روايه لا تتحدى الصقر
الفصل الاول والثاني
بقلم اسماء عبد الهادي
تأنقت فى ملابسها الضيقه التى تصف تفاصيل جسدها بعنايه
فهكذا تعودت أن تفعل دون
أن يعلق أحد على طريقة لبسها تلك وحتى إن علق احدهم فهى لن تبالى فهى تفعل
ما تشاء كيفيما تريد ووقتما تريد ،بعدما انتهت من ارتداء ملابسها ،اخذت الفرشاه
ومشطت شعرها الاشقر القصير التى يصل الى عنقها وتركت له العنان لينسدل بحريه ومن
ثم استعملت ادوات الزينه لتكمل بها تجملها كما اعتدات ان تفعل رغم كونها جميلة ولا
تحتاج فى الاصل الى كل هذا الا انها لا تستطيع الخروج من غير ادوات التجميل فهكذا
الموضه المزعومه كما يزعون،نسوا أن الله أمرنا ألا نتبرج بزينتنا الا أمام محارمنا
فقط ولا يجوز ان يرانا بها احد اجنبى عنا اى لا يجوز الخروج هكذا فى الخارج .
نستطيع ان نبدوا فى مظهر لائق وجميل ومهندم ايضا ونحن نرتدى
الحجاب الذى امرنا به ربنا جل وعلا فاللستر عفه وجمال لا يفقه
الا ذوى النفوس الطيبه فحافظى اختاه على حجابك يطب مقعدك فى الجنه
،لا نسعى لنخطف الانظار فى الدنيا وانما نسعى لجنه عرضها السماوات والارض ننعم فيها نعيم ابدى لا شقاء بعده ابدا
نعود لحكايتنا
"ياسمينا فتاة مدلله تمتلك عينان عسليتان اللون كوالدها وشعر أشقر
كوالدتها الراحله ،فتاة شابه فى الخامسه والعشرين من عمرها
،انهت تعليمها الجامعى وتعيش حياتها كيفما تشاء بالطول والعرض
كما يقولون ،احيانا تذهب الى والدها فى شركته للسياحه ."
اطمأنك الى شكلها فى المرآه التى لا تستغنى عنها ابدا ونزلت لاسفل وهى تعبر الدرج عدوا فهكذا تعدوت
لتجد صديقتها المقربة ليان فى انتظارها بالاسفل فى غرفه الانتظار ،
وعندما شاهدها تدخل عليها الغرفه تقف وتقول باعجاب شديد _ايه دا يا ياسو ،سو بيوتيفول يا روحى
لتبتسم ياسمينا فى ثقه فهى تعرف انها جميلة وتلفت الانظار نحوها دائما _ميرسى ليا ،عنيكى اللى جميلة
ليان_مش يلا بينا بقا
ياسمينا_اوك يلا ،بس الاول هسلم على بابى وبعدين نمشى
ليان _اوك يلا انا جايه معاكى ،اسلم على انكل
دخلت غرفه السفرة والتى بها سفرة كبيرة تكفى لاثنى عشر فردا يلتفون
حولها ولم يكن سواه فقط الجالس عليها والخادم جواره يسكب له الشاى
دخلت ياسمينا واقتربت من والدها وطبعت قبلة على جبينه وهى تقولى _بابى حبيبى ،صباح الخير
ليبادلها ذكى بابتسامة واسعه فهو يحب ابنته كثيراً ويدللها ايضا
"ذكى ،ذلك الرجل البدين بعض الشىء يبلغ من العمر نحو ٦٠عاما
،صاحب شركة سياحة مشهور ،لديه ابنة واحدة فقط وهى ياسمينا،
يحبها ويدللها كثيرا فلقد ماتت امها وهى بعمر السابعه
،فتولى هو رعايتها والاهتمام بشؤنها ورفض الزواج مرة اخرى حتى لا ينشغل عن ابنته "
_ياسمينا ،روح بابى ،صباح الخير يااجمل حاجه فى الدنيا
لتبتسم ياسمينا فهى تحب كلمات الحب تلك من والدها
لتقول ليان_هاى انكل ذكى ،صباح الخير
ذكى _هاى ليان ،اخبارك ايه
ليان_كويسه يا انكل ميرسى
ذكى وهو يشير الى كرسى السفرة_تعالى افطرى معايا ،انا عارف انك لسه مفطرتيش
لتدفعها ياسمينا من ظهرها وتحاول اخراجها لخارج الغرفه وهى تقول_لا هنفطر فى النادى ،سلام يا بابى ،لف يو
ليهز رأسه وهو يضحك على تصرفات ابنته فبالرغم من انها لم تعد صغيرة
