أخر الاخبار

رواية عشق الادم الجزء الثاني2الفصل الرابع4والخامس5بقلم ماري حلمي


 رواية عشق الادم ج٢

الفصل الرابع والخامس 

بقلم ماري حلمي



" الفصل الرابع والخامس

جلست على سريرها تطالع صورته بغضب بعض الشيء !

كيف له أن ينسى ذكرى هذا اليوم الذي حفر بذاكرتها بقوة لا يفارقها أبدا وكأنه البارحه !

هذا اليوم المميز الذي أصبحت فيه لأدم وأصبح أدم لها كيف سمح له أن ينساه !؟

هل صدق من قال بأن الزواج ينسي الحب ؟

أم أدم الزهرواي قد بدأ ينقص في حبه لصاحبة الشعر الأحمر ؟!

تنهدت بحزن وهي تسمح لدموعها اللؤلؤية بالأنهمار على وجهها بقوة تبكي حالها ذلك !

دفنت رأسها بين قدميها تنحب بصمت حتى لا يسمعها ذلك المغرور الذي دخل قبل قليل ينعم بحمام بارد !

للحظة ظهرت أمامها ذكريات يوم زفافها !

ذلك اليوم المميز الذي تمنت في سرها أن يعود حتى يبقى أدم كما هو لا ينسى شيء 


يخصهما معا ، ولكن للأسف ف ها قد نسي وأنهتى الأمر ..

وجدت باب غرفتها يفتح وتظهر من خلفه مرح الصغير برفقة شقيقتها وجاسر كما هي عادته في اللحاق بهما ، أسرعت الصغيرتين يتسلقن السرير ليلتصقن بوالدتهن بقوة عندما لاحظن حزنها ..

رفعت ( مرح ) يدها الطفولية تمسح دموع والدتها وهي تهتف بطفولية :

- مامي بتعيطي ليه ؟

مسحت عشق دموعها بسرعة لتهتف :

- مفيش يا قلبي ، في حاجة علقت بعيني بس !

طالعها الصغير بنظرات متفحصه ، وبذكاء طفولي فهم ما يجري من حوله ..

في هذه الأثناء كان أدم يخرج من الحمام بعد أن أرتدى ملابس العمل ، منحهم نظرة متسائله يهتف :

- في ايه يا عشق ؟

أدارت وجهها الناحية الأخرى تهتف بغضب :

- مفيش حاجة

في حين نزل ( جاسر ) عن السرير يسير بخطوات طفولية حتى وصل بجانب والده ، ضم حاجبيه بغضب وهو يرفع رأسه مخاطبا والده بحده :

- أنت أزااي تسمح لنفسك تزعل مامي؟ 

كان أدم على وشك الضحك من مظهر ولده الصغير ولكنه تمالك نفسه يهتف بغضب مصطنع :

- وأنت مالك انت ؟ تكون ولي أمرها وانا مش عارف ؟!

ركل الصغير قدم والده بضربه طفولية جعلت أدم يطالعه بصدمه ، في حين ضحكت الصغيرتين على فعل شقيقهما لتبدأن تصفقان بأيديهن بقوة !

تصنم أدم مكانه وهو يرى أطفاله هكذا ..

أيضحك أم ماذا يفعل ؟!

أحنى جذعه وهو يحمل طفله الصغير بعد أن نجح بأكتساء ملامح الغضب يهتف :

- انت بتضربني ؟


هتف الطفل بعد أن بدأ بالبكاء :

- أيون يا بابي ، علشان مامي عشق بتعيط بسببك

وبتلقائيه حول أدم أنظاره ناحية عشق ليرى لمعان الدموع من عينيها الساحرة بشكل جعله يتأملها دقائق بعد أن اكتست جمالا فوق جمالها ..

أنزل الصغير بهدوء ليتجه ناحيتها يجلس بالقرب منها ، رفع وجهها ناحيته يهتف بتسائل :

- بتعيطي ليه يا قلب أدم ؟

نفضت يده بقوة وهي تنهض تسرع ناحية الحمام لتختفي خلفه بعد أن أغلقت الباب خلفها بهدوء حذر !

