رواية لاتتحدي الصقر
الفصل الثالث عشر
بقلم أسماء عبد الهادي
رآها تخرج مبتعدة عن الغرفة فاستغرب الى أين تذهب استوقفها مناديا _سلمى إنت رايحة فين؟
استدارت بجسدها اليه تقول بهدوء_ رايحة أنادي للدكتور أميرة زهقت وعايزة تمشي من هنا.
تجهم وجهه وقال وهو يكز على أسنانه متضايقا_
مش عارفة تستنى لما أرجع؟
رفعت أحد حاجبيها باستغراب_ وإية المشكلة لما أروح أنا؟
زفر بغضب_ممكن تسمعي الكلام مرة من غير مجادلة
بادلته بنظرات غاضبة وكادت تفتح فمها لتتحدث لكنه مده يده نحوها بالأكياس التي معه وقال بحزم_دخلي الأكل ده جوة هجيب الدكتور وأرجع.
تناولت منه الأكياس بصمت وهمت بالعودة للداخل لكنها وقفت محلها عندما سمعت إحداهن تقول لعادل_دولا ،وحشتني، فينك من زمان بقالي كتير معرفش عنك حاجة
مسح عادل على وجهه ونظر لسلمى التى ترمقه بنظرات نارية تنتظر رده ،ازدرد ريقه وقال بارتباك فهو لم يكن يحب أن يوضع فمثل هذا الموقف وخاصه أمام سلمى_أنا..
لم تتحمل سلمى أن تشاهد ما يحدث وتوجهت بسرعة نحو غرفة أميرة .
قالت الممرضة بصوت بدا مدلل_ إيه يا دوله هانت عليك العشرة؟
اجابها بضجر_ عادل بتاع زمان ما بقاش موجود دلوقتي، عن إذنك
و تركها وذهب ليلحق بتلك الغاضبة، وجدها تجلس جوار أمه بصمت.
تنهد قبل أن يقول_سلمى ممكن أتكلم معاكي ثواني بس!!!
هتفت هي بضيق_لأ مش عايزة
هدر بها باستياء_ يعني ايه مش عايزة، بقول لك ثواني بس!!
صاحت به _ وأنا قلت مش عايزة هو بالعافية؟
نفخ بغيظ من عنادها وقال بيتحدى_ اه عافيه ولو ومقمتيش دلوقتي هكسرلك دماغك دي
هبت واقفة من مكانها تشتعل غضبا_ إنت بتقول إنت اجننت ياعادل ؟
وقفت الأم حائل بينهم_ إيه يا أولاد مالكم استهدوا بالله
ثم ربتت علي كتف سلمى_ شوفيه يا بنتي عايز يقول لك إيه؟ ما فيهاش حاجة
قالت وهي ترمقه بغضب_ علشان خاطرك بس يا خالتي، عايز إيه إخلص
هتف بغضب_ بت انتي اتكلمي كويس
تجهم وجهها وقالت بغضب مماثل_ ايه بت دي فاكرني عيلة صغيرة بتلعب معاك ما تتكلم كويس انت كمان
هزت الام رأسها بضجر_ لا اله الا الله، جرالكم ايه بس، كنتوا بطلتوا المناقرة دي من زمان
_ ما انت شايفه يا خالتي هو اللي بدأ
هنا تدخل عبد الله في الحوار والذي على ما يبدو انه سمعه وهو يلج للداخل فأومأ لابنته بهدوء_ اسمعي ابن عمتك عايز يقول لك ايه يا سلمى؟
أنصاعت لكلام والدها ونظرت لعادل _ها سامعاك عايز تقول ايه؟
في حقيقة الأمر كان عادل يود أن يشرح عليها، إنه لم يعد له علاقة بأي فتاة، لكنه ارتبك بوجود خاله وأمه، فقال_ كنت عايزك إنت كمان تستعدي لعمليتك
فرغت سلمى فاها_ها ،عمليتي!!
_ انت ناسية أنك أجلتي عمليتك عشان خاطر أميرة؟
أكدت أم عادل كلامه_ صحيح يا بنتي، لازم تتعالجي إنتي كمان
وزعت سلمى نظراتها تجاههم باحراج_ هفكر في الموضوع ده
زم عادل شفتيه باستياء_ تفكري ايه، الدكتور هيجي دلوقتي هيحدد لك معاد العملية
تراجعت سلمى للخلف بخوف، وهي تهز رأسها_لا لا ، مش هاعمل العملية، أنا كده كويسة
اقترب عبد الله من ابنته_ مالك يا سلمى خايفة ليه، بسيطة يا بنتي
كانت سلمي على وشك البكاء، لكنها لم ترد ان تبكي امام عادل فقالت بصوت متحشرج_ انا مش مستعدة دلوقتي يا بابا
قال عادل بخوف عليها_ مالك يا سلمى في ايه؟
هزت رأسها بالنفي_ مافيش انا كويسة.
