رواية حكاية سمر الفصل الثاني 2 بقلم زارا

 

رواية حكاية سمر

الفصل الثاني 2 

بقلم زارا


استغربت من وقفتو ، لأنو ما جاب لي سيرة انو منتظر زول ، قلت عادي بكون عندو معاه حاجة. 

دخلت البيت لقيت ناس أمي نايمين ، و سارة صاحية بتتكلم بالتلفون ، غيرت ملابسي وصليت ، ختيت التلفون جمبي وانا مترقبة منو اتصال. 


بقيت سرحانة ، بفكر في تفاصيل الطلعة و في شخصية عمر ، اتذكرت انو عمل تحقيق كامل عني ، بس ما حكى لي حاجة عن نفسو لغاية هسي؟! ، قلت بكون ما عايز يندفع من أول لقاء ، و يبقى زي الكتاب المفتوح ، سمعت تلفوني برن شلتو بلهفة افتكرتو هو ، لقيت انو دا صالح ، سلمت عليه ، قال لي كنت عايز اتونس معاك اشتقت ليك! ، اتكلمت معاه شوية ، و قلت ليه تعبانه برجع ليك الصباح. 


اول ما قفلت منو ، عمر اتصل علي ، سألني وصلت كيف؟ ، قال لي بالمناسبة ، انتي جميلة شديد! ، لونك الخمري وغمازاتك حلوة شديد ، خاصة لما تضحكي ، ، بتخطفي القلب ، في اللحظة دي عيوني عملت قلوب! ، قال لي انتي تتدلعي بس ما ينفع تشتغلي وتتعبي! ، الكلام ده بالذات كان موسيقى في أذني ، أنا طول عمري بحلم بالراحة ، سألني انتي مرتبطة؟! ، قلت ليه بكل حسم ، لا ما لقيت الزول المناسب لسه! ، قال لي بجي في الزمن المناسب ، اتونس معاي لفترة طويلة ، فجأة سمعت صوت زول قال يا "ريس" !! ، قلت ليهو أنا سمعت كلمة يا ريس! ولا بتخيل؟! ، ضحك ضحكة مصطنعة ، قال لي بتتخيلي سااي ، م اتكلم معاي كتير وقفل مني. 


في الفترة دي بقينا نتكلم كتييير ، واتقربنا من بعض شديد ، كان زول فاهم و مثقف ، حتى نظرتو للحياة كانت غير و مختلفة ، قدر يأثرني بأفكارو وعقليتو ، حتى ما حصل حسسني إني أقل منو ، دايما كان بمدحني ، و بعرف يلعب في الوتر الحساس! ، بالمقابل بعدت من صالح شديد ، بقيت افتعل معاه المشاكل وحاول كتيير يعرف إني اتغيرت منو لشنو؟، بس ما اديتو سبب مقنع.  


أنا ك سمر ما كنت بنكر على نفسي ، إني بطبعي كنت بحب الماديات ، الحياة عندي كان لازم تكون فخامة و مستوى راقي ، كنت دايما راسمة لنفسي حياة وردية ، بس من صالح اتقدم لي ، و كان زول بسيط على قدر حالو ، اتجبرت أوافق بيه عشان عمي و قرابتنا ، شبه نسيت أحلامي واقتنعت اني ما بلقي زول بالمواصفات الأنا عايزاها. 


شاب زي عمر هو بالضبط الكنت بتمناه ، زول في مطلع عمرو لبق و أنيق بي ماركات متنوعة ، عربية فخمة ، عضوية في أفخم الأماكن ، والأهم من دا كلو إنو قادر يفتح لي أبواب كنت مفتكراها بعيدة.

حتى الطريقة الواثقة الكان بتعامل بيها مع الحياة... كلها كانت إشارات قوية لي زول عندو مكانة.


عمر فجأة اختفى مني حكاية اسبوعين ، ما كنت عارفة عنو اي حاجة ، حسيت إني فقدت حاجة من نفسي ، قلت يابت سمر انتي حبيتي ولا شنو؟! ، زول زي دا اكيد بكون عندو حياة خاصة ، و عندو بنات أشكال وألوان ، ومن نفس طبقتو ، مستحيل يخليهم ويجيك انتي المجرد ويتر دي! . 


فترة غيابو دي أثرت فيني شديد ، مشيت لي نور صحبتي المقربة ، كنت حاكية ليها عن عمر ، قالت لي يابت انتي زولة مخطوبة وخطيبك بحبك ، عايزة شنو بالزول دا؟! ، نوعية عمر البتتكلمي عنو دا ، أكيد ما من الناس الجادين ولا تتوقعي منهم حاجة ، هسي تلقي ولا متذكرك اصلا ، وانتي عاملة ليهو القومة و القعدة ، انتي زولة واعية يا سمر ، سيبك من البتعملي فيهو دا ، و ما تدي مجال في حياتك. 