الا ان تصرفاتها مازالت طائشه وأكمل فطوره بهدوء ليذهب الى شركته ويباشر عمله هناك
____
فى شقه متوسطة الى حد ما ليست بالكبيرة الفخمة ولا الصغيرة الضيقه فى احدى العمارات السكنيه
يعيش زوجان متحابان
كانت تقف فى المطبخ المفتوح على النظام الامريكى وتعد الشاى فى الكوب المخصص لزوجها وهى تقول _صقر ،الفطار جاهز ياحبيبى
ليخرج من الغرفه وهو يرتدى جاكيته الرمادى اللون وهو ينظر لزوجته بحب _صباح الخير على احلى زوجه فى الدنيا
فتبتسم هى لاطراء زوجها وتقول _صباح الخير على احلى زوج فى الدنيا
ليقول بمشاكسه _لا انتى بتقلدينى بقا
لتقول _علشان بحبك
ليقول هو بهيام_مش اكتر منى يا روح قلبى
لتعتدل هي فى وقفتها ويتخضب وجهها بالحَمار _احم ،الفطار جاهز يلا علشان متتأخرش على شغلك
ليقول هو بتسلية_شايف ناس قلبت على طماطم حمرا قدامى
لتقول بخجل_صقر ،تعالى بقا الشاى هيبرد
ليقول وهو يجلس على احدى الكراسى الطويله الدائريه الشكل ليكون
مقابل لزوجته فى المطبخ _حاضر ،ادينى قعدت اهو ،تعالى يلا افطرى معايا
مودة بارتباك _ممم
صقر بتحذير_هاااا
لتجرى هى وتجلس الى جواره على الكرسى الآخر بصمت
ليبتسم هو على طريقتها تلك ،يعلم انها لا تحب تناول الفطور فى وقت
مبكر واحيانا لا تفطر من الاساس لكنه يُصر عليها ان تتناول فطورها
كل صباح ليقول بمشاكسه كعادته _ناس مش بتيجى الا ب هااا
لتقول هى ردا على مشاكسته _على فكرة بقا مخوفتش
صقر وهو يرفع احد حاجبيه_ياشيخه ،امال مين اللى جرى بسرعه وقعد جنبى دلوقتى
مودة_بس أنا عارفه انك مش هتعمل فيا حاجه
ليحيطها بذراعيه بحب_مين يقدر يزعل أغلى مودة فى حياته ،ها قوليلى
،انتى متعرفيش انا بحبك قد ايه
لتسند راسها على صدر زوجها وتقول_ربنا يباركلى فيك ،انا لو لفيت الدنيا كلها مش هلاقى حد فى حنانك ابدا
صقر _لا ماهو الحنان ده مش بيطلع غير ليكى يا حبيبتى ،انتى نسيتى زوجك ولا ايه ،الكل بيعمله الف حساب
لترفع رأسها وتنظر لعينيه_عارفه ،وده بردو ميمنعش انك احن واحد فى الدنيا دى كلها
ليقول الصقر_لا أنا بقول اكنسل الشغل النهارده
لتقول وهى تدفشه بعيداا وتدعى الضغب_تكنسل مين يا بابا ،معندناش الكسل ده ،اتفضل على شغلك
ليقول وعينه على كوب الشاى الذى لم ينهيه بعد _طب استنى بس ،اكمل كوبايه الشاى العسل زى صاحبتها دى
مودة بابتسامة تجاهد فى اخفاءها وتحاول ان تدعى الغضب_صقر وبعدين معاك بقا هتتأخر
ليقول هو بعد أن رفع كوب الشاى كله الى فمه دفعه واحدة _طب وربنا شوفتك وانتى بتضحكى ،مكشوفه اصلا
لتزفر مودة وهى تضحك_يووو احنا مش هنخلص
ليقول مشاكسا لها _مش هتعرفى تخلصى منى بسهوله
مودة _صقر
صقر_عيون صقر
مودة بصرامة _على شغلك
صقر وهو يرفع يده كالشرطى _تمام يافندم ،سمعا وطاعه
لتبتسم هى على زوجها الذى يحاول اسعادها دائما وتقول_فى رعايه الله يا حبيبى
ليطبع قبله على جبهتها بحنان_مع السلامة يا روح قلبى ،خدى بالك من نفسك على ما ارجعلك
مودة بابتسامة هادئه_حاضر
"
صقر الزينى بطل روايتنا ،اسم على مسمى ،رجل له هيبته وسمته الطيب والحاد فى نفس الوقت يبلغ من العمر ثلاثون عاما
،متزوج من ابنة عمه موده ،يحبها كثيرا اغناه الله بها فلا يرى أمراة فى
جمالها ولا ادبها واخلاقها ،يعمل فى مكتب صغير حديث الانشاء مع صديقه يحيى
