رواية لاتتحدي الصقر الجزء الثاني2الفصل الاول1والثاني2 بقلم اسماء عبد الهادي

لاتتحدي_الصقر الجزء الثانى

بقلم اسماءعبد الهادئ 

الفصل  الاول والثاني 

ماج قلبه وإشتد كأمواج البحر الهائجة ففجعلته في مودة قلبه لم يكن هينا أبدا ،أحاطها بذراعيه بين ضلوعه يأبى تركها وأعينه تنزف دما ولأول مرة في حياته

يبكى هو المعروف عنه دائما بالتجلد والصبر ،ولكن مودة غير الأخرين، كيف له ألا يبكي روحه وما أصابها ،اقترب منه بلال غير مصدق هو الآخر ما حدث لزوجة صاحبه وابنة عم زوجته ،تلك التى هي مثال للأدب والأخلاق ،القدوة التي تحتذي بها الأخريات ،القلب البرئ والنفس الطيبة والعقل الحكيم ،وقف جوار صديقه كالأبلة لا يعلم كيف يواسيه فهو نفسه يحتاج لمن يأخذ بيده،فمثل هذه الميتة البشعة لا يتحملها عاقل أبدا 









اقترب منهم رجال الإسعاف يريدون نقلها إلى المشفى لعمل الفحص وإكمال إجراءات تحقيق الواقعة ليقول أحدهم  لصقر بأسف على حال صاحبته المتفحمة تماما _البقاء لله ربنا يصبرك 

كان الرجل لا ينتظر ردا على كلامه فهو يعرف أى حالة الصقر عليها الأن فقال بتردد_بعد إذن حضرتك لازم تتنقل للمستشفى وهناك هنكمل الاجراءات 

لكن الصقر لم يتحرك ،لم يتركها من بين يديه ولم يسمعه بل لم يره من الأساس فهو لا يعى بما يدور حوله ،كل ما يفعله هو أنه يعانقها ويبكى 

نظر الرجل إلى بلال الذى كان يبكى مصاب صديقه قائلا برجاء_لو سمحت ،عايزين نخلص شغلنا 


انتبه له بلال وفهم ما يرمي إليه فمسح دمعاته بأصابعه حتى لا يراها صديقه واقترب من الصقر واضعا يده على كتفه وهو ينخفض ليكون في مستواه ويقول بصوت مختنق من الحزن_صقر 

وعندما لم يجد استجابة منه هزه بقوة أكثر_صقر ،ارجوك تماسك ياصاحبي 

لينتبه له الصقر وينظر لصديقه وهو بحالة مزرية يرثى لها_مودة ،يا بلال ،مودة


لم يتحمل بلال رؤية صديقه على هذا الحال فما كان منه إلا أنه شدد من عناقه بقوة يشاركه بكاءه بكل صدق ،وكأن كل منهم يواسي الآخر


استغل الممرضون إبتعاد الصقر عن الحالة المكلفون بنقلها وحملاها برفق وهم متأثرين بمصابها ،إبنته لهم صقر فهرع  نحوهم بسرعه كبيرة وبصوت ملتاع مفجوع قال_إنتوا آخديها ورايحين فين سيبوهالي 

_يافندم ارجوك متصعبش علينا المهمه ،حضرتك تقدر تركب معانا الاسعاف 

وقف صقر محل أحدهم قائلا بحدة وقلب منشطر _ابعد انت وهو محدش هيشيل زوجتي غيري 


اقترب منه الرجل يحاول إثناءه عما ينوي فعله_يافندم ..استنى بس 


أشار له بلال بأن لا فائدة مما يفعله ،فابتعد عنه على مضض ،

حملها الصقر برقة وكأنها قارورة هشة يخشى أن تنكسر ووضعها برفق بداخل سيارة الإسعاف ينظر لها بحسرة فحتى النظر فى وجهها لم يستطتع أن يفعله فوجهها ليس له أي ملامح على الاطلاق ،لتفر دمعة حارة ملتهبة على وجهه إثر لهيب قلبه الملتاع  فما تزيده غير نار وحرقة

إستوى بلال إلى جواره أيضا وعندما رآه يدقق النظر  في ذلك الوجه المتفحم ،أمسك الملاءة ورفعها على وجهها يغطيه 

نظر له الصقر بحدة وكأنها يستنكر ما يفعله_انت بتعمل إيه...مودة ممكن تكون لسه عايشة ... ممكن يلحقوها يابلال ..زى ما لحقتك...مودة هتعيش صح يابلال ؟


نكس بلال رأسه فلم يستطع أن يرفعها فى وجه صديقه كيف يفعلها ويخبره أن حبيبته قد فارقت الحياه للأبد 


صاح به صقر مشددا قبضته عليه_رد يابلال ،قولى ..هيلحقوها ..مش كده ...مودة هتعيش 

لم يجد بلال بد من أن يخبر صديقه بما يحاول تكذيبه 


_ربنا يرحمها ويغفر لها ... نحسبها عند الله من الشهداء ياصاحبي

ربنا يصبرك على فراقها 


قبض الصقر على عنق بلال بقوة بأعين تلفح نار مشتعلة _انت بتقول إيه مودة مش هتموت ..مودة هتعيش ...عارف أن اللى حصلها صعب وهيأثر على شكلها ..بس هتعيش محدش يقول ماتت إنت فاهم 


تحشرج صوت بلال داخل حنجرته وأخذ يهز بجسده ويرفع يده محاولا إبعاد يد الصقر الذى فقد عقله للتو فكاد يقتله خنقا _صقر ..أنا بتخنق ..فوق ياصاحبي 


وبصعوبة بالغة استطاع بلال أن يزيح يد الصقر المحكمة على عنقه وينظر له بشفقة وأسى على حاله_لا حول ولا قوة إلا بالله 


نظر صقر لسائق سيارة الإسعاف وهدر به بصوت حاد _بسرعة يا أخينا ...بدل ما أقوملك ..ثواني وألاقيك قدام المستشفى 


خاف الرجل من لهجة صقر التحذيريه وهز رأسه بطاعة قائلا بخفوت _ماشى ياباشا


بينما يتمتم زميلة المجاور له فى المقعد_لا حول ولا قوة الا بالله...الراجل باينه اتجنن ..مراته ميتة أصلا ..هيفيد بإيه السرعة 


____

رفعت يدها المكبلة تبعدهم عنها بكل ما أوتيت من قوة _إبعد إيدك ياحيوان إنت وهوا إياك تلمسني 


