رواية عشق الادم الجزء الثاني2الفصل الثانى عشر12والثالث عشر13بقلم ماري حلمي

رواية عشق الادم ج٢ 

الفصل الثانى عشر والثالث عشر

بقلم ماري حلمي


&&&&&&&&&&&&&&&&

ألا يكفي قلبه صدمات هذا اليوم ؟ أم أن القدر مصر على أن يأخذ منه أحباء قلبه ؟!

لو كان جبل لسقط من كثر الصدمات التي تعصف به !! ألا يكفي صديقه ( جورج ) الذي   تفاجئ بأنه لازال على قيد الحياة والصدمة الكبرى بأنه يظنه قاتل والدته ويحمله مسؤولية ما حدث في ذلك اليوم ! ولم يكلف نفسه حتى بسؤاله عن السبب!

صديقه ! وما أكبر هذه الكلمة وما أجمل معناها

أي صداقة تلك التي سقطت لمجرد مطب واحد واجهها بالحياة ! ألم يعلم بأن درجة الصديق   الحقيقي تتخطى درجة الأخوة !؟ أم أنها كانت صداقة كاذبة منذ البداية لتنكشف على أتفه سبب عصف بها !!

ألم يكفي هذا كله اليوم !!

لا يدري كيف قاد سيارته يقطع الطريق الذي تمرد عليه وأصبح لا ينتهي للوصول إليها ، لا يدري أيضا كيف كان يرى السيارات من أمامه بسبب دموعه التي غطت وجه تمنعه من الرؤية ، حكمة الله وإرادته منعته من التسبب بالعديد من الحوادث الخطيرة !!

فبمجرد ما هاتفته والدته قبل قليل تخبره بما حدث مع زوجته عشق حتى انتفض بقلب   يطرق ألما ! هل سيستطيع الوصول إليها ورؤيتها ام أن هذه المرة ستكون الأخيرة !!

أخيرا وصل أمام القصر بحاله يرثى لها وقلب يتمزق ، خرج من سيارته حتى أنه لم يغلق   الباب خلفه ليفعلها شقيقه أحمد الذي كان ملازما له يحاول التخفيف عنه قليلا !

صعد درجات السلالم كالمجانين ليرى الجميع يقفون أمام غرفتها يبدو عليهم البكاء ، هتف بصوت منخفض وقلبه يخفق :

- فين عشق ؟

طالعته والدته بهدوء تمسح دمعاتها قائله :

- الدكتور عندها جوا وامها معاها كمان

دار بعينه في المكان ليجد جاسر الصغير يجلس على بعد منهم يبكي بصمت ، وجع جديد وألم جديد أحتل قلبه ليتقدم ناحيته يجلس بجانبه يهتف له بحنان :

- بطلي الصغير بيعيط ليه وفين اخواتك ؟

رفع الصغير أنظاره يهتف بطفوليه :

- خايف ماما عشق تروح وتسيبنا يا بابا ، دي كانت واقعة وكلها دم ! مرح وفرح مع خالتو نور

أغمض أدم عينيه يرفض تخيلها في مثل هذا الموقف ، مسح دموع طفله يهتف :

- عشق قوية وانا متأكد إنها هتخف  ..

قال كلماته تلك وهو ينهض يقف معتدلا في جلسته كالجبل الشامخ ، سيكون قويا لأجلها ولأجل أطفاله ! لن يسمح للضعف أن يحتل قلبه

إيمانه وعشقه لها أقوى من العالم بأسره

هكذا أقنع نفسه وهو يتجه ناحية الباب يطرقه بهدوء ليدخل بعد أن أغلقه! 

وجدها تنام على السرير على بطنها ، مغطاة بغطاء أبيض و رأسها ملفوف بقماش أبيض طبي اصطبغ ببقعه حمراء !

تغلق عينيها بهدوء وكأنها ملاك جميل ، لا يبدو عليها التعب إلا من شحوب بشرة وجهها   قليلا التي بدأت تميل للأصفرار ، اقتلع قلبه من مكانه وهو يلمح دموعها تسيل على خديها تبلل الوسادة قليلا

رفع رأسه ليرى الطبيب يعيد أغراضه الطبيه لحقيبته الخاصه بهدوء ، رأى خالته صفاء تتقدم منه تهتف له بهدوء :

- عشق هتكون كويسه يا حبيبي !

