رواية معشوقه الصقر الفصل الثاني 2 بقلم ساميه صابر
دلف الي بهو الشرِكة لينتبه الجميع لهُ مِنهُم من مُعجب ومِنهُم من خائف مِن الصقر، قالت شذا بأحترام
=صقر بيه، مدام صافي مستنية حضرتك جوا.
قال امجد بعصبية
=ودي عاوزه ايه مِش مكفيها ال بتعمله وازاي تدخليها يا شذا.
قالت شذا بأسف
=واللهِ يا امجد بيه حاولت امنعها بردوا دخلت بسرعة.
اشار صقر لهُم ليصمتوا عن الحديث فقال بثبات
=روح إنت يا امجد شُوف اخر التطورات اما صافي ف انا هعرف أتعامِل معاها كويس أوي.
دلف الي مكتبه ليراها تضع قدماً فوق الأخري بدلال وأغراء فِي مُحاولة لجذب انتباهُ، لكنهُ قابل كُل هذا بجمود وجلس قائلاً ببرود
=ايه ال جابك هنا ؟
قالت صافي بغضب
=هفضل آجي وآجي لان انا ليا ف الشركة زي نا ليك بالظبط.
قابلها بأبتسامة بارِدة استفزتها ثُم قال بسُخرية
=ليكي زي ما ليا ؟؟ اااه.
اكمل ببرود
=شكِلك مِش واخدة بالك يا صافي ان بابا كتب كُل املاكة بأسمه وبردوا لما مات كانت الشِركة علي حافة السقوط او لأكون ادق هي سقطت وما بقاش ليها قيمه ف ظرف شهر خليتها مِن أكبر شركات الشرق الأوسط للترجمه الفورِية، جاية تقوليلي ليكِ فيها معذورة ما لعبك طلع علي فاشوش، بس انا هقولك علي فكرا مُمكن اعطف عليكِ واديكِ ٢٠٠ جنيه وابقي اشتري بيهم مناديل او ياسمين ولفي ف الشوراع.
قالت صافي بغضب
=بقا انا صافي هانم اشتري مناديل والف بيها ماشي يا صقر لو مل ندمتكش وخليت تركع علي رجلي ما ابقاش انا صافي.
صرخ بها بعُنف قائلاً
=الزمي حدودك واعرفي بتتكلمي مع مين بالظبط..
تراجعت للخف بخوف فهي ادري الناس بهِ عِندما يغضب لذلك خرجت وهي تعلن حظها مُقسمة علي تلقينهُ درساً لا يُنسي.
بينما اراح عضلات جسده وبقي يعمل ببرود تام فهُـو القاسي البارد!
--
احست بيد حنونة تربُط علي كفيها فتحت عينيها بصعوبة لتقول لها اُم جمال برقة
=قومي يا بنتي نامي علي السرير النومة دي تتعبك.
حركت رأسها يميناً ويساراً فِي أرهاق، لتقول بنبرة مُتعبة
=لا انا هقوم عندي امتحان ف الكُلية
قالت اُم جمال بحنو
=طيب يا حبيبتي عُقبال ما تتشطفي انا هروح اعملك الفطار والعصير.
أبتسمت عليا برقة علي حنان هذهِ المرأة وانها تُذكرها بوالِدتها ف رب العِباد ياخُذ من جهة ليوصِل مِن الجهة الأخري، نهضت لتغتسل وصففت شعرها الأحمر الخالص الذي جعلهُ مُميز وبريق لمن يراهُ، ارتدت ملابسها البسيطه وهبطت لكُليتها، قامت بأحِضار أمتحانها الخاص وعادت مُسرعة للقصِر لتقوم بأعمالِ المنزِل التي لا تنتهي.
--
جلست روان تقوم بدراسة أحد دروسِ اللغة الروسية التي هي بالتأكيد مِن أصعب لُغاتِ العالم، تركت ما بيدها وهي ترسم عيونه يليها حواجبه قالت بتنهيدة حارة
=طب ليه الألم ال انا فيه دا ؟؟ ، بحبك ومِش قادِرة حتي أكون معاك!
تركت لعينيها البُكاء فهي تعشقُه مُنذ ان كانت صغيرة بسِن العاشِرة ، وكبرت لتعشقُه ولكِنها بنظره طفلة صغيرة لا أكثر..
