رواية معشوقه الصقر الفصل الثاني عشر 12 بقلم ساميه صابر

 

 رواية معشوقه الصقر الفصل الثاني عشر 12 بقلم ساميه صابر

"انك تتصدم في اكتر حد اعتبرته العالم والدُنيا، انه يجرحك ويكذب عليك وتكتشف انك مُجرد وسيلة غبية لا أكثر، هذا كفيل ان يجعل قلبك كحبات الأرز"
____
أمسكت روان الحقيبة وكادت تترك المنزل حتي قالتِ فوزية بصرامة
=استني يا روان ، راحه علي فين ؟
قالتِ بثبات
=راحه اقف مع صحبتي فِي محنتها يا ماما، مهما عملت فهي صحبتي ولازم اوثق فيها زي الاول .
قالتِ فوزية بغضب
=جرالكُم ايهِ، هي عليا عملتلكُم ايهِ !
تركتها روان وذهبت دون أن تتحدث ف
لا مجال للنقاش، ذهبت الي السجن كي تراها ..
"الصدِيق وقتِ الضيَّق"
___
أحس بدِوار فظيع يُهاجمهُ وانهُ لم يعُد يستطيع التركيز ، ابتسم هيثم بخُبث وفرحة فهُو ك الافعي لا تهدء حتي ولو كانت في أشد تعبها ..
لم يوّد السماع لأي حرف ثانيةٍ، لكِن هيثم قال بأستفزاز
=عليا كانت خدامة عندي وفضلت تغريني كتير لحد ما حصلت علاقة بينا وفضلت تعيطلي علشان اتجوزها وعلشان انا طيب وافقت وجينا القاهرة.
قبض صقر علي يديهِ بغضب وقوة، وتحوّل لون عينيهِ للإحمرار والقسوة، ترك المكان وغادر ولكِن عيناهُ شبيه بنار جُهنم فِي شُعلتها، ظل يركُل اي شيء يراه أمامه بغضب وقسوة، حتي دلف للسيارة وأنطلق رُبما للأبد..
___
كانت تبكي بصمت والم وهي تنام أعلي الفراش بتعب وارهاق، لم تري يوم جميل بحياتها لكنها شعرت بالأمان معهُ، أغمضت عينيها أكثر وهي ترفُض فكرة انهُ يعلم انها مُتزوجة ويتركها غاضِياً، ارادت ان تقُول لهُ لكنها كانت قلِقة تخاف مِن ردة فعله وان تفتقد النظرة اللامعة التي تراها بعينيهِ والتي تسلب عقلها .
أبتسمت مِن بين دِمُوعها وهي تتذكر لهفتهِ وخوفه عليها وآخر ما رأتهُ وجهُة المُحبب لقلبها ..
حركت يديها بصعوبة لأنها مربوطة بفراشها حتي لا تهرب من وجهة نظر الشُرطة ..
دلف محمود المُحامي برفق بعدما اخذ إذن بالنيابة ليتحدث معها، اعتدلت بجلستها بخجل بينما قال هُو بأحترام
=اسف لو هزعج حضرتك بس للاسف ما فيش وقت ولازم اخُد منك كام معلومة علشان اعرف اتصرف ف القضية، وبالمُناسبة انا مُحامي صقر بيه..
اومأت برأسها وهي تبتلع الغِصة الموجودة بحلقها ، جلس بهدوء وقال
=عاوز اعرف علاقتك بهيثم وهل فعلاً حاولتي تقتليه وياريت تقوليلي بصراحة .
أغمضت عينيها هل تستمر بالكذِب ام تقُول الحقيقة؟
ولكِن مرارة الصِدق أجمل بكثير مِن انها تقُول الحقيقة وتفقد حُبّ صقر لها او كما تعتقد وتشعُر بحبُه، تفقد ثقة المرأة الحنونة التي عاملتها بكُل ودٍ، وروان صديقتها الوفيَّه الحقيقية .
صمتت ولم تُجيب ليُعاد محمود تقرار سُؤالة، لكِنها ظلت صامِتة رافِضة ان تتحدث ، قال بنبرة جدية
=لو سمحتِ اتكلمي علشان اقدِر اساعِدك ..
لم تتحدث ليقُول بأسي
