رواية معشوقه الصقر الفصل الاول 1 بقلم ساميه صابر
تراجعت بجسدها النحيل للخلف لإلتقاطَ أنفاسِها المُتلاحِقة، حتي اها لم تكُن قادِرة علي التنفُس بسبب المجهود التي بذلتهُ مُنذ قليلٍ، مسحت حبات العرق التي إنتشرت اعلي جبينها.
لتقول بضجر
=اعملي دا يا عليا، هاتي دا يا عليا، رُوحي يا عليا، تعالي يا عليا ، بجد حاجة بقت مُقرفة.
إستمعت لصوتِ ضحكات اُصدِرت مِن اُم جمال التي جلست لجانبها تُناولها كوب مِن العصير الطازج قائلة
=هـي سناء وصلتك لتتكلمي مع نفسِك.
التقطت الكوب بلهفة وتجرعتهُ كامِلاً قائلة
=واللهِ انا تعبت مِن السِت دي عمالة تديني فِي حاجات لحد ما وسطي خلاص مِش قادرة، بالإضافة لأن عاوزة اذاكر لإمتحان بُكرا ..
ربطت اُم جمال علي كِتفيها قائلة بنبرة حنونة
=معلش يا عليا يا بنتي كُلها سنه وتخلصي وتشتغلي بشهادتك وتخلصي مِن القرف دا..
اكملت بعتاب
=لو كُنتِ سمعتي كلام سليمان بيه كان زمانك مِرتاحة علي الأخر وعايشة بعيداً عن القرف دا وملِكة زمانك
قالت عليا بحكمة
=ما كنش ينفع أستغِل حُبه ليا واخليه يصرف عليا كفاية انه اتولي تعليمي مِن وانا طفلة ، حان الآوان اشتغل انـا وانـا بحب اساعد واعمل كُل دا بس الفكرة انها بترهقني جامد وكمان شُغلي مِش بيعجبها وتفضل تتريق..
قالت اُم جمال بحنو
=معلش يا حبيبتي اصبُري، نهاية الصبر حِلوة اوي.
ابتسمت برقة قائلة
=وانـا هفضل صابرة لأخر يُوم فِي عُمري.
اكملت بحنو
=شُكرًا لانك جمبي طول الوقت.
قالت اُم جمال بإبتسامة
=ولو انتِ زي هناء بنتي.
قاطعت حديثهُم صفاء قائلة بغضب
=ايوة ايوة نسيب الشُغل ونقعد نتساهر انتِ بنتي وحبيبتي ومِش عارفة ايه يلا مِنك ليها علي شُغلك
اكملت حديثها بغل لعليا
=وانتِ يا ست يا عليا ما تفتكريش علشان جِدو بيحبك تبقي تهيصي فيها لا فوقي لنفسِك كدا واعملي شُغلك والا انتِ عارفة العقاب هيبقي ازاي.
نهضت عليا قائلة بنفاذ صبر
=اديني خلصت الشُغل ال فِي الجنينه.
اكملت وهي تضغط علي حروفها
=ها تحبيني أعمل ايه تاني.
قالت صفاء بتكبُر
=رُوحي اوضتي وعاوزاكِ تخليها عشرة علي عشرة ولو لاقيت غلطة انتِ ما تعرفيش هعمل فيكِ إيه.
تركتها عليا وصعدت لغُرفتِها كما امرتها حتي لا تتجادل معها وتفتك بها تلك المُتكبرة.
توقفت فِي مُنتصف الغُرفة وبدأت تُنظفها ، حتي فُتِح الباب ليطل مِنه هيثم قائلاً ليظنها صفاء
=صفاء في..
التفت اليهِ بفزع سُرعان ما هدأت انفاسِها المُتلاحِقة ، وقالت بتلعثُم
=صفاء تحت وانا بنضف ليها الاوضة.
اقترب مِنها بخُبث قائلاً
=طيب مِش محتاجة اي مُساعدة.
قالت عليا بنبرة مُحتدة
=لا يا سيدي مِش محتاجة حاجة وإتفضل اطِلع برا.
قال بغضب
=انتِ ازاي تعلي صوتك عليا ؟؟
قالت ببرود
=طالما مِش عاوز تخرُج.
اقترب مِنها ببطـئ ولمس شعرها لتتراجع للخلف حاول الإتقتراب الا انها صرخت بصوتٍ عالي وازاحتهُ بيدها ليرتد للخلف ويقع بين يدين سُليمان، جده.
--
تحركت بالكُرسي العجل وهي تُدير عجلاته بإتزان قائلة
=حضرتِ الفطار يا امينة ؟؟
هرولت امينة اليها قائلة بهدوء
=ايوة حضرته وهنطلعه علي الطاولة بس اول ما تأمري
قالت بهدوء
=طيب إطلعي قولي لـ روان وبعدها قولي لصقر ..
