رواية معشوقه الصقر الفصل العشرون 20 بقلم سامية صابر
"عِندما يُراوِدك حلم سيء تفقِد فيَّه شخص، تِلك رسالة مِن الله لتعلِم قيمة ذاكِ الشخص وتفُوق مِت تلِك الغفلة".
____
صرخ باعلي صوتهِ وجبينه يتصبب عرقًا، وجسده يرتعش بالكامِل، نهض من مقعد ليري انهُ كان بحُلم بل بكابُوسِ، ما ان راهُ امجد علي تِلك الحالة فنهضِ واقترب منهُ وقال بقلقٍ٠
=اهدي يا صقر فيَّه ايهِ؟
قال بلهفة وانفاس لاهِثة
=عليا فين عليا فين ..
تابع بغضب
=فين عليا مِش معقولة كُل دا ف أوضة العمليات ..
قال أمجد مُحاولاً ان يُهدِء مِن روعه
=اهدي بس يا صقر، هيّ كُويسة صدقنِي، بس نقلوها لاوضة عادية وشوية وهنشوفها.
نهض بقلق ولهفة وغادر ، يجوب بين أرجاء المُستشفي كالطفل الصغير الذي يبحث عن امهِ، حتي رأها عبر الزُجاج، ادمعت عيناهُ بقوة وحاول أن يأخذ نفس عميق، دلف الي الغُرفة، ليراها تنام بهدوء وعلي وجهها علامات الأرهاق، لم يشعُر بنفسه الا وهُو يركُضِ.
نعم ركض نحِوها، جسي علي رُكبتيهِ وأمسك كفها وقال بدِمُوع وتعبَّ
=عليا اصحي اصحي وخليكِ معايا وانا مِش هوجعك .. اصحي يا عليا انا اسف عُمري ما هضايقك ابداً ولا ازعلك .. اصحي يا معشوقة الصقر اصحي صدقيني انا عرفت الحقيقة وعايز اقولك اسف اسف علي اي حاجة وعلي جرحي وكلامي ليكِ بس كُلنا بنغلط وانا غلطت وهصلح غلطتي بس اصحي وخليكِ معايا.. انا استنيتك كتير وما صدقت اني شوفتك اصحي يا عليا .
"لن تشعُر بقيمة الشخصِ الفعلية الا عندِ الوُداعِ الأخيَّر، وعِندما تشعُر انهُ علي وشك الضيَّاع".
تقلّبت ببطيء، حتي فتحت عينيها لتقول بضعف وألم
=صقر..
أبتسم بلهفة وقال وهُو يُمسك كفيها بقوة
=معشوقة الصقر ..
عانقها بقوة ولهفة ثُم قال بصوت هامس حنونُ
=بحبَّك اوي ... ما تسبنيش يا عليا من غيرك ولا حاجة.
تنهدت بضعف والم، ليبتعد عنها يترُك لها مساحة ان تتنفس، قالتِ بتعبَّ
=انا تعبانه اوي ..اااه
وضع يديهِ برفق شديد أعلي معدِتها وخاصةً الجرحِ، وقال بحنان
=انا جمبك وانتِ هتبقي كُويسة.
لم يري منها رد فعادِت لنُومها مرة اخري بأرهاق..
____
أبتسمت روان وهي تُصفق بيديها قائلة
=اخيراً صقر قالها بحبَّك.
رمقها أمجد بأبتسامة ، وأمسك كفيها بحنان وقال
=وانا بحبَّك.
أبتسمت بخجل وهي تسحب كفيها ببطيء ثُم قالتِ بحُزن
=تفتكر صقر هيُوافِق عليكَ؟
قال أمجد بثبات
=هيوافِق الإنسان مِش بماله ب اخلاقه وبعدِين انا شاطر ف عملي وهقدر بعُون الله أعيشك ف المُستوي ال كُنتِ عايشة فيَّه!
قالتِ روان بصِدق
=انا عندي اعيش ف مُستوي بسيط بس يكُون معاك ..
قال بسعادة وهُو يقفز
=بركة دُعاكِ يا اُمي
قهقهت بخفة ووضعت يديها علي شِفاه تمنع حديثُه قائلة
=بس يا مجنُون صقر يسمعِك.
قال بضيق
=واللهِ لُولا الملامه كُنت دخلت طلبتك مِنهُ حالاً..
_____
دلفت شوقية مع اميرة ببطيء، تنظُر لارجاء الشقة بتفحُص حتي قالتِ مُتسأله
=ايهِ دا يا بنتي؟
قالتِ أميرة بوضُوحِ
=دي شقة مفروشة هنعيش فيها، تبع استاذ جياد صاحب شركات الاستيراد والتصدير ، ال هشتغل عندُه سكرتيرة.