=واضِح انك رافضة الحديث عموماً هستني لما صقر بيه يرجع من عندُه ونعرف إذا كان وافق يتنازل عن القضية ولا علي رأيُه .
أنتفضت بقوة وقالتِ
=ايه صقر راح يتكلم مع هيثم؟
اومأ براسُه فِي استغراب ، لتُحاول ان تنهض ولكِنها تفشل بسبب الكلبشات، صرخت الهواء بعُنف تتمني أن لا يقُول هيثم اي شيء ل صقر وتفقد اي شيء يكنه لها !
الم يقولون ان القلب يشعُر بمن يحُبه وهي تشعُر بأن قلب الصقر بدء يدُق لها لكنها لا تعلم أن الدقات احياناً تنتهي ويحل محلها الكُره والبغض..
____
ظل يُحطم كٌل شيء ياتِ أمامه بقسوة وقوة، جعل مِن تلك الشقة دمار فاضِح، امسك الهاتف بغضب وقام بالأتصال علي فتاة تُدعي جيهان، أجابت برقة
=اخيراً حنيت يا صقر ..
أجاب بقسوة وغضب
=مِش وقت كلامك عاوزاك ف شقتي حالاً وما تتأخريش انا بحذرك اهُو.
قالتِ بقلق:
-حاضر.
اغلق الهاتف بغضب والقاه بعيداً وجلس علي المقعد وهُو يهز قدمه بعنفوان، وعيناهُ حمرتان من نار، امسك الكأس المُحرم وظل يرتشف مِنهُ بقسوة وقال بعينين تحملان الكثير مِن المشاعِر
=ماشي يا عليا ..
رن جرس الباب ليقُوم بفتحه وتدِلف جيهان برقة، خلعت جاكيتها الطويل للغاية ليظهر قميص نُوم أسود، امسكها بعنفوان ودلف بها لغُرفة النومِ .
___
دلفت روان الي قسم الشُرطة حيثُ الظابط وقالتِ بتساؤل
=لو سمحت ينفع اشوف المُتهمة عليا ؟
قال بتساؤل
=تقربيلها ايهِ ؟
قالتِ بهدوء
=انا قريبتها.
قال بلامُبالاه
=عموماً هي اتحولت للمُستشفي..
رددت بذهُول
=مُستشفي! مُستشفي ليه؟
قال بشرحِ
=حصلت خناقة بينها وبين ستات ف الحبس ونقلوها للمُستشفي.
مطت شفتيها للأمام بغضب وقلق، واسرعت الخُطي للمُستشفي ..
___
كانت تهز قدمها بعُنف وتتناول مِن السجاير ، قالتِ بغضب وهي تُطفيها
=فكرتك زي الزفت ولا حصل حاجة وعرف يلاقيها ارجع ورثي ازاي انا !
قال المُحامي بقلق وتوتر
=المُشكلة اني عارف صقر اكيد عرف انك ال ورا المُوضوع ومِش هيسكُوت.
قالتِ بغضب
=بدل ما تقعُد تقطمني قولي اتنيل اعمل ايهِ؟
قال بهدوء
=لازم تختفي عن الوشُوش اليُومين دول ، تسافري شرك مثلاً، واول ما هعرف جديد هكلمك ونتفق علي خطة كويسة
قالتِ بتهكُم
=خطة جديدة! علي اساس انك بتفلح ف الأولي علشان تعمل جديدة.
___
جلس علي مكتبه يتفحص أوراق جديدة ، وبجانبه ابنه ماجد يتحدث عن صفقة الفاكهة الجديدة، حتي رن هاتف المكتب ف أجاب ماجد ثُم قال لابيهِ
=تليفون مِن مصر علشانك يابوي
امسك سُليمان الهاتف وقال لماجد
=روح انت يا ماجد شوف شُغلك وبعدين نتكلم.
اومأ ماجد بأستغراب مِن حيلة ابيهِ لأصرافُه، امسك الهاتف بعدما خرج ماجد وقال بتساؤل
=فيه جديد .
قال الآخر بتوتر
=فيه مُصيبه يا حاج
نهض سُليمان بقلق وهُو يقُول
=مُصيبة ايه قلقتني .
قال بتوتر
=عرفت انهُم خادوا الأستاذ هيثم علي المُستشفي ومتهمين الست عليا ف قتلة ..
قال بذهُول
=ايه ؟؟؟
