رواية معشوقه الصقر الفصل الخامس 5 بقلم ساميه صابر

 

 رواية معشوقه الصقر الفصل الخامس 5 بقلم ساميه
صابر

اضاء الأنوار لتتضح لهُ الرؤية انها ليست روان بل فتاة اُخري، ضيق عينيهِ وهُـو يري ملاك بجسد نحيل يختبئ اسِفل الفِراش وتضُم نفسها بحماية وكأن احد سيفترسها وشعرها الناعم الطويل انتشر حول وجهها يحجب عنهُ رؤية وجهها.
اقترب مِن الفِراش ورأي جسدها يرتعش بقوة ، امتدت يداهُ رغماً عنهِ يرفع شعرها للأعلي فقد كان كالحرير، رفعت عينيها المرسومه كأعيُن الغزلان برُماديتها، وكأن عينيها بحراً وغرِق هُـو بهِ.
نظر لها مُطولاً وكأن ملامِحها لوحه فنيه وهُـو يتأملِهـا.
افاق بسُرعة ليقول بصوتٍ عالي هز ارجاء المكان
=إنتِ مين ؟
نهضت عن الفِراش وحاولت التنفُس قائلة بتلعثُم
=هُـو ...
صمتت لا تعلم بماذا تُجيبه بينما خرجت روان مِن المِرحاض علي صوت اخيها لتقول مُهدئه الجو
=صقر اهدي دي عليا صحبتي ..
رمق عليا لثوانٍ ثُم اتجه نحو روان اخذها بأحضانه بقوة رابِطاً علي كِتفها قائلاً
=انتِ كويسة ؟
اومـأت برأسها فِي إبتسامة باهته ، امسك وچنتيها برقة قائلاً
=طيب جهزي نفسك هنخرُج نتعشي برا ومِش عاوز اشوف الزعل ال علي وِشك دا تـانـي.
اومـأت برأسها قائلة
=طيب ، بس ينفع اخُد عليا معايا ؟
اسرعت عليا تقُول بسُرعة
=لالا انا مِستعجلة ولازِم أمشي.
رمقتها روان بضيق قائلة بزعل مُصطنع
=يعني هتسيبيني وانا زعلانة ومُكتئية يرضيكِ ؟؟
حمحم صقر قائلاً
=يلا جهزي نفسِك بسُرعة.
قالها والتفت مُغادِراً ولكِن توقف يرمق عليا بنظرات لامِعه وهُـو يري ملامِحها الحانقة لروان ولكِنها أحست بأحد يُراقبها مِن الخارج نظرت لتري صقر ولكِنهُ ادار وجهُة بسُرعة وهبط السلالم.
قالت عليا بضيق
=بس انـا لازم امشي يا روان
قالت روان بأبتسامة
=عليا، انـا ماليش صُحاب وهتعبرك صحبتي مِن هنا ورايح وهتبقي معايا ف ما فيش نقاش ولو علي كدا انا اكلم مامتك او باباكِ واقول ليهُم.
صمتت عليا حتي لاتفضحها دموعها فهي يتيمة الأثنان ولكِن ما تخاف مِنهُ بحق هُـو هيثم.
استجابت لحديث روان واعدلت مِن وضعية ملابسها وشعرها الطويل، لتسمع روان تقول بأبتسامة
=شعرك طويل وحِلو اوي ولونه روعه ، صقر بيحب اللون دا جداً وطُول عُمره كان يتمني يكون شعري اللون دا علشان يلعب فيه.
قهقهت روان وهي تقول ذلك بينما قالت عليا بتوتر
=صقر دا مين ؟
قالت روان بذهول
=ما تعرفيش صقر مين!! دا يبقي اخويا وصاحب امجد.
قالت عليا بحماس
=بمُناسبة امجد اعتقد انه الشاب ال جابك هِنـا ؟؟
اومـأت روان برأسها فِي شرود لتقُول عليا بخُبث
=يا حرام دا كان هيموت عليكِ جداً خوف وقلق دا كان ناقِص ينام جمبك بدالي.
قالت روان بيأس
=هه مُستحيل دا بيعتبرني زي اُخته..
قالت عليا بهدوء
=يا روان انا قرأت روايات كتيرة نفس قصتك انتِ وامجد وطلع بيحبها ومخبي لإما مِش حاسس بدا.
قالع روان بشئ مِن العصبية
=بس دي روايه وخيال، عكس الحقيقة ال انا عيشاها ويُوم الخميس خطوبته علي رودي وانـا علشان عارفة امجد فهو فعلاً بحبني زي اُخته يعني مُستحيل يحصِل كلامَ الروايات.
قالت عليا وهـي تربُط علي كِتفها
