"""""""""" رواية عوانس جاردن سيف """"""""""
""""""""""""""" الجزء الرابع """""""""""""""
------------------------------------------
تفاجأت بزوجى يقف امامي ويحاول تهدئتى ..وطبعا كان بيتحدث معي علي اني زوجته المنقبة التي ترتدي السواد وعليه النقاب .. وعندما
شاهد بيدى السكين ظن انى اريد قتل ست الكل بها وهذا بسبب وجودى بغرفتها
اخذ زوجي يهدئ من روعي وهو يقول : متخافيش من ست الكل ولا من اي حد ..
ومتقلقيش انا مش هطلقك بس سيبي السكينة من ايدك وانا هعملك اللي انتي عايزاه .. واخذ يقترب مني بحذروهو يعيد مشهد قناوي وهنومة
في فيلم باب الحديد وشوية.. شوية كان هيقولي هاتى السكينة وهجوزك هنومة .. المهم .. لقيته بيقرب مني
واخذ يسحب السكينة والورقة التي في بيدي بهدوء
وقام بوضعهم في جيب الجاكيت بتاعه وتمكن من السيطرة علي بعد ان امسك يديا
بيديه الاثنتان ... المشكلة اني تركت له الادلة ولم استطيع ان اعترض حتي لا يفتح الاعتراف ويقرأه .. واخذني من يدي واعادني
لغرفتي التي كانت تنتظرني بها حماتي وست الكل .. ولكن ما كان يهدئ من اعصابي قليلا هو ان الادلة خرجت من قبضة ست الكل
فأنا استطيع ان اخذ الادلة من جيب زوجي فيما بعد بكل سهولة
وبعدما عدت مع زوجي لغرفتي وجدت حماتي مازالت نتظر رجوعى
فغمزت لي ست الكل لاكمل مشهد الجنان امام حماتي ايضا
وجلست امام حماتي لاؤدي دور المجنونة ..وبدأت حماتي تستغرب ماسمعت وهى تقول : جنان ايه بس يا ولاد؟
دي البنت كانت بتكلمني امبارح وهي في منتهي العقل ...
نظر الي عبد القادر زوجي وهو يؤكد علي كلامها ويقول :
طبعا يا امي عروستنا ست العاقلين
نظرت له وانا اقول : ولما انا ست العاقلين يا ابن المشخلعة
كنت بتسبني وبتبات امبارح عند الجاموسة دي ليه ؟
والنعمة لاشد لك شعرها وامسح بيها الارض
وقمت علي ست الكل واخذتها من شعرها واخذت اجرجرها علي الارض
ولم بستطيع زوجي ان يفك يدي التي تعلقت بشعرها وكان صراخ ست الكل مدويا .. مما جعل زوجي يضطر ان يستعين مرة اخري بالخدم كي يخلصوا شعرها من بين يدي
وبالفعل
استطاع الخدم تخليصها مني ولكن باعجوبة واخذها زوجها مرة اخري من غرفتي وهي مغشيا عليها وذهب معها لغرفتها..
وبعدها ... عاد ليأخذ امه وقد خشي عليها من جناني
وغضبت امه جدا مما رأته مني وقالت لابنها :
ايه ده يا ابني ؟ .. دي طلعت مجنونة بجد وجنانها خطر عليك وعلينا
لا يا ابني دي متنفعش تقعد معانا هنا .. طلقها يا ابني واخلص من جنانها
وبعدما سمعت حماتي تتكلم في حقي هذا الكلام اخذت انادي علي زوجي وانا اقول : كابتن..كابتن
قال : نعم
قلت : امك بنت المفكوكة بتقولك طلقها يا ابني ..يبقي طلقني يا ابني
رد زوجي علي امه قائلا : ازاي يا امي تقولي طلقها ؟
ده بدل ما تقوليلي عالجها ؟
من امتي يا امي واحنا بناخد ولاد الناس لحم وبنرميهم عظم
ثم نظر لامه وهو يقول..استغفري الله يا امي
نظرت امه الي مرة اخري لتعيد حساباتها فنظرت لها انا ايضا
وقلت : استغفري ربنا يا مشخلعة
نظرت الي امه وهي تقول : خدني يا ابني علي اوضتى .. وبالفعل اخذها ابنها لغرفتها وجلست بمفردي وانا اقول لنفسي :
وبعدين بقي ؟ .. اديني عملت فيها مجنونة وعملت هبلة كمان
والبيه جوزي الانسانية واخداه ومش عايز يطلقني
ودلوقتي انا لو مخلتهوش يطلقني خلال اسبوع بالكتير ست الكل هتسجني
وممكن اخد اعدام ..
