في دوار العمدة
كان العمدة يجلس مع بعض رجال البلد الذين اتو اليه يطلبون منه مناشدة المسؤولين زيادة حصتهم في مياه الري
فرأي زوجته تدخل الدار ومن وراءها صفية زوجة احد الغفر نظر اليه مستغربًا خروجها دون اذن منه
فاستاذن من الذين يجلس معهم وذهب أليه وسالها بغضب:
كنت فين علي الصبح يا فوز، وكي تخرجي من غير اذني
نظرت فوز الي صفية واشارت اليه بان تدخل الي المطبخ لكي تساعد البنات في طهي الطعام، تركتهم صفية وذهبت كم امرتها سيدتها، طالعت فوز زوجها بضيق وردت علي سؤاله
بحديث مبهم وغاضب:
مش وجته الحديت دلوك يا عمدة، خلص مجلس الرجالة وتعالي فوج،في حديت بينا كتير رايداك فيه
امسكها من ذراعها وهزها بعنف وهو يضغط علي فكه بقوة من الغيظ وقال:
مالك يا فوز انا سالتك سؤال تردي عليه، كنتي فين وجايه منين وكي تخرجي من الدار بدون اذني اتجنت انت ولا إيه، يعني احكم البلد ومجدرش احكم داري ومرتي
جذبت ذراعها منه بعصبية ورمقتة بنظرة مملوة بالحقد وقالت:
جولتلك يا واد عمي مش وجته الحديت، اسمعي حديتي زين بدل الفضايح، خلص مجلسك مع الرجالة وتعالي فوج نتحدت براحتنا، ونخلص كل اللي بينتنا من الجديم والجديد
تركته وصعدت الي غرفتها لكي تنتظره كم قالت له،
عاد العمدة الي مجلس الرجال واخذ يتشاور معهم كثير الي إن استقرو ان يرسلو شكوى الي مجلس العموم، علي إن يساعدهم بالموافقة علي طلبهم عضو المجلس منصور بيه الدفراوي ابن بلدهم،
انتهي اجتماعه وانفض المجلس وانصرف الرجال، وصعد العمدة الي غرفته، ودخل علي زوجته والغضب يشتعل
بداخله وقال:
مخبرش جرالك ايه، ومن ميتي بتتحديني لكن الله في سماه لو مانطجتي دلوج كنت فين ، وازاي تخرجي عن طوعي وكمان تتحديني، لاجطع خبرك لان كده كتير يا بت عمي
وانا خلقي ضيق ميتحملش كل ده
نظرت اليه فوز بغل وقالت بغيرة:
كنت عند عروستك بطمن عليها وعلي حملها، ماشاء الله لجيتها بخير وفرحانه بجوزها وحياتها معاه جوي
ارتبك العمدة وغامت عيناه بحيرة، وسالها مستوضحًا قولها:
جصدك إيه ومين عروستي دي،حد جالك اني رايد اتجوز، مش لما اخلص من بناتك وولدك افكر بالجواز، بينك اتجنيتي ولا اضربتي في نفوخك يا فوز
اقتربت منه ونظرت اليه بتحدى واردفت:
عن جد مصدج نفسك ولا مكدبني، انا سمعتك بتتفج مع فضل الغفير،علي طريجة تخلص بيها من فودة، بعد ما مراته حسنه تولد لجل تاخدها ليكي ، تنكر إن ده حوصل
جولي بجي يا عمدة مين اتجن فينا انا ولا انت، البنت الصغيرة اللي كانت ربيتك وتحت وليتك طمعان فيها ورايد تاخدها من جوزها، وياتري هتتجوزها ولا رايد تفضحنا بافعالك الشينة معاها، بس اجولك حسنه طلعت واعية، اختارت جوزها وحياتها معاها عنيك، وجالتلي بالفم المليان لو تجلتها بالدهب اكوام اكوام، ورميت تحت رجليها مال قارون ما هتنضرك ولا رايداك، وعمرها ما تفرط في جوزها لجل خاطرك
حدق بها العمدة بعصبيه غير مصدق ان زوجته اكتشفت ما يخطط له، ولكن ما زااد غضبه رفض حسنه المستميت له وتفضيلها للغفير الفقير عليه، فرد عليها بغضب :
اكتمي يا فوز، ومدام عرفتي انا ماهنكرش، ايوة هطلق حسنه من فودة ولو مطلقهاش، هخلص منيه لو فيها موته، واخدها بالغصبانية، وهتبجي هي ست الدار غصب عنيكي يا حزينه، وبراحتك توافجي او ترفضي الباب يفوت جمل،
ضحكت بغل والحقد يتاكلها بسبب رغبة زوجها في من كانت خدامتها ونيته في تفضيله لها عليها، فاردفت قائلة بشر :
وماله يا عمدة، انت راجل وليك بدل الوحدة اربعة وحسنه بنت مليحه وصبية زينه تشرح الجلب وترجعلك شبابك، لكن
جبل ما تفكر تغير فرشتك، نضف ذمتك
رمقها العمدة بحيرة وسالها:
جصدك إيه يا حزينة، يعني أية انضف ذمتي، حد جالك كلت مال حد ولا ظلمت حد يا ست فوز
ضحكت بقوة وصفقة بيدها كأنها تثني علي اداء ممثل قدير في مشهد ارتجالي وتهكمت قائلة:
لا سمح الله ما في حد حجاني زيك ياعمدة، واكيد هترد حج ثمن حيازة الارض اللي أستلفتهم من الحج سويلم، وبسببها بجيت عمدة،ولا هتبلغ عن اللي دج النار في دار سويلم ولصالح مين،ولا اجولك هتحاسب نفسك عن اتفاجك مع منصور بيه اللي كان شاهد عليها الحج بدران وشيخ الغفر،
ارتبك عبد الرازق من حديث زوجتة الذي يجعله تحت طائلة القانون، وإن حماه مركزه لن تسكت عنه حسنه في سرقته لمال جدها لانها هي وريثته الوحيدة ومن حقها، وحدها
ابتلع ريقه وغامت عينيه بحيرة وقلق ورد عليها:
اباه عليكي يا بت عمي، معجول هتفتني علي جوزك واد عمك وابو ولادك، ثم انا عملت كل ده ليه و لمين ما ليكي ولبناتك، وولدك اللي هيورث العمودية من بعدى، وكمان عليت مجامكم وبجيتي انت ست الكل ومرت العمدة
اكيد مهونش عليكي تضيعي تعب السنين علشان غلطه، حجك عليا ولو علي حسنه تغور في داهية هي وجوزها جولت ايه
رفعت احد حاجباها وردت عليه بتعالي"
دلوك بت عمك وام ولاد ، صحيح اللي جال رجالة متجيش غير بالعين الحمرا، اسمعني يا زينة الرجالة،
من اليوم وطالع تنسي حسنه نهائي وجوزها مدام فرحانه بفقره ولدا عليها عيشتها معاه خلاص ملناش صالح،
ولما تولد تعمل مع فودة الواجب كي أي غفير عنديك ماشي
هز راسه بالموافقة وشدها اليه وقال :
انت تامري يا بت عمي ويا ام ولادي، من اليوم مفيش حسنه
ولا مال حسنه انسيه خالص خلينا نعيش في سلام، وبلاش كتر الحديث عنيها الحيطان ليها ودان يا مرتي
ابتسمت بحذر واراحت راسها علي صدره، فضغط العمدة علي فكه بغيظ وكتم غضبه وحقده عليها، بسبب تهديدها له الذي سيخسره حسنه التي رغبها لنفسه وقال:
صبرك يا بت عمي، هطاطي للرياح لجل تعدى بس هيجي وجت احقق اللي نفسي فيه غصب عن الكل، وهاخد حسنه يعني هاخدها حتي لو كان بعدها موتي ، ملكيش مهرب مني يا بت السوالمة مهما طال العمر
. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. . .. .. .. .. .. .. .. ..
