بخفة): بعد ما قفلت المكالمة معاكم… قعدت قدام صوركم اللي عندي. شفت أدهم… شفته صغير، وشفت نفسي وأنا دايمًا بعيدة عنه وعنكم. حسيت إني بخسره من غير ما أحضر أهم لحظة في حياته.
(تنظر إلى أدهم وتكمل بصوت يرتعش): أنا عارفة إنك كنت حزين… وحزني أنا ما كانش هينتهي لو ما جيتش.

أدهم (يتأثر ويمسك يدها بقوة): عُمري ما كنت هزعل منك، عمتو. أنا بس كنت… كنت محتاجك جنبي. النهاردة فرحتي كملت.

مازن (بحماس وهو ينظر إليها): والله يا عمة إنتِ عملتي الصح! كفاية غياب… وجودك معانا النهاردة أهم من أي حاجة.

لوسي (تضحك بخفة والدموع في عينيها): وأنا كمان مبسوطة جدًا إنك هنا. حسيت إن البيت بقى مليان دفا.

شريف (ينظر إليها بعطف): يا أسماء… رجوعك النهاردة مش بس عشان أدهم، رجوعك لينا إحنا كمان. إحنا محتاجينك من زمان.

أسماء (بابتسامة حزينة): يمكن… يمكن أنا اللي كنت محتاجة لكم أكتر.
(ثم تغير نبرة صوتها وتضحك بخفة): بس خلاص، مش عايزة دموع. أنا رجعت عشان أفرح بابن أخويا. ويلا بقى، لازم نتحرك… العروسة مش هتغفر لنا لو اتأخرنا.

مازن (يمزح): أيوة أيوة… خلينا نوصل قبل ما تفتكر إننا هربنا زي قصة زمان 😏.

الجو يمتلئ بالضحك، أسماء تهز رأسها مازحة لكنها عيناها تلمع بالدموع. فارس يقف ويصفق بيديه

فارس: يلا يا ولاد… العربية مستنيانا. وعايز دخولنا يبقى فرحة للعروسة وأهلها.

الجميع ينهض، متحمس، والفرحة تملأ المكان. أسماء تمسك بيد أدهم وهو يخرج، وكأنها تعوض عن كل الغياب السابق في لحظة واحدة
********************
– فيلا عائلة حلا – شرفة غرفة أحمد وفيروز
الشمس تميل للغروب قليلًا، النسيم عليل. أحمد يقف بجانب زوجته فيروز على الشرفة الواسعة المطلة على الحديقة. بالأسفل، يمكن رؤية حور وهي تتحرك بخفة ونشاط، توجه العمال بابتسامة خجولة لكن واثقة، ترتب الزهور وتضبط تفاصيل الديكور. مهاب يقف بالقرب منها يتابع بصمت، عيناه لا تفارقها. زياد و ريان يقفان مع يوسف من بعيد يتناقشون مع أحد العمال. الجو كله مليء بالحركة استعدادًا للخطبة

فيروز (تضع يدها على حافة الشرفة، تحدّق في الأسفل): شوف… البنت شاطرة أوي. مين كان يصدق إنها أول مرة تيجي هنا وتشتغل كده بثقة.

أحمد (يبتسم وهو يضع يده برفق فوق يدها): مش بس شاطرة… البنت دي داخلة قلب مهاب من أوسع أبوابه. شايف عينيه؟ مش عارف يشيل نظره عنها.

فيروز (تنظر إليه بدهشة ثم تتنهد): أحمد… بالله عليك ما تقولش كده. أنا مش عايزة أظلم حد تاني بسبب غروري. اتعلمت الدرس. خلاص… أنا عايزة ولادي يبقوا مبسوطين، كل واحد يلاقي نصيبه اللي يحبه بجد.

أحمد (يلتفت إليها، عينيه تلمع بالعاطفة): يا فيروز… أخيرًا قلتي الكلمة اللي كنت بستناها من سنين.
(يمسك بيدها بكل دفء): أنا عارفك من جوه… عارفة إن قلبك طيب وبتحبيهم بجنون. بس أوقات كان غرورك يخليكي قاسية من غير قصد.

فيروز (تنظر للأرض بحزن): عارفة… يمكن ضيعت لحظات كتير بكبريائي. بس صدقني… أنا خلاص تعبت من دور "الملكة" اللي لازم تبقى فوق الكل. أنا عايزة أكون أم بس… أم يفتكروني دايمًا بخير مش بجرح.

