رواية لاتتحدي الصقر الجزء الثاني2الفصل الرابع4بقلم اسماء عبد الهادي


لا تتحدي الصقر الجزء الثانى

الفصل الرابع



عاد مرة أخرى للمشفى بوجه شاحب وبأعين زابلة ،ربما من يراه يشعر بأنه قد أصابه مكروه ولكن كما يقولون "رب ضارة نافعة " ما حدث غَيَّرَه أحيا قلبه الغافل فعاد لهم بغير النفس التي تركهم عليها

بصرته أمه فاستغربت حالته لتظن أن حالته تلك بسبب أخته وما حدث لها فاقتربت منه _عادل إيه اللي أخرك يابني كل ده....ثم اخفضت صوتها ونظرت حولها تطمئن من أن الفتيات لا تسمع شيئا _هو الدكتور قالك حاجة بخصوص أختك؟؟

لينظر هو لأخته وابنة خاله بحزن لأجلهن عندما يسمعن الخبر فيخفض رأسه في أسف_للاسف 

لتتبدل ملامح الام للزُعر فتقوم بأمساك يده  _عادل يابني في إيه بالله عليك قلبي مش ناقص وجع تاني ،طمني 


أغمض عينه بألم كيف يخبر أمه بالخبر فهي كانت تحبها كانت دائما ما تذكرها بالخير وتُثني عليها_مودة صاحبتهم ماتت والجنازة كانت من شوية 


لتزوغ أعين الأم بصدمة _إيه!! لا إله إلا الله ، ماتت إزاي وإمتا ؟

تنهد بحزن _ماتت متأثره باللانفجار بيقولوا كانت متبهدلة جامد 

لتدخل الام في نوبة من البكاء لرثاء تلك الشابة الصالحة وتحمد الله أن بناتها على قيد الحياة فأي مصيبة بعد الموت هينة 

ليتحدث عادل بصوت متحشرج باكي_ماما البنات مينفعش نقولهم حاجه في الوقت ده كفايا اللى هما فيه

____

بعد حوالي اسبوع 

دخل الغرفة التي تقطن بها مودة بصحبة الطبيب والخادمة المسئولان عن  تحسن حالة مودة وعودتها إلى حالتها الطبيعية مجرد أن رأوه يدلف من باب الغرفة حتى هبوا واقفين خوفا منه فهو لن يتوانى أبداً في معاقبتهم إذا ما أحس بتقصير منهم تجاه مودة ،حمحم بصوته الأجش_إيه الاخبار دلوك ؟


تكلم الطبيب بتعب فهو بات ساهرا لمدة اسبوع يتناوب مع الخادمة على علاجها والاهتمام بها حتى تماثلت للشفاء_الحمد لله  يا باشا بقت احسن كتير والجنين صحته عال العال ،وبكده تنتهي مهمتي هنا 

لاحظ الزعيم يرمقه بنظرات حادة 

فتراجع قائلا بتلعثم_دا..دا بعد إذنك طبعا 


إستند الزعيم بظهره على المقعد مشيرا إليه بالانصراف 

فلملم أشياءه وأدواته بسرعة وكأنه سيخرج من الجحيم ،فها هو اخيرا يُسمح له بالخروج لبيته وعياله وقال بينما يغادر الغرفة مناولا الخادمة روشتة بما تحتاجه مودة من علاج وتغذية_دي الحاجات اللي المدام هتحتاجه ،رجاء خدوا بالكم منها علشان اللي حصل ميتكررش تاني 


اومأت الخادمة برأسها بتعب هي الاخرى فهى بحاجة لمزيد من الراحة والنوم 

وبعد أن رحل الطبيب


وقفت قبالة سيدها الذي كان يرمق تلك النائمة بنظرات غريبة لم تدرى هي أنظرات شفقة وحب هذه أم نظرات انتقام وغل دفين _تؤمرني بحاجة ياباشا!!!