هناك في دار فودة
يعود فودة الي داره بعد انتهاء دوام عمله، دلف الي الداخل يبحث عن شمس حياته ودنيته التي لم يتخيل ان يحياها يومًا مع بنت اسياده ودائما ما كان يقول لنفسه انها ليس له،
جال بعيناه باحثا عنها وفجاة وقف برهه مصدوم من رؤيتها ممددة امامه تفترش الارض ووجهها ملطخ بالدماء،
جثا بجوارها وحملها بين يداها ومددها علي الفراش وجذبها
الي صدره واخذ يضرب عالي وجهها برفق كي تستفيق :
حسنه حسنه ردي عليا جرالك ايه يا ضي عيني
فتحت عيناها بصعوبة وابتسمت في وجهه وعيناه الملهوفه والخائفة عليها بذعر وقالت:
انا بخير يا جلب حسنه وفرحتها
اراح راسها علي الوسادة واتا بمنشفه واخذ يمسح علي صدغها المصاب والذي كان بنزف دما وقال بقلق وحيرة::
كنت مهملك بخير أيه جرالك من وجتها ومين شج راسك اكده
اخذت منه المنشفة ومسحت هي علي جرحها وبعد ذلك بللتها ومسحت وجهها، وبعد إن انتهت القتها جانبه وعانقته بفرحه:
محدش شج راسي واللي جرالي كتير وكبير جوي، اولها اني بجيت مرتك وثانيها هبجي ام بسببك انا حبلي يا فوده
ظل فودة محدقًا اليه صامتًا يطالعها بدهشة وعدم تصديق وفجاة جذبها من الفراش وضمها الي صدره بقوة وطوق خصرها واخذ يلف بها كالمجنون من فرط سعادته،
صاحت حسنه بذعر وهي تشعر بالدور يضرب رأسها فهتفت:
اهدي عليا يا فودة انا لسا في الاول وبدوخ
انزلها علي الفراش ومددها عليها ووضع رأسه علي بطنها وقال بشوق جارف :
ياه يا اغلي حلم ريته مستحيل واتحجج، في حشاكي طفل مني هيكون عزوتي واهلي ويكمل لمتنا ونكبر بيه ونبجي عيلة، ومش هيكون مجطوع كي انا وانت
هزت راسها برفض ورفعت راسه عن بطنها ونظرت اليه بثقة:
مين جال اننا مجطوعين، انا وانت لبعض سكن ورحمة، ربنا ولف جلوبنا واسسنا دار بالحب والمودة،وبكرة يبجي لينا بدل الولد عشرة وهنكون عيلة كبيرة تكبر ونكبر معها،
ثم يا ابو ولدى، المجطوع اللي ملوش لا ابو ولا ام، لكننا لينا والحمد لله معروف من فين نسبنا ولفين ،وعرجنا نضيف واصلنا ثابت كي الجدر الاصيل في الارض الصالحه،
اؤما لها وهو يعلم انها تتحدث عن نفسها رغم انه يعلم من هو ابيه وامه لكن لا يعلم اصوله، فابتسم لها وسالها بحيرة:
جوليلي يا ست البنتة، عرفتي كي انك حامل وانت لستك بتجولي إنك في الاول
ربتت علي كتفه وضمته نفسها الي صدره وقالت:
صفية مرت فضل كشفت عليا وخبرتني، جلبي طار من الفرحة وما صدجت حالي ان ربنا رضاني وحبله منيك يا عشق جلبي، فضلت الف كي المجنونه لحد ما خبطت في الباب ووجعت كي المخبلة علي الارض
ضحك من وصف حالتها لكن ما حيره هو سبب حضور صفية التي تكبرها بسنوات كثيرة وليس بينهم صلة او ما يستدعي زيارتها فسالها مستفهمًا:
طيب الحمد لله عرفنا سبب شج راسك يا مجنونه، لكن اللي مخبرهوش سبب زيارة صفية ليكي وانت وهي مفيش بينك عمار ولا مودة، ايه العمدة بعتهالك تتوكد من حملك
نهضت من علي الفراش وطلبت منه يسندها حتي لا تشعر بالدوار واخذت يدها وخرجت الي صحن الدار لكي تحضر له الغداء الا انه منعها وطلب منها الراحة التامة وان تجيب علي سؤاله الاول فاجابته قائلة :
ومين جال انها اجت لحالها، صفية كانت مع الست الحجة مرت ابا العمدة الست فوز
رمقها بتعجب واستغراب لحضور مرت العمدة الي داره فقال:
وايه جاب مرت العمدة داري،وليه بعد.سنتين وزبادة افتكرتنا، ليكون العمدة هو اللي بعتها تجي تتاكد من حملك بنفسها
هزت راسها بالرفض وقالت بهدوء نفس :
اجعد وانا هجولك اللي حوصل، انت بعد ما خرجت لشغلك قمت وجهزت لينا الوكل،هبابه ولقيت الباب بيخبط فتح، لقيت ست الحجة في وشى انخلعت من شوفتها ولجتها بتجولي،
مالك يا حسنه نضرتي عفريت لجل تنخلعي اكده
طالعتها حسنه بريبة واخذت تسال نفسها عن سر هذة الزيارة الغريبه، وطال صمتها، ضحكت فوز وقالت لها :
وبعدهالك يا حسنه هتفضلي بصا ليا كتير اكده وهتهمليني واجفه علي الباب مش هتجوليلي اتفضلي يا بت الكرام
بعدت حسنه عن الباب لكي تفسح لها مجال للدخول وقالت:
لا طبعا ياست الحجة اتفضلي، بس شوجة غريبة منيكي
دلفت فوز ومن خلفها دخلت صفية التي لم تكن تعرفها
حسنه جيدًا فسالتها بريبة:
مين اللي معاكي يا ست الحجة وايه سبب الزيارة يارب خير
رمقتها بنظرات ثاقبة طالت بطنها وقالت بريبة:
دي صفية مرت الغفير فضل، متجلجيش انا جاية في خير واصل ، جيت ابارك ليكي علي الحبل ولا انت مش حبله بجد
وضعت حسنه يدها علي بطنها كانها تداريها منيها حتي لا ينكشف سرها بانها ليست حامل وقالت بنزق:
الله يبارك فيكي، ثم حبلي ولا مش حبلي شئ يخصني انا وجوزي محدش ليه دخل فيه
امسكتها من ذراعها بعنف ووضعت يدها علي بطنها وقالت،
حشاكي فاضي يا بنت بدر، وباينه لا في حبل ولا حاجة