____
دلفت روان الي غُرفة عليا بعدما سألتِ عليها بالأستقبال ما ان رآها عليا حتي قالتِ وهي تبكي
=روان ..
عانقتها روان وعلية هي الأخري وظلت تبكي وتشهق بقوة ، قالتِ روان وهي تربُط علي كِتفها
=اهدي يا عليا شدة وتزول .. اهدي.
قالتِ عليا بنفس مُتقطع
=اهدي ازاي بس انا خايفة اوي..
قالتِ روان لتجعلها تطمأن
=اهدي بس وانا هكلم صقر يجيب المُحامي بتاعه دا شاطِر جداً صدقيني وهينفعك .. وان شاء الله تطلعي منها علي خير
فُتِح الباب ليدِلف مِنهُ محمود وعلي وجهُة علامات الأسي، قالتِ روان بلهفة
=دكتور محمود .. انت اكيد عرفت تعمل حاجة صح ؟
قال بأسف
=للاسف القضية اتعقدت اكتر بعد موت هيثم ، هيثم مات للأسف ..
شهقت روان بصدمه بينما شعرت عليا وكأن الدِماء انسحبت مِن عروقها وأنها لن تستطيع أن تتنفس مرة اُخري !
قالتِ روان بتلعثُم
=يعني ما فيش أمل ؟
قال بأسف
=لا للاسف ..
التفت روان بقلق لعليا الجامِدة ملامحها، لتتساءل قائله
=طيب وانتِ يا عليا تعرفي هيثم دا منين وازاي تقتليه؟
لم تُجيب وظلت صامِتة وهي بعالم غير عالمنا هذا، دلف العسكري وقال بصرامة
=انتِ يلا علشان لازم ترجعي علي السجن فوراً.
اقترب مِنها وفك الكلبشات عن الفِراش ولكِنها ما زالت بيديها وسحبها خلفُه وهي شارِدة لا تتحدث ..
قالتِ روان ببكاء
=ما فيش اي حل مِش معقولة ما يبقاش فيه حل .
قال محمود بأسي
=للاسف الأدلة كٌلها ضدها وكان فيه امل بسيط انه يتنازل عن القضية بس بعد موته القضية لابساها لابساها وكدا القضية اتعقدت أكثر ..
قالتِ بتساؤل
=ايوة بس المفرُوض فيه جلسات وادِلة وتحقيقات.
قال بأسي
=المفرُوض بس بما انها قضية قتل والأدلة ضدها ف الجلسه احتمال تبقي واحدة بس هحاول اخليها كذا جلسة يمكن نعمل حاجة بس بالرغم اننا مِن هنستفيد حاجة بس بردوا يبقِ عملنا ال علينا ...
هزت روان رأسها بتعب وأسف.
___
ظلماء هي كحالِ قلبها، فتح باب الزنزانة والقها بدِاخلهُ بقسوة لتقع أرضاً، انزوت علي نفسُها فِي أحد الأركان، تبكي بصمت وقلبها .. اسفة ليس لديها قلبَّ فقد تحطِم قلبَّ الحنونة..
مرت ساعات لا تعلم عددها وأنها بكت كثير وعينيها تورمت بشِدة ، تنهدت تنهيدة عميقة صاحبتها دِمُوع حارقة، قررت أن تتخلص مِن هذا العذاب.. لذلك نهضت بتثاقُل وظلت تدُق علي باب الزنزانه، قال العسكري بغضب
=جرا ايه يا بت انتِ عاوزه ايهِ؟
قالتِ بشرود
=عاوزه اقول حاجة للظابط!
قال بفظاظه
=وهُو انتِ مفكرة البيه خدام عندك ..
قالتِ بشرود
=قوله اني عاوزة اعترف علي عملتِ.
تركها وذهب للظابط وقال وهُو يؤدي التحية العسكرية
=البت المُتهمه ف قضية القتل عاوزة تكلم حضرتك ف حاجة اجيبها ؟
قال الظابط بهدوء
=هاتها يا عسكري.
بالفعل ذهب واتي بها الظابط قال بتساؤل.
=عاوزة تقولي ايهِ يا عليا ؟
قالتِ بثبات
=عاوزه اقول اني قتلت هيثم..


تعليقات



<>