رواية حكاية سمر الفصل الاول 1 بقلم زارا

 

رواية حكاية سمر

الفصل الاول 1

بقلم زارا


في يوم طلعت من الجامعة كالعادة ، اتوجهت لمكان شغلي ، كنت شغالة ويتر في مطعم . 


الصباح بمشي أحضر محاضراتي والمساء بمشي المطعم برجع بيتنا الساعة ٩ مساء.

من قمنا أبوي معودنا إنو نعتمد على نفسنا أنا و اختي الكبيرة "سارة" ، إضافة لي انو كنا من أسرة متوسطة ، كانت صعبة على ابوي يدفع مصاريف البيت وقرايتنا ، فكنا بنشتغل وندفع حق جامعاتنا ، وماسكين نفسنا.


نحن أسرة مكونة من خمسة أفراد ، "سارة" الكبيرة بتقرا إدراة أعمال ف الفاينال ، انا "سمر" ،بقرا آداب جامعة الخرطوم في تانية مخطوبة لود عمي اسمو "صالح" ، بالإضافة لي "سالم" اخوي الصغير في الأساس ، امي "حنان" ربة منزل ، ابوي "متوكل" شغال أعمال حرة. 


كنت واقفة للمواصلات ، ما يقارب ساعة كاملة، الزمن داك كانت في زحمة و أزمة في الوقود، كل الحافلات البتجي كانت مليانة بالركاب.


كانت واقفة معاي بنت ، و ع مسافة مننا بنت و ولد واقفين من حركاتهم باين عليهم "عشاق" ، يعني كلنا كنا أربعة ، أثناء ما كنا واقفين ، جاء بتاع بوكس فور أكس فور وقف وأشار لينا نركب ، و عشان كان معاي الشباب ما اترددت اني اركب معاهم لأني اتأخرت شديد ، ركبت و قعدت في المقعد الوراء ، ركبت سماعتي وبقيت ادندن و سرحاانة بالشباك ، بعد مسافة البنت والولد نزلو فضلنا نحن البتين.


بتاع العربية سألنا واصلين وين؟ ردت البنت إنها واصلة كبري كوبر ، وأنا قلت ليه ماشة بحري ، قال لي طيب انا زاتي واصل بحري كويسة معاك!. 


البت نزلت في محطتها ، فجأة انتبهت انو قاعد يطقطق لي ، نزلت السماعة ، قلت ليه آسفة مركبة السماعة م انتبهت ليك ، قال لي ساكنة وين في بحري ؟، قلت ليه أنا في الأساس ساكنة شرق النيل بس شغالة هنا ، قال لي شغالة شنو؟ ، قلت ليه شغالة ويتر في مطعم ، قال لي اهااا ظريف؟!. 


تاني م اتكلم معاي ، وصلني للمطعم ، وقبل انزل قال لي ممكن رقمك؟!، ما حبيت أحرجو ، قلت مالو استفيد منو مع أزمة المواصلات دي ، وكان ما عجبني أسلوبو أقوم أحظرو ، سيفت ليهو رقمي ونزلت منو.


انشغلت ما بين الجامعة و الشغل ، و نسيتو أصلاً ، بعد شهر بالضبط ، جاتني مكالمة من رقم غريب رديت آلو ؟!

سمر؟!  

نعم! منو معاي؟! 

أنا عمر! 

عمر منو ما عرفتك؟! 

 ضحك ضحكة خفيفة ، قال لي قبل شهر بالضبط في زول كان وصلك للمطعم الشغالة فيهو؟!، كانوا راكبين معاك بنتين و ولد؟!. 

بقيت أحاول اتذكر لأني بمسح الناس بسرعة ، قلت ليه أهااا! اتذكرت!! ، بس عشان ما وريتني اسمك ما عرفتك؟! ، قال لي طيب يا ستي أنا اسمي عمر!، سألني من أحوالي وقال لي مفترض كان اتصل عليك بس انشغلت شديد ، قلت ليه ولا يهمك!

قال لي فاضية متين ممكن ألاقيك؟!

