.
لا تتحدي الصقر
#أسماء_عبد_الهادي
الفصل الثامن عشر
رآها تجلس على الاريكه شاردة،حزينه تَفِرُ الدمعات من عينيها رُغماً عنها ،فأقترب منها واضعاً يده الصغيرة البريئة على كتفها ،حزيناً على حالها فهو دائما ما يراها على هذا الحال،إنتفضت
هى عندما وضع يده عليها فهى لم تنتبه لوِلوجه الغرفه فحاولت رسم بسمة بسيطة على وجهها وقالت وهى تمسح دمعاتها بسرعه من عينيها _حبيب ماما ،إنت رجعت إمتا؟
أجابها بخفوت _لسه دلوقتى،ثم أردف بحزن _ماما إنتى كنتى بردو بتبكى!!
أخذت تمسح دموعها بيدها أكثر حتى لا تُبقِى أى أثر للبكاء على وجهها وتقول محتضنة صغيرها_لا ياحبيبى ،مش ببكى ،حد يبكى ومعاه القمر ده
لكنه إبتعد عن والدته،مخفضاً رأسه للأسفل قائلا بنبرة غاضبه متوعدة _أنا بكرهه ،بكره صقر جداً
حملقت فى ولدها بزهول غير مصدقه ما تسمعه من صغيرها على والده فأعتدلت فى جلستها ومن ثم أمسكت بيده لتقربه إليها_إنت بتقول إيه ياحبيبى،حد يكره باباه؟
أبعد يده مرة أخرى من يد والدته قائلا بحنق_ده مش بابا ..انا مش بحبه ..هو السبب اللى بيخليكى تبكى كل يوم ..انتى مش بتبينى ده بس أنا بشوفك كل يوم بعمل نفسى نايم وبسمعك
بتبكى جامد طول الليل ،فكرهته اكتر ،هو السبب فى حزنك ده وهو السبب فى كل حاجه وحشه فى حياتنا أنا بكرهه من كل قلبى
هزت رأسها واضعة يدها على فمها بعدم تصديق الى هذا الحد يكره والده ،فهو على الرغم من أنه لم يره أو يقابله يوماً إلا أنا
كانت تحكى له عنه دائما ،كانت دائما ما تذكر أفعاله ومواقفه الجميلة معها وتحكى له عن حبهما الذى يُسطر بحروف من ماء الورد فينثر عطراً فواحاً على مر العصور،كانت تقص له مواقفه
النبيلة مع الجميع وكم كان إنساناً يجمع كل الصفات الحميدة معاً،لكن كيف ضاع كل ما قالته وعرفته إياه هباءً،كيف وصل به الحد إلى الكره هكذا، من لَعِب برأس إبنها ودس سمه الخبيث فى رأس صغيرها
فقالت بصوت خفيض متحشرج _مين اللى قالك كده!!،الكلام ده مش حقيقى
قال بضيق_ جدو حكالى كل حاجه ،،حكالى أن اللى اسمه صقر ده مش كويس،وإنه راجل شرير وقد إيه عذبك معاه ،ومش بس كده ،ده أذى جدو وكان سبب فى دخوله السجن وحِرمانه منك لسنوات طويله,انا عرفت كل حاجه ،أنا مبقتش صغير يا ماما ,انا بقيت راجل علشان كده___مخباش عنى حاجه ووعدته إنى انتقم لكم من صقر بنفسى فى يوم من الايام ......//
____
عندما سمع أنهما ربما يكونان بالصعيد اغمض أعينه هنيهه ثم قال محاولا الحفاظ على ثبات نبرة صوته لأنه ليس وحده _ماشي لو في أي أخبار جديدة بلغني حالا
أجابه بلال_حاضر ياصقر ،سلام دلوقتي لأني رايح المستشفى
الصقر_سلام، ربنا معاك.
شرد الصقر للحظات يفكر هل ترى حقا ذهبا الصعيد وإن كانا هناك فعلا ماذا عليه أن يفعل ...