في نفس اليوم اتصل علي ، اتكلم معاي عادي ، كأنو ما كان مختفي ، قلت ليه اخبارك شنو؟! ، ردا لي تمام ، ممكن الاقيك بكرة؟! ، قلت ليه شغالة جامعة ، قال لي ما مشكلة ، بجيك اتونس معاك شوية واوصلك مكان شغلك ، قلت ليه طيب. 


بعد خلصت محاضرات ، جاني جمب الجامعة ، طول الطريق كنا بنتونس ، مشي جاب سندويتش وعصير ، وتاني وقف جمب ست شاي ، نزل جاب كبايتين قهوة ، قدر ما كنت ارفع راسي ، ألقاه بعااين لي بنظرة غريبة ، قلت ليه ما تعاين لي كدا ياعمر بتخوفني ، ابتسم قال لي آسف بس بحب اتأمل ملامحك لأنك ما بتتقاومي. 


اتشجعت وقلت ليه أنت سألتني عن كل حاجة ، لكن ما وريتني أي حاجة عنك... أهلك وين؟ وساكن وين بالظبط؟ ، سكت لثواني ، وسكوتو كان تقيل و مختلف ، بدأ يلمس الخاتم الأسود في بنصرو بحركة أسرع من المعتاد. 

نبرت صوتو بقت باردة قال لي "بلاش من الأسئلة ، دي قصص طويلة ما بتهمك ، الأهم إنك عارفة أنا هنا معاكِ ودا كفاية.

عاين لي بنظرة ما عرفت أقراها ، كأنها تحذير إني ما احاول اتخطى حدودي في السؤال. 

طوالي نزل مشي حاسب ست الشاي ، حسيتو اتهرب مني و تاني ما اتكلم معاي خالص ، لغاية ما وصلني وقال لي دي ما تعتبريها طلعة بعوضك بواحدة غيرها ، خلي بالك من نفسك ، بتصل عليك بعدين. 


طول فترة الدوام حقي كنت بفكر فيهو كتير ، رغم الغموض الكان عليه ، من نظراتو الغريبة ، و سر الخاتم الأسود البلمسو كل دقيقة ، وتكتمو على تفاصيلو الشخصية ، م اهتميت كتير وكأنو القى علي سحر إني أعجب بيه. 

 

رجعت البيت و انتظرتو طوال الليل ، بس ما اتصل نهائي ، لما غلبني النعاس ونمت ، الصباح لبست ومشيت الجامعة ، منها للشغل ، كنت متضايقة انو م إتصل علي ، حاولت أقنع نفسي إنو هو ما مهم عندي مجرد زول وعرفتو ، ماف داعي أتعلق بيهو بالسرعة.

 

مرّ الأسبوع الأول ، والثاني ، وهو مختفي ، و الجامعة و الشغل أكلوا باقي تفكيري ، كنت بقول لنفسي "أنتِ مالك يا سمر؟ زول قعدتي معاه فترة بسيطة ، ليه متوقعة منو يقلب حياتو عشانك؟" كنت خايفة أكون بالغت في تحليل شخصيتو أو في أهمية طلوعنا سوا ، مع إنو هو ما وعدني بحاجة ، أو وضح لي مشاعرو تجاهي شنو.


مر الأسبوع الثالث ، خلاص بديت أحاول أمسحو من راسي ، واركز في حياتي ، بديت ارجع اتكلم مع خطيبي ، انو هو الدايم لي ، و عمر مجرد زول عابر في حياتي ، صالح من جانبو استقبلني بكل لهفة ، وقدرت اعتذر ليه إني مضغوطة مع الشغل ، بس في اليوم الكملت فيهو شهر كامل بالضبط من آخر لقاء لينا ، كنت طالعة من المطعم وشايلة شنطتي ، عشان اركب الترحيل. 


فجأة، تلفوني ضرب ، كان رقم غريب ما مسجل عندي

رديت "ألو؟" 

جاني نفس الصوت الهادئ ، مساء الخير يا سمر؟! ، كان عمر عرفتو من نبرة صوتو ، قلبي بقى يضرب بشدة!!. 

رديت ليه بلهفة ما متوقعاها "عمر؟! وينك يا عمر؟! رقمك كان قافل لييه؟!. نسيت كل التحفظات والبرود الكنت مخططة ليهو. 


 ضحك ضحكة خفيفة ، قال لي فقدتيني؟! ، كنت مشغول شوية ، بس ما نسيتك! ، الشغل مرات بختفي بي زولك كلو ، و بياخدك من الدنيا كلها.

