رواية عشق من نار ج٣ من عشق الادم
الفصل الثالث والرابع
بقلم ماري حلمي
وقف يطالعها عدة دقائق وهو غير قادر على استيعاب كلماتها تلك ! دقق فيها النظر أكثر عله يرى نظرات المزاح بين ثنايا عينيها الزرقاء ولكنه لم يجد !
هتف لها بهدوء :
- أنتي بتقولي ايه ؟
أبتسمت بهدوء وهي تبتعد عنه مجيبه :
- الفترة إلي كنت قريبة من عشق وبقية العيلة حسيت بشعور غريب يا جورج ! حسيت قد ايه إيمانهم قوي ، مهما حصل معاهم مشاكل أول ما بيتجهو لربنا ، حسيت بالغيرة جدا ، عارف من ايه ؟
إني مش زي عشق ! بس يحصل معايا حاجة مبسجدش في الصلاة ، الأسلام دين عظيم جدا يا حبيبي وأنا حبيته جدا جدا و .....
لم يمهلها تكمل كلماتها تلك ليهتف وقد بدأت عروق رقبته بالبروز قائلا :
- بس أنتي مسيحية ! وأنك تدخلي الأسلام ده فيه ثقوبات !
طالعته بهدوء تحاول أستيعاب درجة غضبه التي بدأت واضحة تهتف :
- بس أنا مقتنعه يا جورج وبجد من كل قلبي محتاجة أسلم وألبس الحجاب وأتقرب من ربنا اكتر ..
أقترب منها من جديد يقربها منه أكثر وهو يرفع يده اليمنى يلعب بطرف شعرها قائلا :
- يلا بقى يا حبيبتي كفاية هزار وخلينا في ليلتنا وشهر عسلنا دلوقت !
نفضت يده بقوة وهي تبتعد عنه وما زالت عينيها معلقه بعينيه بصدمة شلت أطرافها من ردة فعله تلك !
كانت تظن بأنه سيفرح لذلك ..
ولكن الذي وجدته بأنه عكس ما توقعته تماما ..
اتجهت ناحية سريرها تجلس عليه تطالعه بقوة قائله :
- أنا خلاص قررت أسلم يا جورج ، وبس أدخل الدين الأسلامي بيبقى حرام أكون حلال ليك إلا بعد ما تسلم أنت كمان ...... !
حسنا وصل الأن بغضبه إلى حد لا يمكن منه أن يسيطر على أعصابه لينقض عليها بهمجيه يعتليها فوق السرير يمسك يديها الأثنتين يرفعهما بجانب رأسها لتبدأ نظرات الغضب تسيل من عينيه بشكل جعل منه مخيفا جدا ، بينما تجمدت أوصالها من فعلته تلك لتهتف وقد بدأت الدموع تسيل من عينيها بقوة قائله :
- ج جورج ايه إلي جرالك ؟ أنت بتخوفني كده !
هتف وما زال على وضعيته تلك قائلا :
- ما عاش يا كلارا إلي يفرض عليا حاجة وأنا مش عايزها ..
حاولت دفعه عنها وهي تصرخ بهستيرية :
- أبعد عني متلمسنيش تاني !
تشكلت أبتسامة خبث على وجهه يهتف :
- أنا مش قاعد أخد الإذن منك يا حبيبتي !!
ليبدأ بتقبيلها بعنف لم تعهده منه من قبل ..
أحست بروحها تنسلب من جسدها بقهر و ذل وهي بين يديه بتلك الحالة !
توسلت وتوسلت ولكنه كان كالثور الهائج لم يستمع لتوسلاتها تلك !
أغمضت عينيها وهي تشعر بجسدها ينتهك ببشاعة لم تجربها قبلا !!
ماذا جرى له ؟
أهذا هو جورج زوجها التي عشقته حد النخاع ؟
أهذا نفسه من كانت قبل ساعات قليلة تتراقص معه برومانسية وحب ؟!
هو ليس بالوحش ولكن ماذا حدث له حتى ينتهك روحها بتلك البشاعة ؟!
أغمضت كلارا عينيها وهي تشعر بألم ينخر قلبها وروحها بشدة ..
فقدت وعيها وهي مستسلمة خائرة القوى ..
بينما أبتعد هو عنها بعد أن أنهى حرق قلبها يطالعها بصدمة من حالتها تلك ؟
ماذا فعل ؟؟؟!
همس بحذر ينادي بأسمها ولكنها لم تتحرك قيد أنملة !