اقتربت منها خالتها، تربت على كتفها_ اومال مالك وشك اتخطف ليه كده
لينفجر عادل في الضحك_ شكلها خايفة من العملية
رمقته سلمى بغضب،
في حين لكزته أمه_ اسكت يا عادل مش وقت هزار.
ثم اقتربت من سلمى تحيطها بذراعيها_ ما تخافيش يا نن عيني، كل حاجة هتبقى تمام
رفعت سلمى رأسها إلى خالتها_ معلش يا خالتي سيبوني علي راحتي
تنهدت أم عادل_ ماشي يا حبيبتي اللي تشوفيه
بينما انسل عادل خارجا ، يفكر في سبب الرفض الحقيقي لسلمي لإجراء العملية، هو أدعى انها خائفة، فقط ليدفع عنها حرجها، ويعلم ان هنالك سبب لرفضها لا تريد الإفصاح عنه
-------------------
يرقد على حافة الفراش يحيط ابنته بذراعيه ويقرأ لها القصة التي تمسكها بيدها، وهي تستمع لابيها بتركيز كبير، ومن ثم انفجرت ضاحكة_ نو بابي القصة مش كده، حضرتك، بوظت القصة خالص
بادلها الضحك هو الآخر وقال وهو يقبل وجنتيها_ طب بذمتك مش قصتي احلى من المكتوبة مليون مرة!
ضحكت مودي أكتر وهزت رأسها بالنفي، فادعى الصقر الغضب _ بقى كده يعني قصتي مش عاجبكي، طب تعالي هنا بقا
لتصيح هي بمرح وتهرب من أمامه، ويحاول الصقر اللحاق بها في جو من السعادة والمرح ، ظل يجري خلفها، الى أن امسكها بعد أن أصابه الارهاق الشديد، فارتمى على الفراش و هي بين يديه _ ده انت طلعتي مشكلة
ابتسمت له مودي وقبلته من وجنته_ لاف يو بابي
ليشدد الصقر من احتضانها_ وانا باحبك اكثر يا روح بابي
قالها ومن ثم أغمض عينيه يرثى محبوبته الغائبه ويتمتم بهمس_ وحشتيني يا موده قلبي، فرحتي من غيرك ناقصة، كان نفسي تكوني معايا ونربي ولادنا سوا
------
على الجانب الآخر كانت مودة تتحسس سوارها ب حنين جارف لذلك الذي سكن القلب و تغلغل في أعماق كيانها ،مغمضة عينيها تسترجع ذكرياته معها و من ثم تتنهد تنهيده
طويلة، فقط سئمت الجلوس مكتوفة الأيدي، لابد أن تفعل شيئا لابد أن تجد مخرجا من هنا، فهبت من فراشها مستغلة عدم وجود أبيها في ذلك الوقت، وحاولت أن تتسحب للخارج، بدون ان يراها أحد.....
---------
وجدته يهم للذهاب للخارج فنادت عليه باستغراب تنظر في ساعة هاتفها _ أيمن انت رايح فين الوقت أتأخر
تلعثم ذلك الذي يظن أنها نائمة،وكان يود الخروج دون أن تنتبه_ ها، لا ..ده انا كنت خارج علشان الشغل
وضعت يدها على فمها تقاوم التثاؤب، فهي تعبت طوال النهار مع ابنتها الصغيرة_ شغل إيه متأخر كده !!!!الساعة 12 يا أيمن
اقترب منها يقبلها من وجنتها_ حبيبتي مش هتأخر، الحقي نامي قبل ما جنى تصحى
هزت رأسها بتعب فهي تريد النوم ويغلبها النعاس بشدة_ ماشي يا حبيبي ما تتأخرش
اجابها وهو يضع يده على زر اطفاء مصباح الإنارة_ حاضر يا حبيبتي تصبحي على خير
خرج هو إلى .....
بينما غطت هي في نوم عميق
...................
جاء الطبيب ونزع الرباط عن وجه أميرة و قال وهو يبتسم _ الحمد لله عال العال ، وش حضرتك يا انسه اتحسن 80 في المئة، كده أقدر أقول للعمليه نجحت بفضل الله
دنى منه عادل يقول باستفسار_ يعني ايه 80 في المئه؟
هتف الطبيب بهدوء_ انسه أميرة هتحتاج عمليه تانية بس مش قبل ست شهور، بس عامة وشها اتحسن كثير وتقدر تخفي أي أثر بشوية ميك أب
اقتربع منها سلمى تعانقها بسعادة بالغة_ الحمد لله يا ميرا الحمد لله.
