رواية معشوقه الصقر الفصل العاشر 10 بقلم ساميه صابر
تراجعت عليا للخلف ببكاء وخوف لا تري ما عليها فِعلُه سِوي الهُروب .. وخصـوصاً وهي تري هيثم غارِقًا بدمائُه.
ركضت الي الباب وفتحتهُ تارِكة اياه مفتُوح علي وسعيهِ ، وغادرت المكان بينما كـان عامِل اوردو يقُوم بتوصيلُه حتي رأي الباب مفتوحًا، دلف برفق وهِدوء ليري هذا غارِقًا بدمائه والسكين بمعدتهِ صرخ بقوة قائلاً
=يا عالم يا هو الحقونييي قاتيييل ...
___
كان يستند علي روان ودلفُوا الي غُرفة المعيشة لتقُوم بجعلُه يستقِل علي المقعد ، قالتِ فوزية بفزع وهـي تُحرك كُرسيها
=مالك يا صقر يا بني ايه ال حصِل.
قـال بهدوء
=ما تقلقيش يا ماما دا جرح بسيط
قالتِ بضيق
=بسيط ازاي بس فهمني ايه ال حصِل.
امسكتها روان قائلة بهمس فِي اُذنها
=يا زوز هُـو كويس الاهم تتكلمي معاه ف الموضوع اياه وتستغلي الفُرصه واللهِ وهُـو كُويس.
اومـأت فوزية برأسها وبقت تُمثل انها تقُوم بمسح دِمُوعها ، اقترب صقر مِن كُرسها قائلاً بقلق
=ماما انتِ بتعيطي ليه بس ؟
قالتِ برجفة
=علشان إنا لوحدي طُول الوقِت خلفت ولا كأني خلفت انت ف شُغلك وهي ف جامعتها وانا قاعدة لوحدي
قـال بهدوء
=طيب تحبي اقعُد معاكِ ؟
قالتِ بضيقٍ
=وانـا هعمل ايه يعني لما تقعُد معايا، انـا عاوزه طفل او طفلة يسلوني والاعيبهُم وابقي تيته دي فرحه لوحدها.
قـال صقر بتفكير
=طيب تحبي اتبنالك واحِد ؟
نكزتهُ فِي ذراعه بخـفه قائلة
=بطل بقا استعباط وإنت عارف انـا بتكلم عن ايهِ كُويس.
قـال بتفكير
=اه انتِ شكلك حاطه عينك علي واحدة مِن اولاد صُحابك.
قالتِ بأبتسامة
=مِن حيث حاطه عيني علي واحدة ف آه .. انما مِن اولاد صُحابي ف لا هي صاحبة روان، ما إنت عارفهـا دي عليا يا صقر.
رمقها صقر بذهُول، وقال بضيق
=انا قولتلك مِش عاوز اتجوز، وكفاية كلام ف الموضوع دا.
قالتِ فوزيه بصوتٍ عالي
=لا المرة دي مِش هسكُت انت بتكبر وانا بكبر ونفسي اطمن عليك يا صقر، ولو مِش عجباك عليا خلاص اشوفلك غيرها.
قال بأعتراضِ سريع
=لا لا .
ابتسمت قائله
=طيب يبقي مستني ايه.
قال بتفكير
=ما أعرفش عن عليا حاجة، علشان نتجوز .
قالتِ روان بحماس
=بس هي بنت كُويسه جداً ومُتفتحه اوي، وجميلة اوي بحسها زيك اوي، وافق يا ابيه وحتي لو هتعمل فترة خِطوبة.
كاد أن بتحدِث لولا دخُول عُثمان بواب القصِر قائلاً
=الحقي يا ست روان، الست عليا صاحبتك واجعه قُدام
القصِر بتاعكُم.
ركضت روان بسُرعه يليها صقر خاءفاً عليها، حملها برفق ودلف داخِل القصِر يليهِ روان وهي تركُض بخوفٍ، صعدوا بها للأعلي وقام بوضِعها بفراشُه أسودِ اللُون، جذب الغِطاء عليها ثُم قال لروان امِراً
=هاتيلي مياه بسُرعة يا روان .