حسيت بالخجل من لهفتي الزايدة ، حاولت اتدارك الموقف ، رديت ليه بجدية ، لأ مافقدتك! ، بس استغربت من الاختفاء دا كلو ، ومافي أي خبر! ، افتكرتك ما ح تتصل تاني؟!. 


قال لي "كيف يعني ما حأتصل تاني؟!" ، أنا موش وعدتك بي طلعة تانية؟ وعمري ما بنسى وعد قطعته. خصوصاً لما يكون الوعد ده لزول زيّك!.


كلمة "وعد" و "زيك"، أثرو فيني بشدة ، طوالي غيرت اسلوبي و اتغاضيت عن غيابو ، رديت ليهو بتودد ، كويس انك اتذكرتني!. 


ما خلاني أكتر في الأسئلة ، قال لي طيب أنا عايز الاقيك بكرة؟! ، نحدد مكان يكون اروق من النيل زاتو! ، هل عندك شغل بكرة بالمساء؟!. 


ما اترددت في الجواب المرة دي ، قلت ليه لا ما عندي ، بس ح امشي الجامعة فترة الصباح ، و بفضى بدري ، كنت مستعدة ألغي أي شيء في سبيل الفرصة دي بس. 

قال لي تمام ، خليك جاهزة الساعة ٧ مساء. وحأجيك في نفس مكان المرة الفاتت ، حتكون طلعة طويلة شوية ، و ما تسأليني وين؟ ، المكان ح يعجبك!.


قلت ليهو بحماس حاضر يا عمر ، ح أكون جاهزة!. 

قال لي تمام يلا سلام ، قفل الخط من غير وداع طويل. 


كنت واقفة وماسكة شنطتي ، و بتاع الترحيل واقف لي و بضرب البوري ، مشيت ركبت ، وأنا بفكر متين عرفتو أصلا عشان يأثر فيني كدا؟! ، معقولة شهر كامل من الإنتظار انتهى في دقيقتين ، وبعدين زول زي دا مستحيل يكون فاضي ، ياربي شغلو شنو بخليه يختفي بالأيام و الأسابيع؟! ، من غير يوضح الأسباب ، قدر ما فتشت ليه شغل ما لقيت ، قلت لنفسي المهم عندي هو وبس. 

اتذكرت انو قال لي ح تكون طلعة طويلة شوية ، و ح يكون مكان أروق من النيل زاتو. 

قلت لازم اتظبط ، و اطلع جميلة... ما ح أطلع بملابس أي كلام زي المرة الفاتت وأنا ناسية! ، عمر ده زول بيشوف ماركات ، ما ينفع يشوفني بفستان طلعت بيهو مستعجلة.


طول الطريق كنت بعااين على واجهات المحلات التجارية ، و بخطط في راسي ، لازم اتأنق عشان الاقيه ، دي ما مجرد طلعة عادية ، دا بالنسبة لي استثمار في المستقبل ، الكنت بحلم بيهو دايما.


وصلت البيت وأنا بجر رجليني من تعب الجامعة و الشغل ، جدعت شنطتي و ع طول نمت لانو الصباح منتطراني جامعة. 


بعد خلصت محاضرات ، اول حاجة اتصلت لي "نور" عشان تعمل لي الميكاب وتكوي لي شعري ، رجعت بيتنا بعد الظهر ، لقيتها منتظراني في البيت ، بديت اجهز نفسي للطلعة. 

نور قالت لي بالمناسبة صالح سألني قال لي سمر مالا متغيرة مني ؟، في حاجة مضايقاها ؟! ، قلت ليها قولي ليه مضغوطة مع الشغل ، المهم سيبك من صالح دا وظبطيني ، قالت لي هسي الولد دا لو قال ليك تخلي صالح ح تخلي؟!. 

قلت ليها اصلا من غير تردد وبعدين انا ما كلمتو اني مخطوبة!. 


قالت لي والله البتعملي فيهو دا غلط وبعدين أنا شاكة الزول دا عمل ليكي حاجة ، ماشة وراه وانتي مغمضة ، زول لا عارفة ليه اصل لا فصل وبختفي كتير ، دايرة بيه شنو؟! ، اكيد وراه مصيبة ؟! . 

قلت ليها هو العرفنا ليهم اصل وفصل عملو شنو؟! ، نور خلي الكلام الكتير ، و اكوي لي شعري ، كوتو لي لما نزل تحت أكتافي ، وبقى ناعم ولامع كأنو مفرود. 


طلعت مجموعة من الفساتين ، في النهاية سرقت واحد من اختي اشترتو جديد ما لبستو ، نور عملت لي الميكاب بإحتراف ، ولبست الفستان الجديد ، لما وقفت قدام المراية لما ما عرفت نفسي ، كأني طالعة من مجلة. 

