لا تتحدي الصقرج٢
#بقلم أسماء_عبد_الهادي
ألفصل الخامس والثلاثون
______
لحظات من السعادة ترفرف على قلبه فلقد أنهى المأذون للتو عقد قرانه بمحبوبته التي ينتظرها منذ سنوات كثيرة.. قد جمع الله بينهما أخيرا على طاعته .. فما أجمل الصبر الذي يُختم بالحلال ..وما ألذ الحلال في طاعة الله
وما ان لفظ المأذون دعاءه "بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير"
حتى انطلقت أم عادل بالزغاريد تملأ الأجواء ..حتى أن الجيران أتوا ليشاركوها هذا الحدث الجميل .
حمل عادل الدفتر وذهب إلى أخته ليجعلها تبصم على ورقة عقدها بفرحة عارمة لها ولصديقه .. رغم ما يعتلي صدره من كمد وحزن .. حاول تناسي ذلك الألم الذي يجيش في صدره
حتى لا يعكر صفو فرحه بأسامة وأميرة لكنه لم يستطع ففرت دمعة هاربة رغما عنه على وجنتيه .. ليمسكها بسرعة قبل أن يطرق على باب أخته
طرق الباب لينفتح بسرعة ..دخل يجول ببصره عن أخته وهو يقول محاولا أن يبدو صوته مرحا
_ميرا مبروك يا قلب أخوي .. يلا تعالي ابصمي على وقوعك في القفص .
تعجب أنه لم يجدها فالتفت ليغادر الغرفة ليجدها أمامه
ترمقه بنظرات تترقرق فيها الدمعات تهدد بالسقوط.
تحاشى ببصره عنها سريعا وسار من جوارها متجاهلا إياها لتعتصر هي من الحزن ندما على ما فعلته ..لكنها أصرت أن يسمعها فتحلت بالشجاعة ونادت عليه
_عادل .
تجاهل نداءها وهم ليخرج من الباب
ليسمعها تكرر ثانية
_عادل أنا آسفة أوي .. أرجوك سامحني..عارفة إني غلطت في حقك ..ووجعتك أوي.
ليلتف إليها ليقول بوجه خال من الملامح
_أنا اللي آسف كان لازم أعرف إنك عمرك ما هتنسي زلاتي في يوم من الايام .
هرت رأسها يمنة ويسره تنفي ما قاله وتهتف ببكاء
_لا أبدا صدقي يا عادل ..أنا مش قصدي كدا
هدر بها بصوت عال فلقد فشل في كبت غضبه
_أومال قصدك إيه ها... قوليلي قصدك إيه... اسمعي يا سلمى أنا مش مستعد مع كل مشكلة تحصل بينا تفكريني بأيام زمان وتعايريني بيه .
ظنها ستقابل هديره بها أسفل واعتذرا لكنها صاحت بنفس الحدة
_مش أنا اللي بدأت ولا عمري كنت بفكر كدا... إنت اللي وهمتني بكدا .. وهمتني إنك نازل تقابل بنت وكلمتها قدامي كمان ... عايزني أعمل إيه بعد ما أسمعك بوداني وأشوفك سايبني ونازلها .. أجي أطبطب عليك وأقولك بالتوفيق يا حبيبي .. أنا عارفة إني غلطانة لكن انت اللي غلطت في الأول
ليهتف بغيظ منها
_ما هو علشان إنتي عبيطة ومعنكيش دماغك اصلا تفكري .. أحسلك تشيلي دماغك دي وتركبي جزمة بلاستك هتكون أحسن
لتشتعل هي غضبا منه وتهتف بوجه محتقن
_ما تحترم نفسك يا عادل إيه اللي انت بتقوله ده .. يعني غلطان وبتبجح كمان!!
ليهتف بسخرية
_ما أنا هو كنت عايز أكلم بنات يا عبيطة، أكيد مكنتش هكلمهم قدام خطيبتي .. غاوي مشاكل مثلا ... ولا كنت هقابلهم في يوم زي ده وخطيب أختي عندنا في البيت... علشان بس تعرفي إنك معندكيش عقل ومش بتفكري.