قالت بإنصياع
=تحت امرِك
بالفعل صعدت لغُرفِة روان، التي كانت نائمة كالملائكة برقة ، هزتها برقة قائلة بخفوت
=ست روان اصحي يا ست روان.
فتحت روان نِصف عينيها ثُم قالت بضيق
=يووه يا دادة سيبيني انام شوية
قالت امينة بإبتسامة
=طيب صقر بيه رجع امبارح مِن تُركيا ، وهيفطر مع الست الكبيرة مِش عاوزة تشوفيه ؟؟
نهضت بسعادة قائلة
=بجد بجد ابيه صقر جه .. ياااا دا وحشني اوووي.
=لو انا واحشك تيجي تفطري معايا.
قالها صقر بإبتسامة لتركُض نحوه يحتضنها اليهِ برقة ، قالت هـي بإبتسامة واسعة
=وحشتييني يا احلي ابيه ف الدُنيـا.
ملس علي غُرة شعرها قائلاً
=وسينيوريتا وحشتني، عارف انه يُوم اجازتك بس لازم تفطري معايا.
اومـأت برأسها بمرح وبالفعل هبطوا السلالم ليسألها
بخفوت قائلاً
=ايه اخبار الروسي معاكِ ؟
قالت بإرهاق
=للاسف صعب اوي اوي بس علي اد ما اقدر باخُد كورسات واحاول امشي فيه.
قال بحنو
=ال عاوزاه خوديه وما يهمكيش
صمت ليري والِدتهُ فينحني مُقبلاً يداها ثُم ارتفع ليُقبل جبهتها وقال بإبتسامة
=الحلو عامل ايه..
جلس علي طاولة الطعام لتقول والِدتهُ بعتاب
=زعلانة مِنك اوي يا صقر، إنت عملت ايه مع شاهيناز بنت طنط راويه.
قال بلامُبالاه
=ما عملتش حاجة خالص، انتِ ورتيني البنت وانا رفضتها بالأدب.
قالت والِدتهُ بتعب
=يا صقر حرام عليك.. انا نفسي افرح بيك بقا.
قال صقر بثبات
=ماما بلاش جو المُسلسلات وعاوزة اطمن عليك ، لان انا فعلاً مِش حابب اتجوز ولا ارتبط وايه تطمني عليا انا كويس ومبسوط جداً بالعيشه ال انا فيها ووقت ما احس اني عاوز اتجوز وقتها ابقي اتجوز!!
قالت روان لتُغير مجري الحديث
=ابيه ينفع اروح اشتري فُستان ؟
قال صقر بهدوء
=لا، انا هبعتلك المُصممة واطلُبي الفُستان ال عاوزاه وهيجيلك ما فيش خروج خالص.
اومـات برأسها فِي حُزن فهي تَريد الخروج والتنزه الا ان اخاها يمنعها مِن هذا.
لمعت عينيها ببريق مِن السعادة عندما رأتهُ يدِلف مِن باب الڤيلا الرئيسي لتراه يقترب شيئاً فشيئاً مِن مكان طاولة الطعام، قال بإبتسامة هادِئة
=صباح الخير.
ردت فوزية التحيه برفقة صقر ما عادها التي كانت عيناها تتنقل ببطئ علي ملامِحهُ البسيطه ورجولتهِ التي لاطالما سحرت عقلها وقلبها وكيانها، نهض صقر مِن مقعده وقال
=يلا يا امجد خلينا نمشي.
ابتسم لـ فوزيه وودعها بيديهِ وحانت مِنهُ التفاته علي صغيرتهِ كما يُسميها سُرعان ما اخفض انظاره وغادر برفقة صقر للشرِكة
--
قال سُليمان بغضب
=ليه الصِراخ دا يا عليا وايه ال حصل وليه هيثم هِنا.
كانت ترتجف بخوف الا انها قررت اخبارُه بالحقيقة ولن تُخبئ عليهِ تلك المرة، قالت بدِموع
=هيثم كان عاوز يتهجم عليا ودي مِش اول مرة كذا مرة يعملها وانا بسكُت ومِش برضيٰ اتكلم علشانك وحُبي ليك بس انا اسفة كان لازم اقول المرة دي، لإني فعلاً تعبت..
تحولت عين سُليمان اليهِ ليقول هيثم بنفي
=لا دي بتكذب هي ال بتجري ورايا و..
قاطعهُ سُليمان بغضب قائلاً
=إنت اتخطيت كُل الحِدود وانا قرفت مِن افعالك ال مالهاش اول مِن اخر، اطلع برا ومِش عاوز اشوف وشك فِي بيتي تاني وليا كلام مع ابوك.
اكمل حديثه لعليا وهُـو يسحبها ببطئ خلفه
=تعالي معايا يا عليا يا بنتي.
خطت ورائه بإرتعاش غافلة عن اعيُن الحقد التي ورائها مِن هيثم.