ظل مثبتا نظره تجاه مودة مطولا دون أن يجيب الخادمة التي التزمت الصمت ولم تتكلم بعدها 

ومن ثم هَبَّ من مكانه مغادرا_حصليني بجهوتي على أوضتي بسرعة 

اومأت له بطاعة وذهبت لتُلبي ما يريد ومن ثم عادت إلى مودة ثانية وغفت جوارها على الكرسي المقابل للفراش

_____

بعد حوالي شهر ولا جديد يُذكر في حياة ابطالنا سوا أن الوضع مع صقر يزداد سوءا يوما بعد يوم ،يُرهق نفسه في العمل ليلا  ونهار ولا ينام إلا عندما يبلغ منه التعب مبلغه حتى لا يفكر في تلك التي لا تغيب عن باله ولو للحظة ومع ذلك يحرقه نار الشوق ويمزق ما تبقى من قلبه بنيران الحنين 


___

أما بلال فظل ملازم لزوجته يرعاها فحالتها النفسية كانت سيئة للغاية وتحتاج للدعم النفسي والمعنوي 

فكان بلال يقوم بخدمتها دائما ولا يتركها إلا في الاوقات التى يذهب فيها للاطمئنان على رفيق دربه الذى لم يدلف منزله منذ أن توفت مودته وإنما كان يبيت بالمكتب 

فكانت الست حسنية التي أثبتت طيبة قلبها وصفاء نيتها تلازم مريم في أوقات مغادرة بلال المنزل ،كما كانت دائما تطمئن على هنا التي حزنت كثيرا لأجل صديقه وجارة لن يكررها الزمن مرتين 


___

أما سلمى و أميرة اللتان لا تبرحان بالسؤال عن مودة فى كل يوم ولا تَمَلان أبدا ،ولكن عادل يتعلل بأن ربما زوجها أخذها للخارج للعلاج ولذلك لا يستطيعون الوصول اليها 








__

وأما خاطب أميرة لم يزرها قط في تلك المدة متعللا بعمله وإنما كان يكتفي فقط بمكالمات يتطمئن على حال أميرة وفي كل مرة كان يسألها متي ستزيل تلك الاربطة عن وجهها ولا أحد يعلم ما المغزى من سؤاله ذاك 


__

أما ياسمينا فبإصرار من والدها باتت تحادثه يوميا عبر إحدى التطبيقات الحديثة سواء ايمو او غيرها فيطمئن عليها وعلى صحتها ويرى حفيده يَكبُر ببطنها يوما بعد يوم ،صحيح أنه حزين على ما إقترفته لكن لم يستطع أن يمنع نفسه بالفرح بذلك المولود الجديد الذي هو بمثابة حفيد له واخيرا سيملأ عليه حياته ،لكن ما كان يعكر صفو مزاجه هو إصرار ياسمينا على عدم العودة نهائيا إلى مصر 


__

اما أسامة فلم يمر عليه يوما واحدا لا يزور أميرة فيه ويطمئن على صحتها داعيا الله لها تمام العافية والشفاء 

ومن اللازم الإشارة إلى أنهما لم يتحدثا إلى أي فتاة قط ولم يكن لهما أساسا رغبة  في ذلك ،بل كانا يكتفيان فقط بالرد على اتصالات تلك الفتيات المتكررة ومراسلتهن لهما عبر مواقع التواصل الاجتماعي،لكنها كانا يردان بردود مقتضبة باردة 


___

فاض بهما الكيل ولم تعد تقدران على البقاء مدة أطول دون الاطمئنان عليها 

لذا فكرت سلمى فى طريقة للوصول إليها فجاءتها فكرة غابت عن عقلها_صحيح أنا كنت ناسية خالص،انا هكلم مريم ومنها هعرف كل حاجه عن مودة يارب يكون رقمها لسا معايا 


اعتدلت أميرة فى جلستها على فراشها قائلة بحماس _إزاي كنا ناسيين مريم طول الوقت ده 


بحثت سلمى فى قائمة الاسماء المدرجة بهاتفها عن إسمها حتى وجدته وضغطت زر الاتصال لتضعه على أذنها لتنتظر الرد 


كان بلال في هذه الاثناء يجلس مع مريم ،يطعمها بيده طعامها حتى يُعطى لها دواءها التى وصفته لها الطبيبه ،حتى سمعا صوت هاتفها يرن ،امسكته بيدها بعدم رغبة في الرد فهي باتت لا ترغب بشىء ولا التحدث مع أحد،لكن لفت نظرها اسم سلمى الذى يُزين الشاشة ،فتذكرتها على الفور وعاد إليها حنينها إلى مودة فقالت ببكاء_دى سلمى صاحبة مودة يا بلال 

