مؤلمة تلك الدمعة التي تسقط، وأنت صامت تسقط من شدة القهر، والألم، فلا أحد يشعر ، ولا جديد يذكر، غير أن بداخلي حنين فتك قلبي، وشوق يريد تمزيقي، وذكريات مؤلمة تسيطر على ملامحي، كل ما أحتاجه حضن حنون أرتمي به ولا أجد، غير نفوس ضعيفه سودتها تشوه الحقيقة فكنت انا الملام ولا احد غيري تحمل النتيجة وهي الوحدة والعذاب.... فراس
لم يتمالك فراس نفس امام تعسف سمعان معه وتقبل ابنته لكل ما يفعل، راه فيها البنت البارة بابيها والزوجة العاصية، كانت علي النقيض في كل ما يخصه،فظلمته وجارت عليه، وهذا ما جعله غاضب منها لان بيدها تستطيع إن تضع حد لكل ذلك، لهذا ثار عليها وعنفها قائلًا بغضب :
وبعدهالك يا بت سمعان انت وبوكي اللي مريدش يجيبها لبر معايا، ليه رايد يشوف مني العفش ومنضرش افعالي الزين في حجك وحجه، خابر بعملته بيوصلني لايه
جذبها بعنف من ثيابها حتي كاد ان يمزقها من عليها وقال:
دلوك الوكل وبكرة خلجاتك وبعديها نومتك، وانت راضية وساكته للعيب في حجي، جوليلي يا مهرة اتصرف كيف مع بوكي لو عملت ليكي خاطر انا فين خاطري عنديك، ولو جيت عليه ما هسامح نفسي عن دمعة اتسبب فيها ليكي
جوليلي يا بت غالية اخرتها ايه وريدين مني ايه انا خلاص تعبت ومريدش غير هدنة ارتاح فيها لجل الجاي، كتير عليا اعيش في سلام وراحة حتي لو ايام
بكت مهرة علي نفسه وعلي حالها، لقد تأكدت من عشقها لفراس، لكن كيف ترضيه وترضي اباها، لقد كتمت عنه ما قاله حتي لا تجرح كرامته كرجل حين قال لها:
مدام مش مرته اوعاكي تاكلي من ماله الحرام هيحرج جوفك
بيكفي تعيشي في داره لحد ما ربنا ياذن واخلصك منيه، اوعديني يا مهرة انك هتحرم عليكي ماله لاجل ربنا يعفيكي من النار كي ما جال في الحديث الشريف قال رسول الله ﷺ:(( أيما جسم نبت من الحرام فالنار أولى به))
لتحدث نفسها كل ما فيك زين الا مالك الحرام وجتل النفس
مالي حيلي يا ربي جوزي جلبي عاشجة رغم سوء نفسه وجسمه اللي وكله الحرام وبوي مجدارش اخالفه لانه ما هيتحمل عصياني ليه وعهدي مالي طاقة اخلفه وياه،،،
كان كثيرًا عليها ما يحمل قلبها الصغير فانهارت راكعه امامه وبكت بحرقه اوجعت قلبها وقالت:
خابرة انا غلطت في جحك بس جولي، كنت رايد اجول لبوي ايه وهو جايب خزين لبيتي، حسبتها هدية منيه لجيته جال اللي جاله، كنت ممكن ادس عليك لكني معرفش الكذب ولا اتعودت عليه، لو حديتي ضايجك سامحني وانا محجوالك
اشفق عليها قلب فراس العاشق لها من الصراع الذي وضعها فيه وقال بحزم لعلها تفهم :
اسامحك كي سابج لما فتشتي سري، جوليالي لميتي يامهرة هتحمل وهجدر علي اهانة بوكي لي، انا اجدر اجطع عليه كل العيبه وادخل بيكي، لكني مجدرش ااذيكي واخلف عهدى معاكي لكني طجيت وزهجت اخرتها ايه معاه
ارتجفت مهرة علي ذكر انه باستطاعته اجبارها، واتمام زواجه بها لم تخشاه لكنها تمنت ان تتخيل كيف سيكون عشقه لها وهو بهذا القدر علي الصبر والاحتمال لخوفها عليها وحنانه لها،
من المؤكد انه سيكون عشق حنون وستعيش معه اجمل احساس ستحياه انثي مع راجل عشقها حتي النخاع ،
طال صمتها فشعر فراس بقلة حيلتها وعدم وجود ما تجيب به عليه، فمد يدها وجذبها اليه لكي تستقيم، ونظر الي عيناه الباكية وقال برقة اذابتها :
لو ترضي هتجفل باب الشيطان، وبوكي هيبعد عنا، صوح هيزعل منيكي لكن مش هيغضب عليكي، ربنا هيحاسبك عليا اكثر منيه خلي بالك عصيانك عليا يحرم عليكي الجنه،لكني مسامحك وهسامحك مهما حوصل، بس امنحيني السلام
نظرت الي عيناه الواثقة وقالت بارتباك:
خابرة كل حديتك بس انا مليش في نفسي حيله، بوي ناضرك سرجتني منيه ومش هيسامحك ولا هيرضي علي جوازنا مهما حوصل، يا فراس انت كسرت بوي جدام نفسه
مهنكرش انك رجال زين وولد حلال وكلمتك سيف مرتجعش فيها، لكن بوي ناضرك ولد ليل وجاتل فاهمني
