رواية عشق الادم ج٢
الفصل العاشر والحادي عشر
بقلم ماري حلمي
دخل الغرفة يبحث عنها هنا وهناك ولم يجدها ، سار بخطوات بطيئه بعض الشيء وهو يرى
باب الشرفة مفتوح ليعلم بأن تجلس هناك ، تنهد بهدوء وهو يتجه ناحيتها ليجدها تقف
معطيه إياه ظهرها تغمض عينيها ودموعها على خديها بقوة ، انقبض قلبه بقوة على
حالها ذلك ، قلبه يؤلمه على رؤيتها هكذا ، قبض يده بقوة وهو يتوعد بالرد الشديد لمن كانت السبب في حالة عشقه الأن !
وصل يقف خلفها مباشرة ليرتعش جسدها بقوة عندما تسرب عطره الفواح بداخل أنفها
بقوة ، قبضت على صور الشرفة بقبضتها الصغيرة لا تريد أن تلتفت ناحيته ليرى دموعها تلك !
مد يديه الأثنتين يحتضنها من الخلف وهو يدس رأسه برقبتها يستنشق رائحتها الجميلة التي تسحره كالعادة ، شعرت بقلبها يطرق بعنف شديد من لمساته وقربه ذلك الذي اشتاقته حد الموت !
هي تعلم بأنها مخطئه بشدة في حقه ، فمنذ الحادث الذي جعلها تفقد بصرها وهي تمنع نفسها عنه ! لا تريد أن يرى ضعفها وهي بين يديه ،
لن تسمح لنفسها بأن تكون عاله عليه بعد اليوم ، كيف
سيكون قريب منها وهي لن تستطيع النظر بعينيه الجميلة !!
كيف سيحدث ذلك وهي الأن هشه قد كسرت بقوة!
استمتعت بقربه ذلك بضع دقائق دون أن يتفوه أي منهما كلمة واحدة ، لحظات وأرغمت
نفسها عن الأبتعاد عنه وهي تحاول أن ترخي يديه القويه عن خصرها ، تريد الأبتعاد والهرب من أمامه !
بدوره شعر بما يضرب خلجات عقلها وتفكيرها
ويعلم أيضا بما تحس بهذه اللحظات !
لم يغيب عنه شعور القهر والألم التي تعيشه !
فقد أصبحت بالأونه الأخيره
تفضل الجلوس وحيده ، هادئه بشكل مستفز ، لا تتكلم إلا للضرورة ، تفضل الأبتعاد لا الأقتراب !
ولكن هذا من سابع المستحيلات في قاموسه !
هي عشقه و زوجته و حبيبته ، هي سنده وقوته وضعفه ، هي فرحه وحياته ومماته !
كيف سيسمح لها بالأبتعاد بعد أن أصبح على قيدها يعيش !
سيكون قوتها ..
نظرها الذي فقدته ..
إرادتها التي ماتت ..
حياتها التي أصبحت سوداء ..
ضحكتها التي تلاشت ..
سيكون كل شيء لها في الوقت الذي تظن نفسها بأنها فقدت كل شيء .... !
أقسم بنفسه أن يجعلها تحب الحياة في عينيه
سيجعلها ترى الدنيا بقربه ..!
سترى الضحكة بعينين أدم !
فأدم لعشق وعشق لأدم !
هذا شعاره منذ أن أصبح سجين حبها !
شدد من إحتضانه يقربها أكثر حتى التصق ظهرها بصدره العريض ، أغمضت عينيها من فرط المشاعر التي بدأت تحن للحبيب ، هتف بدوره بصوت أذاب حصونها :
- وحشتيني !
كلمته تلك كانت كفيله بجعل قلبها يعود للخفقان من جديد ، أحست بالفراشات تدغدغ كيانها بقوة ، وجدت نفسها تهتف بدون وعي :
- وأنت كمان وحشتني كتير !
وبعتاب أجابها :
- يبقى بتهربي ليه يا عشق ؟
شدد من قبضتها على فستانها الأسود الطويل حتى كادت تمزقه ، هتفت بصوت منخفض :
- علشان محسش بالشفقه يا أدم !
