رواية معشوقه الصقر الفصل الثامن عشر 18 بقلم سامية صابر
توقفت بالسيارة امام فيلا صقر، سكنت عن الحركه لبُرهة، واخذت نفس عميق ثُم هبطت مِن السيارة وعلي ملامحها التعبَّ والإجهاد ، دلفت الي القصر لتري روان جالسه بحديقة المنزل تبكي بصمت وأرهاق.
أقتربت مِنها ببطيء، جلست لجانبها علي المقعد وقالتِ
=روان انتِ كُويسة ؟
انتفضت روان فِي جالستها لتري عليا جالسه بجوارها، قالتِ بغضب
=مالكيش دعوه بيا وبلاش دور الخُوف والحنية دا مِش لايق عليكِ خالص ..
قالتِ عليا بهدوء
=روان مُمكن تقعدي نتكلم شوية ؟
قالتِ روان بضيق
=مافيش بينا كلام يا عليا .. انتِ كذبتي عليا بعد ما وثقت فيكِ كُنت قولتي انك متجوزة وبلاها الكذب دا
قالتِ عليا بعصبية
=مِش كُل حاجة بنقدر نقولها، كُنت عاوزة اقول لكني ما اقدرتش اقول .. انتِ بنفسك بتحبَّي أمجد وبالرغم من كدا انتِ مِش قادرة تقوليله لان مِش اي حاجة بنعرف نقُولها ..
صمتت روان بضيق وانسابت دِمُوعها بحرارة علي وجنتيها، أقتربت مِنها عليا بحنان وقالتِ
=طيب مُمكن ننسي الخلافات ال ما بينا وتقوليلي مالك؟
اومأت روان برأسها فهي بحاجة لأن تتحدث وخصوصاً لعليا، قالتِ بألم
=امبارح زعلت أمجد مني وقولتله كلام غريب زعل مني وقال انه هيستقال ويمشي، عليا انا بحبُه اوي ومِش عاوزاه يمشي انا جرحته غصبٍ عني ..
ربطت عليا علي كتفها وقالتِ
=طيب وانا عندي خطة حلوة نرجعه بيها ..
رمقتها روان باهتمام لتقُول عليا
=هنعمل انك تعبانة واتصل بيه ييجي يلحقك ووقتها تحكيله مشاعرك وانك بتحبيه وتعتذري منه وهُو اكيد هيسامحك ووقتها هييجي يتقدم ليكِ.
قالتِ ببكاء
=بس صقر مُمكن يرفُض !
تابعت برجاء
=لو رفض تكلميه انتِ؟
صمتت عليا بشرود ثُم قالتِ بإبتسامة
=طيب يا ست روان هكلمه بس الاهم ننفذ الخطة دلوقتِ.
اومأت روان برأسها وذهبت مع عليا للداخِل.
_____
صوت طُرقات علي باب الشقة، جعلتها تستقيم لتفتحهُ لكِنهُ امسك مِعصمها بحِدة وقال
=علي جُوا، انتِ مِش شايفه نفسك لابسه ايهِ؟
نظرت لملابسها بخجل ودلفت للداخِل علي ملامِحها أبتسامة مِن غيرتهِ عليها.
قام بفتِح الباب ليري والِدتهُ ووالِدهُ ووالِدة أميرة واخويها، وهايدي ابنة عمهِ.
قام بإدخالهُم تحت الفرحة التي هُما عليها وزغاريد من ام أميرة، قالتِ ل مالك برجاء
=عاوزه اشوف أميرة يا مالِك.
قال بعبُوس مُصطنع
=مع اني حالف ما حدش يشُوفها الا انا بس خلاص هخليكِ تشوفيها يا وزه.
قهقهت بخفة وهي تقُول بدعابة
=اه لو أميرة تشوفِك كدا
قهقه بخفة واصطحبها للداخِل الي ابنتها وأغلق الباب ، بينما قالتِ والِدتها بحنان ودِمُوع
=أميرة
بينما أقتربت مِنها أميرة وجست علي رُكبتيها وقبَّلت يد والِدتها وهي تقُول
=ماما حبيبتي عامله ايهِ مع أهل مالك؟
قالتِ برضا
=كُويسين يا بنتي واللهِ وناس طيبة، الاهم انتِ عامله ايهِ مع مالِك؟
أبتسمت بخجل وقالتِ
=بيعاملني بأحترام وبيحبني اوي
ربطت علي ظهرها وهي تقول
=ربنا يسعدكُم يا بنتي
قالتِ بقلق
=يارب يا ماما..
بينما بالخارج قال مالِك بإبتسامة
=تشربوا ايهِ؟
قالتِ هايدي بسُخرية
=ليه وانت شغال بدال الهانم؟
قال بإبتسامة صفراء
=اه مِش مراتي وحبيبتي.
