رواية في شقة الهرم الجزء الرابع




فى شقة الهرم (الجزء الرابع)... قصة رعب ...
رحبت السيده العجوز بوجودى فى منزلها على سبيل النقاهة وطبعا كنت مرحب بوجودى عندها ولعدم الشبهة نزل ابنها مجدى ذو العرج الخفيف ليقيم مع امه فى وجودى فى شقتها بالدور الارضى واكتشفت انهم آيه فى الكرم والحفاوة ولم اشعر باى حرج كأننى فى بيتى وكانت المرأه تغيب فى السوق وتعود لتقف فى مطبخها وتمارس عملها كاى ام يعيش معها ابناءها الرجال وكان مجدى رجل لطيف 

المعشر رقيق الملامح واتى ببنت ممرضة من الصيدلية لتداوى جراح ساقى ورأسى بادواتها الطبيه واستكنت واستراحت نفسى واستعدت بعض من هدوئى المعروف عنى وزارتنى الابتسامة بين هؤلاء الناس الطيبين وتناسيت مأساتى خصوصا مع اجتماع ابنائها الرجال عندها فى السهرة وتعرفت عليهم بشكل اقرب بالرغم من اننى كنت اسكن معهم فى نفس العمارة من اكثر من ثمانى شهور
وبينما كنت احادثها سألتها بطريقة عفوية
انا شايف يا حاجة ان كل ولادك رجال انتى معندكيش بنات
نظر مجدى لامه فى اشفاق بينما سهمت المرأة قليلا ثم تنهدت قائلة
مكنش عندى الا ناهد الله يرحمها وهى البكرية على كل الصبيان دول
انا - :"الله يرحمها

هي - الله يرحمها ويسامحها كانت نور عينى وايدى ورجلى و ابوها كان بيحبها بجنون ومن كتر حبه فيها اصر انها تتجوز معانا فى البيت ويكون لها شقة زيها زى الصبيان ، ابوها كان فاتح محل فى شارع بوسته سوق الحد فى الجيزة وكان محبوب من كل الناس وكان اسمه ابو ناهد من كتر اعتزازه بناهد
التمعت عيون المرأه بالدموع وهيى تحكى عن ابنتها الوحيده ونظرت لمجدى فوجدته منتبها لكلام امه من الواضح انها المرة الاولى التى تتكلم فيها المرأه عن ابنتها منذ سنوات
احنا اصلا من الاسماعيلية يا تامر يابنى وانا اتجوزت ابو ناهد وهاجرنا للقاهرة سنه 56 وربنا رزقنا باول خلفة كانت ناهد وكان ابوها بيحبهاومهووس بيها ويدلعها وبيجيب لها احسن حاجة وكان اسمه وسط الناس ابو ناهد وخلفت بعدها خمس صبيان واحد منهم ربنا افتكره وعشت مع ابوها حياه مستقرة وكبرت ناهد وبقت اجمل بينت فى الشارع وكانت حنينه عليا وبتساعدنى لانى زى ما قلتلك كنت موظفة فى التربية والتعليم وهيا اللى ساعدتنى فى تربية اخواتها الصبيان وخصوصا ان ابوها قعدها من المدرسة بعد ما خلصت الابتدائية لان ماكنش ليها فى التعليم لكنه كان بيهتم بيها ويدلعها خصوصا انها كانت فايرة والعرسان ابتدو يخبطو على بابنا وهى فى سن 14 سنه وانت عارف زمان البنات كانو بيتجوزو وهما صغيرين انا نفسى اتجوزت ابوهم وانا بنت 15 سنه وكملت الاعدادية وانا مع ابوهم

