رواية معشوقه الصقر الفصل السادس 6 بقلم ساميه صابر

 

 رواية معشوقه الصقر الفصل السادس 6 بقلم ساميه
صابر

دلفت عليا الي الشقة لتصطدم عِندما رأت حالِ الشقة المُنقلِب رأساً علي عقب والخمور بكُل مكان وملابس تبدو انها لفتاة ما زاد عينيها توسُعـاً عِندما استمعت لصوتِ ضحكات مُتتالية مِن إحدي الغُرف وكان يبدو ان هيثم معهُ فتاة!
هي لم تحزن لان زوجها خانها هي لم يفرق معها ولكِنها غضِبت مِن انهُ يفعل ذلك دون الحلال وبمكان لا يصح بهِ ذلك.
خرج هيثم ومعهُ الفتاة التي ترتدي قميص عاري، ليقترب مِنها ويقول بغضب
=اهلاً اهلاً بست عليا ال اول يوم ليها ف مصِر اتأخرت عن الساعة عشرة يا تري بعد كِدا ايه ال هيحصل ؟
نظرت لهُ بإحتقار وجاءت لتُغادِر ليمسكها بقوة مِن خُصلاتِهـا لتتآوه بقوة قائلة بصراخ
=اااه سيب شعري يا حيوان.
قال بغضب جامِح
=الحيوان هيربيكِ يا عليا.
هجم عليها كالثور يضربها ويضربها ومِن ثُم جاء بالحِزام وظل يضربها بهِ تحت صراخها الآلم وهـي تبكي فقد مزق ملابسها وجعل مِن جسدها الوردي ازرق!!
حتي فقدت الوعي مِن كثرة الضربات ، قالت الفتاة بقلق
=سيبها بقا كفاية شكلها ماتت..
ابتعد عنها هيثم بخوف وقلق ثُم ظل يهزها وهي لا تُبدي اي ردة فعل بل بدي وكأن نفسها انقطع بالفِعـل.
قال بخوف
=طيب وهعمل ايه ؟
قالت الاخري بخوفٍ
=انا ماليش فيه انا ماشية وابقي هتلها دكتور ولا حاجة..
قال بخوف هُـو الاخر
=ما الدكتور هيساءل وانـا خايف .. انـا هسيبها وال يحصل يحصل.
اخذ مُحتواياته وغادر هُـو والشمطاء التي معهُ دون ذرة رحمه فِي قلوبهُـم التي أوشكت علي الموت.
--
جلست روان اعلي الفِراش شارِدة مِن نظرات امجد لها وحديث عليا هي تظُن ان هذا كذب لان عقلها صور لها هذا بينما قلبها يُصدِق بأن يومً سيأتِ ويكُون امجد لها.
استمعت لصوتِ طُرقات علي الباب لتقول بهدوء
=اتفضل.
دلف صقر بثبات ثُم قال لها بحنان
=عامله ايه دلوقتِ ؟
قالت وهـي تهز رأسها بخِفة
=انـا كُويسـة جداً.
تابعت بتساؤل
=وصلت عليا ؟
هز رأسُه بشرودٍ ثُم قال بتنحنح
=روان انتِ تعرفي إيه عن عليا ؟
قالت بأبتسامة
=انها بنت طيبة وجميله جداً معايا ف كُلية السُن بس واخدة تُركي وحلمها تسافر برا تشتغل بعد ما تخلص كانت مِن المنصورة بس جت هِنا تقريباً مع اخوها علشان تكمل تعليمها ف مُستوي ارقي وهُو علشان شُغله.
قال بشك
=هـي مالهاش اهل ؟
قالت روان بتفكير
=لا اكيد ليها بس ما كلمتنيش عن اهلها انا قولت اكيد جُم معاها.
تابع بتساؤل
=هي مخطوبة او اي شئ مِن القبييل دا ؟
قالت بهدوء
=لا عليا سنجل اصِلي ما شوفتِش دبلة فِي إيديها.
تابعت بتساؤل
=بس إنت بتسأل ليه ؟
نهض قائلاً بأظهار عدم اللامُبالاه
=عادي يعني بس لازم اعرف عنها كُل حاجة وبعدِين لأنها صديقة اُختي ولازم اطمِن عليكِ صح ولا إيه ؟
اومـأت برأسها فِي أبتسامه بينما ودعها هُـو لتمسك روان الوِسادة بمرح قائلة
=وإنت مِن أمتي بتهتم بصُحابي يا عم صقر ؟! اااه شكِل الحكاية هتحلو جداً.
---
كان صباحاً عادياً عليهِ فلم يغفل لهُ جِفن لم يعمل لماذا ، ولِما تلك الفتاة اخذت عقله ؟ تنهد بقوة وهُـو يتناول كوبِ القهوة المُرة ثُم نهض يرتدي ملابسُه وقرر ان يصِل روان.
