رواية معشوقه الصقر الفصل الرابع عشر 14 بقلم ساميه صابر

 

 رواية معشوقه الصقر الفصل الرابع  عشر 14 بقلم ساميه صابر


صدِمة احتلت وجوه الجميع ، ليقُول صقر مُتفهمًا للوضِع
=انا فاهم ان دا مِش وقته بس انا حبيت اقول لحضرتك الموضوع علشان نبقي علي نُور ولما عليا تنتهي مُدتها نبقي نكتب الكتاب ..
قال سُليمان بعدما اخذ نفسٍ عميق
=شُوف يا صقر يا بني ، في الجوازة الاولانيه انا غصبت علي عليا الجواز وادي النتيجة، ف بصراحة انا مِش حابب اغصب عليها تاني، اول ما هاخُد موافقتها ولو في قبُول هبقي اقولك تشرفنا في الصعيد وتجيب اهلك .
رمقها صقر بهدوء وقال
=طبعًا ال تشوفه يا حاج.
أبتسم سُليمان وودعهم اخذاً عليا التي علي ملامِحها احتل الخجل والاحراج، بينما قالتِ روان بأستغراب
=عِدة ايه يا صقر ؟
قال بغموض
=وحضرتك ما كونتيش تعرفي ان عليا هانم متجوزة؟
قالتِ بذهُول
=متجوزة؟؟؟؟
هز رأسه بضيق وقال
=واضح انها اخدتنا لعبة وضحكت علينا كُلِنا، الهانم متجوزة وجوزها هيثم ال حاولت تقتله ..
قالها وانسحب ببطيء ، بينما ظلت واقفة هي تستوعب ما حدِث ، حتي ان وجهها أصبح شاحِبًا وعلامات الغضب وضحت علي وجهها بوضُوحِ.
قالتِ بضيق
=بتكذبي عليا يا عليا ماشي ؟
قالتها وانسحبت هي الاخُري تاركة المكان، .
___
بالسيارة، كانت ملامِح عليا توحي علي الخُوف، رمقها سُليمان بأرهاق وقال
=ما تخافيش يا عليا انتِ مالكيش ذنب في اي حاجة.
قالتِ وهي تمُط شفتيها للأمام بحُزن
=ازاي بس وانا قتلتلهم ابنهُم !
قال وهُو يتنهد بتعبَّ
=شوفي يا عليا، هُو مات علشان ربنا رايد انه يحصِل كدا لكِن انتِ مالكيش ذنب في موته ..
قالتِ برجاء
=ينفع ما ارجعش معاك ، انا مِش حابة اروح هناك.
قال بأبتسامة
=كُلها تلات شهُور، وانتِ تتجوزي وتسافري تاني، بس المرة دي تكُون بأختيارك يا عليا !
أبتسمت بخجل وهي تعُض علي شتفتيها، باغتها بسؤالة وهُو يقُول
=فكري علي مهلك، بس انتِ تعرفيه منين ؟
قالتِ بتنهيدة
=اخُو روان صاحبتي فِي الكُلية.
قال بخُبث
=بس باين عليهِ مِش مُحترم.
قالتِ بسُرعة
=لا واللهِ دا مُحترم اوي ..
قهقه سُليمان بخفة وقال
=شوف البنت ..
أبتسمت بخجل، ليربُط علي كتفها وهُو يقُول
=بصي يا عليا انا عارف ان الجوازة ال فاتت كانت غصب عنِك وعلشان كدا عاوز اعوضك، ودا غلطي اني ما فكرتش في لعبة هيثم وال واثق انك ما عملتيش حاجة ولا ليكِ ف الكلام دا غلط بس هحاول أصلح غلطتي .
قالتِ بدِمُوع
=انا كمان غلط علشان حرمتك مِن هيثم.
أبتسم بمرارة وهُو يقُول
=حرمان؟! انا محروم اصلاً لان مِش دا الحفيد ال اتمناه بيشرب وصايع وبيغتصب بنات الناس مِش دا ، انا هحزن لو هُو فعلاً كُويس وصالح انما للاسف هُو مِش كدا .. ربنا يغفرله علي ال عمله.
قالتِ عليا بقلق
=طيب هتمهد ليهُم موتوا ازاي ؟
قال بصرامة
=زي الناس هقولهُم علي ال ابنهُم عمله .. علشان يعرفوا قزارة وحقيقة ابنهُم.
____
دلفت روان بملامِح مُمتعضة، لتأتِ فوزية بكُرسها المُتحرك وتقُول بسُخرية
