رواية حكاية سمر الفصل الخامس 5 بقلم زارا

 

رواية حكاية سمر الفصل الخامس 5 بقلم زارا
#حكاية_سمر5
#بقلمي_زارا

ما احتجت اقول لعمر اي كلمة ، هو قرأ موافقتي التامة ، في عيوني المستسلمة ، اتحرك من المقعد ولبس نظارتو الطبية بكل هدوء ، وكأنو انتهى من مهمة عاطفية ، قال لي تمام يا سمر أنا كدا فهمت الإجابة....
في اللحظة دي ، وقبل ما يفتح سيرة الخطوات الجاية ، حسيت إني لازم أفرمل السرعة دي شوية . لأني مربوطة بصالح ولازم القى طريقة أتخلص منو ، قبل ما عمر يشك انو ف زول تاني ف حياتي
​قلت ليه بصوت متردد شوية "بس يا عمر! ..
قاطعني وهو رافع حاجبو ، بس شنو يا سمر؟!. 

​أخدت نفس وقلت ليه ، ممكن ما نتسرع في الموضوع ده بسرعة كدا؟ يعني.. خلينا نعرف بعض أكتر. الزواج قرار كبير، وأنا محتاجة فترة بسيطة ، عشان اعرفك فيها ، سكت لمسافة ، وكأنو كان متوقع مني اقول كدا ، كنت خايفة من ردت فعلو ، بس رد لي بنبرة مطمئنة ، " صح كلامك يا سمر.. أنا زاتي عايزكِ تتعودي عليّ أكتر، وتبطلي الخوف  البشوفو في عيونك دا أول ما أعاين ليكِ". 
خلاص نبدأ فترة تعارف ، ونقضي وقت أطول مع بعض. 

فجأة من غير مقدمات قال لي يلا البسي الخاتم ، ما عارضت كلامو و لبستو في بنصر يدي الشمال ، بس حسيتو تقيل و كبير شوية ، كان بلعب ف اصبعي ، قال لي ما مهم المقاس المهم يكون ف يدك! ، دا رمز لينا يا سمر رمز قراراتنا!. 

انتبهت للساعة ف شاشة العربية ، كانت عاملة ١١ ونص ، كنت غارقة في عمر وتفاصيلو ، ونسيت انو عندي أهل و زمن معين بدخل فيه ، تأخيري ح يعمل لي مشكلة خصوصاً انو ابوي محذرني ، قلت ليه عمر الزمن فات ، وبقيت متوترة شديد ، ما اداني فرصة أتكلم تاني ، و ساق العربية بنفس السرعة الجنونية الجابني بيها ، ف ثواني لقيت نفسي جمب بيتنا. 

قلبي كان بدق من الخوف ، اتصلت تلاتة مكالمات لسارة حتى ردت علي بصوت واطي سجمك يا سمر! إنتي وين؟ من قبيل أبوي بسأل منك! ،قلت ليها تعالي افتحي لي الباب بسرعة من غير ما زول يحس!. 
​قفلت الخط ، و التفتت لعمر بسرعة ، قلت ليه بنبرة مستعجلة "يلا.. مع السلامة!" عايزة أنزل ، مسك يدي وعاين لي بنظرة عميقة ، قال لي "كدا بس يا سمر؟ ماف حاجة تانية؟!. 
​في اللحظة دي ، رغم استعجالي وخوفي ، كلامو لمس حتة جوة قلبي ، سكتت لثواني و عاينت لعيونو الحادة فجأة بقت مستسلمة. 
​مديت يدي التانية وختيتها على ايدو الماسكة يدي ، قلت ليه بصوت ناعم وطالع من قلبي "عارف يا عمر.. رغم كل الخوف واللخبطة الحصلت ، ورغم إنك زول غامض .. بس أنا بالجد مبسوطة إني اتعرفت عليك."
فجأة ​ملامحو الصارمة ارتخت تماماً ، ولأول مرة شفت في عيونو لمعة حنان حقيقية خالية من أي سيطرة ، سحب يدي براحة و قبلها ، قال لي "و أنا يا سمر، لأول مرة أحس إني لقيت الحاجة الكانت ضايعة مني.. بقيتي لي نقطة ضوء وسط ظلام حياتي". 

​ابتسمت ليه بسرعة وأنا بسحب يدي ، قلت ليه يلا لازم امشي ونزلت من العربية. 