وبجنون أدارها ناحيته لتصطدم بصدره العريض وهي تتمسك بقميصه حتى لا تقع ، قبض على وجهها الجميل بين يديه القوية يهتف بجنون :
- أنا هشفق عليكي يا عشق ، أدم حبيبك هيعملها ؟
لامت نفسها بقوة على تفكيرها ذلك لتبكي بقوة وهي تحتضنه تكاد تخترق صدره !
في حين شدد هو من احتضانها يهمس لها بحب :
- كفاية عياط بقى يا عشق ، من اليوم هتضحكي وبس !
همست بعشق وهي تمسح دموعها قائله :
- بحبك يا أدم
أمسك بيدها يسير بها ناحية الداخل بعد أن أغلق باب الشرفة بأحكام ، جلس على السرير ليجلسها على قدميه يقربها منه يهتف :
- عمرك وحياتك يا عشق متفكري إني ممكن أشفق عليكي ، أنتي قوتي ، وأنتي ضعفي ، عايزك تكوني قوية معايا !
أراحت رأسها على صدره مجيبه :
- فكرت بعد إلي حصلي ده حبك هيقل من ناحيتي
أبتسم بهدوء وهو يقبل يدها قائلا :
- أنتي مجنونه والله العظيم
تشكلت إبتسامة صغيرة على ثغرها ، رفع رأسها يهتف أمام شفتيها :
وحشتيني !
قال كلمته تلك وهو ينزل بشفتيه يقبلها قبله جعلتها تتأكد بأن ( أدم الزهرواي ) حبيبها أصبح يعشقها أكثر من الأول بأضعاف مضاعفه !
................................................
خرج من السيارة برفقة زوجته التي كانت تحمل طفلها الصغير بين يدها وهي تطالع المكان من حولها بدهشه ، هتفت له متسائله :
- ده بيت عمتك ؟
اومأ لها برأسه وهو يمسك يدها يسير ناحية الباب الرئيسي يهتف :
- أيوه ، المكان ده بيشهد على طفولتي انا وأدم !
ابتسمت بهدوء مجيبه :
- فعلا المكان حلو أوي
رفع يده يطرق الباب ببعض القوة ، لحظات ووجد إحدى الخادمات تفتح الباب لهم تطالعم بتسائل ، في حين هتف لها أحمد قائلا :
- أنا أحمد و دي مراتي نور ، عمتي موجودة ؟
وبمجرد علمها بأن هذا الشاب يقرب سيدتها حتى أدخلتهم بأحترام شديد للداخل ..
كانت السيدة ( نازلي ) تجلس تلاعب زين الصغيرة بهدوء وفرح تجلس تطالع التلفاز
بضياع ، قلبها ما زال عند أيهم ! على الرغم من خيانته التي علمت بها ولكنها لا زالت تعشقه ، حبه بقلبها أصبح اضعافا مضاعفه ، يا اللهي كم اشتاقته !
ضحكاته وهمساته ومداعباته ، شعره الأحمر الذي يميزه أيضا اشتاقته !
تنهدت بهدوء وهي تدير رأسها تطالع ابنتها الصغيرة بحزن ، هل كتب عليها أن تكبر بعيدة عن والدها ؟
ترى هل يفكر بها الأن أم تزوج ونسيها ؟
أسئله كثيرة كانت تضرب عقلها الصغير ....
في تلك الأثناء دخل أحمد يهتف بمرح :
- نازلي الجميلة وحشتيني جداااا
رفعت السيدة رأسها لتبتسم بأتساع كبير وهي ترى ابن أخيها الصغير يتجه ناحيتها ، اعتدلت تقف تفتح لها يديه تحتضنه بحنيه ، في حين نهضت فرخ بسعادة وهي ترى نور أيضا هنا ، لحظات مرت وهم يبادلون بعضهم السلام والترحاب !
هتفت نازلي وهي تجلسه بجانبها تهتف :
- أدم وصفيه ليه مجوش معاكم ؟
تنهد أحمد بحزن يهتف :
- عشق مرات أدم فقدت بصرها يا عمتي !
شهقت السيدة نازلي بجزع ، في حين تصنمت فرح مكانها من الصدمه تهتف :
- مش ممكن !
أجاب أحمد قائلا :
- علشان كده يا عمتي ادم بعثني أخدك عندنا القصر علشان تعمليلها رقيه شرعيه !