ليصيح أحدهم بالآخر _شيل إيدك يالا عنها ..دى متوصى عليها من فوق ..وأى غلطة هتطير رقاب 


ليقول الاخر بتبرم_هوا انا جيت جمبها دى من ساعة ما ركبنا العربية وهيه مبطلتش حركة وبتحاول تخرج بأى طريقه 


لينظر له الاخر شزرا_هتخرج ازاى يا متخلف واحنا رابطين إيديها ،فاتعدل بقا خلينا نعدى المهمة دى على خير 


لتصيح هي بهم محركة جسدها بقوة تحاول فتح باب السيارة بدفعه بجسدها _خروجونى من هنا  ..صقر لو عرف مش هيرحمكم أبدا 


ليقول الرجل بضجر_لا أنا هروح أكتم لها بوءها دى هتودينا فى داهية 


ليقول الاخر محاولا إثناءه عما يود فعله_قلتلك دى متوصى عليها يعنى لو اشتكت مننا مش هيحصل طيب ابدا 


ليقول الاخر وهو يحكم كمكمة فم مودة بمنديل معه _ولو المهمه فشلت وصوتها ده كشفنا كنت هتتصرف ازاى ساعتها..متقلقش اول ما نوصل هشيله علطول 


لتنظر لهم مودة بخوف ورعب هى تعرف لمن سيأخذونها ولكنها لا تعرف اى مصير ينتظرها هناك

فتبكى بصمت وهى تنادى بقلبها على زوجها وحبيبها ليخلصها منهم ..ولا تدرى أن قلب حبيبها قد انفطر ظنا منه أنه فقدها للابد 


___

حالة من الهياج والجنون أصابته عندما أكد له الطبيب أن الحالة التى أحضرها قد فارقت الحياة منذ أكثر من نصف ساعة ،فأخذ يقذف بالكراسى الحديدية فى كل مكان ،حمل مكتب الطبيب وكاد يلقيه فوق الجميع لولا أنهم ابتعدوا عنه فارين بأنفسهم ناجين منه ،خرب الغرفة رأسا على عقب حتى زجاج النافذة لم يسلم من هياجه فتهشم الى قطع صغيرة متناثرة أتى على إثرها معظم من بالمشفى سوى المتأثرون بحالة أبناءهم إثر الانفجار فمصابهم ايضا عظيم 










لم يستطع أى من الاطباء أو طاقم التمريض أن يقترب منه حتى لا يلقى حتفه على يده ،لكن بلال فعل أمسك بالمخدر واقترب ببطىء من صديقه كى يحقنه بالمخدر ،فأصابه الصقر فى يده بالكرسى فصرخ بلال على إثرها لكنه أكمل مسيره نحوه والحقى بنفسه بين يديه ومن ثم حقنه بالمخدر ،دفشه الصقر بقوة فألصقه بالحائط فسقط ينزف رأسه دما اختلط على وجهه ب دموع وجع على صديقه الذى كاد يفقد عقله


 ...ظل متتبعا له بعينه حتى شاهده يترنحم فى وقفته فكاد يسقط على الارض بفعل المخدر إلا أن بلال تحامل على نفسه رغم ذراعه التى يشك أنه كُسر..رغم رأسه التى تنزف ولحق صديقه ليقعا معا على الارض ،ليصرخ بلال بألم شديد  من يده إثر سقوط صقر عليه والذى نام بفعل المخدر 


ما إن رآه طاقم التمريض يسقط حتى تأكدوا من أنه خُدِر تماما ولا خوف منه فحملوه سريعا عن بلال الذى على ما يبدو أنه تأذى كثيرا 

ليحملوا إثنتيهم إلى غرفة مشتركة ،محاولين مداواة جرح بلال وإيقاف نزيف رأسه بسرعه 

____


يمسك فى يده حجر النرد ويلقيها أمامه على الطاولة ومن ثم يحرك الأحجار خاصته  ويقول فرحا بفوزه_إلعب ياحلو دورك ...اللعبة اتحسمت خلاص... خسران خسران 


ليمد عادل يده ويغلق الصندوق الخاص باللعبة _أنا زهقت ...مش عايز ألعب ..كفاية كده 


ليرمقه أسامة بضيق_انت شكلك بتعمل كده علشان تتهرب من المشاريب انا عارف 


قام عادل من كرسيه مبتعدا عن المكان _انا قايم مروح ..حاسس إني مخنوق 


لحق به أسامة يحاول معرفة ما به وما الذى يعكر مزاجه الى هذا الحد _مالك يا عادل ..شكلك مش مظبوط النهارده ؟


تنهد عادل بضيق _سلمى وافقت  يا أسامة ..وافقت إننا نتخطب 


ضيق أسامة نظره باستغراب واقفا محله_وانت المفروض تفرح ولا تزعل مش فاهم ...انت مش ده اللى انت عايزة ؟


استند عادل بظهره على الحائط شاعرا بالحيرة_ايوه بس متوقعتش سلمى توافق بالسهولة دى ..حاسس انه مقلب بتخطط ليه 


ليسرح أسامه بعيدا فى حب حياته "أميرة"_ياريتني كنت حاولت معاها هيه كمان ..كانت يمكن توافق زى سلمى ..بس للاسف سبقنى ليها ابن الإيه وخطبها 


انتبه له عادل _بتقول حاجه يا أسامة 


نفخ أسامة بغضب _لا مفيش متاخدش في بالك ..وافرح يابنى بموافقتها قبل ما تروح منك 


ليقول عادل وقد عزم على الذهاب لسلمى بالجامعه_بقولك ايه تعالى نروحلها الجامعه 


سُر أسامة فعلى ما يبدو أن الفكرة راقته،فهو يود أن يواسى قلبه الحزين _وماله ..دى حتى الجامعه ملانة بنات من اللى قلبك يحبهم 


ليضحك عادل _ماشى يلا ..يمكن تلاقي واحدة تقدر توقعك في شباكها 


قالها ولا يدري ان شباك قلب صديقه معلقه مع 

أخته ترفض تركها أو نسيان أمرها


ليقول أسامة مازحا محاولا أن يداري همه _ايه يابني بركات ستنا سلمى هتحل عليك وتتوب ولا إيه؟