فتحت الباب بكل هدوء ، دخلت وأنا بتسلل بأمشاط رجلي ، و حابسة نفسي مستعدة لأي محاصرة أو تحقيق من أبوي ، و بفكر ح أقول ليه شنو في الزمن المتأخر دا؟!. 

​وصلت الغرفة وأنا بتنفس بصعوبة، لقيت سارة قاعدة وراقدة بكل برود بتحضر في فيلم! أول ما شافتني عاينت لي من فوق لتحت قالت لي دا شنو يا سمر؟ كنتِ وين للزمن دا؟. 

قلت ليها أبوي وين؟ ، م شايفة سريرو ف الحوش؟!. 
قالت لي ببرود وهي بتشاهد في فيلمها ، أبوي بايت في الشغل الليلة ، ما جاي ، أخدت نفس طوييييل، ورميت شنطتي في السرير. 

دخلت الحمام غسلت وشي ، اتوضيت و صليت العشاء ، ​طلعت تلفوني لقيت رسالة من صالح في الواتساب "سمر مساء الخير طمنيني عليك ، صاحية اتصل عليك ؟". 
عاينت للرسالة بجمود غريب ، صالح الزول الطيب البحبني ، بقيت أشوفو كـ عبء تقيل ، كـ "ماضي بسيط" لازم أتخلص منو ، بقيت أشوف مستقبلي معاهو كـ "فشل" قدام الإغراء المطلق لعمر ، أي ندم على صالح كان بختفي بسرعة قدام جملة عمر"العوض ده حيكون زواج!". 

​فجأة تلفوني نوّر.. عمر يتصل بك!.
مسكت التلفون بلهفة ، عديت ثواني حتى رديت ، 
قال لي "وصلتي كيف؟ وأبوك قال ليكِ حاجة؟"
قلت ليه وأنا ببتسم من غير ما أشعر ، وصلت بسلامة ، و أبوي طلع بايت في الشغل الليلة.. سترت معايا. 
سمعت صوت نفسو وكأنو ارتاح، قال لي كويس.. كنت ح أشيل هم لو حصلت ليكِ مشكلة بسببي ، امشي نومي اليوم كان طويل عليك. 
قلت ليه.. تصبح على خير ، قال لي وأنتِ من أهلي ، وقفل الخط. 
​بقيت ابتسم ببلاهة ، ختيت التلفون جمب راسي. اتمددت في السرير ، رفعت يدي وبقيت أتأمل في الخاتم الأسود بتركيز شديد تحت ضوء القمر الكان داخل من الشباك. 

​الخاتم كان غريب ما بشبه الخواتم العادية تقيل في ملمسو ، حتى لونو الأسود ما كان لون حزن كان مديه هيبة وفخامة ، كنت شايفة فيهو "عمر" بكل غموضه وقسوته وحنانه المفاجئ ، ​لمعتو في الضلام خلتني أحس إني بقيت "مهمة" و "ملكة" في نظر راجل زيو ، في كل مرة كنت بحرك صباعي ، كان الخاتم بميل ويلعب كأنو بذكرني انو أكبر مني ومن عالمي البسيط! ، و مع كل لفة للخاتم كانت صورة صالح بتبعد وتبعد، لغاية ما بقت مجرد خيال باهت ف طرف ذاكرتي  ، حسيت كأنه قيد من حرير ، ربطني بعالم ما بعرف عنه حاجة ، بس كنت مستعدة أرمي نفسي فيهو وأنا مغمضة ، وبقي هو الحقيقة العايزة أصحى عليها بكرة..... 

مرّ الأسبوع الأول وأنا عايشة في حالة غريبة ، حالة "سُكر" عاطفي ومادي ، عمر ما خلاني ثانية واحدة، اتقرب مني أكتر من أي وقت فات ، بقى معاي الصباح والمساء ، علاقتنا بدت تاخد شكل جديد ، شكل فيهو "انبهار" بكل خطوة ، بقيت أمشي وراه زي المنومة مغناطيسياً. 

لكن في وسط الزحمة دي، كان في "صوت" بزعجني ، صوت إشعارات رسايل صالح ، الكان لسه بضرب و يسأل ، سمر مالك مختفية؟ ، سمر فيكِ حاجة؟.
كنت بقرأ رسايلو وأنا بتململ ، بقيت أحس بضيق أول ما أشوف اسمو ، كنت بقول لنفسي "يا صالح أنت ما بتشبهني ، أنا كبرت على عالمك دا. 