أحمد (يقترب منها أكثر، يرفع يدها ويقبّلها برقة، صوته يرتجف): وإنتي عمرك ما كنتي غير الخير في حياتي. حتى بعيوبك… كنتي دايمًا فرحتي. فاكرة أول يوم شفتك فيه؟ قلبي وقع وما رجعش مكانه لحد النهاردة.

فيروز (تبتسم بعينين دامعتين): بعد 35 سنة ولسه بتقول كده؟ مش زهقت مني؟

أحمد (يضحك بخفة، يلمس خدها بحنان): لو عشت مية سنة كمان… هافضل أحبك بنفس الشغف. يمكن أكتر. إنتي أم ولادي، حبيبتي، عمري كله.
(يهمس بابتسامة): وإنتي لسه أجمل من أي مراهقة أعرفها.

فيروز (تضحك والدموع تلمع في عينيها، تضع رأسها على كتفه): أحمد… إنت دايمًا عارف تقول إيه علشان تذوب قلبي.

من بعيد، يُسمع صوت حلا وهي تضحك مع ضحى وغزل، بينما مازن ينادي على أحد العمال. فيروز ترفع رأسها وتنظر للأسفل نحو مهاب الذي يقف يراقب حور

فيروز (بصوت هادئ): شايفه؟ مهاب مشغول بيها… يمكن لقى اللي كان مستنيه.

أحمد (ينظر للأسفل ثم يعيد نظره إليها بابتسامة مطمئنة): سيبيه يعيش حب حقيقي زي ما عشنا إحنا. هو يستحق، وهي شكلها تستحق كمان.

فيروز تبتسم بخفة وتتشبث بذراعه، وأحمد يحيطها بحنان
********************
آها بعد ساعة– أمام فيلا عائلة حلا
السيارات الفخمة تتوقف أمام الفيلا المزيّنة بالأنوار والزينة. أصوات الموسيقى الخفيفة والزغاريد تملأ الأجواء. يترجل فارس وزوجته نادية وابناه أدهم ومازن، ومعهم العمّ شريف وابنته لوسي، والعمّة أسماء، وصديق العائلة تميم. الجميع يرتدي أفضل ما عنده. عند مدخل الفيلا يقف أحمد وزوجته فيروز وأبناؤهما مهاب وزياد وريان، ومعهم ثريا أخت فيروز وابنها يوسف، وزوجتا الأبناء غزل وضحى، وحلا العروس تقف بخجل إلى جوار ندى صديقتها. حور تتابع المشهد من بعيد وهي منشغلة بتنظيم تفاصيل الديكور

أحمد (يتقدّم بخطوات وابتسامة ودودة): أهلاً وسهلاً… نور البيت بوجودكم. أنا أحمد.

فارس (يمد يده ويصافحه بحرارة): الشرف لينا والله… أنا فارس، . مبسوط جدًا إني بتعرف على حضرتك النهاردة.

أحمد: والله الفرح فرحنا بوجودكم… يا ألف مرحب.

فيروز (تتقدّم بخجل ممزوج بوقار): أهلاً وسهلاً بيك يا أختي… أنا فيروز، أم حلا.

نادية (تبتسم وتحتضنها): يا سلام… العروس زي القمر وأمها أجمل. أنا نادية، أم أدهم.

فيروز (تضحك بخجل): الله يخليكي… نورتي بيتنا.

شريف (ينحني قليلًا وهو يصافح أحمد): وأنا شريف، عم العريس… والله فخور أشوف الفرحة دي.

أحمد: يا أهلاً وسهلاً… البيت بيتكم.

ثريا (تبتسم وهي تتقدّم): وأنا ثريا… خالة العروس، وأهو يوسف ابني.

يوسف (يمد يده لأدهم بابتسامة): مبروك يا عريس… إن شاء الله أيامك كلها فرح.

أدهم (يصافحه بابتسامة متوترة): تسلم يا يوسف… الشرف ليا.

زياد (يصافح شريف): وأنا زياد… الأخ الأوسط. أهلاً بيك يا عمي.

شريف (يضحك): أهلاً يا بطل… العيلة كلكم رجالة.