حرك  عادل أحد حاجبيه_لا ياباشا حد يقول للحلويات لا .. ده يبقى غبى وش


نظر أسامة إلى الجانب الاخر من الطريق باستغراب _واد يا عادل ...خالك وأمك بيجروا كده ليه ..ليكون في حاجه حصلت يالا


لينظر عادل إلى ما ينظر اليه صديقه ،فيلاحظ فعلا انهما على عجلة من أمرهما وملامح وجهيهما يكسوها الخوف والقلق 

فجرى نحوهم بسرعه وخلفه أسامة 


لحق بهم عادل قبل أن يستقلا سيارة اجرة _خالى فى ايه ..مالكم 

امسكه خاله من يده يجلسه جواره بالسيارة_اركب بسرعه مفيش وقت .. سوق يا سطى الله يكرمك 


فما كان من أسامة الا انه فتح باب السيارة الامامية وجلس ليذهب معهم ..فقلبه أصابه الإضطراب وتوجس أن مكروها قد حدث للبنتين 


زفر عادل بضيق _خالي فى إيه متفهمونى ...فى ايه يا ماما؟


وما أن لفظ عادل باسم أمه حتى انفجرت فى البكاء 


ليزداد عادل حيرة فقال بغضب _خالي فى ايه ماتقول بقا ..انتوا مخبين عنى ايه


ليقول خاله بلوعه_ادعى يابنى يكون الانفجار ده مصابهمش .. ادعى ربنا يسلمهم


ليبدأ عادل بفهم أن هناك شيئاً ما حدث للبنات فقال بقلق جلى فى تقاسيم وجهه_انفجار!!!


ثم قال بفزع على اخته وابنة خاله _أميييرة...سلمممى


أدار سائق السيارة "الراديو "على محطة الاخبار ليستمعوا جميعا_انفجار هائل في كلية العلوم صباح اليوم ،أسفر عن العديد من الضحايا بإصابات بليغة وموت طالبة بالفرقة الرابعة 


ليصيحوا جميعهم بهلع حتى أسامة... بأسماء البنتان 

____

اقترب منه قابضا على ملابسه بينما كان ينفث دخان سجائرة بلذة شديدة _إوعى تكون إنت ورا العملة السودا إللى الاخبار بتزيعها من الصبح دى!!!


دكّ بدير سيجارته بسأم فى القدح الزجاجي أمامه وأعتدل في جلسته _أخبار إييه داي،،طيرت من نافوخي الدماغ اللي كنت بعملها ياجدع إنت 


أمسكه جمال من ملابسه ليوقفه فى موازاته_اصحى معايا وفوج إكده ...اللي اتعمل ده ممكن إيطيروا رقابنا فيه 


أبعد بدير يد جمال عنه بغضب_وه ،والله مانى فاهم حاچة واصل 









زفر جمال براحة  وجلس بهدوء في مقعده ممسكا بالسيجارة التي كان بدير يشربها ليكملها هو ومن ثم ينفث دخانها في وجه بدير قائلا بفرحة_أني إكده اطمنت ..انت ملكش صالح باللى حصل ..اجعد اجعد 


انتزعها منه بدير ملقيا إياها بعيدا وجلس جواره_لاه ..فهمني في إيه 


ليبتسم له جمال بتفشي في صقر وما حدث لزوجته_اسمع.....

____

وصلت السيارة أخيراً إلى المكان المطلوب فترجل الرجلان منها ومن ثم فتح الباب الخلفي حيث تجلس مودة ومد رأسه للداخل ينزع عنها كمامة فمها قبل أن يخرجها من السيارة ومن ثم يمد يده ليعاونها على الخروج 


لتصرخ به بغضب رامقة إياه بمقت شديد _ابعد ايدك عني لأقطعهالك ..أنا أعرف أخرج لوحدي


ليبتعد الرجل عنها ،فتُخرِج هي أرجلها بحذر وتترجل من السيارة ناظرة.  للمكان حولها فتجد أن الرجل يقترب منها ثانية فتبتعد عنه بسرعه قبل أن يلمسها وكادت أن تصرخ به ثانية 


الا أنه رفع كلتا يديه محاولا تهدئتها لألا يغضب زعيمه_كنت هفك إيدك بس ..مش هلمسك ..بس بالله عليكى وطي صوتك


هدأت مودة وسمحت له بفك قيود يدها ومشت حيث أشار لها .لتلج للداخل.  وهي على يقين بأنها لن تعود أبدا لحبيبها فنظرت نظرة أخيرة للشارع محاولة أن تشيع زوجها حتى لو كان بعيدا 


____


ما إن انهى الطبيب تضميد جرح رأسه وتجبير يده حتى هب سريعا من فراشه متجها للخارج بعد أن القى نظرة سريعة على صقر الراقد بفعل المخدر ، قبالته على الفراش المجاور 







لتلحق به الطبيبة _على فين يا دكتور بلال ،مينفعش تخرج دلوقتي على الاقل ارتاح شويه 


لكنه لم يهتم لكلامها وانطلق لخارج المشفى سريعا ليلحق بمريم فهي بالتأكيد سمعت بالخبر الذي تتناقله جميع القنوات الاخبارية

____


وجلت لداخل الغرفة الواسعة لتجده يجلس على أريكة تتوسط الغرفة يتابع شاشة التلفاز بإهتمام وبإبتسامة واسعة متفشية 


لم تدرى عن الشىء الذي يتابعه ويفرحه لهذا الحد ،لكنها أحست بإنقباضة قوية فى قلبها فوضعت يدها على قلبها تهدأ من روعه ومن إضطراب ضرباته 


تنحنح الرجل كي ينتبه زعيمه _احم...كله تمام ياباشا ..زى ما أمرت


التفت له بنظراته القاتمة المخيفة ووجهه الذي يشع سوادا وغلظة_عفارم عليكم يا رچالة 


ثم التفت لتلك التي تتآكل خوفا منه يرمقها بنظرات حادة تكاد تبتلعها ،لتتخبط أوصالها ببعضهم من القلق_أهلا بالغالية ..اللى باعتني وراحت لحبيب الجلب بتاعها...على الله تكوني مبسوطة وياه 


ابتلعت ريقها في خوف منه تعلم كم هو شديد لا يهمه أحد..لكنها ظلت صامته 


ليردف هو بسخرية_لا وحبلة كمان منيه ...عال عال


لتضع مودة يدها تلقائيا على بطنها خوفا من أن يؤذي جنينها فتبتعد هي للخلف دون أن تنبث ببنت شفة 


ليرفع هو يده مشيراً إليها لتقترب منه_تعالي ،جربي  إهنه..ولا خايفة أعاقبك على عملتك العفشة دي 


لتفتح فمها حتى تتحدث لكنه قاطعها_مش وجته عتاب دلوك ،تعالى شوفي انتجمت إزاى من صقر 


لتقترب هي بفزع متناسية خوفها منه_إنت عملت حاجه فى صقر !!!


