رواية معشوقه الصقر الفصل التاسع عشر 19 بقلم سامية صابر
نهضت وفاء بغضب وقالتِ بعدم تصديق
=الكلام ال بتقوله هايدي دا صحيح يا مالِك؟
صمت مالِك بضيق وغضب من هايدي، ليسمعها تقول بغضب أكبر
=بقي بتتجوز بنت مُغتصبة وكمان رد سجون ؟؟ ليه تسوء سومعتك ومركزك انت عارف لُو عرفُوا ف الشُرطة ايهِ مُمكن يحصِل؟ وكمان هي البنات خلصت م البلد علشان تتجوز البنت دي، ما قُدامك كتير اهو ومنهم هايدي بنت عمك اهي ..
قال مالِك بغضب
=انا ماليش دعوه بكلام حد ، وبابا قُدامك اهو كان فيه ال بنت قُدامه بس ف النهاية اختارك انتِ علشان الحُبَّ وانا بحبَّها ومِش هقدر أسيبها ..
قالتِ وفاء بغضب
=الله ينعل ابو الحُبَّ ال يعمل ف صاحبُه كدا.
تابعت بتحذير
=اسمع يا مالِك لُو ما سبتهاش حالاً يبقي لا انت ابني ولا اعرفك.. واياك تقول لامها المعفنه او حتي أخواتها دول ييجوا معانا هي مِش ناقصة قرف ..
تركتهُ وغادرت وخلفها هايدي، بينما قال عبدالحميد والِدهُ
=صحيح انت غلط يا مالِك بس ما ينفعش تفكر بطريقة اُمك، ما تقلقش انا هقنعها واخليها تهدي.
ربط علي كتفه بحنان وغادر، بينما وقف مالِك بغضب لا يعلم ما عليهِ فعلهُ، وضع يديهِ علي رأسه بغضب ، ثُم قال بصوت عالي
=أميرة هروح اجيب حاجات وجاي.
قالها وخرج يوّد ان يبقي بعيداً عن المنزل، بينما كانت هي واقفة تستمع لكُل حرف من الألف للياء ..
أغمضت عينيها وهي تبكي بقهر وألم، غادرت المكان ودلف مرة اخري الي غُرفتها قالتِ بهدوء
=ماما فيَّه شوية حاجات ما اخدتهاش من بيتنا لازم نروح ناخُدها.
قالتِ والِدتها بتساؤل
=حاجات ايهِ.
قالتِ أميرة
=حاجات وخلاص.. اسبقيني انتِ واخواتِ برا هلبس وجاية.
اومأت والِدتها بأستغراب، بينما أمسكت أميرة ورقة وقلم وبقت تكتب شيء ودِمُوعها تتساقط حتي إنها بللت الورقة، تركتها وغادرت الي الأبد ، خرجت مِن الشقة ، مع والِدتها واخواتها، دلفوا الي التاكسي بأعجوبة، بينما أمسكت هاتفها وقام بالأتصال علي شخصٍ ما ما ان اتاها الرد حتي قالتِ ببرود
=انا موافقة..
قالتها واقفلت الهاتف واستندت برأسها علي الشبَّاك وهي تري قطرات المياة وادِمعت عينيها بقوة
____
عاد مالِك الي المنزِل ، وظل يُردد اسمها ولكِن لا رد دلف الي الغُرفة، ليراها فارغة ورأي ورقة أعلي الفراش امسكها وقام بقراءتها وكانتِ
"مِش دايمًا الحُبَّ بينتصر، ف الأوقات ال زي دي الحُبَّ بيخسر قُدام جبروت الكُل .. كفاية طريقنا بقيته مسدود وكان لازم نفكر بعناية قبَّل ما نمشي فيَّه، روح لأهلك يا مالِك هُما عاوزينك وهايدي شكلها بتحبَّك وهي جميلة ولايقة عليك ، ربنا يسعدك بس ياريت تطلقني ف أسرع وقت ".
نزلت دِمُنها بقوة ، يحبَّها ولن يستطيع العيش بدونهِا، ركض باقصي سُرعة الي الاسفل وظل يركُض تحت المطر يهتف بأسمها كالمجنُون وكأنها سمعتهُ فكانت تبكي هي الأخري، وقع أرضاً وهُو يبكي وقد أصبحت الورقة مُحطمه آثار المياه ..
"الحُبَّ مِش،دايماً بينتصر احياناً كتير بيخسر قُدام الكلام دا ".
