رواية في شقة الهرم الجزء الثالث عشر


فى شقة الهرم ( شقه الهرم) الجزء الثالث عشر
بطاطس مقلية وقطة ودبدوب ورعب من نوع آخر
الليل مرة اخرى وقد نام جابر فى غرفته بينما تنام ناهد الى جوار ابنها حسام والذى اصبح مصدر شفقتها وعنايتها الخاصة
حسام يغط فى النوم بينما ناهد تستلقى باجفان متثاقلة تتهيأ للنوم
بينما ينام الصغير ياسر فى سريره فى الغرفة الثالثة متقتسما الغرفة مع اخيه الاكبر امجد
كان ياسر آيه فى الالتزام الدراسى منبئا بمستقبل مبشر فالولد منظم ذكى هادئ الطباع يملك عيونا حساسة وبشرة خمرية تعود للجد الحبيب نفسه ولعل هذا هو سر عشق امه وتدليلها بينما أمجد يشبه اخيه حسام وان كان لا يملك خشونه الطباع والعدوانية نفسها بحكم انه ولد رياضى يميل الى مبارايات كرة القدم واللعب فى الساحة الشعبية القريبة
اشتهر ياسر بانه مهذب يستيقظ من نفسه بلا اى إلحاح من الام بينما تمارس ناهد طقوس الايقاظ المتوحشة لاشقائه الاكبر يتوجه لمدرسته الابتدائية نظيفا ويعود نظيفا بعكس امجد الرياضى والذى يعود غارق فى الاتربة والعرق بسبب لعبه كرة القدم دائما وحسام المهمل المتأنق بتلك الطريقة المنتشرة فى بداية التسعينات حيث الشعر البانك والسترة الجلدية منفوشة الاكتاف والبنلطون البلو جينز ضيق الفتحة والحذاء الضخم


ينام ياسر على سريره الصغير غارقا فى الاحلام
يسمع صوت يأتى من المطبخ فى عز الليل ينتبه قليل ويصيخ السمع
نعم هناك صوت يأتى من المطبخ هناك رائحة يعرفها
طششششششششششششششششش
طششششششششششششششششش
طششششششششششششششششش
نعم هو صوت الزيت فى طاسة القلي ورائحة البطاطس المقلية الرائعة والتى يعشقها ويفضلها على أى طعام آخر
طششششششششششششششششش
طششششششششششششششششش
الظلام يغلف الشقة بينما ياتى الضوء من المطبخ يعتقد ان امه الحبيبة لابد ان امى الحبيبة تقلى البطاطس من أجلى
امتلأت خياشيه بالراحة المحببة للبطاطس وإنتعش وتحلب ريقة تحسبا لطعم البطاطس الرائع فامه تقلى له دائما البطاطس وترش عليها الملح الخفيف ليأكلها بنهم وحب كبير
يقوم ياسر من سريره ناظرا لاخيه امجد الذى يجده يغط فى نومه يبتسم بسعاده ويمنى نفسه بكل البطاطس وحده دون مضايقة اخيه الصاخب النشيط امجد
يتجه الى باب الغرفة ويتسحب لمفاجأة امه العزيزة التى تقلى البطاطس من اجله هو وحده
*****


