رواية عشق الادم ج٢
الفصل السادس والسابع
بقلم ماري حلمي
حطت الطائرة أحمالها في المطار معلنه عن وصول المسافرين بعد سفر ما يقارب ست
ساعات متتالية ، نزلت بدورها تمسك بيد حبيبها تطالع الناس من حولها بريبه ، فهذه المره الأولى
لها ببلد عربي وستتعامل مع ناس غريبين عنها من اليوم !
وجدت نظرات بعض الرجال تتفرسها بقوة نتيجة جمالها الصارخ وملابسها الملفته للنظر بشكل كبير!
هتفت له بهمس :
- أنا خايفة يا جورج ، الناس هنا غريبة !
أبتسم لها بهدوء قائلا :
- معلش يا حبيبتي ، الناس هنا عندها أعراف غير عن الناس بإيطاليا .
اومأت برأسها بتفهم وهي تضع شعرها الأشقر على كتفها الأيسر بهدوء ، في حين أنهى هو الأجراءات الأزمة ليمسك بيدها من جديد يهتف :
- يلا بينا ، هنروح الأول أوتيل على ما ينهو تجهيز البيت ..
هتفت وهي تسير بجانبه :
- وأيهم هشوفه أمتى ؟!
منحها ابتسامه هادئه مجيبا :
- الليلة !
أنهى كلماته تلك وهو يتجه بها ناحية سيارة الأجرة التي كانت تنتظرهم بالخارج
في حين دق قلبها هي بخوف من القادم ولكن الحب الكبير التي تحمله لهذا المدعو ( جورج ) قد قتل الخوف بداخلها لتقسم بأنها ستساعد
حبيبها في تنفيذ مخططه مهما كلفها الأمر حتى لو كان على حساب صديق طفولتها ( أيهم ) .. !
مرت نصف ساعة لتصطف سيارة الأجرة أمام إحدى أكبر الفنادق في المنطقة ، فتحت الباب لتخرج تعتدل في مشيتها ليتطاير شعرها نتيجة
الريح المتمرده ، في حين سار جورج ناحية الداخل لتتبعه وهي تتابع المكان من حولها بتفحص !
جلست بصالة الفندق ولا زالت تتابعه وهو ينهي إجراءات الحجز لتنهض بعدما أشار لها متجهين ناحية غرفهم ، دخل جورج جناحه الخاص في
حين توجهت هي ناحية جناحها أيضا ، تنهدت بهدوء وهي تخلع كعبها العالي تضعه
جانبا لتلقي نفسها على السرير الكبير الذي يتوسط الغرفة تحدق بالسقف بهدوء !
غصة مريرة تشكلت بحلقها وهي تتذكر طفولتها مع ( أيهم ) كان نعم السند لها ، الصديق الوفي الذي ساعدها كثيرا لتصل لأكبر دور الأزياء العالميه هو و والده السيد ( جلال ) ..
أغمضت عينيها لتنزل دموعها بهدوء وهي تتذكر أيضا والدتها الراحله التي كانت صديقة السيد جلال وهي من قامت بتوصيته ليعتني بطفلتها
الصغيرة جيدا ليكون على قدر المسؤولية ويضعها بأكبر المدارس الخاصة بمدينة
البندقيه وبقي يتابع تعليمها حتى أنهت دراستها الجامعية وألتحقت بعالم الموضى والأزياء !
كيف ستستطيع تدمير حياة أيهم بعد كل ذلك !؟
زفرت بقوة وهي تنهض عن سريرها تتجه ناحية الحمام رغبة منها بأخذ حمام بارد ينسيها ضغوطها قليلا .. !
على الجانب الأخر وبالتحديد في جناح ( جورج ) !
وقف على شرفة النافذة يراقب أمواج البحر من أمامه بعينين حادتين ، يشعر بنفسه
إنسان مختلف عندما يشاهد البحر ! هو صديقه الحقيقي القادر على تغير نفسيته من الحزن إلى السعادة
ومن التعب إلى القوة ..
وكأن هناك رابط قوي يربطه بتلك الأمواج العاتيه !
أحيانا يقرر الذهاب لأدم واحتضانه ونسيان كل شيء !
ولكن ذكرى وفاة والدته يقف رادعا له !
