رواية معشوقه الصقر الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم سامية صابر
دلفتِ بغضب وضمت ساعديها إليها قائلة
=انت شايفني لعبة تحركها وقت ما تحبَّ، حضرتك ما اتكلمتش ف موضُوع الخُطوبة ودايماً تليفُونك مقفول، كُنت فيَّن كُل دا ان شاءِ الله؟
قال أمجد ببرود
=كُنت مشغول.
قالتِ بعصبية
=ويعني ايهِ مشغول، والخِطُوبة والاتفاق ال كان بينك وبين بابا، ايهِ كُل دا هوا؟
قال أمجد وهُو يقترب مِنها بهدوء
=شوفي بقا يا رُودي، انا وانتِ عارفين اننا ما بنحبّش بعض، وواقفنا لاسباب تُخصِنا، بس انا بقا بحبَّ روان ومِش هتجوِز الا هيّ، اتمني تكُونِ فهمتي ؟
قالتِ وهي تجز علي أسنانها بغضب
=يعني ايهِ الكلام دا
قال وهُو يُعطيها ظهرُه
=يعني خلاص ما فيش خطُوبة، لأني هخطُب روان واتجوزها، ودلوقتِ خُودي الباب ف ايدِك وان شاءِ الله أعزمك علي الخِطُوبة.
قهقهت بغل وسُخرية ثُم قالتِ
=بقا انا رُودي، تتكلم معايا بالطريقة دي؟ تبقي عبيط لُو مفكِر اني هسيبك تتنهي مع روان، والأيام بينا.
قالتها وغادر المكان رمق طيفها بلامُبالاه، بينما قالتِ والِدتهُ بقلق
=استُرها يارب ، يا خوفي لتعمل اي حاجة.
قال أمجد بثبات
=تعمل ال هيّ عايزاه، بس انا مِش مُهتم بيها، الاهم ليا اني فوقت من الغفلة والحق روان قبَّل ما تضيّع بين ايديا.
____
تحركت جيهان بخفة وعليا تُراقبَّها بأستغراب لا تعلم من هيّ وماذا تُريد، بينما كادِت ان تتحدث لُولا دخُول صقر المُفاجِيء، رمق جيهان بذهُول تحوّلت لغضِب، قال بصوت آجش
=ايهِ ال جابك هِنا ؟
قالتِ عليا بشك
=انت تعرفها ؟
قال بثبات
=تبقي السكرتيرة بتاعتي، واكيد جت علشان تتكلم معايا ف حاجة تخُص الشُغل ولا ايهِ؟
رمقتهُ بأبتسامة سُخرية، ليمسك معصِمها بقوة ويقُول
=ارتاحي انتِ يا حبيبتي، وانا هتكلم معاها برا
اخذها بقوة خلفُه وغادر بينما راقبَّت عليا طيفهُما بتفكير وشكَ.
ترك مِعصمها بقوة لتتراجِع للخِلف وتصتطِدم بالحائط، قال بنبرة غاضِبة
=انتِ ايهِ ال جابِك هِنا ؟
قالتِ بأستفزاز
=جاية اشُوفك ولا مِش من حقي!
قال بغضب
=حقك ايهِ يا اُم حق، كك كسِر حُقك يابت ما تنسيش نفسِك اوي كدا انتِ مُجرد خدامة عندي، وانا بحذرك لُو فكرتِ بس مُجرد تفكير تقربي لعليا نهايتك هتبقي علي ايدي .
قالتِ وهي تهز رأسها بسُخرية
=يا ما كونتش أعرف أنك بتخاف منها اوي كدا!
امسك مِعصمِها بقوة وقال
=انا ما بخفش منها، انا بخاف علي زعلها ولُو انا ال هزعلها هدفن نفسي او اي حد فكر يخليها تزعل بس او تضايق ..
ترك مِعصمها بقوة وقال بحِده
=تمشي مِن هنا وتنسي صقر دا خالص، وللمرة الألف حاولي بس تفكري تأذي عليا او توقعي ما بينا نهايتك هتبقي علي ايديا ..
قالها وتركها وذهبّ للداخِل، بينما رمقت بعينيها طيفُه وقالتِ بحقد
=ماشي يا صقر وحياة الايام ال استنينتك فيها لأخليك تتعذب انت والست عليا بتاعتك ..
