CMP: AIE: رواية لاتتحدى الصقر الفصل السادس والعشرون26بقلم اسماء عبد الهادي
أخر الاخبار

رواية لاتتحدى الصقر الفصل السادس والعشرون26بقلم اسماء عبد الهادي


 رواية لاتتحدى_الصقر 

الفصل السادس والعشرون

 

قام من مكانه بسرعه ووقف قبالة ابنته ينظر لها بجديه وهو لا يكاد يصدق ما سمعه للتو 

،ما الذى تهزيه ابنته فهز رأسه بإستنكار_عملتى حقن..... إزاى!!


ردت هى ببرود شديد مع ابتسامة جعلته يكاد ينفجر غيظاً _عادى دادى زى اى حد بيعمل حقن ،وقريب هيكون عندك حفيد زى ما حبيت 


صرخ بها هادراً بغيظ_أنا مطلبتش حفيد بالطريقه دى ،انا كنت عايز حفيد ،زى اى حد بالجواز الشرعى بإنى افرح ببنتى الوحيدة وارفع رأسى وسط الناس وانا بسلمها لزوجها ،لكن مش بالطريقه دى أبداً ،ازاى جالك الجراءه تعملى حاجه زى كده 


انكمشت ملامحها وقالت بنبرة ضيق_دادى ،انت ليه بتكلمنى كأنى عملت جريمة ،يو نو إنى محافظة على نفسى و عمرى ما سمحت لشاب انه يتعدى حدوده معايا ،يبقى ليه هجومك ده عليا ،أنا تخيلت إنك هتفرح 


وضع يده على فمه من هول الموقف الذى وضعته ابنته به_افرح ...افرح بإيه ،تقدرى تقوليلى هنقول للناس إيه على حملك ده ،إنتى كده خليتينى مبقتش عارف ارفع وشى فى وش أى حد 


هزت كتفيها بلا مبالاة بأحاديث الناس ولا أقاويلهم _عادى دادى ،ميهمنيش كلام حد ،أنا معملتش حاجه غلط 


ضرب بيده على أحد ارجله قائلا بلوعه وغصه شديدة _اللى عملتيه ده اكبر غلط ،دى جريمة ممكن تروحى بسببها فى داهيه 


رفعت يدها ومدها تجاه ذراع ابيها تمسكه _دادى الناس فى لندن ،بيعملوا كده إيزى ،يبقى ايه المشكلة 


هز رأسه بإستنكار وضم شفتيه بأسف_إحنا هنا فى مصر مش لندن او اميريكا،هنا اللى عملتيه ده اكبر غلط ،انا حاسس انى عاجز مش عارف اعمل ايه ولا اتصرف ازاى ،ولا هواجه الناس بحملك من غير جواز كده إزاى 


ياسمينا _دادى بليز ،مش عايزة اشوفك زعلان انا عملت ده كله علشانك ،لو كنت خايف من كلام الناس دادى ممكن اقولهم انى اتجوزت فى لندن وزوجى مشغول مش هيقدر يجى دلوقتى وبعدها بفتره اقول إنه محصلش نصيب وانفصلنا ،شوفت بسيطة إزاى 


ضحك هو بمرارة ،وهو يهز رأسه ويغمض عينيه بوجع ومرارة_بسيطه ..بسيطة اوى ،لا حول ولا قوة الا بالله 


شاهدته يترنح فى وقفته يكاد يسقط على الارض فى أى لحظه فلقد فقد السيطرة على نفسه ،فما اخبرته به ابنته لا يعقله عاقل فأحس أن أطرافه جميعها أصيبت بشلل عن الحراك فسقط دون أدنى مقاومة 


صرخت هى بخوف على والدها ومدت يدها بسرعه تلحق والدها فعملت على وقوع والدها على الفراش بدلا من أن يسقط على الارض 

ثم دنت منه مخفضه رأسها تجاهه قائلة بخوف وهى تضرب بخفه على وجنته _دادى ،ار يو اوك؟. (انت كويس) دادى رد عليا ..دادى 


ارتاعت لمنظره هكذا يسقط دون حراك ،تناديه لا يستجيب لها فامسكت هاتفها سريعاً واتصلت بالطبيب ليأتى فى الحال ..