في هذه الاثناء كانت ياسمينا قد استيقظت وعلى ما يبدو أنها استعدت للخروج فهي كانت ترتدي ملابس خاصة بالرياضة الصباحية وتضع مساحيق تجميل خفيفة مناسبة لفترة الصباح، كما أنها عصفت شعرها على هيئة كعكة فى أعلى منتصف
الرأس مع ترك خصلتان متمردتان على كلا الجانبين فبدت فاتنة حقا فياسمينا تعرف كيف تتجمل جيدا ،وما هو المناسب للون بشرتها والفترة التي تخرج فيها ،وتفعل هذا دون تكلف فهذا شىء أعتادت عليه طوال حياتها، حتى أصبح اسلوب حياة
هبطت لأسفل بثقة، فرآها الصقر فلوى شفتيه بتبرم، لنزولها بهذه الهيئة وهي تعرف أنه بالأسفل فذراعيها وصدرها مكشوفان وأيضا ساقيها إلى الركبة، فما كان منه إلا أنه أدار وجهه عنها، وانشغل بإنهاء فطوره
عندما رآتها مودي أسرعت إليها تحتضنها _مامي صباح الخير، رايحة النادي ولا إيه؟
ضمت صغيرتها إلى صدرها بحنان _يس مودي، حبيبتي مش هتأخر عليكي ،نص ساعة بالظبط وراجعة
أومأت مودي برأسها فهي أعتادت على ذلك من أمها فهي في كل يوم وقبل الفطور تذهب لأداء رياضتها الصباحية ومن ثم تعود.
انتبه الصقر لحديثها فنظر بإهتمام ليرى هل حقا ستخرج للنادي فهذا المنظر!!!
التفت ياسمينا الى والدها تحييه وتقبله في وجنتيه كعادتها ،متجاهلة تماما جلوس الصقر على المائدة وكأنه ليس معهم _دادي ،صباح الخير
ذكي بابتسامة _صباح النور يا روحي
ياسمينا _ خد بالك من مودي مش هتأخر سلام
لم يستطع الصقر تمالك نفسه فهي فعلا ستخرج هكذا ووالدها لم ينبث ببنَتْ شفة فقال بصوت حاد_ انتي رايحة فين!!!
زفرت بضجر فهذا ما كان ينقصها أن يسألها أحد عما تفعله فأجابت بصوت رخيم_زي ما سمعت رايحة النادي ،بااي
قام من مكانه مستوقفا إياها قائلا باستنكار_إستني هنا، هتروحي بمنظرك ده إزاي، إنتي اتجننتي!!
نظرت لهيئتها وقالت بعدم فهم
_ إزاي يعني مش فاهمة، ماله منظري، ولا انت بتحب تتلكك وخلاص
أجابها بغيظ _اتلكك إيه ،إنتي مش شايفة لابسة إيه هتخرجي وجسمك مكشوف كده إزاي ؟
هزت رأسها ويدها بتعجب_سو وات!! إيه المشكلة في ده، ده العادي
ابتلع ذكي ريقه وعلم أن الجدال سيحتدم فطلب من مودي أن تأتي له بنظاراته من أعلى ،حتى يشغلها عن ذلك الذي يحدث فانصاعت لأمر جدها وصعدت لأعلى تبحث عن نظارته والتي هي في جيبه من الأساس فما هي إلا حيلة ليبعدها عن المكان
نظر صقر إلى ذكي مدهوشا مما تفعله ابنته وكيف يسمح لها بالخروج هكذا دون أن يتكلم أو يعلق حتى ،فنظر له ذكي بارتباك وخزي
فأغمض الصقر أعينه في حسرة على ما يحدث ،متحسرا على حال ذلك الأب الغافل عن ابنته والذي نسى الحديث"كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته"
فقال وهو يسمح على وجهه _ اطلعي ،البسي حاجة زي الناس وبعدين إنزلي مفيش خروج بالشكل ده
إغتاظت هي من أسلوبه الآمر وظنت هي أنه يقول ذلك ليتحكم بها _اسمع أنا مبحبش حد يتدخل في حياتي أنا أعمل اللي أنا عايزاه وبس، فمتظنش أن وجودك هنا إنك هتتحكم فيا ،إنسى
ليقول هو بنرفزة_اتحكم ايه وزفت إيه على دماغك انتي لسه شفتي مني تحكمات، ده أنا لحد دلوقتي بتكلم بالذوق معاكي، اتفضلي بدلي هدمك دي لإما مفيش خروج
لتصيح هي به ومن ثم تقول بعند _لا انت اتجننت رسمي، أنا خارجة ومحدش هيقدر يمنعني
نظر لها بحدة ومن ثم هدر بقوة_وريني إزاي هتخرجي بمنظرك ده من بوابة الفيلا
لم تعطي لحديثه وتهديداته اهمية وانطلقت مغادرة دون اكتراث
ليشتعل هو غضبا ويمسكها من ذراعها بقوة اوجعتها _لا إنتي الذوق مش بينفع معاكي
لتنظر إلى موضع يدها التي تقبض على ذراعها _إنت إزاي تمسك إيدي كده ،إنت اتجننت ياصقر
ليقول بحنق_لا لسه الجنان، جاي قدام، اتنيلي اطلعي بدلي هدومك دي،ومش هعيد كلامي مرتين ،وممنوع أشوفك خارجة وجزء من جسمك باين، إنتي فاهمة!!