____
طالعها بأستغراب ثُم قال بأستغراب
=يعني ايهِ انا عايز روان.
قالها وحاول أن يصعُد ليهرب من عينيها الغزلانية، قالتِ بتوتر
=لا لا الورد ما يبقاش لروان لوحدها .. انا كمان مراتك وليا الحق ف اني اخُد الورد.
رمقها بتفحُص ثُم قال
=وانتِ من امتي بتقولي الكلام دا ؟
قالتِ وهي ترمُش بقصد
=من دلوقتِ يا حبيبي ..
أمسكت الورد بين يديهِ تتنفس رائحته بخجل من عينيهِ التي تتفحصها، صمت لثوانٍ ثُم قال وهُو يمسكها من ياقة قميصها بغضب
=صح انا صقر الجِبالي، اركب قطر وسط الناس الزبالة دي وتسبيني وتمشي؟
ابتعدت عنهُ وقالتِ بعصبية
=مُمكن تبطل غرور شوية .. الناس دول مِش زبالة زيك زيهُم ولا علشان ربنا اداك شوية ف انت هتتبطر بقي ..
كاد أن يتحدث لُولا رنين الهاتف امسكهُ بغضب ليُجيب اتسعت عيناهُ رويداً رويداً ثُم قال بصرامة
=استقبلها واتكلمُوا عادي لحد ما اجيلك ..
اغلق الهاتف ورمقها بثبات ثُم قال بتحدي
=راجعلك وابقي حاولي تهربي بقا .
قالها بنبرة مُخيفة نسبتًا لها، لوحت بيديها وقالتِ وهي تمُط شفتيها كالأطفال
=يا عم روح وانت شبه الصقر كدا..
عاد إليها وقال بهمس افزعها
=علي فكرا انا مِش شبهُ ، انا صقر فعلاً.
قالها وتركها واقِفة بضيق وغضب ، صعدت للأعلي بسرعة وقامت بدق الباب، ليبتعد أمجد عن روان وقام بفتح الباب ، قالتِ بخجل
=معلش بس اصل صقر جه بس مشي وانا خايفة ييجي.
قال مُتفهماً
=خلاص تمام انا اصلاً ماشي .
ودع روان بنظرة حملت الكثير، لم تفهمها سوي هي، ثُم غادر في حين دلفت عليا وقالتِ بعبُوس
=بسببك اطريت اقول واعمل حاجات غريبة، علشان اوقف صقر عن أنه يطلعلك.
نهضت روان بخفة وعانقتها بفرحة وقالتِ
=انا بحبَّك اووي يا عليا بجد انا مبسوطة جداً، أخيراً بعد سنين كتيرة قالي بحبَّك حاسة اني هموت.
قالتِ عليا بضحك
=اومال لو اتجوزتيه ايهِ هيحصلك؟
قالتِ روان بتمثيل وهي تتمايل
=همُوت
قهقهة عليا ثُم قالتِ بحنان
=ربنا يسعدِك يا روان
قالتِ روان بخجل
=انا اسفة علي اي تصرفُ سوء مني
قالتِ عليا بأبتسامة
=ما تعتذريش احنا اخوات
تابعت وهي تتثاوب
=اسيبك انا بقا علشان عايزة انام جداً.
أبتسمت لها روان موافقة، ثُم جلست تحتض الوسادة بخجل وسعادة .
بينما غادرت عليا الي غُرفتِها ، فتحت الباب واقفلتهُ خلفها لتري من كان ينتظرها خلف الباب، امسك رأسها بين ذراعيهِ، صرخت بقوة وهلع، قال بصوتٍ عالي
=اخرسي بقولك أحسن ما هقتلك ..
صمتت بخوف وهي تبكي، بينما امد هُو المطوة الي معدِتها وغرزها بقوة بها، صرخت صرخة عالية بوجع، بينما تركها هُو وذهب من الشِباك بسُرعة كي يهرب، ولكِن كلاب الحراسة أشارت عليهِ بصوتها العالي وجاء الحُراس وامسكوه بصعوبة ، بينما أستمعت روان لهذا الصوت ف اسرعت الخُطي لغُرفة صقر فالصوت اتي، منها ما ان فتحت الباب حتي رأت عليا مُلقاه أرضاً وهي تصرُخ والدماء تنزل بغزارة مِن معدِتها
قالتِ بصراخ
=علياااااااااااا
_____
كانت جالسة تضع قدماً فوق الآخري، ثُم قالتِ بنبرة غاضِبة وهي تتنفس السيجار
=جرا ايهِ يا متر هتفضل كدا، قولتلي هجيب ليكِ طريقة اعرف ارجع حقي من صقر وما فيش طُرق حالياً، خطفت روان وما فيش فايدة، اعمل ايهِ تاني ؟
قال المُحامي بذكاء
=لسه عارف انه اتجوز بنت اسمها عليا.