شدها اليه بقوة ونظر الي عيناها وضغط علي عظام فكه بغضب، وصاح ثائرًا فيها وهو يضمها الي جوف صدره بتملك:
ارضي انت وحليني من وعدي وريحيني من ذنبه،
ثم زفر بقوة وهو يضغط عليها في جوف صدره كانه يحارب نفسه ليسطر علي غضبة واحتياجه إليها وقال بشغف حارق:
واه يا مهرة بوكي بيدفشني دفش لجل اكون عفش معاكي وااذيكي وبدل ما انضر حبي في عنيكي اللي بتنور دنيتي انضر كرهك وخوفك
اخرجها من صدره ودفعها برفق بعيدًا عنه:
همليني لحالي دلوك يا مهرة، انا مطيجش حالي، ومريدش انضرك لشياطين الجن والانس يغلبوني لجل اكسر بوكي بجد
ولا اجولك انا مهملك الدار كلتها
هما ان يخرج فامسكت به وقالت برجاء:
طيب اجعد كل لجمة معايا انا هبطخت ليك الوكل بيدى
ابتسم بحنان وربت علي خدها بعشق يقتله بين جوانحه:
مش انا الراجل اللي اكل من شجي غيري يا بت غالية، لما تجهزي الوكل من جرشناتي هاكل غير اكده يحرم عليا ادس لجمة في خشمي بالدار،
متجلجيش عليا انا بجالي ست سنين بدبر حالي وباكل زين ، مفرجش دلوك وجودك معايا كتير، يكفيني حضنك في ليلي اللي بعتبرها تعويض عن صبري، لكن وكل لاه لو هصوم الدهر انا همملك براحتك وليكي حرية الاختيار يا جليبي
تركها وخرج يجتر الالم والوجع بداخله فلقد كان وجعه منها اكبر من طاقة احتماله ولا يعلم الي متي سيتحمل كل هذا
. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. . .. .. .. .. .. .. ..
شرد فراس بحصانه الذي ساقه الي المكان الوحيد الذي يرتاح فيه، كان رماح يعلم بما الم بصديقه من ضيق وحزن،
ابتسم فراس حين وصل الي الزاوية(هي مسجد صغير )
التي كان لها باب مطل علي المنبر فكان يجلس خلفه ويصلي كل فروضه حاضر دون إن يراه احد الا شيخ الجامع الذي كان يعتبره كصديق وناصح ومرشد له
راه شيخ الجامع خلف الباب كعادته من وقت خروجه من الاصلاحية، انهي ما كان يفعل ودلف اليه فرأه يصلي ويبكي بين يدى الله بخشوع ويدعوه برجاء دعاء نبي الله ﷺ قائلًا:
( اللهم إليك أشكو ضعف قوتي ، وقلة حيلتي ، وهواني على الناس ، أرحم الراحمين ، أنت أرحم الراحمين ، إلى من تكلني ، إلى عدو يتجهمني ، أو إلى قريب ملكته أمري ، إن لم تكن غضبان علي فلا أبالي ، غير أن عافيتك أوسع لي ، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات ، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة ، أن تنزل بي غضبك ، أو تحل علي سخطك ، لك العتبى حتى ترضى ، ولا حول ولا قوة إلا بك )
دنا منه الشيخ وربت علي كتفه وقال له بتعجب:
مالك يا ولدى من هبابه هملتني وكنت فرحان إن الصلح هيتم واتحدد ميعاد لعقده، جرالك ايه وجع جلبك وخلاك اكده
كفكف فراس دموعه وابتسم الي الشيخ بمودة:
وفيه ايه يا عم الشيخ لم اكون عبد ذليل لربي ليعفو عني ويرحمني، انت خابر من وجت ما سافرت مصر جليت تقربي لله ويمكن ده اللي تاعبني ومشندل حالي
ضحك الشيخ وامسك يده وضغط عليها برفق وقال:
اديك جولت اهوه شندل حالك، احكيلي يا ولدى انا كي بوك
مهرة لسته عاصية عليكي، ولا في اخبار عن خيتك
اخذ فراس نفس عميق واسبل عيناه بالم وقال:
مهرة مش عاصية،مهرة حيرانه ومتشندل حالها بيني وبين بوها، اللي مش رايد يهدى ويهملها لحياتها معايا واصل
هز الشيخ راسه متفهمًا وقال :
جولها يا ولدى وريح بالها،خبرها ليه جتلت العمدة وشيخ الغفر، ليه موجف حياتك ومهمل مالك وحجك عند العمدة وبدران لحد ما تعتر علي خيتك وتاخد تار امايتك من اللي اتسبب في موتها كي ما خدت تارك من العمدة
وضع فراس راسه علي قبضة يده وقال بحرقه:
لاه مهرة ميخصهاش سر اماي ده حجي انا وخيتي وبس ولولا انت خبرتني ان اماي جاتلك وحكت ليك اللي عمله العمدة،
انا مكنتش جولتلك اللي حوصل منيه، ومن بدران الجبان والعويل فضل والخسيس ولد المحروج منصور