قالها وهو يشدد من قبضته على ذراعها
فصاحت بألم_ااه إيدي يا مجنون إنت ،انت مش طبيعي
دفشها نحو الدرج_طبيعي ولا صناعي، إخلصي لإما مفيش خروج من أصله
نظرت إلى والدها ليقول شيئا فيما يحدث فوجدته يتهرب من نظراتها ويدعي أنه منشغل بقراءه الجريدة في يده
فأعادت بصرها تجاة الصقر لتجده يرمقها بحدة ،فاضطرت إلى أن تصعد الى غرفتها تبدل ملابسها
وبعد برهة ،عادت لأسفل لتجده في انتظارها
فتطلع إليها ليلوي شفتيه بغيظ فهي لم ترتدي سوى جاكيت قصير غطي جزء كبير من ذراعيها _هو ده اللي لبستيه ،لا فيكي الخير
أجابته بضيق_إيه ما أنا غطيت دراعي زي ما طلبت أهو ،عايز إيه تاني ،أنا زهقت
لينظر إلى أسفل إلى قدمها مشيرا بتهكم_ ورجليكي دي إيه مش من بقية جسمك؟؟ مش قلتلك ممنوع تخرجي وجزء من جسمك باين ولا انتي مبتفهميش!!
حك شعره بغيظ محدثا نفسه_استغفر الله العظيم يارب،إيه البني آدمة المتخلفة دي !؟
هتفت باستنكار _نوو، ذاتس سو ماتش (لا كده كتير)
ضم قبضته بغضب _هو ايه اللي كتير، افهمي بقا إنتي أصلا كل حياتك غلط في غلط
لم يتبع الصقر الاسلوب المناسب مع ياسمينا وذلك لانه مغتاظ من فعلتها من الأساس لذا فلم ينصحها بالحسنى وبدا أسلوبه دائما فظ معها
لذا فما كان منها إلا أنها هدرت بغضب_ أنا حرة أعمل اللي أنا عايزاه محدش قالك اتدخل ، عاجبني حياتي الغلط دي عن اذنك
خطت هي للأمام بخطوات غاضبة حانقة من كلماته.
ليغتاظ من عدم إطاعتها لكلامه فقال بصياح_ ياسمين، مش هتخرجي كده ولما أشوف كلام مين اللي هيمشي!!!
أدارت وجهها له تصيح بضيق_اااوف اسمي ياسمينا ،ياسمينا مش ياسمين، وأنا مش مضطرة أسمع كلامك لازم تفهم ده ،باي صقر
فما كان من الصقر إلا أنه أمسك شعرها بغضب فحالته النفسية لم تكن على مايرام فما حدث لزوجته وما فعلته هي قد فاق كل تحملاته فتحول لغير ذلك الصقر الذي كان عليه من الهدوء والتعقل والتؤدة_ كلامي هيتسمع غصب عنك والا مش هتشوفي غير الوش ده بعد النهاردة
وقف ذكي يبتلع ريقه بخوف على ابنته فهو لا يتحمل أن يرى ما يحدث لابنته فهي في النهاية مدللته
صاحت ياسمينا بعدم تصديق فلم يحدث لها ما حدث من قبل _ سيب شعري يا متخلف إنت
ليشدد الصقر من قبضته على شعرها ليهدر بغضب_لمي لسانك أحسنلك بدل ما أقطعهولك هو كمان
اقترب ذكي من الصقر يخلص ابنته من براثن قبضته_صقر من فضلك سيبها
تركها الصقر وقال وهو يتوجه للخارج _فهم بنتك ياذكي بيه إني مش هسمح بخروجها وجزء من جسمها مكشوف ولو حصلت إنى أمد إيدي عليها وده آخر كلام عندي
أحاط ذكي ابنته بذراعيه ،يهدىء من غضبها ،فصاحت بغضب وهي تعدل من شعرها_ده انسان مش طبيعي أبدا، دادى إزاي إنت سامح بده ،ده لازم يمشي من هنا فورا
أخذ ذكي نفسا عميقا ثم قال_ياسو حبيبتي، صقر معاه حق، إنتي مش هينفع تخرجي كده
ضيقت أعينها تنظر لوالدها بدهشة_وات دو يو ساى دادي، ومن إمتا حضرتك بتعلق على طريقة لبسي!!