لتهتف هي بغيظ
_طيب ليه عملت كدا .. مش فاهمة .. عارف إني ممكن أفهم غلط واتسرع ما أنا معنديش عقل زي ما بتقول.. ليه تخدعني كدا
ليقول هذه المرة بخفوت وصوت مصحوب بالخذلان.
_علشان أشوف رد فعلك إيه .. هل هتصدقي إني فعلا كدا... ولا هتعرفي إني بعاندك مش أكتر.. بس طلعتي للأسف مصدقة ولسه فاكرة اللي فات ومش قادرة تتخطيه كمان ... خلتيني من أسعد انسان في الدنيا لأتعس إنسان.
لتهتف به بغضب وغيظ
_انت كمان كسرت بقلبي لما خلتني أظن بكدا يا عادل ..على العموم أنا عارفة إني غلطت وجرحتك بس صدقني كان من ورا قلبي .. أنا كنت قاصدة أوجعك زي ما وجعتني .. انت متعرفش يعني إيه أعرف إن خطيبي وح.. يكلم بنت غيري .. متعرفش كنت حاسة بنار جوايا
تناسى غضبه وحزنه وانشرح صدره بهذه الكلمة التي قطعتها منذ قليل .. لذا هتف بمرح
_خطيبك وإيه... مسمعتش قوليها تاني كدا!!
لترمقه بحرج فهو انتبه لزلة لسانها
لذا هتفت لتتهرب من سؤاله
_يعني مسامحني يا عادل خلاص ومش زعلان
تحول وجهه للصرامة مرة أخرى
_لا زعلان.
هتفت بلهفة
_طب أراضيك إزاي.. معقولة هتسيبني يا عادل علشان سوء تفاهم زي ده
ليقول مدعيا الجدية
_قوليلي الأول خطيبك وإيه ...
لتشتعل نظراتها تجاهه وتقول وهي تدفشه بالوسادة
_انت جاي تهرج بقا .. طب خد .
ليهتف وهو يضحك
_سلمى لو مقلتيش مفيش جواز انتي حرة .
لتلقى سلمى الوسادة في وجهه وتقول بضجر بينما تخرج من الغرفة
_ابقى سلملي على سوسو يا عادل ... أنا رايحة بنفسي أمشي المأذون .. أنا اللي غلطانة اللي اتنيلك وحب....
قطعت حديثها ووضعت يدها على فمها ليفتر وجهها عن احراج شديد ويتلون ليصبح أحمر كالطماطم فلثاني مرة لسانها يكاد يزل
لينشرح صدر عادل ويقول بمرح
_تمشيه إيه ده ممكن اصور قتيل هنا لو ده حصل .. قدامي يا بت على المأذون .
لتهتف بعند
_لا أنا غيرت رأيي خلاص .. عن إذنك
ليضحك هو بشدة بينما يجدها تهرب نحو المطبخ لتداري حرجها
هتف براحة وتمتم بالحمد
_الحمد لله.. ده أنا كنت أموت فيها لو كنا انفصلنا بجد... صحيح هبلة وعبيطة بس بحبها
ليهتف أسامة بضيق
_هيه مين اللي هبلة وعبيطة بس بحبها
انتبه له عادل فالتفت إليه
_ها... متاخدش في بالك
ثم ناوله الدفتر
_خد بصم مراتك .. أنا رايح أتجوز أنا كمان قبل ما يحصل أي مصيبة تاني.
ابتسم له أسامة وتعجب ماذا كان يفعل طوال هذا الوقت ولم يجعل أخته تبصم على العقد.. لذا نادى أسامة على أميرة بحرج
لتلبي نداءه على الفور بخجل شديد .
_____
دخل البيت مزمجرا بصوته الغاضب ووجه المحتقن شديد الغضب مناديا عليها بحدة ووجه لا ينذر بالخير أبدا
_ياسمينا ... إنتي يا ياسمينا!!