=مِش هنخلص مِن حوار عليا دا ولا عاوزة تروحي السجن مكانها.. واكيد القاضي رزعها إعدام او اقل ما فيها خمسه وعشرين سنه سجن ..
قالتِ روان بضيق
=لا طلعت براءة هي فعلاً ضربته بالسكينة بس هُو كان عايش ومات بسبب قطع جهاز التنفُس عنه ودا واحدة عملته علشان تنتقم عليا مالهاش ذنب ..
قالتِ مُتساءِلة
=وهي تضربه بالسكينة ليه هي تعرفه اساساً؟
قالتِ روان بغضب
=عليا كذبت علينا يا ماما، هيثم يبقي جوزها وهي ماقلتش انها متجوزة.
اتسعت حدقة عين فوزية بقلق وقالتِ
=الحمدُلله اهي غارت في داهية وانا ال كُنت عاوزة اجوزها لصقر، يُوم ما اجوزه اجوزه واحدة سوابق، لا وكمان كانت متجوزة قبل كدا ليه؟ دا انا ابني الف واحدة تتمناه، وأرجع وأقول انها مجايبك يا ست روان .
قالتِ روان بغضب وهي تنهض
=اهُو اتقدِم ليها وبعد تلات شهُور مِن العدة هيتجوزها.
ضربت فوزية علي صِدرها بذهُول وهي تقُول
=يا نهار اسود انتِ بتقولي ايهِ؟ اخوكِ هيتجوز عليا؟ ليه البنات خليت من البلد مالقاش الا دي؟
قالتِ وهي تصعُد بضيق
=ما اعرفش بقا اسأليه؟
قالتِ بغضب
=علي جُثتي لو الجوازة دي تمَّت .
___
توقفت السيارة امام منزِل الحاج سُليمان، الذي نهض اولاً ثُم عليا التي وقفت مُتصمرة مكانُها، امسك كفيها بحنان وهُو يقُول
=عليا يا بنتي ما تخافيش انا هِنا ..
مشتِ معهُ الخطوات بقلق وصِدر يهبُط ويعلو، ما ان دِلف حتي هبَّ ماجد بقلق، والتي كانت تجلس زوجتهُ سناء وبجانبها ابنتها صفاء ..
قال ماجد بقلق
=ايهِ يا بُوي كُنت فين ، اني جلجت عليك؟
قال سُليمان بصرامة
=انا هقُول كلمتين .. ومِش عاوز نقاش مفهوم؟
انتبه لهُ الجميع ليبدء بقصِ ما حدث مِن هيثم مِم اغتصاب الي مالانهاية، واختتم بقول
=وعلشان هُو انسان سيء وانتوا ما عرفتوش تربوه ربنا عاقبه بإنُه مات ..
وكأن النار مسكت بقلوبهِم واجسادِهُم، ليقُول ماجد بصِدمة
=انت بتقول ايهِ يا بُوي؟
صرخت سناء وهي تبكي
=ابني ابني .. عملتي فيه ايهِ يا مُجرمه ..
قالتها وهي تمسك يد عليا بقوة وتصرُخ بها، ليخبأها سُليمان خلفة وقام بمُبعادتها بعصاة الخشبية وهُو يقُول
=ابعدي عنها يا سناء بقولك ، وما حدش يقدر يلمسها طول ما هي معايا وغير انها مالهاش ذنب ال قتلت ابنكِ كانت واحدة تانية هي ال قتلته ..
قالتِ سناء بحقد وهي تبكي
=هموتها زي ما موتت ابني مِش هسيبها تبقي للحظة واحدة عايشة في المكان او في الدُنيا.
قال سُليمان بقسوة وغل
=لو مِش عاجبك ف الباب يفوت جمل ويلا من هنا ..
رمقتها بغل وخرجت وهي تقُول
=مِش هسيبك تتهني.
اتبعتها صفاء التي رمقتها بغضب وغل، في حين قال سُليمان بسُخرية
=هتجري ورا مراتك كيف النساوين ولا هتقعُد هنا؟
رمقهُ ماجد بجشع وقال بنفسه
=مِش مُهم ابني وهُو فادني بأيه انما لو قعدت هنا هكوش علي كُل حاجة ..
قال بصوت حنون مُصطنع
=ما اجدرش اسيبك يا بُوي، وابني خد جزاءه وراح .
أبتسم سُليمان بسٌخرية وهُو يعلم سر بقاء ابنه، التفت لعليا التي تبكي بصمت وقال