___


أدت أول اختبار لها ومن ثم خرجت من اللجنه ،تقف بصحبة صديقتيها ،تطمئن على صنيعهن فى الاختبار فقالت وهى تحتضنهن بحرارة _حبايب قلبى وحشتونى اوى 


أميرة بسعادة لرؤية صديقتها_مودة حبيبتى كنت مفتقداكى جداً


مودة ببسمة _وانتوا كمان والله ،لعله خير لانى عرفت فعلا غلاوتكم عندى 


وضعت سلمى يدها على كتف مودة_حبيبتى انتى غاليه اوى عندنا ،الحمد لله انك بخير ،ها طمنينى اخبار البيبى إيه 


نظرت مودة إلى بطنها وقالت راسمة بسمة واسعه على محياها _الحمد لله الدكتور بيقول كويس 

ابتسمت لها أميرة _ربنا يكملك على خير يا حبيبتى 

مودة_آمين يارب،ها قولولى عملتوا ايه فى الامتحان 


سحبتها سلمها من يدها برفق_لا تعالوا نقعد علشان متتعبيش ونحكى براحتنا 


جلست الفتيات الثلاث على طاولة فى ساحة الجامعه 

أميرة _الامتحان كان لذيذ ،الحمد لله 

اومأت سلمى برأسها_فعلا،كان فى كام نقطه كده ،بس الحمد لله ،كله تمام ،وانتى يا مودى عملتى ايه ؟


مودة_الحمد لله ،الامتحان فعلا كان كويس ،يارب الباقى يعدوا على خير هما كمان 


أميرة _يارب 

غمزت لها سلمى وقالت مازحه_سمعت أن كان فى مدرس خاص بيذاكر ليكى ايوة يا عم مين قدك 


ضحكت مودة فهى تعلم ان سلمى تقصد زوجها الصقر_فعلا صقر تعب معايا جدا ،وأصر انه يذاكرلى بنفسه كل المواد ،ربنا يستر من المجموع بس فى الاخر والا هتنفخ 


ضحكت الفتاتان فقالت أميرة مازحة ايضاً_طبعا له حق ،عايزة بعد مذاكرته ليكى ومش تكونى الاول على الدفعه!


مودة بجديه_بإذن الله ،مش هخيب ظن صقر فيا ابداً 

سلمى _حبيبتى ،انتى بتعملى اللى عليكى وكمان ليكى ظروفك انتى حامل فمتجهديش نفسك وصقر اكيد مقدر ده 


هزت مودة رأسها بإيجاب _اه ما هو علشان كده بيذاكرلى،بس انا عايزة افرحه وبتمنى ارتب على الدفعه علشانه هو 


غمزت لها أميرة _ياسيدى ،ياسيدى 


ابتسمت مودة ومن ثم سألتها عن حالها مع خطيبها_صحيح ياميرا،اخبارك ايه مع محى 


وضعت أميرة كلتا يديها على الطاولة ثم نظرت لمودة_عادى ،كويسين ،محي بيحترم اى رغبة ليا ،ومش معارض على انى محافظة على الحدود اللى مابينا فى فترة الخطوبه 


مودة _وده شىء جميل

تنهدت أميرة_بس يا مودة ،انا لو كنت بعمل زى اى بنت دلوقتى فى فترة الخطوبه ،سامحة بالكلام العادى وحوارات الحب والفسح والخروجات ،هو مكانش هيمانع بردو ،يعنى الحكاية عنده عادى ،رغم انى مشفتش منه حاجه وحشه ولا هو حاول يتعدى حدوده معايا وعلطول جينيل فى تصرفاته،الا انى حاسه انه مختلف تماماً عنى 


سلمى _يمكن علشان انتى لسه مش عارفاه ياميرا ،وساعات الاختلاف بيكون ميزة مش عيب ،اهم حاجه اخلاقه هيه اللى تخليكى تفكرى تكملى ولا لا 


مودة_سلمى معاها ،حق ،وانتى بتقولى اخلاقه كويسه ،ومش بيتعدى حدوده ،ممكن بس هو جاهل فى بعض امور دينه ودى مسئوليتك تعرفيهاله باللين والكلمة الحسنه 


تنهدت أميرة _تمام ،هعمل كده ،وربنا يهدينا ويهديه

_اسماء عبد الهادي _


ذهب إليه فى الكافيه الذى يجلس به عادةً ووقف قبالته،قائلا بهدوء _عادل ،عامل ايه 


قام اليه عادل وصافحه بالايدى ،تحت نظرات ذاك الذى يتابع المشهد بإمتعاض ولا يطيق ذلك الواقف امامه فتحامل على نفسه بصعوبه 