في حين منح الأطفال الثلاثه والدهم نظرات ناريه ليتجه أدم ناحيتهم يقبلهم بحب

 يهتف لهم بصوت منخفض :

- لو هتكونو قد السر أنا هتفق معاكم على حاجة

تقدمت الصغيرتين تجلسان بأحضان والدهما بحب

في حين بقي جاسر يقف يشبك يديه أمامه بغضب وهو يطالع والده بغضب ، هتف له أدم بتسائل :

- ها يا جاسر هتكون قد السر ؟

تقدم الصغير يهتف :

- لو حاجة تفرح مامي عشق أنا موافق

..............................................

فتح باب شقته الصغيرة التي تتوسط منتصف مدينة البندقية الأيطالية! 

تنهد بهدوء وهو يرى الظلام يكسو المكان ، لا حياة هنا ولا روح ، سار حتى وصل أقرب مقعد خشبي يرمي جسده عليه بقوة عل التعب يمل منه ويتركه !

أغمض عينيه بهدوء وهو يتكأ برأسه على المقعد

لتبدأ الذكريات تظهر أمامه بقوة !

ضحكاتهم معا ، حزنهم معا ، دراستهم و سفرهم و صداقتهم معا ..!

كل هذه الذكريات تهاجمه كلما كان لوحده وكأنها تحذره من مخططه القادم للإيقاع بأغلى صديق كان يمتلكه بيوم من الأيام .. !

فتح عينيه من جديد وهو ينهض يتجه ناحية غرفته التي يسودها اللون الأسود الذي اتخذ منه صديقا منذ أن قرر الأبتعاد عن رفيق روحه الذي لا يعلم بوجوده حتى !

أشعل الأناره وهو يسير حتى وصل أمام مرآته ليقف يتأمل نفسه جيدا !

( جورج ) ذلك الشاب الذي بلغ الخامسه والثلاثون من عمره قبل عدة أيام ، مسيحي الديانه ، يملك شعر أشقر يصل أسفل رقبته وعينان زرقاء بلون   البحر الصافي ، يملك جسد رياضي  وصاحب إحدى أكبر شركات الاستيراد والتصدير في أيطاليا ....

هتف لنفسه بألم بعض الشيء :

- أنا مكنتش كده ، بس أنت السبب يا صاحبي ، أنت إلي خليتني أوصل مرحلة أشيل قلبي من مكانه بسبب الغدر والخيانة إلي شفتهم منك !!!

أنهى كلماته وهو يكتسي معالم القسوة التي عرف بها هنا في هذا البلد الأجنبي ، كور  قبضة يده ليهوي بها على المرآة من أمامه لتتهشم إلى قطع صغيرة ممتزجة بدماء يده التي بدأت تنهمر بقوة ..

لم يشعر بأي ألم جسدي قط !

فألامه النفسية كانت الأقوى ..!

سمع صوت باب الشقه يطرق ليزفر بعنف وهو يتجه ناحية الباب بخطوات عاديه ودمائه بدأت تمتزج بالأرضية !

فتح الباب ليقابل عينيها الجميلة ، عاد للداخل لتدلف خلفه وهي تحمل الطعام بين  يديها ، كانت على وشك الكلام حينما شاهدت دمائه تملىء الأرضية لترفع بصرها وترى يده التي تنزف بقوة

شهقت بجزع وهي تضع الطعام على الطاولة القريبة ومن ثم تتجه ناحيته تهتف بلهفه :

- خير يا جورج ، ايدك بتنزف ليه ؟

طالعها بهدوء وهو يرى نظرات الحب واللهفة والخوف الممزوجه معا تخرج من عينيها بصدق

للوهله الأولى شعر بحاجته لضمها ولكن قلبه القاسي منعه بقوة ، جلس يهتف ببرود :

- مفيش حاجة يا ( كلارا→

جلست بجانبه تهتف وهي تنزع وشاح أحمر صغير كان يزين رقبتها البيضاء لتلفه حول يده :

- ممكن تسكت شوية

أنهت كلماته تلك وهي تنهض تتجه ناحية علبة الإسعافات تخرج منها الازم ومن ثم تعود وتجلس ناحيته من جديد ، بدأت تعقم الجرح له بهدوء

في حين لمح هو بدوره دموعها تنزل بصمت

أغمض عينيه لا يريد الأشفاق عليها أو حتى على نفسه ..!