هتفت نازلي مجيبه :
- هتروح امتى ؟
أجاب أحمد :
- خلينا للصبح علشان الساعة تأخرت دلوقتي ، انا جيت نور هنا علشان تفضل عند فرح
نهضت فرح تهتف بحزم :
- لا مستحيل ، انا عايزة أشوف عشق لو مهما كان
..............................................
نهض عن طاولة الطعام بعد أن جلس عليها منذ دقيقتين ، هتف بهدوء :
- أنا رايح أنام
أجابته صفاء :
- مكلتش حاجة يا أيهم !
طالعها بحب يهتف :
- معلش يخالتي ماليش نفس
أنهى كلماته وهو يتجه ناحية غرفته يجر قدميه بتعب نفسي كبير !
في حين هتف السيد جلال بألم :
- عشق فقدت بصرها وأيهم مش عارف ماله ، الولاد هيموتوني يا صفاء ..
نهضت من مكانها تتجه ناحية زوجها تهتف بحب :
- متقولش كده يا حبيبي ، بعد الشر عن قلبك ، أن شاء الله هتفرج من عند ربنا ، أنا متأكدة ..
اومأ لها بهدوء ، في حين تركته لتذهب تتجه ناحية غرفة أيهم ، طرقت الباب لتدخل بعدها تجده يجلس على سريره يضع رأسه بين يديه بضياع ، جلست بجانبه تضع يدها على كتفه وهي تهتف :
- وحشتك مش كده ؟
رفع رأسه يطالع الاشيء أمامه يهتف بألم :
- جدا يا خالتي ، حياتي بقت سودا بعدها
أجابت بهدوء :
- أمال طلقتها ليه ؟
أدار رأسه يطالعه بقوة وهو يهتف :
- أنا تعبت يا خالتي ، ممكن أحكيلك وتسمعيني ؟
منحته نظرة دافئه تهتف :
- طبعا أنا هنا سرك ، قول في إيه ؟ !
.....................
تجاوزت الساعة الثانية صباحا لتصعد درجات السلالم متخفيه بعباءة سوداء ونقاب أسود
تقطع الطريق حتى وصلت أمام شقة والدتها ، تنهدت بهدوء وهي تخرج مفتاحها الصغير
لتفتح الباب بهدوء حذر ! أخذت عينيها تمشط المكان بقوة هنا وهناك لتسير بخطوات
سريعه بعض الشيء تفتح باب غرفتها تدخل للداخل ، نزعت النقاب وهي تتجه
سريعا ناحية خزانتها تخرج منها بعض الملابس الخاصة بها !
انتفضت بجزع وهي تشعر بأحدهم يقف خلفها ، أدارت وجهها لتنصدم بوجه
شقيقتها الغاضب ، تأففت بضجر وهي تعيد إخراج الملابس وهي تهتف :
- قطعتي قلبي يا سيلا ، مش كنتي تستأذني قبل ما تدخلي كده ؟!
ضحكت سيلا بسخريه وهي تهتف :
- تحولتي قاتله يا أسيل !
طالعت شقيقتها بغضب مجيبه :
- علشان أدم مستعدة أعمل كل حاجة !
هتفت شقيقتها بسخريه أكبر :
- هتضيعي نفسك واخرتك هتكون على ايد أدم الزهرواي يا أسيل لو فضلتي كده
سكتت قليلا وهي تكمل برجاء :
- علشان خاطري وخاطر ماما سلمي نفسك للبوليس ، الحكم هيقل عليكي كده !
ضحكت بقوة تهتف :
- هو أنتي مجنونه يا بنتي ؟ انا اخش السجن وأسيب أدم !
زفرت سيلا بقلة حيله ..
في حين كانت السيدة رقيه بالخارج تستمع لكل كلمة نطقت بها ابنتها لتدخل ناحيتها تهتف بحزم :
- مش هتخرجي من هنا يا أسيل إلا لمركز الشرطة !
طالعت والدتها وهي تضع الثياب بحقيبة صغيرة ومن ثم اتجهت ناحيتها تهتف :
- بأحلامك انتي وبنتك !
قالت كلماتها الأخيرة وهي تزيح والدتها بعنف بعض الشيء وأسرعت بالخروج .... !