قالتِ بصدمة
=صقر؟ اتجوز ومين بنت المحظوظه ال قدرت تخليه يحبَّها ويتجوزها، دا انا صافي هانم ما قدرتش اعملها لان قلبُه زي الحجز لا بيتحرك ولا بيتكسر
قال المُحامي
=فيَّه ناس كتيرة قلوبهم، كدا بس فيَّه حد مُعين ربنا خلقة علشان يتعامل مع الحجر دا
قالتِ بنفاذ صبر
=يلا يا متر خلصني مِش هنفضل نتكلم عن الحُبَّ، ايهِ الطريقة ال اقدر اجيب بيها حقي من صقر؟
قال بهدوء
=هتعملي زي ما عملتي مع روان، تخطفيها وتطلبي المبلغ ال عايزاة، وهُو عمتًا بيحبَّها وهيوافق علي دا.
لمعت عينيها بتفكير وقالتِ بلهفة
=ماشي.
تابعت بتحذير
=بس عارف لو فشلت هروح فيك ف حديد.
دلف صقر بطالتهِ الباهرة وخلع نظاراته ورمقها بقرف وقال
=مِش هتلحقي ابداً.
وقعت السيجارة أرضاً من الخُوف ونهضت بتوتر وتعبَّ فِي أنحاء جسدها ، دلفت بعدهُ الشُرطة وقال الظابط
=هاتوها..
قالتِ بتوتر
=ليه وانا عملت ايهِ؟
قال الظابط بثبات
=سمعنا كُل الكلام، ودا دليل انك خطفتي روان والسبب ف أذية صقر وامجد بيه ، وكمان عاوزه تخطفي عليا زوجته ف دا كفيل اننا ناخدك.
ابتلعت لعابها بخُوف بينما قال صقر وهُو يقترب منها
=لو مفكرة اني نسيت القضية تبقي عبيطة، صقر الجبالي ما بينساش حاجة.
اخذوها الشُرطة تحت غضبها وعصبيتها، من ما حدث فقد خسرت كُل شيء بسبب تهورها وطمعها ..
قال صقر بثبات
=هبعتلك الفُلوس ال وعدتك بيها..
أبتسم المُحامي بفخر، بينما غادر صقر المكان ثُم جاء ليدِلف للسيارة، رن هاتفهُ ليُجيب ويستمع لصوت روان الباكي
=صقر الحق عليا احنا ف طريقنا للمُستشفي فيَّه .. وواحد ضربها بالمطوة ف بطنها ..
اتسعت عيناهُ صدمه ودلف الي السيارة بقوة،،وعقل مُشوشِ حتي ان يداهُ ظلت ترتعش أكثر من مرة، قادها بجنُون وعقله معها خوفاً عليها ، لا يعلم كيف وصِل ولكِن الخُوف علي شخص تحبُه أقوي من اي شيء، هبط من السيارة ودلف الي المُستشفي، لم يستخدِم المِصعد بل صعد عبر السلالم بقوة وظل يركُض بالممر حتي رأي أمجد يقف يواسي روان ، ابطء من خطواته وذهب إليها وقال بقلق ولهفة
=فين عليا يا روان .
قالتِ وهي تبكي
=ف أوضة العمليات ..
قال بغضب
=مين عمل كدا؟
قال أمجد بهدوء
=اهدي يا صقر بس دا واحد ما نعرفهوش بس مسكناه وودناه السجن وهيحققوا معاه وهنعرف قريبًا مين وراه .
جل صقر علي المقعد ووضع رأسه بين يديهِ بقلق ودِمُوع ، هُو يعلم كم عانت عليا حبيبتهِ، كم عانت وتعذبت ولا يعلم اين سيوصل بها الحال بعد ذلك ..
ذهب للنُوم من كثرة التعبَّ والدِمُوع، حتي أفاق علي صوت أمجد يسأل الطبيب عن أحوال عليا، فقال وعلامات الاسي والاسف احتلت وجهُة
=البقاء لله ..
