أخر الاخبار

رواية صاحبة النقاب الفصل الثالث3بقلم ليلي مظلوم


رواية ❤️صاحبة النقاب ❤️

الجزء الثالث ..


وكانت احدى النساء تصرخ بلوعة وحزن وغضب :ولدي ولدي… انظر يا ابا هاشم ..ولدنا 

ولدنا المسكين قد نال منه الحادث ..ايعقل هذا ..لا اريد ان اخسره ..


فتقدم الجميع نحوها دون شعور ..وقالوا لها: هدئي من روعك يا سيدة ..باذن الله لن يناله مكروه ..


وكانت ام هاشم في حالة صعبة جدا ..وزوجها الى جانبها ويحاول التخفيف عنها ..يا الهي ما هذا الشعور القاسي عندما نرى من نحبهم امام اعيننا

 ويقتربون من الموت على الاقل في مخيلتنا ..واخذ الطبيب هاشم الى غرفة العمليات ..وبعدها خرجت الممرضة لتقول :نحن بحاجة الى فئة دم B+..وهي ليست متوفرة الآن ..ارجوكم احضروا من يتبرع له ..


وبدون وعي قالت ساري ;انها فئة دمي !!


فنظرت اليها والدتها مستغربة ;ولكنك لا تستطيعين التبرع ..لقد اتيت توك الى هنا ..هل جننتِ…??


ولكن نظرة ام هاشم برجاء الى ساري وكانها الامل الذي بُعث الى قلبها كانت كفيلة بتغيير

 الموقف ..وقالت ساري :انا بخير يا امي لا تقلقي ..هذا ما قاله الطبيب ..ومن احيا نفسا كأنما احيا الناس جميعا ..


ثم اخذتها الممرضة واجرت لها الفحوصات اللازمة ..واخذت منها كمية الدماء التي تحتاجها ..وبعدها شعرت ساري بدوار خفيف ..فقالت لها الممرضة: لا تقلقي انه امر عادي ويمكنك تعويض ما خسرته من الدماء بشرب العصائر ..ولكن من باب الاحتياط ابقي هنا هذه الليلة ..


وعندما عرفت امها ذلك قالت بامتعاض :الم اقل لك لا تتبرعي فانت تؤذين نفسك بهذا ..


وهنا تدخل والد ساري الذي هنأ ابنته على فعلتها وقال: الا ترين اللهفة في عيون اهل ذلك الشاب ..لا بأس ..لا تقلقي ستكون بخير ..


واجريت العملية للشاب ..في تلك الليلة ..وتمت بنجاح بفضل الله ..وبعد الاطمئنان عنه ..تذكر والده ووالدته التوجه الى غرفة ساري ..وشكرها هي واهلها ..وقالت امه: اقسم اني لن انسى صنيعك هذا ما حييت ..حمدا لله على سلامتك ياابنتي ..


فرمقتها ساري بنظرة حنونة  وبعدها قالت: هذا واجبي يا خالة ..واطفأ الله نار قلقك على ولدك في قلبك ..


ثم نظرت الى اهلها وقالت: امي.. ابي ..اشعر اني على ما يرام ويمكننا الذهاب الآن ..


عندها اقتربت منها ام هاشم ..واحتضنتها ..ثم قبلتها على جبينها ..ولم يكف لسانها عن 

كلمات الشكر والامتنان ..اما والده فاقترب من والد ساري وطلب منه عنوان المنزل واخذ منه رقم هاتفه ..ثم قال :ارجوك ادع لولدي ان يشفى في القريب العاجل ..


فابتسم والد ساري مطمئنا وقال له: شافاه الله وعافاه ..وارجو ان يعود الى منزلكم قريبا ..


فهمس له: لقد اخبرني الطبيب انه هناك احتمال بالشلل ..ولا استطيع ان اقول هذا لامه ..ستموت في مكانها ..


فشعر والد ساري بالحزن على هاشم ثم دعا له بالشفاء العاجل ..وبعدها استاذن منهم ..واخذ ابنته وزوجته الى المنزل ..ولم يغب عن ذهن ساري ..مشهد 

اللوعة والخوف في عيون ام هاشم الذي لم تنتبه لاسمه في ذلك الوقت ..ولم تستطع النوم ..فاسبغت وضوءها ..وبعدها صلت ..ودعت له بالشفاء كرمى لامه ..


وبعد عدة ايام ..قررت ساري ان تعاود البحث عن العمل علها تنسى اتهامها بالعنوسة 

..فهي في قرارة نفسها لم يكن طموحها الزواج ..بل ان تكون امراة عصامية ..وماذا يعني ان لم تتزوج ..لن تكون نهاية الدنيا .

.ولم تستسلم ابدا ..مع انها كانت دائما تتعرض للنظرات الجارحة من اقاربها ..ولا تدري 

هي نفسها لماذا في تلك الليلة خطر الى ذهنها صورة تلك المراة المنقبة التي راتها في صغرها ..نعم

 لقد حفر هذا المشهد في مخيلتها كما يحفر العلم على الصخر ..وغبطتها ..وقالت لنفسها: كم كانت امرأة غامضة ..واراحت نفسها من كلمات القال والقيل ..


ثم خطرت الى بالها فكرة لن تعجب احدا ..ولكنها اخذت قرارا حاسما في هذا ..ففي اليوم

 التالي توجهت نحو غرفة والدها وقالت له: يا ابي ..لقد قررت ان ارتدي العباءة والنقاب   كنذر ان وجدت العمل الذي اطمح اليه ..

(كراي شخصي لا احبذ هذا النوع من النذور ..ولكن هذا ما حدث)..


فنظر والدها اليها باستغراب وقال: ساري ..انت لا ترتدين النقاب ..وفرصتك في ايجاد العمل معدومة ..هل جننتِ..


فقالت برجاء: ولكن لا اعلم لماذا انا متفائلة من هذا النذر ..ارجوك ساعدني في 

هذا الامر ..ولا تكن عثرة في طريقي ..وجئت اليك بدلا عن امي لتساعدني في اقناعها ..


فداعب والدها ذقنه ..وفكر للحظات ثم قال: حسنا لك هذا ..ولكن ضعي في بالك ..

ان حصلت على العمل سترتدين النقاب ..الا انك قد تخسرين فرصتك في الزواج ..


فغضبت ساري ..وحاولت ان تضبط اعصابها ثم قالت :ابي انت تعلم رايي في هذا الموضوع 

..ان لم ياتِ الرجل المناسب فلن اتزوج ..ومن يقبلني مع نقابي فاهلا وسهلا ..وام لم يرضَ فلا حاجة لي به ..المهم ان اجد

 العمل اولا ..وبعدها سنرى ماذا سيحدث ..المهم في الموضوع ان تقنع والدتي لانها لن توافق بسهولة ..


وبينما هما يتحدثان ..دخلت ام ساري ..وطرح والدها الموضوع امامها ..


                  الجزء الرابع من هنا 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-