وكانت ناهد شايفة اد ايه انا شقيانه فى البيت لان معنديش غيرها والباقى صبيان وكانت ادب وحنية الدنيا فيها ونعم الصديقة ليا وكانت بتدبر كل امور البيت احسن منى وخصوصا طلبات ابوها لدرجة انى كنت بغير منها لانها كانت بتعبد ابوها وارتبط كل اخواتها بيها كانها امهم مش انا ، وعشان كده لما ابوها قرر انها تعيش معانا فى نفس البيت كلنا رحبنا وفرحنا خصوصا ان العريس كان ابن عمها وكان طاير بيها ----تسكت المرأه وتسهم ببصرها بعيدا وتستعيد ذكريات اكثر وتواصل بينما انا وابنها مجدى ننصت بكل جوارحنا- اتجوزت ناهد من ابن عمها فى سن 17 سنه وكان الكلام ده فى سنه 75 او 76 مش فاكرة

وخلفت اول ولد ليها بعد تسع شهور وفرحنا فرحة الدنيا بيه وكانت نفسها طول الوقت تخلف بنت عشان تكون ليها صديقة ومساعده زى ما هى كانت معايا لكن النصيب جه بالولد التانى ووراه جه الولد التالت وهيا هتموت على بنت - وجابر - زوجها- كان مبسوط بخلفة الصبيان وابتدى الموضوع يكبر فى دماغ نادية وكانت نفسها فى البنت ولما كانت تقول كده ادام جوزها كان يقولها انا خلاص مش عايز عيال تانى بس انا اعرف اربى دول وطبعا هيا كانت حزينه لان نفسها فى البنت - المهم ركبت شريط عشان تمنع الحمل زى ما طلب جوزها منها وقطعت حوالى خمس سنين وفى سنه 86 تقريبا حملت على الشريط وكانت مشكلة بينها وبين جوزها اللى مش عايز عيال تانى وكان عايزها تنزله لكن ابوها اتدخل وقاللة يا جابر حرام عليك والغريب ان جابر كان رافض جدا ان ناهد تحمل ومكناش عارفين ليه وعاشت فى نقار ومشاكل كتير مع جوزها لدرجة انه بقى يبات برة البيت فى عز ما كانت فى تعب الحمل واللى ذود الطين بله ان ابوها مات وهيى حامل فى الشهر السابع وبقت البت تنزل ترف من كتر الحزن على ابوها حزنت عليه لدرجة اننا قلنا انها هتموت وراه وليل ونهار بكى وعياط لدرجة انى بقيت انا اللى اصبرها واقولها وحدى الله يا بنتى وخافى على اللى بطنك وبقت تصرخ زى المجنونة وتخرج لوحدها من البيت ومبنبقاش عارفين هيا بتروح فين وطبعا زادت المشاكل مع جوزها ومبقاش ييجى البيت بعد العزا ولا يسأل فيها واتغير شكلها وبقت عاملة زى المجانين تصحى من النوم تصرخ وتنده ابوها لدرجة اننا عرفنا انها بتخرج بالليل من غير ما نعرف بتروح فين وتتأخر وترجع مليانه تراب وشكلها غريب جدا وبقت ساكته ومسهمة وانا مبقتش عارفة مالها لا طايقة البيت ولا طايقة عيالها ولا طايقانى انا شخصيا ولما كنت احاول اقرب منها كانت تصرخ فى وشى وتوقلى يارتك انتى اللى موتى مكان ابويا انا عايزة ابويا وتسيبنى وتطلع تقعد لوحدها على السطوح وبقينا نخاف نكلمها لحسن يجرالها حاجة خصوصا انها كانت على آخرها وعلى وش ولادة وبقيت مش عارفة اعملها ايه ولما كنت اطلع اشوفها اسمعها بتتكلم مع حد مش موجود وترتطن بطريقة غريبة وبكلام مش مفهوم وجوزها هربان من البيت مش عارفين هو فين وولادها بقو مش عارفين يتعاملو معاها وبقو بيخافو منها وينزلو ينامو عندى مع اخوالهم ويسبوها هيى فوق لوحدها