=الروايات مِش خيال فيه مِنها حقيقة وهييجي اليوم ال هتلاقي امجد بيحبك مِن قلبه ولو مجاش يبقي اكيد خير ليكِ وهييجي ال احسن مِنـه.
عانقتها روان براحة فقد كان كلامُها مُريحاً نوعاً ما.
بينما رأت الخادِمة تقُول
=آنسه روان ، صقر بيه مِستني حضرتك تحت.
اومـأت لها روان وهبطت السلالِم هـي وعليـا، لتري صقر واقِفاً بشموخ فـ اسمُه كان جُزءً مِنه ، دوماً الأنسان يأخُذ مِن اسمُـه.
قالت فوزية بأبتسامة حنونه
=ربنا معاكُم يا ولاد ويهدي ليكُم الحال.
تابعت بحنان
=خلي بالك مِن نفسك يا بنتي
اومـات لها روان بأبتسامة والقت نظرة خاطِفة علي امجد الذي يُراقِبها بصمتَ رهيب ..
قال صقر بهدوء
=امجد ما تيجي معانا ؟
قال امجد بأحتجاج
=لا انـا ورايا شُغل.
قال صقر بثبات
=لا تعالي تغير جو.
قالت فوزية بأبتسامة
=روح يا بني معاهُم.
بالفعل وافق امجد وذهب معهُم كان صقر من يقود السيارة وبجانبهُ امجد بينما عليا وروان بالخلِف.
كانت عليا تُحاول جاهدة ان تجعل روان تبتسِم حتي ضحكت بالفِعل شاركتها عليا الضِحك فكانت جميله بضحكتِها ، عينيها التي تُغلق عِند الضحك كانت اجمل شئ علي الإطلاق وغمازاتها الموجود اسفل عينيها جعلتها جميله وشعرها الجميل الذي يتطاير جعلها اجمل ، كانت فراشة هادِئه بأعيُن الصقر ،الذي لأول مرة علي الٱطلاق يري فتاة جميله دون اي مساحيق التجميل ، يري فتاة هادِئه وخجوله لأبعد حد ، لأولِ مرة يري اعيُن غُزلانيه بشكلها!
كان دوماً يري فتايات بعدد شعِر رأسُه واكثر ولكِن جمعيهُن واحد يهتمون بالمال والملابس وغيرها ليس لديهُن حياء يتقربون مِن اي شاب ولكِن عِندما حاول هُـو لمسها ابتعدت وخجلت للغاية فقد ظن ان لا يوجد فتاة هكذا بهذا العالم الي ان جاءت تلك ..
عنف نفسُه بقوة لماذا يبدو كمُراهِق صغير ؟ ادار عينيهِ للناحية الاخري وظل يُحاول ان يُثبت عينيهِ علي الطريق فقط.
وصلوا بعدِ وقتٍ الي مطعم فاخِر ، ترجلت روان تليها عليا التي لا تُحب هذا النوعِ مِن المطاعِم ودلفت روان بمرح يليها امجد ولكِن توقفت عليا بصمت رآها صقر ليتراجع للخلف قائلاً بصوتٍ آجش
=واقفة عندِك ليه ولا مستنية اجي اقولك اتفضلي ؟
رمقتهُ عليا بحاجبين معقودين ثُم قالت ببرود
=ما طلبتش مِنك تيجي تناديلي الفكرة اني مِش بحب النوع دا مِن المطاعِم.
دلفت بعد ذلك اتبعتها اعيُنه الثاقبه التي كادت تُقتلها لو كانت رِصاص!
دلفوا الي المكان ليجلسا الفتاتين مُقابلاً لهُمـا امجد وصقر.
طلبوا الطعـام حتي اتي فِي اقل مِن دقائق لانهم علموا صاحب الطلب فلن يستطيع ان يتأخر.
تناولوا الطعـام بهدوء بينما كانت تأكُل عليا بتوتر ، رن هاتِفهـا اكثر مِن مرة مِن قبل هيثم ، توترت ملامحها وزادت رجفة يديها حتي وقعت الملعقة، قالت عليا بآسف
=انـا اسفة، بس ما قصدتش.
ربطت روان علي كِتفها قائلة بأبتسامة
=عادي ما حصلش حاجة
اعطت لها ملعقة جديدة ابتسمت عليا بتوتر وكُل قليل تري هاتفها ، وغفت عن اعيُن صقر الثاقِبة لها ولكُل حركة تفعلها..
--
إنتهوا مِن تنـاول الطعـام وظلوا يتجولون ببعضِ المناطِق وبعدها قال صقر بثبات
=امجد روح إنت روان وانـا هحصلكُـم.
