رواية معشوقه الصقر الفصل الثالث 3 بقلم ساميه صابر
احتلت ملامِح الصدِمة وجهة سناء وصفاء وكذلك ماجِد وهيثم، قال سُليمان بصرامة لـ ماجِـد:
-روح وهات المأذون علشان يكتبوا الكتاب ويمشوا مِش طايق اشوف وِش حد فيهُم.
قالها وذهب لتنظُر لها صفاء بكُره قائلة
=انسانة حقيرة واخيراً هتغوري مِن هِنـا !
إنسحبت عليا ووجها يرتسم عليهِ ملامِح البرود، رُغم النار التي تحرقها!
صرخ هيثم قائلاً بغضب
=انتوا تعملوا المُصيبة والبس انا ف جواز الغبية دي.
جلست سناء ووضعت قدم علي الأخري وقالت
=انت مضايق نفسك ليه دي حاجة وجتب لعندك بلاش غباء! انت كُنت عاوزها واهي جتلك علي طبق مِن ذهب خُد مِنها ال انت عاوزه وف الاخر ارميها زي الكلاب تخدمك وف نفس الوقت لو طلعلها حاجة مِن الورث هيبقي ليك بس الاهم انها هتمشي مِن هِنا.
لمعت اعيُن هيثم بشهوة ثُم قال بخُبث
=معاكِ حق بس تبقي مِلكي وانا هوريها النجوم ف عز الظُهر!
--
ما ان دلفت لغُرفتِها حتي وقعت علي الفِراش وتركت لعينيها البُكاء، ظلت تبكي حتي كادت تنقطع انفاسها، علي الظُلم الذي انتابها وعلي انها لم تري من يُسانِدها او حتي يقِف لجانبها، بكت لأنها يتيمة وو حيدة!
دلفت سماح إحدي الخادِمات وقالت ببرود
=سليمان بيه بيقولك جهزي هدومك علشان هتسافري حالاً
اومـأت برأسها فِي إنكسار وبدأت تَلملم ملابسها والكُتب التي لديها.
--
وضعها امجد اعلي الفِراش ببطئ، ثُم قرب كُرسي فوزية التي كانت قلِقة وتبكي، امسكت يدِ أبنتِها قائلة برجاء
=ارجوك إتصِل بـ الدِكتور بسُرعة، يا امجد.
قال امجد بأنصياع
=حاضِر، هتصِل بيه فوراً.
أتجه للخارِج وأجري إتِصال بالطبيب يدعوهُ للحِضُور، وبالفِعل مـر رُبع ساعة واتي الطبيب ليفصحها بهدوء مِن ثُم يقولُ بعملية
=إغماء عادي بسبب ان عندها انيميا وضعف لعدم إهتمامها بنفسها، هكتبلها مقويات وادتها حُقنة شوية وهتفوق.
أخذ امجد ورقة الدواء، وقال بأمتنان
=شُكرًا ليك.
اومـأ الطبيب برأسه قائلاً
=العفو دا عملي.
أوصِل امجد الطبيب وعاد اليها مُحملاً بالدواء قائلاً
=اول ما تفوق اديها الأدوية دي.
اومـأت برأسها فِي خوف وهي تُملس علي غُرة رأسها، قال امجد بتوتر
=أكلم صقر ؟
قالت بقلق
=لا يا بني أحسن يقلق بلاها واهو الدكتور طمنا عليها.
تابعت بتساؤل غريب
=مِش هُـو المفروضِ ييجي معاك ؟؟
قال امجد بهدوء
=كان عندُه شوية شُغل اتجريته اعمله انـا رفضِ، وبعدها قالي امشي وطبعاً كُنت عارِف إنه مِش هيسمع كلامي علشان كِدا قولت آجي انـا اقولك علي خطوبتي.
قالت فوزية بإبتسامة
=مبروك يا بني ، بس مين العروسة؟
أبتسم امجد قائلاً
=رُودي صديقة روان فِي الجامعة.
أبتسمت بهدوء وقالت
=طيب ربنا يُوفقك يابني.
تمتم بأمل
=يارب.
قالت وهـي تُحرِك كُرسها
=طيب تعالي ننزل تحت ونسيبها ترتاح.