أوما لها بهدوء وهو يطالع الطبيب منتظرا كلامه

هتف لهم الأخير بصوت منخفض :

- ممكن نتكلم برا يا جماعة !

اتجه أدم يحني جذعه ناحيتها يقبلها بهدوء ومن ثم لحق خالته والطبيب ناحية الخارج على عجله!

طالعهم الطبيب قائلا بعد ان رأى نظراتهم تحثه على الكلام :

- بالحادث الأول حصل خلل في عملية النظر عند المدام عشق و ده سببلها فقدان بصر جزئي ، والوقعه إلي تعرضتلها اليوم كانت كفيله إنها تحرك أعصاب الدماغ عندها شوية ، واحنا عارفين الدماغ مسؤول عن   النظر بشكل كبير ، الحمدلله ده مضرهاش إلا شوية وهتخف مع مرور الوقت ، احتمال كبير مدام عشق بس تفوق ترجع تشوف بشكل طبيعي و ده نسبته 90/100 ..


تحولت وجوه العائله من الحزن إلى السعادة الغامرة بعد كلمات الطبيب تلك ، انفجرت ابتسامة واسعة على ثغر أدم الذي تقدم من الطبيب يهتف بلهفه :

- يعني عشق هتشوف من تاني ؟!

أبتسم له الطبيب مجيبا :

- ان شاء الله ، الأحتمال كبير جدا زي ما قولتلكم

أغمض أدم عينيه يهتف :

- ( وعسى أن تكرهو شيئا وهو خيرا لكم ) ، الحمدلله يا رب ، وقعت عشق دي كانت بإرادة من ربنا علشان ترجع تشوف تاني ..

جلست صفاء تبكي من السعادة بجانب شقيقتها !

في حين وقف جاسر خلف الباب يستمع لهم بسعادة كبيرة بجانب شقيقته اللتين ابتسمن بسعادة على حال شقيقهما ذلك لا يعلمن بما يدور حولهن من أحداث !!

في تلك اللحظات استئذن الطبيب منصرفا ، لحظات وكان أيهم يدخل برفقة والده السيد جلال الذي بمجرد أن علم من زوجته قبل قليل حتى أسرع يطمئن على فلذة كبده ( عشق ) !

وصل ناحيتهم لتقع عينيه بقوة عليها حيث كانت تقف بالزاوية تحمل طفلتها الصغيرة تحدق به بلهفه .. حب .. اشتياق .. عشق جارف .. ألم .. لوم كبير  على ما حل بها ..

يا اللهي لقد رأى بريق عينيها الخاص يطالعه بشدة ، انتفض قلبه يود أن يخرج من مكانه رغبه منه في تقبيلها وأحتضانها بقوة يخبرها كم اشتاقها حد الهلاك وحد الموت !!

رأى المكان وكأنه خالي من الجميع باستثنائهما فقط ! فرحة حياته وحبيبته الجميلة وأم طفلته

تنهد بهدوء وهو يبعد عينيه عنها بعد أن أرغم نفسه على ذلك ليهتف لأدم متسائلا :

- عشق كويسه ؟

طالعه أدم بنظرات بارده فهو لم ينسى فعلته بخصوص فرح ليهتف :

- الحمدلله ، شوية وهتصحى

أنهى كلماته تلك وهو يدلف للداخل برفقة السيد جلال وخالته صفاء منتظرا اللحظة التي ستفيق فيها زوجته ..

في حين نزلت السيدة صفيه تمسك بيد الأطفال يتبعها أحمد و زوجته نور !!

تنهدت السيدة نازلي بدورها وهي ترى نظرات العشق والأشتياق التي تخرج من عيني أيهم لزوجته فرح ، نهضت من مكانها تتجه ناحيته تهتف له بحنان :

- كل حاجة هتتصلح يا أيهم ، أنا واثقة ان الحب إلي بشوفه في عينيك دلوقتي عشق مش بيخون إلي بحبه..

قبل يدها بحب يهتف :

- وحشتني يا عمتي !

همست بأذانه قائله :

- يبقى صلح إلي عملته !


رفع رأسه يطالعها ليجدها قد اختفت من أمامه ليهتف للسيدة نازلي قائلا :

- هتسامحني ؟!

رفعت يدها تضعها على كتفه مجيبه :

- إلي بيحب بصدق هيسامح ..

.........................................