يتقلب أمجد فى نومه شاعرا بشعور غريب
فأمجد المراهق ينتشر فى وجهه الشعر ببطء ويمتلك قوام ممشوق كأخيه حسام تتهمه امه بالاهمال دوما يضحك بصوت عالى ويمارس حياته بكل الطرق المحببة للرياضيين يهوى كرة القدم ويعشق حسام حسن ويعلق صوره على الحائط يتكلم طوال الوقت عن الساحرة المستديرة ويلصق على كل ادواته وكتبه صور اللاعبين المشاهير يقضى معظم وقته فى ملعب الساحة الشعبية القريبة يلعب بلا انقطاع ويحمر وجهه انفعالا وهو يشاهد المباريات ويبكى لو هزم الاهلى ويناصب الاب جابر واخيه حسام العداء فيما يخص رأيهم كمشجين لنادى الزمالك وكم دارت بينهم معارك لفظية مشتعله فيما يخص انتقاض اللاعبين وكم صرخت فيهم ناهد بان يكفوا عن مضايقة أمجد الذى كان يبكى من ضغط ابيه واخيه الساخرين من تشجيعه خصوصا لو كانت المباراه فى التصفيات بين الاثنين وكان ايضا لا يبخل باعلان احتفاله وصراخه حال فوز ناديه على نادى الاخ الاكبر والاب ويتلقى علقة ساخنه من اخيه او عقاب من الاب
يتقلب امجد فى نومه شاعرا وينتبه من غفوته ليشعر بان هناك شيئا ناعما يتكور ويتمطى اسفل البطانية المتدثر بها
شيئا له كيان انسيابى يتحرك بنعومة وخفة ملامسا ساقه وبطنه
شيئا كبيرا نسبيا تظهر استدارته بانتفاخ واضح خارج الغطاء
ينتبه اكثر وقد تجمد فى مكانه بينما الشيئ يتمطى اسفل البطانية محدثا صوتا خافتا
ممممممممممممممممممماجدووووووواوووووو مووووووووووووواجداووووووواو
امجد غير قادر على الحراك وقد شعر بعرق بارد يغمر جبينه ومنابت فروة رأسه
والغريب انه لا يسمه مجرد صوت ولكنه يسمع كلام يفسره بصعوبه
فالشيئ الذى يتلوى بليونه محتكا بجسده يصدر كلاما بل يكاد يسمعه يتكلم ناطقا باسمه
ممممممممممممممممممماجدووووووواوووووو مووووووووووووواجداووووووواو
هذا الشيئ يتحرك تاركا ساقه وبطنه ويتوجه الى صدره وقد انبعج الغطاء لاعلى بفعل وجود هذا الشيئ تحته
امجد الان يدرك جيدا ان الشيء يتجه الى وجهه وقد اقترب من حافة الغطاء الملامس لذقن امجد
يدرك امجد تماما ان هذا الشيئ سيرفع طرف الغطاء وقد اقترب كثيرا من وجهه
*****


تنساب ناهد فى النوم شاعرة بالاسترخاء الكامل وتقترب من ابنها الاكبر الذى ذهب فى السبات العميق تنظر له بحنان واشفاق بينما زم الولد شفتيه وانتظم تنفسه تضع الام يدها على صدره وتقترب بجسدها اكثر منه لتنظر فى وجهه تنتبه ببطء اليه وهى تنظر الى عينه المغلقة لتجد عيونه غير مغلقة كليا ولكنه انفتحت نصفيا وبدت انها كشق مقوس يظهر فيها بياض عينه فقط بينما ترى جفنيه متكوران يتحركان الى حيت وجهها
يتحرك شعورها بانتفاضة مكتومة وقد وجدت الولد ينظر لها بنص جفونه وقد شع لونا ازرقا من بياض عينه النصف مفتوحة
" ماما وحشتينى اوى"


ينطقها حسام عبر شفيته المزمومة ولكن بصوت طفولى جدا
صوت تعرفه ناهد جدا
ينطق الشاب بصوت اخته الشيطانية اشجان
***
يتجه ياسر بخفة الى المطبخ المضاء ويعبر بغرفة ابيه ليجده يغط فى نومة ويسمع شخيره عاليا
يعاود مشيه متجها للمطبخ بينما تسترعى انتباهه شيئا يستوقفه لبرهة من الوقت فأبيه جابر يصدر شخيرا عاليا ولكنه غير مستلقى على السرير بل هو جالس على السرير وقد تدلت قدماه على الارض نعم هو جالس وكأنه مستيقظ ولكنه ايضا جالس فى ظلام الغرفة وقد بان تكوينه الضخم شعر الولد بغرابة فى ذلك وبدلا من ان يتجه للمطبخ حيث امه دخل الغرفة لابيه الجالس على طرف السرير اتجه ببطء له ليجده بالفعل مفتوح العيون ولكنه يصدر شخير كما لو كان نائما وعلى ضوؤ الآتى من المطبخ ومن الشارع عبر شيش النافذة يجد ياسر ابيه ينظر له بتركيز وغضب بينما مازال صوت الشخير عاليا
خخخخخخخخ
يقف الولد غير فاهم وشبه خائف من أبيه وقد التوى عنق الاب الى حيث مكان وقوف ياسر ومازال يصدر ذلك الشخير المنتظم وقد انتظمت شفتاه بين ارتخاء وامتداد فى حركة شهيقه وزفيره
يشعر ياسر برعب غريب واتجه من فوره الى المطبخ حيث كان يعتقد ان امه تقوم بقلى البطاطس المحمرة له
يذهب ببطء للمطبخ وهو ينظر خلفه للاب الذى مازال ينظر باتجاهه مصدرا شخير النائمين
يصل ياسر للمطبخ بينما رقبته معلقة بالنظر باتجاه الاب ليلاحظ ان الاب يتحرك مستلقيا على سريره وممددا ساقيه كما ينام الناس بالفعل يصل ياسر لباب المطبخ وهو مازال خائفا ومستغربا ما كان يفعله الاب
ثم يدير رقبته الى داخل المطبخ لينظر الى امه التى اعتقد انه واقفة تقلى البطاطس
ليصعق تماما
******


