رواية عوانس جاردن سيف الجزء التاسع بقلم حنان حسن


""""""""""رواية  عوانس جاردن سيف """"""""""
"""""""""""""" الجزء التاسع """"""""""""""
كان الشيك بمبلغ مليون جنيه وبتاريخ الامس وهذا ليس له معني الا ان اختي قررت ان تبيعني للمره الثانية...
صدمت اشد صدمة في اختي الكبيرة بسيمة واخذت افتش عن اختي بسمة
وعمتي لاشتكي لهن..
لمحت اختي بسمة من بعيد وهي تتحدث فى الموبايل بغرفتها الجديدة فاسرعت اليها .. لكن قبل ان اصل لغرفتها تعثرت قدماي ووقعت
فقد كانت اغراضنا مازالت متناثرةفي الصالة
مما تسبب فى تعثرى في بعض الحقائب .. وقبل ان انهض مرة اخري..
سمعت بعضا من الكلمات التي كانت تتخلل المحادثة.. وكان الحوار يدور حول طبيب ..وعملية ..وسرية تامة فاخذني الفضول للتصنت عليها كى اعرف ماذا يحدث من خلف ظهري ..فظللت مكاني وانا متخفية وسط  الاغراض المبعثرة واخذت استمع بتركيز لباقي المحادثة التي تجريها بسمة اختي .. وبعد ان استمعت لنهاية المكالمةفهمت منها ان بسمة
تتفق مع شخص ما من خلال الموبايل بان  يرسل طبيبا
لاجراء عملية جراحية لشخص هنا معنا بالمنزل وكانت كلمة ( سرية)
تتردد كثيرا  مما يعني انهم سيتكتمون علي تلك العملية
وكان واضح من الكلام ان العملية ستتم الليلة
اخذت افكر بيني وبين نفسي .. ياتري مع من تتفق بسمة .. ومن هى الضحية التى سيتم عمل العملية لها ؟
واثناء تفكيرى بتلك الاحداث سمعت تليفون بسمة يرن مرة اخري
وسمعتها تتحدث مع طبيب بعد ان قالت في اول المكالمة..
ايوة يا دكتور وكانت تؤكد له بان الحالة موجودة وجاهزة ونحن في انتظارك.. لكن مازلت اجهل لمن هذه العملية وما نوعيتها الى ان سمعتها تسأله قائلة :
حضرتك عملت عمليات اجهاض قبل كده والا دى اول مرة ؟
وبمجرد ان استمعت الى تلك الكلمات حتى ارتجف جسدى وكاد قلبي ان يقف .. فمعنى هذا اننى المقصودة وانا الضحية التى باعها شقيقاتها للمرة الثانية وانهم سيقدمونى قربانا للشيطانة التى تدعى ست الكل  مقابل حفنة من الجنيهات
لم يكن امامى الا اللجوء الى عمتى احتمى بها وتساعدنى وتقف بجانبى ضد ظلم اخواتى .. ووجدتها تجلس بالغرفة وحدها ترص بعض الملابس بالدولاب
فروحت استغيث بها واستحلفها بذكرى ابى لديها وقلت لها : الحقينى ياعمتى
نظرت الي بقلق وهي تقول :  مالك يا بوسة تعالي .. في ايه؟
قلت : انا دلوقتي اكتشفت مصيبة كبيرة وصدمة في اخواتي الاتنين
قالت : اكتشفتي ايه؟
قلت : بسيمة يا عمتي اخذت من ست الكل رشوة عشان تبعني ليها
وبسمة بتتفق مع ست الكل انها تسلمني لدكتور عشان يعملي عملية اجهاض وافقد ابني وممكن كمان افقد حياتي لاني في الشهر الخامس
انجديني يا عمتي وانقذيني منهم
ردت عمتي ببرود قائلة : اخواتك مش غلطانين يابوسة .. اخواتك بيصلحوا غلطة انتي عملتيها
نظرت لها بدهشة وانا اقول :
نعم؟ يعني انتي موفقاهم يا عمتي انهم يخططوا ويتامروا علي قتل ابني؟
وابن عبد القادر؟
ردت عمتي بنفس البرود قائلة : انتي عارفة كويس اوي ان الي في بطنك مش ابن عبد القادر وانتي بنفسك اللى اعترفتي قبل كده ان حملك ده من الشاب الي اتجوزتيه عرفي ومات
قلت..ياستي اعتبري انه مش ابن عبد القادر وانه ابني انا من شخص تاني