اومـأ برأسه واتجه معهُ ولكِن قبل أن يغلِق الباب رمقها بنظرة أخيرة واغلقهُ وهبط للأسِفل.
بينما فتحت عينيها وتركت شهقاتها تعلي بقوة فقد كتمتها مِن اجل لا تُفضح امامهم، امسك الوسادة تدفن رأسها بها وبدأت تبكي بحُرقة ، وهي تتذكر حديثُه المُبتسِم بأنها رودي، تلك الفتاة التي كانت تكرهها وتعتبرها لا تصلُح فتاة لعلاقتها المشبوة كما تعلم، ارادت اخبارُه ولكِنهُ لن يستمع لها، ضربت بيدها علي الوِسادة قائلة
=يلعن حُبي ليكَ ال يخليني اتألم بالشكِل دا.
--
هبطت عليا السلالم ببرود وملامِح جامِـدة، قال سُليمان بجمود
=هتيجوا البلد وقت الأجازة انما ف الدراسة لا، وانا نقلت كُليتك.
اومـأت برأسها فِي حُزن تتمني لو تُعانِق من اعتبرته جدها ولكِنه يبدو انهُ لا يُطيق رؤياها.
اتبعت هيثم وترفع رأسها بكبرياء كأنها لم تفعل شئ بينما نظرات الجميع الساخِرة والحاقِدة عليها تتبعها لكِنها تجاهلتها.
دلفت للسيارة وهيثم الذي يُتابعها بخُبث وشهوة ينتوي لها علي ما لا يخطُر ببالها!
اسندت رأسها علي النافِذة واغمضت عينيها غارِقة فِي نُوم مُرهق.
--
دلف صقِر الي المنزِل بطالتهِ الباهرة ليري امجد ووالِدتهُ يلعبون شطرنج، قال بتساؤل
=فين روان ؟
تجمدت ملامِح فوزية ليقول امجد بغصة بحلقه
=روان تعبت فجأة والدكتور كشف عليها وطمنا وقال انها كويسة بس مِحتاجة تنام.
قال صقِر بغضب جلي
=طيب ازاي ما تقولوليش علي ال حصلها ؟
قال امجد بتوتر
=انـا قولت ما ققلقكش و..
قاطعهُ صقر بقسوة
=انت! وانت مين علشان تكرر عني تاني مرة ما تتصرفش مِن دماغك
قاب امجد وهُو ينهض بحرج
=اسف عارف اني ماليش الحق، اسف عن اذنك.
غادر بحرج ، لتقول فوزية بغضب
=جري ايه يـا صقِر؟ ازاي تتكلم كِدا مع صديقك انا ما بقاش همك مشاعِر حد ولا علشان انت حجر ما بتحسش ، ما حصلش حاجة لكُل كلامك المُجرح وانـا ال طلبت مِنه ما يقولكش ما تبقاش قاسي كدا.
قال صقر بغضب
=ما حدش يلومني علي حاجة ماليش دخل فيها ، عاوزه تلومي لومي جوزك المُحترم ال خلاني بقيت كدا وماليش قلب وزي ما علمني بعمل وانا ما عنديش قلب ولا مـشاعر ولا هيبقي عندي وال يفكر مُجرد تفكير بس انه يتخطي حدوده معايا هيبقي نهايته الأرض.
قالها وصعد للأعلي بينما هزت فوزية رأسها بضعف قائلة
=عليه العوضِ ومِنه العوضِ، مِنك لله يا حسنين إنت السبب ربنا ينتقم مِنك علي ال عملته فِي صقر زمان.
--
صعد للأعلي وطرق علي الباب لتُسرع روان بمسح دموعها ، وتأذن بالدِخول للطارِق قائلة
=إتفضل.
دلف صقر واشعل الأنوار وقال بأبتسامة
=قافلة الأنوار ليه ؟
أبتلعت ريقها بتوتر ملحوظ قائلة
=كُنت هنام فقفلته بس حمداً لله علي سلامتك يا ابية.
جلس علي طرِف الفِراش ثُم ملس علي غُرة رأسها وقال بحنان
=مالك ؟
هزت رأسها وهي تلعب بأصابع يديها قائلة
=عادي انا كويسة.