عادل_اقعد يا محي ،واقف ليه 


محي وهو يشير للخارج_لا انا كنت جايلك فى حاجه كده وماشى علطول 


عادل_تمام انا تحت امرك 


ابتلع محي ريقه _أنا كنت عايز ،رقم أميرة ،علشان اطمن عليها عملت إيه فى الامتحان 


عادل باستغراب _هو انت مش معاك رقمها لحد دلوقتى؟


لؤى محي فمه ورفع يده فى الهواء_لا للاسف أميرة مانعه ده فى فترة الخطوبه 


لم يستطع أسامة أن يظل صامتاً فقال حانقاً فالفرصه واتته أخيراً _ولما هيه ممانعه انت عايز تأخده وتكلمها ليه 


نظر اليه محي بضيق وقال لعادل _مين الاخ؟؟؟

عادل معرفاً إياه بأسامة_ده أسامة ،صاحبى وحبيبي 

محي بلا مبالاة _اهلا تشرفنا 


قابله أسامة ببرود شديد _اهلا 


اخرج عادل هاتفه من جيبه وقال لمحي_خد كلمها من تلفونى ،مش هعرف اعطيك رقمها طالما هيه مش عايزة ده 


هز محي رأسه بالموافقه رغم شعوره بالضيق من الموقف برمته 


هاتف عادل أخته 


كانت أميرة ما زالت تجلس مع سلمى ومودة وعندما سمعت صوت هاتفها ،نظرت لاسم المتصل_ده عادل اخويا 


رفعت سلمى حاجبها بسخريه_معقوله بيتصل يتطمن عليكى ده عمره ما عملها 


هزت أميرة كتفها _مش عارفه ومن ثم اجابت_السلام عليكم ،خير يا عادل 


عادل _أميرة ،محي خطيبك ،عايز يكلمك يطمن عليكى ممكن ولا لا 


أصيبت أميرة بالحرج والارتباك ولكنها قالت_مفيش مشكله 


ناول عادل الهاتف لمحي،تحت نظرات ذلك الذى يتآكل من الغيرة والألم لكن ليس بيده شىء يفعله


امسك محي الهاتف وابتعد عنهم قليلا_أميرة ازيك ..عاملة ايه 


أميرة بجديه _الحمد لله كويسه ،وانت اخبارك ايه 


محي_كويس اكيد لما سمعت صوتك


تحرجت أميرة ونظرت إلى صديقتها ومن ثم عاوت الحديث بجديه_انت كنت عايز حاجه مهمه!!


محي_كنت عايز اطمن عملتى ايه فى الامتحان 


اميرة_الحمد لله حليت كويس ،شكرا لسؤالك


محي معاتباً _ينفع كده علشان اكلمك اطمن عليكى ،اجى اطلب من اخوكى الموبايل!!


اميرة_معلش يا محي ،انت عارف انه مينفعش ،كلام فى الموبايل 


تنهد محي مخفياً ضيقه_ماشى يا أميرة ،براحتك


أميرة_دى مش حريه شخصيه يا محي، الشرع أمرنا بكده ،فترة الخطوبه ما هى الا مجرد وعد بالزواج مش اكتر 


محي_ماشى ..ماشى ،المهم انا كنت عايز اقولك حاجه تانيه 


أميرة_اتفضل


محي_ابن خالتى فرحه بعد يومين ،وانا كنت حابب انك تيجى معايا نحضر الفرح بس بالله عليكى ما تكسفينى المرة دى 


تنهدت اميرة_ماشى يا محي مفيش مشكلة 


فرح محي فلم يكن يتوقع موافقتها _بجد يا أميرة موافقه؟؟

اميرة_انا موافقه ،بس لازم تاخد موافقه عادل الاول ،لانه لازم يجى معانا ،ولو وافق يبقى انا جاية معاك أن شاء الله 


لؤى محي فمه بامتعاض _واخوكى هيجى معانا ليه،هو اه يشرف الفرح بس انا كنت حابب نخرج سوا لوحدنا 


أميرة _ماهو مش هينفع خروج لوحدينا من غير عادل اخويا معانا 


زفر محي بضجر_ماشى يا أميرة هقوله ولو وافق جهزى نفسك بالليل هنروح نختار فستان نحضر بيه الحفله 


اومأت أميرة بإيجاب _حاضر يا محي اللى تشوفه

____


انهى محي محادثته مع مخطوبته ومن ثم توجه إلى عادل يعيد إليه هاتفه_شكرا يا باشا 


عادل _اى خدمة يا ابو نسب 


محي_عادل اعمل حسابك هتيجى معانا فرح ابن خالتى كمان يومين 


عادل_وماله يا ابو نسب عقبال فرحك انت كمان ،بس معانا مين !!