لغاية ما في مرة اتشجعت و اتصلت عليه اني عايزة الاقيه ردّ لي بكل لهفة قال لي انتي كويسة؟! ، رديت ليه بكل برود ايوا انا كويسة لازم نتقابل. 

مشيت الاقيه وأنا شايلة في قلبي قرار زي السكين، دقات قلبي كانت بتضرب بقوة ما كانت دقات خوف، كانت دقات استعجال عشان أخلص.
​أول ما شفت صالح ، عيني لا إرادياً بدت تقارن ، عاينت لوشو السمح والبسيط، الملامح المألوفة الحفظتها من سنين ، قارنتها بملامح عمر الحادة والغامضة ، في اللحظة دي طيبتو بقت لي "ضعف". كنت بعاين ليه وأنا بقول في سري "شتان ما بين الثرى والثريا يا صالح.. 
قررت اكلمو من غير ما يبدأ يلومني ويكتر علي الأسئلة ، ​قلت ليه بكل برود "أنا ما حأقدر أكمل معاك يا صالح .. خلينا ننفصل وكل زول يشوف حياتو".
​الكلمة دي نزلت عليه زي الصاعقة ، اتجمد في مكانو ، وعيونو بدت تفتش في وشي عن أي أثر للهزار أو الكذب ، بس ما لقى غير الجمود ، سألني بصوت مخنوق ومهزوز "انتِ في زول في حياتك يا سمر؟! جاوبيني بصراحة؟!".
​ما ترددت ، ولا حاولت أجمل ليه الحقيقة ، رديت بكلمة واحدة قطعت آخر خيط بينا ، صراحة.. أي!.
​في اللحظة دي، شفت انكسار عمري ما ح أنساه. صالح سكت مسافة طويلة ، سكت سكوت بيوجع أكتر من الصراخ ، العبرة خنقتو ، شفت عيونو بدت تلمع بالدموع الحاول يخبيها بانو يمسح وشو كتير ويمرر يدو على جبهتو ، كأنه بيحاول يستوعب الصدمة ، كان منظره بيقطع القلب ، و كأن حلمو كلو  اتهدم في ثانية.. بس أنا؟ أنا كنت في عالم تاني ، عالم ما فيهو مكان للدموع دي.
​ما حاول يستفسر كتير ، ولا سألني هو منو؟ ولا ليه؟ اكتفى بانو يقول لي بكسرة "أرح أوصلك".
​ركبت وراه في الموتر، الموتر البسيط الكنا بنحلم إنه في يوم حيبقى عربية صغيرة ، طول الطريق كنت بعاين لضهرو وهو بيسوق بصمت ، كنت حاسة برعشة خفيفة في كتفو ، عرفت إنه بيبكي في صمت. وصلني البيت ، دور موترو وفات بسرعة ، ومن غير ما يعاين لي حتى.
​دخلت البيت و مشيت ع غرفتي طوالي ، وقبل ما أغير ملابسي ، مسكت التلفون مسحت رقمو ، و مسحت كل الصور والرسائل.. مسحتو كأني بمسح غبار من طاولة ، كنت حاسه بانو همّ وانزاح من صدري ، بس ف نفس الوقت كان في وجع خفي بقرصني ع قلبي ، صالح الإنسان الحباني بصدق ، الليلة انا ختيت نقطة النهاية لقصتنا من غير ما أرمش.