 خلصت من نفسي لقيت الساعة ٧ الا ١٠ دقائق ، شلت شنطتي ، وأنا خاتة الطرحة في كتفي. 


اتصل علي سألني وين انتي؟ ، قلت ليه طالعة. 

طلعت الظلط ، لقيت عربيتو واقفة ، مشيت ركبت ، بس المرة دي كان بعااين لي بإمبهار و تركيز شديد ، قال لي "الليلة طالعة أنيقة شديد! " ابتسمت ليه وقلت ليه من ذوقك. 


طول الطريق كان سايق بتركيز ، و عيونو في المرايا ، كان بتلفت علي مرة مرة ، من غير ما ينطق بكلام ، كنت متشوقة اعرف ، ح يوديني وين؟!. 


لغاية ما وقفنا قدام فندق كورنثيا ، كنت بحاول أخفي دهشتي! ، و اخلي ملامحي عادية زيو ، لكن ما اتخلع كيف؟! ، وانا كنت بمر بجمبو بس ، و ماشة أكل منقة في توتي؟!.



وقف في المدخل بتاع الفندق ، في اللحظة دي نزل من العربية ، وفتح لي الباب ، كنت حاسة نفسي أميرة من أميرات ديزني ، كان شعور ما بتوصف ، جا واحد من الموظفين ، وكان باين عليه بعرفو ، سلم عليه واداه المفتاح ، عشان يصف العربية في البار كينج. 


صالة الاستقبال كانت حاجة كدا أنيقة ، السيراميك بيلمع ، وريحة العطور الفخمة و الموظفين لابسين رسمي وواقفين زي التماثيل ، عمر ما وقف يتكلم مع زول ، موظف الاستقبال أشار ليه طوالي ، وكأنو عارف ح يمشي وين أو متعود يجي ، الناس كانت من مختلف الطبقات والأجانب كتار فجأة حسيت نفسي متوترة من المكان ، قام مسكني من يدي لقاها باردة تلج ، قال لي انتي متوترة مالك؟! ، ما تخافي انا جمبك. 

ركبنا المصعد و هو لسه ماسكني من يدي ، المصعد وقف في واحد من الطوابق العلوية ، لواحد من أجمل المطاعم في الفندق بطل على النيل بشكل ساحر ، و بقدم أطباق عالمية ، كان فيهو ديكور راقي ، و حتى الطاولات كانت مرتبه بطريقة جميلة ، و الشبابيك كلها زجاجية ، حسيت كأني قاعدة في قمة الدنيا ، شايفة الأنوار من تحت صغيرة ، الجو في المطعم كان هاديء وراقي ، والخدمة سريعة الويتر جاء أخد الطلب ، عمر قال ليه بصوت حاسم ، قهوة سوداء مزدوجة وللآنسة هوت شوكليت و بيتزا ايطاليا . 


بعد ما الويتر جاب الطلبات ، عمر اخد رشفة من قهوتو ، قال لي بالمناسبة اللوك الأول كان حقيقي ، بتاع زولة بتجري ورا حلم صعب المنال ، لكن اللوك الهسي دا بتاع زولة عارفة هي عايزة شنو بالظبط....

قال لي كدا وعاين للخاتم حقو الأسود ، حسيت بالإحراج قلت معقولة فهمني؟ كيف قدر يقرأ كل شي في راسي وفي قلبي ؟! . 


غيرت الكلام قلت ليه عمر انت مرتبط؟!.  

قال لي شغلي ما بيسمح لي... "لكن في حاجة فيكِ خلتني أفكر أكسر القواعد دي!". 

حسيت إني لازم أكسر الحواجز واسألو ، قلت ليه طيب ممكن توريني شغلك الما بسمح ليك ترتبط دا شنو؟!. 

تاني عاين لي بنفس النظرة الحادة بس قبل يرد علي بكلمة جاتو مكالمة ، ردا على الخط و ملامحو اتبدلت تماماً ، صوتو اتحول لي صوت آمر كأنو رئيس بقي يقول "المفتاح الأصفر ضاع.... لا... أكد لي موقع الرصد (بيتا) على المسار البحري.... طيب، إلغاء البروتوكول رقم ستة ، وتفعيل خطة التمويه الخضراء... أي خرق يعامل بـ الرمز الأحمر ، و 

 تصفير الموقع بشكل كامل.... الساعة صفر ح تكون في النقطة 'دال' ، نفذ... مفهوم؟


ما كنت فاهمة لغة الشفرات دي ، بس حسيتها كأنو تنفيذ لعملية ، دا ما كلام زول عادي ، ولا شغل ناس عاديين ، خفت شديد و قلبي انقبض...... 

              الفصل الثالث من هنا

لقراءة باقي الفصول اضغط هنا

تعليقات



<>