محي_أنا و أميرة ..لما قلتلها طلبت انك تكون موجود معانا وقالت استأذنك الاول 


عادل بإعجاب باخته _طب والله جدعه ،ماشى انا موافق طبعا 


فرح ايضا أسامة بصنيع أميرة وتحسر على ضياعها من يده 


محي_تمام ،يبقى جهز نفسك بالليل هنروح نشترى فستان لأميرة ،عارف انها هتطلب انك تيجى معانا 


___


وضع ما بيده جانباً ونظر لذلك الذى أتى الى مكتبه وقال بضجر وهو يعيد ظهره للخلف_انت يابنى هتفضل ناططلى كل شويه كدا 


جلس هو واضعاً قدم فوق أخرى رامقاً صاحبه بضيق_ايه قلة الزوء بتاعك دى ،ده بدل ما ترحب بصاحبك 


لؤى فمه بامتعاض _ارحب بمين يا زفت انت ،انت يابنى مش عندك شغل !! مش بتروح ليه ،قاعدلى هنا ليه

ضحك بلال _يخص عليك ،الحق عليا ،قاعد معاك بونسك


أعاد صقر رأسه للامام مستنداً على مكتبه _تشكر ياسيدى اتفضل يلا على شغلك ورينا عرض كتافك


بلال بجديه _لا ما هو انا قررت اسيب شغلى وأكمل معاك هنا فى المكتب 


هدر به الصقر _انت بتقول ايه يا مجنون، بقى بعد ماتكون دكتور ،تيجى تشتغل مقاول معايا!!!


أعاد بلال قدمه لتكون موازياً للأخرى _عادى يابنى ما انا اشتغلت معاك سنه وكنت ماشى زى الفل ،ايه المشكلة 


صقر_لا الكلام ده لما كنت فاقد الذاكرة ،لكن دلوقتى ليه!! ايه اللى يجبرك تسيب شغلك 


شرد بلال فى محبوبته قليلا فهو لم يعد يطيق البعد عنها _مش عايز ابعد تانى عن مريم ياصقر ،انت عارف شغلى معظمه فى مزارع وهضطر ،اسافر واسيبها 


فهم صقر ما يرنو اليه ،فحاول أن يبحث له عن حل _ طيب جرب تعتذر عن السفر وأطلب انك تكتفى بشغل المستشفى وبس 


تنهد بلال _هحاول اعمل كده ،ولو رفضوا ،هاجى اشتغل معاك وده اخر كلام عندى 


هز صقر رأسه بتعجب من صديقه_مجنون ،بجد مجنون ،الظاهر الطلقه اللى جت فى دماغك دى ،أثرت على قواك العقلية 


ضحك بلال _هوا فين حد يصاحبك ويفضل محتفظ بقواه العقلية؟ ،اكيد لازم يتجنن 


ابتسم صقر وقال مدعياً الغضب_ليه شايفنى بشد فى شعرى ولا حاجه 


بلال مازحاً_ ألعن ،كفاية انك همجى ،ياهمجى 


صقر وهو يتذكر محبوبته أيضاً _انت تحمد ربنا وتشكر مودة ،لولا مودة مكنتش الشخص الهادى الوديع اللى قدامك ده 


بلال _ما ده اللى أنا مستغربه،هيه ازاى وافقت عليك باللى كنت عليه وقدرت تغيرك بالشكل ده 


ابتسم الصقر ابتسامة حالمة _علشان مودة مش اى حد ،لا شفت ولا هشوف زيها أبداً


غمز بلال لصديقه_ هنياله ياعم ،ربنا يسعدكم


صقر ببسمة عاشقه_ آمين يارب،ربنا يباركلى فيها ويخليها ليا وبس 


بلال ساخراً_ربنا يكون فى عونه العيل اللى جاى فى الطريق ،ده هيشوف ايام سودا منك 


رمقه صقر بإستغراب _ازاى يابنى 


بلال ممازحا_اول لما تشوفه بيحضن امه او بيبوسها ،شغل الغيرة والضراير هيشتغل ،ابعد ياض دى زوجتى محدش يقربلها 


ضحك صقر بقوة حتى بدت نواجزه_والله انت ملكش حل ،ربنا يكون في عونها مريم ،انت بقيت حكايه 