قالتِ شوقية بغضب
=وجوزك عارف الكلام دا ؟ وازاي اصلاً هتعيشي هنا لُوحدِك وجُوزك؟
قالتِ أميرة بنبرة بارِدة
=هنطلق.
قامِت شوقية بصفعها بقوة وقالتِ وهي تبكي
=يا خسارة تربيتي فيكِ هتطلقي يُوم الصباحية انتِ اتجنينتي يا أميرة؟ عايزة الناس تقُول ايهِ يا بنتي؟ ، وبعدِين ايهِ ال حصل لكُل دا ؟
قالتِ بعصبية
=الجنان الحقيقي لِما اتجوزت مالك، جوازنا غلط انا فيَّن وهُو فيَّن؟ مافيش حاجة متوافقة ما بينا وكلام الحُبَّ دا غلِط ، لانه ما قدرش يُوفقنا ولا حتي يُوقف قُصاد العقبات بتاعتنا، انا قررت وحسم الأمر
قالِتها ودلفت الي أحد الغُرف ارتمت علي فِراشها، وقامت بتشغيل الراديو الموضُوع اعلي الكوميدينو، وبدأت تبكي بصوت مبحُوحِ، علي اُغنِيَّة "نِسيانِك صعبَّ أكيَّد".
"مِش كُل حٌبَّ نهايته حِلوة، المشاكِل والواقِع احياناً بيتبقي أقُوي مِن الحُبَّ الف مرة ".
____
عاد مالِك بأرهاق الي المنزِل، وجلس بأرهاق أعلي المقعد يُفكِر بما حدِث، هُو أخطأ عِندما تزوج من فتاة رد سِجُون، وقد نِسي القواعِد والقوانين، واغضِب الجميع وها هي رحلت مع اول مُشكِلة!.
تنهد بضيق ثُم امسك الجوال بيديهِ لثوانِ حتي حسم امرهُ وقام بفتحِ الهاتف وقام بالأتصال علي المأذون الذي قام بتزوجيهُم، ليتحدِث معهُ بامُور الطلاقِ.
مر نِصف ساعة، قام بمُحادِثة المأذون لتحديدِ الطلاق، رُبما الإنفصال هُو الحلِ، وقرر أن يُقابلهُ غداً كي يقُوم بتطليقها رسميًا.
نهض بثُقل ف لديهِ مُهمه الآن، ارتدي ملابسهُ وخرج رُبما لن يعُودِ.؟
____
مر الليل وهُو يجلس لجانِبها يخشي ان تفقد انفاسِها ولُو للحِظه، يُقِوم بمُراقِبتها جيدًا.
حتي رأها تتحرك ببطيء ويبدُو انها استعادِت وعيَّها كامِلاً، ضغط علي كفها يُراقبَّها بقلق، قالتِ بصوتِ ضعيف
=عطِشانْه.
قام بتقديمِ المياه لها وساعدِها فِي ان تتناولُه براحة، ثُم أعاد موضِع جسدِها بهدوء، تذكرت ما حدِث آخر شيء، لتنتفض بخُوف قال وهُو يشعُر بها
=ما تخفيش يا عليا انا هِنا صدقيني والزفت التاني هيتعاقب أكبر عقوبة وقريبًا هوريهِ الوُيلِ.
قالتِ وهي تبكيِ بدِونْ وعيِ
=كُل مرة تقول انا جمبك وف الآخر انا لوحدِي.
قام بالجُلوسِ لجانِبها علي الفِراش وأخذها باحضانهُ وهُو يقُول بألمِ
=اسف اسف يا معشوقتيِ.
ربط علي كِتفها بحنان وحُبَّ، قالتِ وهي تبتعِد عنهُ
=لُو سمحتِ سيبني.
قال بصرامة
=عليا لُو سمعتكِ بتقولي الكلام دا تاني، هتشوفي وش تاني، انتِ حبيبتي ومعشوقتي ودا من اول ما اتخلقتي، لُو عملتِ ايهِ مِش هبعد عنِك حتي المُوتِ، كفاية البُعد ال كان ما بينا
قالتِ بعصبية
=وانا مِش عاوزاك تبقي جمبي .. عاوزه ابقي لوحدِي، انت عملت كتير وانا مِش هسامح ابداً فمُمكن تسيبني بقا؟
قال ببرود
=ما فيش حد بيسيب حاجة امتلكها.
قالتِ بعصبية
=بس انا مِش لعبة علشان ابقي مِن مُمتلكاتِك و..
قاطِعها باول قُبلة في حياتهُما، اتسعت عينيها بشِدة وصدمه، حاولت أن تتخلِص مِنهُ الا انها فشلت حتي ابتعد هُو عند دقات الباب، غمز لها بحُبَّ وقال بمرحِ
=نكمل بعد الفاصِل.
شهقت بقوة وهي تضعِ يديها علي شفاها، بينما نهض هُو واعدل من وضعية ملابسهُ وقال بصرامة
=شدي الغطاء دا علي جسمك ، البتاع ال لابسه دا شفاف.