دفعت حسنه يدها بعيدًا عنها وصاحت فيها بحدة:
وانت مالك يا مرت العمدة، كنت وليا عليا وعلي جوزي علشان تحسبيني حبلي ولا لاه
هزت راسها بالنفي وقالت مؤكدة:
لاه مش وليا عليكي يا بت السوالمة،لكنك لو مش حبله الله في سماه ما هتباتي ليلة في البلد كلتها لا انت ولا جوزك
لاما ترحلي لادفنك حية تختاري ايه
ضاقت حدقتا حسنه بغيظ وثارت عليها:
ليه هتتحكمو في عباد الله، العمدة يغصب جوزي يطلقني وانت دلوج رايداني اهمل بلدى لاه مش هنخرج لو علي جثتي دي بلدى وفيها جدري مش هتجطعيني منيه
ضحكت بتهكم ونظرت الي صفية وقالت:
متستعجليش علي رزقك يا حسنه مش يمكن ادفنك معاهم واخلص منيكي،خديها يا صفية وطمنيني حبلي ولا لاه، يمكن لأنها بكرية بطنها لستها صغيرة ومبيناش
جذبت صفية حسنه من يدها لكنها دفعتها وقالت لها بامل:
بعدى عني يا مره، انا هجي معاكي لحالي، مش خوف منيكم لكن علشان حسا ان ربنا رضاني ونفسي اتوكد
دخلت حسنه مع صفية الي غرفة نومها وقامت بفحصها، بعد قليل خرجت الي زوجة العمدة وابتسمت بخبث وقالت :
حسنه حبلي يا ستنا بس لستها في اول الثاني مبروك
تنهدت فوز براحه وطلبت منها ان تنتظرها بالخارج ودخلت الي حسنه التي كانت ترتدي ثيابها والفرحه لا تسعها وقالت:
الفرحة اللي بعيونك بتجول انك سعيدة بجوزك ومرتاحه معاه ولجل اكده انا هساعدك تعيشي مرتاحه بس تبعدي عن جوزي
واوعاكي تفكري تغويه بشبابك وجمالك
ضحكت حسنه بقوة ونظرت الي فوز بتعالي:
جوزك مين يا ام جوز ده جوز حمام احسن منيه، بجولك انت تعملي عليه حلة محشي وتكليه احسن ما تخافي عليه مني
لكن انا انضره بعيني او اتمناه ده يبجي المستحيل، اجولك الله في سماه لو تجلني بالدهب وفرش ليا الارض بالجرشنات ورمي تحت رجلي مال قارون ما يسوي في عيني بصله،
جوليلي هو يهملني لحالي مع جوزي وولدى نفسي اعيش مرناحه واتهني ببجي عمري معاهم ،
غضبت فوز من سلاطة لسان حسنه لكنها ارتاحت، لانها لا تنظر الي زوجها ومركزه وراضية بحياتها وسعيدة بها فأردفت:
طيب يا ام لسان زالف، انا مش هحاسبك علي اللي جولتيه في حج العمدة لكني حذرتك، ومدام راضية بحياتك وسعيدة بيها انا هساعدك، وخلي العمدة يهملك لحالك انت وجوزك للابد
اتهني يا حسنه وربنا يكملك علي خير يا بنت السوالمة
عادت حسنه ونظرت الي زوجها بسعادة وقالت:
بعدها خرجت وانا بجيت الف كي المجنونه فرحانه ان ربنا رضاني وحبلت واتخبط في راسي ووجعت كي ما دخلت وريتني، جولي بجي لو ربنا رزجنا بولد هتسميه ايه
ضمها الي صدره بحنان وقبل راسها قائلًا بفخر:
فارس هسمي ولدي فارس لجل يبجي خيال وفارس زمانه
هزت حسنه راسها بالرفض وقالت بكيد:
مدام نفسك يكون فارس، يبجي فراس احسن منها فارس ويفرس ويكيد كل الاعادى
ضحك فودة من كيد الحريم وتفكيرها الذي يتسم بالدهاء وقال بحنان وهو يضمها الي صدره بفرحه :
والله ما هيغيره خلاص لو ربنا رزجنا بولد هيبقي اسمه فراس
. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. . .. .. .. .. .. .. .. ..
وتمر الايام وبعد ثمان شهور ياتي فراس الي الدنيا وسط والدين ، يسعيان الي الحياة بالرضا والسعادة بالقليل لكن كان بوجد من بتربص بهم ويستكثر هذا القليل عليهم
وفت فوز بوعدها وابتعد العمدة عن حياتهم تماما، لكي تستمر حياتهم صافية لا يعكر صفوها شئ الا قلة المال لكنهم كان يسعدان رغم ذلك بحبهم الي بعض البعض ولمتهم سويا
وبعد سنتين رزقهم الله بمهجة ،وازدادت سعادتهم بعد ان كبرت اسرتهم وبعد مرور ٨ سنوات اخري، اصبح فراس بعمر العاشرة ومهجة بعمر الثامنة، وذات يوم عاد فودة الي داره
والحزن يكسي ملامحه،وكانت حسنه تحفظ اولادها القران الذي اخذاه في الكتاب،ما إن رات وجوم زوجها طلبت من فراس اخذ اخته ومساعدتها في الحفظ علي ما تحدث والده، كان فراس لماح وذكي فابتسم لأمه وقال:
لاه انا هاخد خيتي وهروح لدار عم سعد اتنافس مع ولاده
علي التحطيب وهدير بالي علي موهجة زين متجلجيش
ابتسمت له وربت علي ظهره بسعادة، ولماذ لا وهو اصبح مع اخته وابيه عيلتها التي تستقوي بها وتسعد بالحياه معهم
خرج فراس برفقة اخته وترك امه تحدث الي ابيه وتعرف ما يضايقه ويحزنه هكذا، دخلت عليها راته جالس وواضع راسه بين كفاه كانها يحمل هم ثقيل يثقل كاهله فسالت بقلق:
مالك يا فودة سحنتك مجلوله ليه اكده، حتي مخدتش الولاد بحضنك كي ما بتعمل كل ما تعاود
رفع راسها ونظر اليها بحزن عميق:
الظاهر ايام الراحه انتهت يا حسنه، لاما نرحل ونهمل البلد لاما نتحمل المصايب والعذاب اللي هيلاحجنا من جاي وطالع
فزعت حسنه من حديث زوجها وجلست بجواره تستفسر عن سر ما يقول ولماذا الرحيل؟!