_


اقتربت منها تربت على ظهرها وتقول بحزن _كفاية بقا يا ياسو ،انتى كده هتتعبى غلط عليكى 


قالت ببكاء وتأثر_دادى يا ليا ،انا خايفه عليه أوى 


ليان_اهدى أن شاء الله خير،الدكتور ، زمانه هيخرج من جوه ويطمنا 


وما هى إلا لحظات حتى خرج الطبيب،فجرت نحوه ياسمينا بلهفه تود الاطمئنان على حالة والدها_خير يا دكتور ،ارجوك طمنى 


اخفض الطبيب رأسه بأسف_للاسف جتله جلطة نتيجه لصدمة عصبية شديدة 


وضعت ياسمينا يدها على فمها وهزت رأسها بإستنكار لما تسمعه وقالت ببكاء_لا .. دادى 


حاول الطبيب تهدئتها _اهدى يا ياسمينا ،الحمد لله جت بسيطة ،مع الانتظام بالعلاج هيقدر يقوم ويمشى تانى على رجليه،اهم حاجه ممنوع يتعرض لأى مؤثرات تؤدى لانفعاله وحاولوا تريحوه على قد ما تقدروا وتنفذوا اللى يطلبه 


نظرت ياسمينا الى والدها النائم على فراشه وقالت بحزن_هو هيفضل نايم كده كتير 


الطبيب_ممكن يصحى على بالليل او بكرة الصبح،متقلقيش بس محتاج فترة علشان يقدر يتكلم تانى،الف سلامة على ذكى بيه ولو فى اى حاجه يابنتى كلمينى علطول 


ياسمينا _شكرا يا دكتور


رحل الطبيب ،فاقتربت هى من فراش والدها وبكت بحرقه فهى تخشى تركه فليس لديها احد سواه ،حاولت ليان تهدئتها الا انها لم تكف عن البكاء حتى بلغ منها التعب مبلغه واستلقت نائمة جوار والدها تحتضن يده وكأنها تخاف أن يهرب أو يبتعد عنها


__🌌اسماء عبد الهادى🌌 ____


فى المساء ذهب عادل مع اخته وخطيبها لإنتقاء فستان يليق بحضور حفل الزفاف ،كانت الفساتين جميلة ورقيقه فاختارت أميرة أكثرهم احتشاماً وفى نفس الوقت كان جميلا وعصرياً

وقف عادل عند احدى القطع المعروضه ،اثناء انشغال اخته مع خاطبها بشراء ملحقات الفستان 

كانت القطعه التى استوقفت عادل جميلة حقاً ولوهله تخيل سلمى ابنه خاله بها ،احس انها صنعت خصيصاً لها ،فقرر ابتياعها لها بحجه انها ستريد واحداً مثلما فعلت أميرة 

أخذه من البائعه ومشى باتجاه اخته كى يستعدوا للرحيل لاحظت أميرة ذلك الكيس الذى يحمله فسألته بفضول_عادل انت جبت ايه


توتر عادل فكيف يقول لها انه اشتراه لسلمى ولا يدرى ما دفعه لفعل ذلك فقال لكى يخفى توتره_وانتى مالك،ركزى انت مع خطيبك بس ها.

تنهدت أميرة ورمقت أخيها بضيق، فهو لن يتغير ابداً ،دائما فظ غليظ معها

🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷_____


فى اليوم التالى 

اعطى عادل الفستان لأمه وهو يتلفت حوله حتى لا تراه احدى الفتيات _أمى أعطى الفستان دى لسلمى بس متقوليش انى انا اللى جايبه قوليلها منك انتى


نظرت الام بداخل محتوى الحقيبه تتفحص الفستان وقالت باستغراب_بمناسبة ايه ده 


عادل_علشان تحضر بيه فرح قريب محي 


تنهدت الام بحزن_سلمى مش عايزة تروح معاكم الفرح

رمش عادل بعينه قائلاً باستغراب_ليه،فى حاجه!!