عند هذه اللحظة اتصلت ياسمينا بسلمى، لتفقد أحوال أميرة، هي لا تدري أن سلمى أيضا تحتاج لجراحة تجميل
_ سلمى طمنيني، ميرا اخبارها ايه
_ كويسه الحمد لله يا ياسو، اخبارك انت ايه واخبار مودي؟
كادت ياسمينا ترد، الا انها استمعت لأم اميره تقول عبر الهاتف، فلقد سحبت الهاتف من يد سلمى عندما سمعت ان المتصل هو ياسمينا_ ياسمينا يا حبيبتي، عامله إيه
_ كويسه يا انطي ، أخبار حضرتك إيه؟ وحمد لله على سلامة أميرة
هتفت ام عادل بامتنان_ ربنا يبارك لك يا بنتي، والله ما عارفة اشكرك إزاي،بدعيلك في كل صلاة.
_ انا ما عملتش حاجة يا انطي أميرة زي اختي
_ربنا ربنا يبارك لك يا بنتي ويجبر بخاطرك، اسيبك مع سلمى تتكلموا براحتكم
---------------
تسللت بهدوء نحو المطبخ لتتأكد من إنشغال الخادمة بإعداد الطعام ومن ثم توجهت نحو خارج المنزل وما إن خطت عتبة البيت وهبطت الدرجتين لأسفل لتجد من يقول لها من خلفها_على فين يا مدام !!!
فزعت مكانها وأقشعر بدنها والتفتت بهدوء لمصدر الصوت لتجد جسدا كبيرا لرجل ضخم الجثة يقف كالحائط المتين يرمقها بنظرات باردة لا حياة فيها فقالت بارتجافة تملكتها لمجرد تخيلها أن هذا الضخم سيخبر والدها بما حدث_كك..كنت بتمشى شوية ..أشم هوا ممكن!!
أجابها بصوت رخيم أجش_ممنوع
ابتلعت ريقها وادعت الشجاعة _اه ..معلش مكنتش أعرف
_اتفضلي على جوا لأن لو الكبير شم خبر هتروحي في خبر كان
_إنت مش هتقوله مش كده!!
نظرت له برجاء وانتظرت إجابته
ليقول ببرود _مخابرش .
لترمقه بضيق وهم تهم بالدخول_أعوذ بالله ،متعرفش تحمل حاجة لله أبدا
عادت أدراجها للداخل تجر ذيول الخيبة فكيف السبيل للخروج من هنا ،كيف السبيل للاتصال بالصقر ،وأبيها منع منها كل وسائل الاتصال حتى رؤية الشارع لا يمكنها أيضا ،وها هي منذ اربع سنوات حبيسة أربع جدار ،غير أن والدها يغير موقعهم من حين لآخر ولا تدري ما السبب .
______
بعد أسبوع
ظلت تصرخ وتصيح بوالدها بغضب عارم يجتاحها _نو دادي ،أنا مبقتش قادرة اتحمل أكتر ،أسبوع كامل من غير ما أشوفها أو حتى أسمع صوتها ، ذاتس أوفر
بدا ذكى هادئا جدا بعكس ابنته الأمر الذي جعلها تشتعل أكثر _دادي ،واي يو أر سو كالم(انت ليه هادي كده)
تنهد ذكي ونظر لابنته_انتي كمان لازم تهدئ ياسو ،البنت كويسة مع باباها وأنا باتصل بصقر بنفسي وبطمن عليها
زفرت بضيق وشعرت بالاختناق_نو دادي، أنا عايزة مودي بنتي،بليز أعمل حاجة
هز كتفيه بقلة حيلة_مفيش في إيدي حاجة أعملها، لما صقر يقرر يجيبها هيجيبها
أعادت خصلات شعرها المتمردة للخلف بعصبية_يعني إيه اللى إسمه صقر ده هيتحكم فينا، أنا مش هسمح بده أبدا
هتفت ذكي في ابنته بتحذير _ياسمينا، بلاش تتحدي صقر، إنتي مش قده يابنتي
انتصبت ياسمينا في وقفتها وقالت بتحدي واضح _ وأنا مش خايفة منه دادي، وهرجع مودي يعني هرجعها
____
على مائدة الطعام
لاحظ الصقر أن ابنته لا تأكل ،فمد يده ووضعها فوق يد ابنته قائلا بحنان_حبيبة بابي مش تبأكل ليه ،أنطي مريم عاملالك كل الأكل اللي بتحبيه
هزت مودي رأسها لتعبير عن رفضها ما يحدث،وأدارت وجهها للجهة الأخرى
فما كان من صقر الا أنه أدار وجهها نحوه برفق_ لا الظاهر حبيبة بابي زعلانة، قوليلي بس مين زعلك؟؟
أجابت والعبرات تترقرق في أعينها _أنا عايزة مامي ، بليز بابي!!