هتف ببرود :

- طيارتنا كمان خمس ساعات

اومأت برأسها وهي تمسح دموعها مجيبه :

- أنا حضرت نفسي وكنت جايه أجيبلك الأكل علشان عارفاك مش بتهتم بنفسك

اللعنه على هذا الحب الذي تكنه لشخص قد انتزعت الرحمه من قلبه ، لتكن القسوة والظلام بديلا عنها ..

تلك المسكينه التي تبلغ من العمر الخامسه والعشرون من عمرها ، عارضة الأزياء  المشهورة والجميلة المغريه قد وقعت بحب جورج هذا التي لا تعلم أين سيذهب بها وإلى أي دوامه سيلقيها

هي فقط تسير خلفه كالمنومه تنفذ أوامره تحت مسمى الحب .. !

ولكن هل هكذا يكون الحب يا ساده ؟!

..........................................

أخذت تطالع صديقتها بنظرات متشككه من تصرفاتها الغريبه تلك ، هتفت لها بتسائل وهي تراها تغلق الباب بأحكام :

- أنتي تجننتي يا فرح ولا ايه ؟ مش عايزاني أخرج من أوضتي ليه ؟!

ابتسمت فرح على صديقتها تلك مجيبه :

- مالكيش دعوة يا عشق ، اقعدي هنا من سكات

زفرت عشق وهي تطالعها بغضب تهتف :

- طيب البنات وجاسر فين طيب ؟!

هتفت فرح بضحك :

- معرفش ومتسأليش

في تلك الأثناء تعالت طرقات خفيفة على باب الغرفة لتسرع فرح تفتح الباب لتشاهد صندوق

كبير خلف الباب ولا أحد بجانبه ، أدخلته بسرعة تغلق الباب خلفها لتهتف لصديقتها :

- هنا في فستان ولوازمه البسيه وجهزي نفسك خلال ربع ساعة بس

في الأسفل

كانت التجهيزات تسير على قدم وساق لأجل هذه الليلة المميزة ، أدم يقف ببدلته السوداء بشكل سيخطف قلب حبيبته وزوجته عشق الليلة لا محاله ،   الأطفال يرتدون ملابس من أجمل ما تكون وضحكاتهم تملىء القصر بأكمله ، أحمد يقف بجانب زوجته نور يسلطون أنظارهم ناحية الأعلى ينتظرون هبوط الجميلة ..

أيهم يجلس بجانب والده وزوجته والسيدة صفيه يحمل طفلته يداعبها بحب ..

دق قلب أدم وكأنها ليلة زفافها حينما أستمع لحفيف فستانها يأتي من الأعلى ..

رفع رأسه ليجدها تقف بالأعلى بفستان زفاف أبيض بعد أن خطط لهذه الليلة المميزة

( ذكرى زواجهما ) أصر أن تكون كيوم زفافهم ترتدي فيه الأبيض وكأنها عروس جديدة !


خطط مع كل أفراد العائله على التجهيزات لتكون هذه الصورة الجميلة التي تراها عشق الأن !

الورود نثرت على الدرج التي بدأت تنزل عليه ممسكه بيد رفيقة دربها ( فرح ) !

الأرضية وكأنها حديقة جميلة من اللون الأحمر !

خفق قلبها على هذه المفاجأة الجميلة التي جعلتها تبكي من السعادة ..

إذا ( أدم ) حبيبها وعشق الوحيد لم ينسى ذكراهم

بل عمل على إخراج هذه الليلة التي تبدو مميزة للغايه ..

وصلت أمامه لتشاهده يقترب يلتقط يدها يقبلها بحب جارف كبير ، همس لها بحب :

- بحبك

رفعت يديها تتعلقت برقبته مجيبه :

- وأنا بعشقك

صفق الجميع في هذه اللحظات الرومانسية الجميلة !

في حين اقتربت الطفلتين تطالعان والديهما بسعادة كبيرة !

بدوره جاسر اقترب من والده يهتف له :

- بحبك أوي يا بابي علشان خليت مامي فرحانه

أبتسم له أدم وهو يعلق عينيه على جميلته قائلا :

- وازي أنا أقدر أنسى اليوم إلي غير حياتي كلها ، عشق دي حياة أدم يا جاسر

دبت الفرحة بأوصال الصغير وهو يحتضن قدم والده بحب ..