الام_لا مفيش بس هيه بتقول انه ملهاش لازمه تروح،هتروح بصفتها ايه ؟


عادل_عادى ،صاحبة أميرة ،واكيد محدش هيمانع 


هزت الام كتفيها_حاولت معاها كتير يابنى، حتى قلت لها تغير جو الامتحانات ده شويه ،بس هيه مصرة على رأيها 


زفر عادل بضجر منها_اه ماهى طول عمرها دماغها ناشفه وبعدين بقا 


كاد عادل ان يعتذر هو الاخر عن الذهاب للحفل لكنه يعرف اخته اذا ما علمت انه لن يذهب فسترفض الذهاب هى الاخرى ،لذا ذهب معهم على مضص 

_

بداخل غرفه أميرة التى كانت تستعد للذهاب 

رفعت سلمى حاجبها باعجاب_زى القمر يا ميرا ربنا يحميكى ،الناس بتلبس الجحاب علشان تدارى جمالها وانتى الحجاب زادك جمال فوق جمالك


ابتسمت لها اميرة وضربتها بخفه_دايما كده بكاشه يالوما 


ضحكت سلمى_على فكرة انا بتكلم جد،يابخته محي بيكى يا قلبى 


عبست أميرة وقالت بتبرم_بس انا كنت عايزاكى تيجى معايا 

سلمى _يابنتى اجى فين ،واحد وخطيبه خارجين ،اجى أنا واكون عزول بينكم ليه؟


أميرة_إنتى يا سلمى اللى بتقولى كده ،وانتى عارفه انه مينفعش نخرج لوحدنا ولازم حد معانا 


سلمى بجديه_يابنتى ما عادل اخوكى معاكم ،لازمتي ايه بقا


أميرة برجاء_سلمى علشان خاطرى أنا ، تعالى معانا

لكن سلمى أصرت على رأيها فهى تصاب بالحرج من خاطب أميرة _معلش يا ميرا اعفينى انا من المشوار ده ،انا هقعد هنا مع عمتى نسلى بعض لحد ما ترجعوا 

تنهدت أميرة بقلة حيلة _ماشى يا لوما اللى يريحك ياحبيبتى 

___

فى صباح يوم جديد 


داعبت بأصابع يدها الرقيقه قسمات وجهه،فهى تود أن توقظه كى لا يتأخر عن عمله _صقر ،اصحى هتتأخر على شغلك.

ليحرك هو جفونه عدة مرات قبل أن يستيقظ ليرى اجمل بسمة فى الكون البسمة التى تسحره ،بسمة هادئة عذبة الاحساس ،رقيقة ناعمة ،الامر الذى جعله يبتسم لها بحب لم يتخيل أحد سيحبه يوماً لمحبوبته _صباح الخير يا عيونى 


بادلته بإبتسامتها الصافيه_صباح النور ياحبيبى،اصحى يلا مش عايزاك تتأخر 


اعتدل فى جلسته قائلاً مداعباً زوجته_حاضر ،اللى تؤمر بيه حبيبتى ،قومت أهو خلاص ،أى اوامر تانية يا حاكمة قلبى وملكته؟

ضحكت هى بخفوت واخفضت رأسها ،فمد يده نحو ذقنها ليرفع وجهها إليه مرة اخرى_حبيبتى عايزة تحرمينى انى اشوف العيون اللى بتسحرنى ببرائتها دى ،ربنا يديمك فى حياتى نعمة يا روح قلبي


تخضب وجهها بالحمرة وقالت لتدفع عنها توترها إثر كلماته الرقراقه تلك_احم ،صقر ممكن تقوم يلا تأخد الشاور بتاعك ،هدومك اهى انا جهزتها وهروح أجهز الفطار لحد ما تخلص 


هب من مكانه سريعاً قائلاً بنبرة مازحه وهو ينطلق نحو المرحاض _علم وينفذ يا ملكة قلبى 


ابتسمت هى وحمدت ربها على ذلك الزوج الصالح المحب الذى استطاع أن يجعلها أسيرة قلبه 

انهى هو ارتداء ملابسه وتوجه إليها نحو المطبخ ليجلس على الكرسي الطويل الذى لا ظهر له،ليجدها انهت تحضير الافطار ووضعت كوب الشاى خاصته امامه فقال بإمتنان_متحرمش منك أبداً ياروحى

نظر الى رخام المطبخ الاسود ليبحث بعينيه عن كوب اللبن خاصتها فلم يجده فقال بنص عين _مش شايف يعنى كوباية اللبن بتاعتك ها 


تنحنحت هى وعضت على شفتيها كعادتها عندما تود الهروب منه _احم ،،اصل ..