ليه بتجول اكده كفالله الشر،هو العمدة حدتك في حاجه تانية هو الراجل ده مش هيتهد، ويحل عنا بجي
اخذ نفس عميق لعل يستطيع التنفس جيدًا بعد شعور بالضيق وزفره بقوة وقال:
لا ما اتحدتش معايا في حاجه لكن الجاي واعر ولازم ندبر حالنا قبل المجدر ما يجع ونضيع في الرجلين، زمان كنا انا وانتِ لحالنا لكن دلوك عندنا ولادنا اللي لازم نخاف عليهم
هزت راسها بعدم فهم وسالته بتعجب من حديثه المريب:
الله لا يسيئك يا فودة تفهمني حوصل ايه وليه نرحل وايه المجدر اللي هيوجع وهيضيعني
شدها الي حضنه وقال بحزن:
المجدر موت الست فوز اللي كانت بتحمينا من شر جوزها وطمعه فيكي، مرت العمدة بتموت يا حسنه
ضربت حسنه بيدها علي صدرها بعنف وهلع واردفت:
يامرك يا حسنه يا مرارك وسود عيشتك يا بنت بدر، بجولك ايه زمان رفضت ارحل مكنتش خايفه لاني كنت لحالي، لكن دلوك اللي تجولي هنفذه لو رايد نرحل جبل الفجر اجهز حالي ونمشي من البلد كلتها انا في طوعك وتحت امرك، يا فودة
تنهد فودة براحة وقال بسعادة، كإن ازيح عن قلبه ثقل كبير وقال بهدوء وراحة:
وهو ده الجول، يلا همي نجهز حالنا وقبل النهار ما يطلع نكون برات البلد ،ورب هنا رب هناك المعين
دخل غرفته لكي يساعدها في لم حوايجهم ليتفاجاء بصوت حسنه يعلو بصراخ وعويل يرجف قلبه...؟!
6
في دار فودة وحسنه
بعد ان شعر فودة بالتهديد يعود الي حياتهم البسيطة مرة اخرة، خوفًا من وفاة فوز زوجة العمدة طريحة الفراش، لذلك طلب من زوجتة الرحيل خارج البلد هربًا من العمدة الذي ما زال يرغبها من كثرة سؤاله عنه بداعي او بدون،
وافقت حسنه علي الرحيل مرغما لشعوره بالمسؤولية تجاة اطفالها فراس وموهجة،اللذان قد ياخذوهم العمدة ذريعة ووسيلة ضغط عليها لأستسلامها ويؤذونهم،
دخل فودة يجهز بعض ما يلزم للسفر وكذلك حسنه الا انه سمع صوت عويلها وصراخها فجاة،خرج يجري فرأها تمسك راس خلدون ابن جارهم رجب لكي توقف نزيف راسه وتسال اخية الاكبر الذي اتي به عن سبب جرح راسه الغائر هذا،
ولماذا أتي اليهم ولم ياخذه علي الصحة ؟!
اجابها وهيب الغاضب بشدة :
يا عما انا مش جاي اطلب منيكي تعالجيه،انا جيت لجل اوريكي افتري ولدك علي خوي، انا لولا بعزكم كنت قطمت وسط فراس عن اللي عمله في خلدون
شهقت حسنه بذعر وتسال ابيه بحيرة:
وولدى فراس هيشج راس خوك ليه وهو دايما بيحب يجعد معاكم ويلعبو وياكم،
اثناء حديث فودة مع ابن جارهم يدخل فراس وبيده اخته موهجة التي دفعها برفق لكي تدخل الي غرفتها وقال بحدة:
ادخلي اوضتك دلوك يا مهجة ومرايدش منيكي حديت كتير
اؤمت الفتاة الجميلة حسنًا كأمها وذهبت من امامه فنظر فراس الي ابن جيرانهم وقال بغيظ:
واه عليك يا وهيب، لما انت عامل فيها راجل ، ليه جاي تولول كي الحريم وتشكيني لاهلي، مش انت اللي طلبت من خوك يحطب بدالك، بعد ما خفت اجيبك الأرض
امسكته حسنه بعنف وجذبته بعيد عن ابناء جيرانهم للذي يكبرونه سنًا وقالت بغضب:
مالك يا واد فودة انت رايح تتعلم منيهم ولا تفتري عليهم، وليه اكده ياولدى تخسرنا عشرتنا الحلوة مع اهل بيت الحج سعد، هي دي الاصول يا واد الاصول
احتد فراس علي اتهام امه له بعدم اتباعه الاصول ورد عليها:
هي الاصول يا اماي انه وهيب يخطف مني نبوتي لما وجعت خوه وبدل ما يعلن فوزى، يعطي نبوتي لخوه يضربني بيه
ثار وهيب عليه وقال موضحًا:
ايوه خطفته منيك لانك كنت هتجطم وسط خوي، ولانك كسرت نبوته، خدت نبوتك واديتهوله علشان يجدر يجف في وشك مش يضربك، وانت عملت خطفته منيه كسرت، و بيدك شجيت راسه وسيحت دمه
نظر فودة وحسنه الي ابنهم الذي ينظر الي وهيب واخيه بعيون غاضبه يملاءها الثقة والتحدى، دنا ابيه منه وادار فراس اليه وسأله بتعجب ودهشة:
انت شجيت راسه بيدك كيف، كنت بحسبك ضربته بنبوتك علي راسه شجيتها ، لدرجة دي انت عافي وشديد
رد عليه وهيب الحانق علي قوة فراس قائلًا:
ايوه يا عم فودة ولدك عفي ويتخاف منيه لانه هيفتري علي الناس بصحته وعافيته، انا جيت احذركم من انه يبجي ظالم
لو معملش حساب ضعف اللي جدامه خلي ولدك يتجي الله وميستعفاش علي الغلابة، لجل ربنا يبارك ليكم فيه
ام انا وخوي مظنش بعد النهاردة هنلعب مع ولدكم لجل ما يجي يوم ويجتل حد فينا ويجول كنا بنلعب
اخد وهيب اخيه السائح دمه وخرج لكي يداويه وترك حسنه وفودة ينظرون الي ابنهما بتعجب فضحكت حسنه وحضنته بفرحه جعلت فودة ينهرها بعنف:
فرحانه يا بنت الاشراف ان ولدك هيبقي ظالم ومفتري علي خلج الله بعافيته، جرالك إيه يا حسنه دي ربيتك فيه
هزت راسها بالنفي واحتضنت ولدها بقوة اكبر وقالت بفخر:
لاه يا فودة انا مفرحناش ان ولدى هيبجي مفتري، لاني مربياه زين واللي دخل جوفه حلال عمره ما يفتري علي خجل الله بالظلم، لكني فرحانه انه شديد وعصبه ناشف وعوده جوي ميجدرش حد يكسره،وبكده هيكون السند والضهر لخيته اللي ماليها غيره بعدنا بالدنيا،هيبجي جوتها واهلها وعزوتها اللي ما يجدر حد يكسرها ويجل منيها
فهمت ليه فرحانه،لكن جبلها انا هسالك يا فراس، ليه يا ولدى جيت علي خلدون بالجوي اكده وانت كنت رايح ضيف حداهم، بتحب تلعب معهم، اكده خسرتهم وانا مريداكش تكون مكروه بين الناس
هز فراس راسه بالنفي ورد علي امه مفسرًا :
والله ما افتريت عليه يا اماي،انا دخلت خيتي عنديهم وخرجت احطب معاهم، لول كنت بلعب بس
لكن لما خلدون خرج من الدار بعد ما كان راح يشرب وجالي ان المية من يد خيتي كي السكر زيها ، زعط فيه غيرة علي خيتي من حديته، فجاة لجيت وهيب بيرفع نبوته في وشي ويجولي، لاه راجل ودمك حامي يا واد حسنه وريني تجدر تجف جداامي كيف، مدام بتزعط في خوي وانت بدارنا
ما حستش بحالي غير وانا بعاركه لحد.ما وجعته، بعدها وجف خوه بوشي وجالي مش هصغر نفسي جدامك مش خوي اللي زعلك حطب معاه، بس هي ضربه من نبوتي كسرت نبوته خوه وجولت خلاص خلصنا وحاولت اهدى نفسي
لكن وهيب ولعها لما خطف نبوتي مني وجال لخوه اضربه انت جريب من سنه ومحدش هيلومك لو ضربته، لكن انا كبير عنيه وهيعيبوني، يلا اضربه واكسر عضامه وهو ممعهوش اللي يدافع بيه عن نفسه،
كلامه فور دمي، واخدت النبوت من خوه وكسرته،وجولتله دلوج هو اعزل وانا اعزل ونشوف دراع مين ياكل التاني،
وضربت خوه بسيف يدي علي راسه ليجت الدم خارج من راسه كي النفوره كي ما ريتي، مقصدتش ااذية كنت رايد اادبه علي غلطه هو وخوه في حجي،،
بعدها هملتهم ودخلت جيبت خيتي من دارهم وجيت فين غلطي وافترايا عليهم وهما اللي كانو رايدين يضربوني ويكسرو عضامي
ربت فودة علي كتف ولده وشد عليه بقوة وقال:
زين ما فعلت يا ولدى، بس انا بحذرك، ربنا وهبك نعمة لجل تحمد وتشكره اوعاك تفتري بيها علي الناس، الافتري اخره ظلم والظالم منه لله عقابه، اوعاكي يا ولدى تكون ظالم، كفاية اللي جاسته انا وامايتك من الظلم والظلومه
ويلا هما جهز حوايجك لاننا هندلو مصر بعد.الفجر لجل نزور اولياء الله الصالحين ،وندعي ربنا يباركلنا فيك انت وخيتك
تهللت اسارير فراس وقال بمرح:
جد يا بوي بس هندلو بدرى نزور الاوليا ليه والشهر الجاي مولد السيدة زينب، اوعدني ندلوه وجته تاني
اؤما ابيه بالموافقة لانه يعلم جيد انهم لن يعودا الي الصعيد
دخل فراس الي اخته ليخبرها ونظر فودة الي حسنه وقال:
الحمد لله ربنا عوضنا خير في ولدنا ومن صغره راجل وليه هيبه، بكره لما يبجي راجل الكبير والصغير هايهبوه ويخافو منيه ومن انهم يغضبوه
يلا بجي نهمل البلد ونرجع ليها لما يكبر ويجدر ياخد حجك اللي عالم هو مع مين واولها ارض دار عيلتكم اللي اتحرجت
وخدها العمدة ليه بدون حج
هزت راسها بالموافقة وبدات تجمع ما قد تحتاجه في غربتهم
وبعد وقت ليس قليل من تجميع اشياءهم وتجهيز نفسهم للسفر يسمعا صوت شيخ المسجد بيعلن عن وفاة زوجة العمدة فوز ، لطمت حسنه خدها وصرخت بعويل:
ياسواد عيشتك يا حسنه راحت اللي كانت بتحميكي من شرهم الله غالب يحمينا منيهم وبعمي عيونهم عني لحد ما نهمل البلد يلا يا فودة نمشي دلوك مش هنستني للفجر
امسكها فودة يدها وارجعه عما تفكر به وقال:
عيب يا بت الاشراف مدام ماتت نجدم واجب العزا وبعديها نرحل جبل ما يفكرو في اذيتنا
همي البسي عبايتك وروحي عزي بناتها والست حسيبة مرت ولدها لاجل العشرة وحج حمايتها لينا السنين اللي فاتت
شعرت حسنه بالقلق من ان تظل بالبلد ليلة اخري بعد موت فوز، لكن ما باليد حيلة ستقدم واجب العزا وبعدها ترحل
. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. . .. .. .. .. .. .. .. .. ☆
تم دفن فوز واقيمت سرادق كبير للعزاء،وذهبت حسنه لتقديم واجب العزاء الي بناتهم وزوجة ابنها حسبية التي تزوجت من عواد ورزقها الله منه بنت وولدان، وكانت علي علاقة جيدة بها، ثم عادت بعدها الي دارها لكي تنهي استعداها الي السفر، وظل زوجها في سرادق العزاء الي ان انتهي
دخل العمدة الدوار ووراءة بعض الغفر ومنهم فودة وقبل ان يستاذن لكي يعود الي داره هو الاخر طلب منه العمدة الانتظار قليلًا، ثم طلب من الغفر انتظاره بالخارج وحدثه قائلًا بحقد:
اسمع يا فودة من بكرة مرتك تجي تخدم في الدار،الست حسيبة حامل ومحتاجة وحدة بتثق فيها تساعدها