استمعت لأصوات بالأسِفل علمت أن صقر قد أتي لأن اليوم يخروجون مِن العمل بوقت باكِر، نهضت بمرح لتتوقف عِند السلالم عندما رأتهُ يجلس بجانب والِدتها يضحك بمرح وملامـحـهُ أسرت قلبها ، ابتسمت بوهن ما جعل ابتسامتها صدمة عِندما قال بإبتسامة
=انا جاي اقولك اني ان شاء الله هخطُب يُوم الجُمعة ولازم تشرفيني يا طنط فوزية.
احست بقدميها لا تحملانها ورئتيها افتقدت للهواء بشِدة، احست بالدِوار يُهاجمها لتسقُط مِن الأعلي تضحرج علي السلالم لتستقر علي أرضية الغُرفة التي يمكثون بها.
نهض امجد بفزع وحملها بخوف تحت صِراخ فوزية خوفاً علي إبنتِها.
--
وقفت سناء بخُبث فِي الحديقة تبتسِم لتُقابلها صفاء قائلة بتساؤل
=ها يا ماما عملتِ المطلوب ؟؟
قالت سناء بتعالي
=شكِلك لسه ما تعرفيش اُمك لسه يا لت يا صفاء، عملته وبجدارة وشوية بس والمحروسه هتبقي بفضيحه!
قالت صفاء بغل
=هموت واشوف اللحظه دي واهل البلد شايفينها وهي بتعمل كدا يالهوي، لا وكمان جدي ال وحتماً هيقتلها لانها هتخلي سومعه العيلة ف الأرض.
قالت سناء بخُبث
=أستني وهتشوفي واكسر رقبتها البت دي وارجع كرامة اهلي والدلع يبقي مِن نصيبك انتِ بدال ما هُـو مُهتم بيها أوي كدا.
--
وقفت عليا بالحديقة مِن الخلف تروي الزرع، الي ان رن هاتفها الصغير لتُجيب بمرح
=الو يا لولي، ايه يا بنتِ لحقت اوحشك ؟؟
قالت ليلي ببكاء
=عليا أبوس ايدِك الحقيني انا فِي ورطة كبيرة اوي.
قالت عليا بقلق جلي
=اهدي بس واحكيلي مالك فيه ايه ؟؟
قالت ليلي وهي تبمي بهيستريا
=ارجوكِ تعاليلي عند أوضة الزرعة ال كُنت بقولك عليها انا محتاجاكِ!
قالت عليا بعدِم اطمئنان
=لا لا بلاش الاوضة دي بحس إنها مشبوهة وبيقولوا عليها كلام مِش كويس
قالت ليلي بهيستريا
=طيب تمام ما تجيش وسيبني ف محنتي علشان كلام فارغ سلام يا عليا.
قالت عليا بسرعة
=بس يا مجنونه انا جاية حالاً.
قالت ليلي ببكاء اكثر
=ما تتأخريش ارجوكِ واوعي تقولي لحد انك جاية هنا اي حد يسألك قوليله اي حاجة.
بالرغم انها شعرت بالأستغراب مُن طلبها الا انها وافقتها واغلقت الجوال لتترك ما بيديها لروي الأزهار والتفتت مُغادِرة الحديقة لتتقابل مع سُليمان الذي قال لها بحنو
=راحة علي فين ياعليائي.
قالت عليا بتوتر
=راحة اجيب ملازم مِن واحدة صاحبتي ، علشان امتحانتنا قربت..
قال وهُـو يربُط علي كتفيها بحنان
=طيب يا حبيبتي خلي بالك مِن نفسِك.
اومـأت برأسها بأبتسامة مُزيفة رُغم ضيقها انها كذبت عليهِ الا ان ما باليد حيلة!
ذهبت بخطوات سريعة الي ليلي التي قلقت عليها بشِدة، بينما هم سُليمان لدخول مكتبة اوقفتهُ سناء بقولها
=استناني يا با الحاج عاوزة اتكلم معاك شوية.
التفت اليها بملل ثُم قال بحزم
=لو هتتكلمي ف موضوع هيثم ف انا خلاص قررت وحسم الأمر.
قالت سناء بغضب
=بقا تطرد ابني علشان حته خدامة
قال بعصبية مُفرطة
=ما تقوليش عليها خدامة يا سناء والا ما تلوميش الا نفسك وايوة طردته علشانها بس لان ابنك قليل الأدب وما عرفتش تربية
قالت سناء بغضب
=لا انا ابني متربي كويس أوي، هي ال بتجري وراه وبتمثل قُدامك وإنت مِش عارف تشوف دا.. ولو مِش مصدقني هي دلوقتِ موعداه ف اوضة الزراعه المشبوهة ال ما بيتقبلوش فيها غير المُنحرفين.