تقوموا تقتلوه؟
قالت : ست الكل هي الي عايزة تقتله لانها  معتقدة انه ابن جوزها وشايفة انها لازم تخلص منه
قلت..وانتوا بتسمعوا لاي حد يقولكم اقتلوا ضناكم كده عادي؟
ردت عمتي بلسان بارد وقالت : يا بت يا هبلة ست الكل دفعت لنا مليون جنيه .. وهي حتة عملية صغيرة هتعمليها وهتخلصك من مسؤلية عيل
وهم كبير هتشيليه علي راسك .. وبعد كده هتتجوزي وتخلفي تاني
نظرت اليها ولم استطع ان اتفوه بكلمة واحدة
وتركتها وغادرت غرفتها بعدان اصبح الجدال معها جدال عقيم ولكن قبل ان اخرج سالتني وقالت : رايحة فين؟
قلت : رايحة استريح في اوضتى
وتركتها واتجهت ناحية غرفتي واخذت ابحث عن وسيلة للهرب فدخلت بسرعة لغرفتي والملم ما احتاجة من ضروريات ووضعتها بحقيبة صغيرة..
وذهبت ابحث عن مخرج من ذلك المكان المخيف
والمصيبة انني  تفاجأت بان الشبابيك كلها مغلقة بحديد ولا يوجد منفذ لقطة صغيرة تنفذ منه...
كان الياس سينال مني لولا اني وجدت اخر امل ..حيث وجدت التباع والشيالين مازالوا يخرجون الكراتين التي افرغوها  اخواتي بالداخل
فاقتربت من احدهم بحجة سؤاله عن رقم شركة نقل الاثات في حالة اذا احتجنا لهم مرة اخري
واخذت استتر بالكراتين والشيال حتي نجحت في الخروج من الشقة
وتسللت سريعا للسيارة التي كانت قد انتهت من تفريغ ما بها من اغراض..
وطلبت من السائق ان ياخذني معه لاقرب طريق عمومي استطيع ان اركب منه اي مواصلة للقاهرة..
فقال لى السائق :  طيب ما احنا رايحين القاهرة لو عايزة تيجي اتفضلي نوصلك في طريقنا
قلت : ماشي .. وهدفعلك الاجرة اللي انت عايزها .. بس عايزاك تخفيني لغاية ما نخرج من هنا
قال : بس كده؟ .. تعالي اركبي في الصندوق ورا ولو حد سأل عليكي
هنقول مشوفناش حد
قلت : انا متشكرة جدا
وبالفعل ركبت في صندوق السيارة التي كانت تحمل الاثاث وخرجت السيارة من بوابة ذلك المنزل الكبير والمخيف الذي كنت ساقتل بداخله الليلة
وكلما كانت تبعد السيارة كنت اشعر بالطمأنينة اكثر حتى مر من الوقت اكثر من  ساعتين ووجدت السائق يفتح باب الصندوق من الخارج ةيقول :
حمد الله علي السلامة احنا وصلنا خلاص
خرجت وانا احمد الله علي خروجي من منزل اخواتي الذين كانوا سيقدموننى قربانا لست الكل الليلة
وبدات انزل من السيارة .. وبمجرد نزولى منها اكتشفت اننا في مكان ما بالصحراء ولا يوجد بالمكان سوي بناية صغيرة اشبة بالكوخ او الاستراحة الصغيرة وبجانبها سيارة كرافان التى تعتبر كمنزل متحرك .. ثم رأيت السائق  ينظر لي نظرة قذرة وهو يقول :
حمد الله على السلامة يا مزة
فسألته قائلة : احنا فين؟
قال : احنا هنريح هنا شوية
قلت : يعني ايه نريح هنا؟
قال : البيت ده فيه دورة مية وبصراحة انا عايز ادخل الحمام
قلت : خلاص اتفضل ادخل وانا هستناك هنا
قال : انتي هتدخلي معايا بالذوق لاما هدخلك انا بالعافية
واخرج مسدسا ووجهه لرأسي مما جعلني اسلم بالدخول .. فى هذه الاثناء رن هاتفه ورد على المكالمة .. وكان واضح انه يتلقى تعليمات من المتصل .. فقد كانت كل ردوده : حاضر .. تمام .. اوامرك ثم انهى المكالمة واكمل طريقه للاستراحة وانا معه
وعندما دخلنا تلك الاستراحة بدأ التحرش بى ..