لتهتف أمه بخوف على ياسمينا فهي تعمل أنها ليست في المنزل
_مالك يا صقر يا ابني
ليهتف صقر
_فين ياسمينا يا أمي؟؟
بينما خرج بلال من غرفته إثر نداءاته رامقا إياه بتساؤل فهو ظن أن صديقه لن يعود إلا بابنه
_في إيه يا صقر بتزعق ليه ... وفين يحيى أنا فكرتك مش هترجع إلا بيه؟؟
ليهتف صقر غاضبا
_اسأل الزفتة وهيه تجاوبك.. هيه راحت فين!!
ليرمقه بلال بحيرة
_في إيه يا صقر أنا مش فاهم حاجة .. بسألك عن ابني وانت بتسأل على ياسمينا!!
عن هذه الاثناء
عادت ياسمينا ويبدو على ملامحها الارهاق والتعب لتقول بصوت منهك لكن على وجهها ابتسامة فرحة
_هاي عليكم.
وما إن رآها صقر حتى هجم على شعرها بقوة يجرها خلفه للداخل بينما هي تصرخ من الصدمة والألم
_هاي إيه وزفت على دماغك تعالي هنا.
ارتجفت ياسمينا خوفا منه ظانة أنه يضربها بسبب مغادرتها الغرفة فقالت بصوت متألم
_استنى بس يا صقر.... اااه... شعري
وأيضا خافت أمه عليها فحاول الدفاع عنها فقالت وهي تمسك يده
_استنى بس يا بني أنا اللي خرجتها علشان مكنش في حد في البيت وميصحش تفضل لوحدها.. وهيه أكيد خرجت تدور على يحيى زينا.
ليقترب بلال هو الآخر من صديقه ليجعله يتركها
_خلاص بقا يا صقر .. مش وقته
ليتركها صقر مرغما وهو يصيح بسخرية
_خرجت تدور عليه ولا تخبيه !!
انتبهت مريم إلى كلمات الصقر بينما كانت تنزل الدرج لترى ما اخر ما توصلوا إليه بشأن ابنها ..فوقفت محلها تستمع لما يقوله صقر
ليهتف بلال مستفهما
_تخبيه إزاي يعني!!!
ليعقد صقر ساعديه وينظر لها بنظرات معتمة بينما كانت تتأوه واضعة يدها على شعرها تحاول تمشيطه بيدها بعد أن بهدله الصقر بأجنحته العابثة وما إن تسمع ما يقوله حتى تتوقف وتنظر له بدهشة
ليهتف صقر بحدة
_تنكري إنك تعرفي مكان يحيى!!!!
ليحملق الجميع بياسمينا منتظرون ردها
بينما هي تهتف بهدوء لا تعرف أن سؤاله ذاك ما هو الا مجرد اتهام
_أه أعرف مكانه
فما كان من صقر إلا باغتها بصفعة قوية على ثغرها لتترك أصابعه أثرا غائرا على صفحة وجهها البيضاء فتصبح بلون الدم يلتهب ألما
ومن ثم يهتف وهو يمسك شعرها مرة أخرى
_بقى واحدة زيك تعمل فينا كدا وتخفي يحيى.. ليه وعلشان إيه .. جالك قلب تعملي في الولد الصغير كدا .. وتشوفي مريم بتتقطع قدامك بالشكل ده ... بس انا عارف إزاي اندمك على اللي عملتيه ده
تفآجئت ياسمينا من فعلته وصرخت بألم لكن ما كان يصدمها ويؤلمها أكتر هو ظنه أنها هي من اختطفت يحيى
لتسمع بلال يقول بصدمة
_انتي يا ياسمينا
بينما أكملت مريم نزول الدرج لتقف جوار زوجها ببكاء مصحوب بالصدمة
_ليه يا ياسمينا تحرقي قلبي كدا حرام عليكي... ده أنا كنت بدأت أحبك زي اختي.. تعملي فيا كدا .. أنا كنت هموت بسببك... مش هسامحك على اللي عملتيه أبدا
لتضيق ياسمينا ذرعا باتهاماتهم وتصيح غاضبة بهم بينما تخلص شعرها من بين قبضة صقر
_اوعى كده سيبني ... أه أنا أعرف مكانه. ومش هقولكم عليه كمان ..لو عايزين تعرفوا هوا فين .. ممكن يا أستاذ صقر يا محترم تطلب أخر رقم متسجل على التلفون
وانت تعرف أنا عرفت مكانه ازاي.