يحاوطونها من الجهات الأربع للسرير بعيون قوية متأهبه للقادم بلهفه كبيرة ، قلوب تنبض وعشق فاق الحدود يحاوطها بشدة ، هدوء مخيف ضرب بالمكان عندما بدأت تتحرك بهدوء من غفوتها الصغيرة !

بدوره طالع السيدة جلال وخالته صفاء

اللذان بدأ يبكيان من شدة اللهفه عليها !

ابتلع ريقه يتنهد بقوة منتظرا القادم !

بدورها بدأت تشعر بألم قوي بعض الشيء يضرب أسفل رأسها لتبدأ تئن بهدوء بصوت شبه مسموع

فتحت عينيها لتراه يحدق بها بقوة وتسائل

هتفت بألم بعض الشيء :

- إيه إلي حصلي يا أدم ؟

حدق بها بقوة وصدمه وهو يقسم بأنها تراه الأن لا محاله ، ليهتف لها بجنون وهو يجلس بجانبها على السرير :

- عشق ! انتي شيفاني ؟!

وكأنها الأن عادت من غيبوبتها لتهتف بدموع وهي تحاول النهوض :

- أدم ، أنا شيفاك !!!!

سكتت قليلا وهي تدور بعينيها بالغرفة لتهتف بسعادة ممزوجة بالدموع :

- كمان شايفه بابا وماما !!

أنهت كلماتها تلك وهي تنهض ترتمي بأحضان والدها الذي تلقفها بحب كبير تتعلق برقبته وهي تهتف :

- أنا رجعت أشوف تاني يا بابا !

قبلها بحب ملتزما الصمت ، فدموعه كانت كفيله أن تعبر على ما يدور بقلبه من سعادة فاقت الحدود ! بدورها احتضنتها والدتها من الخلف تحمد ربها على ذلك ..

بينما وقف هو يطالعها وهي بين يدي والديها بعشق جارف يتمنى اللحظة التي سينفرد بها ليرى عينيها الجميلة وهي تطلق شعاع الحب عندما تكون بين يديه ..!

في هذه اللحظات دخل الصغار وكأنهم شعرو بوالدتهم ليكون جاسر بالمقدمه وهو يقف يطالعها بطفولية يهتف :

- مامي!  انتي شيفاني ؟

خرجت من أحضان والديها لتتجه ناحيته تجلس على مستواه تهتف بحب كبير وهي تحتضنه :

- ابني الكبير وحشتني جدا

بدأ الصغير يبكي بين يديها بسعادة

في حين تقدمت الفتاتات أيضا يحتضن والدتهن بأشتياق كبير !!

مر الوقت سريعا ليغادر الجميع غرفة عشق عندما علمو بعودة بصرها حتى جائو يهنئونها بسعادة كبيرة !


أخيرا ها قد أنفرد بها !

تقدم ناحيتها بأبتسامة لا تظهر إلا لها وحدها ، وجدها تحدق بعينيه بعشق جارف ، وقف فقط يطالع عينيها الجميلة التي تخترق تفاصيل وجهه بقوة كبيرة ، اقتربت منه رويدا رويدا حتى وصلت أمامه مباشرة  مدت يديها تتعلق برقبته فجاءة تضمه بقوة حتى شعر بجسدها يكاد يخترق عظام صدره ،! يبدو بأنها اشتاقته كثيرا !

نزلت دموعها لتنزلق على رقبته بشكل جعل جسده يرتعش بشكل جميل ، مد يديه بدوره يحتضن خصرها ليبدأ حوار العناق والدموع الخاص بهما يسطر قصصا وحكايات لا يفهمها سوا العشاق وحدهم !

همست بأذانه قائله :

- وحشتني

أغمض عينيه يتلذذ صوتها الجميل مجيبا :

- وأنتي موتيني بحبك يا عشق أدم

خرجت من أحضانه ترفع يديها تحاوط وجهه الوسيم لتهتف بحب :

- عينيك دي وحشتني كتير

أنهت كلماتها تلك تنزل بشفتيها تقبل شفتيه بجرأة كبيرة منها لينسحر بدوره بها وهي   بين يديه ليحملها يدور بها الغرفة بسعادة قد بدأت تعرف طريقها لهذين العاشقين التي لم تتمكن السنين من تقليل الحب بينهما ، بل على العكس قد قوت عشقهما أكثر !!