قال سُليمان بعدم تصديق
=لا عليا راحت علشان تجيب حاجات خاصة بدِراستِها وهي مُستحيل تعمل كدا.
قالت سناء بثقة
=تعالي بنفسك وإنت تشوف.
بالفعل ذهب سُليمان معها ليقطع الشك باليقين.
--
دلفت عليا بحذر الي الغُرفة لتري ليلي منزوية علي نفسها ومُغطاة بأحدي العبائات ولكِنها تواليها ظهرها، اقتربت مِنها برقة واحتضنتها مِن الخلف، ليرفع هيثم الغطاء ويظهر جسدهُ العاري، ليقلب الوضع ويجعلها تحته يُغرقها بقبلاته وهي تصرُخ وتُحاول التملُص مِن بين يديهِ بقوة ولسوء حظها لا يُبان ضيقها بل يبدو أنها مُتسمتعه.
فُتِح الباب ليطل مِنهُ رجال كثيرون يلعنونهم ويدِلف معهم سُليمان بنفس اللحظة.
نهض هيثم وهُو يقول بتمثيل
=ابعدي بقا.
قام وارتدي القميص دون اي مقاومة بينما هي ظلت تهز رأسها وتبكي وشعرها انتشر حول وجهيها بشدة لتبكي وترفُض نظرات النفور ف اعيُن الجميع والحديث الذي يُقال عنها.
قال هيثم ببراءة
=صدقت يا جدو انها كانت بتجري ورايا بدليل اني جيت هنا وهي عرفت فجت ورايا.
امسك سُليمان الجلباب الخلفي ووضعه علي جسد عليا الذي هُـو شبه مُمزق، وانهضها بعُنف قائلاً
=خونتي ثقتي فيكِ وما كونتش اتصور انك تخونيها كدا يا عليا ..
قال بعُنف اكثر
=اسبقيني علي القصِر.
تركها وذهب بالمُقدِمة بينما رمقها هيثم بإبتسامة خبيثه تطُل مِن عينيها الإنتصار بينما رمقتها سناء بغل وحِقد وفرحة.
خطت خطواتها بإنكسار بينما الأطفال ظلوا يلقون عليها الأحجار ينتطقون بكلمتين "الفاجرة اهي"
دموعها انسابت بإنكسار وهي ام تري من يُدافِع عنها ويحميها حتي او علي الأقل يُصدق انها بريئة، تركت العنان للأطفال يلقون عليها الحجارة ليُنصاب جسدها بأكثر مِن جرح عميق جعلها تتألم فِي صمت كحال قلبُها.
وصلت الي القصِر لتري نظرات صفاء لها لتشعُر بأنكسار واكثر ما اوجعها نظرات الخدم اليها وخصوصاً اُم جمال التي صدقت هي الأخري، حينها أحست بالأرض تدور تحت قدميها وانها بالحقيقة وحيده..جداً.
تمنت حينها وجود أهلها برفقتها او حتي بطل يحميها ويحبها كنا يحدُث بالروايات ولكِنها بطلة بلا بطل.
دلفت الي المكتب ومعها صفاء وسناء وهيثم وماجد.
ليروا سُليمان ف حالة جمود وبرود وهدوء الذي حتماً سيسبق العاصِفة، قال وهُـو يدب العصي بالأرض
=أتجوزها يا هيثم.
رفعت نظرها للأعلي بدهشه مِن حديثه ف اخر ما تُريد هو الزواج مِن هيثم، قالت بأعتراض
=بس انا مِش موافقة.
ضرب العصي بالأرض مرتين وقال بهدوء الذي سيبسق العاصِفة
=ما تدخليش يا عليا يكفي ال عملتيه ، ولازم تتجوزوا علشان نقطع لسان أي حد يفكر يتكلم.
تابع بصرامة
=كتب الكتاب النهاردة وبليل لازم تسافروا علي القاهرة فوراً، هتكملي تعليمك هِناك وبم ان هيثم مُعظم شُغله هناك ف هتقعودي مع جوزك ومِش عاوز ولا كلمة نقاش تانية.