حاولت فى البداية ان استعطفه وانا ابكى واتوسل اليه ان يتركنى لانى حامل لكنى لم اجد منه اى تعاطف وفوجئت بكلامه عندما قال :
وايه يعنى حامل .. ما انا عارف انك حامل من واحد اسمه عبد القادر
قلت له : ايه ده .. ده انت عارف كل حاجة ؟
قال : اه عارف وعارف انك بت شمال والمواضيع دى عادية عندك فبلاش تعملى عليا شريفة واقلعى بقى وخلصينا
قلت : ارجوك تسيبنى .. انت فاهم غلط .. عبد القادر ده جوزى .. صدقنى .. انا مش بتاعة الكلام ده
نظر الى بعدم اكتراث ووجدته يقول وهو يتراقص :
انا مش بتاعة الكلام ده
انا طول عمري جامدة
نظرت له وانا اقول في نفسى يعني متحرش واهبل كمان ؟
واستمريت في محاولة استعطافه واستمر هو فى هبله فيأخذ كل كلمة اقولها ويحولها الى اغنية لشرين فقلت فى نفسى : لابقى .. ده انت البعيد حلوف .. مبدهاش بقى يابت يابوسة .. ده لازم اتعامل معاه بطريقة غير دى خالص .. ده حلوف ومش بيتأثر بالعياط ولا الاستعطاف
فجلست ..علي الكرسي واتبعت سلوك فتيات الليل ايام الاربعينات
وتذكرت مشهد لمارلين مونرو فاخذت ابتسم له واعض علي شفتى السفلي
وانا لا اعرف الهدف من عض الشفة السفلي بالذات وما صلتها بالاغراء لكنى فعلت مثل ما تذكرته بالمشهد .. بدأت اظهر له تجاوبى فقلت له : ما تيجى بقى
قال : ايوة كده .. هو ده الكلام .. ما كان من الاول ياحلوة .. كان لزمته ايه الشويتين بتوع انا مش بتاعة الكلام ده
قلت : يعني كنت عايزني اعملك ايه وانت ماسكلي مسدس وعاملي فيها فاندام ؟ .. وانت عارف ان الست مننا بتحب الحنية .. لو كنت جيت بالحنية
عمري ما كنت هقولك مش عايزة
وهنا اخذ يدندن مره اخري ويقول
مش عايزة غيرك انت والله بحبك انت
واخذت اضحك علي نكاته البايخة
ولاحظت انني كلما تماديت في الدلع والسهوكة يشعر هو بالامان ويقلل من حذره .. وبدأ يضع مسدسه على المائدة التى امامنا .. مما اوحى لى ان يكون هدفى الاول هو الاستيلاء على هذا السلاح .. فطلبت منه ان يأتى بأى مشروب لزوم السهرة .. لكن عندما قام مد يده واخذ المسدس من على المائدة ولم يتركه كما كنت اظن .. كنت اتابعه بنظرى ورأيته يضع سلاحه على مائدة بجوار ثلاجة المشروبات فاخذت ابحث عن اى شئ ادافع به عن نفسى لكنى لم اجد .. فجلست انتظر رجوعه في هدوء
بعد قليل عاد وهو يمسك بيده زجاجتان بيرة وقد ترك مسدسه بالخارج بجوار ثلاجة المثلجات ... وضع زجاجات البيرة امامى وهو يدندن ويقول : انا مش بتاعة الكلام ده .. ثم نظر الى نظرة شيطانية وهو يقول :
