لا تتحدي الصقرج٢
#أسماء_عبد_الهادي
الفصل الواحد والثلاثون
بعنوان (هنا وأيمن)
_____
بخطوات سريعة متحمسة ذهب أيمن لغرفة نومهم، وطرق الباب مناديا على زوجته
_هنا .. ممكن تفتحي نتكلم مع بعض ؟
فتحت هنا الباب بغضب شديد، هي لا تريد أن ترى وجهه ولكن والدها أوصاها أن تجلس وتتحدث مع زوجها وتخرج كل ما بداخلها.
خرجت معه بهدوء إلى أن جلسا على إحدى الارائك في مقابلة زوجها .
افتتح أيمن الحوار بابتسامة
_ممكن أفهم بقا انتي زعلانة مني ليه ومش عايزة تكلميني!!
هتفت هي بتهكم
_يعني إنت مش عارف عملت ايه ؟
لم يفهم أيمن ماذا تقصد هنا بكلامها
_مش عارف يا هنا.. معتقدش إني زعلتك ..أخر مرة كنا كويسين وفجاءة قلبتي مش عارف ليه؟
أخذت هنا نفسا عميقا ثم هتفت تنتظر لعينه مباشرة لتتحرى صدقه
_تقدر تقولي مين اللي كنت بتقابلها في المطعم وبتتغدوا سوا.
توتر أيمن وبدأ يتصبب عرقا فهو شعر بارتفاع درجة حرارة المكان فجاءة فبدأ يفتح أزرار قميصه العلوية، ثم هتف بتلعثم
_ده...ده.
صاحت به هنا بغضب
_ قول الحقيقة يا أيمن، أنا شوفتك بنفسي وانت قاعد معاها .
أجفل مكانه ..كيف فعلت هذا أهي تراقبه!!!
لذا صاح باستنكار
_وانتي كنتي بتراقبيني ياهنا ..هيه حصلت!!
هتفت هيه بنفاذ صبر
_أيمن رد على سؤالي..مين اللي كنت بتقابلها... إنت تخوني يا أيمن !!
_ومين اللي قالت كده ما يمكن دي عميلة ..يعني مقابلة عمل .
هتفت بتهكم واضح من تبرة صوتها
_والعميلة بتقولها بردو يا حبيبتي!!!
ليهتف هو بغضب
_لا ده انتي فعلا بتراقبيني بقا!!
_مكنتش براقبك سمعتك بالصدفة وانت كنت نايم بتكلمها في الموبايل و بتقولها جايلك حالا يا روحي...فكنت هاخد بنتي وأسيبلك البيت وأمشي بس قلت أتحقق يمكن أكون ظالماك لقيتك فعلا قاعد مع واحدة ست وبتضحكوا
أردفت وهي تقول ببكاء
_مكنتش اتصور أبدا أن ده كله يطلع منك إنت.. مكنتش اتصور انك تخوني يا أيمن في يوم من الأيام.
زفر أيمن بضيق فهو لم يكن يتمنى أن تعلم هنا بزلته فهو قد تاب منها ونوى ألا يعود لها.
لذا طأطأ رأسه في ندم
_أنا عارف إني غلطت وتوبت لربنا إني مش هرجع لده تاني ..بس اللي عايزك تعرفيه .. إني مخنتكيش يا هنا.. مكانش بينا أي حاجة ..كانت مجرد زميلة بتقعد معايا تفضفضلي وتشكيلي همها .
هتفت هنا بسخرية
_ياعيني على الحنية .. وانت كمان تلاقيك كنت بتفضفض لها هيه كمان .. وهيه هتعملك انها الصدر الحنين اللي هيمتص همومك كلها وتساعدك في حل مشاكلك مش كدا.
رفع أيمن بصره بحرج
_هنا ...مش بالظبط كده.. أنا..
قاطعته هنا بغضب لم تستطع أن تكبته
_انت ايه ؟؟... قولي مبرر واحد للي عملته ده..ايه اللي يديك الحق تقعد مع واحدة غريبه وتتغدوا سوا كمان..مش ده حرام يا أستاذ؟
هتف أيمن بندم
_للأسف معاكي حق ..والحمد لله عرفت غلطتي ونويت مكررهاش تاني... بس تعرفي مين السبب..انتي!!
هتفت هنا بصدمة
_أنا؟؟ أنا اللي قلتلك روح قابل واحدة وخد رقمها وقولها حبيبتي واخرج معاها!!
_إنتي السبب بإهمالك بيتك وجوزك ولا مبالاتك المستمرة وتصرفاتك الغير موزونة
..انتي بتعملي من الامشكلة مشكلة ..عايزة لو زعلتي أنا اللي أصالحك حتى لو مش أنا اللي مزعلك..ممكن لو طقت في دماغك تغضبي وتقرري تسيبي بيتك وتمشي بتسبيه عادي
...بعدك عني وعدم اهتمامك بيا ولا بالاكل اللي بحبه ولا الحاجة اللي بتريحني..اللي خلاني أضعف معاها.