ليقول هو مدعيا البراءه _لاه ..كل الحكايه.. بعدتك عنيه وچبتك على إهنه


لتنظر هي لشاشة التلفاز بأعين زائغة تخشى أن يكون أُصيب زوجها بمكروه 


لترى إنفجار هائل بالكلية التى تدرس بها وإصابة العديد من زملاءها على إثره فتنتفض مكانها وتضع يدها على فمها من الصدمة_الله اكبر ..يارب سلم 


ليضحك هو بأعين  خبيثة كالحية _إيه رأيك مش فكرة حلوة علشان اجيبك إهنه!!!!







أشتعلت أعينها بنظرات غاضبة ملتاعة مع حركات جسدها المنفعلة فما شاهدته كان مؤسف مروع أسفر عن العديد من القتلى و الضحايا الذين لا ذنب لهم  ومنهم صديقتيها التى تشعر انها ستموت كمداً وقلقاً عليهما فقالت بدموع وحرقه



 _عملت الانفجار المميت ده علشان تجيبنى هنا !!!!،  كان فى الف طريقه غير الطريقه البشعه دى ،ذنبهم إيه الناس اللى اتصابت والله اعلم عايشين ولا ميتين ،حرام عليك ....

لا تتحدى الصقر الجزء الثانى

بقلم اسماء عبد الهادى 

الفصل الثانى


عندما تكون عاجزا عن فعل شىء ،مقيد بأفعالهم،فلا يسعك سوى الصراخ والنحيب،كان هذا حال مودة بعض ما رأته، لم تتحمل رؤية الانفجار،لم تتحمل كمية الضرر الذي لحق بالابرياء لأجلها ،حمّلت نفسها المسئولية الكاملة لما حدث لهم فظلت


 تبكي وتنوح لأجلهم،ليكمل هو إنفطار قلبها ويصعقها صعقات أخرى متتالية بقوله بدم بارد وكأنه لا إحساس له _شوفتي بالطريجة دى صقر مفكرك  ميتة ،فكرة جهنمية مش إكده


لتنظر له وسط دموعها باستغراب _ميتة إزاي؟! 

لوهلة ظنت أنه سيقتلها فوضعت كلتا يديها على بطنها وكأنها تحتضن جنينها ،ظانة بهذا بأنها تحميه من بطشه 


ضحك هو باستخفاف لفعلتها السخيفة تلك فهو فهم ما تخشاه_متخافيش لو كنت عايز أخلص منك كنت سيبتك إنتي تموتي في الانفجار مش بديلتك 


رمشت هي عدة مرات مرات متتالية وكأنها تستوعب ما يقوله فعن أي شىء يتحدث هو،وأي بديلة يقصد...

___


الجميع يقفون حوله حائرون ،لا يعرفون بماذا يجيبونه فهم حقا لا يعرفون طريقها 

فكاد هو يشتعل غيظا وغضبا ،ألقى بعكازه الذي يستند عليه فكاد يسقط على الارض ليلحق به خادمة والمسئول عن الاهتمام به 

ليقول عرفة _اهدى ياذكى ،انت كده هتتعب واحنا ما صدقنا حالتك بدأت تتحسن 

ليصيح هو به _اهدى إزاي وبنتي معرفش عنها حاجه ومحدش عايز يريحني ويقولي هيه فين 


اقتربت منه صديقتها ليان _صدقني ياأنكل والله ياسو مش قالتلي حاجه ،أنا إتفاجئت زي حضرتك كده 


لينظر لها بطرف عينه فهو لا يصدقها فياسمينا لا تُخفى عنها شيئا


لتردف هى لطمئنته_انكل، متخافش ياسو كلها يومين وتبعت لحضرتك تطمنك على مكانها، حضرتك عارف هى بتخاف عليك ومش هيرضيها تكون قلقان بالشكل ده 


أغمض أعينه بأسف على ابنته وتصرفاتها الطائشة في الآونة الاخيرة والتي ستصيبه بالجنون فهوى على الاريكة بتعب


 مغمضا عينيه واضعا يده عليها_لا حول ولا قوة إلا بالله ،ليه كده يا ياسو ،ده أنا عمرى ما حرمتك من حاجه ،ليه بتعملي فيا كده 


لتضم ليان شفتيها بأسف على حاله وتتمتم في نفسها _أوف ياسو، إيه اللي عملتيه ده ،أنكل ذكي ميستحقش منك كل ده 

____


وصلت السيارة أخيراً فهم أحسوا وكأنما قطعوا أياما لحتى يصلوا الى  مقر الجامعة وبالتحديد كلية العلوم بالقرب من الانفجار ،ليجدوا الكثير من سيارات المطافي والإسعاف وسيارات الشرطة 

يحاولون التخفيف من الاضرار الجسيمة التي لحقت بالمكان والطلبة


ترجلوا جميعا من السيارة يدورون كالمجانين يبحثون عن البنتين في كل مكان ولا أثر لهن 


فهناك من تحتضن ابنتها تهدئ من روعها ،وهناك من يسعفه طاقم التمريض الطبي 

وهناك من يبحث مثلهم على فلذة أكباده ،وهناك من يقف مشدوها مما حدث للمبني والأضرار الفظيعة التى لحقت به


ليقول لهم أحد الضُباط_ المصابين كلهم اتنقلوا مستشفى .... تقدروا تروحوا تشوفوا أولادكم هناك


فيتوجوا سريعا إلي سيارة أجرة أخرى لتوقلهم للمشفى ،واضعين أيديهم على قلوبهم من القلق ،متمنين ألا يكون أصاب البنات مكروه 


____

ترجل من سيارة الأجرة لياخذ الدرج عَدوا ،رغم التعب الذي به ،رغم شعوره بالدوار بسبب إصابة رأسه لكنه عليه أن يلحق بزوجته قبل أن تفجع بالخبر وحدها،بدون أن يكون جواره 


وجدها تقف أمام شقتها مع هنا والست حسنية ،وعندما رأته بهذا المنظر واضعا الضمادة على رأسه والجبيرة في يده ،هرولت إليه في قلق فوق قلقها _بلال..مالك إيه اللى حصل..وليه إنت بالشكل ده 


ليحيطها هو بذراعه السليمة مطمئنا عليها _مريم حبيبتى إنتي كويسه!!