انزلقت دمعه يتيمه من عينه اليسرى وهو يذكر ذلك اليوم الأسود الذي قلب حياته رأسا على عقب ..!
فلاااااش بااااك
حاله من الهرج والمرج دبت بأوصال كلية الهندسة ف ها هو اليوم المنشود قد وصل
وسيقوم كل طالب بتقديم مشروع تخرجه للعميد المسؤول وستتم مناقشته ومن ثم اعلانهم خريجين أخيرا بعد سنوات من التعب والدراسة ..
منح والدته نظرة حب وهو يراها تجلس بجانب أولياء الأمور تطالعه بنظرات فخر كبير
ودموع السعادة تغطي وجهها ، إذا بعد أن قاتلت وجاهدت في تعليم فلذة كبدها الوحيد ستراه مهندس أخيرا ... !
رفع رأسه يبحث عن صديقه ( أدم ) ورفيقه بالمشروع ، يبدو بأنه تأخر ودورهم قد قارب
على المناقشة ، أخرج هاتفه يطلب رقمه ليجده مغلق للأسف ، دق قلبه خوفا من القادم ، سيفشل بدون وجود أدم معه !
سار ناحية العميد يهتف له بهدوء :
- معلش يا دكتور لو أخرنا ميعادنا شويه ، أدم فونه مقفول و و
قاطعه العميد قائلا بحزم :
- لا طبعا ، كله يلتزم بميعاده !
اومأ رأسه بخنوع وهو يحاول الإتصال مجداا ولكن دون فائده بالهاتف مغلق ... !
مرت ساعه وأدم لم يأتي بعد وقد حان الموعد
دخل جورج للمسؤولين بقلب يطرق بعنف من القادم !
إنتهت المناقشة بفشل ذريع من قبله ليخرج مطأطأ الرأس يرى الدنيا من حوله قد اكتست بالسواد الحالك !
إذا فقد رسب بمشروعه ولن يتخرج هذه السنه
بعدها بساعات وقعت والدته من هول الفاجعه التي ألمت بقلبها المسكين ، بقي ملازما لها يبكي دما على حاله الذي انقلب رأسا على عقب خلال ساعات قليلة فقط !
والسبب خيانة صديقه الصدوق ( أدم الزهرواي )
أعلن الطبيب عن وفاة والدته ليسقط أرضا يبكي بصوت مرتفع وهو يتوعد بالرد الشديد لقاتل والدته ..
أجل فهو يعتبر أدم هو من قتل والدته .... !
ليسافر بعدها يجر أذيال الخيبه إلى إيطاليا بعد ان نجح إحدى أصدقائه بمساعدته بالسفر ..
بدأ يعمل ليل نهار حتى أصبح من أكبر رجال الأعمال بعد أن تعاقد مع رجل أعمال
أعجبه عمله ليعمل بجانبه حتى أصبح له أسم بين رجال أعمال البندقيه ... !
نهاية الفلاش بااااك
عاد من ذكرياته تلك وهو يمسح دموعه بقوة كبيرة بعد أن أخرج صورة صغيرة
يحتفظ بها لوالدته الراحله ، قربها من فمه يقبلها بحب واشتياق وهو يهتف :
- قريبا هاخد حقك وحقي وهترتاحي بقبرك يا نور عيني ...
....................................
ارتدت قميص أحمر ناعم يصل أعلى ركبتيها لتظهر ساقيها البيضاء بشكل مغري ! جعلت
شعرها العسلي القصير على رقبتها بعد أن وضعت أحمر شفاه ستندم عليه لاحقا ، غمزت
لنفسها بالمرآة وهي تقسم بأنها ستنجح بأقناعه بما في عقلها بعدما يشاهدها بهذا المنظر !
سارت بخطوات ناعمه تجلس على سريرها بعد أن ألقت نظره على طفلها الصغير الذي ينام بهدوء !
لحظات وشاهدته يدخل من الباب ليغلقه خلفه بهدوء ، رفع رأسه يبحث عنها ليجدها
على حالها ذلك ، تصنم مكانه يحدق بها بقوة من أسفل قدميها حتى أعلى رأسها !