وفى يوم اسود جالها الطلق وكانت بتموت ووشها كان اصفر وحسيت بقلب الام ان بنتى هتموت وبدل ما نجيب الداية جريت وجبت دكتورة كمان وكانت الولاده عسيرة وصعبه وافتكر ان ناهد قعدت تولد فى المولود يومين ورا بعض وتصرخ بعزم ما فيها
وكنا كلنا على اعصابنا وحسينا ان ناهد هتموت فى الولاده دى
وساعة الولاده سمعنا صرخة ناهد وشهقة الداية وصرخة الدكتورة مع بعص فى نفس واحد
سكتت المرأه لتلقتط انفاسها بينما انا ومجدى ننتظر باقى الحكاية
نظرت لنا المرأه وتغير صوتها ليصبح مرتجف قليلا وهمست بصوت مبحوح
المولود كان مشوه ومش باين ان كان ولد ولا بنت وكانت شفايفه مشقوقة وشكله استغفر الله العظيم شبه الحيوان او شبه الضفدعة حاجة كده تقط من طولك لما تشوفه ومتقدرش تبص فى وشه
نظرت باندهاش اكبر للمرأه وسالتها
يعنى ايه مش باين ان كان ولد ولا بنت يا نينه؟
المولود كان زى ما تقول كده الاتنين فى بعض لا منه ولد ولا منه بنت وكان عايش وبيصرخ بصوت غريب جدا زى استغفر الله العظيم صوت الكلب ولا العرسة مش عارفة وجريت على الاوضة لما سمعت صوت الدكتورة بتحاول تهدى ناهد وناهد بتصرخ بصوت تعبان
الحقينى يا ماما يا ماما يا ماما

دخلت لقيت الدكتورة والدايه وشهم اازرق وشايلين العيل ومش عارفين يعملو ايه واول ما بصيت عليه حسيت انى هيغمى عليا من شكله كان بشع وعيونه باظرة وشفايفه الفوقانيه مشقوقة بالطول وبيتلوى فى ايديهم وهما خايفين منه
مسكت المولود منهم ولفيته فى البشكير وقلتلهم
صلو على النبى امال وانتى يا ناهد كل العيال بيكون شكلها كده اول ما تتولد وبعدين هيكون زى الفل يا حبيبى وناهد على صرخة واحده
مش عايزاه يا ماما انا خايفة منه ده شؤم يا ماما مش عايزاه ده موت ابويا وخالى جابر ( جوزها) طفش - وكان ليها حق- لكن الدكتورة قالتلها :متخافيش يا ناهد شفايفه دى هتتخيط وتتلم وهيكون طبيعى وانا شايفة انها بنت اقرب ما تكون للواد وكله بالجراحة يا حبيبى - ولقيت الداية بتبص فى المولود اوى وسكتت وانا لاحظت طبعا وش الداية ومعلقتش ونضفنا المولود وقربناه من صدر ناهد عشان ترضعه وهيا منهارة ورافضة وبتنهج وانا بقولها يا حبيبتى خدى بنتك والله هتبقى زى الفل صلى على النبى وقولى يارب وانا من جوايا لاقيت قلبى اتقفل ومبقتش عارفة اعمل ايه خصوصا ان الدكتورة بتقول ان المولود صحته ممتازة
لكن ناهد رافضة حتى تبص عليه من كتر ما هو شكله استغفر الله العظيم زى العفريت