لتضع يدها على يده المصابة برفق_قولى ايه اللى عمل فيك كده!!


تنهد بلال وحاول أن يخفي حزنه قدر المستطاع _مفيش حاجه ياحبيبتى ،بسيطة انا كويس الحمد لله


لتتنهد هى براحة وتتذكر قلقها على ابنة عمها وسبب وقوفها مع هنا والست حسنية _الحمد لله 

بلال ،سمعت عن الانفجار في كلية علوم انا عايزة أطمن على مودة ارجوك انا هموت من القلق عليها


لتقترب منهم كل من هنا وحسنية تريدان الاطمئنان ايضا على مودة 


حسنية _صحيح يا داكتور بلال..طمنا يابني ..متعرفش حاجه عن مودة ؟


ليصمت بلال بغصة ولايستطيع النطق 


اقتربت منه مريم _بلال من فضلك وصلني لمبنى الكلية ،مودة موبايلها غير متاح وأبيه صقر مش بيرد ،أنا مش هينفع أفضل كده 


هنا وحسنية _وإحنا جايين معاكم 


شدد بلال على قبضة يده ومن ثم أدار وجهه بعيدا عنهم ،لينخر القلق فى قلب مريم فتمسك بطرف قميصه من الخلف وتقول بصوت متحشرج _ب..لال..مودة جرالها ..حاجه!!!


لتنظر كل من هنا وحسنية لبعضهن البعض في 

توجس 


بقى بلال صامتا ،لتصيح به مريم ببكاء_بلال ارجوك ..اتكلم مودة كويسة ؟...بلال ...انت ساكت ليه بُصلي هنا 


حسنية _ما تقول يابني ..وجعت قلوبنا ..طمنا على مودة


نظر بلال إلى زوجته يعتصر قلبه من الالم فكيف يخبرها بموتها 


هنا _دكتور بلال من فضلك ..احنا هنموت من القلق على مودة ..لو تعرف حاجه متبخلش علينا بيها 


الجميع ينظر له يترقب ما سيقوله ،فوضع يده على كتف مريم يتكلم بخفوت فصوته فى هذه اللحظه كاد يختفي _مريم


 أرجوكِ إثبتي ...حزنك عليا رقدك فى مصحة نفسية ٣سنين ..مش عايز ده يتكرر تاني...مريم خافي على صحتك وصحة اللى فى بطنك علشان خاطري 


لتزوغ أعين مريم وتقول له بصوت باكي _قصدك ايه يا بلال ...مودة حصلها إيه..اتكلم 


ضمها بلال إلي صدره قائلا بخوف_ادعيلها بالرحمة 

قالها وشدد من عناقها بقوة محاولا امتصاص صدمتها


لتشهق كل من حسنية وهنا من الصدمة 


أما مريم فيعلوا صراخها وبكاءها_لاااا ..انت بتقول ايه ...مودة ماتت؟!!!

مودة استحالة تسيبني يا بلال .. استحالة 


ليقبل هو رأسها بأسى_قضاء ربنا ،،ربنا يصبرنا عليه 


عند هذه اللحظه ترتمي هنا بين ذراعي حسنية وتنوحان تبكيان بشدة 


اما مريم فتصاب بصدمة لا تصدق ما تسمعه فتظل تضرب فى صدر زوجها تكاد لا ترى أمامها من فرط دموعها_لا انت بتتوهم ..مودة كويسة ..مودة اختى مش هتسيبنى انا مقدرش اتخلى عنها ... مودة كانت لى الام والاخت والصديقه ازاى هتسيبنى بالسهولة دى ..مستحيل 


تحمل هو ضرباتها تلك ،مقربا إياها منه ،لتبتعد هى عنه محاولة نزول الدرج حتى تذهب إليها_لا انا هروح اطمن عليها بنفسى ..اكيد انت غلطان 


لحق بها بلال ممسكا ذراعها _مريم ..استني


لتحاول نزع يدها من يده مصرة على الذهاب _سيبنى ...انا رايحة لمودة 


شدد هو من قبضته عليها مبعدها عن الدرج قليلا ومن ثم مد يده يزيح تلك العبرات التى تسقط من بين اهدابها قائلا بمرارة_عارف أن الصدمة صعبه عليكى وعلينا كلنا ...بس تماسكي ارجوك 


لتتأكد مريم من أن ما يتفوه به صحيح فتترنح من بين يديه فتكاد يغشى عليها فى أى لحظة فيقول وهو يهزها بعنف حتى لا تفقد وعيها_مريم لا ..إوعي يا مريم ..خافي على ابننا ..مريم بلاش صقر يفقدكم انتوا الاتنين ..مريم فوقي 


لتنظر له مريم بصمت وكأنها تحت تأثير مخدر ما ،فيضمها إليه ثانية _ابكي يا مريم البكا هيريحك لكن ارجوك مستسلميش للاغماء 


لتنوح بين يديه ويعلو الرواق صوت بكاء ثلاثتهن ،فيرفع بلال رأسه إلى السماء_يارب ..هون مصابنا ...يارب ألهمنا الصبر ولا حول ولا قوة إلا بالله وإنا لله وانا إليه راجعون 


____

_بديلتي يعني إيه،أنا مش فاهمة حاجة!!!