قالتها وهي تشير للهاتف الموضوع على إحدى الطاولات الصغيرة في زاوية الردهة
_بس يا رب متكونش اتكشفت او قفلت التلفون... بعد اذنكم.
قالتها وهي تود أن تتركهم وترحل
ليهتف بها صقر بحدة فهو لا يفهم شيئا
_انتي بتقولي ايه تعالي هنا.
لترمقه بنزق وسخرية مصحوبان بالألم
_عايزاك تتأكد بنفسك يا أستاذ صقر .. بدل ما تتهم الناس ظلم .
قالت كلماتها بينما هرولت سريعا الى اعلى لغرفتها تشعر بالغضب الشديد منهم جميعا والألم لما فعلوه بها .
ليقف الصقر يشعر بالتخبط قليلا .. يتبادل مع الاخرين النظرات بتيه
ثم بعد برهة يبدأ في إيصال الخطوط ببعضها وفهم ما يدور حولهم .. ليكور يديه في غضب وهو يهتف بتشنج
_عملتها يا رشاد وقدرت تخدعني!!
ليهتف بلال بعدم صبر
_صقر فهمنا إيه اللي بيحصل
تنهد صقر بحزن على ما فعله بياسمينا
_في ان عمي رشاد عرف يخدعني ويوقعني في ياسمينا وكالعادة جيت عليها بالقوي ... اللي فهمته أن رشاد اللي خطب يحيى واتهمها في ياسمينا .. وان مودة عرفت باللي حصل وكلمت ياسمينا وقالتلها مكانه .
لتهتف مريم بفرحة مخلوطة بالصدمة لأنها شكت بياسمينا
_يعني ياسمينا كانت بتحاول تنقذ ابني مش تخطفه
زفر صقر بضيق
_تقريبا كدا ... أنا هطلع أعتذر لها على اللي عملته واحاول أفهم منها بالظبط
ليقول الجميع وإحنا جايين معاك ... إحنا كلنا غلطنا في حقها
___
صعدوا جميعا الغرفة ليجدوا الباب مفتوحا .. ومعظم ملابس ياسمينا موضوعة بإهمال على الحقيبة المفتوحة الموضوع على الفراش.
بينما هي تقف أمام المرآة وتمسك بالمص في يدها مخفظة رأسها لأسفل ومدلية شعرها أيضا .
لينطلق صقر نحوها بسرعة، فهو فهم أنها تود أن تقص شعرها ..لذا حاول أخذ المقص من يدها وهو يهتف بتعجب من فعلتها
_ بتعملي إيه يا مجنونة!! هاتي المقص ده
أبعدت يدها ورفضت أن تعطيه المقص .. ورفعت رأسها لأعلى لتعتدل في وقفتها وهي تقول بغضب
_اوعى سيبني .
.وتهم بقص شعرها من جديد
ليأخذه صقر منها عنوة
_اسيبك إيه انتي عايزة تقصي شعرك ليه!!!
لتهتف هي بغضب وصوت بدا عليه والنرفزة الواضحة
_اه هقصه ملكش دعوى بيا .. كفاية إنك بوظته جدا بشدك ليه... هقصه يمكن ترتاح وتكون مبسوط.
لتقترب منها مريم وتضع يدها على كتفها لتهدئة غضبها
_ياسمينا .. أنا أسفة جدا .. إحنا كلنا آسفين بجد .
لتهتف ياسمينا مبتعدة عنها
_بليز مريم مش عايزة أسمع حاجة .
ليقول صقر بندم
_ياسمينا .. أنا آسف .أنا فعلا كنت وقح أوي معاكي ..أنا بعتذر .. رشاد عرف يستغل غضبي ويخدعني فيكي
لتهتف ياسمينا بحنق
_نو زاتس إنف صقر (كده كفاية)... أنا مش هسمحلك تهيني بالشكل ده تاني... أنا هرجع عند بابي... ومودي مامتها رجعتلها هتعرف تأخد بالها منها كويس.. وأنا أكيد هبقى أطمن عليها من وقت للتاني ما أنا مش هقدر استغنى عنها .