لكن فجأة
تذكرت بان الادلة التي تدينني في جيب الجاكيت الذي يرتديه زوجي
يعني انا لو قدرت اوصل للجاكيت يبقي هوصل للادلة
وقمت سريعا وذهبت لغرفة حماتي وطلبت منها الموبايل بتاعها
بحجة اني اكلم اخواتي
..وبالفعل اخذت الموبايل واخرجت منه رقم زوجي عبد القادر
وذهبت بعدها لاحدي الخادمات
واستعرت الموبايل الخاص بها واتصلت بعبد القادر وقلت : الووو
قال : مين؟
قلت : انا يسرا
قال : اهلا يا يسرا .. انتي فين ؟ .. انا مش شايفك في البيت؟
قلت : ازاي الكلام ده ؟ د ه انا طول النهار شايفاك وانت قدام عنيا
وزي القمر حتى بالامارة كنت لابس جاكيت اسود يجنن انا هتهبل عليه
سالني قال : انتي فين دلوقتي يا يسرا ؟
قلت : انا عندكم في البيت وعايزة اشوفك ضروري .. تيجي بالجاكيت الاسود
الي مجنني ده
اخذ يضحك ويقول : الله يجازيكي يا يسرا .. قدرتي تضحكيني في وسط المشاكل اللي انا عايش فيها دي كلها
قلت : طيب هشوفك امتي بقي ؟ انجز .. وخلي بالك انا بكلمك من موبايل واحدة صحبتي ومعندهاش رصيد يعني لخص .. وقول هشوفك فين وامتي؟
قال : وفين موبايلك؟
قلت : انا معنديش موبايل
رد متعجبا : معقولة في رقاصة معندهاش موبايل؟
امال بتمشي شغلك ازاي؟
قلت..لا واضح انك مش متابع الوسط ومتعرفش ان كتير عن البنات الشمال
عشان ايدينا دايما بتبقى مش فاضية..فتلاقينا رافعين شعار لا وقت للكلام
قال : يااااااه ده المجال بتاعكم اتطور اوي؟
قلت : سيبك من المجال بتاعنا وانجز عشان عايزاك في حاجة مهمة
قال : حاضر .. الناس يناموا هنا بس وهقابلك في نفس المكان اللي اتقابلنا فيه امبارح
قلت : ليه كده يا عبد القادر ؟ ازاي تطلب مني اني اقابلك في الجنينة
و بالليل واحنا لوحدينا .. انت فاكرني ايه؟
قال : والله انا مقصدش .طيب شوفي انتي نتقابل فين؟
قلت : ياريت لو في اوضة نومك هيكون افضل
ضحك عبد القادر ثم قال : خلاص هنتظرك في اوضتى بعد نص الليل
قلت : خلي بالك منه لغاية ما اجيلك
قال : هو ايه ده؟
قلت :الجاكيت
قال : طيب انا هنتظرك اوعي متجيش
وباالفعل انتظرت حتي يعدي الوقت بعد منتصف الليل
وخرجت من غرفتي
وتسللت لغرفة زوجي ولقيته لابس تيشرت ولا يرتدي الجاكت
فسالته : فين الجاكيت ؟
قال : وانا هلبس الجاكيت وانا في اوضتى ليه؟ ماهو متعلق ع الشماعة قدامك اهوه
قلت : تمام .. كده طمنتى
قال : هو انتي كنتي فين طول النهار ؟ .. انا كنت بدور عليكي في البيت
قلت : كنت بتدور عليا ليه؟
قال : بصراحة اثرتي فضولي وحابب اقرب منك اكتر عشان اعرفك
وتركني عبد القادر وغاب قليلا ثم عاد وفي يده موبايل شيك جدا..