ليبتسم هو فتنفرج شفتيه لتظهر أسنانه الصفراء المخضبة بالسواد من أثر التدخين جلية 

ناظرا لمن يقفان خلفها _احكولها عملتوا إيه 


تكلم أحدهم بفخر_

##

فلاش بالك للساعات القليلة الماضية


كانت مودة تنوي الاتصال بصقر وإعلامه بأمر رسائل التهديد تلك التي تُرسل لها منذ فترة فلقد ضاق بها ذرعا وتملكها الخوف فأرادت أن تحتمي به ،لكنها وبعد أن ضغطت على زر الاتصال وجدت إحداهن تلوح لها من بعيد ،فأنهت الاتصال وأرجأته لوقت لاحق حالما ترى من تريدها


ذهبت إليها حيث الأشجار المتراصة وكأنها سور يفصل بين الكليتين ،لتجد من يكمم فمها والاخر ينتزع عنها حقيبتها وهاتفها وخاتم زفافها ويدخلانها بسرعة داخل سيارة فقام ثالثهما بالقيادة بسرعة بعيدا عن المكان 


أما من انتزع أشياءها فأعطاهم لفتاة ترتدي نفس زي مودة ومتقاربة لها فى الحجم حتى فى انتفاخة بطنها بسبب الحمل ،فعلى ما يبدو أنهم مخططون لهذه الواقعة بإحكام شديد 

_خدي دول وروحي يلا في المكان اللي قلتلك عليه بالظبط 

الفتاة وهى ترتدي خاتم مودة بإصبعها وتضع حقيبتها على كتفها وتمسك بالهاتف بيدها_ماشي ،بس حقي يوصلني كله بعد المهمة دي 


ليبتسم بخبث_متخافيش، ده انتي هتنبسطي على الآخر ،بسرعة يلا مفيش وقت


لتنطلق الفتاة بتبرم نحو المكان المتفق عليه وهي تقول_ماله ده مستعجل على إيه ،وإشمعنى يعني طالبين مني أقف هنا جنب الحيطة، هما هيذنبوني ولا إيه 


لم تكمل كلمتها فلقد حانت ساعة الصفر لتنفجر القنبلة التي زرعوها بإحكام بجوار الحائط التي تستند به لتكون هي أكثر المتضررين بالواقعة 

###

باااك

ليردف هو بفخر بصنيعهم وبنجاح مهمتهم المكلفون بها_والمهمة تمت بنجاح زي ما الزعيم خطط بالظبط 


وضعت مودة يدها على فمها من الصدمة وهى تبكي تنظر إلى مختطفها بعتاب ولوم_ليه كده ،حرام عليك ...ذنبها إيه البنت اللي ماتت دي ،ذنبهم إيه اللي اتأذوا دول 


ضحك وكأن شىء لم يحدث_نصيبهم بقا ،نعملهم إيه ...متخافيش البنت ..هنعوض أهلها ..هنرمي لهم قرشين هينسوا اللى حصل وخاصة انهم مش لاجيين يأكلوا ...علشان إكده البنت لما عرضنا عليها تحل محلك مقابل مبلغ كويس وافجت علطول 


تكلمت بصدمة _يعني البنت كانت عارفة أنها هتموت!!!


الرجل_لا طبعا ..هو حد يرضى يروح للموت برجليه ..احنا قلنا بس هتمثل دورك لفترة وبس وكده مهمتها تنتهي ..ثم أردف ضاحكا هو وزميله _متعرفش انها هتنتهي للأبد .


لتمسك مودة بطنها بألم فما تسمعه منهم وهم يتحدثون وكأنه شىء عادي أو بسيط وكأن هدر روحا شىء بسيط للغاية ،لا يعلمون انه من قتل نفسا فكأنما قتل الناس جميعا،


جعلها تصاب بالإعياء ،تشعر بآلام حادة فى بطنها وكأن جنينها يستنكر هو الاخر ما حدث ولا يرضى بما فعلوه فتقول وهي تنظر لمختطفها بألم مختلط بوجعها وبكاءها_ليه كل ده علشان إيه!!


لينظر لها بجحيم قلبه المميت،بنظرات تملؤها الحقد والكراهية والإنتقام_علشان أنتجم منيه ..علشان أفرح لما أشوفه مصدوم بموتك ..

ثم أردف شامتا_انتي مشفتيش منظره كان عامل ازاي وهو ماسك الجثة المتفحمة للبنت ومفكرها إنتي ..يااااه شعور  جميل ،كنت بحلم أشوفه من زمان ..وأخيرا بحجج انتقامي منه ولسه هيشوف مني .


لتصيح به وهي مازالت ممسكة ببطنها بألم_ياريتك موتني أنت أفضل من إني أسمع اللي بتقول عليه ده ..إنت إيه شيطان ...حرام عليك 


ليقترب منها ممسكا بذقنها بحدة رامقا إياها بنظرة مخيفة_إوعي تنسي نفسك ..لأحسن أدفنك حية مطرحك 


ومن ثم يقوم بدفشها لتسقط هي أرضا تئن من الألم والوجع والصدمة معا 


تنظر له بخوف من المجهول ،بخوف مما سيفعله في الايام القادمة لا تصدق أن الماثل أمامها هو ....

لا تصدق أنه يفعل كل هذا بدم بارد..يقتل ..يفجر...يؤذي...يفجع ..ولا يرف له جفن واحد 


نادى هو على الخادمة التي أتت في الحال_خديها من إهنه على الأوضة اللي جلتلك تجهيزها وممنوع تخرج إنتي فاهمه


لتهز الخادمة رأسها بطاعة وخوف _حاضر يا بيه 


فتقترب من مودة تعاونها على النهوض فتنهض معها مودة مبتعدة عن تلك الغرفه التى لا تملؤها إلا  رائحة الدماء،الكراهيةوالحقد 


فتدخلها الخادمة إلى غرفة أخرى مجهزة خصيصا لها بها كل وسائل الراحة لها ،فراش ناعم ،وثلاجة طعام ومرحاض خاص ايضا فعلى ما يبدو أن مودة لن تبرح هذه الغرفة بعد الآن 


أسندتها الخادمة إلى الفراش ومن ثم توجهت للخارج سريعا كما هي الاوامر الموجهة إليها وأغلقت الباب خلفها بإحكام بمفتاح يبقى معها هي فقط 


فما كان من مودة إلا اتجهت إلى ركن فى زاوية الغرفة وافترشت الارض ضامة رجليها الى صدرها تبكى بكاء يقطع نياط القلوب ...