ولأول مرة يقترب فيها صقر من يا سمينا ويضع يده على كتفيها
_لا ... ياسمينا انتي مش هتمشي دلوقتي .. على الأقل وانتي زعلانة .. أنا فعلا ندمان على اللي عملته معاكي وبعترف إني كنت غبي أوي كمان .. بس قبل اي حاجة ممكن تهدي وتفهمينا إيه اللي حصل بالظبط .. لأن مريم أعصابها بايظة خالص وخايفة على ابنها.
لتهتف ياسمينا بعيظ مبتعدة عنه
_دلوقتي عايز تفهم بهدوء في إيه... ليه معملتش ده قبل ما تتهمني وتبهدلني بالشكل ده .
مسح صقر شعر رأسه بحرج
_خلاص بقا يا ياسو حقك عليا.
لتهتف بسخرية
_ايه ده صقر اللي مش بيطيقني بقا دلوقتي بيدلعني؟؟ معقول!!
ليهتف صقر محاولا أن يضفي جو من المزاح ليخف التوتر
_لا ما أنا خلاص قررت اتناسى ضيقي وغضبي منك وأسامحك على اللي عملتيه (يقصد أخذها للعينة بدون إذن) ... مقابل إنك تسامحيني على اللي عملته معاكي.
ونفتح صفحة جديدة إيه رأيك؟
زفرت ياسمينا بضيق
ليهتف صقر ليجعلها توافق
_ها ياسمينا ..قولتي إيه!!
_ماشي يا صقر .. هسامحك علشان خاطر مودي بس .. بس إوعى تفكر تضربني تاني إنت فاهم... أنا عمري ماحد عمل معايا كدا ومش عارفة أنا ليه ساكته ليك.
ابتسم لها الصقر ابتسامة لأول مرة
_حاضر .
جعلتها تبتسم هي الأخرى ومن ثم تنفجر ضاحكة
ليقطب هو حاجبيه بتعجب
_إيه؟
لتهتف
_أصل أول مرة تبتسم في وشي علطول مكشر ومتنرفز
_لا ما احنا قلنا هنفتح صفحة جديدة
ليقترب منهم بلال برجاء فهو خائف على ابنه
_طيب ممكن نطمن على الولد من فضلكم ...أنا هتجنن على يحيى
لتشير إليهم ياسمينا بالجلوس
_تاك اسيت (اقعدوا) وأنا هحكليكم كل حاجة
ليفعلا كما طلبت بينما قالت هي
_مودة اتصلت بتلفون البيت هنا وعلشان مكانش في حد هنا فأنا رديت وهيه طلبت تكلمك ياصقر بس للأسف مكانش معايا رقمك.. فلأنها خايفة على يحيى ...طلبت مني إني أروح أنقذه بنفسي .
ليرفع صقر حاجبيه
_يا سلام .. مودة طلبك منك إنتي تنقذيه !! وانتي عملتي كدا؟
حركت ياسمينا رأسها بالايجاب
_يس مكانش في حل غير كدا
وبدأت تحكي لها ما فعلته مع الرجل ...
ليقطع الصقر حديثها قبل أن تنهي حكايتها
قائلا بغضب
_استني لحظة!!.. عايزة تفهميني إنك بمنظرك ده روحتي علشان تقفي قصاد اللي خطفوا يحيى!!!
_يس صقر إيه المشكلة
ليهدر بها صقر
_انتي عبيطة يا ياسمينا .. انتي كنتي بتفكري انتي ومودة إزاي مش عارف .. إزاي تقفي قصاد إتنين رجالة مجرمين كانوا ممكن ببساطة يقتلوكي أو الله أعلم ممكن يعملوا فيكي ايه
_صقر مكانش فيه حل غير كدا .. حياة يحيى كانت في خطر
ليهدر صقر بضيق
_كان فيه مليون حل غير انك تروحي بنفسك وكر المجرمين دول ... ليه مكلمتيش بلال وقولتيله ... ها بدل ما تروحي إنتي.. هتفضلي متهورة كدا وطايشة لحد إمتا.
