رواية صاحبة النقاب الفصل الاول1والثانى2بقلم ليلي مظلوم


 

رواية صاحبة النقاب بفلم ليلي مظلوم

الفصل الأول…والثاني 


ساري!!! ساري!!!! اين انت?? يا لهذه الفتاة كيف تذوب في الاثير… اين ذهبت… ??

انها والدة ساري التي تتحدث مع نفسها وتبحث عن ابنتها التي ذهبت معها الى السوق لشراء الثياب ..وبعض الحاجيات الاخرى ..


ثم نظرت حولها… ووزعت انظارها في ارجاء المكان ..ووجدت ساري شاردة العيون والذهن في شيئ ما ..فلاحقت نظراتها لتجدها تراقب بدقة ..تلك

 المرأة المنقبة ..فاقتربت منها بخطوات سريعة ..وهي تقول لنفسها: يا لهذه الفتاة لقد فقدت سمعها عندما رات تلك المرأة ايعقل انها خافت منها ..??


وعندما وصلت اليها ..همست لها: ما بك يا ساري ???!!هل انت خائفة منها ..?


فقالت ساري باعجاب :بل على العكس ..لقد اعجبتني طريقة لباسها ..!!


فضحكت امها وقالت لها ساخرة: وهل من احد يعجب بشخص لم يره ..??ربما وراء ذاك النقاب وجه قبيح ..!


فرفعت ساري اكتافها متجاهلة كلام امها ومستنكرة اياه ثم قالت: لا يهم ..ولكنها لفتت قلبي قبل نظري ..هل استطيع الذهاب والتحدث اليها لاسمع نبرة صوتها ??


قالت امها غاضبة :مابالك هل جننت ??هل تريدين ان تفضحينا !!??هيا هيا تعالي لنذهب لقد انتهيت من شراء الاغراض ..


فمشت ساري مع والدتها ..وهي لا زالت تنظر الى الوراء محدقة بصاحبة النقاب ..وقد لف

 السواد جسدها من جميع الجهات ...لا بد وان قلبها ومشاعرها بيضاء…!! قالت لنفسها: سارتدي هذا النقاب ولو كان آخر يوم في عمري…!!!


وبعد هذا المشهد ..اريد ان اتحدث قليلا عن شخصية ساري ..هي فتاة متوسطة الجمال… وعندما اقول انها متوسطة الجمال لان الآراء تتفاوت

 بين رائيها ..فمنهم من يصنفها جميلة ومنهم من يضعها في لائحة (العادي)ان صح التعبير… وطبعا لا ننسَ ان لكل عين نظرتها 

الخاصة ..فما اراه جميلا قد يراه غيري عاديا وربما قبيحا.. ومع هذا فهي لطيفة وواثقة من نفسها ..وظريفة ايضا ..

تحترم اهلها ..وتناقشهم بافكارها… واحيانا تتنازل عن بعض رغباتها ارضاء لهم ...عمرها ثمانية عشر عاما ..وعليها ان

 تحصل على شهادتها الدراسية لتنضم الى الجامعة ان نجحت… وكيف لا تنجح وهي تواظب على دراستها ..وترسم مستقبلا خاصا بها ..


وقد ظل طيف تلك المراة المنقبة يلاحقها حتى في احلام النوم واليقظة ..وتمنت لو ترتديه

 ويقتنع اهلها بذلك ..ولكن كيف السبيل الى ذلك ..وهي لا تتجرا ان تطرح تلك الفكرة

 امامهم ..وقد خيم على امنيتها حبها للغموض اكثر من فكرة التدين والحصول على ثواب اكبر 

..فهي كتومة بطبعها ...ولا تحب ان يخترق احد عالمها او يتدخل به ..وان تنقبت فاكثر الناس لن يعلموا عنها شيئا حتى ملامحها… والجدير بالذكر انها اصبحت بسن الزواج ..والملفت انه

 لم يتقدم اي احد مناسب  لخطبتها ..حتى اقاربها… ولم تقف كثيرا عند هذا الأمر فمستقبلها 

وايجاد عمل مرموق لها هو ما يشغل بالها ..وكثيرا ما كانت تسمع اعتراض اهلها على

 المنقبات وانهن يدفن انفسهن وهن احياء.. ويحق لهن التمتع بجمالهن واظهاره امام الناس بحجة ان الله جميل ويحب الجمال

… ولكن هذا الكلام كان يزعج ساري لانها ستقف امامهم يوما وتعرض فكرتها حول النقاب

 ..وبالتاكيد ستلاقي الرفض القاطع وتبدا رحلة الاقناع الشاقة ...مرت تلك السنة ..وحققت

 ساري امنيتها واستطاعت ان تحصل على معدل عالٍ..يخولها الانتساب الى الجامعة في

 الاختضاص الذي تحبه وهو برمجة الكومبيوتر ..وقد فرح اهلها كثيرا لهذا الامر ..فقال لها والدها :اليوم رفعت راسي عاليا ..اطلبي وتمني يا ساري ..