،رغم انهما ليسا فى العمر نفسه ،الا انهم متناغمان فى العمل معا "
"مودة فتاة شابه فى الحاديه والعشرون من عمرها ،مازالت تدرس فى الجامعه
،متزوجه من صقر منذ السنة الاولى لها بالجامعه ،تحب زوجها وابن عمها
الصقر كثيرا،فتاة على خلق وتدين عالٍ جدا ،وهذا ما جذب صقر اليها
فاختارها من بين الاخريات لتتوج ملكة قلبه هى فقط "
"يحيى،شاب فى الثامنه والعشرون من العمر ،تعرف على صقر صدفه اثناء
التقديم لاحدى الوظائف ومنذ ذلك الحين وهما معا حتى فتح الله
عليهما بانشاء مكتبهما الخاص والعمل به سويا ،يثق به الصقر كثيرا ويعده
صديقه المقرب رغم المدة القصيرة التى يعرفان بعضهما فيها"
____
كانت تجلس فى غرفتها الرمادية اللون متكورة على نفسها فوق سريرها التى لا تبرحه سوى للنظر عبر النافذه
حتى دخلت عليها الممرضه بابتسامة روتينيه كعادتها عندما تقابل المرضى التى تهتم بهم
وكالعادة لا تحرك مريم ساكنا ولا حتى تنظر لتلك القادمة التى تبتسم
لها ولا حتى ترد عليها تحيتها الصباحيه كل صباح
لتتجه للداخل الممرضه التى لا تنتظر رد مريم عليها فهى اعتادت منها على
ذلك الا تلتف مريم لاحد ولا تتحدث معه وكانها وحدها فى عالم خالٍ
تماما من البشر ،هى على حالتها تلك منذ ثلاث سنوات ولا تَقدم فى حالتها ابدا
،صامته شاردة ذابلة كالورد المتساقط عنه اوراقه فى فصل الخريف
،لكن يختلف الورد عنها فهو يُزهِر فى فصل الربيع ،اما وردتنا تلك منذ ثلاث
سنوات ومنذ ذلك الحادث الذى غير حياتها واصابها بصدمة نفسيه لم يأتى
عليها ربيع ابدا لذا كل يوم تذبل عن اليوم الذى يليه
تضع الممرضه الطعام على الكومود بجوار السرير وتجلس الى جوار مريم وهى تقول _مريم الفطور
لكن لا رد كالعادة
لتتنهد الممرضه بتعب فهى تعرف انها ستبذل جهدا كبيرا مثل كل
يوم لجعل مريم تتناول ولو شيئا يسيرا من طعامها قبل ان تأخذ علاجها
"مريم فتاة شابه فى مقتبل العمر تبلغ من العمر عشرون عاما
تعرضت لحادث اليم سأحكى عنه بالتفصيل لاحقا ،مما جعلها نزيلة
مصحة نفسيه منذ ثلاثه اعوام لا تحادث أحد غير مقبلة على الحياة
،تتمنى لو يقبض الله روحها فترتاح من معاناتها ،مسكينة مريم"
الفصل الثاني
بقلم اسماء عبد الهادي
فى المكتب
وصل صقر مكتبه فاستقلبه العامل المسؤل عن النظافه
صقر بابتسامة_صباح الخير ياعم احمد
العم احمد_صباح الخير ياصقر بيه المكتب نور
صقر_ده نورك انت يااعم احمد ربنا يبارك فى صحتك واولادك
العم_آمين يارب،ربنا يخليك يابيه
جلس صقر على مكتبه ووضع حقيبته جانبا وقام بفك ازرار جاكيته وهو يقول للعم _يحيى جه ولا لسه
_جه من شويه ،تحب ابلغه بحاجه
_اه من فضلك قوله يجينى على مكتبى ،وممكن كوبايه شاى من ايدك الحلوين دول
العم بمزاح وهو يقول بطريقه مسرحية وصوت مضحك _بس كده ،
احلى كوبايه شاى فى الخمسينه لصقر بيه،بس احذر من المودام ، اه لو عرفت انك هتشرب شاى تانى كمان هنا
ضحك صقر على طريقته تلك وهو يقول _ملكش حل يا عم احمد
قال احمد بجديه_بنت عمك حطها فى عنيك ياصقر بيه
صقر بنظرة اكدت له ما يقوله وانه سيفعل فعلا_دى زوجتى قبل ما تكون بنت عمى ،مش محتاج وصايه يا عم احمد ،انت متعرفش غلاوة مودة عندى قدى ايه
العم احمد مادحا فيها_الست مودة ست البنات ،ياريت البنات كلها تكون فى ادبها واخلاقها يا زين ما اخترت .
