رواية معشوقه الصقر الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم سامية صابر

 

 رواية معشوقه الصقر الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم سامية صابر


"التهُور، حتماً سيجعلك تندِم وتخسر كٌل شيء، ف يجِب الترويّ والتفكير قبَّل اي شيء والا تسمحِ لشيطانِك ان يخدِعك".

____

أنتهي الطبيب من فحص روان، واتجه نِحو صقر وقال بجدية

=لا الحمدلله هي آنِسة.

هدأت ملامِح صقر وبدأت الأفكار تدور بعقله بقوة، أحس بعدم التوازن وان كُل شيء أصبح خطيء، قال الطبيب وهُو يُقدِم ظرف بهِ مال، قال صقر بأستغراب

=ايهِ دا ؟

قال الطبيب بضيق

=اظاهر فيَّه حد مِش بيتمني لحضرتك الخيَّر ابداً، فيَّ بنت جت من شِوُية وادتني المبلغ دا مُقابل اني اقول انها مِش بنت ، بس ليَّه ف انا ما اعرفش.

ضغط صقر بيديهِ علي الظرف بحُنق وقد تدارك غباءه الذي اوقعهُ فِي شباك تلك الفتاة، قال صقر وهُو يصك علي أسنانه

=تعرف ميَّن هيّ؟

قال الطبيب برفضِ

=لا للاسف ما اعرفش، بس مُمكن نعرف من كاميرا المُراقبة الموجودة قُدام الأوضة ..

قام بتشغيل الحاسُوب واتي بالمشهد الذي سُجِل قبَّل قليل، وصورة رُودي واضِحة بأحترافية علي الشاشة، قام الطبيب بتثبيتها وقال

=هيّ دي!

رمقها صقر باعيُن حمراء تُكاد تفتك بها، قال بأمتنان

=مُتشكر يا دكتور وابقي عدي علشان تاخُد حسابك ..

قال الطبيب بنفس راضيَّة

=انا خدت حِسابي وقت ما قولت الحقيقة وما كذبتش ولا ضيعت مُسقتبلها، بس نصيحه خلي بالك مِنها

اومأ صقر برأسه وذهب للداخِل أوضة الكشف، أقترب مِن روان بندِم وملسِ علي غُرة رأسها وقالِ

=روان انا ..

ابتعدت عنهُ بغضب وقالتِ بدِمُوع

=اتأكدت ان شرفك ف الحفظ والصُون ولا لا يا صقر بيه.

قال بندم

=انا اسف يا روان..

أبتسمت بسُخرية هل يتخيل أن تلك الكلمة ستحيّ ما دُفن قبَّل قليل، مسحت دِمُوعها وقالتِ بجِمُود

=عايزة اروح

اومأ برأسه فِي تعبَّ وخرجُوا سوياً دُون ان تنظُر لهُ حتي، بينما بالسيارة قام بالأتصال علي حارِسهُ الشخصي وقال بصرامة

=طلعوه وهاتوا الدكتور فوراً وخلوا بالكُوا مِنه لحد ما ارجعِ.

اقفل الهاتف بعدما أصدر اوامرة، حانتِ مِنه التفاته لروان ليراها جامِدة صامِتة، تنهد بعصبية من نفسه خسر الجميع مرة واحِدة، ولم يُفكر بأي شيء او حتي يتأكد من صحة كلام الفتاة لكِنه سيُلقيها درسًا لا يُنسِي.

___

دلف سُليمان الي القصر بأحترام فقد عاد كي يرعي حفيدتهُ، رأي فوزية جالسة تبكي بصمت ، قال بتنحنُح

=السلام عليكُم.

ما ان راتهُ حتي مسحت دِمُوعها وقالت بأحراج

=اهلاً يا حاج سليمان اتفضل .

قال بهدوء

=اسف لو جيت ف وقت غلط بس جيت اشوف عليا اصلها ما بترودش علي التليفون.

رمقتهُ بتوتر ماذا ستقول لهُ، صقر قام بحبسها؟

قالتِ بضيق

=هيّ ف الأوضة دي

دلف صقر بتلك اللحظة ومعهُ روان ، التي ما ان دلفت حتي صعدت للأعلي بسرعة وهي تبكي ، رمق صقر طيفها بندِم وضيق ، قال سليمان بهدوء

=ازيك يا ولدي، اومال فيَّن عليا؟

تذكر انهُ ضربها وقام بحبسها بلحظة غضِبَّ ، تنفس الهواء بعصبية وقام بالتوجهة نِحو الغُرفة فتح الباب ليصطدم بعليا المُلقاه ارضاً تذرف الدماء من فمها وقد نسي انها مريضة سرطان خطير قد تفقد حياتها بلحظة..