 اهلي لما عرفوا اننا سيبنا بعض ، الدنيا قامت و ما قعدت ، لأنو صالح ما كان مجرد خطيب ، كان زول مننا وفينا ، عمي لما جا واجتمع مع ابوي ، سألوني بذهول ، يا سمر الحصل شنو؟ مالكم عايزين تنفصلوا فجأة كدا؟. 
​كنت مرتبة كلامي كويس ، قلت ليهم بكذب وكمية دموع ، هو القال ما قادر يكمل معاي.. هو الغيّر رأيو فيني!. 
​لما سألوه و واجهوه ، كنت خايفة إنه يحكي الحقيقة  و يقول ليهم ، بنتكم خانتني و عاملة علاقة مع زول تاني ، بس صالح فاجأني بموقف هزّ كياني. 
وقف قدام أبوي وعمي بكل ثبات ، ورغم الوجع الكان ظاهر في عيونو ، ما نفى كلامي و قال ليهم بصوت واطي مكسور ، "أيوا صح.. أنا السبب ، أنا الخليتها وما داير أكمل معاها .. سمر ما عندها ذنب."
​أبوي وعمي زعلوا منو شديد ، ولاموه كيف يضيع سنين من عمري ويرمي وعدو ورا ضهرو!. 
كان بسمع في الكلام ده وهو مدنقر راسو ، بتحمل في اللوم والتقصير عشان أنا الغدرت بيه أطلع بريئة قدام أهلي.
وأنا بسمع في ملامة أهلي ليه ، سارة كانت بتعاين لي بنظرات حادة كأنها بتقول لي  "بتمثلي على منو يا سمر؟ نحن عارفين البير وغطاها".
​عمي حاول يضغط عليه، و أبوي حاول يصلح بينا ، بس كان مُصرّ إن الباب دا اتقفل خلاص. 
في النهاية ما قدروا يجبرونا إننا نواصل ، وانتهت علاقتنا رسمياً في نظر الكل بسببه هو ، ما بسببي
 أنا.
​أول ما اختلينا في الغرفة ، سارة قفلت الباب و قالت لي بجدية سمر.. صالح مستحيل يعمل كدا. 
كان بيبوس الأرض البتمشي عليها ، يجي فجأة يقول ما عايزك؟ أنتِ عملتِ فيه شنو؟ والراجل ده ذنبه شنو يشيل ملامة أنتِ سببتيها؟
أما نور بحكم قربها مني فكانت ساكتة و بتحاول تستوعب ، قالت لي بصوت واطي سمر ، أنتِ بعتِ صالح عشان الراجل الحذرتك منو دا؟ بعتِ السنين عشان زول ياداب عرفتيه قبل شهور؟ صالح اتجبر يحمي سمعتك قدام أبوكِ ، بس نحن عارفين إنك أنتِ الكسرتيه.​

كنت بتهرب من عيونهم ، وبحاول أظهر قوية ، قلت ليهم ماف زول باع زول ، المواضيع دي قسمة و نصيب ، وصالح زاتو عرف إننا ما بنشبه بعض. و بعدين هو الإختار يشيل الملامة ، أنا ما جبرتو!
​سارة هزت رأسها بأسف ، "شال الملامة لأنو لسه بحبك يا سمر، ولأنه راجل.. لكن أنتِ، خوفي عليكِ من عمر دا ، الزول الما عرفنا عنو حاجة غير هداياه وفخامتو بس ، خوفي تبيعي الغالي بالرخيص و تندمي في وقت ما بينفع فيهو ندم."

​كلامهم كان بضرب في راسي زي المطر ، بس سِحر عمر كان أقوى ، كنت بقول لنفسي إنهم "حاسديني" أو "ما فاهمين" العالم الأنا بقيت فيهو.
​طلعت من الغرفة وأنا بقول صالح صفحة واتقفلت، والبيت كلو هسي متعاطف معاي كـ مظلومة.. ودا كل المحتاجة ليه عشان أبدأ حياتي مع عمر من غير قيود. 

حسيت انو الساحة فضت لي تماماً ، بقيت عايشة في دنيا تانية مع عمر ، دنيا كلها احلام و أماني ، طلعت معاه لأماكن عمري ما حلمت أدخلها ، اماكن كنت بشوف منها الخرطوم كلها من فوق ، أماكن "خاصة" وهادية ما بيدخلها إلا ناس زيو. 
خليت شغلي نهاائي بأمر منو ، واتفرغت لنفسي و جامعتي ، غرقني بهدايا ما عندها حد ، شنط ماركات ، ساعات بتلمع ، وحتى عطوري بقى يختارها لي بنفسو  و كان بيقول لي سمر ، أنا عايزكِ تكوني واجهة لي، عايز الناس لما تعاين ليكِ، تعرف إنكِ تخصي عمر. و كلمة "تخصي" دي كانت بتديني إحساس بالأمان وامتلاك لذيذ ، بنسيني تماماً سمر القديمة الكانت بتركب "الركشة". 
كنت بقعد قصادو وأنا شايفة في عيونو نظرة انتصار، وكأنو بقول لي "شفتِ العز دا؟ دي لسه البداية".
​حسيت انو كل حاجة بقت ممكنة معاه. 