صقر_تسلم ياراجل يا طيب
احمد_هروح انادى للاستاذ يحيى واعملك كوبايه شاى معتبرة
اومأ له الصقر وبدأ النظر فى الاوراق أمامه
وما هى الا دقائق حتى سُمِع طرق الباب ودخل منه بابتسامته الواسعه
وشعره البنى الطويل بعض الشئ واعينه التى تميل السواد وبه مسحة خفيفه من الوسامه _صباح الخير ياصقر ،عامل ايه
رفع صقر رأسه لذلك القادم ومن ثم بادله الابتسامة قائلا _صباح الخير يا يحيى ،تعالى عايزك
جلس يحيى قائلا بمزاح_بس كده انت تؤمر
ابتسم صقر ومن ثم عاد لجديته قائلا _نبدأ بقى فى الشغل
اعتدل يحيى فى جلسه_تمام انا جاهز
صقر_عرفت ايه الشركات اللى منزله اعلانات
يحيى _اه فى الوقت الحالى ،شركتين "شركة سياحه وشركه اغذيه"
صقر وهو يحك طرف ذقنه النابته بقليل من شعر اللحيه_ممم بلاش شركة السياحه ،خلينا فى الاغذيه
يحيى _بس يا صقر شركة السياحة دى كبيرة اوى والاغذيه لسه يدوب
صقر_ ممكن يطلبوا اننا نشرف على انشاء قريه سياحيه ويشترط ديسكو وملهى ليلى لا الله الغنى
،خلينا مع الشركة التانيه وربنا يرزقنا ان شاء الله
يحيى_اللى تشوفه ،ولو انى كنت شايفها فرصه متتعوضش
صقر_لا نقفل الباب ده افضل يا يحيى
يحيى _تمام ،مليلنى ردك علشان اقوم ابعتلهم ميل
طرق العم احمد الباب ودخل_كوبايه الشاى المعتبره وصلت
يحيى وهو يرفع حاجبيه وينظر لصقر_تانى ياصقر ،انا متاكد انك شربت فى البيت ،موده هتضايق لو عرفت
صقر وهو يأخذ الكوب من يد عم احمد _ومين بقا اللى هيقولها
يحيى_مسيرك هتقع ياحلو وابقى ورينى هتعمل ايه
صقر_يا ابنى انت بتقدر البلى قبل وقوعه ليه
يحيى_صقر احنا خايفين على صحتك
صقر بشرود وتنهيدة خفيفه_انا كويس متقلقش ومن ثم نظر الى صورة ما فى هاتفه بحزن دفين
______
كانت ترتدى الزى الرياضى الوردى اللون الخاص بالجرى بعد ان ابدلت
ملابسها فى الغرفه الخاصه بالتبديل فى النادى وربطت شعرها برباط
شعر بيضاء الون وتركت طرفه ينسدل بحريه وارتدت الحذاء الخاص بالجرى لتقوم برياضتها
المفضله كل صباح وهى الجرى ،فهى فتاة تحافظ على رشاقتها وعلى لياقه بدنها وابقاءه صحيا بكل الطرق الممكنه قالت بعد ان انتهت _جاهز يا ليو
ليان وقد استعدت هى الاخرى_جاهزة يلا بينا
وانطلقت الفتاتان خارجاً تمارسن رياضه الجرى فى الصباح الباكر
كان المكان شبه خالٍ الا من بعض الناس التى تُعَد على الاصابع فنادرا
ما يأتى أحد الى هنا فى الثامنه صباحا ،لكنها عادتها التى تحبها ان تاتى الى
النادى كل صباح تقوم بالجرى لمدة تحددها هى ومن ثم تتناول الفطور وتعود مرة أخرى الى فيلتها او تذهب لوالدها فى الشركه
______
كانت تستعد لبدء التنظيف اليومى للمنزل ،وقفت فى الردهه محتارة من اين تبدأ
،فقررت ان تبدأ بغرفه نومهما وفتح النوافذ لتجديد الهواء فيها ،
كادت أن تخطو خطوة واحدة حتى سمعت طرقاً على الباب ،ضيقت عينيها فى استغراب وهى تقول_هيكون مين على الصبح كده
وقفت بالقرب من الباب ،وهى تقول_مين!
_افتحى يا مودة دى أنا
عرفت مودة صاحبة الصوت على الفور فقالت قبل ان تفتح _حد معاكى يا هنا!
