أخر الاخبار

رواية وعود متناثرة الفصل الثانى2بقلم ليلي مظلوم


 
رواية وعود متناثرة 
الفصل الثانى2
بقلم ليلي مظلوم

وظلت الافكار السوداء تهاجم رأس عروستنا حتى كادت ان تفتك بها ..ولا بد من اتخاذ  اي اجراء حتى تعرف مصير زوجها في ليلة زفافها ..ترى ماذا تفعل الآن وهي لا زالت ترتدي فستان 👗 يوم فرحها ..هل

 من المناسب ان تخرج الى الشارع لتبحث عنه وهي بتلك الهيئة ..ولكن لا بد من ذلك ..ليس امامها حل آخر ..ولكن مهلا ..يمكنها الاتصال بعائلته علهم  يعرفون شيئا ما ..او ربما يعود هو بعد دقائق ..وظلت تتأمل المنزل بعينيها المشردتين زميلتي افكارها ..وكانت تركز نظرها بين الحين والآخر على النافذة ..علها تجد ما يطفئ لهيب قلبها ..اوووه الامر لم يعد يحتمل .. 

ولا بد من الاتصال بعائلته ..فحملت هاتفها ..ووجدت اسم والدته مدونا في طليعة لائحة الأسماء.. فضغطت بيديها المرتجفتين على زر الاتصال ..وبعد عدة رنات ..اجابتها والدته بصوت حزين وغاضب ..ماذا تريدين يا وجه النحس ??


وصدمت كريستين مما سمعته ..وجه النحس..! ذلك اللقب لا يبشر بالخير ..وقالت بصوت قلق :هل تعرفين اين هو يامن ?


فاجابتها بعجلة :انه في غرفة العمليات !!!


ثم اقفلت الهاتف لتترك المسكينة مفتقرة الى المعلومات التي ترضي حيرتها ..وتذكرت ان اخت يامن هي صديقتها ..ولا بد انها ستتحمل سؤالها ..فاتصلت بها مباشرة ..لتقول لها :لا اعلم ماذا اقول لك يا كريستين ..ولكن  يامن قد تعرض لحادث سير مروع ..وهو في المشفى الآن وكلنا بانتطار خروج الطبيب ..ولا تغضبي من امي ..لقد استمعت الى طريقة حديثها معك ولكن اعذريها ..واعذريني فانا غير قادرة على التحدث اكثر من ذلك ..


فقالت كريستين بلهفة :على الأقل اعطني عنوان المشفى وسأحضر اليك حالا ..


وبعد ان اعطتها العنوان اقفلت الهاتف ..لتبدل كريستين ملابسها وتذهب بسرعة لتطمئن عن احوال زوجها الذي ظلمته بظنونها السوداء ..وما ان وصلت حتى رمقتها والدته بعيون الحقد المبتلة بالدموع والرجاء ..ثم اشاحت بوجهها عنها وكأنها رات الشيطان امامها ..والتزمت  الصمت ..ولم تعقب الكنة على ردة فعل حماتها ..بل توجهت للجلوس الى جانب اخت يامن ..والتي كانت هي ايضا تذرف الدموع بحرقة وتتمتم :عساه خير يا اخي ..


وبصعوبة لاحظت جلوس كريستين الى جانبها ..فامسكت يدها ثم عانقتها بشدة قائلة :ادعي له ..انه في حالة خطرة ..يا لهذه الليلة المشؤومة… 


واصابت عدوى البكاء والرجاء لعروستنا الجميلة الحزينة ..وانتظرت خروج الطبيب ..ومضى الوقت بثقل شديد ..الى ان اطل عليهم اخيرا ..وتهافت  الجميع ليسمع تصريحه ..فقال والارهاق باد على وجهه :لا تقلقوا ..لقد زال عنه الخطر ..ولكن هناك امر مهم عليكم معرفته ..هناك احتمال كبير انه سيفقد القدرة على المشي ..لان الضربة كانت قوية على عاموده الفقري ..


فقالت والدته :المهم انه على قيد الحياة الآن… 


ورفعت كريستين راسها الى السماء وقالت بدموع منهمرة: الحمدلله على كل حال ..


فنظرت اليها ام يامن بازدراء: احمدي الله يا وجه الشؤم ..هذا في الليلة الاولى من زفافكم ..وماذا بعد ??


فقاطعتها ابنتها: امي هذا ليس وقته ..المهم ان يامن بخير ..!


فاجابتها بحرقة وحزن: عن اي خير تتحدثين ..هل يمكنك ان تتخيلي موقفه عندما يعلم انه غير قادر على المشي ..اقسم انه سيتمنى الموت… 


كل تلك الكلمات كانت تدخل الى قلب كريستين ..وهي تدرك جيدا انه لا علاقة لها بالموضوع ..وماذا يعني ان تجمع الصدفة بين زفافها وبين حادث  زوجها ..اليست هي المتضررة الاولى ..وكيف ستمضي حياتها مع رجل مشلول ..??!وبالطبع فان مشاعرها واخلاقها ستمنعها من التخلي عنه مهما سمعت من كلمات مؤذية بحقها من فيه  امه او غيرها ..وامامها رحلة طويلة وصعبة لكسب قلبها مرة اخرى ..واقناعها انها بريئة من اتهاماتها ..بكل تاكيد هذا هو الحل الاسلم ..فمن يحب عليه ان يتجاهل الكثير من الأمور… وهذا ما قررته بطلتنا بينها وبين نفسها ...


ومضت عدة ايام ولا زال يامن في المشفى والعائلة الى جانبه… وبينما كانت كريستين تتمشى في الردهة ..وتدعو الله ان يشفي لها زوجها الذي لم  يستيقظ لحد الآن ..التقت باحدى صديقاتها ..انها تهاني ..!!فقالت لها: ما الذي اتى بك الى هنا ..?!


فاجابتها تهاني :انا في دورة تدريبية ..وقد سمعت بالحادث الذي تعرض لها زوجك ..انا آسفة لهذا الحظ السيئ الذي يحيط بالمتزوجات ..لكل شيئ ثمنه يا عزيزتي… 


فانهمرت دموع كريستين على خديها قائلة: حتى انت يا تهاني… اليس من احد  يشعر بالعذاب الذي يسيطر على كل احاسيسي ..الا يكفيني لوم وعتاب وعناد والدته ..?!


فتغيرت نبرة تهاني قائلة: انا آسفة لم اقصد ازعاجك ..بكل الأحوال ساطلع على وضع  زوجك ..واخبرك بالنتيجة…

 حسب معلوماتي المتواضعة ..


ولم تكمل كلامها حتى  سمعت كريستين صوت اخت يامن تناديها: كريستين كريستين لقد استيقظ يامن وهو يناديك فهلمي اليه ..!!



              الجزء الثالث من هنا 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close