وقعت السيدة رقيه أرضا تبكي دما وهي غير مصدقة بأن هذه هي ابنتها وصنع يديها ... !
احتضنتها سيلا بحب تهتف :
- متعمليش في نفسك كده يا حبيبتي ، هيجي يوم وأسيل تعرف غلطها .
طالعتها والدتها بدموع مجيبه :
- هيكون فات الأوان يا سيلا .... فات الأوان ... !
.................................................
اصطفت سيارة أحمد أمام باب القصر منتصف النهار ، خرج من سيارته يدور حولها ليفتح الباب الأمامي لعمته نازلي التي وقفت على قدميها تطالع القصر بحنيه كبيرة وهي تهتف :
- لسه زي ما هو متغيرش فيه حاجة !
في حين خرجت نور وفرح أيضا من الكرسي الخلفي يقفن بجانبها !
هتف أحمد قائلا وهو يمسك يد عمته يسير بها ناحية الداخل :
- ماما وأدم هيتبسطو بيكي جدا يا عمتي
منحته ابتسامة هادئه
في حين انقبض قلب فرح التي بات لقائها بزوجها قريب جدا ...
لحظات وكان الجميع يتبادلون الأحضان بسعادة وفرح مع السيدة نازلي وفرح !
في هذه الأثناء هبط أدم يمسك يد زوجته يساعدها بكل حب وقلب كبير ..
شاهد عمته ليسرع ناحيتها يقبل يدها بحب قائلا :
- نورتي بيتك يا عمتي !
قبلته بحب قائله :
- منور بيك يا ابن أخويا
انهت كلماتها وهي توجه أبصارها ناحية عشق التي كانت تقف تستمع لكلماتهم بهدوء غير قادرة على الرؤية ..
اتجهت ناحيتها تحتضنها بحب قائله :
- عينيكي بتقول أنك هترجعي تشوفي من تاني يا عشق ، وعينيكي الحلوة دي مبتكدبش !
احتضنتها عشق بحب بعد أن نزلت كلماتها تلك كالبلسم الشافي على قلبها ..
في هذه الأثناء استئذن أدم وهو يتجه ناحية الخارج برفقة شقيقه ، صعد للسيارة ليجلس شقيقه بجانبه ، هتف قائلا وعينيه على الطريق من أمامه :
- و دلوقتي جه دور نروح نتعرف على جورج الرازي ده ...... !
&&&&&&&&&&&&&&&&&&
11
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
بهيبه طاغيه خرج من باب سيارته السوداء ينتصب بوقفته وهو يضع نظاراته السوداء على عينيه يحجب أشعة الشمس القوية ، أغلق السيارة
بجهاز التحكم الصغير بعد أن خرج شقيقه أيضا يقف بجانبه ، رفع رأسه يطالع هذا الصرح العظيم المكون من ستة طوابق يزين بالأعلى بلوحة نفس عليها إسم ( شركة الرازي للأستيراد والتصدير )
تنهد بهدوء وأسم صديقه الجديد يعود لذاكرته بقوة . (جورج ) رفيقة الدراسة ..!
تمتم بهدوء قائلا :
- ربنا يرحمك يا صاحبي !
هتف أحمد وهو يضع يده على كتفه أخيه يأزره :
- ده تشابه أسماء يا أدم مش أكتر ، جورج ربنا يرحمه مات من زمان ..
اومأ لشقيقه بهدوء مجيبا وهو يسير ناحية الداخل :
- يلا بينا نشوف جورج ده
سار الأثنين حتى وصلا ناحية الأستعلامات ، هتف أدم برزانه :
- مكتب جورج الرزاي فين ؟
تمتمت الفتاة المسؤولة ببلاهه وهي تحدق بهذا الشاب الوسيم من أمامها قائله :
- الطابق السادس حضرتك !
منحها أدم نظرة متسائله على حالها ذلك ليهتف وهو يبتعد عنها :
- شكرا
وصل ناحية المصعد ليجد فتاتان تدلفان منه ، عطره الساحر جعلهما يطالعانه بهيام كبير ، هتف أحمد له بمداعبه :
- فين عشق تيجي تلمك؟ !