مد بلال يده يزيح عنها عبراتها _الله يرحمها يارب ،صدقى إحنا نسينا نطمن على البنات دول أكيد اتأذوا هما كمان من الانفجار 


لترد مريم عليها بلهفة متذكرة أيامهم مع مودة والتى كانت لا تخلو من المزاح والمرح فتبتسم بغصة مريرة فى حلقها _السلام عليكم 


لترد سلمى بفرح _وعليكم السلام ورحمة الله،مريم ازيك وحشاني جدا ،انا سلمى صديقة مودة فاكراني 


لترد مريم بألم محاولة التماسك لأجل زوجها الذى تعب من اجل أن تتحسن_فاكراني طبعا ،اخبارك إيه واخبار أميرة ؟


لتقول سلمى لتغير الموضوع فهي لا تود أن تخبرها شيئا عما حدث لهن _سيبك منا وطمنيا على مودة ،بقالي شهر بكلمها تليفونها غير متاح ومش عارفة أوصلها ،لولا ظروف كده كنت جيت وسألت عليها بنفسى عندكم 


عندها لم تستطع مريم ان تتمالك نفسها واجهشت في البكاء 


لتصاب سلمى بالقلق وتنظر لأميرة التي تتابع المحادثه بإهتمام_مريم في إيه بتعيطي ليه


لكن لا رد من جهة مريم الامر الذى جعلها تنادي عليها عدة مرات_مريم،إنتي سامعاني

ارجوكي في إيه ،إنتى قلقتينى مودة كويسة؟؟


لتهز مريم رأسها مبعدة الهاتف عن أذنها وهي تقول لزوجها_لا مش قادرة يابلال ،كلمها إنت قولها حرام يفضلوا الوقت ده من غير ما يعرفوا


تنهد بلال بأسى مستثقلا المهمة متبرما من الامر فلمَ عليه في كل مرة أن يخبر أحدهم بتلك الاخبار السيئة ،امسك الهاتف ودلف الى شرفة الغرفة حتى يستطيع التحدث بعيدا عن مريم التى اجهشت فى البكاء قال بتلعثم_اا..السلام عليكم 


استغربت سلمى الصوت وامسكت الهاتف تنظر للرقم التى طلبته لتجده ما زال رقم مريم فترد فخفوت_وعليكم السلام وقبل أن تساله عن هويته 

افصح هو عنها وحده _انا بلال زوج مريم 


نظرت سلمى إلى أميرة وباتت متيقنة أن هناك شيئا سيئا قد حدث _اا.أهلا بحضرتك

أردف هو وكأنما يريد أن يخبرهم بالامر بسرعة حتى ينهى تلك المهمة الصعبة ولا يُصعبها عليه اكثر من ذلك _أنسة سلمى ...




.


سلمى بتوجس وضربات قلبها تعلو وتهبط بسرعة_سامعة حضرتك اتفضل 


_للاسف مودة مقدرتش تنجو من الانفجار 


صعقت سلمى مما سمعت وقالت لتكذيب ما هداها عقلها له _يعنى إيه !!


_م..مودة ماتت من شهر تقريبا 


لتصيح سلمى بصدمة _إيييه!!!

ويسقط الهاتف منها ويسمع بلال صوت شهقاتها العالية المؤلمة عبر الهاتف فيمسح بيده على وجهه بأسى مناديا عليها_أنسة سلمى ... ارجوك إهدي

فزعت أميرة عندما رأت سلمى على هذا الحال وهبت تسألها ما الامر لكن سلمى لم ترد بل كانت تبكي بمرارة فحسب فما كان من مريم إلا انها امسكت بالهاتف بزعر _دكتور بلال ..فى ايه 


لم يستطع أن يرد ،يكفى ما حدث لصديقتها ،لكنها استمعت لسلمى تقول وكأنما تحادث نفسها_مودة ماتت من شهر وأحنا منعرفش 


