رواية معشوقه الصقر الفصل الخامس عشر 15 بقلم ساميه صابر
قال سُليمان بعدما اخذ نفسٍ عميق
=عليا .. الموضُوع دا أجلت فيه كتير بس حان وقت اقولك ياريت تسماعيني للاخر وبدون مُقاطعة او حتي تفهميني غلط
قالتِ عليا بقلق
=فيه ايهِ يا جدو قلقتني.
قال بتنهيدة
=من زمان اوي ، كُنت شاب عادي وكان ليا نزواتي للاسف قبل ما اتوب لربنا، وكان فيه بنت شغاله عندنا وللاسف انا كلمتها وحصلت ما بينا علاقه في السر وهي حملت، كُنت عايز أتجوزها ونبقي سُوا بس اهلي رفضُوا متحجيجين انها خدامه وجوزوني لبنت عمي غصب عني، ومشوها علشان ما نتقابلش، بس هي ما حبَّتش تخربَّ حياتي، بس عرفت إنها ولدت ولد وبعدها ماتت، الولد كبر في حُضن سته ولما بقي في سن الخمسة عشر جه عندي وسته ال جابته علشان يشتغل ووقتها قالتلي قبَّل ما تمُوت إنه إبني، ومن وقتها بخلي بالي منه كأنه ابني وحاولت اعوضُه بس للاسف ما قدرتش اقول السر دا لحد ما هُو إتجوز وخلف بنت زي القمر وسابهالي ومات، اتمني انها تسامحني، مسمحاني يا عليا؟
اتسعت عينيها ذهُولاً مع حديثُه الذي أصابها بالجنُون والصِدمة، قالتِ والدِمُوع تجمعت بمقلتيها
=انت قصدك اني انا ..
قال بضعف
=ايوة يا عليا انتِ حفيدتي، وابوكِ يبقي ابني .. كان نفسي اقولك من زمان بس غصب عني.
ادمعت اعيُنها بقوة بل بكت علي سنين حرمان من جدها لكِنها كانت تشعُر بقرابة تجمعها مع هذا الرجُل.
احس انها ستغضب أو رُبما تترك المكان وتمشي.
لكِنهُ فوجأ بها تُعانقه بقوة وهي تقُول
=جدو .. اتأخرت اوي.
ربط علي ظهرها وشعرها وقال
=انا اسف يا عليا سامحيني ..
____
تحركت بأتجاهِ مُعاكِس لهُ وهي تقُول بصرامة
=لو جيبتها علي البيت يا صقر مِش هكلمها ولا هكلمك ..
صمت صقر بغموضُ وقال
=شوفي يا اُمي، عليا ما فيش حاجة اتغيرت فيها لأنها اخذت البراءة من التٌهمه دي، وبعدِين لا انا اول ولا اخر واحد يتجوز واحدة ارمله وكانت متجوزة قبل كدا، انا عايز عليا ومِش هتجوز الا هي، انتِ بنفسك طلبتي مني أتجوزها واديني هتجوزها وف النهاية ال يهمك سعادتي صح ولا لا ؟
قالتِ بغضب
=يهمني سومعتك اكتر مِن سعادتك.
قال بثبات
=سومعتي مِش هتضر، وعلاقتي ف العمل غير امُوري الشخصية وف النهاية كلام الناس لا يعني لي في شيء.
تابع وهُو ينظُر لساعة مِعصمُه
=انا لازم امشي ، رايح لجد عليا وهتكلم معاه رسمي، وبعد العدة علي طُول هنروح ونكتب كتب الكتاب ..
قالها وغادر بخطوات واثقة ، رمقتهُ بتعب وقالتِ
=هتفضل عنيد زي ابُوك يا صقر، بس يا تري عِندك هيويدك لفين؟
____
دلفت الي غُرفتها وهي تبتسم بدِمُوع مُختلِطة، لم تُصدِق ما حدث قبل قليل ، أنهُ جدها وقد أصبح لها أهل اخيراً.
أبتسمت برقة وجلست أعلي الفراش، بدأت بمُذاكرة التُركي، حتي تذكرت عِندما كان يختبرها وقال لها ما معني "Seni seviyorum" بالعربية؟ وكانت بحبَّك.
إبتسمت تلك اللحظه وهي تعلم ما كان يقصُده مِن تلك الكلِمة، قالتِ وهي تغلق عينيها للنُوم رغمًا عنها
=Seni çok seviyorum.
(وانا ايضًا احبَّك كثيراً).
_____
دلفت أميرة الي المنزِل بأبتسامة واسِعة، قبَّلت اخويها، براحة وعشق، وهي تبكي، ثُم دلفت لوالِدتها التي كانت جالسة تبكي ما ان رأتها حتي قالتِ بلهفة
=اميرة بنتي..