___


رمق الرجلان بحدة _انتوا واجفين بتعملوا إيه لسه


تكلم أحدهم بتردد وخوف من غضبه_كنا...كنا عايزين بقية...الفلوس... والله ما لينا ياباشا ... حضرتك عارف المهمة كانت صعبة ودفعنا كتير علشان نرشي حراس المبنى علشان يقولوا انه حادث عرضي لتجربة في المعمل 


ليزفر هو بضجر_طيب طيب انت لسه هتحكي ،خد دول وأديهم اللى يطلبوه وإياهم واحد فيهم يلعب بديله كده ولا كده ويفكر يتكلم 


الرجل _متخافش ياباشا دول عارفين أن فيها قطع رقاب 


_عفارم عليك ،اسمع عايز أخبار  اللى اسمه صقر ده أول بأول ،تحركاته تجيني كلها


الرجال_أوامرك يا باشا 


___


وصلوا إلى المشفى فصعقوا من كمية الناس والأهالي بالمكان وجميعهم بلا استثناء في حالة يُرثى لها 


تكلم عبد الله والد سلمى  بارتعاش ويعلو القلق تقاسيم وجهه مع موظف الاستقبال _لو سمحت يابني،فين المصابين فى حادثة الانفجار 


الموظف_فوق الدور الاول علوي  يا حج 


ليتوجه عادل وأسامة سريعا يسبقونهم إلى حيث أشار 

فوجدوا المكان يعج بالناس أكثر وطاقم التمريض يتحرك بسرعة هنا وهناك وكإنها إعلان لحالة طوارىء 


تكلم عادل مع إحداهن _لو سمحتى فين...


لتقاطعه هي قبل أن يكمل كلامه فهي على ما يبدو عرفت انهم يسألون على أقاربهم فأشارت له إلى غرفة كبيرة فى آخر الرواق _هناك فى الأوضة ١٠٣ كل المصابين ..ربنا يطمنك عليهم عن اذنك

قالتها وانطلقت بسرعة فعلى ما يبدو أنها في عجلة من أمرها 


عند هذه اللحظة لحق به خاله وأمه ليقول عبد الله _ها يابني لقيتهم 


ليشير عادل إلى حيث إنطلق أسامة بسرعة يبحث عن أميرته _هناك ،يلا بسرعة 


فينطلقوا جميعا إلي الغرفة ليجدوا أسامة متصنم مكانه فتقول له ام عادل وهي تجوب بعينيها أنحاء الغرفة تبحث فى وجوه المصابين _لقيتهم يابني ؟


ليقول عادل وقد فاض به الكيل ولم يعد يستطع التحمل _هما فين ملهمش أثر 


ليتكلم أسامة بصعوبة_في العناية المركزة،سألت الممرضة قالتلى،بقية المصابين حالتهم حرجة وفي العناية المركزة 


لتصرخ أم عادل بلوعة_ياحبايبي ،بنتيني الاتنين حالتهم حرجة،أستر يارب 


صرخ عادل بغضب _فين زفت العناية دى 


لتقول له إحدى الممرضات _إهدى يافندم مينفعش كده ،العناية في الدور إللى فوقينا 


ليهم الجميع للصعود معهم فيقول عادل_خليكم هنا هروح أشوف أنا الأول يمكن مش هناك

لكنهم اصروا جميعهم على الصعود معه 


وعلى باب غرفة العناية التي لم تعد تسع المرضى بداخله ،يجلس أحد الحراس الموكل له بمهمة منع الأهالي من الدخول 


ليقف عندما شاهد عادل والبقية يحاولون فتح الباب _ممنوع يافندم .. مفيش حد بيدخل غير التمريض والدكاترة وبس 


ليصيح به عادل _إحنا لازم ندخل نشوف بناتنا هنا ولا لا 


الحارس وهو يعطى له حقيبة بها أشياء خاصة بالمصابين_تبعكم حد من دول 


لينظر عادل وأمه إلى الاشياء بالحقيبة فيتعرفون على الكارنيهات الخاصة بكل من أميرة وسلمى 

فأمسكهم عادل ليشير بهم إلى الحارس ويقول بخوف_البنتين دول ..هما فين 


ليقول الحارس _جوا فى العناية ..ربنا يطمنكم عليهم ..بس ممنوع الزيارة حاليا ..تقدروا تيجوا وقت تانى


لتصيح به عادل ثانية_يعني ايه نيجى وقت تاني،إحنا لازم نطمن عليهم ونشوف حالتهم إيه 


الحارس_يا استاذ متقلقش .. الدكاترة جوا بيعملوا اللازم ..وزى ما انت شايف الدنيا عاملة ازاى لو دخلت الكل هيقول إشمعني 


لتقترب منه ام عادل برجاء_الله يسترها معاك يابني ،خليني ادخل اطمن عليهم وهخرج علطول ،ربنا ميوقعك فى شدة زي دي 


ليرق الحارس لحال قلبها المكلوم_طيب انتي بس ياحاجه اللى تدخلي وتخرجي علطول ،ماشى!!


ام عادل بإمتنان_ماشي يابني اللهي يسترك 


ليقول عادل بإعتراض_وانا كمان داخل معاها


ليمسكه خاله من يده_استنى بس احنا ما صدقنا هيدخل امك ،سيبها تدخل وتطمنا ..بدل ما يمنعنا كلنا 


فسكت عادل على مضض 


دخلت ام عادل للداخل بعد أن اعطاها الحارس زيا خاصا لتدخل به وضعت يدها على قلبها ،تبحث عن بنتيها بين الأسرة فاستطاعت التعرف على سلمى الراقدة على أحد الأسرة



 وجسدها محاط بالكثير من الشاش والاربطة والموصل بها اجهزة التنفس  ،لكنها لم تستطع التعرف عن ابنتها أميرة ،فتنطلق نحو سلمى تبكى ما هى عليه_ياحبيبتى يابنتى ..ده انتى متبهدلة خالص يا ضنايا 

فتقترب منها أحد الممرضات_هتقوم بالسلامه ياحاجه متعمليش فى نفسك كده ..ادعيلها 


لتقول ام عادل بلوعة_يارب ..ربنا كبير 

ومن ثم تسألها عن ابنتها _قوليلى يابنتى فين البنت اللى كانت معاها ..اسمها أميرة 


الممرضه وهي تشير للفراش جوار سلمى_قصدك على دي ياحجة!!!، ومن ثم تكشف لها عن طرف ملابسها حتى تتعرف عليها فوجه أميرة مغطى كله بالشاش والاربطة 

فتهرول ام عادل تجاهها وتضرب على صدرها _بنتي .. أميرة.. إيه اللى حصلها؟؟؟


لتتنهد الممرضه _زى ما انتى شايفه يا حجة وشها اتبهدل جامد..بس أن شاء الله يقومولك بالسلامه 


فلم تستطع ام عادل أن تمسك نفسها اكثر فتبدأ فى البكاء والنحيب 


لتربت الممرضات على ظهرها مشفقات على حال بناتها_معلش ياحجة ..احمدى ربنا انها جت على قد كده ..فى غيرهم متبهدلين جامد 


لتقول هى وسط بكائها _هيفوقوا إمتا!!!