ليهتف هي باستنكار
_عايز تفهمني .. أن أي حد عنده مشاكل في بيته.. يروح يتعرف على ستات برا؟؟
_هنا أنا مقلتش كده.. وأنا معترف أن اللي عملته غلط ..بس انتي اللي اضطرتيني أعمل كدا ..لما ملقتش اهتمام في بيتي كان طبيعي لما ألاقيه برا أنساق ليه وأضعف.
هتفت بسخرية
_حلو أوي..يعني حضرتك ترضهالي ..ترضى لما ملاقيش إهتمام من زوجي..أروح ألاقيه برا..أتكلم مع شباب في الموبايل وأقابلهم كمان..ماهو جوزي مش مهتم بيا أنا كمان.
ليتغير تعابير وجه أيمن للغضب
_هنا انتي بتخرفي بتقولي ايه؟؟ ايه اللي دخل ده لده.
_ماهو زيك بالظبط يا أيمن ولا حلال عليك وحرام عليا .
_هنا افهمي .. قلتلك قعادي معاها كان مجرد مساعدة مش أكتر...بعدين أنا أهملتك في إيه ..ده انا قايدلك صوابعي العشرة شمع وفي الاخر مش لاقي أي تقدير ولا اهتمام منك
اجابته هنا بصوت باكي
_جايز معاك حق إني كنت مهملة وطايشة في الأول ..لكني بدأت أفوق واهتم ببيتي وبزوجي... لكن بعدها حملت وخلفت وولدت وبقيت أم ومسئولة عن طفلة صغيرة أخدت كل وقتي وكل اهتماماتي .. غصب عني انشغلت عنك ..كان لازم تقدر ده
وتساعدني ..أيمن الحمل كله كان عليا وأنا مش متعودة على المسئولية وانت بصفتك أب كان لازم تشاركني في تربية
بنتك.. لكن انت كنت مشغول في شغلك ومش بترجع الا بالليل ، وطبعا أنا بعد معاناة وتعب طول اليوم لوحدي .. هكون هنجت وجبت أخري ومحتاجة أرتاح، محتاجة أنام .
زي ما انت بتتهمني بالاهمال اللي كان غصب عني ومش عارف تعذره... أنا كمان كنت بعاني كنت حاسة إني لوحدي وانت مش حاسس بيا
_هنا أنا متأخرتش عنك في حاجة ...كل اللي بتطلبيه بعمله.. بتتصلي بيا مش قادرة اطبخ النهاردة يا أيمن..أقول حاضر
هجيب أكل من برا... تعالي يا أيمن البنت تعبانة ..باجي على ملا وشي وناخدها للدكتور ..ولا مرة اتأخرت عليكي في حاجة
طلبتيها مني...البيت ممكن يفضل بالكم يوم منتضفش وبقول عدي يا أيمن أكيد تعبانة ولما تكون كويسة هتظبته... أعمل إيه أكتر من كدا
_الاهتمام يا أيمن مش تلبية طلبات البيت و أنك تأخد البنت للدكتور ..أنا كنت عايزة ألاقي كلمة تشجيع واحدة.. كلمة تسلم ايدك... أنا عارف يا هنا انك بتتعبي ربنا معاكي... الكلام ده كان
بامكانه يزيح جبل هموم كامل من على كتفي.. كنت عايزاك في يوم أجازتك بدل ما بتقضيه نوم او مشاوير للشغل.. كان نفسي تقضيه معايا أنا وبنتك اللي أحيان كتير مكنتش بتشوفها
غير نايمة علشان كنت بترجع متأخر ... كنت عايزة أحس أنك جنبي معنويا يا أيمن .. مش بقول كلام علشان ابرر لنفسي.. أنا معترفة إني مقصرة في حقك جامد ..علشان كده لما شوفتك
مع واحدة تانية حاولت أغير من نفسي ..بقيت بصحى بدري علشان نفطر سوا.. بودي جنى للجيران علشان أقدر انظف
البيت اللي بسرعة يتبهدل بسببها، و علشان أعملك الأكل اللي بتحبه ..بدأت أهتم بنفسي وبلبسي اللي بنتك كانت اصلا خلاص نستني إسمي مش بس نفسي.
لكن بعد كل ده ايه؟! اكتشف انك لسه بردو على علاقة بالست دي
كنت منتظر مني إيه ..متحملتش أخدت بنتي ومشيت ...زي ما انت كنت بتعاني أنا كمان كنت بعاني أضعافه ومع ذلك مضعفتش واتجهت لحاجة تغضب ربنا.