اقبَّلت عليها أميرة وقبَّلتها وهي تبكي ، قالتِ شوقية بقلق
=كُنتِ فين انا كُنت هموت من القلق عليكِ لا عارفة اتحرك ولا اعمل حاجة.. والجيران قالولُي شايفين الحكومة كانتِ وخداكِ، ايهِ ال حصل يا ضنايا.
قالتِ أميرة لتطُمأنها
=ما تخافيش يا اُمي انا كويسة صدقيني.
نهضت بحماس وهي تقُول
=هقُوم اعملك اكل اكيد تعبانه وما خدِتيش العلاج.
قالتها بشيء مِن العِتابَّ، قالتِ شوقية بضيق
=طُول عُمرك بتهتمي بالكُل وما بتهتميش بنفسك.
قالتِ أميرة مُبتسِمة
=كُله علي الله.
بالفعل اتجهت وقامت بتحضير الطعام وقامت بإطعام أخويها، وجعلتهُم يغتسلُون ثُم نامُوا براحة، و اطعمت والِدتها وأعطتها الدواء وجعلتها تنام، ثُم قامت بتنظيف المنزِل، واغتسلت هي الاخري، وقامت بأداءِ صلاة الظُهر والعصر الذين فاتونها، وجلست تقرء مِن كتابَّ الله بسكينه وهدوء.
حتي أستمعت لصوتِ دقات علي بابَّ الشقة، وضعت الحِجاب علي رأسها وإتجهت لتفتحهُ تفاجأت بوكيل النيابة يقف امامها، قالتِ بذهُول
=ايه ال جابك هِنا ؟
مطِ شفتيهِ بعبُوس وقال
=كدا تقابليني اول مرة اجيلك فيها؟
اخفضت رأسها بأحراج وقالتِ
=لا انا اسفة اتفضل ..
دلف ببطيء ووضع باقة الورود علي الطاولة وجلس، قالتِ بحرج
=البيت مِش اد المقام معلش.
قال بصدق
=بحبَّ البيوت ال زي دي، وعلي فكرا البيوت بما فيها من حُبَّ وخير وسعادة مِش اساس ونظام.
أبتسمت بهدوء وقالتِ
=تحبَّ تشرب ايهِ؟
قال بمُداعبه
=لو فيه مِنك عصير أشرب .
رفعت حاجبها بضيق ليتنحنح بحرج ويقُول
=انتِ اكيد بتسألي ايهِ جابني هِنا !
ربطت ساعديها امام صِدرها وقالتِ
=اه وياريت تقولي الاجابة.
قال بتوضيح
=اسمي مالك عبدالحميد، وكيل نيابة، وعندي تلاتين سنه ، عندي شقة ملكي بس عايش مع اُمي وابويا فِي فيلتنا، عندي عربية ومُرتبي كويس، دا غير عندي فلوس في البنك.. ها انفع ؟
رفعت حاجبها للأعلي وقالتِ بنفاذ صبر
=ل ايهِ ؟
_____
احست بيد خفيفة تهزها فنهضت برفق لتري اُم جمال تقُول لها بجمود
=سُليمان بيه مُنتظِرك تحت ومعاه واحد.
حاولت أن تمشي، أمسكتها عليا برفق وتجمعت الدِمُوع بمقلتيها وهي تقُول
=اُم جمال ، انتِ لسه بردوا زعلانة مِني مِن الموضُوع إياه ؟
قالتِ اُم جمال بضيق
=ال مزعلني اني عارفاكِ وشبه مربياكِ علي ايدي ، ازاي تعملي كدا بس ؟
قالتِ عليا وهي تبكي
=واللهِ انا ما عملت حاجة دي حيلة هُو دبرها علشان يسوء سومعتي، واكيد اُمه مشركاه فِي ال عملُه ..
ربطت اُم جمال علي كتفها
=بس انا مسمحاكِ لان ما فيش اُم ما تسامحش بنتها ، ربنا يهديلك الحال يا بنتي.
عانقتها عليا براحة وإبتسامة، ربطت علي كِتفها وهي تبتسِم، وقالتِ بضحكة
=كدا جدك هيطرُدني يلا.
اتسعت اعيُن عليا وقالتِ
=ازاي عرفتِ؟
قالتِ بإبتسامة
=هُو جمعنا وقالنا علي الموضُوع والموضُوع شبه انتشر فِي البلد ..
إبتسمت عليا بدِمُوع وهي تشكُر الله ..
___
هبطت السلالم برفق ، لتبحث بعينيها داخِل غُرفة المعيشة ، لتراه يجلس مع جدها يبتسم ، دق قلبها بعُنف فقد سحرها وأخذ قلبها لهُ ، إبتسمت بخجل ودلفت الي الغُرفة وهي تقُول
=السلام عليكُم.