الممرضه _لسه فى علم الغيب ،اتفضلى انتى ومتقلقيش البنات فى عينيا ياحجة والله 


لتسندها إحداهن للخارج ولكن تأبي هى أن تخرج وتقول برجاء _خلينى معاكم اللهى يكرمكم 


_صدقيني لو ينفع كنت سبتك معاهم،بس وجود حضرتك ملوش لازمة ،اتفضلي واحنا هنطمنكم أول بأول ..اسفة والله بس الدكاترة مانعين اى حد يدخل 


لتخرج ام عادل على مضض وبمجرد خروجها تشعر أن ارجلها لا تحملانها فيسندها كل من أخيها وابنها ويجلسانها على المقعد بالرواق متلهفون ليعرفوا ما اخبار الفتاتان


 تكلم عبد الله بوجه شاحب_طمنيني ،البنات اخبارهم ايه !!


لتقول هى بنحيب_حالتهم صعبة اوى يا خويا ،لا حول ولا قوة إلا بالله ،خايفة البنتين يروحوا مني 


ليمسح عبد الله وجهه بيده وهو يتمتم_لا حول ولا قوه الا بالله،ربنا سلمهم 


اما عادل وأسامة فقد أصيبا بالكمد والهم فجلسا بصمت قاتل 


____

انتظرها لحتى أفرغت مخزونها الهائل من البكاء حتى تعبت وغفت على كتفه فنوى إدخالها غرفتها لترتاح ولكن أولا طلب


 من السيدة حسنية الإهتمام بها ريثما يعود _معلش يا ست حسنية أنا عارف انى بتقل عليكى ممكن تأخدي بالك من مريم،هروح أطمن على صقر وأرجعلها 


لتهز حسنية رأسها بخفوت بالموافقة دون أن تعلق 

ولكن فعلى ما يبدو أن مريم ما زالت مستيقظة ولم يعجبها أن تُترك هنا فرفعت رأسها وقالت بتعب وهي تمسح دمعاتها_لا أنا جاية معاك، أنا عايزة أطمن على أبيه صقر وأشوف مودة وأخدها في حضني لآخر مرة 







قالت ومن ثم انفجرت ثانية في البكاء وكأنما انتهت فترة الراحة وتجدد مخزون الدموع مرة أخرى 


تكلم بهدوء شديد _مريم حبيبتى،مش هينفع تيجي معايا ،محدش بيدخل هناك ،انا مش هتأخر 


لتقابل هدوءه ذاك بصراخ وعصبية فلقد فقدت التحكم بزمام عقلها_لا هينفع ،أنا لازم أشوفها محدش هيمنعني عنها ،يلا بينا نروحلها


لم يدرى بلال ماذا يفعل ففى الأحوال العادية كان ليأخذها معه ،لكن أنى له أن يسمح لها برؤيتها متفحمة هكذا ،فالمنظر مروع وبشع للغاية ،هل ينتظر أن يفقدها هى الأخرى عندما ترى مودة هكذا ،لذا  أخذ يفكر فى حل سريع


وخاصة أن مريم لن تتنازل عن قرارها فى الذهاب معه 

لذا قال _طيب مريم روحي بدلى هدومك وتعالي ،انا منتظرك 


لم تنتبه مريم إنها ترتدي ملابسها بالفعل فمصابها ينسى العقل بأكمله فولجت سريعا لتبدل ملابسها 


فما كان من بلال إلا أنه جعل حسنية تمكث معها ويحكم غلق الباب عليهما من الخارج مبقيا نسخة مع حسنية لتقوم


 بإخفاءها عن مريم_ارجوك، مهما مريم عملت متخليهاش تخرج أبدا ،مش هتتحمل تشوف مودة بالشكل ده ،ولو حصل اى حاجه كلمينى علطول .


___

قام هو من مرقده يهتف بإسمها لينظر حوله كى يعرف أين هو، فتذكر مودته فهب سريعاً يبحث عنها فتش فى جميع الغرف حتى يجدها ،كان لإقتحامه الغرف أثر مخيف على طاقم


 التمريض والأطباء وخاصه بعد ما فعله منذ قليل  فتشجع أحد الممرضين ووقف أمامه ليتحدث الصقر بهدوء على عكس ما توقعه الممرض_هيه فين!!

تكلم الممرض بتوجس خوفا من أن ينقلب هدوءه هذا عندما يخبره انهم وضعوا الجثمان بثلاجة الموتى _هناك فى ..فى ...

فى هذه اللحظة وصل بلال إلى حيث يقفون فتنهد الرجل بارتياح وانسحب بهدوء حتى لا يلحظه  


التفت صقر إلى بلال مستغربا الحالة التي وصل اليها بلال وما الذي بهدله إلى هذا الحد ولا يتذكر أنه هو من فعلها _إيه اللى عمل فيك كده، ده وقت خناق يامتخلف إنت 







ليرفع بلال إحدى حاجبيه باستنكار كلامه _لا متاخدش فى بالك

ليقول الصقر بجدية_بلال ،أنا عايز اعمل تحليل DNA

عندي إحساس إنها مش مودة 


لتملع أعين بلال بهذه الفكرة_ تمام نعمله ،بس هيأخد اسبوع على الأقل لحد ما النتيجة تطلع 


الصقر بأعين مترقبة_مش مشكلة حتى لو هيأخد شهر ،المهم أتأكد 

وجداها تدلف سريعا  والقلق ينهش منها وخلفها تهرول حسنية تقول وهي تلتقط أنفاسها من التعب_حاولت معاها كتير بس مقدرتش عليها يا داكتور فجيت وراها لتعمل في نفسها حاجه 

ليومئ لها بلال بأعينه_حصل خير يا ست حسنية ،كتر خيرك 


نظرت مريم إلى الصقر بلهفة وبكاء _أبيه ،مودة فين ،ارجوك خلينى أشوفها 


ليجيبها صقر بثبات_ مش هيا يا مريم ،مش هيا 


فتنفرج أسارير مريم بسعادة وتبكى فرحا_الحمد لله ،الحمد لله 


ليهز بلال رأسه بأسى من أجلهما ،خوفا من أن يكون رجاءهما  بلا أمل  .


                  الفصل الثالث من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا

ولقراءة الجزء الاول جميع الفصول من هنا 


تعليقات



<>