بدورها نهضت تختال بمشيتها لتجعله يرمش بعينيه عدة مرات ، وصلت أمامه تقف
بدلع بعد أن تعلقت برقبته بدلال تهتف :
- وحشتني يا حبيبي
طالعها ببلاهه مجيبا :
- ما انا كنت عندك قبل ساعة يا نور ، هي شوية نزلت أشوف ماما وجيت ، مالك
يا بنتي أنتي سخنه ولا أيه ؟!
أصرت على تنفيذ المخطط لتهتف برقه :
- تو ، انا زي الفل ، بس وحشتني !
حملها بين يديه ليجلس على سريره ومن ثم يجلسها على قدمه يهتف بخبث :
- امممممممم ، طيب ادخلي بالموضوع بسرعة يا نور وقولي عايزه ايه علشان الروج إلي حطاه ده بيستفزني ..
ابتسمت على ذكاء زوجها لتهتف :
- إيه رأيك نسافر تركيا أسبوعين كده نغير جو ؟ انا زهقت هنا ، طول اليوم بالبيت وانت بالشغل وبترجع متأخر ..
طالعها بقوة يهتف :
- والشغل ؟ مقدرش أسيب أدم دلوقتي علشان عندنا صفقات كبيره لازم تخلص
رفعت أطراف أصابعها تلتمس وجهه بشكل جعل جسده ينتفض من لمساتها تلك
هتفت :
- أيهم موجود وبيساعده ، بليز يا أحمد عايزه اغير جو
اومأ برأسه مجيبا :
- ربنا يسهل ، هشوف أدم الأول
قبلته على خده الأيمن تهتف :
- بموت فيك
غمز لها بوقاحه مجيبا :
- وأنا كمان !
...............................................
انتصفت الليلة لتتألق بأجمل حله بفستان أحمر قصير يظهر جمال بياض بشرتها الرقيقة وعينيها الزرقاء ، منحت نفسها نظرة قبول لتخرج من
الجناح ومن ثم من الفندق بأكمله بعد أن استقلت سيارة أجرة تقلها المكان المنشود ..
بينما يجلس هو بارد الملامح يطالع الباب كل عشر دقائق ، تنهد بهدوء وهو يتخيل لو زوجته ( فرح )
علمت بالمخطط ، ستتركه لا محاله ..
رفع رأسه ليجدها تدلف ناحيته في ذلك المقهى المخصص للعشاق فقط ، نهض بدوره ينتصب بوقفته لتأتي إليه تحتضنه بحب وهي تهتف :
- وحشتني يا أيهم !
قبلها على خدها يهتف :
- وأنتي كمان كلارا ، ايه الحلاوة دي كلها يا بنت ، اهو تعلمتي اللغه كويس
جلست على المقعد أمامه تهتف بدلع :
- علشانك بس يا أيهم
منحها ابتسامة صادقة مجيبا :
- أخبارك ايه بقى ؟
تنهدت بهدوء مجيبه :
- تمام ، ها قولي هنتجوز امتى بقى ؟
حدق بها بقوة مجيبا :
- الليلة لو عايزه ..
وقبل أن يكمل حتى وجدها تقف أمامهم بالقرب من الطاوله تطالعه بنظرات ألم وقهر ... !
تصنم مكانه غير قادر على النهوض ، كيف علمت ؟
في حين هتفت كلارا :
- مين دي ؟
طالعتها فرح بقوة تهتف بقلب ملتاع :
- أنا كنت مراته !
نهض أيهم بسرعة يمسك يدها قائلا :
- خليني أشرحلك
نفضت يده بقوة مجيبه بصوت جعل الناس من حولهم يطالعونهم بغرابه :
- طلقني !
تشنجت اوصاله وشعر بأنه سيسقط لا محاله
في حين نهضت كلارا تهتف :
- طلقها يا حبيبي ! دي مش تلزمك من هنا ورايح!
في حين بقي هو يحدق بزوجته بقوة وهو يتنفس بهدوء !
لحظة واثنتين والصمت يعم المكان حتى هتف لها ببرود :
- انتي طالق يا فرح ..... !
............................................
دخلت البيت هائمه على وجهها تتخبط كالمجانين لا ترى أمامها من شدة الفاجعه التي ألمت بها !
إذا فقد تخلى عنها بسهولة كبيرة و أصبحت تحمل لقب ( مطلقة ) !