شعر ذكي بالأسف والندم_ للأسف يابنتي كنت غلطان ،بس اللي بيقوله الصقر هو الصح
أجابته بحنق وهي تصعد لغرفتها فلقد نوت عدم الخروج هذا اليوم فمزاجها قد تعكر _لا الظاهر ،اللي اسمه صقر ده عمل لحضرتك غسيل مخ ،ده شىء لا يطاق ،ااوف .
____
عادت مودي وهي تتنهد بتعب – جدو انا دورت كتير بس مش لقيت الجلاسيس بتاعة حضرتك
ليحاول الجد البحث في ملابسة ويخرجها من جيبه وهو يدعي البلاهة, فخطته في ابعادها المتعمد عن الجدال قد اوتيت ثمارها –أه صح هيه كانت معايا طول الوقت وانا مش واخد بالي, تعالي تعالي كملي فطارك
جلست على مقعدها الى جوار جدها ولاحظت عندم وجود أبيها –بابي راح فين!
ذكي- راح على شغله ياحبيبتي, وياسو فوق مخرجتش تقدري تكملي فطارك وتطلعي لها
مودي –أوك جدو
انتبه انها في الآونة الاخيرة تستيقظ في الصباح الباكر معه وتعد له فطوره ومن ثَم تعود للنوم مع صغيرتها, فأخذ يحدق
بها بينما هي تقوم من جواره وتتوجه للمطبخ كي تعد له الفطور قبل ان يذهب لعمله, لاحظت هي ذلك فالتفت له مضيقة عينيها- في حاجة يا أيمن, بتبصلي ليه كدا؟
رفع كتفه قائلا باستغراب- أصلي مستغربك صراحة الأيام دي.
حركت رأسها لتستفهم منه- حاجة ايه دي؟.
هز كتفه بعدم معرفة- مش عارف .
لوت شفتيها بضيق لكنها لم تظهره وقالت- يعني متغيرة للأحسن ولا للأسوء
أجابها مسرعا- للأحسن طبعا, بقيتي تصحي بدري تحضري ليا الفطار مع اني اتعودت أفطر في الشغل
أحست هي بالحزن وتذكرت جلوسه مع إحداهن في المطعم وتخيلت جلوسه مع زميلاته في العمل يتناول الفطور معهن هناك فقالت بصوت مغتاظ – لا ما هو انت من النهاردة مش هتفطر وتتغدى وتتعشى غير معايا هنا في البيت .
لاحظ تغير نبرة صوتها فسألها- هنا في حاجة صوتك كأنه مخنوق
اداردت ظهرها عنه ومسحت تلك العبرة التي سقطت رغما عنها وقالت وهي تتوجه الي المطبخ- لا ابدا يا أيمن مفيش حاجة هروح احضر الفطار علشان متتأخرش على شغلك.
حك شعره باستغراب ومازال مصرا انه زوجته بها شيئا ما لا يعرفه, قام من مرقده وتوجه للحمام ليعد نفسه للخروج.
----------------------------------
وجده يدلف مكتبه وهو يلقي عليه السلام دون ان يسأله عن حاله وأخباره مثل كل يوم , فوقف متعجبا للحظات ولحق به ليعلم ما به –في حاجة يا صقر يا ابني, شكلك مزاجك مش ولا بد النهاردة
زفر الصقر وهو يسمح بيده كامل وجهه- حاجة زي كده, بس انت عرفت ازاي ؟
-يعني مسلمتش عليا زي كل مرة رميت السلام ودخلت علطول قلت يبقى اكيد في حاجة مضيقاك.