شد علي يده الممسكه به وقال مهدًأ:
يا ولدى دي مرتك ومن حجها تعرف انك مش جاتل ولا جاطع طريج، انا جولتلك سابق لمتك علي المطاريد هتخليك واحد منيهم وما حدا هيصدق انك راجل زين وصاحب حج،
نهض فراس وعدل هندامه وقال بضيق:
صوح مرتي لكنها لسته مش شريكتي لما تحمل في حشاها مني ويكون في من دمي ودمها اللي يربطنا وجتها بس هجولها سبب كل اللي انا فيه، ادعيلي يا عم الشيخ ربنا يهديها عليا وتكونلي الزوجة والحبيبة وتعوضني اللي نضرته بحياتي المُرة اللي ما نضرت فيها يوم حلو من موت بوي
جذبه الشيخ من يده لكي يجلس مرة اخري وساله:
معلش يا فراس رايد اسالك عن حاجه كل ما افتكر اسالك عنيها يتوه من بالي، من يوم جابلتك في الاصلاحية وكنت الدارس ليكم وخصيتك انت بالذات لاني كنت نضرك شجي وعاصي لجتلك العمدة وشيخ الغفر وانت لستك طفل صغير، لكن لما جربت منيك عرفت انك جواتك نار وهم ثقيل خلتك راجل جبل الاوان، كنت خابر شينة العمدة في حج امايتك لانها جتلي، داري وفاضت بسره وشكت لي همها فاكرة كي امبارح
.........فلاش باك
كان الشيخ يجلس مع زوجته وابناءه وطرق الباب نهضت زوجته وفتحت الباب فرات حسنه المتشحه بالسواد وعيونها الحمراء من كثرة البكاء فطلبت منها الدخول:
ادخلي يا حسنه خر يا خيتي الدار دارك فين ولادك
ردت عليها حسنه بروح هائمة وقلب مكسور:
فينه عم الشيخ ريداه في مشورة ضروري ممكن تنادمي عليه
جذبتها زوجة الشيخ وقالت:
طيب جولي مشورتك لو مجدرتش افيدك هجوله انت خابري الشيخ مبيحددتش حريم
ااخذت حسنه نفس بضيق وقالت :
انت خابرة ان فودة مات ومهملش لينا ميلم بالدار اتجوت بيها انا وولاده، وانا دلوك لساتي في شهور العدة يجوز اخرج اشتغل ولا حرام
غمغمت زوجة الشيخ وقالت لها :
لاه دي مجدرش اتحدت فيها انا هنادم علي الشيخ يرد عليكي اجعدي هبابه لحد ما يجي
جلست حسنه مرغمه وظلت تفرك في يدها وتزفر بعصبيه كأنها علي جمر من النار،الي ان دلف عليه الشيخ،فنزلت علي ركبتاها امام وقالت برجاء:
الحجني يا عم الشيخ، ريداك في مشورة بيدك تنجدني لاخرج من عندك ادفن نفسي
اشار اليها ان تنهض وشعر بان ما اتت اليه به ليس عن حداد عدتها لكن شى اخر اكثر خطورة، طلب منها الجلوس ونادى علي زوجته قائلًا لها بحسم:
يا خضرة ادخلي جهزي وكل زين للست حسنه علي ما اخلص حديتي معاها يلا همى بسرعه
اطاعته زوجته وجلس الشيخ امام حسنه التي كانت تنكس راسها وقال:
جولي يا بتي سرك في بير،رايدا تسالي عن ايه
اخرجت حسنه مبلغ من المال ووضعته امامه وقالت بحسرة:
ده ثمن شرفي وعزتي وكرامتي اللي داس عليه الخسيس، ده ثمن كرامة جوزي اللي مات بحسرته لما خبر اني شرفه دنسه الندل وهو ملوش حيله في نفسه يرد حجه او يصون شرفه
ده ثمن بت الاشراف اللي الزمن جار عليها يا عم الشيخ لجل تطاطا وتسلم وتكون كي الغواني
نهض الشيخ مذعور واخذ يستغفر :
استغفر الله العظيم من ده اللي عمل اكده وانا هجيم عليه الحد، وانت يا بت الاصوال عمر ما هيكون ليكي ثمن لانك غاليه،ولو كان جوزك مات مجهور، ربك موجود يرد حجك هو القهار الجبار المنتقم العزيز،جوليلي مين وانا مش هرحمه
ابتسمت حسنه بتهكم وذرفت عيناها الدموع وقالت:
العمدة يد الحكومة والينا وولي الامن علينا،انا جيالك علشان اسالك مش لجل افضح نفسي،انا اكده خاطيا وعليا حد يتجام ولا مظلوم وشريفه وربنا هيغفر لي ويسترني علي ذنب معملتوش لكن اتغصبت عليه،
والجرشنات دول حلالي لانهم من مالي اللي العمدة سرجه في حج دار جدي اللي بني عليها دواره الجديد ، ولا حرام لانهم ثمن شرفي اللي دنسه جولي وطمن جلبي يا عم الشيخ
وضع الشيخ يده عن وجهه بغضب وقلة حيله، ان فضح العمدة كانت الفضيحه الاكبر لحسنه واذا طلب باقامة الحد عليه لن يسمح له احد، فتأكد ان حسنه لم تلجاء له الا لطلب المشورة وتبرئة ذمتها من ذنبها فقال لها بثقة:
انت لستك بشرفك لانك ما فرطتي فيه بكيفك، والمال حرام لانه ثمن لمتعة حرام اتصدقي بيه واوعكي تخليه في دارك او توكلي منه اولادك لتبجي نار تحرق جوفهم
ام حجك في ارض جدك اطلبيها، واوعاكي تتنازلي عنيها صح هتتعبي كتير لحد ما ترجعيه لكنه حجك حاربي عليه، وربنا ينتجم من اللي ظلمك وودنس توبك يا شريفه يا بت الاشراف
تنهدت حسنه براحه بعد ان علمت ببراءتها امام الله وفوضت له امرها في العمدة، وسالته عن عملها في فترة حدادها وعدتها التي بدات لتوها، فقال لها ان الشرع سمح بخروجها للضروري وبما انها العائل لاولادها فهذه ضروري ....باك
عاد الشيخ من رحلة ذكرياته وقال لفراس:
انت واثج ان امايتك مجلتش ليك علي سوها من فين عرفت
باللي عمله العمدة معها وجتلته وعمل ايه فضل شيخ الغفر لجل تجتله،ومين اللي كان رايد يجتلك بالاصلاحية
غامت عين فراس، بحزن وتذكر كل ما مر به وعاشه طوال ١٢ سنه، وطالع الشيخ بألم وقال :
عرفت ونضرت كل حاجه يوم موت اماي، بعد ما سمعت صراخها،كنت معاها بالمطبخ، ولما غابت خرجت ادور عليها سمعت صوتها بتصرخ وتستنجد، جريت علي صوتها كان في اتنين واجفين علي الباب بجيت ابعدهم لجل ادخلها دفشوني، ادلت استنجد بالعمدة وشيخ الغفر والحج بدران، لكنه زعطوني وجالي العمدة ادخل المطبخ لندبحك
محستش بنفسي غير وانا بضرب الرجالة اللي علي الباب وبكسره، ونضرت اماي في حضن الخسيس منصور ومرحمش توسلها ورجاها وكمل معاها ورجالته والعمدة مسكوني وخرجوني شفت اماي بتموت من الوجع لحد ما غمي عليها،
بعد ما خرج من عنديها سمعته بيجول للعمدة اني اماي جوية وريدها تتدلي ليه مصر ، كنت اماي بتلبس خلجاته وسمعت اللي سمعته فضلت تلطم خدها وتجول:
خلاص يا حسنه بعوكي الاندال وهيتاجروا في عرضك ياريتني كنت مت معاك يا فودة، وادلت للمطبخ وحرجت روحه،اماي مماتش من الحريج اماي ماتت وهي في احضان الخسيس نضرت النور اللي في عيونها انطفي، بعدتني عنيها وجالتلي خيتك امانه وتاري من الظالمين امانة في رجبتك ليوم الدين
انا عمري انتهي كي نهاية اهلي وده قدري وقسمتي، سامحني يارب ، نضرتها والعه لكنها مرتاحه لا صرخت ولا بكت
اغمض عيناه بقوة كانه يري النار التي اشعلت جسد امه امامه
فدمعت عينه لهذه الذكري المؤلمة، كفكف دموعه واكمل :
جعدت علي الارض انضر جتت اماي اللي النار خلصت عليها بعد ما حاول شيخ الغفر يطفيها مجدرش،
وجت الحكومة وشالتها وبعد ما المامور جال للعمدة انه هيقيدها موت خطا خرج وهمله مع بدران وفضل شيخ الغفر
ونسيو اني موجود وسمعت حديتهم
لجيت شيخ الغفر بيسال العمدة :
جولي يا عمدة هي حسنه كانت عشيقتك بحج، لاني سمعت جولت لمنصور بيه انها كانت معاك جبل سابج
ضرب العمدة الطاولة التي امامه بعنف وغيظ:
لو كانت عشيجتي ما كنت سمحت لحد يلمسها، صوح قضيت معها ليلة لكن كانت بالغصب، ضحكت عليها يوم ما جت تطلب مساعدة لجل تتدلي بجوزها مصر وجولت ليها تطلع لحسيبة والدار كانت فاضية، وخدتها اوضتي وخدتها غصبانية، واديتها جرشنات كتار ظنيت هتجبل الحرام وتجيني بعد موت جوزها اللي كسرت انت رجله وعجزته لجل نكسرها لكنها كانت جوية وهدتتني انها هتطلب حجها في ارض جدها اللي اسست عليها دواري الجديد،
خفت لما تجدم شكوي بحجي تعرف ان حيازة الارض كلتها ملك لجدها وتاخدها مني وتسجني، كنت لازم اكسرها لجل ومتجومش ليها جومة تاني، لما شرفها ينداس مع كذا راجل،علشان اكده لما طلب مني منصور بيه بنت يقضي معاها ليلته، طلبت من بدران يجبل يشغلها عنده ورتبت كل حاجه وجولت بعديها هتسلم وتبجي طوع لي ، لكنها انتصرت عليا، و رحمت نفسها مني وحرجت روحها ووجعت جلبي علي فراجها، واه كنت ريداها لي وحدى، حتي لو بالحلال، لكنها عنيده وعزة نفسها اتسببت في موتها وكان اكرم ليها،