غزل (تقترب من نادية بابتسامة رقيقة): أنا غزل، مرات ريان… يا أهلاً بحضرتك.

نادية (تربت على يدها): يا قمر… تسلمي يا بنتي.

ضحى (تتقدّم بدفء): وأنا ضحى، مرات زياد… أهلاً وسهلاً بيكم.

أسماء (العمّة، تنظر لحلا بخفة دم): وأنا أسماء، عمة العريس… يا بنتي مش لازم تخلي العريس يستناكي كتير!

الجميع يضحك بخفة، وحلا تخفض رأسها خجلًا بينما أدهم يبتسم لها نظرة سريعة تُهدّئ قلبها. ندى تضغط على يدها مطمئنة

تميم (بهدوء وهو ينظر حوله): أنا تميم، صاحب العريس… والنهارده حاسس إن الفرح فرحي.

ندى تلمحه فجأة وتتجمد لوهلة، ويمر بينهما صمت قصير لا يلاحظه أحد، ثم تخفض رأسها بسرعة. تميم يحاول إخفاء انفعاله

أحمد (بصوت عالٍ وهو يشير للداخل): يلا يا جماعة… اتفضلوا، البيت بيتكم، والنهارده يومنا كلنا.

العائلتان يدخلان الفيلا وسط تبادل الابتسامات والحديث، وأجواء مليئة بالبهجة والفرحة. حور من بعيد تلمح نظرات مهاب التي تتابعها بخفيّة، بينما أحمد يلاحظ ذلك بابتسامة صغيرة
********************

الجميع جالس في الصالون الكبير، الزينة تلمع، وصوت ضحكات الأطفال يتردد من الخارج. حلا تجلس بين ندى وخالتها ثريا، عينيها خجولة، بينما أدهم لا يكف عن النظر إليها بنظرات كلها حب. أحمد والد حلا يجلس بجوار فيروز، في مواجهة فارس ونادية وشريف وأسماء

أحمد (بابتسامة دافئة): الحمد لله… جمعنا القدر النهاردة على خير.

فارس (يهز رأسه): الحمد لله… أنا مبسوط جدًا إننا جايين البيت ده. من أول ما شفتكم حسيت إني بين أهلي.

فيروز (تنظر لحلا وتبتسم): وإحنا سعداء بيكم جدًا… وربنا يتمم بخير.

نادية (بحماس): العروسة قمر… ربي يحفظها.

(حلا تنظر للأرض خجلًا، وندى تهمس لها: "العريس مش شايل عينه عنك!" فتزداد حمرة وجهها.)

شريف (بجدية): طيب يا جماعة… خلونا نتفق على الأمور الرسمية: كتب الكتاب و الفرح.

الجميع ينظر نحو أحمد. يعتدل في جلسته، يتحدث بحزم وهدوء.

أحمد: بصراحة… أنا شايف إن كتب الكتاب يتم قريب. عشان العلاقة تبقى رسمية قدام الناس.

(أدهم يرفع رأسه بسرعة، نظرة فرح خفية في عينيه.)

أحمد (يكمل): لكن… الفرح نفسه، أنا حابب يكون بعد 3 سنين. حلا لسه صغيرة، وعندها دراستها لازم تكملها براحتها.

أسماء (بدهشة): يعني كتب الكتاب قريب… و الفرح بعد 3 سنين؟

أحمد: بالضبط. يكونوا مرتبطين رسميًا، لكن كل واحد يركز في حياته ودراسته لحد ما ييجي اليوم المناسب.

فارس (يبتسم): بصراحة… ده حل عادل جدًا. البنت تبقى في أمان رسمي… وتكمل دراستها زي ما تحب.

نادية (بفرحة): وأنا مع الرأي ده.

مازن (يمزح): يعني هنفرح دلوقتي نص فرحة… ونستنى 3 سنين عشان نفرح الفرح الكبير؟

(الجميع يضحك، وحلا ترفع رأسها بخجل لتنظر لأدهم. يبتسم لها ابتسامة مطمئنة تجعل قلبها يضطرب.)

أدهم (ينظر للجميع بهدوء): المهم عندي راحتها… أنا موافق أكتب كتابي عليها قريب… و الفرح وقت ما تحب.