طالعه فودة بغضب وقال ساخطًا عليها وعلي ظلمه وقال:
لاه مرتي بت الاشراف متخدمش وانا علي راسها لو كلنا تراب اشرف لينا من انها تخدم في دوارك يا عمدة
امسكه العمدة من جلبابة وصاح فيه:
انا جولت كلمة وهتنفذها ياابن الرفدى،حسنه تكون في الدوار من الصبح بدل ما ابعت الغفر بجروها دلوك من دارك فاهم
رفع سلاحه الميري في وجه العمدة بتحدى وقال محذرًا:
يبجي حدا يجرب منيها وانا ادفنه مطرحه، وبجولهالك ولاخر مره يا عمدة علي جثتي لو دخلت مرتي دارك
استدار مغادرًا دواره، عازمًا علي مغادرة البلد قبل ان يطلع النهار، ضحك العمدة ونادى احد رجالة واعطاه امرًا وقال بشر:
ارمح ورا فودة ولاما تجتله لتكسر عضامه، ماعايزيش يجدر يمشي عليهم تاني رايده كي الرمه مالوش عازه
واكمل حديثه لنفسه بتهكم بعد ان انصرف الرجل لينفذ ما امره به :
انت اللي جولت يا فودة مش هتدخل دواري اللا علي جثتك، وهيوحصل باذن الله، يا واد المحروج
كانت حسنه ترتب بعض اغراضها والخوف يملاء قلبها لا تعرف لماذا، نظرت الي اولادها فراتهم نائمان بعد إن طال انتظار عودة ابيهم لكي يسافرو كما وعدهم
جلست علي احد درجات السلم تدعو الله ان يعيده اليها، واذا بها تسمع طرق شديد علي الباب جعلها ترتجف فسالت بتوتر من الطارق ، فرد عليها الطارق بارتباك:
افتحي يا ست حسنه انا جارك الحج سعد،
فتحت حسنه ونظرت اليه فرات الخضة علي وجهه فسالته:
جري ايه يا حج سعد ولدك خلدون جراله حاجة،انا محجوجه ليك علي اللي عمله فراس معاها بس لسته صغار وبيلعبو
نكس راسه بحزن وقال بتردد :
سيبك من فراس وخلدون دلوك، الحقي فودة جوزك لجوه دمه سايح علي الزراعية، والرجالة طلعو بيه علي مستشفي المركز همي نحصلهم، ربنا يسترها عليه وتجي سليمة
لبست طرحتها علي شعرها وارتدت عبائتها السودة وخرجت تجري معه مذعوره علي زوجها،
وصلت مستشفي المركز وكان بعض رجالة البلد بالانتظار خارج غرفة العمليات، اقتربت منهم وسالتهم بلهفة وقلق:
جراله إيه فودة كان زين في عز مرت العمدة جراله إيه جولو
ربت علي كتفها شيخ المسجد وقال:
اهدى يا حسنه ان شاء الله خير ، لجوه غرقان في دمه علي الزراعية ، والرجالة كتر خيرهم حملوه وجبوه للمستشفي بسرعة وباذن الله ينجدوه
ضربت بيدها علي صدرها واخذت تنتحب بحرقة وقالت:
حسبي الله ونعمة الوكيل في اللي كان السبب انتجم منيه يارب ووريني فيهم يوم اكيد مفيش،غيره العمدة الظالم
بعد.فترة انتظار طويلة من القلق والترقب خرج الدكتور من غرفة العمليات وسال عن اهله فردت عليه حسنه بعجل:
انا مرته طمني عليه يا دكتور جراله ايه وعامله إيه
اخذ نفس عميق وزفره بضيق وحزن وقال:
للأسف حالة جوزك كانت مدمرة ورجلة تقريبًا مكنش في عضمة سليمة فيها، واضطرينا نعمل بتر علشان نوقف النزيف
سندت بظهرها علي الحائط ونزلت منهارة وقوست اقدامها امامها واخذت تلطم خدودها بعويل ونحيب:
ياعمرك اللا ضاع يا راجلي، يا شبابك اللي فنيته في خدمة الكلاب واذوك يا نضري ، يارب انتجم من كل ظالم
امسك يدها الدكتور وساعدها علي النهوض وقال:
انت كده بتموتيه بالبطئ جوزك محتاج مساندتك ووقوفك جمبه بكل قوتك، ربنا يصبركم ويصبره
كانت صدمة فقد زوجها لاقدامه فوق قوة احتمالها لكنها لم تتواني عن خدمته ،ومرت الايام وخرج فودة من المستشفي
بعد شهر خرج وهو لا يقوي علي الحركة، وقد تم احالتة الي المعاش واصبح معاشه لا يكفيهم قوت يومهم
لم يكن امام حسنه الا العمل لكنه رفض،وخرج يزحف ويلم اعقاب السجائر لكي ياتي لهم بقوت يومهم
كثيرًا كان يعطفون عليه ويعطوه الاحسان وهذا ما جعل حالته تزداد سوء والتهب جرحه واصبح مهدد بالاصابة بالغرغرينه فلم يكن من حسنه الا إن تلجأ الي العمدة الظالم
الذي طردها من بيته بعد بلاغها عنه بانه هو كان السبب وراء اصابة زوجها، هذا وقد حفظت النيابة التحقيق لعدم وجود الادلة التي تثبت ضلوعه في الحادث
حاولت كثيرا ان تنزل الارض مثل اغلب بنات البلد لتحصد القطن لكنها كانت لا تجيب هذه الاعمال
سنه مرت عليهم واصبحت حالتهم عدم لا يوجد ما تعالج
يها زوجها او يقتات منها اولادها
فذهبت ذليلة الي العمدة تطلب الخدمة بداره، وبضغط من حسبية وافق العمدة وكان ولده عواد سعيد وقال لابيه:
جت لينا برجليها، واللي مجدرناش نخدوه منيها زمان ، دلوك هنجدرو نخده وهيكون بكيفها
ضحك ابيه بشر وضربه في كتفه:
مش دلوك لسته عفيفة وكرامتها وجعاها، اصبر لما تتذل اكثر وتنكسر بعديها هتسلم وهتكون تحت رجلي وطوع امري
. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. . .. .. .. .. .. .. .. ..