أجابه الصقر معتذرا- انا أسف يا عم أحمد , كنت جاي مش فعلا مش طايق نفسي علشان كده دخلت على مكتبي علطول ,حقك عليا يا عم احمد.
-انا مش بقولك كده يعني بلومك لا سمح الله, انا بس كنت عايز اطمن عليك, , ارمي حمولك على الله يا ابني وكل حاجة هتتحل.
ابتسم له الصقر – ونعم بالله , متحرمش منك يا راجل يا طيب, ممكن كوباية شاي من ايديك الحلوين اعدل بيها مزاجي؟
رفع العم اصبعه يستجيبه- فطرك الاول ولا؟
ضحك الصقر- لا فطرت متقلقش .
بادله العم الضحك- ان كان كده, يبقي فوريرة هعملك احلى كوباية شاي.
تنهد الصقر برضا واعاد ظهره للخلف( فأحيانا يرسل الله لنا أناس طيبون في وسط ما نمر به من أزمات فيكونون وكأنهم بلسم لحياتنا بطيبتهم وعفويتهم وبحبهم الغير مشروط, فيكونون كقطعة السكر الذي يحلي مذاق الشاي السادة )
-----------------------------------
هبطت لتجلس معها بعد ان تناولت غدائها مع والدها فأوى هو الى فراشه لينال قسطا من الراحة بعد عناء العمل
طرقت البكاء كنغمة موسيقية وبصوت غنّاء كعادتها ومن ثم دخلت مبتسمة – ميرا حبيبتي, بتعملي ايه؟ اتغديتوا ولا لسه؟
هزت أميرة رأسها بالنفي- لا لسه عادل مجاش, منتظرينه
رفعت سلمى حاجبيها- غريبة اتأخر النهاردة يعني
هزت أميرة رأسها مؤكدة – اه فعلا , بس زمانه جاي دلوقتي
سلمى بمرح – المهم قوليلي ألبس ايه واحنا رايحين النهاردة نجيب الشبكة؟
قامت أميرة من مكانها وأخرجت ثوبا جميلا من خزانتها وناولته لسلمى- البسي ده .
استغربت سلمى الثوب الجديد وسألت من اين أتت به أميرة – جميل أوي الدريس, بس جبتيه منين؟, انا اول مرة اشوفه عندك
أميرة بهدوء- ماما جابتهولك علشان تنزلي بيه تجيبي الشبكة.
حدقت سلمى بالثوب وقالت – عادل جابلي فستان الخطوبة كفاية ليه عمتو تتعب نفسها
ابتسمت لها أميرة بحب – واحنا عندنا كم سلمى علشان نجيب لها يعنى, هيه واحدة بس وحبيبتي انا
عانقتها سلمى بحب – حبيبتي, ربنا يباركلي فيكم يارب , المهم جالك زيه ولا لا , لو كده مش هلبسه وهعتذر من عمتي
أميرة- يابنتي انتى مالك بيا هو انا العروسة ولا انتي؟
هزت سلمى رأسها- لا مليش فيه, انا رايحة لعمتو اقولها
استوقفتها اميرة – استني بس يا سلمى انا أصلا مش جاية معاكم
فتحت سلمى فمها بضجر- نعم يا اختي هيه مين دي اللي مش جاية؟
قالت أميرة بخفوت- معلش يا سلمى مش هقدر أجي معاكم, خليني أنا هنا
سلمى باستياء مما تقوله أميرة- ده اللي هو إزاي يعني, يعني أختي ومن جاية معايا؟ انتي بتهرجي؟
-معلش يا سلمى غصب عني
هتفت سلمى بضيق- ليه أفهم ليه مش عايزة تيجي ها؟
اخفضت اميرة رأسها وصمتت
فقالت سلمى-اميرة إوعي تكوني لسه محروجة من وشك حتى بعد العملية ؟
نظرت لها أميرة وهي تهز رأسها بالنفي- لا طبعا ,الحمد لله
رمقتها سلمى بتعجب – طب ايه بقا؟حيرتيني؟
فركت أميرة يدها –اصل ...