أحس أيمن بالخزي من نفسه وأنه أخطأ كثيرا في حق زوجته وأن هنالك أشياء كثيرة فاتته فهو ركز على أخطاء زوجته وعَدّدها لها لكنه لم ينتبه لأخطاءه هو ..لم يكن يعلم أن هنا تمر بهذا كله وحدها
لذا هتف بأسف
_ أنا آسف يا هنا.. حقك على راسي ... أنا فعلا مكنتش شايف غير أخطاءك انتي.. كنت أناني مفكرتش غير في نفسي وأنا عايز إيه وبس ..مكنتش اعرف انك كمان بتعاني .. أسف .
اجابته هي من بين دمعاتها
_كان بامكانك تواجهني يا أيمن ..تيجي تنبهني هنا انتي عملتي كذا وكذا وأنا محتاج كذا وكذا
أيمن أنا معرفتش ده اللي لما مريم قريبة مودة اللي نبهتني .. كان ممكن الحياة ما بينا تفضل بالشكل ده واحنا الاتنين بنتهم بعض بالتقصير وفاكر أن التاني اللي غلطان ..محدش فينا اتحرك ... كان ممكن حياتنا الزوجية تبوظ وتفشل وتوصل للطلاق علشان محدش فيا بدأ هو ..محدش واجه التاني بأخطاءه بهدوء.
أخذ أيمن نفسا عميقا
_معاكي حق في كل كلمة قلتيها... أنا كنت فعلا خلاص يئست منك ولما مشيتي وسبتي البيت من غير سبب كنت خلاص فكرت إني...
هتفت هنا بتوجس
_انك ايه؟
_اني اتجوزها يا هنا.
وقفت هنا مكانها بصدمة وانسابت دموعها
_إيه.. انت عايز تتجوز عليا يا أيمن
وقف أيمن قابلتها يمسك كتفيها
_هنا أنا بقول كنت.. الحمد لله ، على آخر لحظة ربنا نجاني من اللي كنت هعمله في لحظة تهور .
لم تعقب وظلت على وضعها تبكي
بسط أيمن يده نحوها يزيح دمعاتها
_أنا مش بقولك كدا علشان أزعلك... أنا بقولك أن كل كلامك انتي معاكي حق فيه.. وكان نتيجته إني كنت هقدم على حاجة هندم عليها بعدين، نتيجة إننا مواجهناش بعض بأخطاءنا.. كنت يئست منك وسكت ..كان لازم أحاول معاكي مرة واتنين وتلاتة علشان انتي مراتي وزوجتي وحبيبتي ..وانتي كان لازم تواجهيني باللي انتي شايفاه فيا .
هنا أنا محبتش ولا هحب غيرك حتى زميلتي اللي كنت بفكر اتجوزها في لحظة تسرع.. مفيش جوايا أي مشاعر ناحيتها أبدا ..صدقيني
مد يده لذقن هنا ليرفع رأسها اليه
_هتسامحيني يا هنا ..ونقفل على اللي فات ونفتح صفحة جديدة مع بعض؟؟
أغرورقت عيني هنا بالدمعات
_توعدني إنك مش هتكررها تاني؟
نظر إلى عينيها بحب وهتف وهو يمسح دمعاتها باطراف أصابعه
_أوعدك
_توعدني إنك متتجوزش عليا؟
ابتسم أيمن
_اوعدك
_توعدني إنك تهتم بيا وببنتك وتقدر مشاعري وتقدر يعني ايه أم عندها بيبي صغير؟؟
_اوعدك
_توعدني إنك تتحملني مهما كان وتحاول معايا مرة واتنين وعشرة ومتيأسش مني أبدا
_اوعدك
_توعدني إنك تحبني مهما كان ومهما اتغير شكلي او ضعفت صحتي!
_ربنا يبارك في صحتك يا روحي.. أوعدك طبعا
_آخر حاجة توعدني إنك...
وضع أيمن يده على شفتيها ليتحدث هو
_أوعدك إني هحاول إني أكون نعم الزوج ليكي ..وإني ارضي ربنا فيكي على قد ما اقدر.
لكن توعديني إنتي
_إنك تثقي فيا وإنك متهدميش جدار الثقة اللي ما بينا في يوم من الايام .
( إن لم نمتلك الثقة ...فإننا لا نمتلك شيئا)
صمتت برهة ثم نظرت في عيني زوجها فلم تجد سوى حب صادق ..فابتسمت بدموع الفرحة
_اوعدك
يارب أكون قدرت أوصل ليكم الفكرة ...ولو بجزء بسيط من الغاية من الزواج(المشاركة) وإيه المشاكل اللي ممكن تحصل والحل (العتاب والمواجهة)
ولقراءة الجزء الاول جميع الفصول من هنا