هنا_لا ،افتحى بقا
وقفت مودة خلف الباب حتى لا يراها أحد وهى تفتح الباب بملابس البيت ،فدخلت هنا فأغلقته مودة على الفور
مودة بابتسامة_صباح الخير ياهنا ،عاملة ايه
كان وجه هنا مقتضبا وعلى وجهها اثار بكاء
موده بصدمة _هنا إنتى كنتى بتعيطى؟
هنا بصوت يشوبه البكاء -أنا خلاص مش هرجع البيت تانى
مودة وهى تلوى شفتيها في تبرم -انتوا اتخانقتوا تانى يا هنا ؟
نظرت لها هنا من طرف عينيها وهزت رأسها بإيجاب بمعنى نعم
مودة وهى تدخلها معها بالداخل كى يجلسوا -اتفضلى اقعدى
ففعلت هنا ثم قالت—انا هفضل عندكم هنا ومش راجعه ليه تانى
لم تشأ مودة أن تسأل عن السبب لأنها تعرف جيدا انها اسرار بيوت
لا يجب أن تخرج خارجهما هى وزوجها ولا يحق لها السؤال عن السبب
وأيضا لأنها تعرف هنا جيدا تعطى الأمور اكبر من حجمها الطبيعي ودائما
ما تترك منزلها وتاتى اليها هنا تشكوا زوجها رغم انها متزوجه حديثا لم يمض على زواجهما سوى بضعه
أشهر وأيضا بالرغم من ان زوجها طيبا جدا ويحاول ارضاءها بشتى الطرق
مودة_طب هدى نفسك وقوليلى تشربى ايه
هنا بحزن_لا مش عايزة مليش نفس
قامت مودة من مكانها واتجهت ناحية المطبخ وهى تقول_لا انا هعمل العصير اللى بتحبيه وهتشربيه مفهوم
انتهت مودة من اعداد العصير لهنا وقدمته لها_يلا اشربى العصير ده وروقى علشان ترجعى بيتك
هنا وهى تضيق اعينها_مودة قلت لك مش هرجع ابدا يامودة
مودة وهى تهز رأسها فى عدم تصديق_هنا مش معقوم كل لما يحصل خلاف ما بينكم تسيبى بيتك كده
هنا بضيق وهى تنهض من مكانها وتضع كوب العصير التى لم تكمله جانبا على المنضدة _قصدى ايه يا مودة انك مش عايزانى هنا ،طيب عن اذنك انا ماشيه ومش جايه هنا خالص
ظلت مودة على وضعها جالسه على الاريكه ولكنها امسكت ذراع هنا وهى تقول باستياء_اقعدى يابنتى انتى عارفه انى مش قصدى كده
اقعدى بقا
زفرت هنا بضيق واستجابت لجذب مودة لذراعها وجلست مرة اخرى مكانها وهى تقول _انا زهقت يا مودة كل يوم خناق خناق مبينتهيش
مودة فى تبرم_والله صعبان عليا زوجك ده يا هنا
هنا وهى تلتفت نحو مودة وتضع يدها فى خصرها كتعبير عن تبرمها لما تقوله مودة_نعم ،قصدك يعنى
انى انا اللى غطانه ،واكملت وهى تقف مرة اخرى _طب انا ماشيه يا مودة انا غلطانه انى جيتلك اصلا
ضحكت مودة _يابنتى اقعدى انا اللى غلطانه ها اقعدى بقا ،تعبتينى
وهنا دق جرس الباب
فقالت هنا باضطراب_اكيد ايمن ،انا عارفه دى طريقته فى رن الجرس ،امسكت يد مودة _مودة ارجوكى قولى له انى مش هنا
مودة _ماخلاص بقا ياهنا متكبريش الموضوع
هنا_لا يامودة لازم يحس بغلطته
مودة وهى تحضر اسدالها وتردتيه كى يتسنى لها فتح الباب
اتجهت مودة نحو الباب وقامت بفتحه لتجد ايمن زوج هنا يقف جانبا
وهو يقول باحراج شديد_مدام مودة انا بعتذر جدا لو كنت سببت لحضرتك ازعاج ،بس اصل هَنا ،مش موجودة فى البيت ،فقلت اكيد جت هِنا
مودة بتفهم_مفيش ازعاج ولا حاجه يا استاذ ايمن ،هنا فعلا عندى جوا ،بس للاسف مش عايزة ترجع البيت
ايمن باستياء_طيب معلش ممكن تكلميها تانى
مودة وهى تفسح المجال لكى يدخل_اتفضل حضرتك كلمها بنفسك
ايمن وقد بلغ احراجه اقصاه_أنا اسف مش هينفع واستاذ صقر مش موجود *هو يعرف جيدا غيرة صقر على اهل بيته*
مودة بجديه_متقلقش حضرتك انا هفهمه الوضع ،اتفضل اتفاهم مع هنا براحتكم
دخل ايمن بأدب شديد واشارت له مودة عن مكان جلوس هَنا وتركت