سلمي بنفاذ صبر-أصل ايه يا أميرة قولي, انتي هتخبي عني انا؟
حكت أميرة أنفها وقالت بخفوت- أصل بصراحة انا شاكة ان أسامة هيجي مع عادل, وانا علشان كده مش عايزة اروح معاكم
حركت سلمى يديها بتعجب- وفيها ايه لما أسامة يكون موجود, ده صاحب عادل
-أصلي هكون محروجة منه علشان يعني رفضته وكده.
وضعت سلمى يدها على كتف اميرة- ايوة قوليلى بقا ليه رفضتيه ,انا كنت عايزة أكلمك في الموضوع ده, بس قلت
استنى عليكي شوية لما اعصابك تهدى, بس بم ان الموضوع اتفتح فقوليلي بقا السبب
-عادي يا سلمى, من غير سبب
ضيقت سلمى حاجبيها- عليا انا يا ميرا , قري واعترفي, بت يا ميرا اوعي تكوني لسه بتحبي اللي اسمه محي ده؟
زمت أميرة شفتيها- بحبه ايه انتي كمان , هو انا حبيته من أصله علشان أكون لسه بحبه.
سلمى بتعجب- طب ايه؟
-كل الحكاية اني حاسة أسامة زي محي بالظبط
رفعت سلمى يدها في وجه أميرة – لا عندك, مفيش مقارنة بين الاتنين اصلا, أسامة إنسان كويس وشهم ونعرفه بقالنا سنين وفوق ده كله متمسك بيكي جدا يا ميرا
-مش قصدي كده يا سلمى, قصدى اني مش حاسة ناحيته بحاجة, زى مكنتش حاسة تجاه محي بأي مشاعر, فخايفة أظلمه , ده غير يعني...
سلمى- ده غير ايه, كملي؟
-ده غير انه شافني لما كان وشي مشوه
لم تفهم سلمى مقصد كلامها فهتفت بتساؤل- ودي فيها ايه دي؟
زفرت أميرة- يا سلمى افهمي, أكيد لما يبص في وشي هيفتكر منظري البشع اللي كنت عليه وأكيد ه...
قاطعتها سلمى بضجر- انتي مجنونة يا بنت انتى؟ طب والله العظيم مجنونة ايه تفكيرك العقيم ده, قومي يابت قدامي يلا
قامت أميرة بفعل سحب سلمى لها- في ايه يا سلمى قلبتي ليه؟
تركتها سلمت وقالت بغيظ- اصلك مجنونة ,وهتجننيني, اسمعي اللي في دماغك ده انسيه, ثانيا انا هبلغ عادل انك موافقة تقعدي مع أسامة وتتكلموا كرؤية شرعية يعني وبعدها تستخيري وتقولي رأيك مفهوم
-استني يا سلمي انتي بتقولي ايه بس
قالت سلمى بحزم- مفيش استني اعملي حسابك هنجهزلكم قاعدة بكرة انتي وأسامة في خطوبتى انا وعادل علشان تتكلموا سوا, هروح أبلغ بابا وعادل بالكلام ده
احست أميرة بالحرج- بس يا سلمى
سلمى بادعاء الحزم- مفيش بس, بنات بتدلع صحيح, قالت ذلك وهي تبتسم لأميرة التى تفاجئت من حدة سلمى .
ذهب الى شركة ذكي للسياحة ليسأل عن ياسمينا فهو علم أنها عادت من السفر بعد طول غياب, لأنه كان مشغولا والآن أتيحت له الفرصة كي يأتي ويراها, لكنه لم يجدها بمكتبها فذهب الى مكتب والدها مباشرة ليسأله عنها
رحب به ذكي كثيرا- أهلا اهلا هاني بيه , نورت الشركة اتفضل اقعد
جلس هاني مبتسما – شكرا يا ذكي بيه أخبارك حضرتك إيه وياسمينا عاملة ايه انا سمعت انها جت من السفر
ذكي بابتسامة مجاملة – احنا كويسين , ها اخبار شركتك ايه؟
لم يكن هاني مهتما بأي اسئلة اخرى لا تتمحور حول ياسمينا فقال بردود مقتضبة- تمام تمام, المهم هيه فينها ياسمينا مجتش الشركة ليه؟ وبكلمها على الموبايل تقريبا غيرت رقمها
سأله ذكي مستفهما- انت كنت عايزها في شغل ولا ايه؟
هز هاني رأسه بالنفي- لا... انت متعرفش إنى وياسو أصدقاء من زمان أوي, وأديني منتظرها علشان توافق علي جوازنا ..بقالي سنين بقنع عليها .