بصق على نفسه من بشاعة ما فعله !
ترى كيف أستطاع فعل ذلك معها هي بالتحديد ؟
حبيبته التي أعادت إليه حياته بعدما كان غارقا بالظلمات .. !
أهذا جزاته ؟
أتجه بسرعة ناحيتها من جديد يهزها بخوف كبير يهمس لها بندم جاء متأخرا :
- ك كلارا ، حبيبتي فوقي أنا آسف !
ولكن أي أسف هذا الذي سيقبل ؟؟!
حركت رموشها بضعف كبير لتفتح عينيها الزرقاء وما زالت الدموع تغرق وجنتها تهتف بضعف حطم ذلك المتوحش قائله :
- بكرهك من كل قلبي ..
قالت كلماتها تلك لتستسلم لفقدان وعيها من جديد !!
بينما بدأ يبكي بقوة ويصرخ كالمجنون بأسمها ..
************************
تأكدت من أن أبنتها الصغيرة قد غطت بنوم عميق لتدثرها جيدا ومن ثم قامت بطبع قبلة رقيقة على وجنتها الصغيرة تبتسم بهدوء !
خرجت بعدها تغلق الباب خلفها بحذر ومن ثم أتجهت ناحية غرفتها بممل بدأت تشعر به بقوة و حبيبها الجميل غائب عنها !
لحظات ووقفت مصدومة وهي تراه يجلس على السرير يطالعها بأبتسامة عاشقة كبيرة جعلتها تتصنم مكانها لتهتف :
- اصحي يا فرح انتي بتحلمي ، أيهم بأيطاليا مسافر مع أدم و ده إلي شايفاه قدامك خيال بس ..
صدحت ضحكاته تجلجل بأنحاء الغرفة بقوة جعلتها تبتسم ببلاهه قائلة :
- انت أيهم بجد ؟
اومأ برأسه لها دون أن ينطق وما زال يبتسم بحب كبير !
قفزت مكانها من الفرحة عدة مرات ومن ثم ركضت ناحيته تقفز فوقه على السرير تحتضنه بحب كبير وهي تهتف :
- وحشتني وحشتني ..
بينما احتضنها هو بقوة أكبر وهو يضحك على فعلتها تلك ليهتف لها بصوت أذاب قلبها :
- وأنتي وحشتيني اكتر يا فرح !
بجرأة كبيرة قبلته بجانب شفتيه تهتف :
- انت عارف إني بقيت كل يوم بعيط بالليل ؟
طالعها بخبث قائلا :
- علشان مش بتنامي بحضني صح ؟
هذه المرة قبلته من شفتيه بقوة قائله :
- صح !
أبتسم بعشق كبير يهتف لها :
- طيب عايزة تقومي من فوقي علشان ظهري وجعني من وزنك ولا لا ؟!
زمت شفتيها بغضب تهتف :
- كده يا أيهم ؟ أنا بقيت تقيلة ؟؟؟؟؟؟؟ !
أبتسم من جديد ليسرق قلبها للمرة التي عجزت عن عدها ليقلب الموازين ويجعلها هي تحته يطالع عينيها الجميلة قائلا :
- عسل وأنتي زي الأطفال كده يا قلبي
حاوطت رقبته بيديها مجيبه :
- جيت امتى ؟؟
طبع قبلة على خدها الأيمن قائلا :
- لسه من شوية وصلت انا وأدم من المطار ..
سكت ليكمل :
- بعدين متسأليش أسئلة دلوقت علشان مش فاضي أجاوب !!
لتبتسم بدلع وهي تقربه منها أكثر تطفى نار عشقها واشتياقها له .......
************************
جلس السيد جلال على تلك الأريكه مقابل التلفاز و ذهنه مشوش للغاية ، تنهد بهدوء وهو يغمض عينيه ومن ثم يفتحهما بقلة حيله ..
ترى ماذا ستكون ردة فعل أبنته عشق عندما تعلم بأن زوجها سيذهب إلى فلسطين بأقرب وقت ممكن ؟
عشقها له ربما سيتعبها في يوم
هو يظن ذلك ..
ولكن هل العشق يتعب قلب عاشق متيم بعشيقه حد النخاع ؟!
هتف يواسي نفسه قائلا :
- بس أدم راجل و قادر يقنعها بأي شكل !