هبط للأسفل ليري فوزية جالسة تقرء مِن الجريدة وتتناول الكعك مع كوبِ شاي بلبن.
قبل يديها قائلاً
=صباح الخير.
ربطت علي كِتفه قائلة
=صباح الخير يا حبيبي يلا افطر.
قال بثبات
=لا انـا مِش جعـان.
قالت فوزية بحنان
=طيب ال يريحك ..
تنحنحت قائلة
=صقر فيه موضوع كُنت عاوزه اكلمك فيه.
نظر لها بأهتمام قائلاً
=موضوع ايه يا اُمي خير.
قالت بهدوء
=اسمعني للاخر وبدون مُقاطعـه فيه بنت زي القمر
قاطعها صقر مُكملاً
=حسب ونسب ومال وعيله واصل وهتصونك والبنت جميله وانا حبيتها هتليق عليك لان نفسي اشوفك مِتجوز واشيل عيالك قبل ما اموت، مِش دا ال كُنتِ هتقوليه.؟؟
اومـأت برأسها ليستكمل صقر بنفاذ صبر
=ارجوكِ يا اُمي كفاية كلام ف الموضوع دا انا حقيقي مِش بفكر ف الجواز ولما احس اني حابب اتجوز وقتها هتجوز.
انزلت نظرها للأسِفل بقلة حيلة فهو سيظل علي رأيُه دون ان يُحاول تغيييرة، بينما هبطت روان السلالم قائلة
=انـا جهزت يا ابية يلا بينا.
اومـأ لها وسبقها هُـو بينما ودعت روان والِدتها بقُبلة ف الهواء واتبعت اخيها صقر.
دلفوا للسيارة وظلت روان تُحاول جاهِده ان تقُوم بالإتصال علي عليا ولكِن لا فائدة ،لاحظ روان ضيق روان ليقُول بتساؤل
=مالك فيه ايه ؟
قالت بضيق
=عليا مِش بترُد مِن امبارح انـا خايفة يكُون حصِل حاجة.
احس بـ القلق يعتريه لذا سار عكس طريقِ الكُلية، قالت بأستغراب
=ليه مشيت مِن هنا، الطريق التاني بيودي للكُلية.
قال بهدوء
=اطمني علي صحبتك وبعدِ كدا نبقي نروح وهنوصِل بدري قبل مُحضراتِك.
اومـأت برأسها فِي قلق ، مر وقتـاً ليس بقليلٍ حتي وصلوا لتهبط روان قائلة
=هشوفها واجيلك علي طُول.
اومـأ برأسه فِي ضيق فهُـو يُريد الإطمئنان عليها ، فقد قلِق للغاية.
وصلت روان لرقم الشقة عِندما قامت بسُؤال البواب واملاها رقمِ الشقة ، جاءت لتدُق علي الباب ولكِنها تفاجاءت بأنهُ مفتوح ، فتحتهُ اكتر بقلق لتتصمر مكانها عِندما رأت عليا المُلاقاه ارضاً وملابسها مُمزقة وجسدها بهِ كدمات كثيرة.
شهقت بصدِمة لتتفاجاء بصقر الذي يقِف خلفها مصدومـاً وعيناهُ احمرتا بشِدة!
قالت بتوتر
=صقر اطلع برا بسُرعة هحاول البسها حاجة وناخُدها علي المُستشفي.
تراجع للخلف وبقت عيناهُ حمراء للغاية ضرب الحائط بيديهِ بعُنف لتنزف دمـاً ولكِنهُ لم يُبالي، يأتِ احياناً كثيرة تغضب، تحزن، تضحك،..الخ مِن المشاعِر لا تعلم سببـاً لها.
قامت روان بتبديل ملابس عليا بصعوبة واخبرت صقر يُعاونها فِي حملها ليحملها علي ذِراعه ويتجِـه بها نـحـو السيارة وضعها بالخلف وجلست روان لجانبها وجعلت رأسها اعلي قدميها ليقود السيارة بقوة ومِن حين لآخر يُراقب ملامِحهـا بالمرآة.
---
جلست تهز قدميها بعُنف وتشعل سيجاراتها ليقُول المُحامي الخاص بها
=اهدي يا مدام صافي ، ما ينفعش كدا.
قالت صافي بعُنف
=اهدي ؟؟؟ انت بتهزر بقولك كُل حاجة بتروح مِن ايديا بعد ما قضيت سنين شبابي مع راجل عجوز اطلع مِن المولد بلا حُمص وباشا صقر ياخُد كُل حاجة.