جسي علي رُكبتيهِ حتي يحملها لكِنها فتحت دِمُوعها وقالتِ غاضِبة وهي تزحف بقدمها

=ابعد ابعد يا حيوان .. ابعد عني اوعي تقرب وطلقني طلقني بقولك اهو .

دلف سليمان علي حالة عليا وحال صقر ، ضيق عينيهِ بصدمة وقال وهُو يقترب منها بهلع

=عليا حبيبتي انتِ كُويسة؟

تشبثت بجدها وهي تبكي وتنِظُر ل صقر غاضِبة

=جدو الحقني طلقني منه مِش عايزة ابقي معاه انا بكرهُ.

اغمض عينيهِ بوجع وألم لا يُحب ان يستمع لتلك الكلِمة مِنها قط ..

قال سليمان بغضب

=واضح انك معذبها وانا ال افتكرتك هتريحها في حياتها.. طلقها بدال ما هنرفع عليك قضية .

قال صقر بغضب وصوت هادِر

=مِش هطلقها عليا ملِكي ومُستحيل اسيبها ..

تابع برجاء ونظرة عطف

=عليا اسمعيني للمرة الأخيرة صدقيني للمرة الأخيرة انا عارف اني غلطان بس محتاج انك تسمعيني بس ...

قال سليمان بعصبية

=لا كفاية الحالة ال هي فيها بسببك..

قالتِ عليا بثبات

=معلش يا جدو استناني شوية برا ، هكلمه للمرة الأخيرة واجي معاك .

قال سليمان بأعتراض

=بس ..

قاطعتهُ وهي تقُول

=معلش يا جدو.

خرجِ سليمان بضيق بينما نهضت عليا ببطيء ، وقالتِ بِجِمُود

=اتفضل اتكلم سمِعاك ..

قال صقر وهُو يبتلع ريقة

=هحكيلك ال حصل..

قام بقص ما حدث عليها وهي مازالت علي حالتها حتي أنتهي فقالت بضيق

=مهما قالتلك فيَّن ثقتك فِي صديق عُمرك؟ بلاش دي فيَّن ثقتك ف اختك ال بتحبَّها وحتي لو الثقة راحت ف عقلك راح يعني ؟ ما فكرتش ليَّه واحدة زي دي تعمل كده الا كانت عايزة تفرق ما بينكوا ليَّه ما اتناقشتش معاهُم .. وأمجد كان جاي يتقدم ليها بالحلال

قال بصوت غاضِب

=عليا ما تنسيش نفسك..

قالتِ بعصبية

=انا نستها من يوم ما شوفتك وانا ببهدل فِي نفسي وبذلها بس المرة دي انت هتطلقني برضاك او غصب عنك ..

قال وهُو يمسك كفيها بغضب

=بتحلمي طلاق مِش هطلق يا عليا ..

قالتِ وعينيها تلمع بالدِمُوع

=بكرهك ..

قال بغضب

=ما تقوليهاش ما تقوليهاش ما بحبش اسمعها منك

تابع بضيق

=عارف اني غلطان بس دا غصب عني ما قدرتش افهم بسبب الصور والكلام ال قالته الزفتة دي ..

قالتِ عليا بأستهزاء

=كُلها مُبررات مالهاش اي تلاتين لازمة.

قال صقر بتعبَّ

=طيب اعمل ايه علشان تفضلي معايا وتصدقيني

قالتِ وهي تضُم ساعديها امام صِدرها

=عندي شرطين..

رمقها بنفاذ صبَّر وقال

=طيب ايه هُما؟

قالتِ بوضُوح

=الأول تصالح روان وأمجد وتوافق علي جوازهم.

قال صقر بندم

=انا هعمل كده فعلاً، لازم اصلح الخطيء ال عملته ف وقت غلط ..

أبتسمت وهي تلمح ندمه وتفهمه لغلطة للمرة الاولي، تابعت بجمِود

=نبعد عن بعض شهر.

قال بعدم تفهُم

=يعني ايهِ؟

قالتِ وهي تتحرك بهدوء

=يعني همشي شهر ، نفسيتي محتاجة ترتاح شوية وبعدها هرجع ..

قال صقر بغضب جامح

=لا يعني لا ..