هنا خرجت صفاء من غرفتها لتجد زوجها يكلم نفسه لتهتف له بهدوء :
- مالك يا جلال ؟
طالعها بأبتسامة ، هي الوحيدة القادرة على جعله يبتسم في أشد أوقاته حزن !
أقترب منها يفتح لها يديه قائلا :
- تعالي جوا حضني علشان أرتاح يا صفاء .
أبتسمت وهي تقترب منه تحتضنه بقوة لم تسمح للزمن من أن يخفف وطأة عشقا له ..
بينما هتف لها متذكرا :
- اليوم أحمد كلمني وقال في بنت جت على القصر سألت على أدم وعليكي يا صفاء !
هتفت له وهي ما زالت تنعم بأحضانه قائله :
- مين البنت دي ؟
أجاب بتلقائية :
- بقول أسمها مرام !
وكأن هذا الأسم يعني لها الكثير لتنهض من مكانها تهتف بصدمة :
- م مرام .......... ؟؟!
******************************
فتحت عينيها بتكاسل بعدما شعرت بشفاه تخترق بشرتها بقوة ممزوجة بنعومة كبيرة ، دققت النظر لتفتح عينيها على وسعهما تهتف :
- أدم ؟؟
أبتسم لها بأشتياق واضح مجيبا :
- قلب أدم
نهضت من مكانها تعتدل بجلستها تهتف :
- أدم ، حبيبي أنا مش مصدقة عيني أنك قدامي !
بلحظة كان يحتضنها يغمض عينيه يستنشق رائحة شعرها الفواح بعشق جارف ، بينما بأدائه الحضن بأكبر منه وقد بدأت تبكي بقوة كبيرة بللت على أثرها رقبته بشدة !!
خرج من أحضانها يمسك وجهها الذي يعشق تفاصيله بين يديه يهتف :
- بتعيطي ليه وأنتي عارفة إني بحس بوجع بس أشوف دموعك ؟!
وكأنها تحلق بالسماء الأن من شدة فرحها لتهتف :
- مش مصدقة نفسي !
بدأ يمسح لها دموعها برقة جعلتها تغمض عينيها من كمية المشاعر التي ضربت قلبها بقوة ليهتف لها بحب :
- بلاش تعيطي وتزعليني منك ..
اومأت برأسها بتفهم كبير
بينما أقترب هو منها وهو ما زال يمسك برأسها
لينزل على شفتيها يقبلها بجوع وأشتياق وعشق ومشاعر كبيرة حلقت بين هذين العاشقين !
أغمضت عينيها تتلذذ قربه منها وهي تستمع لضربات قلبها تكاد تخترق جدران المكان ..
أبتعد عنها رغبة بجعلها تأخذ نفسها وهو كذلك ..
بدأ صدرها يعلو ويهبط من فرط السعادة
بدوره همس بجانب أذنها قائلا :
- ب ح ب ك
حسنا لم تعد تحتمل كمية المشاعر الجميلة تلك
لتقترب منه تحتضنه وهي تغمض عينيها مجيبه :
- كفاية يا أدم ، قلبي هيقف وأنا معاك !!
أبتسم بهدوء ليهمس بخبث :
- يعني أنا موحشتكيش؟!
رفعت رأسها تهتف بنفي :
- مين قال كده ؟ أنت بتوحشني وأنت معايا يا حبيبي ! بس انت عارف إني وأنا بين ايديك بكون ضعيفة ازااي يا أدم ، الحب إلي جوليا ليك كبير فوق العالم كله ..
رفع يده يمسح على شفتيها اللتين انتفختا من قبلته تلك يهتف :
- وأنتي الحب الأول والأخير يا عشق أدم ..
أنهى كلماته تلك وهو يأخذها بين أحضانه ينعم بليلة سيجعلها ذكرى له في غربته القادمة ..
لن يفاتحها الأن بشيء !
سيترك المجال لمشاعر الأشتياق والحب ان تأخذ نصيبها منهما !
سيقضي الليل كله يتغزل بها..
يشبع من عشقها ...
سيناشد الله بأن الليل يطول الليلة ليبقى يتنفس أنفاسها ...
سيقبلها بالدقيقة مئة مرة لتنعم شفتيه برحيقها ..
فغدا سيكون مختلف جدا ............
❤️❤️❤️❤️❤️
4
!