فعلت هكذا بملامِح مُمتعضة وخجل ايضاً بينما دلف أمجد وقال
=الظابط بيستأذن انه يدخُل.
أشار لهُ صقر بمعني "المُوافقِة"، حتي دِلف الظابط وقام بالترحيبِ بهُم، ثُم قال بوضُوح
=الشاب ال طعنها احنا مسكناه هُو مِش معروفِ ما بين القُتال، بس خليناه يعترف وعرفنا مين وراه !
قال صقر بملامِحُ مُترقبَّه
=ميَّن دُول؟
قال الظابط بأسف
=قرايب المدام عليا، واحدة اسمها سناء والتانيه صفاء .
صُدِمت عليا مِن الحديث الظابط، وصمتت لأنها لا تقوي علي النُطِق، بينما قال صقر بقسوة
=مِش هرحمهُم.
قال الظابط بهدوء
=ما تقلقش يا صقر بيه احنا جالنا آمر من النيابة بالقبَّض عليهِم .. وهنعاقبهُم فِي أسرع وقت، عن أذنك.
قالها وغادر اتبعهُ أمجد بينما التفت لعليا التي تجمعت الدِمُوع بمقلتيها وبقِت تبكي بقهر علي ما يحدُث، جلس لجانبها مرة اُخري وقال بقلبَّ عاشِق
=ما بحبِش عيُون الغِزلان دي تعيَّط!
تابع بخُبث كي يجعلها تبتسِم
=الا صحيح احنا كُنا بنقُول ايهِ قبَّل الفاصِل؟
رمقتهُ بخجل وغضب من بين دِمُوعها، لكِنها أبتسمت بداخِلها يبدُو انهُ سيتغير رُبما للأفِضّل، ولكِن يبدُو ان لا تستلِم يجب أن يذُوق مرارة الحرمانِ كي يتعلِم ويعلم قيمتها، حتي ان كانتِ تعشقُه، لأن أكبر شيء بالحُبَّ الكرامة حتي يكتمِل بنظِر من نُحبَّ.
____
كان يوماً جديد عليها، تغيرت تماماً من الداخِل والخارج، وهُنا اقول الحُبَّ اذا جرحك ليُضعف من شأنك اما يقُزي ذاتك ، ستُثبت لنفسها قبَّل الجميع انها فتاة جيَّدة!
"مِش كُل قصة حُبَّ تنتهي يجب أن نمُوتِ، بل يجب ان نُحارب ونتفاءل، هذهِ ليست النهاية رُبما البداية ".
أرتدت ملابس العمل وكانت جيبه طويل باللُون الرمادِي، وبلوزه باكمام ثنت اكمامها الي مُنتصف ذراعها، وأرتدت حجات خفيف من نفسِ اللُون، طوت السجادة التي كانت تُقيم عليها الصلاة قبَّل قليل، أبتسمت برضا لنفسها، وخرجت بهدوء..
ما ان رأت والِدتها جالسة بضيق أعلي المقعد، حتي قالتِ بأبتسامة
=ماما.
لم تنظُر لها قط، لتقُول أميرة برجاء
=يا ماما علشان خاطِري بُصيلي.
قالتِ شوقية وهي تبكي
=زعلانه منك يا أميرة،دي مِش عامله يا بنتي بعد يُوم جواز تطلقي، فيَّن العقل ف كدا ؟
قالتِ أميرة وهي تأخُد نفس عميق
=غلطه! وانا بحاول اصلِحها وابدء مع نفسي من جديد والشُغل دا جالي من عند ربنا بأعجوبة، مِش هرفضُه وهكمل وانا غلط لما وافقت علي جوازي من مالِك،،كان لازم افكر اكتر من كدا بس بصلحها اهُو.
تابعت بأمل
=ينفع تدعيلي زي كُل مرة يمكن ربنا يتقبَّل.
قالتِ والِدتها وهي تبتسِم
=ربنا يوقفلك ولاد الحلال ويهديلك الحالِ يا بنتي .
أبتسمت أميرة برضا وقالتِ
=ربنا يخليكِ ليا ، انا رايحة بقا، عايزة حاجة.
هزت رأسها نافية مع ابتسامة رقيقة ، ذهبت حيثُ باب الشقة وفتحتهُ لتصطدِم بشخصٍ كاد أن يدُق الباب، قالتِ بأستغراب
=نعم ؟
قال الآخر بتساؤل
=حضرتك مرات وكيل النيابة مالِك عبدالحميد؟
اخذت نفس عميق ثُم قالتِ بضيق
=ايوة .
قال وهُو يُقدِم لها ورقة
=طيب ياريت تمضِي علي الورقة دي و تيجي تستلمي جُثته مِن المُستشفِي، علشانْ هُو استشهِد أمبارح.
_____
