فى شقة الهرم (الجزء السادس)... قصة رعب ...
رحيل اشجان
انطرحت المراه على بطنها المنتفخ واحست بانه رحمها تكاد ينفجر من اثر السقة المفاجئه وتعفر وجهها الابيض بتراب المقابر
وقبل ان تغيب تماما عن الوعى
رأئت بام عينيها كلبا اسودا بالغ الضخامة يتقدم منها ببطء وثقة
رأت فى عيونه نظرة لا تمت للحيوان بصلة
ابصرت كف ارجله السمين واصابعه المدملجة التى تضرب الارض بغرور وثقة
شعرت بانفاسه الحارة وهو يتشممها فى صمت--نعم فى صمت بدون صوت اللهاث المميز للكب
فكان الكلب يتفحصها ويتشممها ويضه ارجله الامامية على كتفيها ويقبض على ملابسها باسنانه ليجرها بعيدا عن الحفرة
وقبل ان تغيب المرأه تماما عن الوعى اطلقت آهة ذعر طويلة خافته بينما المخلوق الاسود الهائل يجرها حرا بعيدا عن الحفرة
ولكن تلك الآهة البسيطة وصلت لأذن مخلوق آخر غير الكلب
انه عم عبد الله التربى الذى كان مضجع بالجوار يشرب الشاى الاسود
الكلب الضخم يتحسسها بارجله الامامية ولسانه فى صمت وعم عبد الله يقوم من رقدته ليتجه رأسا لمكان تلك الآه الخافته
الكلب يقوم بجرها بهدووووووووؤ ويتشمم بطنها المنتفج بين حين وآخر
ويصل عم عبد الله للمكان لينظر بام عينه على المشهد الغريب
يتوقف الكلب عن جرها وينظر بتحدى وثبات لعم عبد الله ولكن الاخير ينحنى على الارض ليلتقط حجرا ويقبض باصابعه عليه بينما الكلب ينظر ليديه وللحجر بتركيز وثبات
عم عبد الله يرفع يده بالحجر وهو يرتعش من ضخامة الكلب وثباته ويتمتم بآيات قرانية بشفاه مرتعشة
الكلب وكانه يصغى قليلا للتمتمة ويتراجع للخلف استعدادا للانقضاض على الرجل
ثم يغير فجأه من موقفه ويصدر صوت انين الكلاب المعروف ويسمع عم عبد الله ذلك الانين ليتشجع ويقذف الكلب بالحجر بكل ما اوتى من قوه ليصيب الكلب فى رأسه
ليطلق الكلب عواء مهولا فى صورة صرخة الم ويبتعد من فوره
يتقدم عم عبد الله بما كان يظنه جثه ليجد امرأه حامل فاقدة الوعى وتهذى بكلام غير مفهوم ويتحرك جسدها باهتزازات كهربية متتالية
مممممممممممم تصرخ ناهد من حلقها ولكن صوتها لا يسمه يتكور بطنها ليصبح كبالون كبير منتفخ وتحاول ناهد الصراخ ولكن حلقها جاف وحركتها ثقيل يتفسخ لحم بطنها وتنفجر منه حمم مشتعله ولكنها لا تشعر بالم انها تشعر بشلل كامل بينما ما يتحرك فيها هو دموعها الفوارة من عيون لا تريد ان ترى مصير جسدها الغريب تصرخ وتصرخ بلا فائد
اعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم
فوقى يابنتى اصحى بسم الله ولا حول ولا قوة الا بالله
تفتح ناهد عيونها لتجد امرأة متشحة بالسواد ورجل عجوز يمسك بقلة ماء
تمسح المرأن بيدها على وجه ناهد بحزم وقسوة وتامرها بصوت واضح
قومى ثم ترش الماء بقسوة على وجهها
فوقى قومى فزى انهضى يالا قومى
بسم الله الذى لا يضر مع اسمه شيئا فى الارض ولا فى السماء
يلا يابت قومى وانهضى
تنظر ناهد وتنتبه تماما مع قسوة المراه
تنظر المرأه اخيرا باريتاح للرجل الذى هو عم عبد الله التربى ويساعدنها على النهوض لتجلس مكانها بين المقابر
تلتزم ناهد المنزل بعد هذا الحادث المروع وتحمد ربها وتكتم الخبر ولكنها تزداد غرابة
تلد ناهد فى تلك الظروف الغريبة
المولوده مشوهة ولكنها ام يهرب جابر من المنزل بسبب البنت ويتعامل الكل مع الحدث بتشاؤم صامت
عندما تختلى ناهد بالمولوده اشجان تتقزز نفسها ولكن الامومة تتغلب اخيرا عليها
تلقمها ثديها لتتناول البنت الثدى بجشع وجوع طفولى وترق شيئا فشيئا لهذا المخلوق الغريب
تعيش ناهد على امل ان يداوى الطب ما افسدته الشياطين
الليل قد انتصف الان والجو حار خانق وتقد تفتحت الشبابيك والابواب الداخلية طلبا للترطيب وقد تجاوزت اشجان عامها الاول بسته شهور
مخلوق غريب صامت لا يتكلم كالاطفال ولا يصدر الا صوت همهمة وفحيح مرعب