رد عليه بدران بالم وقال:
انا السبب لو كنت اعرف انك هتبيعها لمنصور بيه،كنت رفضت تجي الدار ،دي بتي حسيبة موصياني عليها،
اجولها ايه دلوك وانا اتسببت بموتها محروجه كأنه جدرها تموت موتة اهلها
نظر اليه العمدة بسخرية:
هتندم علي ايه ولا ايه يا بدران ما تخلي الطابق مستور لو كنت سرجت جدها وخدت حيازة الارض انت واعي عملت ايه وخدت ايه، جفل احسلك واكتم
تدخل شيخ الغفر في الحوار وقال بغيظ:
يعني انت خدت حيازة الارض ونولتها وخدت ارض دراهم اسست عليها دوارك، وبدران خدت مكانة جدها وتجارته، وانا خدت ايه مجابل عجز فودة غير اني شيخ الغفر، لاه يا عمدة انا رايد جرشنات تعويض لجل اسكت ع اللي حصل اهني
دفعه العمدة في صدره بقوة وصاح فيه:
اتكم يا بو وشوف لينا صرفه في ولدها اللي نضر كل حاجه
وممكن يفضحنا بالبلد، الولد ده لو كبر علي قوته دي هيجتلنا واحد واحد وما حدا هيجدر يجف بوشه
لازم نخلص منيه جبل ما ينطج ويجول كل حاجه هم روح خلص عليه وبعد ليلة سبوع واد ولدى هخلي منصور بيه يكافئك وانا كمان هكافئك جولت ايه
ابتلع فضل ريقة بشراهة لحبه للمال وقال:
موافج بس هو منصور بيه هيجي يحضر السبوع
هز العمدة راسه بالموافقة:
ايوه وهعمل ليلة كبيرة جوي دبايح ووليمة وسهره للصبح
اسند فراس راسه علي الحائط خلفه واكمل بغضب:
سمعت كل حديتهم ونيتهم في جتلي ، روحت داري وجولت لخيتي كل حاجه وطلبت منها تجعد في دار الحج رجب لاني هجتلهم جبل ما يجتلوني، ووصيتها لو مرتاحتش تروج دار الجعافرة هيصنوها لحد ما اخرج،
ياما عرض عليها خال جابر علي اماي تجي وتجعد في دارهم بعد موت بوي لكنها رفضت ولما كنت اسالها ليه،
تجولي مريداش حد يكون ليه جميل عليكم جدي كان خيره علي الكل رايدني امد يدي علي اخر الزمن لاه يا واد بطني انا عندى اجوع ولا ان اخد احسان من حد
بعد ما وصيتها واطمنت عليها، خفيت عن البلد وبجت ارتب كي اتخلص منيهم كلتهم في يوم واحد ،
لحد يوم سبوع ولد عواد، روحت لشيخ الغفر وجولت ليه ان العمدة رايده عند الزراعية علشان يخلص معاه كل اللي اتفقو عليه، كنت خابر انهم اتفقو يخلصو عليا وظن شيخ الغفر ان العمدة بيسحبني ليه لجل يغرجني في المشروع
وفعلا جه شيخ الغفر يدور عليا انا والعمدة، لكني لحجته بضرب رجله وكسرتهم كي كسر رجل بوي فضل يصرخ كي المره لحد ما قضيت عليه ودفشته حي في المشروع، وشفت السمك بيكل في رجله وهو حي لحد ما مات غرجان لانه مجدرش يعوم، وبعديها روحت لدار العمدة وكانت اللليلة كبيرة والخلج كتار، فضلت متربص ليه وعرفت من حديته مع بدران ان منصور مش هيجدر يجي، ووجت ما طلع اوضته يغير ثيابه لحجته بضرب علي راسه وسحبته لسريره وربطه كي الخروف، واستنيت يفوق اول ما شافني اترعب وفضل يترجاني ويصوت لكن محدش سمعه،
كتمت خشمه بشاله وشجيته بطنه وتركته يتالم وعيونه من الالم بجت تجيب دم محستش بنفسي غير وانا رايد اشفي غليلي واجطع جتته حته حته واجوله مش ده السرير اللي دبحت اماي عليه انا هجطعك عليه كي ما جطعت خلجاتها وسرجت شرفها،
ما هديتش ناري غير وانا بخزق عنيه اللي كانت كلتها رعب
ونزلت ليهم بخلجاته كلتها دم وجرت علي بدران رايد اخلص عليه هو كمان لكنه خد باله وفضل يصرخ عليهم ويجول:
الحجو فراس جتل العمدة فراس جتل العمدة وهيجتلني ويجتل شيخ الغفر حذروه
لكن رد عليه واحد وجاله انا كنت جاي اخبر العمدة انهم لجو حثه شيخ الغفر غرجانه في المشروع ورجله متجطعه
مسكوني وفضلو يضربو فيا مكنتش حاسس بالوجع كل وجعي اني مجدرتش اخلص علي بدران ومنصور
وخدوني رموني في الاصلاحية، وبعد سبوع لجبتهم جايبين لي وكل واحد بيجولي ده ليك اتجوت انت ضعفان،
كنت جاطع الذات حزين علي تاري اللي مخلصش وخيتي اللي مهملها لحاله، لجيت ولد من اللي معايا جرب وخطف الوكل وكله هي ربع ساعة ولجته متململ جدامي بيعوي ويصرخ من بطنه وجالي سميتني يا فراس