منحه أدم نظرة ناريه مجيبا وهو يدلف برفقته بداخل المصعد :
- مفيش بنت بالدنيا قادرة تخليني أبص عليها بعد عشق يا أحمد
كتم أحمد باقي كلماته حتى لا يثير جنون شقيقه ..
ثوان قليلة ووصل المصعد ناحية الطابق السادس
خرج أدم وشقيقه متجهين ناحية المكتب المخصص ، هتف للفتاة قائلا :
- عايز أقابل مستر جورج !
طالعته الفتاة بغرابه وهي تهتف :
- حضرتك أدم الزهرواي ؟
اومأ أدم بإيجاب لتكمل الفتاة قائله :
- أصل بشوف صورتك كتير بمجلات رجال الأعمال
قالت كلماتها تلك وهي تدلف ناحية مكتب رئيسها ، مرت نصف ساعة قبل أن تخرج !
هتف أحمد بمرح :
- إيه ده هو إحنا هنقابل الرئيس ولا ايه ؟
جلست الفتاة وهي تشير لهما بالدخول !
لحظات وسمع طرقات الباب وكأنه تطرق على قلبه ، انقبض قلبه بقوة فهو غير مستعد لهذا اللقاء الأن ! تناول رشفة ماء وهو يعتدل مجداا في جلسته يسمح لنفسه بالأنجراف وراء مفاجأت هذا اليوم ، هتف بصوت صارم :
- تفضل
لحظات وكأنها زمن حتى وجد أدم برفقة شقيقه يدلفون ناحيته ، تصنم أدم مكانه بعد أن ألجمته الصدمه كما هو حال أحمد أيضا !
ابتلع أدم ريقه لا يقوى على الكلام من ما يرى أمامه ..
هتف بصوت يكاد يسمع :
- مش ممكن !!!
انتصب جورج واقفا بعد أن برع بإخفاء مشاعر الأشتياق للرفيق ، اقترب منهما يضع يديه بجيوبه وهو يهتف :
- لا ، ممكن يا أدم !
وبلهفه أجابه :
- قالولي أنك مت بعد وفاة أمك
أبتسم بقوة يهتف :
- وأنت ازاااي تصدق الكلام ده !؟
وبسرعة اقترب أدم منه رغبه بأحتضانه فهو اشتاقه كثيرا وعند اللحظة الفاصلة وجده يرفع له يده يمنعه من الأقتراب ! هتف أدم بتسائل :
- مالك يا جورج ؟
تحرك مبتعدا عنه بعض الشيء يطالع الطريق من نافذة مكتبه ، هتف له :
- امي ماتت بسببك ومستقبلي وقتها ادمر بسببك ، فقدت أغلى انسانة عندي بسببك وبتسألني مالي ؟
تشنجت أوصال أدم غير قادرا على الرد من كلام صديقه ذلك العاري عنه الصحه بالتأكيد ..
هتف أحمد :
- إيه الكلام الفاضي ده يا جورج ؟ ده أنت لازم تاخد أدم بحضنك دلوقتي وتقعد تشرحلنا ازاي حصل كل ده معاك واختفيت ليه ؟ وقالو عليك مت ليه ؟!
أدار جورج رأسه يطالعهما بشر كبير يصرخ :
- يوم المناقشة سبتني لوحدي ومجيتش ، امي ماتت وقتها لأني رسبت وأنت السبب ، انت السبب يا أدم ، انت السبب !!!!!!!!!!
كلماته تلك بدأت تصدح بعقل أدم بقوة كبيرة ، أيعقل بأن صديقه يحمله مسؤولية ما حدث !؟
تقدم منه بخطوات يهتف بقوة :
- بس أنت مش عارف أنا مجيتش ليه وقتها ؟
أبتسم بتهكم مجيبا :
- ولا عايز أعرف ، دي حاجة مش تهمني بتاتا ، دلوقتي انا لقيت رجل أعمال وليا إسمي وسمعتي ، وعارف أنك جاي دلوقتي علشان الصفقة إلي أنا أخذتها منك
هتف أدم بقوة :
- يا خسارة يا صاحبي ، الفلوس عمت عينك عن الحقيقة ، على كل حال انسى الموضوع ، مش عايز الصفقة ولا عايز حاجة تاني منك ..