عشق من نار
الجزء الثالث من عشق الأدم
*************
************************
فتح عينيه بعدما أخترقت أشعة الشمس النافذة لتستقر على جبينه بقوة ، تثائب بهدوء ليدير رأسه ناحيتها علها أصبحت بخير بعد فعلته تلك ولكنه لم يجدها بمكانها على السرير ، نهضت يجلس نصف جلسه و هو يبحث بعينيه عنها بالغرفة ولكنه لم يجدها !
لحظات وأستمع لأصوات المياه المتدفقة تأتي من الحمام الملحق بالغرفة ، زفر براحة بعدما كان يظن بأنها تركته وذهبت !
نهض عن سريره يسير ببطىء ناحية الحمام ليقف خلف الباب يهتف بهدوء :
- كلارا ! انتي كويسة ؟!
أبتسمت بأستهزاء بعدما وصلها صوته ذلك لتهتف مجيبه :
- مالكش دعوة !
تنهد من جديد وهو يبتعد ناحية الباب يجلس على مقعد قريب ينتظرها كي تخرج !
أخذ يطالع الاشيء أمامه بضياع
لماذا فعل ذلك معها ؟
كيف كشف عن وحشيته التي طالما حاول إخفائها بداخله ؟!
هي لم تفعل شيء لتستحق ذلك ؟
ترى هل الحب سيكون مبررا لفعلته تلك ؟!
نزلت دموعه بهدوء وهو يتذكرها ليلة أمس بعد فعلته تلك !
بقيت غائبة عن الوعي لأكثر من ساعة !
أستدعى لها الطبيب ليطمأنه بأنها بخير فقط تحتاج إلى راحة ونفسية بالأخص !!
أبقاها بأحضانه الليل بأكمله يهمس بأذانها بأعتذارات كثيرة و بكاء مرير لفعلته تلك ..
أستيقظت بعد حوالي ثلاث ساعات لتجد نفسها بأحضانه لتقفز بذعر مبتعدة عنه .
هو يستحق ذلك وهي ستعاقبه بشدة كما وعدت نفسها ... !!
سمع صوت الباب ليفتح ليدير رأسه يشاهدها تخرج تطالعه بنظرات غاضبه ، حانقه ...!
أقتربت منه تقف أمامه لتهتف بعيون أنثى جريحة :
- من هنا ورايح مش هكون ضعيفة قدامك يا جورج ، هخليك تشوف كلارا تانية ، الحب إلي بقلبي ليك هدفنه .... !
نهض ينتصب أمامها مجيبا :
- أنا قبلان أنك تاخدي بتارك مني ، بس متسيبينيش لو سمحتي ...!
طالعته بغضب واضح تهتف وهي تبتعد عنه قليلا :
- قدري أكون معاك يا جورج ، بس اتأكد هكون معاك وحدة تانية ، قاسية ... !
قالت كلماتها تلك وهي تبتعد عنه تقف أمام مرأتها تلك لتهتف :
- اه تذكرت ، قراري لسه بمكانه و هسلم سوا وافقت او عمرك ما توافق !!
اقترب منها يمسك يدها بقوة قائلا :
- مفيش عندي مانع بأنك تسلمي ، بس أسلوب الأوامر ده سيبك منه !
قال كلماته تلك وهو يقترب منها يقبلها على جبينها برقه ومن ثم أبتعد قائلا :
- هروح أطلب الأكل !!
لتبتسم بدورها بسعادة وهي تهمس لنفسها قائله :
- مجنون بس بحبك !!
**********************
داعبت نسمات الهواء الباردة صفيحة وجهها الرقيق وهي تقف منتصبة على شرفتها الصغيرة تطالع الأبنية الشاهقة من أمامها بتمعن !
يبدو بأنها غابت كثيرا عن مدينتها تلك لتعود ترى بأن المدينة أصبحت كأنها جنة ، أبتسمت بهدوء وهي تتذكر عشق وكيف كانت شرسة معها بمجرد ما ذكرت زوجها أمامها !
هذه غيرة الحب التي تتمنى أن تتذوقها يوما !!
ولكن يبدو بأنها سلمت أمر وقوعها بالحب ولم تعد تكترث بعد ما تعرضت له بمدينة البندقية منذ ان كانت هناك قبل عشر سنوات !
حاولت كبت دموعها ولكنها لم تستطع ! لتهطل بغزارة على وجنتها بشدة وهي تشعر بوجع كبير ينخرق قلبها بعد أن جاءت ذكريات ذلك اليوم المشؤوم بذاكرتها ... !
أستمعت لطرقات الباب ترتفع لتخرجها من ذكرياتها تلك وهي تمسح دموعها بطرف يدها كالأطفال !