رد صقر وسُليمان السلام ، لينهض سُليمان ويقُول
=انا هسيبكُوا شوية علشان تتكلمُوا وبعدها ابقي قرري.
اومأت برأسها وجلست علي بُعد مِن جلوسُه ، سمعتهُ يقُول بصوت جدي
=فيَّه حاجة عايزة تعرفيها مِني؟
صمتت تفرُك يديها بتوتر، ثُم قالتِ بصوت خرج مهزوزاً نوعًا ما
=انت عرفت اني مِتجوزه، ليه مُصر تتجوزني؟
قال صقر بنبرة اخافتها
=هتعرفي ليلة فرحنا ..
رفعت وجهها وقالتِ بتساؤل
=وليَّه ما ينفعش تجاوبيني دلوقتِ.
قال ببساطة
=لمَّا نتجوز هقدر افسرها بطريقتي؟
كان يقصُد شيء اخر، لكِنها فهمت انهُ يُحبَّها ويوُد قولها وهي زوجتهُ ..
قالتِ بتفهُم
=ماشي
قال بهدوء
=فيَّه اي اسأله تانية؟
هزت رأسها برفضِ، ليقُول بهدوء
=تمام، انا مِش هقدر اعمل فرح ودا غصب عني ف بعد كتب الكِتابَّ، هنقضي اليُوم هنا والصُبح هرجع القاهرة، وكدا تقريبًا عدي شهر فاضِل شهرين ..
قالتِ بتنهيدة
=تمام.
نهض برفق وهُو يقُول بجدية
=طيب عن اذنك ، لازم ارجع بدري
قالها واتجه للخارِج ببرود تام، قالتِ وهي تطلع لطيفُه
=ليه حاسه إنك مِتغير يا صقر؟
____
لم تُذكر أحداث عِند عليا وصقر، سوي انها تهتم بدراستها لان امتحانتها اقتربت، وتعيش مع جدها بسعادة وفرحة، بينما صقر يهتم بعملُه او يدفن نفسُه بهِ كي ينسي اي آرق يوجع قلبُه، ولم يتحدث مع والِدتهُ او روان بل يُرسل اليهُم أمجد ليري مُتطالبتهم، فقد مر شهرين علي تلك الأحداث ..
___
اليُوم خاص ومُميز، يُوم عقد قُرآن عليا وصقر، آتي سريعًا، كانت واقفة مع بعضِ الفتيات امام المرآه يُزينونها بطريقة جميلة، قد لفوا لها الحجاب بطريقة مُتميزة، فهي قد ارتدتهُ مُنذ قليل ، ورفضت وضِع مساحيق التجميل وكانت جميلة بوجهها الذي يشعُ نوراً.
ارتدت فُستان طويل أبيض، مُرصع بالفصُوصِ، انتهت مِن كُل شيء، لتستمع لصوت زغاريد من الاسفل، لتعلم ان كتبَّ الكتابَّ تمّ، ليزداد توترها ، دلف سُليمان لها بإبتسامة دامِعة، أقترب مِنها وطبَّع قُبلة علي رأسها وقال
=مبروك يا عليا يا حبيبتي، كتبنا الكتابَّ.
إبتسمت عليا رغم التوتر الذي حل عليها، قال سُليمان بصوت هاديء
=اتفضُلوا يا بنات برا علشان العِريس جاي.
تابع لعليا
=اجهزي يا بنتي صقر هيدخُلك، وعلي فكرا اُمه ما جتش ولا حتي اُخته وقال ان اُمه تعبَّانه وروان قاعدة معاها.
اومأت برأسها فِي شرود وهي تتوقع أن روان غاضِبة مِنها لإنها كذبت بأمر زواجها ..
جلست أعلي الفِراش، وأعطت ظهرها للبابَّ بخجل، دلف صقر واقفل البابَّ، صوته جعلها تعلم انهُ دلف، نهضت بتوتر وقالتِ
=تحبَّ اعملك اي حاجة؟
قال بتقزز
=مِش عاوز حاجة مِنك وبلاش شُغل الزوجات دا ما بيكولش معايا..
رمقتهُ بصدمه وعدم فهم، ليقُول وهُو يقترب مِنها
=فاكرة لما كُنا قاعدين فِي الصالة وقولتيلي ليه هتتجوزني بعد ما عرفت اني كُنت متجوزه؟ ووقتها قولتلك هقُولك فِي الفرح
هزت رأسها ببطيء ، ليقُول بضيق
=علشان اخُد حقي مِنك ، ما تفكريش اني متجوزك علشان حُبَّ فيكِ او جمال فِي عيُونك لا انتِ ما تمليش عيني بنكله ولا انتِ من النُوع ال بحبُه، انا متجوزك علشان اتسلي بتعذيبك وعلشان مزاجي.
ألقاها بقوة علي الفراش وقال
=أتفضلي دلوقتِ اجهزي علشان مزاجي ..