(فيروز تبتسم وهي تنظر لحلا المرتبكة. ثريا تقول بحنان:)

ثريا: خلاص يا جماعة… اتفقنا. كتب الكتاب قريب بإذن الله… والزفاف بعد 3 سنين لما تكمل دراستها.

أحمد (يمد يده لمصافحة فارس): على بركة الله.

فارس (يصافح يده وهو يضحك): على بركة الله.

تصفيق وزغاريد خفيفة من النساء. الجو يزداد دفئًا. ريان يمازح مازن، وزياد يتحدث مع شريف. مهاب يراقب حور من بعيد بابتسامة خفية، بينما تميم يختلس نظرات لندى المندهشة من وجوده. حلا تنظر لأدهم بخجل، فيبادلها نظرة مليئة بالثقة والحب
*********************

الجميع منشغل بالترحيب بالعائلة القادمة، الضحكات والزغاريد تملأ الأجواء في القاعة الرئيسية. في هذا الوقت، باب جانبي صغير يفتح ببطء. تدخل منه سيرين بخفة، شعرها مبعثر، عينيها حمراوتين من السهر والحقد، ترتدي معطفًا أسود يخفي ملامحها. تنظر حولها بحذر قبل أن تغلق الباب بصمت

سيرين (تهمس لنفسها):
ها أنا ذا يا حلا… وسط فرحتك… وسط عيلتك… وسط ضحكاتك.
(تضحك بسخرية مكتومة)
ما تعرفيش إن نهايتك هتكون النهاردة… مش هتلحقي تبقي عروسة.

(تسير بخطوات بطيئة داخل الممر، تسمع أصوات الأغاني من بعيد، وتكز على أسنانها.)

سيرين:
أمي… رنا… خلاص، محدش هيقف في وشي تاني.
النهاردة هخلص على حلا، والكل هيصدق إنها "حادثة".
(تسحب من حقيبتها خنجرًا لامعًا وتلمسه بأصابع مرتجفة من الحماس)
السكينة دي… هي اللي شافت دم أمي… شافت دم رنا…
والنهاردة هتشرب من دم حلا.

(تتوقف عند زاوية الممر، تفتح حقيبتها الصغيرة وتخرج مناديل مبللة، تبدأ تمسح العرق عن جبينها.)

سيرين (تضحك بخفة هستيرية):
كلهم فوق… مبسوطين… بيتفقوا على كتب الكتاب والزفة بعد 3 سنين…
لكن محدش عارف إن العروسة مش هتكمل ساعة.

(تسند ظهرها للحائط، تغمض عينيها لحظة، وكأنها تتخيل المشهد القادم.)

سيرين:
أنا مش هخليها حتى تقول "نعم".
أول ما تلاقي نفسها وحدها… في الممر… أو في غرفة فوق…
ساعتها… هتذوق نفس طعم الرعب اللي دوقته أنا يوم سابني الكل.

(تفتح عينيها وتبتسم ابتسامة مرعبة، تتنفس بعمق وكأنها تشم رائحة الدم قبل حدوثه.)

سيرين (بهمس، تكز على السكين):
استني يا حلا… نص ساعة بس… وهكون سبب انهيار كل اللي بيحبوك.

تقف في الظل، عيناها تلمعان كالذئب، وصوت الضحكات البعيدة من القاعة الرئيسية يتداخل مع خفقان قلبها القاتم
**********************
داخل فيلا عائلة حلا (غرفة جانبية قريبة من الممر المؤدي للحديقة، بعد نصف ساعة من بدء الحفلة)

الموسيقى والضحكات لا تزال تتردد في الخلفية، لكن المكان هنا شبه معزول. حلا دخلت تبحث عن مناديل أو لتلتقط أنفاسها قليلاً بعيدًا عن الضجيج. فجأة، تسمع صوت خطوات هادئة خلفها. تلتفت، فتتجمد ملامحها، عيناها تتسعان، وتشهق بصدمة حين ترى سيرين أمامها، شعرها مبعثر ووجهها مشوه بالحقد، تمسك بسكين بيد ثابتة وابتسامة شيطانية تزين شفتيها

حلا (بصوت مرتعش):
س… سيرين؟! إنتي… إنتي بتعملي إيه هنا؟!

سيرين (تضحك بخفة مخيفة، تميل برأسها يمينًا ويسارًا):
مفاجأة يا عروسة… مش وحشتك صاحبتك؟

(حلا تتراجع للخلف بخوف، يدها تمسك صدرها، تتنفس بسرعة.)