ولكن عيون بعض الحاسدين لا زالت تدور حولهما بعد أن أقسمت على التفرقة بينهما ...

...................................

جلست على سريرها المتهالك في ذلك المنزل تضم قدميها ناحية جسدها تبكي دما لا دموعا بعد فعلتها الشنعاء وبعد أن باعت نفسها بلحظة ضعف لذلك المدعو جورج ! بكت وبكت حتى جفت دموعها ليكن ذلك أول عقاب الله لها ! شعرت بأنها قد سلبت أغلى ما تملك وبأرادتها !

نهضت ببطىء تنزل قدميها تجرهما ناحية الحمام الصغير الملحق بالغرفة لتفتح صنبور الماء تقف تحته علها تغسل جروح روحها قبل جسدها !

هتفت بحقد كبير سيطر عليها :

- أنتي السبب يا عشق ، هدمرك ! هموتك !

في حين غادر هو المنزل وكأن شيئا لم يكن ليصل ناحية البيت الخاص به يدلف ناحية مكتبه يضع رأسه على الأريكه الموجودة فيه بعد أن أغمض عينيه بهدوء وأنتصار ..

وجد هاتفه يرن ليرفع الهاتف يرى اسمها يزين الشاشة ليهتف مجيبا :

- ها وحشتك ؟ لسه من شوية سبتك يا عسل

هتفت ببكاءة :

- هتجوز أدم ازاااي بعد عملتنا دي ؟

أبتسم يعتدل مجيبا :

- عادي يا بيبي تعملي عملية وترجعي زي ما كنتي

تابع حديثه معها ولم يكن يعلم بأن تلك المسكينة التي جاءت إليه بالطعام كما كل يوم تقف بالخارج تستمع لكل كلمة قالها لتسقط الطعام من يدها تبكي بقوة كبيرة على قلبها الذي انكسر بقوة ...........!

&&&&&&&&&&&&&&&&&&

❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️

13

&&&&&&&&&&&&&&&&

بقيت تقف تستمع لكلماته التي دخلت كسهام نارية في قلبها لتمزقه أربا أربا ، دموعها أصبحت شلال غزير امتزج بكحل عينيها لتتساقط وكأنها أنهار سوداء على وجنتها البيضاء ، جسدها أخذ يرتجف بشكل كبير وقدميها ستسقطان تحتها الأن لا محاله !

أهذه كانت مكافأة حبها له ؟ هل تستحق منه كل هذا بعد أن منحته قلبها المحب وادخلته شرايين أوردتها !

الأن فقط شعرت بما يعرف ب ( الخيانه ) وعلمت بأنه شعور وإحساس قاسي لا يمكن وصفه !

أغلقت عينيها وهي تضع يديها على فمها تكتم دموعها الحارقة ، يا اللهي هل كان هذا الشعور   الذي يضرب كيانها بقوة الأن هو نفس شعور ( فرح ) عندما علمت بخيانة ( أيهم )  لها !

هل هذا هو انتقام الله منها لما فعلته بقلب فرح المسكينه لتكون اليوم هي الضحية وهي التي خانها حبيبها وذنبها أنها أحبته بصدق !

هل نحن بأيام من يحب بصدق وبكل قلبه مصيره الخيانه وأن يكون لعبه بيد المتحكم بقلبه !

يا الله ما اقساه من شعور عندما تشعر بأنك كنت تقدم مشاعر و أحاسيس لأنسان لا يستحقها

وكأنك كنت تكتب بالهواء لتتناثر حروفك ضائعة في مهب الريح .

مسحت دموعها بقوة وهي تتحرك بسرعة تخرج من البيت قبل أن يلاحظها لتقف قليلا في الهواء الطلق تتنفس بصعوبة بالغة عندما شعرت بأنها على وشك الإغماء حالا ، أخذت شهيق و زفير قوي لتتحرك تكمل طريقها تائهة لا تعرف أين تسوقها قدميها الهشتين ، الهواء   يضرب وجهها بقوة حتى تحول أنفها للون الأحمر وبدأت رعشه بارده تضرب جسدها بهدوء ، رفعت رأسها ناحية السماء لتجدها قد تكاثفت بالغيوم فيبدو بأننا على موعد مع نزول المطر ، نزلت دموعها مرة أخرى وهي تتذكر حبه الكاذب لها سابقا ! هل كان يستغلها فقط لأجل تنفيذ مصالحه ؟ ألهذه الدرجة الحب يصنع مننا أغبياء ؟ تنهدت بهدوء وهي تسمح لدمعاتها بالنزول مجداا ، في داخلها ألم لا يعرفه سوء من أكتوى بنار الخيانه ، إلى أين ستذهب الأن ؟ وبحضن من ستلقي همومها و ألامها ؟