اقترب أيهم من زوجته يهتف لها بحب :

- وحشتيني

دققت النظر فيه لترى نظراته الصادقة التي اعتادتها من قبل ، ولكن ما الذي يحدث ؟!

هي سمعته يكلم فتاة بأذانها !

هتفت له بتسائل :

- متأكد ؟

منحها نظرة عتاب مجيبا :

- أنتي رأيك ايه ؟!

كانت على وشك الرد حينما استمعت لصوت بكاء ( فرح ) الصغيرة يرتفع شيئا فشيئا ، اجتمع الجميع ناحيتها بذعر ، في حين انتفض قلب ساره على صغيرتها وهي تهتف :

- مالك يا روح قلبي بتعيطي ليه ؟

تشبثت الصغيرة بأحضان والدتها تبكي بجنون

في حين أخذ أدم ينظر حوله بجنون وهو يهتف بذعر :

- فين ( مرح ) ..... !

إذا لهذا كانت تبكي الصغيرة

فقد اختفت توأمها فجاءة

ترى أين هي الأن ؟؟!


😍😍😍😍😍❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️


" الفصل الخامس "

جلست الصغيرة على ذلك المقعد الخشبي تطالع تلك المرأة التي تقف أمامها بخوف كبير !

لحظة وأنفجرت بالبكاءة وهي تتذكر والدها ووالدها وشقيقتها التوأم وشقيقها جاسر !

بدأت الصغيرة تنحب شيئا فشيئا لتتأفف تلك المرأة وهي تبتعد عنها مصدره صوتا مزعجا نتيجة كعبها العالي !

ابتسمت بشر وهي تتخيل حالة أدم وعشق الآن التي ربما كانت سيئه جدا ، إذا فقد نجحت هذه اللعينه بقلب الليلة إلى سواد حالك عليهما !

توجهت ناحية النافذة تقف تتذكر ما فعلته قبل ساعتين من الأن ....

فلاش باااااك

استشاطت غضب بداخلها وهي تستمع لكلمات مديرها التي مزقت قلبها اربا اربا دون أن يعلم !

في حين هتف لها أدم وهو يقف أمامها قائلا بحزم :

- أنا طلبت الهدية وهتوصل في الميعاد ، أنتي هتجيبها وتيجي القصر ، مفهوم يا أنسه أسيل ........ ؟!

اومأت برأسها بإذعان وهي تتمنى قتل تلك المسماه ( عشق ) ، وكأنها هي من تسرقها من حبيبها !

هتفت بصوت متقطع :

- طيب ينفع ..

بترت كلماتها تلك عندما وجدته يحدق بها بنظرات ناريه  !

هتف بغضب وهو يبتعد عنها :

- إلي قولته يتنفذ يا استاذة !

اومأت برأسها من جديد تهتف بخنوع :

- حاضر

تحرك من أمامها مبتعدا يتجه ناحية مكتبه يلتقط مفاتيح سيارته ومن ثم يسرع يتجه ناحية الخارج فقد تأخر كثيرا عن حفله المنتظر لحبيبته !

ضربت بقدمها الأرضية  بعنف حتى أنها شعرت بقدمها تتمزق من الألم ، هتفت وهي تخرج :

- هقلب الليلة دي على راسك يا عشق ..

أنهت كلماتها ومن ثم خرجت بخطوات هادئه عكس ما يجول بخاطرها من غضب شديد !

بعد ساعة وصلت القصر لتراه مزين بأبهى حله

أغمضت عينيها تتمنى الليلة التي ستجمعها مع حبيبها ، دخلت تتهادى بمشيتها بفستان أزرق قصير وكعب عالي يطرق بصوت مزعج وهي تحمل بين يديها تلك الهدية التي كانت تحت طلب أدم

..

ومنذ تلك اللحظة التي وطأت فيها قدميها أرضية القصر لمحته يقف يطالع زوجته التي تقف فوق أعلى الدرجات بفستان أبيض جعل منها حوريه بحق ..

كادت تسقط مغشيا عليها من هيبة الموقف والعشق الذي يملىء المكان !