رمقته بغيظِ وغل وقالتِ بأستهزاء
=ويا تري بقا اسلوبها كويس ولا زي السجن ال كانت عايشة فيَّه ؟
رمقها بأرتباك وضيق فقد اخفي هذا الأمر عن والِدتهُ، قالتِ والِدته بأستغراب
=سجن ايهِ دا ؟
حاول مالِك ان يتحدث لكِن هايدي سبقتهُ وقالتِ بأستفزاز
=تؤ تؤ اخص عليك يا مالك بقي تخبي علي طنط وعمو موضُوع مُهم زي دا ؟
قال مالِك بغضب
=هادي مالكيش دعوه بالموضُوع دا ..
قالتِ والِدتهُ بضيق
=بس كفاية خناق وقوليلي فيَّه ايهِ يا هايدي..
قالتِ هايدي مُستغلة الفرصه
=الهانم كانت محبوسة بتهمة قتلها لواحد علشان اغتصبَّها.
____
رمقها من الأعلي للأسفل وقال ببرود
=ايوة يعني عايزة ايهِ؟
قالتِ بتوتر
=انا عارفة انك اتجوزت عليا امبارح انا لسة عارفة، وعلشان كدا جيت القاهرة مخصوص علشان عاوزة احكيلك حاجة مُمكن تقولها لعليا ، انا ماليش وش اقولها واكيد انت كُنت عارف الحكاية من اولها لآخرها.
قال صقر بتفحُص
=حكاية ايهِ دي ؟
قالتِ بتنهيدة
=عليا كانت خدامه ف قصر سليمان بيه قبَّل ما نعرف انها حفيدته، وهيثم كان عينه مِنها وانا كُنت عارفة بس عليا مِش بتحبَّ الكلام دا ف كانت دايمًا بتصُده وسليمان بيه كان بيوقف ضده وبيزعقلوا وف مرة طرده علشان حاول يقربَّ من عليا .. ومن فترة جالي وقالي اكلم عليا واقولها اني ف مُصيبة وتجيلي ف مكان مُعين مشبوه وهناك يثبت لجده انها هي ال بتتقرب منه ، ف الاول انا رفضت لكنه هددني ب أبويا ودا الوحيد ال ليا ، وبصراحة خوفت ونفذت ال قالي عليه .. والبلد كُلها شافت الوضع ال كانُوا فيه كان غصب عنها واللهِ هي ما عملتش حاجة، ووقتها جدها اجبَّرها تتجوز هيثم بأي طريقة .. وانا جيت علشان اعتذر واوضحلها سوء الحكاية.
ترنح صقر بوقفتهِ قليلاً وعينيهِ مصدومتان، جلس أعلي المقعد بعقل فارغ واعيُن مصدِومة، قبض علي يديهِ بشِدة وغضب من هيثم ومن نفسُه، انهُ صدق حديث وغد ولم يستمع لعليا او يسألها، لكنها كذبت ولم تقول انها مُتزوجه .. لكِن هذا رغمًا عنها .
نهض بغضب وضيق وترك الشركة بما فيها، وليلي واقفة تبكي بقهر علي خيانتها لصديقة عُمرها وتسببت بإذاءها لكِنها كان رغم عنها ..
"بعضِ الأشياء لا نوّد فعلها، لكِنها تكُون خارج اراداتُنا".
_____
افترشت روان الفراش وهي تفتعل انها مريضة، بينما قامِت عليا بالأتصال علي أمجد لعلهُ يُجيب ..
وكان من حظها انهُ لم يسافر فوراً بسبب عُطل ف الباسبور واوراق السفر، لذلك قام بالجُلوس بأحد الفنادِق حتي يُحسن أوراق السفر ..
كان يجلس بالكافية الموجود بجانب الاوتيل، كان مُغمض العينين شارِد تمامًا، يحبَّها لكِنها جرحتهُ بحديثها، ولأنهُ ليس من طبقتها فلن يصحَ لهُم الارتباط، ولكِن حقًا الحُبَّ لا يختار الطبقة او المركز او حتي الشكل ، هُو عشق الروحِ للروحِ.
رن هاتفهُ بصوتٍ عالي، لم يُجيب واكتفي بأن يُقلل من انخفاض الصوت من جانب الهاتف، رن عدة مرات، ليزفر الهواء بضيق وقام بالإجابة بضجر
=نعم..
قالتِ عليا وهي تصبُغ صوتها بالقلق
=امجد لُو سمحتِ الحقني ارجوك روان تعبَّانه جداً ومِش عارفة اعمل ايهِ وصقر مِش هنا .
نهض بقوة ولهفة وقال
=انا جاي حالاً خلي بالك مِنها ..
لم يعلم كيف انهي كٌل شيء وركض كالمجنُون وهُو الذي حلف بالامس الا يُحبَّها مرة اُخري ..