حلا:
يا لهوي… السكينة… إنتي… إنتي ناوية على إيه؟!

سيرين (تقترب منها بخطوات بطيئة محسوبة، عينيها تلمعان بجنون):
ناوية أخلي يومك "لا يُنسى".
(تضحك فجأة بصوت عالٍ ثم تهمس)
عارفة يا حلا؟ أنا طول عمري بكرهك… من وإحنا صغيرين.

حلا (بدهشة وصدمة):
إيه؟! تكرهيني؟ ليه؟ إحنا كنا… أصحاب… كنتِ أكتر واحدة قريبة ليا!

سيرين (تصرخ فجأة، ثم تضحك):
"أصحاب"؟! لا يا حلا… إنتي عمرك ما كنتي صاحبتي… إنتي كنتِ اللعنة اللي في حياتي!
أبوك وأمك بيحبوك… إخواتك بيخافوا عليكي… حتى الناس في المدرسة كانوا شايفينك "الملاك الطيبة".
وأنا؟! أنا "الظل" اللي محدش بيشوفه!

(حلا تضع يدها على فمها بصدمة، دموعها بدأت تلمع في عينيها.)

حلا:
إنتي… إنتي اللي عملتي الصور… إنتي اللي خلتي إخواتي يشكوا فيا!

سيرين (تبتسم ابتسامة باردة، ترفع السكين قليلاً وكأنها تفخر بها):
أيوه أنا… ومن غير ندم. كنت عايزة أشوفك مكسورة، مهانة، تبكي قدامي وأنا أتفرج.
لكن… حتى كده ما كفّاش غليلي.

حلا (تبكي، صوتها يتقطع):
ليه يا سيرين؟ ليه؟ أنا عمري ما أذيتك… كنت واقفة جنبك دايمًا…

سيرين (بصوت متهدج، مليء بالحقد):
وده اللي بيقهرني! طيبتك… حب الناس ليكي… حتى من غير ما تعملي حاجة الكل كان شايفك "الأفضل".
وأنا؟ كنتِ السبب إني أحس إني "ولا حاجة".

(تقترب أكثر، حتى يكاد وجهها يلامس وجه حلا. تهمس لها ببرود):
إنتي سرقتي طفولتي يا حلا… سرقتي مكانتي… سرقتي كل اللي كان ممكن يبقى ليا.

حلا (ترتجف، تبكي بحرقة):
أنا ما سرقتش حاجة يا سيرين… كل ده جواكي إنتي… كرهك ده هو اللي دمرك.

سيرين (تصمت لثوانٍ، ثم تضحك بخفة هستيرية، ترفع السكين أمام عينيها وتلمع بنور خافت):
يمكن… بس دلوقتي… هاخد اللي ليا بإيدي.
(تنظر لحلا نظرة شيطانية)
وإنتي… هتدوقي طعم الخوف اللي دقته أنا طول عمري.

حلا تتراجع للخلف حتى تلتصق بالجدار، عيناها تمتلئان رعبًا، دموعها تنهمر، قلبها يخفق بعنف. سيرين تقترب ببطء، لا تهاجمها لكنها تستمتع بتعذيبها النفسي، بابتسامتها المجنونة وصوتها الذي يقطر سُمًّا

سيرين (تهمس):
استني يا حلا… اللحظة دي لسه في بدايتها… ولسه عندي الكتير عشان أوريكي…

المشهد ينتهي على لقطة وجه حلا المصدوم والدموع تغمر خديها، بينما صوت ضحكة سيرين الجنونية يتلاشى مع الموسيقى البعيدة من الحفلة
**********************

المواجهة بين حلا و سيرين في ذروتها. سيرين تقترب من حلا ببطء، سكينها يلمع بضوء المصباح. حلا ملتصقة بالجدار، عيناها مغرورقتان بالدموع، قلبها يكاد يخرج من صدرها. فجأة، الباب يُفتح بقوة، وتدخل حور بسرعة بعد أن سمعت صوت غريب وهي تمر بالقرب

حور (بلهفة):
حلا! في إيه؟!

(حلا تلتفت لها بعينين دامعتين، تصرخ):
حور… إلحقي!