راسه كانت كبيرة وجسمه مسحوب وايديه ورجليه كبيرة وعيونه بعيده اوى عن بعض ده غير شكل بقه - استغفر الله العظيم اللهم لا اعتراض- ولاقيت الدكتورة بتقول فى مواليد بيتولدو كده نتيجة انهم كانو مزنوقين فى عنق الرحم ومع الايام حالتهم بتتحسن - وحسيت ان الدكتورة عايزة تقفل وتمشى باى طريقة- وفعلا مشيت الدكتورة وكان مافيش حد فى البيت غيرى انا والداية وناهد واخواتها وكان ابوها مات من حوالى شهرين ودمه لسه مبردش الله يرحمه وجوزها جابر -الله يسامحه -طفشان ومنعرفش عنه حاجة
وبعد ما مشيت الدكتورة مسكت الداية من دراعها وقلتلها - مالك يا ام محروس ؟وشك بيقول فيه حاجة انطقى
بصت الداية فى عينى وسكتت - ولاقيت ناهد بتعيط بحرقة وهيى لسة تعبانه لاقيت الداية بتقولى
معلش يام ناهد قدر ولطف المهم ناهد تبقى كويسة"
سالتها بتركيز وانا هتجنن ومش طايقة ابص فى وش المولود
ايه ده با ام محروس العيل شكله غريب كده ليه؟؟
بصت الداية فى وشة وقالت
المولود ده (مبدول) يا ام ناهد
قلتلها : مبدول يعنى ايه يا ولية ؟؟
بصت فى عينى وقالت
انتى مش غريبة المولود ده لابسه جن وقالب سحنته زى الشراب
يا نهار اسود بتقولى ايه يا ولية ؟؟

قالتلى: قدر ولطف وانشاء الله نشوف هنعمل ايه متقلقيش بس المهم بنتك دلوقتى تاخده فى حضنها وتكفى على الخبر ماجور وربنا يسهل لما تشد حيلها
لفيت المولود فى اللفة وقربته من ناهد لاقيتها منهارة ومسكت منى المولود وكانت عايزة ترزعه فى الارض
مسكت ايديها على اخر لحظة وقلتلها يابنتى حرام عليكى
اتقى الله انتى عايزة تقتلى ضناكى بايديكى
صرخت : مش عايزاه يا ماما مش قادرة ابص فى وشه
موتيه يا ماما ارميه فى الزبالة مش قادرة ياماما
انحنيت عليها وقلتلها : يابت اصبرى وصبرك بالله وكل شيء هيتداوى وعلى فكرة الدكتورة بتقول انها بنت مش ولد
صرخت نادية فى وشى
كمان بنت وشكلها كده ؟ ليه ياربى بس؟ ياريتنى كنت سمعت كلام جابر ياريتنى كنت مت ولا اشوف بنتى بالشكل ده
لاقيت الداية بتقرب منها وبتمسك ايديها وبتقولها
متخافيش يا بنتى اصبرى شوية وكل شيء هيتصلح وربنا هو المعين""
ومتعرفيش الخير فين
صرخت ناهد بضعف شديد

خير ؟؟ فين الخير ده؟؟ انا حاسة ان ايامى اسود من الليل انا عايزة اموت
سكتت الحاجة ذكية عن الكلام بينما ننظر لها انا ومجدى بذهول وصمت
وسألتها
مبدول يعنى ايه يا نينه
العيل المبدول هو العيل اللى يكون شكله وحش اوى وبيكون لابسه والعياز بالله جن او شيطان
رجعت اسالها بالحاح
طيب وده من ايه؟؟ ازاى ده حصل؟؟ وعملتم ايه؟؟؟
نظرت لى الحاجة ذكية باشفاق وقالتلى متستعجلش
كل اللى اقدر اقولهولك ان ناهد كان عندها حق وانها فعلا ماشافتش الا العذاب والويل بعد ولاده بنتها اشجان
انا: انتو سمتوها اشجان؟؟

الحاجة : ايوة يابنى ومن ساعتها ماشفناش الخير تانى
سألتها وانا كلى فضول
ازاى يا حاجة؟؟
نظرت لى وتنهدت وقالت
مش هتصدق يابنى
انا نفسى مش مصدقة لحد دلوقتى
والى الجزء الخامس
الاكثر رعب وغرابة !

                     الجزء الخامس من هنا
stories
stories
تعليقات



<>