الام نامت على ظهرها وقد تدلى ثديها خارجا وبضع قطرات من حليبها ينقط بينما البنت غير موجوده
تصحو ناهد مذعورة لتبحث عن البنت الصغيرة التى كانت تغفو جوارها
اين البنت تقوم من فورها لتبحث عنها فى صمت ولكنها لا تجدها
تواصل باصرار ورعب فى البحث عن البنت ولكنها لا تجدها تبدأ بالنداء الخافت
اشجان اشجان انتى فين اشجان ردى عليا
البنت غير موجوده فى المنزل بينما قلبت ناهد كل شيئ فى المنزل رأسا على عقب
تصرخ ناهد وتنادى على ابنائها ليصحو الجميع
فالبنت غير موجوده اصلا فى المنزل تصرخ ناهد لتنادى على امها واخوتها وهى ملتاعة لا تعرف ماذا تفعل
تصحو الام على صراخ ابنتها
الجميع يبحث عن البنت ولا يجدوها
اين ذهبت البنت ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
يخرجون للشارع والشوارع المجاورة بلا اى فائده
تنهار ناهد وقد عاودها الاحساس بالذنب حيث انها كانت تتمنى موتها ولكن غيابها هذا جعل الجميع يتألم
اين ذهبت البنت التى لم تكمل عامها الثانى بعد
اين ذهبت ومن عساه يخطف بنت على قدر ظاهر من التشوه والنفور
ومر على الموضوع سته ايام وآمن الجميع بان اشجان اختفت للابد
ومع مرور الوقت ساد الصمت الحزين المريح العمارة كلها
وخصوصا مع زيارة للداية ومعها شيخ تبدو عليه مظاهر العلم بهذه الاشياء
وقد افتى هذا الشيخ بان البنت كانت للجن وانهم استردوها عندهم وهذا قضاء الله
استراحت الام واحست ان جبلا قد ازيح تماما من على صدرها وقامو بالاغ البوليس باختفاء الطفلة
وفى يوم من الايام بينما اولاد ناهد فى الخارج مع خالهم الاصغر يلعبون الكرة فى الساحة القريبة
وبينما ناهد تقف فى المطبخ تتطهو الطعام لاولادها
شعرت بحركة خفيفة الى جوارها وسمعت صوتا مألوفا اشبه بالفحيح
تجمدت وتجمد معها الزمن نفسه
وفى خارج مجال الرؤية تشاهد ناهد كتلة صغيرة تلعب على باب الحمام المجاور للمطبخ
تلتفت بسرعة لتشاهد قدم صغيرة تخطو لداخل الحمام فى لمح البصر
انه صوتها هى اشجان انه لعبها انها قدماها الكبيرة نوعا بالنسبة لسنها
ولكنها هيى
تجرى الام للحمام ولكنها لا تجد شيئا تظل واقفة ساهمة لابد انها خيالات
لابد انها وساوس لابد انها كذلك نعم نعم لابد انها كذلك
تعاود الرجوع للمطبخ ولككنها تشعر ببرد غريب مع انهم فى عز الظهيرة والجو اصلا خانق ورطب
تدخل ناهد المطبخ وما ان تمسك بسكين التقطيع تجد نفسها فجأه وبلا اى مقدمات داخل الحمام من جديد
تنظر حولها لتجد الحمام مع انها متأكده انها كانت فى المطبخ
تتهم الشرود وتعود مرة اخرى للمطبخ وتنفض عن رأسها تلك الوساوس
من جديد تسمع صوت طرطشة المياه فى البانيو فى الحمام
ولكنها تتذكر ان البانو كان جافا
تدخل الحمام مرة اخرى لتجده مملوؤ لاخره بالمياه بل وتجد المياه نفسها تتحرك بعنف كما لو كان هناك من غادر البانيو لتوه
يقشعر بدنها ويعاودها احساس له طعم الليل والتراب والكلاب والمقابر
يعاودها احساس بان ابنت موجوده فى المنزل ولكنها لا تراها
تعود ناهد للصالة فى شقتها وتجلس على كنبة مواجهه لباب الشقة المفتوح دائما
لتسمع صوت خطوات صغيرة على السلم الداخلى للعمارة
خطوات صاعد هابطة على السلم الواصل للدور السفلى
تسمع همهمة وفحيح مخلوط بكلمة غير واضحة
تسمع صوت حححححححححححفحفحفحففحفحح باخحححح با
نعم انها تسمع بقليل من التركيز كلمة بابا من بين كل هذه القرقرة الطفولية والفحيح
بابا؟؟؟؟
تقوم ناهد فورا لقطع الشك باليقين خصوصا انها فى وضح النهار
تنظر على السلم
لا تجد احدا
ولكنها تجد شخصا يصعد السلم بحذر وخفة
شخصا تعرفه ولا تتوقع حضوره
تجد جابر زوجها نفسه امامها
تشخص ببصرها ناحيته لا تستطيع الكلام وتنظر جيدا على السلم وراء كتفه العريض
تبحث عن الصوت وعن الطفلة
ولكن لا صوت ولا طفلة فقط الزوج العائد جابر