قالتِ وهي تصك علي أسنانها

=يبقي هطلقني .

قال صقر ببرود

=صقر الجِبالي ما بيتهددش يا عليا .

قالتِ وهي تضُم ساعديها امام صِدرها

=وعليا الهُوراي ما يترفضلهاش حاجة ، لتسبني امشي بمزاجي وهرجع لاما همشي ومِش هرجعلك.

رمقها بضيق ثُم قال بوعيد

=ماشي يا عليا .

تركها وخرج بينما جلست أعلي الفراش وقالتِ بصرامة وحزم

=ولسه هعملك الأدب يا صقر وهخليك تندم علي تصرفاتك الغلط وتهورك وهقضي علي غرورك .

____

كان أمجد يُعالج بأحد الغُرف من الكدمات الموجودة علي وجهُة، حتي فتح عينيهِ بتعبَّ وألم بجسدُه، لمحِ البابَّ يُفِتح ويدِلف صقر اليهِ، اشاح بوجهُة الناحية الأخري، بينما جِلس صقر مُقابِلاً لهُ، تنهِد بضيق ثُم قال بندِم وأسف

=انا اسف يا أمجد.

قال أمجد بعصبية

=اسف ؟ علي ايهِ ولا ايهِ؟ انت اذيتني نفسيًا قبَّل جسدياً، انت ازاي تشُك اني اعمل كده ف اخت صاحبي؟ سيبك من دي ، ازاي اعمل كده ف حبيبتي وال هتبقي مراتي المُستقبَّلية.

أبتسم صقر بخٌبث واقترب مِنهُ وهُو يقُول

=حبيبتك؟ وكمان مراتك المُستقبَّلية؟ وده مِن امتي ان شاء الله؟

قلبَّ أمجد عيناهُ يميناً ويساراً بتوتر، فِي حين قهقه صقر وقال بأسف

=عارف اني غلط بس فيَّه بنت هيّ ال عملت كده ووقعتني ف شباكها بس وربنا ما هرحمها..

قال امجد وهُو يعتدِل بأرهاق

=بنت مين دي؟

قام صقر بقِص ما حدث عليهِ وامر تلك الفتاة، ما ان أنتهي حتي قال أمجد بغضِبَّ

=دي اكيد الزفتة رُودي ..!

قال صقر بهدوء

=انسي ال حصل كده انا مِش هسيبها، الاهم قُوم معايا هصالح روان وهقولها اني موافق علي جوازكُم.

تابع بندم

=انا اسف يا صحبي.

قال أمجد بهدوء

=حصل خير يا صقر بس نصيحه مني فكر قبَّل اي خطوة.

اومأ صقر برأسه فِي ندِم ونهض هُو وأمجد ودِلفُوا الي روان الباكية، أقترب مِنها وجِلس وهُو يقُول

=روان ..

رفعت نظرها إليهِ وهي تبكي بعتابَّ ، تنهد بضيق ثُم قالِ

=انا اسف يا روان اسف يا حبيبتي.

قالتِ بعصبية

=اسفك مِش مقبَّول انت اتهمتني ف شرفي، اطلع برا لُو سمحت عايزة ابَقِي لوحِدي.

رمقها صقر مُتفهِماً ثُم نهض وقالِ

=انا ماشي اصلاً، أمجد خلي بالك من الكُل، فرحكُم ان شاء الله هيبقي بعد شهر من الان، ابَقِي اكلمك فِي التليفُون .. سلام.

ترك المكان بينما انهارت روان بالبُكاء فقد تهدِمت العلاقة بينها وبين اخيَّها.

هبط صقر السلالم ليري عليا تهم بالرحيل، قال بصوت جهوري

=عليا.

التفتت ببطيء، ليقُول بثبات

=استني.

توقفت بهدوء ليقترب مِنها ويقُول

=انا ال همشي دا بيتك ومِش هتمشي مِنه ..

تابع بهدوء

=خلي بالك من نفسك وخُودي الأدوية واعملي جلسات علشان العِلاج وأسف لُو ضايقتك فِي يُوم م الايام ، واديكِ هتخلصي مني .. سلام .

تركها وغادِر بجِمُود وبرُود، بينما رمقت طيفُه بدِمعه طفيفة، لكِن لا بُد ان يتعلم الادب، لابُد ان ترتاح هيّ وتبتعد عنهُ فترة .

             الفصل الخامس والعشرون من هنا 

لقراءة باقي الفصول اضغط هنا


تعليقات



<>