كل الحب والعشق الذي ربطها به كان عباره عن وهم كبير قد خرجت منه أخيرا ، نزلت دموعها على خديها بقوة وهي تدخل ناحية غرفتهما تخرج
حقيبة متوسط الحجم ومن ثم اتجهت ناحية الخزانه لتبدأ تخرج منها ملابس لها ولصغيرتها !
سرعان ما انتهت لتتجه ناحية طفلتها الصغيرة التي تنام ، ألتقطتها بين يديها بهدوء وحذر تهتف بها بحزن كبير :
- خلاص مبقاش ليكي أب يا ( زين ) ، بباكي باعنا
أنهت كلماتها وهي تلتقط الحقيبة باليد الأخرى تسرع تخرج من المنزل قبل أن تعود ..
نزلت ناحية الشارع لتجد سيارة أجرة تنتظرها بعد أن قامت بطلبها ، ركبت السيارة
لتلقي أخر نظرة على منزلها قبل أن تغادر ........ و للأبد !
مرت نصف ساعة حتى وصلت أمام منزل السيد ( جلال ) تطرق الباب بهدوء ..
لتجد صفاء تفتح لها بهدوء تطالعها بغرابه
هتفت لها فرح ببكاء :
- ممكن أدخل يا خالتو ؟
ادخلتها بسرعة بعد أن أخذت الصغيرة منها عندما وجدت حالتها يرثى لها !
جلست بأنهيار تبكي بصمت ..
تبادلت صفاء وزوجها النظرات ليهتف الأخير قائلا :
- في ايه يا بنتي ..
هتفت بدموع :
- أيهم طلقني يا عمو
...........................................
انقض عليه بوحشيه كبيرة بعد أن علم ما حدث
في حين ألتزم بدوره الصمت لآ يجرؤ على الدفاع عن نفسه !
هتف له أدم بغضب :
- انت تجننت ولا ايه ؟! ازااي تطلق مراتك يا متخلف ؟
طالعه بنظرات بارده يهتف :
- مالكش دعوة
هتفت أدم بغضب بعد أن صفعه على وجهه مجيبا :
- فرح أختي إلي مجابتهاش أمي ، متقولش إنها وحيدة وبدون أهل يا أيهم وأنك ممكن تكسر بخاطرها ! ده أنا احرقك ...
هتف ببرود أكبر :
- هي فين ؟
أبتسم أدم بشر على كلام رفيقه يهتف :
- سافرت ........ !
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
اافصل السابع
شهقت بجزع وهي تشاهد زوجها يقوم بضرب شقيقها ( أيهم ) لتنهض من مكانها تقف بينهما بالمنتصف تهتف لزوجها برجاء :
- أهدى يا أدم علشان خاطري ..
ثم حولت أنظارها الناريه ناحية شقيقها الذي كان يقف يطالع الاشيء ببرود قاتل
! تقدمت ناحيته ترفع يديها تحاوط وجهه بيديها تهتف له بحب :
- ليه عملت كده ؟
طالعها بنظرات أقسمت بأنها رأت الدموع متحجرة بداخل عينيه ، هتف ببرود :
- علشان بحب كلارا
صرخت بوجهه بصوت مرتفع قائله :
- كدااااااب ، عينيك كدابه ، ونظراتك كدابه ، الحب إلي بعينيك محفور بيه أسم فرح
غصه مريره تشكلت بحلقه عند ذكر اسمها ليتنهد بألم كبير وهو يغمض عينيه يسير بخطوات بطيئه حتى وصل مقعد خشبي ليرمي نفسه عليه بتثاقل
، وجه أنظاره ناحية أدم الذي كان يقف يطالعه بغضب كبير ليهتف :
- سافرت فين ؟!
جلس أدم بجانب زوجته عشق يمسك يدها يقبلها رغبه منه بأستفزاز أيهم بفعلته تلك ، رفع أنظاره يهتف ببرود :
- مالكش دعوة ، أنت طلقتها و خلاص !
لم يجد شيئا يقوله الأن !
سيلتزم الصمت حتى حين ولو على حساب قلبه !
أخفض رأسه يطالع الأرضية من تحته لتأتي صورتها أمامه ليبتسم بألم محدثا نفسه :
- وحشتيني
في حين همست عشق لزوجها :
- فرح فين ؟!