دلفت معهُ لغُرفة مكتبه ، لتجلس علي الأريكة ويجلس هُـو مُقابلاً لها، قال بحنو
=انا عارِف إنك بتعاني هِنا كتير ، بس عاوزك تفهمي انك غالية عندي اوي وزي صفاء بالظِبط ، واي حاجة تعوزيها تعالي ولو عاوزة تبطلي تعملي حاجة انا موافق بس انا عاوز راحتِك وصدقيني هيثم مِش هيتعرض ليكِ تاني.
ابتسمت قائلة بهدوء
=وانت عارف يا سُليمان بيه اني بحبك اوي اوي وبعتبرك زي جدو بس انا مبسوطة بعملي دا لحد ما اخلص كُليه واشتغل بالشهادة بتاعتي ويكفي انك مُتحمل مصاريف جامعتي.
قال سُليمام بضيق
=بلاش الكلام دا يا عليا ولو انا زي جدك تقوليلي يا جدي مِش سُليمان وانتِ ابوكِ يا ما خدمني علشان كدا بحاول ارُد ولو جزء بسيط مِن جميله عليا.
قالت بإبتسامة
=حاضر يا جدو.
قبل جبينها وربط علي كِتفيها قائلا بحنو
=طيب روحي ارتاحي وما فيش شُغل خلاص وانا هخلي اُم جمال تبعتلك الأكل والعصير علشان تعرفي تذاكري اللغة بتاعتك دي ..
فتحت فمها للأعتراض قاطعها قائلاً بتحذير
=ها انا قولت ايه ؟؟
ابتسمت وهي تومئ رأسها بالإيجاب، وبالفِعل ذهبت لترتاح فهي بأشد حاجتها للراحة.
افترشت الكُتب وجلست لتأتيه اُم جمال بالطعام فتلقته بلهفة لتتناول وهي تقوم بقراءة بعضِ المُصطلحات باللغة التُركية، فهي فِي كُلية السُن السنه الثالثة لها وتدِرس اللُغة التُركية.
حتي مر وقت كثير وغفت هي علي كُتبها بأرهاق.
---------
ظل يجوب بالغُرفة ذاهباً واياباً حتي توقف قائلاً بغضب جامح
=هتفضلوا ساكتين قولوا حاجة دا خرف وعاوز يمشيني مِن البيت!
قال ماجد بغضب
=ما انت ال غبي وبتفكر بطريقة سلبيه يا هيثم، قولتلك ابعد عن البنت دي لانها غالية عنده فوق ما تتخيل.
قال هيثم بغل وحقد
=ويطردني ويزعقلي علشان بنت الفراش، طب وديني لأخليها تترمي تحت رجلي زي الكلبة تطلُب السماح.
قالت والِدتهُ بغل
=ما تقلقش هتجيلك راكعة علي رُكبها ف اسرع وقت..
نظروا جميعاً لها ليقوم هيثم بسؤالها
=تقصدي ايه ؟؟
قالت سناء بخُبث
=طالما هو غرقان فِي حُبها ومصدق انها الخضراء الشريفة يبقي خلاص نخليه يكرها ويسيبها ويمشي ويا دار ما دخلت شر.
قال ماجد بضيق
=انتِ مفكرة الحكاية سهله ابويا فاهم كويس اوي ومِش هيخيل عليه اي لعبة مِن الاعيبك.
قالت سناء بغل
=لا هيصدق وهخليه يشوف كمان بعنيه وهي بتذلل ليه علشان يبقي معاها وهي ال بترمي بلاها علي ابني وبعدين هيكرها ويرميها برا القصر ونعيش فِي سلام وابني يرجع.
قال ماجد بجشع
=الفكرة حلوة وانا اول واحد عاوز اخلص مِنها لاني مِش مطمن حاسس انا ابويا بيخطط يكتب ليها حاجة مِن الأملاك.
صرخت سناء قائلة
=نعم يا خويا يكتب لبنت الفراش حاجة ليه هي كانت حفيدته ولا ايه ولا هو صدق وخلاص ؟؟
قال ماجد بغل
=ما اعرفش ابويا كان دايماً يفضله عليا وياخُد رأيه ف كُل حاجة ،ولما مات اول مرة اشوف ابويا بيعيط وتعبان دا كُل يوم يخرج صدقة علي روحه وكأنه ابنه وانا ولا ابنه ولا حاجة
اكمل بجشع
=بس ما تقلقيش ما فيش ولا جنيه هيبقي ليها المال هيبقي ليا لوحدي انا ال استحقه بما اني ابنة الوحيد.
قال هيثم مُنهياً النقاش
=نتكلم ف دا بعدين الاهم لازم نعمل خطة جدي يصدق بيها انها فعلاً بتحبني ومدلوقة عليا.
قالت سناء بخُبث
=انا عندي الخِطة
انتبهت حواس الاخرين لها لتقول بخُبث
=...!