وجتها خبرت انهم مش هيرتاحو غير لما يجتلوني، بقيت الزم المسجد ومخرجش منيه لحد ما جيت انت وجربت مني وفهمتني ان اللي عملته حجي لانه داس علي شرف اماي، ساعتها امنتك علي سري وبجبت كي خوي،وانت علمتني كل حاجه وخلتني اكمل علامي وساعدتني،
وجولتي كلمة لستها في نفوخى، ممكن بجوتي اغلب عشره وانا جادر اكلهم وكل ، لكن بعقلي وذكائي اغلب الف
لجل اكده اتعلمت واتنورت وخدت شهادتي بمساعدتك ده غير انك بجيت تخليني اقراء كتير، وعلمتني الراجل الصوح اللي يوفي بكلمته لانه سيف علي رجابته،
ومرت الست سنين وخرجت وانا اجوي منهم بعلمي وذكائي وجوتي، كي ما جولت اني اجدر اغلبهم بعجلي جبل يدي، وده اللي حصل، كسبت كل من وجف جدامي بعقلي رغم ان جوتي كانت سبب لخوفهم مني وجت ما استخدمها،وبحمد الله اني نفذت وصيت اماي وبوي وعمري ما استخدمتها في الظلم،
لجل اكده جدرت بعجلي وذكائي اكل عيلة الجبري كلتها من غير ما مد يدي،
ابتسم له الشيخ وربت علي كتفه بحنان:
ولولا ان نضرت الخير اللي جوتك مكنتش سعادتك والحمد لله بجيت علي عهدك وكمان بتمشي في الخير، لكن اللي رايد اعرفه دلوك كي هتجدر تعقد الصلح وزينب مرت فيصل وده شرطهم لجل يتموه
ضحك فراس بقوة ونهض وعدل هندامه وقال:
هجولك بس ده سر بينا وكي ما بيجولو علي الباغي تدور الدواير وهما مش مجدرين مجام الاشراف الكرام
اسمع يا شيخنا، سلطان .....؟
. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. . .. .. .. .. .. .. ..
اختصرت جميع حروف العشق والغرام وجعلتها عنوان لحبك حتى تحولت أبجديات كلماتي في الغزل إلى حروف اسمك واخترقت مفردات أشواقي كل الحواجز لتسكن بداخل قلبك وعندما إنتهيت من كتابة قصيدتي وجدت نفسي في قلبك..
عاد فراس الي الدار بعد ان فاض لربه بما يحزن قلبه المكلوم
دلف الي الداخل فتلاقت عيناه بعين مهرة الباكية فسالها:
باكية ليه يا بت غالية في حاجة مضيجاكي ولا اتوحشتي بوكي، وخيتك
دنت منه مهرة ونظرت الي عيناه الحزينة وقالت:
صعبان عليا منك يا فراس، عملتلك الوكل بيدي وهملته
ضحك ونظر الي الطعام الذي ما زال علي حاله وقال:
ريداني اضايف في بيتي، لاه يا مهرة وكل بوكي ليكي لكن وكلي هيكون من مالي ، غير اكده لاه لستك مخبرتنيش زين
انا نفسي عزيزة جوي جوي عليا يا جليبي
نزع الجلباب وشرع في دخول غرفته وقال:
انا هدخل اريح جتتي هبابه، واعملي حسابك من بكرة هتروحي دار بوكي تجعدى فيها لحد ما اعاود اخدك،
ماريدش اهملك في الدار لحالك، طول النهار لاجل ما تتجني
دلف الي غرفته فلحقته وامسكت بذراعه وقالت بامل:
طيب قولي إيه يرضيك وانا هعمله مريداش اهملك حزين
استدار ونظر الي عيناها الساحرة وحملها بين يداه واكمل الي الفراش والقاها عليها وتمدد بجوارها وقال:
يرضيني حضنك ونظرت عيونك اللي بتنور ظلام جلبي يا جليب فراس وروح روحه وعشجه المجنون
وضمها الي صدره اعترضت مهرة باحتجاج وقالت باصرار:
وحياة خيتك موهجة، جولي إيه يرضيك ، وانا ورحمة اماي لاعمله مدام فيها رضاك
غامت عيناه وجال بعيناه علي صفحة وجهها، وشدها اليه بقوة وقال بغموض مريب:
اللي يرضيني واعر عليكي ، وانت مريدهوش ارضاء لبوكي،
فيكفيني حضنك وطبي ساكته همليني انعس بأحضانك
تململت بين ذراعاه بضراوة فتركها ونظر اليه بضيق:
وبعدهالك مش مريحاني ليه يا مهرة، جومي فزي من جاري وهمليني لحالي مريجش لدلعك انا
ظلت كما هي بلا حراك وراحت تنظر اليه بقوة،فضمها الي صدره واغمض عيناه بدون كلام، فهتفت بحنان:
يافراس انا مجصداش برضاك اني ارضي عن جوازي منيك جصدت ان ارضيك لجل تعاود تاكل في الدار
فتح عيناه وابتسم بعذوبة اذابتها وتمنت ان تذوب هكذا بين يداه الحانية فقال حين لاحظ شرودها :