أمسك بيدها يسير بها ناحية الأعلى يهتف :
- هقولك فوق !
بقي أيهم يجلس بالصاله وحيدا يشعر بنفسه تائها في دوامه كبيرة لا يدري إلى أين ستأخذه !
( فرح ) ! أين هي الأن ؟ وكيف هو حالها ؟
وضع يده على قلبه عندما شعر بنخزه قويه تضرب قلبه بقوة كبيرة ليغمض عينيه عله يرتاح قليلا !
في حين وقفت السيدة ( صفيه ) برفقة شقيقتها صفاء يطالعنه من بعيد وهن يشعرن بالألم الشديد على حاله ذلك ..
هتفت صفاء بقلة حيله :
- في حاجة غلط أكيد ، أيهم مش ممكن يتخلى عن فرح كده وبسهولة .
أجابتها شقيقتها بهدوء :
- ربنا يصلح حالهم ياارب ..
في الأعلى ..
جلس أدم على طرف السرير يتنفس بغضب بعض الشيء من فعلة صديقه تلك التي لم تكن بالحسبان مطلقا !
هل ذهبت فرح ضحية مخططهم ذلك ؟
كيف لذلك الأحمق أن يتخلى عنها بتلك السهولة ؟!
تنهدت بدورها بهدوء وهي تخلع حجابها ليتدلى شعرها الأحمر على اكتافها بشكل جميل !
تناولت قميص رقيق ومن ثم اتجهت ناحية الحمام لتتركه يهدى قليلا ويعيد حساباته التي يبدو بأن قد تشابكت قليلا !
مرت عشر دقائق لتخرج بعدها ترتدي قميص أسود رقيق يعكس بياض بشرتها الناعمه ، رفع رأسه ليبتسم لها بحب كبير ، تلك الجميلة لديها القدرة على امتصاص حزنه وألمه بجمالها و طيبتها تلك
تقدمت ناحيته لتجلس على قدميه تهتف له بحنيه :
- العيون دي زعلانه كده ليه ؟
رفع يده يمسد على شعرها بحب ليهتف :
- خايف تكون فرح اتظلمت في نص اللعبه يا عشق
طالعته بقوة مجيبه :
- لعبة ايه ؟!
أغمض عينيه يضمها ناحية صدره يستشف الطمأنية التي تنبع من جميلته تلك ، هتف بعشق :
- حضنك ده كفيل ينسيني همي كله
ضمته لصدرها عندما أحست بحاجته لحنانها !
همست بأذانه بحب :
- بحبك يا أحلى حاجة بدنيتي
رفع رأسه ليقابل عينيها الساحرة ، هتف أمام شفتيها بحب :
- وأنا بعشقك
لينزل بشفتيه يقبل شفتيها برقه جعلت منها تغمض عينيها تستلذ بمشاعر العشق التي تحاوطهما من كل جانب !
ابتعد عنها يهتف :
- تموت كل بنات العالم من بعدك
اصطبغت بحمرة الخجل لتهتف وهي تبتعد عنه :
- هروح أشوف البنات
أمسك يدها ليجلسها من جديد يهمس :
- البنات نامو من زمان ، شوفيني أنا دلوقتي ..
.......................................
صدحت ضحكاته تجلجل ثنايا صالة الفندق التي يجلس بها يرتشف القهوة برفقة كلارا التي رفعت رأسها تطالعه بهيام ! ضحكاته تلك تسرق قلبها بقوة تجعلها كالعمياء تتبعه بضياع ما يعرف بالحب !
مدت يدها تتناول كوب قهوتها من أمامها وهي ما زالت تطالعه وهو يضحك بقوة بعد أن
علم ما حدث البارحة بين ( أيهم و فرح ) بينما شعرت بتأنيب ضمير قوي يضرب فيها بقوة كبيرة
تنهدت بهدوء تهتف له :
- كفاية بقى يا جورج ، الناس خدت بالها مننا
كتم ضحكاته مجيبا :
- و ده بداية الانتقام ، أيهم اغلى صاحب لأدم الزهرواي حياته ادمرت وتشتت
منحته نظرة هادئه تهتف :
- بس أنا قلبي وجعني عليها
اعتدل في جلسته يطالعها بقوة مجيبا :
- شغلنا مفيهوش شفقه يا كلارا
تنهدت بهدوء تهتف :
- طيب هنتجوز امتى بقى ؟
اتكأ على كرسيه مجيبا وهو يطالع الاشيء قائلا :
- بس أدمر عيلة الزهرواي كلها .