كانت خدمة حسنه في دار العمدة الالم الذي لم يعد يتحمله فودة،ومن خوفه عليها لعلمه بنيتهم طلب من فراس مرافقتها كظله وحكي له عن ما اراد ان يفعله بها عواد ابن العمدة زمان قبل إن يتزوجها،
كان فراس شديد المراس رفض عمل امه كخادمة، لكنه كان صغير علي ان يتحمل هو اعانتهم فاستسلم لامر ابيه،
وصار مرافق لامه وهذا ما منعهم من النيل منها شهور مرت وكثير حاول العمدة ان يستفرد بها لكنه لم يستطيع، حتي انه يأس من ان ينال مبتغاه منها
وذات ليلة استيقظت حسنه علي صوت زوجها يأن من الالم، فوضعت يدها علي جبينه تتحسسه فصدمت من حرارة جسده العالية ، انتفضت من جواره وخرجت مسرعة من الدار وطرقت الباب علي جيراتهم ، لعل احد ينقذه وياتي بدكتور المركز
ذهب وهيب بصحبة ابنها واتيا بالطبيب الذي قال:
للاسف الغرغرينة وصلت لمرحلة خطيرة وجسمه كله اتسمم
لازم ينزل مصر يتحجز في المستشفي العام، لحد ما تتتحسن حالته ويتحمل اجراء جراحه ، غير كده جوزك هيموت،
لم يكن معها ما يجعلها تستطيع السفر به الي مصر وعلاجه،
تركت ابنه وابنتها مع زوجها وهرعت مسرعة الي دوار العمدة تستنجد به لمساعدته في علاج زوجها
وكان من سوء حظها ان حسيبة وزوجها في مصر من يومين
ذهبت الطاهرة الي الذئب تستنجد فكانت فرصته لينال منها ومن شرفها ، لم يراف بحالها وحال زوجها الذي تسبب بما حدث له او،اعطاه من مال جدها الذي ينعم به،لكنه لم يفكر كيف ينتقم منها لرفضه له
دخلت من الباب مهرولة الي دواره واخذت تنادي عليه:
يا حضرة العمدة يا حضرة العمدة، ارجوك انقذني وانقذ جوزي
رايدة جرشنات اسافر بيه لمصر الحجني بيهم الله لا يسيئك
نظر اليها بخبث وقد رأها فريسة سهله بدون ابنها الذي كان يحرسها وقال لها برغبة:
وماله يا حسنه اطلعي لستك حسبية خدي منيها اللي انت ريداه، هي باوضتها جت تعبانه من السفر ، اطلعي ليها هي بتعزك ومش هتبخل عليكي يلا همي خليكي تلحقي راجلك
لهفتها علي زوجها وخوفه عليه لم يجعلاها تلاحظ نظرات العمدة الخبيبثه اليها ،
صعدت مسرعه الي غرفة حسيبة فراتها فارغة وقبل ان تخرج كان العمدة امامها وجذبها الي غرفته بالقوة واغلق عليهم الباب ونظر اليه بشر وقال:
كنت رايدك بالحلال لكنك اتمسخرتي بيا وجليتي مني علشان خاطر العويل جوزك، دلوك هاخد منيكي اللي انا رايده وهدنس توبك الشريف يا بت الاشراف
ودفعها علي الفراش كانت منهكه ومحطمة نفسيا وقلبها كسير وجسدها هزيل من قلة الاكل، لم تستطيع مقاومته كثير لينال منها ومن شرف زوجها وينتقم منها علي ذنب لم تقترفه
نهض عنها بعد ان انهكمها وهتك عرضها ، القي في وجهها مبلغ كبير من المال وقال وهو يبتسم بشر:
خدي دول هيكفوكي وزيادة ، ولما تريدي تاني اديكي عرفتي الطريج السهل اللي يغنيكي وانا هرضيكي واصل، واوعدك اللي بيناتنا هيفضل سر محدش هياخد بيه خبر يلا هما روحي لزوجك ويارب يموت وترتاحي منيه لجل تعيشي لنفسك
اخذت المال ولملت شرفها المدنس وهرعت الي زوجها وقد انطفأت روحها بعد ان نهش جسدها الخسيس ودنسها بالعار.
ام هو فاخذ يضحك بانتشاء لنيله ممن ارداها سنوات طوال، غير ظنه بانها ستكون له كم يربد وبدون عناء او زواج يقيده
دخلت حسنه علي زوجها المسلوب شرفه وطلبت من اولادها يتجهزو الي السفر وطلبت من جارها ان يحجز له للسفر الي القاهرة، باسرع وقت او يحجز لها عربة لسفر خصوصي
نظر اليها فودة باعياء وسالها كثيرا، من اين اتت بالمال، وحين اخبرته ان العمدة عطف عليها واعطاها له رائفا بها،
لكنه لما يقتنع واخذ يسالها لماذا اعطاها العمدة المال ،
وكانت اجابتها عليه البكاء والنحيب والهروب منه لانها لم تقوي علي مواجهته بعد ان دنس شرفه بسببها،
لم تقول له او تتكلم معه، لكنه علم واحس بإلمها وما قد يكون حدث لها مقابل هذا المال فقال
دنست توبك بمرضي يا شريفة، ياريتني كنت موتي جبليها
لم ترد عليه وظلت تبكي الي ان وصلت بها السيارة التي استاجره جارها الي القاهرة، دخلا بها الي المستشفي وبداو يفحصوه وهي ظلت بالخارج مع اولادها تنتظر النتيجة
من الممكن ان يقهر المرض الجسد لكن يستطيع الانسان ان يعيش ايام وسنوات بمرضه
لكن حين يقهر الرجل الحر في اعز ما يملك، وهو شرفه وكرامته لا يستطيع ان يحيا دقائق او ساعات بدون شرف
مات فودة كمدا وقهرا وحزنا علي حسنه التي ضاعت ودنست وسلب شرفها عنوه، ولم يستطيع ان يحميها كما كان يفعل
خرج الطيب الذي كان يفحصه وهو يستغرب حالته وقال:
للاسف المريض مات حتي قبل ما نفحصه كانه رافض الحياة
واستسلم للموت البقاء لله المريض مات
تجمدت الدموع في عيناها وتحجر الالم في قلبها الذي مات مع هتك شرفها لم تعد تقوي علي اي شئ بعد أن سلب مع شرفها روحها علي يد العمدة الخسيس
عادت الي البلد لكي تدفن زوجها، وبعدها حبست نفسها بدارها وباول ليلة بعد وفاته وابناءها جالسون من حولها يبكون
اتت بمال العمدة وحرقته فسالها ولدها فراس بحيرة من امره:
ليه يا اماي حرجتي الجرشنات واحنا محلتناش غيرهم
قالت له بإيباء وعزة نفس سلبت غدرًا:
لانه مال حرام اول ما دخل علينا خد الغالي معاه، بوكم مات لان جسمه متحملش الحرام
رايدين اوكلكم حرام واحرق جوفكم بيه واموتكم بيدي لاه
يحرم عليا المسه او نصرفه منيه ميلم علينا
. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. . .. .. .. .. .. .. .. .. ☆
مرت الايام واشتدت الايام قسوة علي حسنه، ولم يكن لها ملجا الا الخدمة لدى بيت العمدة او ابو حسبية الحج بدران، فطلبت من حسيبة ان تتوسط لها عند ابيها لتخدم بداره، وافق بدران بعد ان كان رافض بشده خدمتها لدية،