فتراءى الى ذهن ساري مباشرة صورة المراة المنقبة ..فقالت لوالدها بصوت خجول ;وهل سترضى باي شيئ اطلبه منك يا ابي العزيز ??!


فهز راسه فرحا ..وسرعان ما رفعه غاضبا عندما قالت له: اريد ان ارتدي العباءة مع النقاب ..!!


فقال لها غاضبا: العباءة لاباس بها ..ولكن النقاب ممنوع ..ولا تجادلي في هذا الموضوع ثانية ..


وهنا تدخلت امها لتضم 

صوتها الى صوت ابيها قائلة: لا بد انك لم. تنسي تلك المراة في ذلك اليوم ..اتذكر ذلك المشهد جيدا ..ولكن لا داعي للنقاب فهو

 لن يزيد من حسناتك والله لم. يامرنا به ..وهذا الزي لا ترتديه الا بنات او زوجات علماء الدين ..


فقالت ساري بصوت خجول :امييي ابي ..


فرفع والدها يده مشيرا ان اغلقي الموضوع ولا مجال للنقاش به.. 

فاحترمت قراره وقالت غير مقتنعة :حاضر ..على الاقل الآن ..ولنترك المستقبل الى وقته ..


قال والدها: يستحيييييييل هذا الامر ..افهمي ..


فانسحبت من النقاش ..محترمة رغبة اهلها من جهة ..ولكنها وضعت في بالها الا تستسلم مع

 الايام ..وسيزيد تعلقها في هذه الامنية ..وانتسبت الى   جامعتها ..وهناك لم يعنها اي شيئ سوى دراستها ولم. تكون 

الصداقات   حتى مع الفتيات ..انهت دراستها وحصلت على شهادتها الجامعية بتفوق

 ..وحان الوقت لايجاد العمل الذي تحبه ..


رواية ❤️صاحبة النقاب ❤️

الجزء الثاني ..


وفي احدى الايام ..طلبت ساري من امها ان تدعو لها ..حتى تستطيع ايجاد العمل الذي    

 تحلم به ..فقالت لها

 امها :كنت اتمنى لو ياتي نصيبك ..فتتزوجين ..والا فانت اصبحت بعمر ..


فقاطعتها ساري :العنوسة ..??اليس كذلك ??وهل الامر بيدي اخبريني ..هل تقدم احد مناسب لخطبتي ورفضته ..ارجوك يا امي لا تجرحيني ..ولا اريد الارتباط باي احد ليس اهلا للزواج ..ام انك مللت مني ..


وبعد ردة فعل ساري ..شعرت امها انها جرحتها ..ومن الواضح ان هذه الكلمات التي خرجت   من فمها ..لم يكن لسانها ما تحدث به ..بل انه لسان القريبات والجارات اللاتي يتحدثن امام ام ساري انها اصبحت

 في سن العنوسة ..وهي منكبة على الدراسة وغير آبهة بالخروج الى الحفلات والاعراس ..كي تظهر في المجتمع ..عله ياتي اعمى القلب ويتقدم

 لخطبتها ..وبدا الخوف يتسلل الى قلب امها ..واصبحت ترى ابنتها ليست من الجميلات اللاتي يحظين بالاعجاب ..فهل تراها محقة ??ام انه مجتمعنا المريض ..


وعندما لاحظت ان الدموع في عيني ابنتها يكدن يقفزن من مقلتيها ..ليملان اهدابها   حتى ..اقتربت منها ثم احتضنتها وقالت لها ;انا آسفة ان كنت صريحة معك اكثر من اللازم ..ولكنها الحقيقة التي لا ترينها ..


قالت ساري :امي ارحمي قلبي ..واشكر الله ان ابي لا يفكر بطريقتك والا كنت الآن زوجة لاحد العجائز ليس الا ..


وبدل ان تقوم امها بتكحيل مشاعر ابنتها ..اعمتها ..وجرحتها بشكل اعمق ..واختنقت ساري بعبرتها ..وخرجت من المنزل غير متاملة بنجاحها لان

  نهارها قد افصح عن مكنوناته منذ الصباح ..وخرجت برحلة بحثها ..ولكنها كما توقعت     عادت وهي تحمل الخيبة بين يديها ..وما زاد الامر سوءا هو وجود عمتها في المنزل التي لم تلحظ

 وجودها ..حيث دخلت بدون ان تصدر اي حركة ..وسمعتها تقول لوالدها ..:اريد ان اعلم يا اخي لماذا تقوم ابنتك برفض العرسان الذين يتقدمون اليها ..