سارت كالمغيبه وما زالت تذرف الدموع التي شوشت الرؤية أمامها ولم تنتبه لتلك  الشاحنة الكبيرة التي تتقدم ناحيتها بجنون !! سمعت أصوات أبواق سيارات كثيفة تضرب بأذانها بقوة

رفعت رأسها ليكن أخر ما رأته تلك الشاحنه وبعدها سقطت يرتطم جسدها بالأرضية   الصلبة تنزل دمائها على الشارع بشكل جعل أصحاب السيارات يخرجون يهرولون ناحيتها !!

في ملكوتها الداخلي كانت ترى والدتها ترتدي عباءة بيضاء تهتف لها وهي تمد لها يديها قائله :

- بنتي تعالي هنا وحشتيني !

وبقلب مشتاق لحنان الأم مدت يديها ناحية والدتها ترتمي بأحضانه تهتف ببكاءة شديد :

- الدنيا خاينه يا ماما

إذا هل كانت هذه ضريبة ما فعلته بفرح ؟

هل سترحل عند الدنيا قبل أن تعتذر منها حتى وتخبرها بالحقيقة كاملة ؟!

هل لبت نداء والدتها تاركه العالم ؟

أم أن قدرة الله قادرة على عكس ذلك ..... !

.............................................

صباح يوم جديد أجتمعت عائلة ( الزهرواي )على

مائدة الأفطار والسعادة الكبيرة كانت سيدة الموقف ، فقد عاد نظر عشق أخيرا ويبدو بأن الحياة عادت تشق أدراجها بين جدران القصر !

توسط أدم المائدة و زوجته عشق على يمينه وعمته نازلي على يساره وبجانبها السيدة  صفيه في حين جلست فرح بجانب عشق وبجانبها نور وأحمد ، رفع أدم أنظاره يطالع الجميع  بهدوء ليهتف :

- في حفلة تكريم لرجال الأعمال بكرا الساعة سته بالليل ، هنروح انا وعشق وأحمد ونور وأيهم وفرح ، علشان الحفل بيشمل راجل الأعمال ومراته ..

أبتسمت عشق بسعادة وهي   ترى إنجازات زوجها قد فاقت الحدود اقتربت منه تهمس بصوت منخفض حتى لا يسمعها أحد :

- أدم !

مال بجذعه ناحيتها يهتف بتسائل :

- عيون أدم فيكي حاجة ؟!

أبتسمت بهدوء تطالع عينيه الجميلة مجيبه :

- بحبك


وكأنه كان ينتظر هذه الكلمة ليغمض عينيه يتلذذ سماعها ، هتف مجيبا :

- وانا خلاص تخطيت مرحلة حبك من زمان وبقيت متيم بيكي !

وما بين هذه الهمسات العشقيه كانت هي تجلس تنزف ألما على حالها ، كيف سترافقه غدا وهو طلقها ! همست بهدوء :

- معلش يا أدم انا مش هقدر أحضر بكرا

شعر بشفقه كبيرة على حالها ذلك ، هتف لها :

- علشان خاطري انا يا فرح

تنهدت بهدوء ، لا تستطيع أن ترفض له طلب ، هو بمنزلة شقيقها وأخيها الكبير ، لن تنسى أبدا بأنه وقف بجانبها كثيرا ، طالعته بهدوء مجيبه :

- خلاص علشانك بس

في حين همست نور لزوجها قائله وهي تضم شفتيها كالأطفال :

- أنا مش عيزاك تروح هناك يا أحمد !

طالعها بصدمه يهتف :

- وليه ان شاء الله ؟

صرخت بقوة حتى لفتت أنظار الجميع ناحيتها مجيبه :

- علشان البنات متبصلكش !!

هدوء كبير حل بالمكان قبل أن ينفجر الجميع ضاحكين عليهما لتشعر بأن وجهها سينفجر خجلا لتخفيه خلف ظهر زوجها الذي بدأ يضحك بشدة على زوجته المجنونه التي تغار عليه بشدة !