لغاية ما في يوم طلعت معاه لواحدة من المزارع ،الهادية و البعيدة عن الخرطوم ، كان بحب يوديني ليها عشان خصوصيتها اكتر ، كنت بتونس وبضحك وانا خلاص اتعودت عليه وزحيت كل حواجز الخوف البينا ، فجأة قال لي "سمر.. زمن الطلعات إنتهى ، أنا أديتكِ الوقت العايزاه ، و صبرت على فكرة التعارف دي كتير ، مع إنكِ عارفة إني ما زول صبر.. ولا عمري انتظرت حاجة بالقدر دا."
مسك يدي وضغط عليها بخفة و واصل كلامو "أنا عايز العلاقة دي تبقى رسمية ، وعايز أتعمق فيكِ أكتر من كدا بكتيير... عايزكِ تكوني قدام عيني وفي اسمي ، و ماف أي حاجة تفصل بيني وبينك."
كنت بحاول اهرب من نظراتو الحادة ، وخجلي كان واضح من كلامو ، ملامحو الصارمة ارتخت و هو بقول لي بطلي خجل يا سمر انتي ح تبقي مرتي! ،  كلمي اهلك إني ح اجي أتقدم ليك ، قلت ليه حاضر... 

بعد رجعت البيت ، كنت محتارة شديد ، كيف أكلم أهلي ؟  و أنا ياداب خليت صالح وما مرّ زمن طويل، والناس لسه عيونها علينا ، بس كلام عمر كان حازم وما فيه مفر.

​يوم الجمعة بعد ما البيت هدأ واجتمعنا كلنا بعد المغرب في الونسة العادية ، حسيت إنو دي اللحظة المناسبة بلعت ريقي ، و قلت ليهم بصوت متردد "عندي موضوع عايزة أكلمكم بيه"
سكتوا كلهم وعاينوا لي، كملت وأنا مدنقرة راسي "في زول معاي في الشغل، إنسان محترم جداً وراجل بمعنى الكلمة.. اتقدم لي وعايز يجي يقابلكم رسمي الأسبوع دا. 
 أمي وأبوي بقوا يعاينوا لبعض بذهول وصمت غريب  هم مفتكرين إنو لسه قلبي مكسور بسبب صالح و إنو الخطوة دي هي هروب من وجعي ، و ما عارفين إنو الوجع دا أنا الصنعتو بيدي.

​أمي قالت لي ، أنتِ ياداب مارة بتجربة صعبة ، ما تاخدي قرار مستعجل عشان تحاولي تنسى. 
​أبوي قال لي الزول دا منو؟ وأهلو ناس منو؟ وكيف عرفتيه بالسرعة دي؟". 
ما عرفت ارد على أسئلة أبوي قلت ليه ، لما يجي يا أبوي ، حتعرف عنو أي حاجة، وح تسمع منو الإجابات البتريحك.. أنا ما عايزة أسبق الأحداث.
​أمي حاولت تتدخل تاني "بس يا بتي ، نحن لازم نعرف...
قاطعتها طوالي بابتسامة باهتة "يا أمي خلوه يجي يقعد معاكم ، وبعد داك القرار قراركم ، هو بس طلب مني يجي براه في الأول عشان القعدة تكون رسمية. 
​أبوي سكت مسافة ، وبقى يقلب في كلامي ، هزّ راسو ، وقال لي خلاص يجي ونشوف ، "الرجال مخابر ما مظاهر."

أخدت نفس طويل وأنا حاسة إني طلعت من ورطة كبيرة ، أنا بالجد ما بعرف عن عمر دا أي حاجة! كيف وافقت يجي بيتنا وأنا ما عارفة حتى بيت أهله وين؟

سارة دخلت عليّ الغرفة ورمت لي كلمة وهي مارة "
الهروب من الأسئلة ما بحل المشكلة يا سمر.. بكرة لما يقعد مع أبوي، الكذب ما ينفع ، ما رديت ليها وفضلت ساكته....

في اللحظة دي عمر اتصل علي ، كلمتو انو ابوي وافق يجي يقعد معاه ، قال لي طيب برتب وضعي!  ، قلت ليه عمر ح تجي انت و أهلك متين والساعة كم؟! ، قال لي أهلي م ح يكونو موجودين في الخطوة دي... أنا الراجل ، وأنا الح أقعد مع أبوكِ ، ما محتاج لجيش وراي عشان أثبت وجودي."

كلامو نزل عليّ زي الموية الباردة ، كيف يعني يجي براه؟ ، في مجتمعنا دي حاجة غريبة شديد ، معروف الراجل بجيب أهلو وكبارو عشان يرفعوا من شأنو ، لكن عمر عايز يرفع شأنو براه ، و بسلطتو المادية الباينة في كل تفصيلة فيه ، و ممكن يفتح لي أبواب أسئلة من أبوي وعمي ما ليها آخر.....
تعليقات



<>