=قولتلك كلميه بالعقل والاغراء لان صقر مِش بييجي بالعُنف.
=عملت كدا بس هُـو ولا ف دماغه.. انـا لازم اخلص مِنه.
قال الاخر بهدوء
=لو خلصتِ مِنه هتلاقي امه واخته.
قالت بحقد
=بس دول مِش هيقدروا يعملوا حاجة، روان الخايبة ولا امها ال قاعدة علي كُرسي بعجل؟؟
قال بحكمة
=معاكِ بس انتِ عارفة صقر اد ايه ذكي ومِش هتخلصي مِنه بسهولة وبلاش حكاية القتِل لتروحي فِي داهيه.
قالت بعصبية
=عندك حل تاني يا ابو العُريف ؟
قال بهدوء
=العبي ف الكارت الصح ، يعني مثلاً هُـو بيحب مين وخليه يقلق عليه ؟
قالت بعدِم فهم
=قصدك ايه ؟
قال بخُبث
=هقولك اقصُد إيه..
--
دلف بها صقر الي حالة الطوارئ ومِن ثُم الي الطبيب ليُداوي بعضِ الكدمـات.
قال الطبيب بعدما خرج
=ما تقلقويش هي بخير بس تعبت مِن الضرب لانها تلقت اشد انواعِ الضرب فما استحملتش وجسمها فيه كدمات كتيرة طبعاً بس كُله هيتحل.
قال صقر بحدة
=وانت شوفت جسمها ؟
قال الطبيب برفض
=اكيد لا .. المُمرضات جوا معها بعد ما يخلصوا تقدر تاخودها بس تاخُد المراهم وتخليها تحُط مِنها ومع الوقت الكدمات دي هتروح.
تابع بحسم
=كُنت هبلغ الشُرطة بس علشانك يا صقر بية هسكُت.
اومـأت لهَ روان بقلق لتقُول بعصبية بعدها
=اعرف مين الحيوان ال عمل فيها كِدا؟
قال بغضب لنفسُه
=هموته لو اعرفه هموته ومِش هرحمه.
قال بعدها مُعنفـاً نفسُـه
=وانـا مالي زعلان اوي كِدا دي بنت عادية زي اي بنت...
تابع بتبرير
=علشان روان بتحبها بس مِش اكتر وبعدِين زي اُختي ف عادي.
مر بعضِ الوقت وانتهوا مِن ترميم كدمات عليا ، ليأخُذها صقر مِن المُستشفي ووضعها بالسيارة وبقي يقُود، قالت روان برجاء
=صفر ينفع اخودها معايـا البيت ..؟ مِش هقدر اسيبها ف الحالة دي ابداً.
اومـأ برأسه وهُـو يُطالِعها مِن المرآة كم هي جميلة، اراد ان يقُول فتحي عيناكِ الرُمادِيـة التي تُشبه اعيُن الغِزلان.
وصـلوا بعدِ قليلٍ ليترجل صقر حامِلاً إياها ودلف بها للقصِر تحت نظرات فوزية الغريبة والقلِقة وضعها صقر بغُرفة الضيوف.
بينما بالأسفل قالت فوزية ما ان لمحت روان
=مين دي يا روان ال شيلها اخوكِ ؟
قالت روان بنبرة مُتوترة
=دي عليا صحبتي .. ال كانت معايا امبارح.
قالت والِدتها
=ايوة ايوة افتكرتها بس مالها ؟
قالت روان بأستعجال
=نتكلم بعدِين يا ماما.
تركتها وذهبت للأعلي لتبقي بجانِبها.
--
مر اليـوم لتدُق الساعة الثانية عشِر مُنتصِف الليل ، كانت روان بجانب عليا تُراعيها بينما عليا نائمة ترفُض الرجوع لعالم الواقِع ف الخيال اجمل بكثير.
غطت روان فِي النومِ وهي بجانبها مِن فرطِ التعب ، بينما بغُرفة صقر ظل يتقلب اكثر مِن مرة ولكِن لا فائدة ، قال بغضب وهُـو يعتدِل
=انـا مالـي فيه ايه ؟؟؟
نهض بخطوات حذِرة حتي وصل لغُرفتِهـا، دلف بهدوء ليري روان نائمة ، ايقظها قائلاً
=روان قومي نامي ف اوضتك.
قالت روان بصعوبة
=ها لا انا هقعُد هِنا علشان لو احتاجت حاجة.
قال بهدوء
=روحي ولما تصحي ابقي تعالي لانها كمان نايمة.
اومـأت برأسها فِي تعب ونهضِت بينما جلس هُـو وامسك نوعِ المرهم يضع مِنهُ علي يديها حتي تنهد قائلاٌ
=شكِلي هحبك يا عليـا.
تعليقات



<>