هتفت السيدة نازلي بوقار :

- ربنا يوفقكم يبني ، أنتو روحو واتبسطو وانا وصفيه هناخد بالنا من الأولاد ..

............................................

طرقت الباب بيدين ترتعشان ألما على الحال الذي أوصلتها ابنتها إليه ، دموع القهر والخيبه تشكلت على ملامحها بشكل جعل منها تبدو بأنها أكبر   من عمرها بسنوات ، من يصدق بأن هذه السيدة التي بلغت الثانية والأربعين من عمرها قد بدأت بملامح امرأة عجوز في الثمانين من عمرها !

اذا فقد صدق من قال ( بأن الأولاد هم من يرفعون قيمة أهلهم وهم من يخفضوها )

وهذا ما فعلته أسيل لوالدتها السيدة رقيه !

تنهدت وهي تنتظر أن يفتح لها الباب وهي تستند على ابنتها ( سيلا ) ، حسنا يبدو بأن الله عوضها بهذه الفتاة الحنونه عليها ، فشتان ما بين الأختين!

لحظات قليلة ووجدته يفتح لها الباب يطالعها بنظرات متسائلة ، هتف وهو يسمح لها بالدخول :

- عامله ايه يا رقيه ؟

تنهدت بألم وهي تجلس على أقرب مقعد لتبدأ دموعها تنزل بقوة مجيبه :

- أسيل كسرتني يا أستاذ جلال

جلس على بعد منها يطالعها بنظرات مشفقه على حالها لا يدري ما يقول وكيف سيواسيها !

في تلك الأثناء جاءت صفاء من الداخل لتنصدم من رؤيتها هنا ببيتها ! هتفت بجنون وهي تتقدم ناحية زوجها :

- دي بتعمل أيه هنا يا جلال ؟

نهضت سيلا مجيبه :

- معلش يا طنط ممكن تسمعينا شوية ؟


جلست صفاء بجانب زوجها تطالعهم بتسائل ، في حين هتف جلال مجيبا :

- خير يا بنتي ؟!

هتفت هذه المرة السيدة رقيه بدموع القهر :

- مدام صفاء ، أنتي أم وعارفة شعور الفقدان إلي ممكن تعيشه اي أم وهي بعيدة عن بنتها ، اسيل غلطت معاكم بس بالأول والأخر هي بنتي وقطعة من روحي ، لو سمحتي ممكن تتنازلو عن البلاغ ضدها ؟

حسنا صمتت صفاء لم تجد ردا مناسبا

فهي أكثر شخص عانت من فقدان ابنتها وبعدها عنها ، ومهما يكن تبقى تلك المسماه أسيل ابنتها

طالعتها بشفقه تهتف :

- مفيش حد بيحس بالأم إلا الأم ، بس إلي عملته بنتك كبير

أجابتها بألم أكبر :

- والله عارفة ، بس البنت لو فضلت بعيدة عني وهربانه هتضيع بزيادة ، ممكن لو تنازلتو ترجع تاني للبيت وأوعدك أني توقفها عن حدها !

طالعت صفاء زوجها بتسائل في حين هتف هو بهدوء :

- هنشوف رأي أدم و عشق الأول

.........................................

فتحت عينيها بتعب كبير لترى نفسها محاوطة بجدران بيضاء ، حولت بصرها قليلا لتجد كرسي وحيد بالغرفة و أبريق زجاجي يحتوي على الماء موضوع   على طاولة خشبية صغيرة قريبة من سريرها ذلك ! يبدو بأنها علمت الأن بأنها تركد على سرير الشفاء في إحدى المستشفيات  الحكومية ، حاولت الأعتدال بجلستها لتجد قدمها اليسرى غير قادره على الحركة ! بكت بقوة كبيرة على حالها ذلك !

أخذت تفكر بتسائل ، هل أحس بغيابها ؟

هل شعر بأنها غير موجودة بجانبه الأن ؟!

بكت بقوة أكبر عندما تذكرته ، الحمقاء لازالت تشتاق له بعد خيانته !!

أي حب هذا ؟ واي عشق هو ؟

وجدت إحدى الممرضات تدلف ناحيتها تبتسم لها

بعمليه لتهتف لها بتسائل :

- أنا من امتى هنا ؟

أخذت الطبيبة تقيس الضغط لها مجيبه :

- 24 ساعة كاملين

بكت مجداا تهتف :

- طيب في حد سأل عليا ؟!