باب شقتها مفتوحا ووقفت هي بعيد نسبيا عنهم كى تترك جانبا من الخصوصيه يتحدثون على راحتهم
عندما شاهدت هنا زوجها يقف امامها هبت واقفه كالبركان الثائر _ممكن اعرف حضرتك جاى ورايا ليه
رمقها ايمن بضيق وحاول الحفاظ على هدوء اعصابه_هنا ارجوكِ،خلينا نتكلم فى بيتنا افضل
هنا وهى تشبك ذراعيها امام صدرها_وانا مش راجعه معاك البيت يا ايمن
ايمن برجاء_هنا ارجوكى ،بلاش احراج اكتر من كدا ،وعامة يا ستى حقك عليا ،هاتى راسك ابوسها
مد ذراعه ليجعل رأسها بين يديه وحاول تقبيل رأسها وهى تحاول الابتعاد عنه لكنه اصر على ذلك وهو يقول _خلاص بقا يا هنا حقك عليا
هنا بصوت يقارب على الاختناق_انا زعلانه منك يا ايمن ،انت مش بتحبنى
ايمن_والله العظيم بحبك ،مش عارف ايه اللى بيجيب الافكار الغريبه دى فى
دماغك بس ،يلا يا حبيبتى نرجع البيت ،صقر له جه ولقانى هنا وهو مش موجود هينقض عليا
لتبتسم هنا ومن ثم تنفجر بالضحك وهى تتخيل زوجها بين يدى صقر
ليقول ايمن بتبرم _بتضحكى ،ماشى يا هنا ،هعديهالك المرة دى
لتتجهم تعابير وجه هنا مرة اخرى_قصدك ايه بهتعديهالى يا استاذ ايمن
اين مسرعا_لا مش قصدى حاجه ،انتى هتقلبى تانى ليه ،يلا يا روحى على بيتنا
هنا بهدوء_ماشى يلا
توجها ناحيه الباب فاقتربت منهم مودة مودعه اياهم _مع السلامه يا هنا
هنا وهى تقبل مودة _متحرمش منك يا مودى
ايمن_شكرا يامدام موده ،واعتذر مرة تانيه على الازعاج وسلامى لاستاذ صقر
مودة_الله يسلمك،مفيش ازعاج ولا حاجه ،هنا زى اختى بالظبط مع السلامة
غادر الزوجان واخذت مودة تضرب كفيها ببعضهما وتضحك على هنا _مجنونه بجد ،ربنا يكون فى عونه ايمن
لتسمع بعدها صوت هاتفها يرن بنغمة معينة تضعها لزوجها فقط فتلتقطه وتضعه على اذنها وهى مازالت تضحك _ايوة يا حبيبى
استغرب هو ضحكها وقال باستغراب_شكلك مبسوطه فى ايه
موده _ابدا يا صقر دى هَنا كانت هِنا وزى كل مرة متخانقه مع زوجها وكل مرة مش هرجع معاه تانى ولما بيجى يصالحها بتنسى انهم متخانقين اصلا ويروحوا عادى
صقر وهو يضحك_البنت دى مش هتعقل ابدا كل شويه خناق ومن غير سبب يذكر ،ربنا يهديها والله صعاب عليا ايمن
مودة _اه ما انا كنت بقول كده
صقر بغضب_نعم ياختى بتقولى ايه؟!
مودة وقد فهمت سبب غضبه_مش قصدى ياصقر ،انا بس كنت بقول ربنا يكون فى عونه
صقر وقد تذكر شيئا فقال بحده من خلال الهاتف_مودة استنى هنا ،هو ايمن جه البيت وانا مش موجود ؟
كزت مودة على اسنانها فهى تعرف ان زوجها يغار جدا ولم يمر الامر على خير_والله ياصقر مكانش راضى يدخل وانا اللى
طلبت منه يدخل علشان ينهوا الخلاف لان هنا مش كانت عايزة تقابله نهائى وفضل يعتذر عن الازعاج كتير
صقر فى تبرم_ياشيخه فيكى الخير
موده برجاء_خلاص بقا ياصقر ،هو جه واخد زوجته ومشا ايه المشكلة بقا
صقر بحده _يعنى حضرتك مش شايفه مشكلة ؟
مودة بحزن_خلاص ياصقر انا اسفه المرة الجايه هقوله اتفضل
امشى وهسيب هنا عندى علشان المشاكل بينهم تكتر اكتر ،والله انا مسمحتش له بالدخول الا علشان المشكلة تنتهى
بسرعه قبل ما تكبر وانت عارف هنا ممكن تعمل ايه
زفر صقر بضيق وقال_وحضرتك كنتى لابسة ايه
مودة _كنت لابسة الاسدال طبعا
صقر _انهى الرمادى ولا النبيتى؟
مودة وهى تلوى شفتيها باستياء_صقر مش هتفرق المهم انى كنت بحجابى كامل
ضيق صقر _مودة !!