تنهد قائلاً بتحذير
=روان انـا مِش بحب الكذِب علي الإطلاق ودي الحاجة الوحيدة ال مِش بسامِح فيها، عاوز اعرف ليه دِموعك دي ؟ ولو مفكرة اني مِش عارف انك بتكذبي ف تبقي عبيطة لاني ربيتك علي ايدي طبيعي ابقي عارفك حتي اكتر مِن نفسِك.
قالت روان بضيق تنفُس
=حاسة بخنقه مِن جو الأمتحانات وكدا.
قال صقر ماطاً شفتيهِ بحزم
=هعدي الموضوع رغم اني عارِف مِش دا السبب بس مِش هجبُرك وهسيبك تيجي بنفسِك وتحكيلي، ولو علي الامتحانات خلـصي بس وانـا عليا هخرجك وابسط زي ما عايزة ، ودلوقتِ نامي علشان هوصلك بُكرا للكُلية.
اومـات برأسها فِي ضيق فهي ارادات عدم الذهاب حتي لا تري رودي وتظل تُضايقها بخطـبتها مِن امجد وتلك المشاكِل لكِنها لا تسطيع الرفض امام أخيها حتي لا يستوجبها مرة اُخري.
جذبت الغِطاء وحاولت النوم الي أن نامت بينما اغلق صقر الأنوار وذهب لغُرفتهِ ليخلع سترتهِ ويُلقيها علي الفِراش، وابدل ملابسهُ وغط فِي نوم عميق، هكذا حياته نوم وعمل طوال الوقِت سوداء وغامِضة ، تارةً عصبي وقاسي وتارةً حنون وهادِئ وتارةً بارِد ومُستفِز ، فقد تجمعت جميع المشاعِر بـ صقر جعلهُ رجُل صعب الفِهم، هل ستتغير مجري حياتهُ ام أنها ستبقي كما هـي ؟!
--
توقفت السيارة أمام إحِدي البنايات ليرفع هيثم رأسُه ويراها نائمة وشعرها يتطاير بخفة علي وجهها ، لمسها بشوق لتنفض هـي وتبتعد عنهُ مُسرعة بالنِزول مِن السيارة، ليقول بصوت غاضِب مكتوم
=مسيرك تبقي مِلكي بعد دقايق يا عليا.
اخذت الحقيبة وأسرعت بالهبوط للشقة.
فتحها هيثم وهُـو يتأمل جسدها، دلفت للداخِل وهـي تُحاوِل ضبط ملابِسها خوفاً مِن هيثم لا تعلم ماذا ستفعل معهُ حتي تحمي نفسها ؟ بالرغم انهُ زوجها الا انها ما زالت تشعُر انها ملكـاً لأحدهُم ويجب عليها حِماية نفسها مِن هيثم.
احست بيد توضع عليها ليُحاول تقبيلها، ازاحتهُ ليقع ارضاً وتبتعد مُمسكة بالمزهريه قائلة بغضب
=لو قربت مِني هكسر دي علي راسك وتموت واخلص مِنك.
رمقها هيثم بغضب قائلاً
=بلاش التخاريف دي لانك هتبقي ملكي ولو حتي غصب عنك.
قالت عليا بكبرياء
=نجوم السماء اقرب ليك علي فكرا وانا مِش هخليك تقرب مِني والا هكسر دي علي دماغك
قال هيثم بتوعد
=طيب يا عليا اعملي ال عاوزاه بس مسيرك هتبقي مِلكي وساعِتها مِش هرحمِك.
قالها وخرج مِن الشقة ، لتقع أرضاً وتركت عينيها تبكي حتي شهقت أكتر مِن مرة وهي تضع رأسها بين يديها قالت بتعب وأرهاق
=يارب ساعدني انا خلاص تعبت ..
--
كان سُليمان يجلس بمكتبه مُمسك بصورة والِد عليا وقال بنبرة حزينة
=سامِحني يا عبدالصمد ما قدرتش احمي بنتك بس هي غلطت ، كُنت بتألم وهي بتمشي ومِش قادر اخليها جمبي بس حسيت بسكاكين بتنهش فِي لحمي ان حفيدتي تخوني بالطريقة دي، كان نفسي اقولها انك ابني وهي حفيدتي بس دا النصيب .. سامحني