أراد ذكي أن يبعد هاني عن طريق ابنته فهو يريدها للصقر فقط – اه بس اللي انت متعرفوش ان ياسمينا اتجوزت من زمان ومعاها دلوقتي طفلة
أجفل هاني محله في صدمة – اتجوزت!!!... مش معقول أكيد حضرتك بتهرج يا ذكي بيه
ذكي بجدية- أبدا يا هاني ...دي الحقيقة
وقف هاني بنرفزة- إزاي ده ... إزاي تتجوز وانا منتظرها هيه وعدتني لو فكرت في الجواز هكون أنا أول حد تفكر فيه.. هيه في الفيلا دلوقتي ولا النادي!!
-اللي حصل حصل يا هاني... بكرة تلاقي نصيبك.
لكن هاني لم يبقى ليجيب على كلامه وانطلق مغادرا الشركة بحثا عن ياسمينا ليسألها لم فعلت به هذا, لم جعلته ينتظر طيلة هذه السنوات وفي الاخير يكتشف انها قد تزوجت وعندها ابنة ايضا .
----------------
عاد الي الفيلا بعدما انهي عمله ليسأل عن صغيرته فلقد اشتاق اليها كثيرا, لم يجدها بالجوار فظن انها بالأعلى بغرفتها فنادى على الخادمة فهو حريص ألا يصعد لأعلى لأنه يعرف ان
ياسمينا ستكون حتما بالأعلى وربما هي على راحتها في بيتها لذا لم يصعد لأعلى وطلب من الخادمة ان تنادي ابنته
فقالت- مودي في حمام السباحة يا صقر بيه, حضرتك تقدر تروحلها هناك .
فزع الصقر من وجود مودي بمفردها بحمام السباحة وخاف من أن تؤذي نفسها ولم يكن بحسبانه ان تكون ياسمينا معها, فجرى مسرعا نحو الحوض ليطمئن على ابنته وهو ينادي على ابنته بقلق –موودي
كانت مودي بالحوض تدربها ياسمينا على السباحة وكل منهما يرتديان الملابس الخاصة بالسباحة.
اقترب من الحوض ينظر في جميع الاتجاهات بحثا عنها ليجدها مع ياسمينا تمرحان بداخل الماء, فتنحنح يصدر صوتا كي ينتبهان له
وعندما رات مودي والدها حتى قالت بصوت عال- بابي.. حمد لله على السلامة.. هنطلع حالا .. انا خلصت تدريب مع مامي خلاص
لم تتفوه ياسمينا بكلمة واحدة وانما أشاحت بوجهها عنه لأنها غاضبة منه بسبب ما فعله بها في الصباح وانما اكتفت بمساعدة ابنتها بالخروج من المسبح وخرجت بعدها
مد صقر يده ليعاون ابنته على الصعود خارج المصعد, ومن ثم أحاطها بالمنشفة الخاصة بها, ليتفاجىء بعدها بخروج ياسمينا تخرج من المسبح بهيئة لم يتسطع ان يتحملها فأدار وجهه
بعيدا متمتما بغضب– استغفر الله العظيم, انا عارف اني مش هخرج من الفيلا دي على خير ابدا, أنا لازم اخرج من هنا بأسرع وقت ممكن.
في هذه الاثناء جاءت الخادمة لتخبر ياسمينا أنه هنالك رجل يريد أن يقابلها وينتظرها بالخارج
ضيقت ياسمينا أعينها وقالت وهي ترتدي المنشفة الخاصة بها _رجل مين ده ،مقالتش إسمه؟؟؟، طيب أنا جاياله حالا
لم تكمل كلامها حتى وجدته يدلف خلف الخادمة وينادي عليها بشوق _ ياااسو
لتتفآجأ هي به فتبتسم له _هاني، مس يو جدا
والصقر يقف مع ابنته بزهول مما يراه ، كيف لرجل غريب أن يدخل الى هذا المكان دون إذن ويراها على هذا الوضع،وكيف لها أن تقابل ذاك الرجل هكذا بالمنشفة ،فغلت الدماء في عروقه وكور قبضته و......
ولقراءة الجزء الاول جميع الفصول من هنا