قال والدها: وهل جاء الشخص المناسب ورفضناه يا اختي ..ام انك تريدين ان ارمي ابنتي في النار بيدي ..فالذين تقدموا لها غير مناسبين ابدا .


قالت عمتها بامتعاض: وهل ابنتك كلوديا شفر ..انها فتاة عادية الجمال ..انا آسفة لفظاظتي ..ولكنها لا تهتم بنفسها ..وطريقة لباسها غير مغرية ابدا ..ولا تظهر

 في المجالس الاجتماعية ..وحتى ان فعلت ..فقد اصبحت تشارف الخامسة والثلاثين ..فاخبرني من هو الابله الذي سيتقدم اليها وهي في هذه السن ..


وعندما سمعت ساري الكلمات ..لم. تنتظر ان تسمع جواب والدها ..بل ظهرت مباشرة    لتلجم عمتها التي شعرت بالاحراج ..وقالت لها: على ما اعتقد    يا عمتي انه انا وابنتك سيرين قد ولدنا في السنة نفسها ..وهي لم تتزوج بعد ..فهلا اخبرتني كم عمرها ??


قالت باحراج :ابنتي لم تتعد الثانية والعشرين من عمرها ..


قالت ساري بامتعاض :وكيف وجدتني ابنة الخامسة والثلاثين ..باي حق تقولين عني هذا وانا في سن ابنتك ..


وحاولت عمتها ان. تنقذ نفسها من هذا الموقف ..فقالت لها: ابنتي تبدو ابنة الثامنة عشر ..اما انت فتبدين اكبر من سنك بكثير ..صحيح ان لباسك غير    شرعي ..ولكنه لا ينم عن الذوق الرفيع ..وتلبسه الفتيات الكبيرات في السن ..


وعادت الغصة مجددا لتتملك حلق ساري :هل تعلمين انك بكلماتك هذه تجرحين قلبي ..ام انه لا يهمك هذا ..لا سامحك الله ..


ثم توجهت نحو غرفتها لتسمع والدها يقول: لقد جرحت ابنتي يا اختي ..فرجاء لا تتدخلي في حياتي وحياة عائلتي مجددا ..


فقالت بتلبك :ما قلت هذا الا لانه في صالحك ..وصالح ابنتك ..انا آسفة لتدخلي ..وداعا ..


ثم خرجت من المنزل غاضبة ..ولحقت بها ام ساري ..وقالت لها: لقد اخطاتما انت واخيك ..فرجاء لا تغضبي منه ..


وما كان تصرف ام ساري بهذه الطريقة الا لان عمة ساري لديها شاب وسيم ..وصاحب مكانة   مرموقة ..وكانت تطمع في تزويجه ساري ...وبهذا الموقف فقد خسرت ابنتها عريسا لا يستهان بقدره ..


ثم لحقت بابنتها الى غرفتها لتجدها حزينة وغاضبة ..فقالت لها: لم تكلمت مع عمتك بتلك الطريقة ..هل هذا ما علمتك اياه ..


فاجابتها ساري :اعذريني يا امي ..فهي من ابتدات بهذا الكلام ..وانا اعلم انها تقارنني بابنتها دائما ..وووووو


وبينما كانت ساري تتحدث ..شعرت بثقل في راسها ..ثم وقعت ارضا ..فصرخت امها لياتي والدها ..وياخذها الى المشفى بسرعة وهو يلوم نفسه عما

 حصل مع ابنته ..فربما قد نتج هذا عن الحالة النفسية التي عاشتها ساري قبل ساعات .    .ودخلت الى غرفة الفحوصات ..وفحصها الطبيب ..وعندما خرج من الغرفة ..قال باسما :لا تقلقا 

..ما حصل مع ابنتكما سببه التعب والجوع والتوتر ..ليس الا ..وبمجرد ان تاكل ستتحسن حالتها وهي ليست بحاجة الى الدواء ..ويمكنكما ان تاخذاها حالا ..


وما ان اكمل الطبيب كلامه حتى سمع صوتا في الخارج ويبدو انه حادث سير مروع ..هذا   ما بدا للجميع بداية ..وخرجت ساري من الغرفة لتستطلع هي ايضا سر هذا الصراخ ..

                   الجزء الثالث من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا 

تعليقات



<>