مد يده مشيراً إليها لتتقدم نحو ،فتقدمت ببطىء شديد ،ليضع يده على شعرها مداعباً _شايف ناس هنا مش بتسمع الكلام ،فين اللبن بتاعك ها 


رفعت رأسها إليه ونظرت له بدلال واستعطاف ،وتعض على شفتيها كعادتها _ماهو ياصقر .اصل


ليضيق هو عينيه _لا الكلام ده مش هياكل معايا ،كوباية اللبن قبل أى حاجه ،ثم أشار إلى بطنها إنتى ناسية إنك حامل ولازم تتغذى ولا عايزة البيبى يزعل 


لوت شفتيها بتبرم_صقر انا بقيت مش بحب اللبن خالص ،بحس إنى هرجع لو شربته 


حك هو ذقنه _ ممم...خلاص بلاها اللبن خالص 


مسكت ذراعه بفرحه فهو سيريحها من شرب اللبن الذى لا تحبه _بجد يا حبيبي مش هشرب اللبن!!


رفع حاجبيه _والله شكلك بتستغفلينى 


قالت بسرعت وهى تحرك يدها بالنفى_لا لا ابدا ابدا 


فقال_تمام طالما مفيش لبن ،يبقى زبادى ،اختارى واحد من الاتنين 


جلست هى بتبرم على الكرسى الخاص بها_يوووه 


ضحك هو على محبوبته فهو احيانا يشعر وكأنها فتاة حكيمة ناضجه واحيانا يشعر وكأنها طفله صغيرة مدلله وعلى كل الأحوال هو يحبها حباً جما.


___

أخذ الملفات فى يده وتوجه حيث شركة السياحة 

طلب من السكرتيره الخاصه بمدير الشركه أن يدخل لمقابلته_اهلا بحضرتك يا استاذ صقر ،المدير مش موجود ،حضرتك ممكن تقابل باشمهندس مدحت النائب بتاع ذكى بيه 


أومأ إليها صقر وتوجه تجاه مكتب نائب المدير 

رحب به مدحت فهو سمع عنه كثيراً من مدير الشركه فقد كان كثيراً ما يثنى عليه وعلى إخلاصه بالعمل _اهلا اهلا استاذ صقر،سعيد انى شوفتك


صقر بجديه شديده بادله السلام_اهلا بحضرتك ده شرف ليا أكيد 


مدحت مشيراً إلى المقعد_اتفضل اقعد يا أستاذ صقر،تحب تشرب إيه

جلس صقر قبالته_شكرا يافندم ،انا كنت جاى لباشمهندس ذكى أسلمه التقرير الشهرى اللى طلبه وماشى علطول 


اخفض مدحت عينيه وقال بحزن_للاسف ذكى بيه تعبان جداً وحالته مش كويسه 


تأثر صقر بما سمعه عن الرجل الذى لم يعرف عنه الا كل خير _لاحول ولا قوة الا بالله ربنا يشفيه 


تنهد مدحت _يارب ،ربنا يسمع منك يا استاذ صقر ،عامة هات الملف انا هراجعه ،انا هنا مكان ذكى بيه لحد ما يقوملنا بالسلامة 


ناوله الصقر _اتفضل ،راجعه براحتك،الملف فيه كل ارقامى علشان لو حبيبت تستفسر عن اى شىء ،استاذن انا ،بس ممكن حضرتك تبلغ سلامى لذكى بيه 


مدحت_اكيد ،نورتنا يا استاذ صقر

____


تجلس معه حزينه على حالته،على ما آلت إليه الامور بعكس ما توقعت ،كانت تظن أن والدها سيطير من الفرحه وليس أن يشل من فعلتها ،وضعت يدها تمررها على وجهه ترجوه أن يعود كما كان بصحته_دادى بليز وايك آب(اصحى)،اى لاف يو سو ماتش(انا بحبك اوى)،بليز رد عليا


لتسقط دمعه فارة حارة من بين جفونه تعكس مدى حرقه قلبه فمرضه منعه من أن يعبر بالكلام عن مكنونات قلبه الذى يتألم 


🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷

بعد حوالى شهر على ابطالنا 

عرفت فيه مودة نوع الجنين ،بشرها الطبيب بأنه سيكون صبياً ففرحت للغاية فهى تمنت أن يكون لديها نسخة مصغرة من زوجها الحبيب وها هى امنيتها قد تحققت

___


اما عند ياسمينا فلقد استجاب ذكى للعلاج أخيراً وبات بإستطاعته التحدث ولكن لم يتمكن من السير بعد 

لتعود الروح الى ياسمينا من جديد وتحتضن والدها بشدة _دادى ،ايام سو هابى(انا سعيده جدا)


لينظر اليها ذكى بحزن متحسراً على ما فعلته ابنته لكن مهما يكن ومهما فعلت هى ابنته التى يحبها 