لتشهق أميرة بصدمة هي الاخرى ويسقط الهاتف من يدها فيتهشم 


وعندما يجد بلال أن الخط قد انقطع يزفر براحة فكيف له أن يعيد الامر على مسامع الاخرى ومن ثم يحاول أن يضبط انفعالاته ويتحكم فى نفسه قبل أن يذهب لتلك التى القت بنفسها على الفراش تبكى صديقتها 


___

إرتمت البناتان بين ذراعي بعضهن البعض تبكى صديقة لن تعوض ،صديقة مهما بحثا عن مثيلتها فلن تجدا أبدا ،واحدة بمثل نقاء وبراءة قلبها وحبها وإخلاصها لهن


دلفت الام تحمل بيدها الطعام فوجدتهن على هذا الحال فعلمت أنهن عرفن ما كانت تخفيه عنهن منذ شهر كامل فجلست جوارهن بحزن تواسيهن 


___


شاهدها حاملة صينية الطعام التي لم تمسها يد بعد وتعود أدراجها بها الى المطبخ فقال بحدة_استنى عندك إهنه 

وقفت مكانها دون أن ترفع عينيها إلى عينيه_نعم ياباشا!!

نظر الى صينية الطعام_انتى راچعة بالاكل زي ما هو كيف!!

لتردف الخادمة بتوجس _أ..أصل مدام مودة رافضة الاكل بقالها كم يوم بحاول معاها ومفيش فايدة 


ليصرخ بها بحدة_كل ده ومتجوليش يا بجمة إنتي حسابك معايا عسير إنتي وهيه ،اسبقيني بالوكل على اوضتها إلخصي جبر يلمك 


___

تجلس شادرة في حبيب قلبها الغائب تعلم انها لن تراه ثانية فالظروف قد فرقتهما وربما للأبد فهي تعرف تمام المعرفه انها لن يُسمح لها بمقابلته نهائيا وما كان يؤلمها أكثر أنها تدري أن



 قلبه منكسر الان ،تعلم كم أن روحه معلقة بها وبسبب إشاعة موتها ،هى على علم بحالته الان ،قلبه منفطر عليها ،زابل شاب شعر رأسه قبل أوانه، فعز عليها أن يكون زوجها على هذا الحال وهي ما زالت على قيد الحياه 

حرام أن تراه يتعذب هكذا بسبب وهم أوهموه إياه  بسبب الانتقام منه على شئ ليس هو بفاعله.


حزنت وامتنعت عن الطعام فلا شهية لها وزوجها يتألم ،تشعر به ،تشعر بقلبه يأن بين جنباته فروحمها معلقة ببعضهما حتى باتت تشعر بكل ما يعانيه حتى لو كان غائباً عن عينيها 



لذا عزمت أن تتوجه إليه وترجوه أن يسمح لها بأن تخبره بأنها مازالت على قيد الحياة وكادت أن تدخل فوجدت الخادمة



 تعود لها بالطعام فتجاهلتها وكادت تخط عتبة الباب لتجده أمامها يلفحها بنظرات حادة فاذدردت ريقها بخوف 

ليقول _على فين العزم!!!

  استجمعت شجعاتها لتقف قبالته ترجوه_ارجوك انا عارفه انك مش هتسمح لى إنى اخرج من هنا ،بس ارجوك خلينى اكلمه اطمنه إني لسه عايشة أرجوك زمانه بيتقطع 


ليضحك هو بشدة افزعتها_وده المطلوب ،أنا عايزة يموت من الالم والحزن كمان وكمان 


لتقترب منه وتمسك بيده برجاء _بالله عليك، كفاية عليه لحد كدا ،هوا معملش لحضرتك حاجه 


ليمسك يدها بقوة فكاد يعصرها بين قبضته لتصرخ هي بألم فيقول بأعين حية جائعة_معملش حاجه!!! دخولي السجن كان بسببه ، هيبتي اللي ضاعت بين الناس كانت بسببه ،كل اللي حصلي بسببه الخائن الخسيس 

إحمدي ربك إني لسه سايبه يعيش ،بس وغلاوتك عندي لأخليه يتمني الموت ولا يطوله 


لتصرخ ببكاء هي خوفا على زوجها _لا ارجوك ، بالله عليك أرحمه ، أحب على إيدك انساه وسيبه في حاله 


ليجلس هو واضعا قدما فوق أخرى _ممكن اسيبه فى حالة في حالة واحدة بس 


لتقترب منه تنظر له بترقب ورجاء_إيه هيه ،أنا مستعدة اعمل اى حاجه علشان متأذيهوش اكتر من كده ...