تنهد صقر بضجر فهو لا يطيق سماع اسم تلك الغبية كما ينعتها هو وتبادل هو ومريم النظرات ذات مغزى ومن ثم قال _حبيبتي ما انا قلتلك مامي مسافرة ولسة مرجعتش
_نسافرها بابي، مامي وحشتني أوي
قرر الصقر أن يجاري ابنته في الحديث لحتى تعتاد مع الوقت_أوك مودي ،أول ما أفضى من الشغل ،نسافر أوك
ابتسمت مودي فهي صدقت خدعة والدها بسهولة_يس يس
نظرت مريم بحزن نحو صقر أن يخدع ابنته وهي تعرف أن خدعته ستنكشف مع الأيام ولا مفر من رؤية مودي لياسمينا لكنه يعاند
غرز الصقر الشوكة في قطعة البرجر أمامه وهو يقول بابتسامة لصغيرته_حبيبة بابي فين اللي هتأكل الأكل ده علشان بابي يبوسها بوسة كبيرة أوي
ضحكت مودي ببراءة وقالت بمرح _ أنا
ومن ثم فتحت فمها لتلتقط ما بالشوكة ،فيقبلها الصقر بحب بالغ ويضمها إلى صدره _برافو مودي ،هيه دي حبيبة بابي .
انهى يحيى طعامه بسرعة كي يستطيع اكمال اللعب مع مودي وقال بحماس_مودي، يلا بسرعة علشان نلعب مع بعض
تحمست مودي هيه الأخرى وحاولت انهاء طبقها سريعا كما فعل يحيى_ أوك ،أوك
داعب الصقر شعر يحيى _مستعجل على إيه ها ،ما أنتم بتلعبوا طول الوقت
ضحك يحيى ،فقال الصقر يتذكر أيامه مع مودة مذ كانا صغيرين ،كانا يلعبان ويمرحان طوال الوقت _ ألعبوا ، استمتعوا بكل لاحظه من حياتكم ، قبل الفرحة ما تتخطف منكم ،ربنا يجعل كل أيامكم هنا وسعادة
____
بعد أن عادت أميرة إلى المنزل أخيرا بعد أن صرّح الطبيب بذلك وبعد أن بدأت تسترد عافيتها
أخبر أسامة صديقه عادل ،أن يأخذ رأي أميرة في شأن تقدمه لخطبتها ،قبل أن يتقدم هو بشكل رسمي
ووعده عادل أن يفاتحها في الأمر حالما يعود الى المنزل
عاد إلى منزله بعدما أنهى عمله لكنه وجد المنزل فارغا لا أحد بالداخل ،فاستغرب عدم وجود أمه أو أخته ،فخمن أن تكون والدته في السوق كالعادة و أميرة بالأعلى مع سلمى
استغل تلك الفرصة ليرى سلمى فهو لم يعد يراها في الأونة الأخيرة ،صعد الدرج بحماس يتمني أن من تفتح الباب هي سلمى وليس أميرة
طرق الباب ليسمع صوتها تستعلم عن الطارق وعندما علمت أنه الطارق ارتدت اسدالها وذهبت لتفتح الباب فهي تعرف أنه أتى ليسأل عن أمه وأخته
فتحت الباب وقالت بجدية شديدة ،جعلت الابتسامة تختفي من وجهه رويدا _خالتي و أميرة راحوا المستوصف اللي ف أخر الشارع ومش هيتأخروا ،وخالتي بتقولك لو جعان الأكل هيه مجهزاه في المطبخ ،مع السلامة ،وهمت لتغلق الباب
لكنه مد يده يمنعها من غلقه_إستنى بس، إيه المقابلة الناشفة دي
زفرت بضجر وقالت بتهكم_وعايزني أقابل حضرتك إزاي بقا!!!
ابتسم مرة اخرى _يعني انا ابن خالتك مش حد غريب ، قوليلى اتفضل وابتسمي في وشي!!
رمقته بنظرة مستاءة على _ عادل ،إنت جاي تهزر !!