تنهدت بهدوء وهي تسير ناحية الباب بخفه ..
رفعت يدها تفتح الباب لتقف للحظات تطالع الواقعة أمامها بسعادة كبيرة ممزوجة بالكثير من الحزن أيضا !!
بينما بادلتها الأخرى نظرات حنونه تهتف لها بأبتسامة :
- وحشتيني أوي يا مرام !!
تشنجت اوصالها من فرحتها لتسمح لها بالدخول وتغلق الباب خلفها بهدوء !!
وقفت صفاء بمنتصف الصالة تطالع مرام تهتف :
- بقيتي عروسة كبيرة يا حبيبتي !
هنا اقتربت منها ودموعها على وجنتها تهمس :
- ممكن أحضنك يا طنط ؟؟!
فتحت لها يديها ملبيه لترتمي بأحضانها وهي تشعر بحنان وأمان كبير أفتقدته بشدة منذ أن غادرت صفاء مدينة البندقية !!!
مرت ساعة أخرى و لازالت داخل أحضانها تبكي بصمت بينما صفاء تهدهد عليها كأنها طفل صغير بحاجة لوالدته ..
هتفت لها قائله :
- جيتي امتى يا مرام من ايطاليا ؟
رفعت رأسها مجيبه :
- مكنتش حابه أرجع هنا بعد ما خلصت دراستي هنا ، بس أدم كلمني ومحتاج مساعدة ف جيت علشانه يا طنط ..
طالعتها صفاء بتركيز قائله :
- أدم ؟ وانتي تعرفيه منين ؟
أبتسمت مرام بهدوء مجيبه :
- أنتي نسيتي يا طنط إني كنت زميلته بالجامعة ؟
اومأت صفاء برأسها بتذكر
بينما هتفت مرام بدورها قائله :
- من بعد ما سافرتي يا طنط وأنا بقيت احس بوحدة فظيعة ، ماما طبعا كل يوم تتزوج واحد ومش بتهتم فيا خالص ، وبابا أنتي عارفة قصته ..
طبطت صفاء على يدها مجيبه :
- معلش يا بنتي ، لازم تنسي إلي حصل معاكي و تبدي من جديد !
نهضت الأخيرة بدورها تقف أمام النافذة تهتف :
- مش هقدر أنسى أبدا إني بقيت مختلفة عن البنات ، روحي تشوهت ، حتى اي حد يحاول يدخل حياتي ويحبني بقيت شرسة جدا معاه !
الاغتصاب صعب جدا للبنت يا طنط ..
سكتت قليلا تحاول منع دموعها من النزول لتكمل وهي تعود وتجلس بجانب صفاء وتقبل يدها قائله :
- أنا لولا وجودك جمبي مكنتش قدرت أعيش واكون طبيعية تاني ، مكنتش درست وتعلمت و بقيت دكتورة نفسية ! مكنتش قدرت أعيش !
نزلت دموع صفاء متأثرة لتحتضنها من جديد قائله :
- ربنا هو إلي وقف معاكي يا حبيبتي ، بعدين متنسيش ان الحيوان اخد جزاته وانحرق !
اومأت مرام برأسها ولم تعقب بينما هتفت صفاء قائله :
- قوليلي بقى أنتي ايه شغلك مع أدم ؟
هتفت وهي ترفع رأسها قائله :
- هروح معاه إسرائيل .... !!
***************************
خرج من الحمام الملحق بالغرفة ليجدوا تجلس على السرير تطالعه بنظرات عاشقة لم تتغير أبدا منذ أن عرفها ! اقترب يجلس بجانبها يهتف لها :
- صباح الفل على أحلى حد بحياتي
أبتسمت عشق بخجل قائله :
- صباحي أنت يا أدم
اقترب يطبع قبله على شفتيها بهدوء ومن ثم تنهد بهدوء فقد قرر ان يفصح لها عن مكنونانه الداخليه ومخططاته ، هتف وهو يمسك يدها قائلا :
- عشق ، هتكلم معاكي بموضوع مهم بس اوعديني أنك متتعصبيش ولا تزعلي !
رأت نظرات الصرامة بعينيه لتهتف :
- خير يا حبيبي !؟
نهض من مكانه يقف أمام المرأة ليبدأ بكلامه قائلا :
- أنا محتاج أبعد شوية عن هنا يا عشق ، في حاجة مهمه لازم اروح اعملها بس هتكون خطيرة شوية !