يقترب هذا الشيء من حافة البطانية ببطء ويشاهد امجد ان الحافة ترتفع ببطء كاشفة عن عيون تلمع فى الظلام تحت الغطاء
فهذا الشيئ جاثما تماما على صدره وينظر له بعد ان رفع الغطاء لاعلى بفعل ارتفاع الشيئ نفسه
ممممممممممممممممممماجدووووووواوووووو مووووووووووووواجداووووووواو
يشهق امجد ويزفر بصعوبه بينما تحدق عيونه فى عيون دائرية شديدة اللمعان تستمد لمعانها من الظلام نفسه
كان قط اسود ضخم له انف افطس وفم مرسوم واذن صغير بالمقارنه بحجم رأسه
اذن مدببه مثلثة قصيره تنتهى بشعر مدبب كالابر
فح القط فى وجه امجد وقد اقترب تماما من وجهه بتلك الطريقة المريعة التى تصدرها القطط وقت العراك والعدوانية
خخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخ
يتجمد المسكين وقد انفتحت عيونه على اتساعها وقد توقف تماما عن التنفس
بينما يصمت القط لحظات ثم يعاود المواء الممزوج بالكلام
ممممممممممممممممممماجدووووووواوووووو مووووووووووووواجداووووووواو
وكانه يكلمه بشر لشر
*****


تنتفض ناهد وهى تسمع صوت اشجان يخرج من بين شفتى ابنها حسام
ماما انتى مبتسأليش عنى ليه؟؟
ماما انت بتوحشينى وانا هناك
ماما ببقى عايز ارجعلك لكن هما مش بيرضو
تنظر ناهد لابنها حائرة غير مصدقة وتطفر عينها بالدموع وقد استحالت نفسيتها الى شيئ مكتوم قابل للانفجار
وغلف اليأس والحزن كلمتها وهيى ترد على ابنتها
" وانتى كمان وحشتينى يا حبيبتى"
****
الموقد فى المطبخ مشتعل وتعلوه الطاسة المليئه بالزيت المغلى محدثة ذلك الصوت الفائر المميز لعملية القلى
وقد وقف امام الموقد ..... دمية عملاقة لدب(دبدوب) كان قد اهداه الخال مجدى لياسر فى عيد ميلاده الماضى
نعم يقف الدبدوب امام الموقد وقد امسك بيد الطاسة بينما يقلب باليد الاخرى البطاطس المقلية فى الزيت نفسه
ابيض وجه ياسر وتجمدت الصرخة فى حلقه غير مصدق لما يراه
تتجه رأس الدبدوب الى حيث يقف ياسر بينما تنظر العيون الزجاجية للدميه الى الولد
بينما الولد يرتعش مصدوما


*****
المواء الحزين المتحفز والمخلوط تماما بالكلام هو ما يفعله ذلك القط الاسود بينما يشعر امجد بسائل دافئ يناسب بين فخذيه المرتعشين اسفل البطانيه وقد رجعت اذناه ذلك القط الشيطانى للوراء محدثة ذلك الفحيح الممزوج بالكلام
وبينما امجد يبول على نفسه رعبا يتحرك ياسر مرتعشا بصدمة كهربية مهولة ملتصقا بالحائط
وعيونه معلقة على تلك الدمية العملاقة وقد رفعت الطاسة عن الموقد وهى ما تزال تنظر للولد
تجمعت الصرخة ببطء شديد فى حلق امجد وتكونت فى نفس التوقيت صرخة فى حلق ياسر
وبينما تتحدث ناهد مع ابنتها اشجان فى غرفة ويعلو صوت شخير الاب فى غرفة اخرى
ليجد ياسر نفسه يبكى بينما تمسك الدمية بيد الطاسة وتنظر له ليبدأ فى بكاء هستيرى وهو يبتعد ببطء عن باب المطبخ وعيونه عالقة بالدمية الدبدوب ليصرخ فجأه وهو يبتعد ليقذف الدبدوب بالطاسة وزيتها المغلى الى حيث كان ياسر يقف منذ لحظة وتدوى صرخة امجد من الغرفة الثالثة
صرخة ياسر تتزامن مع صرخة امجد مع صوت شخير الاب مع صوت طشطشة الزيت المغلى من الطاسة حيث تناثرت محتويات الزيت على باب المطبخ لتلسع قطرات منه وجه ياسر الذى يزيد فى صراخه المذعور
يمتزج الصراخ من الولدين محدثا ارتجاج مزلزل لجدارن الشقة نفسهاش


                    الجزء الرابع عشر من هنا
SHETOS
SHETOS
تعليقات



<>