علي ان يعطيها احسان لكنها رفضت وفضلت الخدمة علي ان يعايرو اولادها باحسانهم اليها
لكن الغريب انه رفض تخدم في داره وطلب ان تذهب في دار اول اليلد توضبها لانه سينتقل اليها قريب
استغربت في بادى الامر طلبه واخذت ولدها معها كم هي العادة وتركت ابنتها مع الجيران
لكن حين وصلت للدار رات فيها بعض النسوان يعملون علي توضيبها وتركو لها اعداد الطعام فارتاح قلبها واطمئن قليلًا
انتهو النسوة من التوضيب ورحلو، وظلت هي مع ولدها تنهي اعداد الطعام واثناء ذلك حضر الحج بدران ومعه شيخ الغفر والعمدة الذي لم تراه من يوم ما حدث بينهم بداره
فكان هو الساعي الي لقاءها ، دخل اليها المطبخ وقال:
واه بين وكلك زين كي زينك حسنه ، همي خلصي عندنا ضيوف وعلي وصول
اطمئن قلبها بعد ان قال ان في ضيوف سياتون اذن لم يخدعها الحج بدران واتي به اليها
بعد وقت ليس بالقليل حضر رجل له هيبه عرفت إن اسمه منصور الراجل الذي يساعد اهل البلد في مجلس العموم ومعه اثنان من الحرس الخاص به
دخل اليها شيخ الغفر وقال لها بعجل:
همي يا حسنه حطي الوكل البية مستعجل، رايد يمشي
خرجت حسنه لكي تضع الاكل لهم بسرعه وتركت ابنها فراس ينتظرها بالمطبخ حتي ترحل معه بعدما تضع الاكل لهم
الا ان العمدة طلب منها ان تصعد به الي الاعلي لتضع الاكل لمنصور بيه بغرفته التي يستريح بها في الاعلي
صعدت حسنه مرغمة ودخلت الغرفة التي اشار لها بها العمدة
فرات منصور بيه ممددًا علي الفراش وقال لها عند رؤيتها:
حلوة يا عمدة ذوقك اتحسن عن زمان كتير يلا اخرج انت وسيبني معاها، وخد الباب في يدك
طالعت حسنه العمدة ومنصور بغضب وحيرة وثارت عليهم:
يهملني معاك ليه وبتاع ايه الوكل وجدامك وانا خارجه،
نهض منصور بيه من علي الفراش ووقف امامها وسحبها اليه وقال للعمدة بغضب:
قصدها ايه يا عمدة هو انت جايب واحدة شريفه وغاصبها ولا عايزة زيادة انا موافق دي جميلة جدا
ضحك العمدة وقال بشر وخبث:
شريفه ايه يا سعادة البية،دي كانت في معايا من شهر وقضيت معها احلي ليلة بالعمر كله، كنت نفسي تكون ليك لول بس جولت اشوف معاها سكة الاول ووافجت واسالها حصل ولا لاه انها كانت معايا
هزت حسنه راسها بعنف وراحت تحاول تخليص نفسها من يد البية وهي تتوسله ان يرحمها فسالها البيه بغموض:
هي كلمة يا حلوة كنت مع العمدة ولا لاه انطقي
ارتبكت ونظرت الي العمدة بغضب وحسرة:
حوصل بس مش كي هو ما بيجول انا والله شري
لم يدعها تكمل كلامها والقها بعنف علي الفراش وقال للعمدة اخرج انا هعرف الين دماغها وكفاية انها كانت ليك قلبي
وهجم علبها وهي تصرخ وتستغيث وتتترجاه ان يستمع اليه لكن لا حياة لمن تنادي لقد القها الذئب الحقير الي اسد جائع لكي يلتهمها وينهش جسدها ويكمل عليها تحطيمها وتدنيسها
خرج العمدة وهو يهني نفسه علي الانتقام منها كان بينهم ثار قديم يخلصه منها وليس مجرد رفضها لها وتفضيل زوجها عليه
اخذت حسنه تصرخ وصوتها وصل الي المطبخ فسمعه فراس وخرج مسرعا يبحث عنها فلم يراها لكنه سمع صوتها ياتي من الاعلي فصعد والعمدة يطلب منه الا يصعد لكنه لم يعيره اهتمام فاخذ ينادى عليها وهي تستغيث الي ان خفت صوتها
تتبع الصوت فراى باب وعليه الحرس الخاص للبية فقال لهم:
بعد منك ليه عن الباب اماي جوه لازم ادخل ليها انجدها
ضحك الحارسان عليه وقال له بسخرية:
يلا امشي يا ولد العب بعيد ولما تخرج ماما هتجيب ليك حاجه حلوي يا شاطر
رمقهم بغضب وتقدم منهم ودفعهم بكل ما اوتي من قوى ودفع الباب فوقع تحت قوته فراي امه في منظر لم يستطيع عقله استعابه او عيناه التي رات امه وهي تقهر ويغتال شرفها غصبا وعنوة شهق بقهر وصرخ من اعماق قلبه
رات امه نظراته اليها فاغشي عليها من صدمة ان يراها ابنها اثناء هتك عرضها ونهش جسدها هكذا
قبل ان يقترب منهم دخل الحارسان وطوقاه بالقوة وتاسفا من البية الذي اكمل ما يفعله براحة بعد ان اغمي عليها
كان عنفوان فراس وقوته شئ غريب عليهم لصغر سنه ولم يستطعان وحدهم ان يقيدانه وانضم لهم العمدة وشيخ الغفر
وثبتاه بصعوبة علي الارض وهو يصرخ فيهم:
انقذو اماي حرام عليكم يا ظلمه، الله في سماه ما هرحمكم
يا خسيس يا ظالم منك ليه انا هجتلكم كلكم واحرج جلوبكم
حلو عني يا ظلمه انقذو اماي انقذو اماي
ظل يعافر ويحاول معهم كثيرا ولم يهدا الي ان نزل البية
من الاعلي وهو سعيد وقال للعمدة :
اسمع يا عمدة انا عاوزها ، ابعتهالي كمان يومين علي فيلتي بمصر تكون المدام سافرت هي والاولاد، ومكافاتك اعتبر مركز العمودية من النهاردة ورث ليك ولاولأدك يلا سلام علشان اتاخرت علي المؤتمر
خرج وتبعه الحارسان بعد ان ترك فراس الذي اتعبهم واصابهم الاجهاد من الامساك به وتقيده في محاولة منعه الصعود لامه،
فك فراس قيده وصعد الي امه المنتهكة بضراوة،فهربت منه كي لا يلمسها وصرخت فيه بالا يقترب منها ونزلت تجري الي المطبخ وقالت له وهي تسكب الكيروسين علي نفسها:
امايتك ضاعت يا ولدى،والخسيس والعويل دنسوها وريدين يتاجرو بعرضها سامحني يا ضي عيني وخلي بالك من خيتك، اما انا فاللي انكتب عليا زمان وهربت منيه هنفذه لانه امر الله ويارب
يسامحني وكي ما مات اهلي انا هموت لانه قدري
لم يفهم فراس كلامها لكنه راها تشعل النار في نفسها ولم تحرك ساكنًا كأن النار لم تحرق جسدها، لأن روحها قد ماتت قبل ذلك وقتلت الف مرة ومرة بعدما راها ولدها وهي تنتهك ومات زوجها كمدا علي شرفه وشرفها الذي هتك وضاع
تعالي صراخ فراس والنار المشتعله في امه تتاجج في عيناه حتي حرقته قبل ان تحرقها وقتلت فيه طفولته وروحه الطيبه لتحوله الي وحش كاسر لن يكون لاحد قدرة علي ردعه ....
وللحديث باقية