زفرت ياسمينا بضيق فهو مازال يبوخها ويستنكر ما تفعله
_يوووه صقر .. اللي حصل .. أنا مكنتش عارفة أفكر كان اللي يهمني أنقذ يحيى وبس
احاطتها مريم بذراعيها ممتنة
_حبيبتي... أسفة جدا.
ليقول صقر بضيق بادي على وجهه
_كملي ... كملي
أكملت ياسمينا قصها لما حدث ... الى أن قالت
_واستخبيت منهم عند ..
قطعت حديثها لتختبر الصقر هل سيعرف تلك السيدة أم لا ..ليتقول مين بتقول
_تعرف العمى عمى البصيرة مش عما البصر
لتهتف مريم بفرحة
_خالتي فريدة يااااه وحشتني أوي
ويتحدث صقر باشتياق
_يااااه يا مودة .. كانت أحلى أيام عمرنا لما كنا بنروح عند الخالة فريدة وتفضل تحكي لنا أمثال وحكم .
لبتسم ياسمينا وتتأكد من حب صقر ومودة فلقد قصت عليها الخالة فريدة مغامرات الصقر ومودة مذ أن كانا صغيرين واخبرتها كم كان حب صقر البرىء لمودة ظاهر منذ نعومة أظافرهما .
ليقول بلال
_يعني دلوقتي يحيى .. عند الخالة دي!!! هو كويس يا ياسمينا؟
لم تشأ ياسمينا أن تخبره بحالة الفزع والخوف الذي كان عليها يحيى كما أنها اقتصت الجزء الخاص بتثلج أطراف يحيى وإغماءته
_يس أطمن .. أنا سبته نايم وجيت أقولكم على مكانه
ليهتف بلال بامتنان شاكرا لصنيعها
_أنا مش عارف اقولك ايه عرضتي نفسك للخطر علشان ابني... متشكر جدا يا ياسمينا
لتقوم مريم وتحتضنها وتقبلها من وجنتها
_ياسمينا أنا لو فضلت أتكلم وأشكر فيكي.. مش هوفيكي حقك على اللي عملتيه مع ابني
لتهتف هي بتواضع
_نو نو.. أنا معملتش حاجة .. أنا بحب يحيى زي مودي بالظبط واللي عملته أي حد يعمله.
ليهتف الصقر بجدية بينما يرمقها باعجاب
_لا يا ياسمينا مش أي حد يعرض نفسه للخطر .. أي حد تاني هيخاف ويتردد ... إنتي نسيتي نفسك ونسيتي كل حاجة في سبيل انقاذ يحيى... إنتي جميلة أوي إزاي مأخدتش بالي من ده من زمان.
سرت ياسمينا بما قاله صقر في حقها وابتسمت له
لتهتف مريم بفرحة ولا يسعها الانتظار
_أنا هروح أجيب ابني .. مش هقدر استنى .
وهرولت بسرعة مع بلال للاطمئنان على يحيى.
بينما تذكر صقر شيئا فقال
_ياسمينا .. انتي قلتي أكلم مودة قبل ما تنكشف؟؟
_يس هيه قالتلي كدا ... تقريبا هيه كانت بتتصل من غير ما باباها يعرف.
ليهتف صقر بتفكير
_ودلوقتي رشاد عرف انك اللي انقذتي يحيى فأكيد هيشك أن مودة اللي بلغتك .
لتقول ياسمينا بخوف على مودة
_يعني ممكن يأذي مودة ؟!
لتحتدم نظرات الصقر بقلق على مودته
_يعملها ده مبقاش في قلبه رحمه .. أنا رايحله والمرة دي مش راجع إلا ومودة وشاهين معايا
حتى لو بالغصب
لتمادي عليه ياسمينا بخوف
_صقر خد بالك من نفسك ... الظاهر أن رشاد ده مش سهل
ليبتسم لها صقر وكأنما يودعها
_ادعيلي يا ياسمينا .. وخدي بالك من نفسك ومن مودي .
____
طالعه بضجر بينما كان مستلقى على الاريكة ويخرج من فمه دخان تلك السموم التي تحرق الرئة ليكونان معدوما القلب مريضا الرئتين
_هتفضل جاعد امسهم إكده.