=ما تزعليش ياعليائي، ويلا علشان ترتاحي.
اومأت برأسها بدِمُوع وهي تشعُر بالذنب يُلاحقها مما حدِث.
___
مر اسبوعًا علي تلك الاحداث، لم يذهب صقر الي البيت لانشغاله بالعمل، لكِن والِدتهُ حدثته بأنها تُريدة بأمر هام،وكانت عليا تدِرس من أجل الامتحانات التي علي الأبواب ..
أصدرت المحكمه الحُكم النهائي علي أميرة، وأنها بريء من قتل هيثم لأنها قتلتهُ بدِفاع حماية شرفها وما فعلهُ بها هكذا انصفها الدين لا القانُونْ.
استدعاها ولي النيابة قبل أن تُغادِر، دلفت اليهِ ببطيء ليقُول بأبتسامة
=مبروك علي البراءة.
تنهدت وقالتِ بشرود
=كُنت اتمني يتحكم عليا بالأعدام واخلص.
نهض مِن مقعدهُ واقترب مِنها، ليقُول بهدوء
=ليه اليأس دا؟
قالتِ بدِمُوع احتلت مقلتيها
=وفين الأمل؟
قال بهدوء
=الأمل مُوجود اخلقي من يأسك امل، وابتسمي للحياة وتأكدي أن الفرح جاي قريبًا.
قالتِ بيأس
=ما بقتش تفرق كتير.
قال بنبرة مازِحه
=انتِ بقا من الستات بتُوع دور الكآبه دا صح؟
قهقهت رغمًا عنها بخفة ليتامل ضحكتها الرقيقة، فقال بتنحنُح
=ايوة كدا اضحكي صدقيني ما فيش حاجة تستاهل، المُهم بقا انتِ اسمك ملِكة ولا اميرة؟
أبتسمت المرة الثانية وقالتِ
=اميرة ولسه ما بقتش ملِكة!.
قال بتساؤل غامِض
=وامتي تبقي ملِكة؟
صمتت لبعضِ الثوان وقالتِ
=لمَّا أتجوز الملِك !
أبتسم وهُو يقُول بشغف
=جهزي نفسك علشان تبقي ملِكة.
قالتِ بعدم فهم
=قصدك ايهِ؟
قال بثبات
=احم لا ماقصديش دلوقتِ تقدري تتفضلي .
اومأت برأسها في إستغراب وغادرت، بينما رمق هُو طيفها بأبتسامة..
___
دلف صقر الي الفيلا كي يري والِدتهُ كما طلبت مِنهُ، دلف وجلس الي المقعد المُقابل لها ليقُول
=خير يا اُمي.
قالتِ بعبوس
=بقالك فترة ما بتجيش من ساعة ما الست عليا راحت السجن.
قال صقر بهدوء
=الموضُوع مالُوش علاقة بكدا بس انا مشغُول في صفقات وبخلي أمجد يشُوفكوا لو محتاجين حاجة ..
قالتِ بغضب
=انا مِش عاوزة أمجد انا عاوزاك انت كفاية كدا وفوق انت مِش مُراهق انت راجل وما ينفعش تفضل مستني الست عليا دي وبعدين ازاي هتتجوز سوابق!
قال بنفاذ صبر
=لمَّا كُنت اقولك مِش عاوز اتجوز تزعلي، ولمَّا هتجوز اهُت بردُوا زعلانه اعمل ايهِ؟
قالتِ بضيق
=ما انكرش اني عاوزاك تتجوز بس مِش عليا.
قال صقر بثبات
=انا مِش هتجُوز الا عليا ولو سمحتِ سيبيني علي قراري.
قالتِ بغضب
=انا مِش فاهمه سر تمسُوكك بيها دا ..
قال صقر بضيق
=ما فيش تمسُك بس لازم أتحوزها.
____
دلفت عليا الي غُرفة المكتب وهي تحمَّل صينيه المونيوم عليها كوب قهوة ساخِن، وضعتها علي المكتب، لتقُول بأبتسامة
=عاوز حاجة تاني يا جدو؟
أبتسم بهدوء وقال
=كلمة جدو دي بتحي فيا حاجات كتيرة يا عليا.
أبتسمت برقة ليقُوم ويسحبها خلفه الي الاريكة، قال بهدوء
=عليا فيه موضوع عاوز اكلِمك فيه .. انا أجلت كتير وكُنت خايف بس جهِ وقت ان اتكلم.
قالتِ باهتمام
=موضُوع ايهِ دا ؟
تنفس بعُمق وقال

لقراءة باقي الفصول اضغط هنا


تعليقات



<>