فى شقة الهرم (الجزء الثامن)... قصة رعب حدثت
هل جربت ان تنظر مباشرة فى عين الخوف نفسه ؟؟ هل تخيلت نفسك بوضع هذه المراه؟ هل ظننت ان هذا مستحيل الحدوث ؟
كيف ستكون مشاعرك واحاسيسك؟
هل تتجمد؟ هل تصرخ؟ هل تتمنى الموت؟
فتحت الراقصة نورا جنزير عيونها فجأه
وفى ومضة سريعة التقت العينان
عيون مسعورة تنظر لها بتركيز وعلى مسافة لا تتعدى السنتيمترات وعيون مذهولة تساقطت منها الاهداب والحواجب
كلاهما بشع ومتنافر لاقصى الحدود
وقبل ان تأتى الصرخة المروعة من داخل حمام الشقة
انقطعت الكهرباء عن المنطقة باسرها
وفى هذا التزامن المذهل بين رؤية البشاعة وانعدام الرؤية والصمت المطبق لصخب الفرح
تشهق الراقصة وتطلق زفيرا ممطوطا مبللا مصحوبا بصرخة عاتية تزلزل ارجاء العمارة
تصرخ المرأه بلا هواده ولا كلل كمن ينزع لسانه من بلعومه
آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه ه ه ه ه ه ه ه
لتنتفض ناهد وتتأكد تماما ان الابنه الشيطانية ملتصقة بالمرأة فى الحمام
فى الظلام المفاجئ يتوتر الناس وتتكهرب مشاعرهم بفعل التزامن العجيب بين انقطاع الضوؤ والصرخة العاتية للراقصة
يهرع البعض متخبطا على سلم العمارة غير عالمين بالظبط من اين تاتى الصرخة
تتحرك ناهد مذعورة الى باب الشقة وتفتحه مولولة لتستقبل زوجها واحد اخوتها وبعض المعازيم الذين هرعو لسلم العمارة
تشتعل القداحات واعواد الكبريت
بينما تسكت الراقصة وكانها ماتت ذعرا فى الحمام
تخرج ناهد خارج الشقة وتقف متجمده على بسطة السلم المواجه للباب
ويدخل الرجال متحسسين طريقم بينما ناهد تبكى بصوت مكتوم وهى على وشك الجنون
وتتكلم فى اهتزاز واضح
الرقاصة.... فى فى ... الحم..... فى .. الحمام
يدلف الرجال بسرعة الى الحمام مشعلين اعواد الثقاب والقداحات
ليجدو الراقصة مفتوحة الاعين ذاهلة لا تنطق
ولكنها مازالت على قيد الحياه تتكلم وتبرطم بكلمات غير مفهومة
يقوم جابر بتغطيتها بالبشكير ويتعاون مع الاخرين فى لفها واخراجها من الحمام
كل هذا فى الظلام الذى أتى فى وقته تماما حتى لا يشاهدون ما آلت له الراقصة من تبدل فى شكلها
يخرجوها للصالة بينما تصعد مساعدتها وتلفها بعباءتها والراقصة تهذى قائلة
خرجونى من هنا عايزة امشى من هنا
يظن الجميع ان ماس كهربيا اصاب الراقصة ويتعاملون معها على هذا الاساس بينما يتجمع المعازيم على باب العمارة وقد تمالكت الراقصة بعضا من اعصابها واصرت على الخروج تماما من العمارة كلها
تلتف مبللة فى عبائتها وتسرع بالخروج نازلة السلم وتشق طريقها بين الناس المتجمعين لتجرى على سيارة الاجرة المنتظرة لتخرج تماما من المنطقة الغارقة فى الظلام والتوتر
حصل خير يا جماعة الظاهر الست نورا اتكهربت هيى فى الحمام
وتدريجيا يسود جو من الطمأنينه والسخرية على الراقصة التى صعقتها الكهرباء فى الحمام
الكل يتكلم ويطمئن بعضه فى الظلام بينما تقف ناهد وحدها فى الظلام وقد استعادت بكل امانه خوفها السابق
استعادت ذكرى كانت قد نسيتها بفعل الوقت وقد قررت بينها وبين نفسها ان تكتم السر
كنا قد اوضحنا ان العريس قد صعد بعروسه لشقته فى الدور العلوى ولنعود بالوقت قبل ساعات من صعود الراقصة لشقة ناهد بالدور الثانى
يدخل مجدى - العريس- الى شقته مغمورا بختلف الاحاسيس فهو رجل لين العريكة معدوم التجارب هادئ الطباع منمنم التقاطيع رقيق كعذراء رحيم الطباع وتدخل العروس التى هيى فتاه لم تكمل عامها التاسع عشر مزينه بجمال وبراءة
ينظر لها مرتبكا وسعيدا بينما تنظر هى دائما للارض يحسر نفسه فى خوف وتساؤل ولا يملك من الخبرة سوى كلام اصدقائه الرجال الذين ارشدوه بالطريقة الشعبية المعروفة للتعامل مع عروسه ليلة الزفاف
يتصنع الثبات ويقترب منها بينما هيى مسدلة طرحتها على وجهها الذى يحبه جدا