نزلت دموعها وهي تخطط لموقف تفسد فيه هذه الليلة ..

وقعت عينيها بقوة على التوأم الجميل لتبتسم بشر وهي تتقدم ناحيتهما بعد أن ارتفعت أصوات الموسيقى ، بدأت تتخفى بين المدعوين حتى وصلت أمامهما .... !

أخذت تطالعهما بنظرات ثعلب سينقض على فريسته لا محاله ، وضعت الهدية على طاولة قريبة من المكان وهي تبتسم بشر لمخططها الشرير ..

رفعت رأسها لتشاهد أدم يراقص زوجته برومانسيه قتلت فرحتها وجعلتها تعزم على  تنفيذ المخطط لا محاله !

لحظات ووجدت جاسر يمسك بيد شقيقتها ( فرح ) ، استرقت السمع جيدا ليأتيها صوت الصغيرة تهتف :

- عايزة أشوف الورد إلي تفتح النهارده يا جاسر بالحديقة .

أمسك الصغير يدها بحب وهو يرفع رأسه بثقة عاليه بأنه أصبح رجل حسب اعتقاده ويستطيع أن يؤمن على شقيقتيه !

في حين بقيت ( مرح ) تقف على بعد قليل تطالع والديها بطفوليه وهي ترى السعادة الكبيرة التي يعيشانها ، اقتربت منها بنظرة أفعى تهتف لها دون أن يراها أحد :

- الحلو واقف هنا ليه ؟


رفعت الصغيرة أنظارها لتقابل تلك المرأة تهتف بطفولية :

- مفيش حاجة ، بستنى أختي راحت مع جاسر تشوف الورد

أخرجت تلك الشيطانة قطعة كبيرة من الشيكولاته من جيب حقيبتها وهي تمد لها يدها تهتف :

- هديكي الشيكولاته دي لو اخذتيني نشوف الورد معاهم

اومأت الصغيرة بهدوء وهي تتناول قطعة الشوكولاته بيديها الصغيرة لتهتف لها :

- تعالي معايا

أمسكت المسماه ( أسيل ) بيد الصغيرة تقتادها للخارج دون أن يراها أحد !

فالجميع كانت أنظاره على ( أدم وعشق ) فقط !

وبمجرد خروجها إلى الخارج حتى حملتها بين يديها بقوة بعد أن كممت فمها لتمنعها من الصراخ والبكاء !

ولحسن حظ تلك المرأة فقد غابت الصغيرة عن الوعي من خوفها وبكائها لتحملها بين  يديها بهدوء عندما اقتربت من سيارة الأجرة التي لا زالت تنتظرها بالخارج بعد أن اتفقت معه بأنها ستدخل قليلا وتعود إليه. ..

نهاية الفلاش بااك

رفعت رأسها بشر وهي تطالع الساعة التي بدأت تدق بدخول الساعة منتصف الليل ، ابتسمت بشماته وهي تجلس على مقربة من الصغيرة تضع قدما فوق الأخرى ، لحظات وارتفع صوت هاتفها النقال

تأففت بضجر وهي تضعه على أذانها مجيبه :

- أيوه يا ماما ؟

هتفت السيدة رقيه بخوف :

- انتي فين ؟ الوقت تأخر كتير ؟!

وبكذب كما هي عادتها أجابت :

- ما انا قولتلك يا ماما الليلة عيد زواج مستر أدم وعازميني على الحفلة ، متخافيش شوية وهرجع البيت ..

أغلقت الخط بسرعة وهي تنهض من مكانها تتناول الصغيرة بين يديها تهتف لنفسها :

- أظن كده حرقت قلب عشق عليكي اوووي ، وبوظتلهم الليلة ، هرجعك دلوقتي بلاش انكشف

على الناحية الأخرى بقيت السيدة رقيه تطالع الهاتف بحزن على حال ابنتها الغير مرضي لها بتاتا ، قلبها يخبرها بأن فلذة كبدها تسير بطريق غير  مستقيم ، رفعت رأسها تقابل صورة زوجها المرحوم لتنزل دموعها بهدوء ..