.......................................
طرقت الباب بهدوء وهي تطالع المنزل من أمامها بتفحص ، طمأنينة كبيرة سيطرت عليها بعد أن وجدت امرأة في العقد السادس من عمرها تفتح لها الباب بهدوء ، هتفت لها بصوت منخفض :
- السلام عليكم حضرتك الست ( نازلي ) ؟
طالعتها السيدة بهدوء مجيبه :
- أيوه يا بنتي انا هي ، وانتي أكيد فرح !
منحتها ابتسامه صغيرة مجيبه :
- ايون انا فرح و دي بنتي زين ، أدم قالي أنك عارفة إني هاجي هنا
أدخلتها السيدة ناحية الداخل بعد أن طلبت من إحدى الخادمات ان تدخل حقيبتها ناحية الغرفة التي خصصتها لها !
جلست بهدوء لتجلس السيدة أمامها تطالعها بحنيه قائله :
- اعتبري نفسك ببيتك يا بنتي ، هنا مفيش رجاله ساكنه معايا بالبيت ، ابني الوحيد مسافر أمريكا ومستقر هناك ، وأنا هنا لوحدي ، أدم طلب مني كتير اروح أعيش عندهم هناك بس أنا رفضت علشان ده بين جوزي وحابه أفضل فيه لحتى ربنا ياخد أمانته ..
هتفت فرح بتسأل :
- أنتي تعرفي أدم منين ؟
ابتسمت السيدة مجيبه :
- أنا بكون عمته !
اومأت فرح برأسها بتفهم ، في حين هتفت السيدة من جديد :
- أيهم بحبك يا بنتي خليكي واثقة من ده
نهضت تهتف وكأنها ترفض سماع إسمه :
- لو سمحتي فين غرفتي عايزة أنيم الصغيرة
نهضت بدورها مجيبه :
- أخر غرفة بالطابق التاني
.................................
هتفت عشق وهي تعتدل من شعر زوجها قائله :
- اليوم هاخد البنات وجاسر السوق علشان ناقصهم شوية حاجات
قبلها على خدها الأيمن مجيبا وهو يعدل من ياقة قميصه :
- ماشي ، هسيبلك السواق ياخدكم
تعلقت برقبته بدلال قائله :
- ياريت لو مفيش عندك شغل النهاردة كنت جيت معانا
قربها من أحضانه لتصطدم بصدره يهتف لها :
- متزعليش ، كام يوم كده وأفضالكم
قبلته على خده برقه ليهتف لها بخبث :
- لآ ، عايز بوسه بمكان تاني
وكأنها كانت تنتظر ذلك لتقترب منه تقبله من شفتيه قبله جعلته يقربها منه أكثر !
ابتعدت عنه تهتف بدلال :
- كفايه بقى يلا هتتأخر !
زفر بضيق مجيبا :
- عايزة أفضل معاكي يا عشق
هتفت وهي تخرج لسانها كالأطفال :
- على شغلك
ليخرج بعد أن قبلها يتجه ناحية سيارته ..
في حين اتجهت ناحية غرفة التوأم تهتف بحب :
- حبايب ماما يلا بينا على الحمام ، علشان هنروح السوق ..
قفزت الفتاتان بسرعة وسعادة !
في حين اتجهت بدورها ناحية غرفة جاسر تهتف له بعد أن قبلته :
- اميري الحلو يلا قوم علشان هنروح السوق
تعلق الصغير برقبتها بحب يهتف :
- هيييييييه ، بحبك أوي يا مامي
............................................
جلس أدم يدقق الأوراق من أمامه بتركيز شديد حتى أنه لم يستمع لتلك الفتاة التي دخلت مكتبه تتجه ناحيته بدلال كما هي عادتها ، وقفت أمام المكتب تطالعه بهيام وقلبها يكاد يقفز من مكانه من قربه ذلك ! هتفت بنعومه وهي تمد بعض الأوراق :
- مستر أدم ، ياريت تشوف الأوراق دي
رفع رأسه بصدمه وهو يراها تقف أمامه هكذا ، أغمض عينيه وهو يستغفر ربه بما ترتديه ، فقد كانت ترتدي فستان وردي يصل أعلى ركبتيها عاري الكتفين ، فتحة صدره ملفته للنظر بشكل كبير ..