مودة بغضب مماثل_يووه ياصقر ،لو انت مش واثق فيا ممكن اعرف انت اتجوزتنى ليه؟
صقر بهدوء هذه المرة _ممكن اعرف انتى اتضايقتى ليه كده
مودة بتبرم_ما انت زودتها اوى ياصقر
صقر بحب_يعنى ده جزاتى انى بحبك وبغير عليكى يا مودة
مودة بتفهم_ياصقر انا عارفه بس انت لازم تكون فاهم انى عارفه حدودى كويس ومش بتخطاها لازم تكون واثق من ده
صقر _مودة انا واثق فيكى اكتر من نفسى بس بغير عليكى اعمل ايه ومتحملش راجل غريب يدخل بيتى وانا مش موجود
مودة _حاضر ياصقر ،اللى تشوفه
صقر بابتسامه حب ظهرت على نبرة صوته_المهم انتى وحشتينى اوى
مودة بدلال_ياسلام بعد ايه
صقر_خلاص بقى يا حبيبتى ميبقاش قلبك اسود
مودة بادعاء الغضب_انا قلبى اسود ،طيب سلام ياصقر
صقر بسرعه _لاا لا ده انتى قلبك ابيض مين قال اسود بس
مودة بضحك_ناس مش بتيجى غير باللعين العسلى
ضحك صقر_اسمها العين الحمرا على فكرة
مودة بضحك _ههه لا انا عينى عسلى مش حمرا
صقر وهو ينفجر ضاحكا_والله
مودة بهدوء _اينعم
صقر_لا الظاهر قعادك مع هنا جارتك دى لحس مخك ،ما علينا المهم هتعملى غدا ايه النهارده
مودة _ممم محتارة مش عارفه شوف انت عايز تأكل ايه
صقر _ممم بقولك ايه اعملى اكله دسمة من ايديكى الحلوين ،الدراسه على الابواب وهنقضيها ساندويتشات طول الاسبوع
مودة بمزاح_ممم شايفه كده حد بيتزمر من الوضع
صقر_لا ياروحى هوا انا اقدر
مودة _بحسب يعنى
صقر _لا تحسبى ولا تجمعى ،سلام يا روحى ورايا شغل وانا كده مش هخلص
ضحكت مودة_اوك ،سلام ياحبيبى
___
وصلت بسيارتها الى مقر الشركه ترجلت من السيارة ودخلت المبنى الضخم الخاص بشركة والدها للسياحه
كان جميع الموظفون بالشركة معجبون بها جدا لجمالها الاخاذ وجسمها
الممشوق والتى تهتم به بعنايه فائقه ،لذا كانت محط انظار الموظفون
جميعا طوال طريقها لاعلى حيث مكتب والدها فى الدور الثالث
،لكنها لم تلتفت لاحد تسمع همهمات الاعجاب بها فتزيد ثقه فى نفسها وغرورا وتكمل طريقها وكانها لم تراهم او تسمعهم
طرقت الباب بخفه ومن ثم دخلت بابتسامة _بابى مس يو الشويه اللى قضيتهم فى النادى دول
ترك الملفات من يده واستقبل مدللته الغاليه بترحاب وابتسامة واسعه_ياسمينا حبيبتى ، نورتى الشركه ،وانتى كمان وحشتينى جدا
ابتسمت له ياسمينا وطبعت قبلة حانيه على وجهه والدها وهى تقول _حبيبى يا بابى
_ها هتقضى اليوم فى الشركه النهارده
ياسمينا وهى تنظر لساعاتها_ممم لا مليش مزاج ،هرجع الفيلا اكمل نوم حاسه انى محتاجه انام انا جيت بس اسلم عليك
والدها بخوف _حبيبتى مالك حاسه بايه ؟
ياسمينا_اهدى يا زيكو انا كويسه بس عايزة انام مش اكتر
هدات نفسه وقال_تمام روحى ارتاحى ونتقابل على الغدا
ياسمينا وهى تضع حقيبتها الشخصيه على كتفها وترسل قبله فى الهوا وتقول وهى تغادر_سلام يا زيكو
قال بابتسامه_سلام حبيبة قلب زيكو
دخل من الباب الخاص بالموظفين بعد ان طرقه فوجد مديره يبتسم فقال باستغراب_ذكى باشا ايه مالك بتبتسم خير فرحنا معاك يا انكل
_مفيش ياحاتم دى ياسمينا كانت هنا ولسه ماشيه ،خير كنت جاى ليه
حاتم وهو يرفع حاجبيه بانتشاء_ياسمينا كانت هنا،بس غريبه خرجت امتا مفيش حد خرج قدامى
لوى ذكى فمه بتهكم_اكيد خرجت من الباب التانى الخاص بالادارة يا فالح
ضرب حاتم جبهته بيده_اوبا صدق صح ،طب عن اذنك بقا يا اونكل هروح الحقها ،قال كلمته وطار نحو الخارج ليلحق ياسمينا الفتاة التى طيرت عقله كما يقولون
هز ذكى رأسه فى يأس من ابن اخته فهو يعرفه جيدا غبى ومستهتر.