هز رأسه بالنفي_أبدا والله ، اخلصي يابنتي، أنا لسه راجع من الشغل وتعبان
ضيقت حاجبيها بضجر_أعملك إيه يعني ،ما تنزل بيتكم هو حد ماسكك
هتفت بسماجة_بس أنا عايز أدخل بيتكم هنا ،وأشار للداخل
زفرت بسأم من سماجته المتعمدة_ بابا مش موجود
_لا أنا عارف أنه بيرجع في الوقت ده، وكمان جزمته قدام الباب أهي
نفخت بضجر_ نايم ،ممكن تتفضل بقا
قالت كلمتها وهمت بإغلاق الباب مرة أخرى ،فمد قدمه هذه المرة ليحول دون إغلاق الباب
لتقول بصوت غاضب_عادل إنت عايز إيه بالظبط
تكلم عادل بجدية_سلمى ،الممرضة في المركز ،أنا مليش علاقة بيها من زمان جدا ،من يوم ما ربنا تاب عليا وأنا مكلمتش بنت غيرك
_وبتقولي الكلام ده ليه ،أنا مالي تكلم ولا متكلمش
عادل_يعني مش زعلانة !!
على الرغم من أن داخلها يطير من الفرح إلا انها قالت بإدعاء الجمود_قولتلك ميهمنيش ،دي حياتك وإنت حر فيها
هتفت ببرود _بس أنا يهمني خطيبتي ،تكون عارفة عني كل حاجه!!
حملقت هي به_ خطيبتك!!، هين مين دي اللي خطيبتك!!
ابتسم ببرود_إنتي
عبست بوجهها وقالت بصوت غاضب_إنت الظاهر بتحلم
وهذه المرة صفقت الباب في وجهه بقوة ،ليقف هو ينظر للباب بشرود_ والحلم قريب هيبقى حقيقة ياسلمى
بينما وقفت هي خلف الباب وصدرها يعلو ويهبط من الفرحة ،لكنها سرعان ما نفضت تلك الفكرة عن رأسها وحل محلها الوجوم_هو فاكر نفسه إيه علشان يسيبني وقت ما يحب ويرجع وقت ما يحب، إن ما وريتك يا عادل مبقاش أنا سلمى ....
___
عندما عادت أميرة وأمها
فاتحها أخيها بشأن رغبة أسامة في التقدم لخطبتها وتفاجىء الجميع بردها_ لا مش موافقة
نظر عادل لأمه الذي تحدثت هي بدفاع عن أسامة _ليه يابنتي ،ده شاب كويس وابن حلال وطول الاربع سنين دول ،مسبناش ولا لحظة ،ودايما يسأل عليكي خالك وأخوكي
أردف عادل مؤكدا_أسامة أتغير يا أميرة ،ربنا تاب عليه من زمان ،ولا إنتي هتحاسبيه على الماضي
هزت أميرة رأسها بنفي_لا طبعا ومش رافضة علشان السبب ده
_طب إيه بقا، أسامة أنا أضمنه بحياتي ،صاحب جدع مشفتش في شهامته وجدعنته وإنتى عارفة انه كان بيشتغل السنين اللى فاتت دي كلها علشان يجمع لك فلوس العملية ، أسامة شاريكي يا أميرة ،قلتي إيه؟؟
وقفت أميرة مكانها _أنا عند رأيى يا عادل، عن أذنكم أنا داخلة أوضتي
تبادل عادل النظرات مع امه باستغراب_هو في إيه ، لا تكون لسه بتحب الواد خطيبها الأولاني
_لا يابني،أختك محبتوش اصلا ،كان مجرد عريس متقدم والسلام
حك عادل مؤخرة رأسه_طب إيه ،ده الواد أسامة ممكن يروح فيها
تنهدت أمه بقلة حيلة _يمكن إنت اخترت الوقت الغلط، يمكن أختك محتاجة كمان وقت تفوق من اللي هيه فيه
_طب أرد أقوله إيه
_قوله استنى شوية لما حالتها النفسية تستقر أكتر
عادل_طيب بالمناسبة ،أنا كمان عايز أخطب ولا هتقولى الوقت مش مناسب كمان
انفرجت أسارير أمه _أخيررا ،لولولوى أنا مستنية تتلحلح من زمان ،هطلع أفاتحها في الموضوع
هتفت ببلاهة_هي مين!!
مطت شفتيها فى استياء_ بنت خالك يا عين أمك ،فاكرني يالا مش فاهمة حاجة!
ابتسم هو لأمه _طيب اطلعي يا ام عادل وانزليلي بالبشرى
...
ولقراءة الجزء الاول جميع الفصول من هنا