طالعتها الممرضه بشفقه تهتف :

- خالص ، حاولنا نعرف أهلك او أي حد من عيلتك بس الهوية إلي كانت معاكي يتأكد   أنك أجنبيه وللأسف معرفناش توصل لحد من قرايبك !

أخفضت رأسها بألم وقهر ، في خين تابعت الممرضه :

- أنتي تعرضتي لحادث قوي شوية و ده سبب كسر برجلك اليمين ، الناس إلي شافت الحادث هم إلي جابوكي هنا !

تنهدت بألم جديد ، فيبدو بأن حالها أصبح الألم والقهر منذ اليوم ، هتفت برجاء :

- ممكن أتكلم بالفون ؟

أخرجت الممرضة من جيبها هاتف صغير متواضع مدت يدها تهتف لها :

- تفضلي ، لو تقدري كلمي واحد من أهلك او قريبك علشان يجي يسدد تكاليف المستشفى !

اومأت لها بسرعة وهي تلتقطه وكأنه كنز ثمين ، ضغطت عدة أزرار ليأتيها صوته بعد لحظات ..

تشكلت إبتسامة واسعة على ثغرها ، فالأن علمت بأنها بأمان بوجوده .... !


............................................

حملت طفلتها الصغيرة بين يديها بعد أن خرجت من سيارة الأجرة ، تنهدت بهدوء عندما تذكر السيد جلال ومهاتفته لها في الصباح واخباره لها أن تأتي   لزيارته هي وطفلتها ( زين ) فيبدو بأن الرجل أشتاق إلى حفيدته كثيرا ، في البداية رفضت حتى لا ترى أيهم ..

حسنا هي تكذب كثيرا فهي تود رؤيته كل ثانية ولكن كرامتها اللعينه ترفض أن تذهب لبيته بعد أن طلقها !

ولكن عندما أخبرها السيد جلال بأن أيهم خرج باكرا ولن يعود قبل المساء خضعت لرغبته   وها هي الأن تقف أمام المنزل ، رفعت يدها تطرق الحرس بهدوء لتسرع الخادمة تفتح لها الباب تدخلها ناحية السيد جلال وصفاء !

عانقتهم بحرارة كبيرة ، لقد أصبحو أهلها بعد وفاة والدتها ، رأت منهم حنانا كبيرا ومحبة فائضة 

هتفت صفاء بحنيه وهي تحمل الصغيرة :

- نورتي بيتك يا فرح

جلست بهدوء مجيبه :

- مبقاش بيتي يا طنط ، أيهم استغنى عني بسهولة علشان البنت الأجنبية

حاوطها السيد جلال بحنيه قائلا :

- بس أنا وصفاء أهلك مش كده ؟

رفعت بصرها تحدق به بحنيه قائله :

- وأغلى يا بابا والله !!

مرت ساعتين والأجواء السعيدة سيدة الموقف

فرح نتبادل الحديث مع صفاء بحب

والسيد جلال يلاعب حفيدته الصغيرة بسعادة !

لحظات وارتفعت طرقات الباب من جديد

اتجهت الخادمه تفتح الباب لتتفاجئ بما تراه

في حين كانت فرح تبتسم بسعادة لحديث صفاء

دارت برأسها ترى من القادم لتتشنج اوصالها فجاءة وتحتل البرودة الشديدة جسدها !!

وكأن أحدهم ألان صفعخا على وجهها بقوة

نهض السيد جلال بعنف وهو يرى ابنه أيهم يتقدم ناحيتهم يحمل بين يديه تلك الفتاة المسماة ( كلارا ) ................!

أنخطفت الأنفاس في هذه اللحظات

وأرتفعت وتيرة قلوب العشاق إلى أهالي السماء

لتكن صدمه جديدة تضاف لقلب ( فرح )

ثوان معدودة وشعرت بالرؤية مشوشة أمام وجهها لتسقط بقوة وكأنها تريد الرحيل فالقلب قد كسر وأنتهى الأمر ............ !


                الفصل الرابع عشر من هنا

لقراءة باقي الفصول الجزء الثانى من هنا

ولقراءة الجزء الاول جميع الفصول كاملة من هنا



تعليقات



<>