نزل للاسفل لكنه لم يجدها كانت قد رحلت للتو
ركل حاتم الارض بقدمه قائلا بضيق _اووف ملحقتهاش
عاد ادراجه نحو الشركه مرة اخرى منكس الراس
___
وصلت نحو الفيلا وصعدت الدرج ولكن منعها من متابعه صعودها هو نداء دادة عفاف عليها_ياسمينا انتى رجعتى حمدا لله على سلامتك يا بنتى
ياسمينا بحب _الله يسلمك،يا دادة (ياسمين تكن كل الحب والامتنان لدادة عفاف فهى معها منذ صغرها وهى من قامت بتربيتها بعد وفاه امها)
_انا رايحه انام يادادة ،لو حد سأل عليا ،كنسليه لحد ما اصحى
عفاف_حاضر يا بنتى،نوم العوافر
_مرسى يا دادة ،اكملت صعودها ودخلت غرفتها وابتدلت ملابسها وغطت فى نوم عميق .
____
فى بيت ما فى احد مساكن المدينه وسط طبقه ميسورة الحال
كانت ترتدى جلباب المنزل الذى ترتديه خاصه لتنظيف المنزل وتربط شعرها بايشارب صغير يمنع وصول الغبار الى شعرها اثناء التنظيف
وتفتح هاتفها على انشودة ما تسمعها وتدندن معها وهى تكنس الارضيه ويبدو عليها الانسجام فعلا غير منتبهه لما يدور حولها حقا
قام من نومته غاضبا ساخطا عليها لانها بصوتها المزعج الى جانب صوت هاتفها قد ايقظاه من نومته الهنيئه لذا قرر ان يلقنها درسا لن تنساه
خرج من غرفته نحوها وهو يصيح بحده _إنتى يا زفته انكتمى واكتمى الزفت اللى فى ايدك ده مش عارف انام
لم تنتبه له فامسك ذراعها واداركها نحوه بغلظه _أميييييرة
شهقت بفزع من حركته المفآجئة تلك فقالت وهى تضع يدها على قلبها _عادل حرام عليك وقعت قلبى ،فى ايه
عادل بضيق_اقفلى البتاع ده مش عارف انام وحسك عينك تفتحيه تانى وانا نايم فاهمه
أميرة بغضب_لا على فكرة هفتحه براحتى انت عارف انى مش بعرف اشتغل فى البيت غير لما اشغل حاجه اسمعها
عادل بحدة_أميرة متخلنيش ازعلك بسببك صحيت من النوم
أميرة وهى تلوح بيدها_ايه يابنى كل ده نوم ايه هتقضى حياتك كلها نوم الظهر قرب ياذن واكيد كالعادة نمت قبل الفجر بدقايق ومصلتش الفجر
عادل بسأم _وانتى مالك انام امتا واصحا أمتا اما باردة صحيح
أميرة _لا مالى يا عادل لما تبقى احوالك مش عاجبانى يبقى مالى ونص كمان
عادل وهو يلوى شفتيه ويربع يده_وايه هيه احوالى اللى مش عاجبانى ان شاء الله
أميرة برجاء_عادل ارجوك فوق لنفسك انت بتضيع
ليعود عادل الى غرفته بلا مبالاه _انا مشتكتش لك ،انا حر اعمل اللى يعجبنى فى الوقت اللى انا عايزة
لتهز أميرة رأسها يمنه ويسرة وهى تقول_ربنا يهديك يا عادل ،ثم اكملت التنظيف ولكن هذه المرة اخفضت الصوت قليلا حتى لا يثور اخوها ....