قلت بقلبي دا كمان متين عرفني ، عايز يعمل لي مواضيع طلعات و كلام فارغ ، هوي يا سمر انتي مخطوبة ، ماف داعي تفتحي أبواب ملاقاة و ونسة ، وصالح زاتو ما برضى حاجة زي دي. 


قال لي سرحتي وين؟!، قلت ليهو معاك بس الأسبوع دا كلو انا مشغولة ما فاضية ، قال لي طيب ما مشكلة ، اتكلم معاي شوية وقفل. 


تميت اسبوع ، تاني اتصل علي اتونس معاي ، قال لي اها فضيتي؟! ، قلت ليه ايوا!. 

 طيب حددي يوم ، قلت ليه السبت فترة المساء ما عندي حاجة ، قال لي طيب يا ستي منتظرك وقفل مني ، ما اهتميت كتير إني ألاقيه اصلا. 


يوم السبت المساء ، اتصل علي سألني اهااا جهزتي قلت ليهو شنو؟! ، قال لي نسيتي ولا شنو موعدنا الليلة نطلع ؟! ، قلت ليه أهااا لا ما نسيت ، ما عندي حاجة مسافة تصل.


قفلت منو وأنا ناسية تماماً ، جريت استحميت ، لبست أقرب فستان وسرحت شعري ، مسافة أجهز نفسي اتصل علي مكالمتين ، تميت الميكاب في الشارع.

وصلت الظلط ، اتصلت عليه ، قلت ليه ما شايفة البوكس بتاعك ، قال لي لالا في عربية بيضاء واقفة قدامك تعالي ! ، عاينت شفت عربية كروزر بيضاء كبيرة انضف من وشي تقول يا ليل! ، في اللحظة دي اتذكرت نفسي و صالح واقف لي بالموتر عشان نمشي نشرب قهوة في شارع النيل ، مشيت ركبت قلت السلام عليكم ، عاين لي مسااافة ، رد السلام بكل هدوء ، و ركز في السواقة ، طول ما كان سايق ، لاحظت انو تركيزو كلو كان على الطريق ، و بعااين للمرايا الجانبية بطريقة غريبة كأنو في سباق. 


ما نطق بأي كلمة ، حاولت أكسر حاجز الصمت ، قلت ليه ح نمشي وين؟ ، ردا من غير ما يلتفت علي، قال لي مكان ح يعجبك!.


بعد مسافة العربية وقفت جمب "نادي النيل العالمي" الله عليه! ، مكان البرجوازيين! ، دا أنا و صحباتي مخططين نجيه ، بس ما عندنا ليه إمكانيات! ، والليلة عمر جابني ليه! ، كنت مبهورة شديد ، أول مرة في حياتي أدخل مكان زي دا ، الإضاءة ، العربات الواقفة ، والناس...

الناس كلهم لابسين ماركات ، و بيتكلموا بهدوء وثقة كدا ، قاعدين بهدوء ومزاج ، كأنك ما في وسط البلد ، كل حاجة منظمة ونظيفة وبتلمع ، حسيت نفسي جاية من كوكب تاني ، وأنا المتعودة أقعد في المحلات الشعبية ، قاعدة بين الـ "برجوازيين"! ديل.


طوالي عشت في دور ما حقي ، و اتعاملت كأنو مكان عادي بالنسبة لي ، عشان عمر ما يقول مخلوعة. مشينا قعدنا في مكان بيطل على النيل مباشرةً، حاجة كانت بتفتح النفس ، المكان هادي وراقي ، بيخطف الأنفاس ، كان بعيد من الضجة ، حتى الإضاءة كانت خفيفة ، عمر كان مركز في التلفون ، عاينت ليهو بنظرة سريعة ، ودققت في ملامحو.