___

وقف قبالته ينظر له بأسى بالغ بينما هو يتابع عمله ويبدو الانهاك متمكن منه حتى يكاد يغشى عليه فى أى لحظة _وبعدهالك ياصاحبي،أنت كده بتموت بالبطىء ،ارحم نفسك شويه


ليرد عليه بإنكسار_أنا موتّْ من يوم ما هيه ماتت ياصاحبي ،فمش فارقة بقا ،محدش بيموت مرتين 








ليتنهد بلال بنفاذ صبر_لا حول ولا قوه الا بالله ،ثم صاح صارخا به_معقوله اللى قدامي ده صقر صاحبي اللى اعرفه من سنين!!!

ده صقر اللي الكل بيحلف بقوته وعزيمته اللى ملهاش حدود ،فين صقر بتاع زمان اللى الكل كان بيعمله ألف حساب ،ها


 قولى راح فين ،،فين إيمانك بربنا ورضاك بقضاءه ،ليه شايفك مستسلم كده وكأنها نهاية العالم ،احزن أزعل ،ابكي لكن متعملش فى نفسك كده ..حرام عليك ...


طأطأ صقر رأسه بألم شديد يهز رأسه _مش قادر يابلال مش قادر 


فما كان من بلال إلا أنه لكمه بوجهه بأقصى قوته ليرتد صقر للجانب بقوة على إثرها حتى سقط على الارض  


فأقترب منه بلال معتذرا يمد يده يعاونه على النهوض_أنا آسف ياصاحبي ،لكن انا مش عاجبني أبدا حالتك دى


لم يبد الصقر أى رد فعل وساد الصمت لدقائق، حتى علا المكان برنين هاتف بلال قاطعا الصمت المميت ذاك ،نظر بلال لشاشة هاتفه 

ليجدها زوجته فرفع الهاتف لأذنه يرد عليها 

فاستمع على الجانب الآخر_إلحق يا داكتور بلال مريم باينها بتولد !!!

لتتسع حدقتي بلال لا يعرف شعوره اهو فَرِح أم مصدوم ،فلربما يأتي هذا الطفل بوقته ليخفف عن مريم والصقر ما أحلَّ بهما من حزن ويكون تعويض الله لهما عما فقدوه 


_خليكي جنبها ياست حسنية أنا جايلك حالا

اقترب من الصقر قائلا بهدوء على غير الذى يعتلى صدره فى تلك اللحظة _هتيجى معايا مريم تقريبا بتولد 


نظر له الصقر بوجه خال من التعابير ،فتنهد بلال والتفت مغادرا ليلحق بزوجته ليستمع لصوت الصقر _استنى أنا جاي معاك 


ليبتسم له بلال ويضع يده على كتفه مربتا عليها وينطلقا معا 

___

لم ترد على اتصالاته منذ عدة أيام فأضطر الى الذهاب لها بالمشفى بعد غياب عنها طال لأكثر من شهر ولكن ليس وحده


 بل بصحبة أمه التي اصرت أن تراها فلربما هي أزالت تلك الاربطة التي تخفي تشوهه وجهها لذلك لا ترد على اتصالات ابنها

ليجدها  تجلس صامتة لا ترغب حتى بالنظر اليه فظنها ربما غاضبة منه لانه لم يزرها منذ مدة وخاصة أن ظن امه ليس


 بمحله فمازالت الاربطه تلف وجهها كله فاقترب منها معتذرا لا يدرى ما يقول أيقول أن أمه منعته من أن يزورها بحجة انه لن يتحمل رؤيتها على هذا الحال وكأنه وجد مبررا لعدم ذهابه



 فهو لا يشعر بأى لهفه تجاهها وخاصه لانها لا تتجاوب معه أثناء اتصاله بها وانما تكتفي بردود مقتضبة باردة _أميرة ، أخبارك إيه ،أنا آسف  ..بس ..بس كان عندي شغل كتير 