في حين كانت ( سيلا ) ابنتها الصغرى تخرج من المطبخ تحمل بين يديها كوب من القهوة الساخنه تتجه ناحية والدتها ، دق قلبها بخوف وهي تراها على  ذلك الحال ، وضعت ما بيديها بأسرع ناحية والدتها تحتضنها بخوف وهي تهتف :

- ماما ، بتعيطي ليه يا ماما ؟!

كفكفت السيدة دموعها تهتف :

- وضع اختك أسيل حالها مش عاجبني !

تنهدت الفتاة بهدوء لتهتف تطمئن والدتها :

- ربنا يصلح حالها يا رب

أمنت السيدة بقوة على كلام ابنتها ، في حين بدأت سيلا تتذكر حال شقيقتها الذي انقلب رأسا على عقب بعد أن بدأت العمل بشركة الزهرواي منذ أشهر قليله !

وتعلم أيضا قصة الحب الوهميه التي تحملها شقيقتها لصاحب الشركة ( أدم الزهرواي )

وتجزم أيضا بأن شقيقتها ستدمر نفسها بسبب هذا الحب الذي يأتي من طرف واحد ... !

هي نصحتها كثيرا ولكنها لم تتعظ ........ !

...........................................

انقلبت الأجواء بقصر الزهرواي من السعادة إلى الحزن الشديد بعد اختفاء ( مرح ) !

الشرطة بدأت بالبحث بعد أن قام أدم بأبلاغهم بالاختفاء ولكن دون جدوى تذكر !

جلست عشق على أرضية القصر تحتضن صغيرتها وجاسر بقلب أم ملتاع على اختفاء فلذة كبدها

بكت وبكت حتى سقطت مغشيا عليها ..

انتفض أدم والسيد جلال وأيهم خوفا عليها ، حملها زوجها بين يديه يتجه بها ناحية غرفتهم بالطابق العلوي !

في حين بقيت السيدة صفيه وشقيقتها برفقة الأطفال الذي يبكون والدتهم وشقيقتهم بحزن كبير ..

تقدم ( أحمد ) بخطوات بطيئه بعض الشيء يحمل فرح الصغيرة بين يديه بحب كبير وهو يقبلها على خديها الصغيرين بحنان ، هتف لها بعد أن مسح دموعها قائلا :

- متعيطيش يا مرح ، أختك هترجع قريب ان شاء الله ..

رفعت الصغيرة عينيها الحمراء التي انتفخت من شدة البكاء على توأمها تهتف بطفوليه :

- أنا حاسه يا عمو ان مرح كويسه ..

أبتسم لها بحب مجيبا :

- وأنا كمان

في حين جلست نور بجانب فرح وهي تحتضن طفلها تضمه ناحية صدرها بقوة وهي تشعر بشعور عشق وفقدانها لطفلتها ، هتفت لها فرح بدموع :

- مالك يا نور ؟

نزلت دموعها تهتف :

- تذكرت يوم وفاة ماما يا فرح

وضعت يدها على كتفها بحب تهتف :

- ربنا يرحمها يا حبيبتي ، الحمدلله ربنا عوضك بأحمد وحبه وخوفه عليكي ..

رفعت أنظارها تطالع زوجها بحب ، هو من أصبح والدها ووالدتها وحبيبها و زوجها بعد رحيل والدتها ..

..................................

فتحت عينيها لتقابل عينيه تحدق بها بتسائل

سرعان ما تذكرت ما حدث لتنفجر بالبكاء !

تلقفها بين أحضانه يضمها ناحية صدره بقوة وهو يهتف :

- كفاية عياط يا عشق ، مرح هترجع أنا متأكد

رفعت رأسها تهتف ببكاء :

- أنا السبب ، مش كان لازم أغيب عيني عنها

قبلها أعلى رأسها بحنيه مجيبا :

- متقوليش كده ، ربنا أراد كده وإحنا لازم نتحلى بالصبر

تمسكت به بقوة وهي تعود البكاء والنحيب من جديد تدعو الله في سرها أن يعيد طفلتها .. !

في الأسفل ..

خرج أيهم ناحية الحديقة راغبا بإدخال بعض الهواء النقي لقلبه بعد أن شعر بالأختناق وهو يرى حال شقيته ذلك ، نزلت دموعه على وجهه بغزاره وهو يتذكر  حال بعده عن شقيقته ( عشق )  كل هذه السنوات وحرمانه منها ، تنهد بحزن وهو يفكر هل من الممكن أن يكون حال فرح ومرح هكذا ؟

هل كتب على هذين الطفلتين الفراق بعد الإلتحام

و خروجهما للعالم سويا .. !