أنهى كلماته وهو يهم بالخروج ليدير رأسه يهتف قائلا :
- اه وكمان لو عايز بيوم من الأيام تعرف أنا مجيتش بوقتها تقدر تسأل عمتي نازلي اكيد انت حافظ مكان بيتها !
أنهى أدم كلماته تلك ليخرج كما دخل جبل شامخ لا يهزه شيء !!
في حين بقي جورج يقف يطالع أثره وفضوله الكبير قد سيطر عليه لمعرفة السبب ، قذف تلك الأفكار من رأسه ليأتي دور الخطة الثانية التي ستوقع أدم هذه المرة لا محاله !
اتجه ناحية مكتبه يلتقط هاتفه النقال ليضغط بعض الأزار ليأتيها صوتها الناعم ، هتف قائلا بخبث كبير :
- حضرتك الأنسه أسيل ؟؟؟!
..............................................
جلست تطالع موجات البحر من أمامها بضياع كبير وأسف واضح على ما اقترفته يداها في تدمير حياة صديق طفولتها ، نزلت دموعها بقوة وهي تتذكر طفولتهم وأنه كان يحميها ويدافع عنها دائما من كل شر ، رفعت يدها تمسح دموعها بعد أن رأته يقترب منها شيئا فشيئا ، عدلت من جلستها على ذلك المقعد الخشبي القريب من البحر !
في حين وصل هو ليجلس بجانبها يهتف لها بحنيه :
- عامله ايه يا كلارا
هتفت بثبات :
- أيهم أنا تعبت وعايز اعترفلك بحاجة
أبتسم بهدوء مجيبا :
- في ايه ؟
أخذت نفسا عميقا لتبدأ بالكلام قائله :
- أنا مش بحبك ، انت بنظري صديق طفولتي الصدوق ، مثلت عليك الحب علشان أساعده أنه ينتقم ، بس أنا ضميري بعذبني كتير على إلي حصلك انت وفرح بسببي !
كانت تتوقع أن يثور ، يغضب ، يضربها حتى ولكنها تفاجئت به يهتف بهدوء كبير :
- وبعدين ؟
تابعت كلامها بعد أن ظنت بأنه يمر بمرحلة الهدوء الذي يسبق العاصفه لتهتف :
- عايز ينتقم من أدم ، وأنا علشان بحبه نفذت معاه الخطة ، بس خلاص مش عايزة أكمل اللعبة دي
للمرة الثانية خيب ظنها !
وجدته هادىء الملامح ، يطالعها بنظرات غريبه
هتفت بحذر :
- أيهم ! أنت كرهتني مش كده ؟
أبتسم بدوره بهدوء مجيبا :
- لا طبعا ، انتي كبرتي بعيني اكتر علشانك اعترفتي بغلطك ..
تشكلت أبتسامة واسعة على ثغرها الجميل لتهتف :
- طيب هنعمل ايه دلوقتي ؟
طالع البحر من أمامه مجيبا :
- إلي متعرفيهوش يا كلارا إني أنا كاشف مخطط جورج ده من فترة ، ويوم لقيتك بتمثلي عليا الحب طبعا مصدقتش وعملت نفسي أهبل ليكي علشان أقدر من خلالك أوصل لجورج وامنعه عن أدم ، بس إلي مكنتش عامل حسابه هو ( فرح ) راحت ضحية اللعبة دي
تفاجئت من كلامه ذلك ، هتفت قائله :
- طول عمرك ذكي يا أيهم ، كل حاجة هتتصلح وهترجع انت وفرح احسن من أول
طالعها متسائلا :
- وأنتي وجورج ؟
تنهدت بهدوء مجيبه :
- هحاول بكل قوتي ابعده عن إلي بيعمله
منحها ابتسامة واسعة قائلا :
- وانا معاكي وهساعدك طبعا ..
...........................................
وقف يطالع ذلك المنزل الخشبي الصغير بعينين حادتين يدور بهما هنا وهناك يتأكد بأنه ليس هناك أحد يراه ، عدل من ياقة قميصه وهو يسير ناحية الباب يطرقه برزانه ، لحظات ووجده يفتح وتظهر هي من خلفه بأبتسامة لعوبه ، دلف ناحية الداخل يطالع المكان بهدوء ، في حين وقفت هي خلفه تطالع ظهره العريض ليلتفت لها فجاءة بمكر لتتوتر وهي تبعد أنظاره عنه ، دقق النظر فيها ليبتسم بخبث وهو يحدق بها بوقاحة قائلا :
- انتي جريئة كده على طول ؟
رفعت حاجبيها تهتف :
- مش فاهمه
ولكن نظراته التي كانت تخترق جسدها الذي يظهر من خلف فستانها البيتي القصير قد ألجمتها عن متابعة الكلام ، هتفت قائله :
- دي حرية شخصية !