نهض عن كرسيه بعنف وهو يدور حول المكتب يقف أمامها يصرخ قائلا :
- وبعدين يا أنسه أسيل في لبسك ده ؟! هنا مش كباريه يا استاذة !
انتفضت على صراخه ذلك لتهتف بصوت منخفض :
- ما هو الفستان اهو طويل يا مستر
قالت كلماتها تلك وهي تخفض بصرها ناحية الفستان لتجعله يطالعه أيضا !
زفر بضيق مبتعدا عنها يهتف :
- أنا نبهتك كتير يا أنسه ، تفضلي من الشركة أنتي مطروده ...!
وبخبث أنثى أغمضت عينيها تضع يدها حول جبينها تهتف بصوت منخفض :
- مش قادرة حاسه نفسي هيغمى عليا !
انتظرته ليأتي يسندها كما كانت تظن ولكنه بقي يطالعها بجفاء ليهتف لها :
- في قدامك كوباية ميه اشربي علشان تتحسني!
جزت على أسنانها بقوة من بروده ذلك
أخذت تفكر بذلك الحب الكبير والعشق الجارف الذي يحمله لزوجته عشق حتى يمتنع عن بنات الدنيا لأجلها ، هتفت لنفسها بخبث :
- هوقعك يعني هوقعك ..
نزلت دموعها بكذب تهتف :
- خلاص يا مستر أدم هغير لبسي أوعدك بده ، بس بلاش تطردني علشان انا إلي بعين ماما وأنت عارف ..
أغلق عينيه مجيبا بضجر :
- خلاص تفضلي على شغلك
لتختفي سريعا إلى مكتبه ويزفر هو بهدوء ويعود لعمله من جديد ... !
مرت ساعتين ..
أنهت عشق عملية التسوق وها هي تقف أمام شركة زوجها تريد أن تفاجئه هي وأطفالها ..
دخلت ناحية الداخل لترى الجميع يرحبون بها بسعادة كبيرة ، استقلت المصعد برفقة الصغار حتى وصلت أمام مكتب زوجها ، في هذه الأثناء كانت أسيل قد غادرت المكتب لتنهي بعض الأوراق في الأرشيف !
دخلت عشق وأطفالها المكتب لترى أدم منهمك بعمله لتهتف بدلال :
- حبيبي بيعمل ايه ؟!
رفع رأسه ليشاهدها تطالعه بحب ..
وبتلقائيه أبتسم يتجه ناحيتها يقبلها بحب ومن ثم يقبل أطفاله يهتف :
- إيه المفاجأة الحلوة دي يا قلبي ؟
تعلقت برقبته بحب تهتف :
- قولت أفرحك شوية !
أمسك يدها يتجه بها ناحية مكتبه يجلسها عليه يهتف بعشق :
- أنتي مكانك هنا على مكتب حبيبك
في حين جلس جاسر يلاعب شقيقتيه بحب ..
لحظات ودخلت أسيل تحمل الأوراق لتتصنم مكانها وهي ترى عشق وأطفالها هنا ..
هتفت بخجل مصطنع :
- آسفة على الإزعاج
طالعتها عشق بهدوء تهتف :
- مفيش مشكله
في حين التصقت ( مرح ) الصغيرة بشقيقها تبدأ بالبكاء الشديد ، نهضت عشق وأدم ناحيتها يهدئونها ، هتفت لها عشق وهي تضمها :
- مالك يا قلب ماما ؟
أشارت الصغيرة ناحية أسيل التي كانت على وشك الإغماء لأنها ستنكشف الأن لا محاله
هتفت الصغيرة بخوف :
- الست دي وحشه يا مامي ، ضربتني وخطفتني ، هي دي الست إلي ضحكت عليا
وعطتني شيكولاته ، واخدتني بيت بعيد ، هي دي إلي خطفتني يا مامي ..................... !
لقراءة باقي الفصول الجزء الثانى من هنا
ولقراءة الجزء الاول جميع الفصول كاملة من هنا