في تلك اللحظة، تهجم سيرين بجنون وهي ترفع السكين لتغرسها في صدر حلا. لكن حور تتحرك بخفة وبرغبة لحماية العروس، وتدفع حلا جانبًا، لتسقط السكين في جسدها هي. تتسع عينا حور، شهقة ألم قوية تخرج منها وهي تنهار على الأرض، والدماء تتسرب من جنبها بسرعة

حلا (صرخة مدوية، مرعوبة):
حووووور!!!!!!!

صرختها تخترق أرجاء الفيلا، تُسمع في الحديقة حيث الضحكات والموسيقى. الجميع يتوقف، الصمت يعمّ المكان، ثم يهرع أفراد العائلتين والضيوف باتجاه مصدر الصوت

يدخل أولًا مهاب بخطوات سريعة ووجهه ممتقع، ثم يلحقه أحمد وفيروز وزياد وريان، ومعهم فارس ونادية وأدهم ومازن وشريف وأسماء ولوسي وتميم… الجميع يدخل في حالة من الصدمة. المشهد أمامهم: حلا على ركبتيها بجوار جسد حور الغارق في دمائه، سيرين واقفة تضحك بجنون والسكين ما زال في يدها

مهاب (شهقة، عينيه تتسعان وهو يركض نحو حور):
ياااااااا رب!!!! حور!!!

(يجثو بجانبها، يرفع رأسها بين يديه، صوته يرتجف وهو يكاد يبكي لأول مرة أمام الجميع):
إفتحي عينيكي… بالله عليكي… حوووور!

(حور تئن بخفوت، بالكاد تستطيع الكلام، ترفع عينيها المبللتين بالألم لمهاب، شفتاها ترتعشان.)

حور (بهمس متقطع):
مهاب… أنقذ… حلا…

(ثم تغمض عينيها من الألم. مهاب يصرخ بقهر:)
لاااااااااااااا!!!

فيروز (مصدومة، تضع يدها على فمها، دموعها تنهمر):
يا ربي… إيه اللي بيحصل ده؟!

أدهم (يندفع لحماية حلا، يجذبها خلفه، نظرته قاتلة لسيرين):
إنتي مجنونة؟!

ندى (تدخل وهي مصدومة تمامًا، تتجمد في مكانها للحظة ثم تصرخ بغضب):
سيرين!!! إزاي تعملي كده؟! إنتي… إنتي وحش!!!

(تهاجم سيرين بعنف، تمسكها من شعرها وتصفعها بقوة، لكن ريان وزياد يسحبونها بسرعة حتى لا تُصاب.)

ندى (تبكي، تصرخ من بين دموعها):
أنا كنت عارفة… كنت عارفة إنك قتلتِ رنا! كنت عارفة إنك السبب في الصور! قتلتِ أمك! إنتي شيطانة!

سيرين (تضحك ضحكة هستيرية، غير مبالية بالدموع أو الدماء):
وأخيرًا… اتكشف كل حاجة! أيوة… أنا اللي عملت كل ده… وإيه يعني؟! ولا حد فيكم يقدر يوقفني!

(الجميع ينظر إليها بصدمة وغضب، بينما نادية تختبئ خلف زوجها فارس، وأسماء تضع يدها على قلبها غير مصدقة، وشريف يصرخ:)
إمسكوها قبل ما تعمل كارثة تانية!

(مهاب لا يسمع أحدًا، كل تركيزه على حور، يضغط على جرحها بيديه المرتجفتين، وجهه غارق في الدموع والذعر.)

مهاب (يصرخ بألم):
إلحقوااااا! هاتوا إسعاف! بسرعة يا ناس!!!!

(حلا ترتجف، تحتضن ذراعه من الخلف وهي تبكي بحرقة، صوتها مخنوق):
سامحيني… سامحيني يا حور… ده كله بسببي!

(تميم يقف مذهولًا، لكنه يستعيد وعيه بسرعة، يخرج هاتفه ويصرخ):
إسعاف! حالًا… بسرعة!

المشهد يختتم بصوت بكاء حلا، صرخات مهاب المليئة بالقهر، انهيار ندى من الصدمة، وضحكة سيرين الجنونية تملأ الغرفة بينما الكل ينظر لها وكأنهم يرون الشيطان متجسدًا أمامهم

تعليقات



<>