تكلم بضعف_ياسمينا الدكتور اللى عملك العملية عرفه مش كده 


هزت ياسمينا رأسها _يس دادى آنكل عرفه 


بمد يده تجاه الهاتف _كلميه يجيلى حالاً 


ياسمينا _يس دادى هكلمه 


وصل عرفه بعد نصف ساعه وتفآجىء بحالة ذكى فهو لم يكن يعلم بالامر فقال بحزن_ذكى باشا ،مالك ،سلامتك من امتى الكلام ده 


رمقه ذكى الراقد فى فراشه بنظرة حادة_ليه تعمل كده ياعرفه 

رمقه عرفه بإستغراب 

ليردف ذكى بحدة_ليه تسمع كلام ياسمينا،انت عارف أن احيانا تصرفاتها طايشه ومش بتفكر فى عواقب اللى بتعمله ،لكن انت عذرك ايه فهمنى 

فهم عرفه ما يرمى اليه ذكى فقال _انت عارف انى مقدرش ارفض طلب لياسو ،أنا حذرتها قلتلها بلاش لكن هيه أصرت 


ذكى بغضب_كنت تعالى بلغنى وانا كنت هتصرف 

عرفه بحرج فهو وافق تحت اغراء المال_ياسو قالتلى ماشغلش بالى و انها هتتصرف معاك وتحت إصرارها وافقت 


اغمض ذكى عينيه بقهر_لاحول ولا قوة الا بالله 

ياسمينا بخوف على والدها_دادى بليز صحتك


سألها ذكى _مين اصحاب العينه دى 


هزت ياسمينا راسها بعدم معرفه_اى دونت نو(مش عارفه )

فنظر ذكى لغرفه كى يخبره هو 

فقال عرفه_مودة ،صاحبة ياسو 


اجفلت ياسمينا مكانها _وات..مودة!!! ...انت حطيت لى عينه صاحبتى ...ازاى تعمل كده 


ضيق عرفه عينيه_ايه ياسو انا فكرتك عارفه،انتى يومها سلمتى عليها وسمعتك بتقوليلها موافقه فهى قالتلك موافقه،ففكرت بتعرضى عليها الفكرة واتصرفت على الاساس ده 


هزت راسها بنفى_نو انا متكلمتش معاها فى الموضوع ده واول مرة اعرف أن مودة هيه كمان عاملة حقن ،كان لازم تقولى يا أنكل 


عرفه بلا مبالاة _اللى حصل ،انتى محددتيش حد معين ،وطلع من نصيبك عينه صاحبتك 


هز ذكى رأسه بإستنكار لما يسمعه_شوفتى اخرت فكرتك وصلت لفين ،انتى لازم تبلغى صحبتك باللى حصل ولو رفضت تقبل الموضوع، الجنين ده لازم ينزل 


وضعت ياسمينا يدها على بطنها وكأنها تود حماية جنيتها_نو واى دادى ،اتس ما بيبى(ده طفلى) ومش هتخلى عنه ،انا اتنازلت عن الاهتمام بجسمى وبشرتى علشانه واتحملت الادوية والحقن علشان يكون عندى بيبى ،بعد كل ده انزله نو واى 


لينظر ذكى بغضب الى عرفه_شوفت اخرت عملتك 


ليقول عرفه بدفاع عن نفسه_والله انا فكرت أن الجنين مش هيثبت معاها وهينزل من اول شهر ،لكن سبحان الله ده محصلش واهى ماشية فى شهرها السادس 


ليقول ذكى بحدة ولاول مرة لابنته_انتى هتبلغى صاحبتك مفهوم وتبلغينى بالرد وده اخر كلام 


تنهدت ياسمينا بضيق ولكنها وافقت على كلام والدها حتى لا تسوء حالته اكثر_اوك دادى 


ذكى _دلوقتى ،ممكن تسبينى مع عرفه شويه


ياسمينا _اوك دادى 


وجه ذكى حديثه لعرفه_عايز معلومات عن زوج مودة فى اسرع وقت 


توجس عرفه خيفه _هتعمل ايه!!


ذكى وقد عزم على شىء ما _ناوى اشوف حل للمصيبه اللى بنتى حطت نفسها فيها 


عرفه _يعنى هتعمل ايه 


تنهد ذكى_هترجاه يتجوزها ،مستعد اعرض عليه ثروتى كلها بس يتجوزها ذنبه ايه البيبى يكبر ملوش أب...

            الفصل السابع والعشرون من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-