"مهما أقسمت علي عدم العشق، ف لحظة واحِدة قد تُعيد كُل شيء".
دلف الي السيارة وقادها بجنُون نُحو المنزِل ..
___
كان صقر يقُود السيارة بغضب شديد من نفسُه ومن هيثم، ومن تصرُفه الخاطِيء بتضييع عليا من بين يديهِ، توقف امام محل كبير لبيع الزهُور ، تنفس بضيق وقال
=انا غلط ولازم احاول اصلح غلطي.
هبط مِن السيارة الي المحل، وظل ينتقي بعضِ الزهُور وامرة بأن يقُوم بتزيينهُ، اخذ كارت صغير وكتب بهِ
"لُولا العذابّ، ما كان للهُوي طعِم، لُولكِ ما كُنت احببت .. لُولا جرحي لكِ ما كُنت ازددتُ عِشقًا، فهل تغفرين لي معشوقة الصقِر؟".
رمق الورقة بصدمه وقال وهُو يعقد حاجبيهِ كالأطفال
=انا من امتي بكتب الكلام دا؟ وهُو انا مُراهق؟؟
مط شفتيهِ وقال
=صدق ال قال ان ال بيحبَّ بيرجع طفل ..
دلف الي السيارة بتوتر وقال
=عادي هديهولها وهتعذر وهفضل وراها لحد ما تسامحني..
تابع بعصبية
=بس انا ماليش ف الكلام دا !
قاد السيارة وهُو يُفكر ماذا سيقُول لها ؟،
____
توقف بالسيارة امام بابَّ الفيلا ، ونهض الي الداخِل وهُو يركُض، حتي رأي نفسُه يصعُد للأعلي الي غُرفة روان، ما ان دلف حتي رأها مُرهقة أعلي الفراش وعليا تقف لجانبها، قال أمجد بقلق
=مالها يا عليا ؟
قالتِ بدِمُوع مُصطنعه
=تعبَّانه أوي ،خليك جمبها لما اجيب ليها عصير.
اومأ برأسه واقترب منها وجلس علي الفراش وملس بخفة علي وجنتيها وهُو يقُول
=روان ..
نهضت كالقرد وأبتسمت ببلاهة وقالتِ بمرح
=انا كُويسة وضحكت عليك ..
قالتها وهي تُخرج لسانها كالأطِفال، قهقه رغماً عنهُ حتي ادمعت عيناهُ حتي استطاع التحكُم بنفسُه وقال بنبرة جدية
=مُمكن ما تعمليش كدا تاني، كُنت هموت من القلق عليكِ.
قالتِ بلهفة
=ليه ؟ ليه يا أمجد، قولها !
كانت تتحدث برجاء ولهفة حتي ينطق بها، قال بعتاب
=وتفتكري لُو قولتها هتفرق معاكِ يا روان ؟
قالتِ وقد ادمعت عينيها
=هتفرق كتير من زمان ونفسي اسمعها من زمان اووي.
قال باعيُن مُتلهفة
=ليه؟
قالتِ وهي تبكي
=قول انت الاول، الشاب يعترف وبعدها البنت مِش،العكس.
أبتسم علي تلك الطفلة، واخذ عميق وقال
=بحبَّك يا روان بحبَّك اووي.
عانقها بقوة شديدة للغاية، بادلتهُ العناق وهي تبكي وتشعُر بأنها بحلم جميييل ولا توّد الاستيقاظ مِنهُ، قالتِ هي الأخري وهي تشهق
=وانا بحبَّك اوي خليك جمبي ..
كانت عليا تُراقبهُم ببكاء وفرحة، كم تمنت أن تُحبَّ ويحبها حبيبها، لكِنها دومًا وحيدة ، تزوجت مرتين ولم تفلح، حياتها عُبارة عن جحيم مُتلألأ ..
أغمضت عينيها وهي تبكي بصمت ، كم تُحبَّه لكِنهُ لا يُبادِلها ، وأصعبَّ حُبَّ ان تُحبَّ شخصً لا يُحبَّك.
اتسعت عينيها ذهولاً عندما أستمعت للخادِم يُرحب بصقر، ارتعشت اوصالها ف اذا رأي أمجد وروان هكذا لن يُمرر الموضُوع مِرور الكِرام قط .
هبطت السلالم بقوة ووقفت امامُه كالصنم، رمقها بصدمه وتوتر، يُريد ان يتحدث لها لكِنهُ لا يقوي، وهي ايضاً لا تعلم ماذا ستقول؟، قال بتوتر
=فين فين روان؟
اتسعت عينيها وظلت تبحث عن شيء تقوله حتي قالتِ وهي ترمش كثيراً مع ابتسامة بلهاء
=ما ينفعش انا ؟