تقدم يجلس على إحدى المقاعد الخشبية يرجع رأسه يتكئ مغمضة عينيه بهدوء عله ينعم ببعض الراحة !

ارتفع رنين هاتفه ليلتقطه وهو يتهد من جديد مجيبا :

- وحشتيني !

سمع صوت ابتسامتها الرقيقه وهي تهتف بنعومه :

- وأنت كمان

اعتدل في جلسته مجيبا :

- ها ، هتيجي هنا امتى بقى ، خلاص انا مش قادر أعيش بدونك

هتفت بدلع :

- ومراتك ؟

أجاب ببرود :

- ماليش دعوة بيها ، هتربي بنتها وبس !!!


هتفت بصوتها الرقيق :

- خلاص بكرا بالكتير هكون وصلت

هتف بقوة :

- وأنا هستناكي على نار .....!

أنهى المكالمة وهو يعود يغمض عينيه يتكئ على مقعده من جديد يفكر بالقادم ..

في حين وقفت هي تستمع لتلك المكالمه  التي مزقتها اربا اربا لتطيح بقلبها إلى أسفل نقطة !

إذا هو خائن وكاذب !

مسحت دموعها بقوة تنهر نفسها مجيبه :

- خلاص يا فرح متعيطيش عليه ، ده واحد خائن ميستاهلكيش ..

انهت كلماتها تلك وهي تعود وتدخل الداخل بهدوء وكأن شيئا لو يكن ..!

بدوره هو بقى جالس ساعه أخرى لتصل لأذانه صوت بكاء طفله صغيرة ، فتح عينيه يستمع بأنصات ظنا منه بأنه يحلم لا محاله ..

ارتفع صوت البكاء أكثر ويبدو بأنه قريب منه

نهض من مكانه يسير ناحية الصوت ليصل أمام شجرة كبيرة في نهاية حديقة القصر ، دار حول الشجرة ليجدها تجلس  تحتها تبكي بقوة ..

شلت أطرافه من الصدمه !

كيف جاءت إلى هنا ؟

لقد بحثو بالقصر والحديقة كثيرا ولم يجدوها !

وبسرعة تناولها بين يديه يحتضنها بقوة يبث فيها الأمان والطمأنينة حتى تهدأ قليلا !!

سار بقوة يتجه ناحية الداخل ....... !

كانت عشق لا تزال نائمه بين أحضان أدم تبكي بهدوء بعد أن خارت قواها ولم تعد قادرة على الحركة ..

طرقات خفيفه على الباب جعلت أدم يهتف بهدوء :

- مين ؟

هتفت الصغيرة بصوتها الطفولي الذي دغدغ كيان والديها بقوة :

- أنا مرح يا بابي !

وبسرعة قفزت من أحضان زوجها تهرع ناحية الباب غير مصدقه بأنها سمعت صوتها  لتجدها تقف بطفولية بجانب شقيقتها تطالعنا  بحب ....

التقطتها بين أحضانها تشتم عبير رائحتها الطفولية ، تضمها ناحية صدرها بحب كبير تبكي بقوة ليبكي معها أدم وأيهم والجميع تأثرا بهذا الموقف ....

.....................................

تمددت على سريرها وهي تحدق بسقف الغرفة تهتف بشر :

- و دي الليلة باظت بفضل ذكائي ، هعمل كل حاجة علشان اخليه بعيد عن حضنها ، أدم لازم يكون بحضني أنا وبس ........... !

أبتسمت بشر وهي تغمض عينيها ليأتيها أدم بأحلامها الورديه الزائفة .... !

هل من الممكن أن تتغلب الخيانه على الحب ؟

وكيد النساء الذي ذكر بالقرأن الكريم هل من شأنه التفريق بين الحبيبين ( عشق وأدم )

ستخبرنا الأيام بذلك .....!


               الفصل السادس من هنا

لقراءة باقي الفصول الجزء الثانى من هنا

ولقراءة الجزء الاول جميع الفصول كاملة من هنا



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-