اومأت برأسه وذهبت راكِضه تحمل الماء ، اعطتهُ اياه وقام هُو بضعِ القليل علي وجهها لتستفيق، وبالفِعل فاقت بتعب ، وهي ترتعش وتنكمش علي نفسها وقالتِ بخوفٍ وهي تنظُر لهُم
=انا ما عملتش حاجة هُو السبب هُو السبب .
نظرت روان لصقر كما نظر لها هُو الآخر بعدم فهم، قالتِ هي بضيق
=لازِم اتصِل بالدكتُور فوراً
تركت الغُرفة وذهبت لتتصِل بالطبيب، بينما التفت لها صقر وقال بنبرة حانية
=عليا، ما تخافيش انا مِش هعملك حاجة .. اهدي بس.
رمقتهُ بهدوء لتعلم بأنهُ صقر بهيبتهِ الصقرية مِثلُه، ونبرتهُ الحانية وبالوقِت نفسُه قوية .
اقترب مِنها وأمسك كف يديها برفق لتستسلِم لهُ باكية ، وعانقتهُ بقوة وهي ترتعش، ثُم قالتِ بنبرة ضعيفة صادِقة
=ما تسبنيش انا خايفة .. خايفة اوي
شدد مِن عِناقُه لها وقال بحنان
= شششش ما ينفعش اسيبك انا هِنا وقت ال هتكُوني موجودة .
امسك ظهرها للوراء وقام بجذب الغِطاء عليها والاستلقاء بجانبها وبقي يبعث بخُصلاتِها قائلاً
=نامي يا عليا وما تفكريش كتير .
واغمضت عينيها وهي تبكي أكثر حتي غطِت بالنُومِ، مُتناسية العالم وما به ، ظل يتأملها لكثير مِن الوقت، يعترف مِن اول لقاء احبها، هل شعرت يومًا انك ما ان رأيت شخص شعرت بالراحة معهُ وأحببته كأنك تنتظِرهُ مِن زمن، ليست مُبالغة ولكِن هذا شعُوراً حقيقاً.
يشعُر بالرغبة ف الأقتراب، والاخر يخاف الاقتراب لأن جنس حواء لا يأمن لهُم ، لكِنها لم تكُن مِن جنس حواء هي ملاك ..
____
كانت الشُرطة موجود تأخُذ بصمات الشقة كما اتت الأسعاف واخذُوا هيثم الي المُستشفي، وكان هُناكِ بعضِ الصحافة، وقف الظابط يأخُذ اقوال بواب العُماره، قال بتساؤل
=مين كان عايش معاه ف الشقة دي ؟
قال البواب بهدوء
=صراحه كان فيه كتير بيطلعوا وينزلوا مِن عندُه يا باشا ، بس كانت عايشة معاه بنت وكان بيقُول انها مراته ف اللهُ اعمل بردوا .
قال الظابط بتفهُم
=اه طيب معاك صُورة ليها او تعرف مكانها فين ؟
قال بنفي
=لا يا بيه .
اومأ برأسه قائلاً
=طيب تقِدر تمشي انت.
بالفعل غادر البواب ليقُول الظابط
=ها خدتُوا البصمات ؟
قال الآخر وهُو يؤدي التحية العسكرية
=ايوة يا بيه خدتها ..
اومأ برأسه قائلاً
=تمام، سمعوا البيت ووجدوا البصمات بسُرعة وخصوصاً ال كانت علي المطوة علشان نِعرف مين ، وشمعُوا الشقة .
اومأ الآخر ثُم قال
=تمام يا فندِم.
____
وبحب اغنيه سوا، يا هنايا ف حُبهم المياه والهوا طُول عُمري جمبهُم.
كانت روان تُدندن بتلِك الكلِمات ، وهي تتراقص لتقُول فوزية بغيظ
=انتِ عاوزه تجنينيني يا بت انتِ، صاحبتك تعبانه وانتِ بترقصي وتغني.
قالتِ روان وهي تجلس مُربعة القدمين
=ونبي انا ال تعبانه مِش هي لا ، صقر جمبها ومخلي بالُه مِنها وانا هِنا زي القلقاسة المطلقة.
قهقهت فوزية علي حديثها قائله
=بُكرا تلاقي ال يهتم بيكِ.