ليزفر الآخر بحنق
_بنت الايه(يقصد أخته مريم).. چت طيرت الدماغ اللي كنت عاملها... أعوذ بالله عليها نكدية طول عمرها.
ليهتف الآخر وعقله ينوي على استرداد محبوبته التي لم ينساها وذلك بعد تنفيذ خطته والتخلص من الجميع
_سيبك من مريم الوجتي .. وركز في الاخبار اللي هنسمعها جريب .
افتر وجه جمال عن ابتسامة خبيثة متشفية
_صحيح .. ده هتلاقيه هيتجنن صوح .. خلي سبع البورمبة التاني يلبسها هو بقا.
ليهتف بدير بحذر
_أني خايف لا يشك فينا إحنا
ليبتسم جمال بمكر
_لاااا .. هو عارف كويس جوي إن عدوه اللدود هو صقر وإنه الوحيد اللي ممكن يتحداه ويجف جصاده
ليبتسم بدير هو الآخر يبادله النظرات الماكرة
_وبكده نتخلص منيهم التنين ونخلص من جرفهم والدنيا تروج لينا وبس.
ليقف جمال مكانه شاردا في الفراغ
_صوح... رشاد بكفايته إكده مش هيفضل واكل الچو مني طول الوجت مش هفضل طول عمري خدام عنديه مش عارف اتحرك .. جه الوجت اللي أكون فيه الكبير .
قالها بابتسامة حالمة يفكر في نجاح خطته وما سيفعله بعد ذلك .
_____
مد يده بالدفتر وتلك العلبة الزرقاء ناظرا إلى عينيها مباشرة ،يسرح في بحر جمال تلك العسليتين المخلوطتان بالسواد ،زائبا فيهما عشقا
_ابصمي يا أميرتي.
لتخفض هي عينيها أرضا خجلا
فيمد أسامة يده إلى ذقنها ليرفع رأسها ومن ثم عينيها كي تنظر إليه
_لاا .. كان زمان الخجل ده ... إنتي دلوقتي بقيتي بتاعتي .. يعني مكانك هنا
قالها مشيرا إلى قلبه
_وخلاص مبقاش له لازمة الكسوف ده .. ده أنا منتظر بقالي سنين ...مباااارك يا أحلى وأرق أميرة في الدنيا
حاولت تحريك شفتيها لترد عليه فخرج صوتها خافتا
_الله يبارك فيك
قالتها بابتسامة جعلت ما تبقى لديه من صبر يذوب فقال كي يجعلها تبصم بسرعة
_يلا ابصمي بسرعة ..خليني أرجع الدفتر ده للمأذون لأحسن عادل يولع فيا .. وأرجعك نقعد مع بعض براحتنا .. أنا في كلام كتير محفور في قلبي من أول مرة شفتك فيها .
____
تمدد بضجر على الفراش
_لازمته إيه يا ماما الاستعجال ده .. احنا لسه مسألناش عليها كويس
هتفت وهي تجلس جواره وتضرب على صدره بخفه
_يا خويا ونستنى ليه انت شقتك جاهزة أهي ..شرحة وبرحة .. والبت موافقة يبقى غير البر عاجله... وكمان سمعت ان النهاردة كتب كتاب اللي ما تتسمى ..يبقى لازم تتجوز بسرعة قلبها
علم أن لا فائدة من الجدال فأمه ستنفذ ما تريد فزفر باستسلام
_اللي تشوفيه يا ماما .. ماشي
لتطلق أمه زغرودة فرحة بزواج ابنها أخيرا
_لولولووووى.. ايوة كدا فرحني يا بني ... هروح ابلغها تجهز نفسها للفرح بعد أسبوع .
لينتهد محي بضيق فهو ليس مرتاح لتلك الزيجة ... يتنهد بحسرة على إضاعة أميرة منه... تلك الجوهرة الثمينة التي لا سبيل بمقارنتها بتلك التي سيتزوجها رغم أنها أكتر جمالا من أميرة ..لكن على ما يبدو أن الجمال جمال الروح
فحتما جمال الروح لابد وأن يطغي على جمال الشكل .
ولقراءة الجزء الاول جميع الفصول من هنا