مجدرش انكر انك رايدك حلالي ، وشوجي ليكي مولع في جلبي نار، رايد اكون راجلك برضاكي لجل تجفلي الطريج علي بوكي اللي يريد يفرجنا، لكني هريحك يا مهرة لو رايداني اكل من يدك وبداري، يبجي الوكل يكون من مالي غير اكده لاه
ايه جولك يا جليبي وروح فراس
ابتلعت لسانها في حلقها، وصممت حتي لا تقول ما يجعله غاضبًا عليها ، وتصرح له بان ماله من الحرام ومن المستحيل ان تطعم جوفها من الحرام، اسبل فراس عيناه بريبة وابتسم:
انعسي يا مهرة ، او همليني انعس مدام مجدراش ترضيي ،لا بالحلال ولا انك ترضيني علي حساب رغبة بوكي في اني اكون مسؤول عنيكي واصرف عليكي من مالي
انهي كلامه وبطيب نفس ضمها اليه بقوة واغمض عيناه، ظلت مهرة تنظر اليه بعشق يتغلغل داخل قلبها ،رفعت عينيها الى وجهه ، تتامل ملامحه الحادة الوسيمة، فرفعت احدي اصابعها وملست علي قسمات وجهه دون ان تلامسه، فتح فراس عيناه فجأة كانه شعر بها فارجعت يدها علي صدره، فشدها اليه وقال:
مالك مخلوعه اكده ليه، عشجاني صوح عيونك بتجول اللي دساه في جلبك، لميتي يا مهرة هتعصيه وتعاندي حالك
عضت علي شفتاها ، فتنفس فراس بقوة فنكست راسها ودفنت وجهها في جوف صدره، ثم تنفست بحرارة فضحك سخرية وشوق يجرفه الي الهاويةوقال:
لا فالحه واكده ريحتيني، جومي يا مهرة رايد انعس جولت
ضحكت علي افعالها المربكة وقالت بحيرة:
مخبراش كي بتعشجني وصابر عليا، خابرة ان بتعبك بافعالي الخايبة،لكني واثجة فيك انك مش هتخلف وعدك معايا، بس اللي رايده افهمه كي انت متحملني ونار حبك حامية:
رافع راسها عن صدره واخذ نفس عميق كانه يشاركها انفاسها المترددة والمرتبكة قال بلهفة اشعلت شوقها اليه :
العشج يا مهرة، العاشج ميجدرش ياذي ولا يخون عشيجته، جولتي واثجه فيا كي اخون ثجتك واكسرها وادله من نظرك،
لجل لحظات ،صوح مرتي وخابر زين انك عشجاني كي عشجي ليكي،،لكني صابر وهصبر وهتحمل، لجل ما تكوني حلالي برضاكي،واسمعها منيكي وجتها هعيش معاكي نعيم الجنة علي الارض بين احضانك وعلي ضي عنيكي
فهمتي كي متحمل وصابر عليكي، همليني بجي انعس بيكفي بنكوي بنار شوجي وعشجي ليكي
اغمض عيناه وهدات انفاسه، ففكرت إن تشكره وتواصل معه اطراف الحديث، وقبل ان تنبث ببنت شفاه فتح عيناه وجذبها اليه وقبل ثغرها بقوة فأسكتها وقال:
همليني انعس يا جليبي مريدش تزيدي من شوجي ليكي اكثر من اكده، جوزك بيكفي اللي فيه واصل
صمتت مهرة بصدمة ،اسبلت عيناها شاعرة بالخجل بعد مباغته بتقبيلها بقوةفتلمست شفتاها وابتسمت بزهو لانها هي فقط من تملك مفاتيح هذا العاشق النزية ، فتنهدت بقوة واستنشقت انفاسه وغفت بين ذراعاه
. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. . .. .. .. .. .. .. .. .. ☆
مرت بينهم الأيام علي وتيرة واحدة لا تتغير، في الصباح الباكر ياخذها الي بيت أبيها وبعد انتصاف النهار يعود لياخذها
وما ان يدلف الي الدار، يدخل غرفته ينام ساعتين،وحين يستيقظ يخرج من الدار ويتركها وحدها بالساعات لكي يقوم بجولته في الليل،لتعرف لماذا اطلق عليه لقب ابن الليل، وعندما يعود لا يحادثها كثيرًا، لكنها ظل حريص علي يغفو وهي بين ذراعاه كانها الحياة،
تملك الضيق مهرة بسبب معاملة فراس الفاترة لها، فاصرت ان تعرف سبب اقدامه علي اخذها الي بيت ابيها كل يوم،
الي إن اتي اليوم المنشود يوم الصلح
والذي تزينت فيه البلد فرحا بنهاية خصومة ثارية كادت ان تنهي علي نسل شباب العائلتين
حين ايقاظها لكي ياخذها ويذهب بها الي دار ابيها كالعادة امسكت يده قبل ان يخرج ويتركها ترتدي ثيابها وسالته:
ليه يافراس ، ليه بوي وانت خابر زين انه رايد يفرج بيناتنا
انزل يدها عن ساعده بهدوء ونظر اليها بحيرة واردف :
لاجل ما احس العيبة في حجي، لما بوكي يوكلك وانت في داري، لجل اكده بهملك اليوم عنديه يصرف عليكي ويجوم بوجبه معاكي في داره مش داري