____
دِلف صقر بهِدوء لها وجِلس، مُقابِلاً لها وقال بحنان
=الدكتُزى سمح انك تروُحي بُكرا، وبعدِها ان شاء الله هنبدء ف علاجِ السرطِان، ولازِم تخِفي علشان حياتي من غيرك ولا حاجة ..
قالها وقبَّل جبينها برقة، ثُم قال وهُو يمسك كفيها بصِدق
=عليا يمكن حياتنا كانت متلغبطه اوي، ما فيهاش حاجة صحِ، أو حياتي انا ، بس الحاجة الحِلوة والصح ال فِي حياتي، هيّ انتِ، عليا انا بحِبَّك، بحِبَّك من اول يُوم شوفتِك فيَّه، وانا حياتي اتغيَّرت تماماً، للاسف الجرح كان ساكن قلبَّي، ولمَّا اكتشفت الحقيقية ندِمت وبصلِح مِن غلطي، يمكن ما ستمحانيش بس بلاش تبعِدي انا بجد محتاجِلك، بلاش تبعدي زيّ أبويا لمَّا اترجيته يفضِل سابنا ومِشي اتجوز بنت اد روان وادي، سبني بعد مارباني علي القسوة وسبني اكمل المِشوُار لوُحدِي، بلاش انتِ كمان تسبيني ..
قالها وعانقها بقوة شديدة واذرفت عيناهُ بعضِ الدِمُوع الخفيّضة، تصمَّرت مكانُها لا تعلم اتُعانِقهُ ام تبتعِد ؟
أغمضت عينيها بارهاق، كِلاهُما عاشا فِي عالم سيء، يحتويهِ الظلام والوِحدة، ولان طريقهُما واحِد اجمع الله بينهُما ليُكمل كُل مِنهُما حياة الآخر، رفعت يديها ببطيء، وبادِلتهُ العِناق وهي تبكي بصِمت، واخيراً قال انهُ يُحبَّها، واخيراً سترتاح من العذاب والألم التي وُلِدت بِهُم، سترتاحِ بعد سنين شاقة؟ أم أنها تتوهم الراحة .
ترك حُضِنها يتطلع إليها بلهفة بينما اخفضت بصرها بخجل، ليميل ببطيء ليُقبَّل شفاها، لكِن اعتلت صوتِ دقات علي الباب، قال بضجر وهُو مازال يُميل امام شفتيها
=فاصِل!
قهقهت بخجل وهي تضع يديها علي شِفاها، قال صقر وهُو ينهض بامِتعاضِ
=ادخُلِ.
دلفتِ روان وهي تجُر كُرسي والِدتها، أقترب صقر مِنها بلهفة وقبَّل كفيها برقة وقال
=ايهِ بسِ ال جابك يا ماما ؟
قالتِ وهي تربُط علي كِتفهُ بحنان
=جاية اشُوفك مرات ابني يا واد
ابتسِم بخفة وقال
=طيب هروُح اعمل كام حاجة، عُقبَّال ما تقعُدوا شِوية مع بعضِ.
تركهُما وجاء لييقفل الباب غمز لعليا بخفة وقال وهُو يُحرك شفاه
=نكِمل بعد الفاصِل.
تفهمت مقصدِهُ علي الفُور، لتشتعل وجنتيها خجلاً وتبتسِم برقة، اقفل الباب براحة وغادِر، بينما قالتِ فوزية بهدوء
=روُحي هاتيلنا حاجة نشربها يا روان !
قالتِ روان بعبُوس
=اه بتوزعيني يا سُوسو ماشي ماشي .
غادِرت روُان الغُرفة، لتقُول فوزية بأبتسامة
=حمد لله علي سلامتِك يا عليا.
أبتسمت عليا بأحراج وقالتِ
=الله يسلِمك يا طنط .
أقتربت فوزية بكُرسِها مِن عليا وقالتِ بعتاب
=انا ما اعرفش انتِ ليَّه خبيتي أمر جوازك عننا .
قالتِ عليا بتنحنُح
=واللهِ انا ..