لكزته أمه هامسة_ياخويا بتعتذر على إيه 

لكن أميرة لم تجب عليه


لتزفر أمه بضيق_ياختي متنكة على ايه قالك مشغول 


لترد امها بدفاع عنها بعد أن أخذت ام محي بعيدا_أعذريها ، عرفت أن صاحبتها اتوفت ومن ساعتها ياحبة عيني وهيه على الحال ده لا بتاكل ولا بتشرب 


لتمط ام محي شفيتيها_ياختي مكبرة الموضوع ليه ،الحي أبقى من الميت 


لتهز أم عادل رأسها باستغراب من تلك السيدة التي لا مشاعر لديها ولا إحساس


عند هذه اللحظة دخل الطبيب المتابع لحالة أميرة وخلفه عادل أخيها وأسامة صاحبه ،وما إن رأى الأخير محي وأمه حتى رمقهم بضيق وانسحب للخارج بهدوء 


حيا الطبيب الجميع وتحدث مع أميرة قائلا ببسمة لا تفارق وجهه_أخبار آنستنا إيه النهاردة 


الأم_الحمد لله يا دكتور ،كل اللي يجيبه ربنا خير ،راضيين وشاكرين 


الطبيب_ربنا يكرمك يا أم عادل ،بيعجبني أمثال حضرتك مثال للأم الصابرة المحتسبة


_تسلم يا دكتور 


الطبيب_أنا جيت النهاردة علشان خلاص نشيل الاربطه عن وش أميرة ونكمل بعدها بالمراهم والادوية 








ثم نظر إلى ام محي _بس معلش مش عايز حد معانا في الاوضه من فضلكم 


لتهتف ام محي بسماجه_شوف شغلك يا دكتور ،احنا مش حد غريب 


كان الطبيب فى قرارة نفسه لا يرتاح لتلك السيدة ويعلم انها ربما ستؤذي أميرة بكلماتها اللازعة الغير محسوبة 

لكنه تابع عمله بصمت 

وما أن انتهي من فك الاربطه وبصرت هي وجه أميرة حتى شهقت صارخة تربت على صدر ولدها الذي تصنم محله برؤيته وجه أميرة _ياميلة باختك يا محي يابني تصوم تصوم وتفطر على بصلة ،خطيبتك بقت مشوهة 


لتنظر لها أميرة غير مصدقه ما تسمعه أهي حقا أصبحت مشوهة وضعت يدها على وجهها تتحسسه لتشعر بتجاعيد اسفل يدها تملأ وجهها فصرخت بصدمة_ماما هو انا فعلا بقيت مشوهه!!!

لتنظر أمها إليها بحزن وترمق تلك السيدة الغبية بنظرات مغتاظة تود لو تقطع لسانها ذاك فلم تستطع الصمت أكثر


 فلتذهب تلك الخطبة للحجيم فهبت تقول بحدة_قطع لسان اللى يقول عليكي كده ياحبيبتى ،بعيد الشر عنك 


لتقول أميرة ببكاء _أمال إيه اللى ف وشى ده يا ماما ،قوليلى 


ليحاول الطبيب تهدئتها _آنسة أميرة إهدي ،إنتى لسه فى طور العلاج ،لسه قدامك وقت لحد ما تتعافي وزى ما قلت عمليات التجميل دلوقتي....


قطع حديثه صراخات أميرة العالية فهي بصرت نفسها في شاشة هاتفها فلم تستطع تحمل الامر وخاصه مع حزنها على موت صديقتها ففقدت القدرة على التحكم فى اعصابها 

جاء أسامة على إثر صرخاتها ،

حاول الجميع تهدئتها دون جدوي فاضطر الطبيب أن يحقنها بالمهدئ 

لتبكي أمها حال ابنتها وتقول وهي تضم سلمى التى ارتاعت للحالة التى وصلت عليها أميرة _منها لله اللى كانت السبب أشوف فيكي يوم يااللي فى بالى ،روحى ربما يسامحك 


.                      الفصل الخامس من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا

ولقراءة الجزء الاول جميع الفصول من هنا 



تعليقات



<>