كان وسيم و أنيق ، رغم الجمال دا كان فيه حاجة غريبة ما تقدر تفهمها هي شنو بالضبط؟!، شعرو اسود و مهذب ، عيونو كانت جذابة في نفس الوقت مليانة غموض ، لما تعاين ليه بتحس انو بسجل كل صغيرة وكبيرة فيك وفي المكان الحولك، و كأنو زول متعود انو ما يفوتو اي تفصيل ، عندو لحية سوداء كثيفة و مرتبة ، لابس خاتم أسود عاادي في بنصرو الأيمن ، بلمسو دايما لما يكون ساكت أو بفكر كأنها حركة تلقائية ، ريحتو كانت قوية و مميزة، بتحسسك انو الدنيا كلها بين ايديه.


بدأ معاي الونسة عادي سألني عن نفسي ، و أهلي، وعن الجامعة ، وعن دراستي للأداب ، وعن الشغل، كان بيسأل بتركيز شديد ، كأنه بجمع في معلومات ما ونسة عادية.

ما جبت ليهو سيرة نهائي اني مخطوبة. 


قال لي الشغل كـ ويتر في بحري... ما صعب عليكِ؟" يعني دوام مسائي ، و بترجعي متأخرة؟!.

قلت ليه بجدية "صعب لكن الشغل ما عيب ، أنا ماسكة نفسي و ما بحب اتكل على أبوي عشان قروش الجامعة ، أبوي علّمنا كده.

ابتسم ابتسامة ساحرة بس كانت سريعة. "أبوكِ زول حكيم ، الزول لازم يكون مسؤول من بدري.


طيب لو ما كنتي بتشتغلي ويتر، شنو الشغل الكنتي ح تشتغليه؟! . 


قلت ليه م عارفة أمكن تصميم أزياء ، أو أي حاجة فيها إبداع، بس هسي تركيزي في الجامعة والشغل.

كنت مستغربة تحقيقو في تفاصيل حياتي بالطريقة دي ، و لاحظت انو ما جاب لي اي سيرة عن نفسو أو حاجة بتخصو نهائي، وأنا عن نفسي ما حبيت أسألوا، قررت تجي منو هو، لأني ما بحب أدخل في خصوصيات غيري.


فجأة سمعت نغمة تلفون برن ، بس ما كانت نغمة تلفونو الكبير القاعد في الطاولة ، دخل يدو في جيبو الداخلي وطلع تلفون صغير وشكلو زاتو غريب ، اول ما عاين للشاشة ، هدوء اتحول ل تركيز قاتل ، فتح الخط ، ونبرة صوتو بقت جادة، بدأ يتكلم بلغة عمل، وكأنو بدي أوامر.

قال "نفذ من غير تردد"، و أنا بتصل عليك بعدين. تاني ما ذاد ولا كلمة قفل الخط ، ورجع خت التلفون في الطاولة ، واخد رشفة من الاسبريسو حقو ، وكأنو ما في أي حاجة حصلت.


بقيت مستغربة أتكلم مع منو؟، و نفذ دي قاصد بيها شنو؟، طريقة كلامو بتاعت زول عندو سلطة ، حاولت أبين اني ما مهتمة ، بقيت أشرب في الكابتشينو حقي وأنا بعااين للنيل ، و مستمتعة من المكان والأجواء.

ما قعدنا كتير ، عاين للساعة حقتو وشال مفتاح العربية ، قال لي يلا نمشي يا سمر ، الزمن اتأخر وانتي زاتك عندك جامعة بكرة ، طلعنا وركبنا العربية طول الطريق كان بعاين للتلفون لما وصلنا.


بركن ع جانب الظلط ، بيتنا ما كان بعيد منو ، قال لي ما ح تكون آخر مرة ، في حاجات كتيرة عايزة ونسة أطول ، يلا بتصل عليك بعدين ، بعد نزلت وقربت ع لفت بيتنا التفتت لقيتو لسه واقف ، بعد شوية نزل من العربية ، جاء شاب لابس جاكيت اسود نزل من عربية صغيرة وقف معاه مسااافة وطلع حاجة من الجاكيت أداها ليه بسرعه و بعدها اي زول مشي ركب عربيتو ، وانا اتحركت ع لفة بيتنا ، و بتسائل عن الحاجة الاستلمها دي .......

               الفصل الثاني من هنا 

لقراءة باقي الفصول اضغط هنا

تعليقات



<>