لكن مجدرش استغني عن احضانك كل ليلة، اللي ما صدجت بجت حجي، لولا اكده كنت هملتك في دار بوكي، لحد ما تعجلي وتجدري راجلك وتعرفي حقه عليكي
غمغمت بضيق ونكست راسها ارضا وقالت:
فهمت يا فراس، بس انا مريدش اروح كل يوم زهجت، وبجت احس اني بخرب دارك اللي من حقي اعمرهالك،
هما انت لحالك وانا هفضل بالدار اليوم، وهعاود اروح بكره
رايد اكنس الدار وارتبها كي كل مره في دارها
امسكها من يدها وجذبها اليه لتتلاقي عيناها بعيناه الحانقة بغضب لا تعلم لماذا وقال:
وهو انت مرتي ولا دي دارك يا مهرة، ولجل خاطر عيونك مش هزعلك، لو ريداني اهملك بالدار علي الاجل جهزي الوكل لينا بس من مالي لكن لو هتجهزيه من حوايج بوكي ميلزمنيش
انا خارج دلوك وهعاود بدري لجل الحق انعس ساعتين جبل جلسة الصلح،سلام يا جليبي
تركها تفكر بقلق في مستقبلها معه، كيف ستتقبل حياتها معه وهو يعيش من الحرام، فلو قبلت ماله ستحرق جوفها مثله،
فهل تساعده وتقومه بان تطلب منه المال لكن شرط يكون حلال ومن تعبه وشقاه حتي تاكل منه، ام تكذب عليه وتجهز الاكل له من الاشياء التي اتي بها ابيها وتقول له انه من مال
هزت راسها بعنف ورفضت ان تحمل وزر الكذب لكي ترضيه وقررت ان تقبل ماله شرط ان يكون حلال
خرج فراس من الدار قاصدًا الجبل لكي يهيئ فيصل لحضور الجلسة وقال له كيف يرد علي سلطان حين يطلب منه ان يتزوج زينب وان يكون النسب مقابل الصلح
وطلب من الغول والديب تامينه من بعيد تحسبًا لغدر منهم
انتصف النهار وعاد فراس الي الدار فراي معشوقته بانتظاره
وقد قامت بتعديل الدار فبثت بها الحياة لوجودها فيها،
ابتسم لها والقي عليها السلام ودلف الي غرفته ونادته مهرة قائلة بتوتر:
فراس لو طلبت منك حاجه ممكن تنفذهالي
نظر اليه باستغراب ودنا منها نظر اليه بغموض واردف:
جولي وباذن الله مقضية لو علي روحي يا جليبي
امسكت يده وجذبته الي لكي يجلس علي الارض وقالت:
اجعد اهني هبابه وهعاود،
تركته وعادت وهي تحمل صينية للاكل ووضعتها امامه،
وبعدها اتت بالطبلية وانزلت عليها الطعام من الصينيه وقالت:
خابرة انك جولت ميلزمكش وكل من مال بوي، لكن لو جولتلك اعتبره عشيا كعروسة، كي ما كلت من وكل العمدة ووهيب وكل اللي باركونا
غامت عيناه ونظر الي ما وضعت امامه واشتهي طعامها، فاسبل عيناه وصمت برهه مفكرًا ورد عليها بتروي:
ماشي يا مهرة، رغم ان غرض بوكي مش المباركة لكن هجبلها هالمرة لجل خاطرك ومش هتعاود تاني، اول واخر مره اتفجنا
تهللت اساريرها بفرحه واخذت تقطع الدجاج وتعطيه له، لكنه لم ياخذه منها بل دنا منها بوجهه واخذه منها وتلذء بطعمه وقال باستمتاع:
طعم وكلك زين جوي يا بت غالية، ولذيذ
اصابها الخجل واحمرت وجنتاها بشدة، فضحك ومد يدها لياكلها كم فعلت ولم ترفض بل فعلت كم فعل وتلذذت بطعم الاكل من يداه،
كانت جلستهم سويا كهدنة من الخصام، فظل يتحدثان الي ان لاحظت مهرة ان عيناه تغفو يين الحين والاخر
فاشفقت عليه شاعرة بأرهاقه وطلبت منه ان يقوم ليستريح
تنهد فراس بقوة وقال بحب ومودة:
مفيش راحة طول ما انا محروم منكي، اجولك هملي كل حاجه وتعالي اخدك باحضاني وجتها هرتاح
لم ترفض طلبه وذهبت معه وتمددت الي جواره لياخذها بين ذراعه ويغفو ما ان اغمض عيناه،.
فنظرت مهرة اليه باستغراب وتسالت الي اين يذهب في الصباح كل يوم ؟
ولماذا يعود منهكًا هكذا وينشد الراحة.؟
لتدب الغيرة في قلبها حين تسالت مع نفسها:
معقول يكون متجوز علشان كده بيتعب ومش بياكل من اكلي لانها مكفياه،
تزمجر علي اسنانها بغيظ وتقول :
والله لو متجوز يا فراس لاسود عيشك واخليها مرار غليك
وتتفرس ملامح الهادئة الساكنه فتنهدت بقوة وتضم نفسها اليه وتغمض عيناها لكي تنعم ببعض الوقت في احضانه الدافئة
_____________