اشربي بقي يا حلوة عشان عايزين نقول اه يا ليل
قلت..استني متشربش انا عايزة اشربك بايدي
ابتسم اوي وهو يقول بس كده .. ده انا كلي ملكك وبوقي اهوه
اخذت منه الزجاجة وواقتربت منه
ثم قلت.. قبل ما اسقيك كنت عايزة اقولك ان شيرين  غنت اغنية جديدة ياتري سمعتها؟
قال وهو يبتسم ببلاهة : اسمها ايه الاغنية؟
فا اقتربت منه ووقفت امامه وجذبته ناحيتي بدلع وانا اهمس له واقول :
هقولك اسم الاغنية في ودنك
وبمجرد ان تملكت منه
قمت بمباغتته وضربته بين قدميه بركبتي .. وكانت ضربة قوية استجمعت فيها كل قوتي مما جعله يصرخ ويقع علي الارض
ويتلوي من تلك الضربة  المميتة ووقفت اسخر منه قائلة :اه بالمناسبة
الاغنية اسمها سلم ع الشهداء الي هناك
بعد ذلك ذهبت سريعا للمائدة التي عليها المسدس واخذته كما اخذت ايضا موبايل السائق
وخرجت لاجد نفسي في صحراء ليس بها غيرى .. لكن لحسن حظي اننى اخذت معى هاتف السائق واول شئ فعلته كان اتصالى بعبد القادر وانا ادعو الله ان اجد شبكة بهذا المكان وما ان انهيت ادخال الرقم حتى وجدت الرد فقلت : الو
رد عبد القادر قائلا : ايوة مين؟
قلت : انا بوسة يا عبد القادر .. الحقني
قال : انتي فين يا بوسة .. وليه قافلة تليفونك كل الوقت ده؟
وقبل ان ارد عليه
صدمت بمفاجأة لم تخطر فى بالى .. ووجدت مسدس مصوب خلفى وصوت نسائى يقول : اقفلى الموبايل وحطى ايدك فوق راسك
وعندما استدرت وجدتها ست الكل ومعها رجل يبدو عليه الاجرام
وقالت لى : انتي هربتي من العملية وكنتي فاكرة ان بهروبك الموضوع خلص .. بالعكس ..ده انتي صعبتي الامر علي نفسك وزودتى عذابك
ودلوقتى هتكلمي عبد القادر وتفهميه انك سبتيه وقفلتي تليفونك عشان جوزك الاولانى هو اللي طلب منك تعملي كده
نظرت لها في تحدي وانا اقول : لا طبعا مش هعمل كده
قالت : خلاص بلاش .. انا هخليه يعرف بنفسه لما يشرحوا جثتك ويكتشف بنفسه انك كنتي بتمارسي علاقة حميمة مع صديق ليكي في الصحراء
وده ادي لاجهاضك وموتك في نفس الوقت
ونظرت ست الكل  لذلك المجرم وهي تقول : جاسم .. انا هقعد في العربية
وهسيبك معاها .. واعتبر انها دخلتك الليلة
ثم نظرت لي وهي تقول ساخرة : كنت عايزة اوفر عليكي المجهود
وكان  الدكتور هيعملك العملية وكنتى هتاخدي بنج
للاسف الجنين دلوقتي هيموت وانتي هتتعذبي و بابشع موتة ليكم انتوا الاتنين
باتت النهاية المأساوية لي انا وابني وشيكة
لكن قبل ان يقوم ذلك المجرم بتنفيذ ما امرته به ست الكل
وقبل ان تتحرك هي خطوة واحدة
حدث شيئا لم يكن فى الحسبان


تعليقات



<>