وقدمه لي وهو يقول :
خدي يا يسرا
قلت ايه ده؟
قال : ده موبايل وفيه خط عشان تبقي تعرفي تكلميني
قلت : بصراحة انا كنت اتمني اقرب منك لكن مينفعش
قال : ومينفعش ليه؟
قلت : عشان انت متجوز اتنين
قال : ممكن نتكلم في موضوع تاني لان الموضوع ده بيضايقني؟
قلت : زي ما تحب
قال : احكيلي عن نفسك؟
قلت : انا حياتي مملة
ومفيهاش جديد رقاصة وبترقص
ثم سالته وقلت : احكيلي انت بقي عن نفسك .. انا نفسي اسمعك
نظر الي بتعجب ثم قال
انا اول مره اشوف رقاصة تروح اوضة راجل بالليل ويقفلوا الباب عليهم
عشان في الاخر تقوله كلمني عن نفسك
وسالني قال : انتي مرتحالي؟
قلت : بصراحة ايوة
قال : بالله عليكي انتي حسيتي الاحساس ده ناحية حد قبل كده؟
قلت : لا بصراحة الكدب خيبة مش فاكرة
بس برضه ده ميمنعش اني عايزة اعرف كل حاجة عنك
قال : انتي بتحبي تسمعي لكل الزباين؟
قلت : ياسيدي اهو نوع من التغيير
قال : حاضر هحكيلك
وبالفعل اخذ عبد القادر يحكي عن كل صغيرة وكبيرة في حياته
وسرد لي كل ما يحزنه واكثر شئ يفرحه
واخذنا نحكي..و نبكي ..ونضحك ..ونغني.. ونرقص..وفي الاخر نام عبد القادر على
صدري وانا بحكي له الحدوتة مثل طفل صغير
وبمجرد ما ان نام قمت بهدوء
وتسللت حتي وصلت للجاكيت وفتشته ..ولكنني لم اجد به دليل الادانة ..
فقلت في نفسي : ممكن يكون محتفظ بالدليل في مكان اخر بالغرفة
وربما الليلة التالية ساجد ضالتي في مكان ما بغرفته
واستمرينا علي هذا الحال لمدة اسبوع كامل .. في الصباح اعمل فيها الزوجة المجنونة
الذي يتعاطف معها زوجها ولا يقبل ان يطلقها مهما فعلت...
وكان ذلك يزيد من غيظ
وجنان ست الكل .. وفي الليل البس الملابس الساخنة واذهب لغرفة زوجي نتحدث ..ونضحك ونلهو ثم ينام على صدرري
مع اول حدوتة ارويها له فاشد علية غطائه واتركه واذهب لغرفتي لاناوتكرر ذلك
كل يوم حتي انتهي الاسبوع وكان زوجي قد تعلق بوجودي معه
وارتبط بي وكان كا الطفل الذي لا يسنطيع الانفصال عن امه
وقبل ان تنتهي المهلة بساعات معدودة حدثت كارثة حيث تفاجأنا بست الكل تدخل علينا
وكانت كارثة من العيار
الثقيل حيث دخلت علينا حجرة زوجي وكان معها.. ام زوجي (حماتي)وبدات في الحديث قائلة : انا عايزة اقولكم ان سعادة اتقتلت
وانا عارفة مين الي قتلها ومعايا الدليل .. وانا للاسف مضطرة ابلغ عن القاتل
نظرت اليها في ثقة وانا اقول :ومستنية ايه؟ ..ما تبلغي
وبالمرة انا كمان ابلغ جوزك وامه بالحقيقة
رد زوجي قائلا : في ايه ؟ انا مش فاهم حاجة
نظرت : لست الكل وانا اقول :قبل ما تتفردي اوي كده كان لازم تتاكدي
ان كنتي مازلتي محتفظة بالادلة فعلا والا اختفت من درج المكتب؟
نظرت الي بغضب ثم قالت :
وانتي ايه عرفك ان الادلة كانت في درج المكتب؟ ثم تركتني وعادت لغرفتها مهرولة
وبعد شوية لقيناها جاية
منكسة الراس فاقتربت
منها وانا اهمس باذنها قائلة : تحبي دلوقتي ابلغ انا جوزك وحماتك بالكدبة اللي كنتي ناوية
تكدبيها عليهم واقول لامه انك كنتي عايزة تجوزيه واحدة كان صعب انها تجيبله الولد؟