رمقتها روان بخجل لتقُول والِدتها بأبتسامة
=بتحبيه ؟
قالتِ روان بذهُول
=مين دا ؟
=يا بت عليا دا انا اُكم وعارفة انك بتحبي امجد.
ابتسمت بخجل ثُم قالتِ
=اه.
تابعت بنبرة حزينه
=بس حُب مُستحيل .. لان صقر مُستحييل يوافق .
قالتِ فوزيه بأبتسامة
=ييجي ويتقدِم بس وانا هقنع صقر .
عانقتها روان بقوة قائله بعدم تصديق
=بجد يا ماما؟
قهقهت بخفة قائله
-شُوف البت .. ايوة يا ستي بجد.
____
اشرقت الشمس علي عينيهُما، لتستيقظ هي اولاً وهي ترتعش ولكِن جسدها هدء تلقائياً، رمقتهُ بهدوء كان وسيمًا بحق، وملامِحهُ الرجولية الجميلة جعلتها تبتسِم، مدت انامِلها تتلمس لحيتهُ السوداء التي تخطف القُلوب ..
فتح عينيهِ بهدوء جعلتها تبتعد بخجل شديد وقالتِ بتلعثُم
=اسفة جداً ما قصدِتش و..
قاطِعها بأبتسامة قائلاً
=احلقها ؟
قالتِ بسُرعة
=لا دي جميلة اوي .
وضعت يديها علي شفاها كالأطفال خجلة مِما تفوهت بهِ، بينما قهقه هُو بصوتٍ عالي ثُم قال
=هقُوم انا واسف لو نمت بس ما حستش بنفسي، هنتظِرك نفطر سوا.
هبط للأسفل، بينما ظلت هي جالسه تبتسم بخجل وأمسك الوسادة تحتضنها وتدفن رأسها بها بخجل شديد وابتسامة زينت محياها، نهضت بمرح لكِنها تذكرت أمس لترتعش بقوة وتركت عينيها تبكيان بخوفٍ وتقُول لنفسها
=يا تري ايهِ إل هيحصِل يا عليا .. هتتسجني ولا
هتاخدي اعدام، وهتقوليلهم ايه قتلت جوزي علشان بيتهجم عليا ما هُو اصلاً جوزي ...
وضعت يديها علي وجهها تبكي بحُرقة وهيستريا، حتي استمعت لصوتِ طُرقات خفيفة علي الباب ، انتفضت بقوة ومسحت دِمُوعها ثُم قالتِ بخوفٍ
=مين ؟
قالتِ الخادِمة بهدوء
=اُستاذ صقر لسه روان والحاجة فوزية، مستنيين حضرتك علي الفطار ياريت تيجي.
قالتِ بصوت جاهدت فِي أن يبدُو طبيعياً
=طيب جاية
مسحت دِمُوعها وهبطت السلالم فِي مُحاولة لرسم البسمه علي وجهها .
جلست اعلي طاولة الطعام، لتقُول فوزيه بحنان
=انتِ كُويسه يا بنتي؟
اومأت برأسها فِي أبتسامة مُزيفة، وبدأت تتناول طعامها بصمت وغفت عن اعيُن الصقر التي تُراقِبها .
استمعت لصوتِ المُذيعة ف التلفاز وهي تعلن عن جريمة قتِل قائله
=جريمة قتل قاتِلها مجهول، لكِن قريباً هيتعرف، القتيل كان ف شقة () فِي عُمارة ()فِي شارع()،،، ودي صُورا القتيل، أو المجني عليه لانه لسه ف العناية المُركزة ما مانعرفِش حالتُه ايه بالظبط يعني بين الحياة والمُوت، ونتقابل مع اخر الاخبار فِي برنامجكُم جرائم ما بتنتهيش.
وقعت الملعقة مِن يدِ عليا بخوفٍ ورعشة ، رمقها الجميع فِي أستغراب، حتي رأوا الشُرطة دلفت ومعها عساكِر، قال صقر بثبات
=نعم فيه ايه ؟
قال الظابط بهدوء
=اسفين لأزعاجك يا صقر بيه بس مطلوب القبض علي بنت اسمها عليا مُتهمه بجريمة قتل وعرفت انها موجودة ف بيتك.