أبتسم على كلماتها تلك ليهتف :
- اسمي جورج ، كلمتك الصبح علشان موضوع أدم
طالعته بتفحص لتنبهر بجماله الأوروبي الصارخ لتهتف بدلال :
- وأنا أسيل !!
اقترب منها أكثر حتى وصل أمامها رغبه منه في الوصول لغايته ليهتف لها بخبث :
- أدم واحد غبي علشان يرفض وحده بالجمال ده !
وكالحمقاء انجرفت ورائه تكمل :
- بس أنا هعرف اخليه يحبني وبأسلوبي الخاص
أبتسم بسعادة لأنه استطاع خداع هذه الحمقاء ليهتف لها بوقاحه :
- وأنا طبعا هنفذ خطتي وبمساعدتك ، وكل واحد هيحقق إلي هو عايزه بالنهاية ..!
بجرأة قويه منها وبإنعدام أخلاق اقتربت منه تتعلق برقبته كفتاة رخيصة غير مباليه بعقاب الله لها تهتف بدلع :
- هو انت حلو كده ليه ؟
قربها منه حتى ألتصقت بصدره يهتف لها :
- باينتنا هنعمل شغل حلو مع بعض !!
وبمجرد ما أنهى كلماته تلك حتى مسكت يده بدلال تقوده خلفها ناحية غرفتها تغلق عليهما الباب!
لا يعلمان بأن عذاب الله على تلك الفاحشةالتي يقومان بهما كبير وكبير جدا ... !
................................................
وضعت رأسها على قدمي السيدة نازلي بعد أن تمددت بجانبها على الأريكة تغمض عينيها كما طلبت منها ، في حين جلست السيدة صفيه وشقيقتها صفاء ومرح ونور يتابعن بصمت وترقب!
بينما كانت ( فرح ومرح ) الصغيرتين يلبعن ببعض الألعاب البلاستيكية برفقة شقيقتها جاسر بالطابق الثاني بالقرب من الجميع !!
بدأت السيدة نازلي الرقيه الشرعية وهي تضع يديها على عيني عشق التي كانت تشعر براحة نفسيه كبيرة وهي تستمع لأيات الذكر الحكيم بصوت السيدة نازلي الذي لامس قلبها بقوة ، استمرت عملية الرقيه ساعة كاملة والجميع يتطلعون بأنصات !
أنهت السيدة نازلي الرقيه لتقبل عشق على جبينها تهتف بها بحب :
- قدرة ربنا كبيرة على شفائك يا عشق ، متفقديش الثقة بربنا ..
نهضت عشق تهتف بحب :
- والنعم بالله
في هذه الأثناء نهضت عشق تقف على قدميها تكمل :
- هروح أصلي العصر ..
اومأ لها الجميع بهدوء لتسير بخطوات حذره شيئا فشيا حتى وصلت لمكان لعب أطفالها ، نهضت فرح الصغيرة تهتف لها بطفولية :
- مامي شوفي عملت ايه ؟
نزلت دموعها بهدوء وهي تنخفض لمستوى ابنتها مجيبه :
- لو ربنا أراد هشوف بعدين يا قلب مامي !
اومأت الصغيرة بدون فهم وهي تعود للعبتها تلك
في حين نهضت عشق رغبه منها في إكمال طريقها ناحية غرفته لتدوس بقدمها على إحدى الألعاب البلاستيكية التي كانت تملىء المكان القريب جدا من الدرج العلوي لتنزلق بسرعة من أعلى الدرجات تتدحرج بقوة كبيرة حتى وصلت ناحية الأسفل لتفقد وعيها بعد أن بدأت دماء رأسها تسيل بقوة
لقراءة باقي الفصول الجزء الثانى من هنا
ولقراءة الجزء الاول جميع الفصول كاملة من هنا