حاولت روان الأعتراض بينما اعيُن عليا شجعتها علي ذلك..
حتي اخذت نفسٍ عميق ووافقت دلفت للسيارة برفقتـهُ بينما قال صقر لعليا التي كانت تهم بالرحيل
=علي فين ؟
قالت بتوتر
=إتأخرت ولازم ارجع علي البيت.
رمقها صقر بعيُون ثاقِبة ثُم اشار علي السيارة ، لتفهم مقصدُه حاولت الإعتراض الا انـهُ رفع حاجبهُ دليل علي ان لا مجال للرفِض، دلفت للسيارة مُتلاشيـه لأي شئ قد يحـدُث.
قال بعدما دلفت للسيارة،
=عايشة فين ؟
قالت بتوتر
=انـا ..
اعطتهُ ورقة بها العِنوان ، نظر لها قائلاً بأستغراب
=انتِ ما تعرفيش فين الـبيت ؟؟
قالت بتوتر
=الحقيقة انـا وصِلت القاهرة امبارح بس، وما اعرفش فيها كِتير.
قال بأعيُن ثاقِبة
=اومال انتِ منين ف الأصِل ؟
=المنصـورة.
اومـأ برأسُه وقال بتساؤل وهُـو يقودِ السيارة
=جيتِ مع مين ؟
ابتلعت رقيها بتوتر قائلة
=اخويـا.
صمت ولم يتحدث حتي وصلوا الي بابِ العُمـارة، قالت بشـُكر وتوتر
=شُكرًا.
هبطت مِن السيارة وبقت تسير الي الداخِـل ومع كُل خطوة كان يتبعها بصمتٍ جارِف ، حتي اختفت عن نظرُه ليسير بالسيارة عائداً الي المنزِل.
---
ادار المفاتيح بالبابِ لينفتحِ علي مصارعهِ، دلف ورأسه مُطأطأه بالأسِفـل اغلق الباب خلفُه ونظر امامه ليري والِدتهُ تُنهي الصلاة بقوِل
=السلام عليكُم ورحمة الله.. السلام عليكُم ورحمة الله
قال امجد بأبتسامة
=تقبل الله.
قالها وهُـو يميل علي يديهاِ يُقبلها ، قالت بتساؤل وقلق
=مالك يا ضنايا في ايه. ؟
وضع رأسهُ علي قدمها قائلاً بألم ودمِوع تجمعت فِي مقلتيهِ
=اصعب حاجة ف الدُنيا لما تكون بتحب حد ولا انت قادِر تقُوله ولا قادِر تبعد والاصعب لما تبقي واقف بين قلبك وعقلك انا لازم ابعد لأنها بنت الاكابر وانا مُتوسِط الحال ولان اخوها مِش هيرضي بيا وهي تستحق شاب أحسن مِني وما بين انـا لازم اقرب لاني بحبها.
قالت جميلة وهـي تربُط علي كِتفة براحة قائلة
=شوف يا ولدي ، الحُب عامِل زي النبته لو سبته هيدبل بس انت بتقول ما انا لو سقيته مُمكن يدبل لان الحرارة عالية طيب ما تسقيه وتعمل ال عليك علشان لو لقدر الله دبل يبقي عملت ال عليك ، ولو حي يبقي إنت كسبت.. وانت قبل ما كُنت تاخُد خطوة خطوبتك مِن البنت ال اسمها رودي علشان تنسي روان كُنت فكر يعني انت مفكر لما تخطُبها هتنسي روان ، بل بالعكس الحُب الحقيقي بيفضل مربوط فِي القلب عُمره ما بيطلع لو جالك الف حد ...
كان لازم تقُولها علي الأقل هتحس براحة وتطلُب إيدها مِن اخوها وانت قادِر تسعدها رغم ان السعادة مِش بالمال ياما ناس معاها فلوس وتعبانه نفسيـاً.
اعتدِل امجد فِي وضعيتهُ قائلة
=ايوة بس صقر مِش ببحسبها بالطريقة دي ، صقر عندهُ السعادة بالمال ما عندوش قلب يفهم معني الحُب والحكايات الجميلة ف نظرُه الحُب شئ تافهة مِش بيعمل غير انه بيجرح الواحِد وخلاص، وروان عندهُ بالدُنيا مِش هيفكر يدهالي!
قالت والِدتهُ بأبتسامة
=انـا عارفة بس بردوا أعِمـل ال بقولك عليه يمكن ربنا يوقف جمبك يا بني.
شرد امجد فِي حديث والِدهُ وهـا هُـو بين نارين.
--
دلفت عليا الشقة بأرهاق لتتسع عينيها ذهولاً عِندما رأت ...

تعليقات



<>