نظر عبد القادر الينا بدهشة وهو يسال : في ايه متفهموني؟
هو انتوا تعرفوا بعض؟
قلت : انا هقولك
قاطعتنى ست الكل بسرعة وقالت : لا مفيش حاجة حصلت
اصل انا حبيت اعملك
مفاجأة ..ومن اول الاسبوع الي فات بدات اخد عروستك لطبيب نفسي وكتب لها علاج وهي دلوقتي بقت سليمة وزي الفل
رد زوجي قائلا : ومال عروستي المريضة نفسيا بيسرا ؟
ردت ست الكل متسائلة : يسرا مين؟
قال : يسرا الراقصة
قالت : رقاصة ازاي؟
رد عبد القادر بعصبية قائلا : اللي قدامك دي مين؟
ردت ست الكل : ماهي دي العروسة اللي كانت مجنونة وشفيت
اشار عبد القادر الى متسائلا : يعني دي مراتى اللي انا كتبت كتابي عليها؟
قالت : ايوة هي
نظر لنا جميعا ثم قال : طيب ممكن تسيبوني انا ومراتى الجديدة شوية لوحدنا؟
نظرت له ست الكل بغيظ ولم تتحرك من مكانها
صرخ بها وهو يقول : بقولكم سيبونا لوحدنا
اسرعت حماتى واخذت ست الكل من يدها وخرجتا من الغرفة
نظر الي عبد القادر بغيظ بعد ان اصبحنا انا وهو وحدنا
وبدأ العقاب .. اخذ يلف حولي ووهو ينظر لي ثم قال :
الهانم بتستعبطنى وبتعاملني علي ان عندي اعاقة ذهنية صح؟
قلت : ازاي بس يا عبد القادر .. مين قال كده؟
قال : انا مش عبد القادر علي فكرة
قلت : اومال انت مين؟
قال : انا ابن المفكوكة
قلت : بص لا ميبقاش قلبك اسود وبعدين هي مكنتش كلمة يعني
قال : لا هما كانوا كلمتين .. ابن المفكوكة ...وابن المشخلعة
قلت : لا خليك روييح ومتبقاش اخلاقك كينزة والمسامح كريم
قال : حاجة واحدة الي عايز اعرفها؟
قلت : ايه هي؟
قال : ليه مقولتليش انك مراتى ؟
قلت : بصراحة انا كان صعبان عليا انك تتجاهلني خالص كده فى ليلة دخلتى
ومتجيش اوضتى فقلت اردهالك واحرق دمك زي ما حرقت دمي
قال : ودلوقتي؟
قلت : دلوقتي ايه؟
قال : لسة زعلانة؟
قلت : لا خلاص طالما اخدت حقي
اقترب مني عبد القادر وهمس في اذني قائلا : بس انا لسة ما اخدتش حقي
نظرت له بعدما فهمت مقصده قلت : لالا لا مش وقتة خالص
الي في دماغك ده
قال : ليه بقي ان شاء الله ؟
قلت : انت ناسي اني انا واحدة مش فاضية للمهاترات دي؟
وبعدين انت ناسي اننا في عز السيزون؟
قال : ايوة .... ما انا عشان موضوع السيزون ده بقي هاخد حقي القديم والجديد
واخذنا نضحك وكانت تلك اول ليلة لينا في زواجنا واول ليلة في شهر عسلنا
الذي انقضي ونحن اسعد زوجين وكنا جددناه بشهر ثم تلاه شهر اخر
وكانت ايامنا كلها سعادة وهناء
وكانت ست الكل كلما راتنا تشطات غضبا وكان واضح انها تستعد لجولة جديدة ..
حيث كانت دائما تنظر الينا بصمت وكان صمتها كالصمت الذي يسبق العاصفة .. وكنت كلما شاهدتها ورأيت صمتها دب الرعب في قلبي
وفي يوم ...
تركني عبد القادر وذهب لعمله بعد ان عانقني عناقا طويلا
وبعد خروجه بنصف ساعة
وجدته عائدا ليسالني سؤالا صادما
قال : انتي كنتي حامل قبل ما اتجوزك ؟
نظرت له بدهشة وقلت : لا طبعا
فصفعني علي وجهي وهو يلقى في وجهي عقد الزواج العرفي
والصورة والجواب الذي كنت قد كتبته لاخدع به اخواتي
وللاسف كان اعتراف مني وبخط يدي
وقف امامي عبد القادر وهو يستعد ليصدر قراره ..