قالتِ فوزية بحزم
=مِش عايزة تبرير، انا بسِ عايزاكِ ما تخبيش علينا حاجة تاني، وعلي العموم انا نسيت الموضُوع، وطالما صقر صمم انه ياخدِك يبقي حِبَّك وأتمني أن تصُونِ ابني وبسِ.
أبتسمت عليا بعِشق وقالتِ بهُيام
=ما تقلقيش دا فِي عنيَّا.
____
دِلف الي الغُرفة يحمِل صينية عليها بعضِ الأطِعمة، وضعها أمامها وقال بعشق
=عايزك تاكلي الاكِل دا كُله ،وبعدها هنروح نعمل تحاليل بصراحة انا شاكك فِي موضُوع الحمِل.
قالتِ بضيق
=ليه يعني ؟
قال بهدوء
=اصِل يعني ما بقالناش يُومين متجوزِين، وبالسُرعة دي تحملي يعني مِش منطق ..
قالتِ مؤكده
=معاك حق نبقي نعمل تحاليل ونتأكد
قال وهُو يغمز لها بخُبِث
=بسِ لُو ما طِلعِش حقيقي، نجيب الحقيقي.
أبتسمت بخجل وضربتهُ برقة علي يديهِ.
_____
مر يومين كامِلين، عادِت عليا الي المنزِل مرة اخري، ولكِن صقر شدد الحِراسة، وعادت روان الي الكُلية من أجل الامتحانات وكانت تشرح لعليا الدِروُس المُشتركة، كما بدأت عليا بعلاج السرطان بالدِم، مرحلة مرحلة، عاد صقر لعملُه لكِن لم ينسي عليا وظل يغرقها بحبُهَ.
____
أمسكت التحليل بصدمة وقالتِ
=يعني انا مِش حامل يا دكتُور؟
قال الطبيب بهدوء
=لا لأنك لسه ف الاول، دا خطيء طبي بيحصل لأن الأعراض ال عندك كانت شبه أعراض حمل، بس لا ما فيش حمل والتقارير ال قُدِامك بتأكد كده، وبعدين مستعجلة ليَّه؟ لسهِ العُمر طِويل قُدِامكُم.
اومات برأسها فِي حُزِن شديد، بينما قال مالِك بحنان وهُو يمسِك كفها
=العُمر لسه طِويل قُدامِنا وان شاء الله قريبًا تحملي يا حبيبتي.
أبتسمت بهدوء ونهضوا شاكرين الطبيب، غادروا حيثُ منزِلهم ببعض الحُزن والامل ف الله ..
____
دِلف أمجد الي القصر، ليري روان جالسه ومعها عليا وفوزية، قال بأبتسامة
=السلام عليكُم
ردوا الثلاثة
=وعليكُم السلام.
قالتِ فوزية بتساؤل
=صقر لسه ما جاش؟
قال أمجد بتوتر
=لا انا اصلاً جيت قبله علشان عايز اكلمُه فِي موضُوع.
قالها وهُو يرمُق روان، بينما غمزت لها عليا بضحكِ، في حين انزلت روان نظرها للأسفل بخجل، قالتِ فوزية بفرحة
=طيب يا ابني اقعُد استناه لحد ما ييجي، هُو زمانه علي وصول .
____
دلف صقر الي السيارة وكاد ان يُدير المُحرك لُولا دِخُول فتاة بالقوة وجلست لجانِبهُ، قطب حاجبيهِ بذهُول وقال
=انتِ مين وازاي تركبي اصلاً؟
قالتِ رُودي ببرود
=مِش مٌهم انا مين المُهم اني جيت اقولك لم اختك روان بقا شكلها وحش وهي رايحة جاية مع أمجد والعلاقة ال ما بينهم اتكشفت خلاص.
قال صقر بغضب
=انتِ مجنونه ازاي تقولي كده ؟
قالتِ بلا مُبالاه
=لُو مِش مصدقني روح اكشف عليها وانت تعرف بس برضُوا ربيها علشان سيرتها بقت علي كُل لسان ..
____
كتير اعترضُوا ان أميرة حامِل بس الموقف حصل قُدامي فعلاً، بس اصلاً انا كُنت هخلي الحمل كاذِب بس ما فهمتش ليَّه الاعتراض، بس عموماً خلاص يعني عادي وبعتذر لو غلط ف النُقطة دي .
كالعادة رائيكُم يهِمني؟