نهضت بدورها بعد ما أحست بقلبها يخفق ألما تهتف وهي تقف خلفه قائله :
- ايه إلي بتقوله ده ؟ أنت عارف إني مقدرش أعيش وأنت بعيد عني ؟!
تنهد من جديد يحاول اكتساء قناع البرود قائلا :
- انتي بقيت أم! بلاش كلام الدلع بتاع البنات ده ، لازم اروح وأبعد عنك ! افهمي !
طالعته بعينين منتفختين من شدة البكاء ووجه شاحب تهتف بألم :
- بس أنت وعدتني تبقى معايا طول العمر ! معقول كنت بتكدب عليا ؟ بس لا لا أنا كنت بشوف الصدق بعيونك ! أرجوك علشان خاطري قول أنك بتكدب عليا ومش هتسيبني !!
زفر بشدة فلم يعتد يحتمل أكثر من ذلك ، تقدم ناحيتها يطالع بطنها المنتفخه يهتف :
- بلاش الكلام ده دلوقتي يا عشق ، أنتي قربتي تولدي ..
أبتسمت بمرارة مجيبه :
- وبعد الكلام إلي قولته من شوية عامل نفسك خايف عليا ؟ ده أنت أنسان بجح ..
أبتلع الغصة بحلقه حتى لا تسوء الأمور أكثر ليهتف :
- أنا أسف ، يا ريت تسامحيني ..
هنا أرتفعت وتيرة الغضب لديها ليتحول وجهها للون الأحمر وهي تراه بارد في كلامه وكأنه لم يفعل شيء ، وبسرعة جنونية أتجهت ناحية طاولة الزينة خاصتها تلتقط مقص صغير تهتف له بجنون :
- والله يا أدم والله لو مقولتش أنك بتهزر معايا إلا أموت نفسي !
أنتفض بخوف ليهرع ناحيتها يأخذ المقص منها بصعوبة يهتف بصراخ أمام وجهها :
- أنتي تهبلتي ولا ايه ؟؟؟؟
عايزة تموتي نفسك وأبنك ؟
أحست بأن الأرض تتهادى من تحتها لتغمض عينيها مستسلمة غير قادرة على المتابعة ، يبدو بأن جسدها لم يعد يحتمل ضغط أكبر لتسقط مغشيا عليها بين يديه ، خفق قلبه بشدة على حالتها تلك لتتلقفها بين يديه يحملها برقه وهو يتجه لها ناحية السرير يضعها عليه بهدوء ، دثرها بالغطاء جيدا ليهتف بجانب اذنها قائلا :
- تموت كل ستات الدنيا بعيني يا عشق ، أنتي الوحيدة إلي حركتي قلبي وخليتيني أحب الحياة ، سامحيني يا حبيبتي !!
قال كلماته تلك وهو يخرج من الغرفة بعد أن قبلها قبلة سريعة على شفتيها لتنزل دموعه تتساقط على بشرتها البيضاء جعلتها ترتعش قليلا في نومتها تلك ..
************************
في بيت شبه مهجور جلست سيدة في العقد السادس من عمرها تبكي بمرارة على الحال الذي وصلت إليه وأبنتها بسبب طيش الأخيرة في تبذير الأموال التي كانت كثيرة بين يديهما !
دموع القهر كانت ممزوجة أيضا على أبنتها الثانية التي ماتت بعد أن تركت خلفها طفل لا تعرف هذه السيدة عنه شيئا !
تنهدت بهدوء وهي تنهض تتجه ناحية الشرفة لتستمع لصوت أقدام تتقدم خلفها لتهتف :
- جيتي أمتى يا ( دلع ) ؟!
هتفت تلك الفتاة التي هرولت ناحية والدتها بسعادة :
- أنا لقيت حفيدك يا ماما !
أدارت السيدة جذعها بسعادة تهتف :
- فين ؟ هو فين ؟؟!
أبتسمت الفتاة بشر قائله :
- هيكون فين يعني يا ماما ؟ في قصر أبوه أدم الزهراوي !
أمسكت السيدة ( اعتدال ) يد أبنتها قائله :
- خديني أشوف حفيدي يا دلع ، عايزة أشوف جاسر ...... ... !
لقراءة باقي الفصول الجزء الثالث3 من هنا
لقراءة الجزء الثانى2جميع الفصول كاملة من هنا
ولقراءة الجزء الاول جميع الفصول كاملة من هنا