يقترب اكثر ويضع يده على كتيفيها لتزوغ هى منه خجلا وارتباكا حقيقيا يبتسم وقد تذكر كلام اصدقائه بان الخجل هو ما يشعل رغبه التلاقى عند الرجل يبتعد عنها ليغلق باب الشقة وينزع حلته السوداء ليبقى بقميصه الابيض وربطة عنقه المفكوكه بينما تدخل العروس الى غرفة النوم وتجلس على الفراش المزين بالملاءات المنقوشة ،،ومع مرور الوقت يشعر بانه اكثر حرارة وليونه وتماسك ويبتسم فى سره ممنيا نفسه بليلة رائعة يشعر فيها بسعاده العشاق ويستشعر لذه الامتلاك اخيرا لمرأة طالما حلم بوجودها معه -- صخب الفرح على اشده اسفل العمارة والمعازيم يلتهبون حرارة مع تلوى الراقصة امامهم بينما عقولهم ذابئة تماما بفعل بخار الحشيش انتابه بعض من الاحراج اذ انه يدرك تماما ان الجميع يعرف تماما ما سيفعله بينما لا تفصل بينه وبينهم سوى درجات سلم عمارتهم
يدخل مجدى لغرفة النوم ويطفئ النور الابيض الواضح ويشعل لمبة صغيرة تشع ضوؤا احمرا باهتا كما كان متعارف عليه فى هذا الوقت ويقترب من عروسه الجالسة كما هى بطرحتها على طرف الفراش
يحلس بجانبها ويمد يده ليضمها ويقبل يديها تستجيب العروس جزئيا له وقد زال بعض من خجلها بعل الضوء الخافت
ينزل مجدى ارضا على ركبيته فى مواجهة العروس وتشتعل فى صدره فرحة غامرة وينطلق لسانه فى عبارات رومانسية تلائم تماما شخصيته الخجولة
مبروك يا حبيبتى اخيرا بقينا لبعض على طول انا بحبك اوى واوعدك انى اعيش عشان اسعدك
شفتى فرحنا كان زى المولد ازاى انا كنت قاعد فى الكوشة مكسوف لكن كل ما ابصلك احس انى احسن واحد فى الدنيا
تصمت العروس ولا ترد ويحسب مجدى انه الخجل المتعارف عليه
يواصل حديثه
ايه مش هتقومى تغيرى فستانك ؟؟؟ تواصل العروس الصمت
يرفع مجدى عينيه الى وجهها المغطى بالطرحة يتأملها بسعاده
ثم............................. ما هذا؟؟؟؟؟؟؟؟؟
لماذا تبدو يداها غامقة اللون هكذا ولما تظهر كل هذه العروق بيدها اذ تبدو وكأنها يد سيده عجوز؟؟
لماذا تبدو وكأنها منحنية الظهر ذات حدبة مقوسة
يسرح مجدى بخواطره وتنتابه بعض القشعريرة ثم هل صحيح فعلا ان يداها يكسوها شعر خفيف ينفض مجدى تلك الخواطر عن رأسه وعزى ذلك الى تلك الخمر اللعينه ويتماسك مرة اخرة ويمعن النظر فى وجهها عبر الطرحة الشبه شفافة
يمعن اكثر فى ظل الضوؤ الاحمر الخافت
ينظر لشفتيها ليجدها وقد التوت باشمئزاز وقبح غريب وقد التمعت عيونها خلف الطرحة بنظرة كراهية وشراسة عجيبه
وقد اهتز الضؤ تأخذ ضربات قلبه فى الخفقان بسرعة ويشعر بان الدنيا تدور حوله وقد اهتز الضوؤ الاحمر الباهت متأرجحا بين الاحمر والبرتقالى يمد يده الى يديها مرة اخرى محاولا التغلب على اوهامه لتنزع العروس يدها منه بقوة وكراهية وتنهض العروس واقفة متحفزة ينظر لاعلى وهو مازال جالسا على الارض ليجدها اكثر طولا من المعتاد يحاول النهوض فلا تطاوعه ساقاه تبتعد العروس عنه ببطء وتدور دورة كاملة حول الفراش بطريقة متخشبة ثم تعود اليه مرة اخرة
وتنحنى بظهرها ليقترب وجهها المغطى من وجهه المذهول الصامت
تقتترب وتقترب ليصبح الوضع كالآتى -وجه مجدى ينظر لاعلى ووجهها ينظر لاسفل وقد اقتربت المسافة بينهم تماما
ثم تمد يدها المعروقة لتنزع الطرحة عن وجههابكل شراسة
ليجد مجدى نفسه وجها لوجه مع شيئ آخر غير عروسه الرقيقة
وجه شرس وشفاه ملتوية باشمئزاز وعيون دائرية بلا رموش واسنان غاية فى القذارة وقد لاحظ بان الشعر ينتشر على جبهتها وخدودها وكانها قرد ياخد شكل انسان او العكس
وقبل ان يتجمد ويغيب تماما عن الوعى سمعها تقول بكراهية وبصوت لزج قبيح
انت عااااااااااااااااااااااايز ايه؟؟؟؟
يطلق مجدى- المسكين- زفرة حااااااااااااااااارة وتنتشر شعيرات بيضاء على فروة رأسه
يغيب تماما عن الوعى وهو راكع الى جوار الفراش وعقله ينهرس تماما من فرط الرعب
